لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-07-08, 11:38 PM   المشاركة رقم: 36
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2008
العضوية: 84194
المشاركات: 163
الجنس أنثى
معدل التقييم: the north flower عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
the north flower غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : the north flower المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

اغمضت عينيها لتحاول محو هذه الذكريات الناعمه من مخيلتهل لماذا آه , لماذا عليها ان تعانى مثل هذا العذاب ؟
لكن المها لن يمكث طويلا . فمنذ اربع سنوات و فيفيان تفرض على نفسها مخططا نظاميا قاسيا غايته منعها من الاستسلام و الخضوع لهواجس مخيلتها . تمالكت نفسها و توجهت الى الحمام .
و بعد ان اخذت حماما باردا , ارتدت فستانا مقلما , و سرحت شعرها و تناولت حقيبه مصنوعه من القش و خرجت من غرفتها . كانت الشرفه محاطه بسلسله متوازيه من القبب المتشابهه . و فى طرفيها , برجان ابيضان حيث تقع غرفتا الاستقبال القت الفتاه نظره سريعه الى داخلهما و شاهدت الاثاث , من طراز لويز الخامس عشر , حيث اضيفت المصابيح المغربيه و الصناديق الثقيله المحفوره و الائرائك الجلديه .... ابتسمت بسخريه امام هذا الترف ثم هبطت السلم الخارجى متجهه الى حوض السباحه و من خلال اشجار النخيل و الشجيرات المزهره , سمعت اصواتا عاليه لا شك اذن ان حوض السباحه يقع من هذه الجهه . راح قلبها ينبض بسرعه روبرت ينتظرها هناك بفارغ الصبر . من اين لها الشجاعه لعبور هذا الممر المشجر ؟ فجأه شعرت بخوف و خجل . لا يمكنها ابدا النجاح فى تمثيل دور صاحبة الرسائل ! و خطر ببالها ان تتوجه فورا لرؤية ترانت كولبى و التصريح له عن خداعها و تعود الى انكلترا على الفور .
لكنها تخيلت وجه لوسى المتوسل .... ووجه الشاب المشلول , الذى يبحث عن قليل من السعاده يتمتع بها فى اخر ايام حياته .

 
 

 

عرض البوم صور the north flower  
قديم 17-07-08, 12:35 AM   المشاركة رقم: 37
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 51658
المشاركات: 164
الجنس أنثى
معدل التقييم: sekymeky90 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 16

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
sekymeky90 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : the north flower المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

الف الف الف الف مبروك على النجاح
وميرسى على الرواية

 
 

 

عرض البوم صور sekymeky90  
قديم 19-07-08, 02:16 PM   المشاركة رقم: 38
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2007
العضوية: 59965
المشاركات: 20
الجنس أنثى
معدل التقييم: rw_all عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 12

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
rw_all غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : the north flower المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

مبينة رواية روعة واني دانتظر التكملة على شوق وشكرا على محهودك

 
 

 

عرض البوم صور rw_all  
قديم 20-07-08, 11:20 PM   المشاركة رقم: 39
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2008
العضوية: 84194
المشاركات: 163
الجنس أنثى
معدل التقييم: the north flower عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
the north flower غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : the north flower المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

