المنتدى :
روايات زهور
42- أبى الحبيب ( كتابة)
السلام عليكم على أعضاء أحلى منتدى سأقوم ـ إن شاء الله ـ بكتابة قصة أبى الحبيب لأنه مش عندى اسكنر إن شاء الله تعجبكم
1ـ عودة الغائب
______________
امسك ( وجدى) سماعة الهاتف و قال فى صوت يحمل أشد نبرات الضيق :
ـ حفلة أى حفلة ؟ أنت تعرفين أن وقتى ضيق للغاية يا ( نجلاء) و لا أملك ما يسمح لى بالذهاب إلى أعياد الميلاد .. نعم أعرف أننى وعدت بالذهاب و لكننى مشغول للغاية لدى بعض الاعمال الهامة ستحتاج منى إلى البقاء فى مكتبى حتى ساعة متأخرة من الليل
.. لا .. لا يمكن تأجيلها
ـ من فضلك يا نجلاء خذى أنت الولد إلى هذا الحفل و اعتذرى لـ ( سميحة) هانم و زوجها بالنيابة عنى و إذا وجدت أمامى فسحة من الوقت فسوف ألحق بكما هناك
و أعاد سماعة الهاتف و هو يزفر قائلاً :
ـ تباً لهذه المناسبات و المجاملات الفارغة ألا تنتهى أبداً ؟
إنه لا يبغض شيئاً فى هذه الدنيا قدر بغضه لتلك الحفلات و الدعوات التى تأتى إليه من آن لآخر بمناسبة و بدون مناسبة ..
عيد ميلاد ابنة ( سميحة) هانم .. عيد زواج فلان و فلانة .. دعوة للغداء هنا و دعوة للعشاء هناك ..و حضور حفل افتتاح لأحد المصانع الجديدة أو حتى متجر صغير للملابس ..
و هو مضطر دائماً للمجاملة و الابتسام و التظاهر بالمرح و اللطف مع من يدعونه أو يدعوهم مستسلماً لحالة متكررة من النفاق الاجتماعى السقيم
و لكن ماذا يفعل ؟ إنه شخصية مرموقة فى بورسعيد و علاقاته الاجتماعية تدخل كجزء من طبيعة عمله و علاقاته برجال الاعمال و التجار فى المدينة فمصنع الزجاج والبلور الذى يمتلكه يدخل فى منافسة شديدة مع عدد من المصانع الأخرى المنتشرة فى مناطق مختلفة من الجمهورية و على الرغم من جودة انتاجه العالية التى دفعت به إلى التوسع فى التصدير إلى الأسواق الخارجية بعد أن اكتسب شهرة لا بأس بها فى الأسواق الداخلية و أصبح مصنعه واحدا من أكبر مصانع الزجاج و الكريستال فى مصر إلا أنه لا يستطيع أن يتجاهل قيمة العلاقات الشخصية و المجاملات الاجتماعية و الدور الذى تلعبه فى تعزيز نجاحه كرجل أعمال فضلاً عن تأهبه لترشيح نفسه فى المجلس المحلى للمدينة و ما يطمح إليه مستقبلاً من أن يكون عضواً فى مجلس الشعب و هو طموح سياسى طالما حلم به منذ كان طالباً فى الجامعة وربما يتجاوز كثيراً طموحه المادى الذى حققه عن طريق مؤسسة الصناعات الزجاجية التى أصبح يمتلكها ..
لقد حققت الحياة لـ ( وجدى) الكثير من الآمال و الأحلام التى تمناها فقد تمكن بكده و عرقه و كفاحه لسنوات طويلة فى أثناء الدراسة و بعدها
|