ليس امامها الاختيار . تحلت بالشجاعه و هبطت السلالم الباقيه المؤديه الى الشرفه الثانيه حيث حوض السباحه وراء المزروعات الكثيفه . شاهدت من بعيد وجود شخصين , بينهما خادم . نعم , و هذا الكرسى النقال !
فانعقدت حنجرتها و اقتربت من الرصيف . كانت تسير بأناقه , و من دون اى انزعاج مستمتعه بحرارة الشمس تلمس ذراعيها . و لما وصلت قرب روبرت , و بابتسامه ناعمه بدأت لعب الدور الذى وافقت على اتخاذه فصرخ المعاق ماسكا يديها :
- فيفيان اخيرا .
- روبرت ! من زمان اريد مقابلتك ! ز
و بخجل ابتعدا . و راحت فيفيان تراقب الرجل محاوله ان تعطى لنظراتها بريقا حنونا و محبا . كانت بشرته سمراء من شدة تعرضها لاشعة الشمس . و عيناه زرقاوان قاتمتان . لكن ساقيه و ذراعيه و كتفيه تبدو كأنها منخوره من الداخل . انعقدت حنجرتها لكنها ظلت مبتسمه لا تبعد نظرها عنه بالرغم من رغبتها فى الصراخ لقساوة القدر .
كان شعره كثيفا و اشقر . يشبه اخاه الكبير لكن ملامحه كانت اشد رقه و نعومه . و باختصار كان كثير الجاذبيه .
قال مادا يده يلمس راس الفتاه المالس :
- شعرك تماما كما فى الصوره . و انت تماما كما تخيلتك ..... كم انت جميله !
رمقته فيفيان بنظرة اعجاب و اجابت ضاحكه :
- لو تعرف اى اثر تفعل بى , لكنت تعاظمت من الكبرياء ! .
وجه اليها ابتسامه فاتنه و ازاح كرسيه قليلا ليقدم لها خادمه الذى كان واقفا وراءه :
- هذا هارون . ينقلنى الى الحوض عندما اشعر برغبه فى السباحه , و فى المساء يحملنى الى فراشى .
كان هارون ممشوق القامه , اطول من عبدول , يرتدى سروالا ابيض و ستره فاتحه و عمامه فوق رأسه .
اضاف روبرت قائلا :
- يتكلم اللغه الانجليزيه بقدر ما اتكلم انا اللغه العربيه , لكننا نتفاهم قدر المستطاع ! اليس كذلك يا هارون ؟
الضاهر ان خادمه لم يفهم شيئا لكنه اجاب قائلا :
- نعم يا سيدى .
- هارون من قبيلة الورزات جاء به ترانت من مراكش فانا لست بوزن الريشه ولا احد هنا فى طنجه كان على استعداد لقبول هذه الوظيفه . يعلمنى هارون اللغه العربيه . و عندا احاول اثير الضحك لكننى مصر على تعلم هذه اللغه لكى اتمكن من الاتصال به بطريقه افضل .
و هو الذى لا يبقى له الا القليل ليعيش ! ادركت فيفيان ان عليها الا تظهر له اى ردة فعل مهما كانت شجاعة روبرت تثيرها . و كانت تتحدث معه عندما وصل ترانت من الجهه الثانيه للحوض . لا شك انه اراد ان يحضر هذا اللقاء الاول من دون ان يراه احد . و امام هذه الفكره , احمرت وجنتا فيفيان بعنف ..... لسببين : اولا من القلق : هل لعبت دورها كما يجب ؟ . . . . . ثم من النقمه ! فى كل حال , لم يكن ترانت يثق بها ابدا .
كان يرتدى سروالا اصفر و قميصا حريريا معرقا . و يبدو مسترخيا , واثقا من نفسه لا شك انه يكبر اخاه بعشر سنوات او اكثر و تعترف فيفيان ان هذا الرجل جميل الطلعه بشعره الاسود ووجهه الوسيم .
لم تظهر فيفيان اى شئ مما يدور فى ذهنها و اجتهدت فى اتخاذ تعبيير مرح بينما كان صاحب الدار يتقدم منها .
قال ترانت قبل ان يرمق اخاه بنظره حنونه :
- صباح الخير يا فيفيان . و اللان يا خى الصغير , لقد صدقت بوعدى , اليس كذلك , هل انت سعيد ؟
امسك روبرت بيد الزائره و قال :
- فيفيان اروع مما كنت اتصوره !
ثم شرح لفيفيان قائلا :
- اصريت على ترانت ان يوافق على استقبال امرأه فى هذا المنزل .انه عازب محنك و شديد الصعوبه فى اختيار مدعويه .
- سأحاول عدم ازعاجه .
قال ترانت بصوت ناعم و هو يقدم لها كرسيا لتجلس :
- ولا تنسى ان تمشى على رؤس اصابعك ! اعترف بأن عنصرا انثويا فى هذا المنزل يشكل نوعا من الزينه .
اراد روبرت ان يعرف كل شئ عن وصول صديقته ....... الاستقبال فى المطار , الطريق فى السياره حتى الفيللا . اجاب ترانت و فيفيان على اسئلته من دون ان يذكرا طبعا المشاحنه البارده داخل السياره , و الجو المتوتر خلال العشاء . و بينما كانا يتكلمان , كان روبرت يراقب كل واحد بدوره كأنه لاحظ سوء التفاهم من وراء ابتساماتهما .
و فى تلك الاثناء , كان عبدول و معين يحضران المائده فى زاوية الشرفه المطله على المناظر الخلابه . و لما اصبح الفطور جاهزا نهض ترانت و تبعته فيفيان , و قام هارون بمساعدة روبرت على ارتداء مئزره القطنى ثم جر كرسيه حتى الطاوله .
المنظر كان رائعا . و لدى رؤية هذه الاماكن الحميمه شعرت الفتاه بغصه و ادارت راسها للمنظر . عبس ترانت بسخريه و قال :
- اى انسان لا ينبهر بمظر الكاسبا الرائع و منظر المرفأ ؟
اجابت الفتاه بهدوء :
- العظمه لا تهمنى .
صرخ روبرت ضاحكا و هو يسكب اللبن فى فنجان الشاى :
- انت تمزحين يا فيفيان تذكرى يوم وجدت نفسك فوق كومه العلف فى مزرعة والدك ! لقد وصفت لى هذا الحادث بكل تفاصيله , انسيت ذلك ؟
نظر ترانت مفصلا الى كتفى الفتاه الصغيرتين و معصميها النحيلتين و قال :
- انت ابنة مزارع ؟ اه فهمت !
قال روبرت بفخر :
- و فوق ذلك , فهى ذكيه جدا ! تصور انها تسلقت مره فوق كومه علف بغية الوصول الى مرفاع على علو 15 مترا , كى تحل بكره معلقه .
- يا للوقاحه !
اسرعت فيفيان فى القول بعد ان امتلأ وجها بالاحمرار :
- منذ زمن طويل لم اعمل فى القريه .
شعرت فيفيان بارتياح لوصول الفطور اذ تغير الحديث و قدمت ثمار البحر , و لحم العجل و اكباد الدجاج و العسل و البلح و التين و الليمون الافندى . و فكرت فيفيان ان كل هذا التنوع فى المأكولات لابد ان تكون غايته اثارة قابلية روبرت .
و كان روبرت يحب الحديث عن تاريخ طنجه . و بينما كان يتذوق هذه المأكولات الشهيه , راح يقص على صديقته الحكايات الفكاهيه حول هذه المدينه , محاولا تسليتها . فشعرت بالارتياح يحتلها تدريجيا . و معين كان يهتم بخدمة المائده وخاصه بالانسه الضيفه . قدم لها صحن البلح الذيذ للمره الثانيه قائلا :
- اذا سمحت الانسه , احب ان اقدم لها من جديد هذا البلح الذى يشبه دموع الشمس .
- ان طعمه لذيذ , يا معين , لكننى لا استطيع ان آكل المزيد منه . منه . شكرا .
- العصفور يأكل اكثر من الآنسه !
اجابت ضاحكه :
- اى نوع من العصافير , يا معين ؟ الوز ام البط ؟
و من دون انتباه كانت فيفيان تتكلم باللغه الفرنسيه و لم تنتبه الى ذلك الا بعد فتره قصيره و ترانت كان يراقبها بشده ثم قال :
- تتكلمين الفرنسيه بطلاقه يا فيفيان.
اجابت بلطف :
- اشكرك .
هذه المره بذلت جهدا كبيرا لتمنع الدم من الصعود الى خديها . لا شك ان اعصابها متوتره , لأنه ليس غريبا ان تتقن لغه تستعمل بكثافه فى طنجه و يتقنها عدد كبير من الناس !
بعد الفطور لم يدخل ترانت الى المنزل , بل رافق روبرت و فيفيان الى الشرفه حيث حوض السباحه , و جلس امام طاوله وراح ينقب و براجع فى السجلات و المستندات .
و جلست فيفيان قرب روبرت و شعرت فجأه برغبه فى الاستراحه بعد هذا اللقاء المتوتر او على الاقل , بعيده عن انظار ترانت كولبى . و ترانت يرغب فى تكريس معظم وقته لأخيه , و هذا امر طبيعى جدا . لكن من جهه ثانيه كانت الفتاه تشعر بالتعب من البقاء دائما متحفظه و محترسه و عرضه للأنظار و الانتقادات . بعد قليل اعلن روبرت قائلا :
- فيفيان و انا سنقوم ينزهه قصيره , يا ترانت . سأريها الحديقه . رفع ترانت رأسه و هز حاجبيه بسخريه و قال بنبره حاده :
- لا تقلقا على .
اقترب هارون ليجر الكرسى , فاوقفه روبرت فى الحال و قال :
- ستساعدنى فيفيان على ذلك , يا هارون .
قال ترانت ملاحظا :
- سيكون ذلك حملا ثقيلا عليها .
اجابت الفتاه :
- سأتدبر الامر ارجوك .
بامكانها ان تجر دبابات الاقحام من اجل ان تتخلص من هذا الرجل و لو لفتره قصيره .
اعطاها روبرت بعض التعليمات و استدارا حول حوض السباحه لاجتياز ممر صغير بين الاسيجه العاليه . كانت الحدائق روعه حقيقيه . ووسط حوض بشكل نجمه , مبلط بالفسيفساء الملونه , يهدر سبيل ماء . تحيط به اشجار النخيل و الموز .

 
 

 

عرض البوم صور the north flower  
قديم 21-07-08, 09:48 PM   المشاركة رقم: 40
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2008
العضوية: 84194
المشاركات: 163
الجنس أنثى
معدل التقييم: the north flower عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
the north flower غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : the north flower المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

و هناك ممر طويل يصل الى عرزال مصنوع من تشابك الياسمين و العريش , ثم يمتد الى العشب الاخضر المسقى و المعتنى به باتقانو المحاط بمساكب الازهار العطره و بعض اشجار الارز و الفلفل التى كانت ترمى ظلالها هنا و هناك . مرت فيفيان تجر روبرت امام استراحه داخل البستان تعلوها قبه مبنيه على اعمده حجريه و اجتازا المقاعد الخشبيه التى تظللها اشجار الزهر و الغار و من خلال اوراق الشجر لمحت فيفيان المروج الهادئه البعيده عن الضجيج و الضوضاء .
و شاهدت النساء البربريات يعملن من دون توقف فى بستان البرتقال , فابتسمت لا شك ان ترانت مسرور من هذه الامبراطوريه الصغيره التى يبنيها فى طنجه ......من اموال غيره , ولا يبدو انه منزعج من ذلك ابدا .
لم يكن روبرت مهتما بالمنظر . فاشار اليها بالتوقف . فجأه لمحت فيفيان من وراء الخضار البحر الازرق الصافى .
قال روبرت ممسكا يد الفتاه :
- فيفيان ! التقينا اخيرا لو تعرفين كم كنت انتظر هذه اللحظه بفارغ الصبر .
حينئذ لاحظت فى عينيه الزرقاوين ظل خوف و قلق و نداء نجده اثرا بها حتى اعماق كيانها لذلك اجابت بحراره :
- روبرت لا ارغب الا ان تكون سعيدا .
- عانقينى , يا فيفيان انا بحاجه الى حبك .... ان احسك بقربى !
جذبها نحوه بشغف ...... حاولت الفتاه عدم الرجوع الى الوراء من زمان لم تعانق احدا و تذكرت غارى ... عندما كان يضمها اليه . لكن الان ليس غارى , انما رجل اخر , لم تعجبها الفكره , اخيرا ابعدها روبرت عنه و نظر اليها بارتباك و قال :
- رسائلك كانت تعد بأكثر من ذلك , لكننى اكتفى بهذا فى الوقت الحاضر .
و لاخفاء ابتسامه مكبوته , وضعت فيفيان يدها على شعره الاشقر و سالته :
- من الذى يقص لك شعرك؟
- هارون لكن بامكانك الاهتمام بذلك و اعدك ان اكون عاقلا و الا اتحرك .
كان يتكلم بمزاح لكن فيفيان رات فى عينيه رزانه و جاذبيه , فحزن قلبها . لا , لا يجب ان يتعذب ! مهما يكن .
قالت و هى تداعب شعره القمحى :
- احب شعرك هكذا . لا اريد ان اغير شيئا .
قال روبرت بصوت ملئ بالانفعال , كم سنفرح معا ! انتظرى متى ترينى فى حوض السباحه ! فى الماء انتقل بسرعه كبيره .... و انصحك بالحذر منى !
اجابت بفرح على مناكدته :
- اراهن انك لن تقدر ان تقبض على .
- تمزحين ! انت لا تجيدين السباحه , و هذا ما ورد فى رسائلك ! لماذا لم تتذكر محتوى رسائل لوسى ؟ لكنها تمكنت من انقاذ نفسها و القول بسرعه :
- اخذت دروسا فى السباحه فى المده الاخيره و قمت بتمارين عديده و اصبحت الان سباحه جيده .
سحب يدها بلطف من شعره ليجعلها تجلس على كرسيه . و قال لها :
- قولى متى لاحظت انك بدأت تحبيننى ؟
تمنت الفتاه الا يسمع الرجل نبضات قلبها السريعه . متى ؟
حاولت ان تتذكر و اجابت بلهجه خفيفيه :
- اه ! باكرا جدا تقريبا منذ البدايه .
و للمره الثانيه بدت خيبة الامل على وجهه و قال بابتسامه مسكينه :
- هل نسيت ذلك الاسبوع عندما ارسلت اليك بعض زهر الليمون فوضعتها فى ديوان شعر و ارسلته الى .....
و راح يلقى احد ابيات الشعر :
- غناء القبره و هى تحلق فى الليل الكالح ......
لم تكن فيفيان تعرف هذا البيت , فاطلقت ضحكه مرتبكه و قالت :
- طبعا ! لكن الان , انا هنا و هذا ما يهم . اليس كذلك ؟
احاط روبرت خصر الفتاه بذراعيه و ضمها اليه و قال :
- انت جميله جدا لكن ذاكرتك ضعيفه ! لا الومك بل احبك .
طبعت على صدغه قبله و شعرت بارتياح كبير و بمحبه و حنان و نحو هذا الرجل المعاق . هذا الحديث عسير و معقد و حاولت تغيير الموضوع و قالت وهى تشير باصبعها نحو العاملات فى المروج و هن يسقين البستان .
- دائما بهذه الطريقه ؟
- نعم , هكذا كل شجره تأخذ حصتها فى الماء .
ثم راح يشرح لها الاعمال القائمه هنا و اخبرها ان اشجار الخوخ ستزهر عما قريب و ان اخاه يحاول صنع بعض العطورات و توزيعها على الاسواق . كانت فيفيان تصغى اليه بشغف و حماس . ما دام الحديث يدور عن امور عامه , فلا مجال لديها للقلق . و روبرت كان سعيدا بوجود الفتاه قربه و من وقت الى اخر كان يدير الحديث عنهما و عن مراسلتهما . و كى لا تقع فى اخطاء اخرى , كانت تسرع فى عرض مشاريع الايام التاليه .
كانت الشمس فى اوجها عندما عادا الى المنزل عن طريق مختلف يطل على منظر خلاب و سرى . هنا تنتصب بين الجدران الحجريه المغلفه بالنباتات المتسلقه مقصوره مهدمه . هذا البناء الانيق المصنوع من القرميد الوردى يذكر بالهياكل الصينيه المتعددة الادوار . و الطابق الثانى لا شك انه يطل على المدينه .
قال روبرت و هو ينظر الى وجه فيفيان المتألق فرحا :
- هذا متنزه بنى فى الماضى لاستقبال الضيوف . اما فى الوقت الحاضر فتسكنه الطيور و الحمام !
بعد ذلك اجتازا رواقا مقنطرا . داخل البركه تنعكس الطبيعه الغنيه . الزهر بكثره ينبت فى الاوانى الحجريه و الجرار الفخاريه . و يعم فى هذا المكان صمت ثقيل . و بعد ان سلكا ممرا ضيقا تحيطه اشجار الميموزا الكثيفه , وصلا الى الفيللا بعد لحظات . اوكلت فيفيان صديقها الى هارون و صعدت الى غرفتها . كانت منهكة القوى , ليس تعبا بل الضغط العصبى لتخوفها من ارتكاب خطأ احمق . لم يسمح لها الوقت للأسترخاء , فما ان غسلت وجهها و سرحت شعرها حتى سمعت الجرس يثرن معلنا عن موعد الغداء .
كانت غرفة الطعام الصغيره حيث يقام الغداء عادة مستديرة الشكل , اثاثها رائع و تطل على حديقه مقفله حيث تتصاعد رائحة الورد و الغاردينيا . و لما دخلت الى غرفة الطعام توقف قلبها عن الخفقان , خلال لحظه , ذلك لان ترانت كولبى كان فى الداخل .
على الطاوله وضعت الانيه الصينيه و الكريستال الثمين . هذا الديكور المتغير باستمرار لا شك ان غايته افراح هذا الشاب المعاق كى ينسى واقعه المرير و الحزين و الرتيب . يصرف ترانت الاموال الطائله من اجل اسعاد اخيه , اضافه الى الحنان و المحبه و التضحيه . الطعام كان لذيذا لكن الفتاه الانكليزيه لم تتمكن من تذوقه كليا لانها كانت متحفظه خلال فترة العشاء كلها . اما روبرت فكان فى مزاج رائع . و راح يشرح لضيفته قائلا :
-الكازينو الذى يديره ترانت مبنى على الطراز المغربى . عندما انتقلنا الى طنجه , ذهبت مره الى هذا الكازينو . الزبائن خليط من العرب و الارستقراطيين الاوربيين . يمكنك ان تحتسى هناك اى مشروب , من الشاى حتى المشروبات القويه . و فى الصاله الخساره يمكن ان تصل من مئة دولار الى خمسة الاف .
قالت فيفيان بلهجه خفيفه و هى ترمق ترانت بنظرات وقحه :
- و كل هذا المال يصب فى الخزنه العائليه .
قال ترانت رافعا كتفيه :
- الحظوظ متعادله و الربح وارد كالخساره .
- الثروات تتكدس و العائلات تفلس .... و الكازينو يسخر من كل هذا !
سكب ترانت كولبى قبل ان يجيب اليا :
- انها لعبه قديمه كالعالم . ما افعله هو اعطاء امكانيه للاعبين ان يمارسوا رياضتهم المفضله .
قالت الفتاه بلهجه قاطعه و صوت لاهث :
- حسب رأى , انها طريقه ماهره لتشجيع نقائص الجنس البشرى .
- للاسف ان النساء يعتبرون الكازينو مكانا للخطيئه ... حيث الانسان مهدد ان يخسر نفسه . بالنسبه الى الرجل , بالعكس , هذه التسليه تستدعى كل حواسه .
- ما عدا حاسته الجيده !

 
 

 

عرض البوم صور the north flower  
 

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:33 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية