لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-06-08, 09:53 AM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 45499
المشاركات: 173
الجنس أنثى
معدل التقييم: ..مــايــا.. عضو له عدد لاباس به من النقاط..مــايــا.. عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 116

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
..مــايــا.. غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ..مــايــا.. المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

الفصل الثامن:

حب بمليون جنيه


-والآن يا ساسكيا،كيف تظنين أنك ستتكيفين نفسك كزوجة يونانية،إذا تزوجتما أنتي و أندريس؟

سمعت ساسكيا شهقة سخط من أولمبيا للطريقة التي طرحت بها أثينا سؤالها،لكنها رفضت السماح
لنفسها بأن ترهبها هذة المرأة ،فمنذ أتخذ الجميع أماكنهم حول مائدة العشاء،أدركت ساسكيا أن أثينا مصممة على إثارة أعصابها قدر الإمكان،
وعلى كل حال،قبل أن تقول شيئاً،كان أندريس يجيب على السؤال بدلاً منها،بلهجة حاقدة
"ليس هناك كلمة"إذا"بالنسبة إلى زواجنا،يا أثينا.ساسكيا(سوف)تصبح زوجتي".

وجاء الآن دور ساسكيا لتخنق شهقة الصدمة التي شعرت بها،لكنها لم تستطع السيطرة على دافع غريزي للنظر إلى أندريس .ماالذي سيفعله إذا كان عليه في النهاية الإعتراف لأثينا بأن خطبتهما قد فُسخت؟
ثم فكرت بأن هذة مشكلته وليست مشكلتها.

لكن شعوراً غريباً ينتابها ،وهي مقتنعة به،وحين خرج أندريس من مكتبه الملحق بغرفة(نومهما)هذا المساء.توقف أمامها تماماً ، قائلاً بهدؤ
"أشك في أن أي رجل يراك الآن قد يفعل أي شيء عدا تمنيه أن تكوني له،يا ساسكيا"

لم يحدث أن ساورتها الرغبة قط في العمل على المسرح ..كان هذا بعيداً عن أمانيها..ومع ذلك
منذ تلك اللحظة شعرت وكأنها قد أنتقلت إلى شخصية جديدة . لقد أصبحت فجأة خطيبة أندريس ومثل أي امرأة عاشقة ،لم تكن فخورة بأن تكون مع حبيبها وحسب.بل تملكها شعور الأنثى بجانب حاميها ، وأصبح القلق في عينيها لأجله وبسببه .وراحت ساسكيا تفكر بما سيشعر أندريس عندما تعيّره أثينا ساخرة بالكلام الذي قاله لتوه حين تنفسخ خطوبتهما؟

ماالذي شعر به عندما أدرك لأول مرة ،وهو غلام ،غاية أثينا منه؟

-الزوجات .أنا أعشق الزوجات
قال أريستوتل هذا ضاحكاً بخلاعة وهو يميل نحو ساسكيا بشكل تمكن معه من وضع يده على ذراعها
أشاحت ساسكيا بوجهها عنه على الفور، فقد كانت تشارك أوليمبيا رأيها في محاسب أثينا . رغم أنه كان طويل القامة،جعله جذعه الثقيل يبدو قصيراً.أما شعره الأسود الكثيف فكان مخضباً بالزيت ، والبذلة البيضاء التي يرتديها فوق قميص أسود ،لم تكن في نظر ساسكيا على الأقل تحسن من شكله، بينما بدا أندريس هادئاً جذاباً مرتاحاً في بنطلون أنيق وقميص قطني أبيض .

إذا كانت بينها وبين نفسها،ظنت أن ثوبها الأسود قد يكون مميزاً نوعا ما،فسرعان ما أدركت صواب رأي أوليمبيا في أقتراحها ارتداء هذا الثوب عندما رأت ثوب أثينا.

ذلك أن ثوبها الأبيض المحكم على جسدها لم يترك للمخيلة شيء.وكانت ساسكيا سمعت أثينا تقول لأندريس معجبة بنفسها:
-لقد صُمم هذا الثوب خصيصاً لأجلي ..بالمناسبة..أرجو أن تكون قد نبهت خطيبتك أنني أحب أن أشاركك السباحة في الصباح .."

لم تستطع ساسكيا منع نفسها من إلقاء نظرة قصيرة مذهولة على أندريس فسّرتها أثينا لحسن الحظ بالغيرة لفكرة أن امرأة أخرى تسبح مع خطيبها.

وبينما كانت ساسكيا تهضم ما سمعته ، سمعت أندريس يجيب أثينا بحدة
"يمكنني تذكر فقط مناسبة واحدة حاولت أنت فيها مشاركتي السباحة الصباحية، يا أثينا،وأتذكر أيضاً أنني أخبرتك بمدى إنزعاجي لأنك أفسدت فترة صباحي الهادئة"

فقالت أثينا دون شعور بالحرج
"آه ،هل خفت من أنني قلت شيئاً لا تريد خطيبتك سماعه؟
ولكن من المؤكد ياأندريس"

ثم تمتمت بصوت أجش وهي تمد يدها لتضعها على ذراعه
"على خطيبتك أن تدرك أن رجلاً جذاباً ومفعماً بالحيوية مثلك..لابد كانت له عشيقات أخريات قبلها.."

كادت أنفاس ساسكيا تتوقف لشدة وقاحة أثينا ،وراحت تتصور ما سيكون عليه شعورها لو أن أندريس كان حقاً خطيبها. وكم كانت كلمات أثينا ستشعرها بالغيرة وعدم الأمان ،إذا ما من امرأة تريد أن يذكرها أحد بالنساء الأخريات اللاتي شاركن حبيبها عواطفه قبلها.

لكن أندريس ،كما يبدو، لم يكن منزعجاً إطلاقاً مما تكشفه أثينا، فقد أزاح ،ببساطة يدها عن ذراعه وذلك بالرجوع إلى الخلف ووضع ذراعه حول كتفي ساسكيا، وضمها إليه إلى حد أدركت ساسكيا معه أنه لابد أحس برجفتها التي لم تستطع منعها،الرجفة التي ازدادت حتى أصبحت تشجناً حين أخذت أصابعه تلامس دون وعي كتفها..قائلاً:
"ساسكيا تعلم أنها المرأة الوحيدة التي أحببت في حياتي ،المرأة التي أريد أن أمضي بقية حياتي معها"

كلما أزدادت ساسكيا إصغاء ومراقبة لأثينا،أزدادت موافقتها على رأي أوليمبيا أن الحب ليس ما يحرك أثينا،فقد كانت تنظر إلى أندريس أحياناً وكأنها تكرهه وتريد تدميره كلياً.

كان أريستوتل لا يزال يحاول جذب انتباه ساسكيا،لكنها تعمدت التظاهر بعدم الإنتباه،لقد أثار إزعاجها لدرجة أن اللمسة الواحدة منه جعلتها ترتعش اشمئزازا،وعلى كل حال،كان التهذيب يدفعها إلى الإجابة على أسئلته قدر إمكانها،رغم أن أسئلته متطفلة لا تطاق.وشعرت بالضيق حين قال ،أنه لو كان محاسباً عند أندريس لأصّر عليها توقيع اتفاقية قبل الزواج تتعهد فيها بأنه إذا انتهى الزواج ،فإن أموال أندريس ستكون في أمان.

وتملكتها الدهشة عندما أنخرط أندريس في هذا الحديث قائلاً لأريستوتل متجهماً إنه ما كان ليطلب من المرأة التي يحبها التوقيع على اتفاقية كهذه.

ثم أضاف أندريس بحزم وصوت عميق وإخلاص واضح
"المال تافه مقارنة بالحب"

فحبست ساسكيا أنفاسها قليلاً وهي تسمع كلام أندريس وهو ينظر إليها،فتذكرت فوراً ظروف"تعارفهما"ورأيه الحقيقي فيها وإذا بها فجأة تشعر بمرارة اليأس البالغ في فمها وتمنت لو تخبره بحكمه الخاطئ وبالحقيقة التي يتمناها.

كان يريحها على الأقل أن أمه وشقيقته تحبانها.أضف أن أوليمبيا أكدت لها أيضاً أن أختها الكبرى ليديا مسرورة مثلهما لحب أندريس لها وهي تتطلع بشوق إلى التعرف بها عندما تعود في أواخر الشهر من بروكسل حيث تقيم مع زوجها وأولادها.

وشعرت ساسكيا بأنه لو لم تحبها أسرة أندريس ،لكانت كرهت ذلك حقاً.

وفجأة أحست ساسكيا بأن وجهها ابتدأ يحترق.ماالذي تفكر فيه؟
أنها هنا لتمثل دور خطيبة أندريس ،فخطبتهما زائفة..تمثيلية..

كذبة أرغمها أندريس بابتزازه لها على مشاركته فيها لتساعده على التخلص من الشرك الذي تريد أثينا إيقاعه فيه.
منتديات ليلاس

أفصح أريستوتل لساسكيا عن رغبته في مرافقتها بجولة حول حديقة الفيلا.فهزت ساسكيا رأسها بالرفض بحركة تلقائية وشعرت من جديد بوجهها يحترق وهي ترى مراقبة أندريس لها وفي عينيه مزيج من الغضب والتحذير،فمن المؤكد أنه غير جاد في ظنه بأنها ستقبل دعوة أريستوتل .ثم سمعته فجأة يقف ويقول
"لقد أمضت ساسكيا يوماً مجهداً،وأظن أن الوقت قد حان لنتمنى لكم ليلة سعيدة"

نظرت ساسكيا حول المائدة بسرعة.كان واضحاً من التعبير الذي ارتسم على وجوه الآخرين تفسيرهم لقرار أندريس هذا.وعرفت ساسكيا أن التوهج الذي بدا على وجهها وعنقها قد أثبت لهم ظنونهم.

وعندما استدار واقفاً خلف كرسيها ليساعدها على الوقوف أخذت بالاحتجاج
"أندريس..لا أريد."
فقالت أوليمبيا ضاحكة بصوت خافت
"لا فائدة من الكلام ،يا ساسكيا أن الواضح أن أخي العزيز (يريد)!آه،لا لزوم لعبوسك في وجهي يا أخي العزيز"

وضحكت أوليمبيا مرة أخرى قبل أن تضيف قائلة بمكر"وأنا أراهن على أنك لن تنزل للسباحة عند الفجر.."
-"أوليمبيا!

صرخت بها أمها وقد أحمرت وجنتاها،بينما ألقت أثينا على ساسكيا نظرة تنفث كراهية عندما وقفت هذة الأخيرة بسرعة ثم تجمدت حين وقف أريستوتل هو أيضاً قائلاً بإصرار و بوقاحة
"أريد المطالبة بامتيازات صديق الأسرة وذلك بتقبيل العنصر الجديد في الأسرة قبلة المساء"

وقبل أن تتمكن ساسكيا من تجنبه،أمسك بها،ولكن قبل أن ينفذ ما قاله،كان أندريس يقف بينهما وهو يقول متجهماً "خطيبتي لا تُقبل سوى رجل واحد"

****

وبعد أن عادا إلى الغرفة قال أندريس
"إذا كنتِ تقبلين نصيحتي ،أبتعدي عن أريستوتل ،فسمعته سيئة جداً مع النساء .لقد أتهمته زوجته السابقة باستعمال العنف معها و.."

فاستدارت ساسكيا إليه وهي تدخل الغرفة،والغضب بادٍ على وجهها وقالت بينما هو يغلق الباب"لا يمكنك أن تعني ما أظنك تعنيه"

كيف يتصور أنه يمكنها حتى التفكير بالاهتمام برجل مثل ذلك المحاسب؟
إنها إهانة لم تكن مستعدة للسكوت عنها.فقال وقد أسأ تفسير كلامها"لا يمكنني ؟
أنتِ هنا لسبب واحد فقط يا ساسكيا. أنتِ هنا لتمثيل دور خطيبتي ،
وبالرغم من أنني أقدر لك ذلك بصفتك المرأة التي عرفتها في الحانة ،أقدر كذلك الإغراء الذي يدفعك إلى زيادة دخلك قليلاً،والقيام بالعمل الذي تحسنينه أكثر من أي شيء آخر،
كما يبدو،ذلك الإغراء الذي لابد أنه قوي ، إلا أنني أحذرك الآن من أن الاستسلام له
.وإذا فعلت،في الواقع.."


أجفلت ساسكيا عندما سمعت كلام أندريس القاسي:
"إذا..(فعلت)..ماذا؟"

إنها تفضل أن تموت على أن تدع كتلة حلزونية مثل أريستوتل تقترب منها،وصار غضبها عندما فكرت أنها في غرفة الطعام شعرت بالعطف نحو أندريس وأرادت حمايته حقاً،إنما الآن،الغضب والكبرياء يعصفان بكيانها ،فقذفته بمرارة بهذا الجواب:
"إذا شئت الحقيقة ،أنا أنظر إلى أريستوتل بنفس الاشمئزاز والتقزز اللذين أنظر بهما إليك"

فأمسك بها وقد تملكه غضب يماثل غضبها وصاح بها:
"كيف تجرؤين على التحدث عني كما تتحدثين عن ذلك الحشرة"

ثم أضاف وقد أحمرت عيناه بمشاعر عنيفة رأتها ساسكيا على وشك الخروج عن السيطرة :
"ذلك الرجل حيوان ..بل أسوأ من الحيوان..السنة الماضية نجا بجلده من الوقوف بالمحكمة بتهمة جنائية ولا أفهم كيف تطيقه أثينا ،وقد قلت لها ذلك"

فقالت ساسكيا بتهكم:
"ربما تريد أن تثير غيرتك"
كانت ملاحظة جريئة مليئة بالتبجح تمنت ساسكيا على الفور لو أنها لم تقلها حين رأت كيف تحول الاحمرار في عينيه إلى لهيب من الغضب العنيف..فصاح في وجهها مجدداً:"هل هي التي تفعل هذا؟
أم أنتِ؟لقد رأيت كيف كان ينظر إليك أثناء العشاء..ويلمسك..و.."

فأجابت باحتجاج وغضب:
"أنا لست مسئولة عن ذلك"
لكنها أحست أنه لم يتأثر بكلامها، وأن شيئاً آخر كان يشعل غضبه ويغذيه ..شيئاً خفياً عنها ولكنه خارج عن احتماله..
وتابع أندريس كلامه وهو يصر على أسنانه:"ربما من عدم الشهامة والتهذيب القول ،بالنسبة إلى أنك ترينني مقززاً ومثيراً للاشمئزاز ،أن ما رأيته في عينيك اليوم لم يكن التقزز والاشمئزاز.وما سمعته في صوتك ولمسته في جسدك لم يكن التقزز ،أليس كذلك؟"

وأخذت ساسكيا ترتجف وتقول كاذبة وبحدة:
"لا أدري..لا أتذكر.."
وأدركت ساسكيا بعد لحظات،أن ما قالته هو أسوأ ما يمكن قوله، لأن أندريس أنقض عليها على الفور هامساً بوحشية :
"لا تتذكرين؟ إذن ،ربما ساعدتك على أن تتذكري.."

بدأت بالاحتجاج،لكنها سرعان ما فقدت القدرة على النطق..ليس لأن أندريس رفض الإصغاء ،ولكن لأن شفتيها رفضتا التكلم.

ثم أحاطها بذراعيه يسجنها بينهما و يسألها:
"و الآن، متى بالضبط وجدتني مثيراً للاشمئزاز ، يا ساسكيا؟ أعندما فعلت هذا.."

ثم عانقها عناقاً أثار في كيانها مشاعر ساخنة لم تكن تريدها،فقاومته ولكن شيئاً فشيئاً بدأت مقاومتها تهن وتضعف ولم تر أخيراً إلا أنها تستجيب له وتبادله العناق.ويبدو أن أندريس لم يكتف بذلك، لأنه ، حتى هذا النصر لم يكن شافياً لغضبه.

فعاد وسألها بعد لحظات معنفاً:
"ماذا؟ أما زلت لا تجيبين..؟..هذا غريب"

ثم أضاف:
"أم أنه ما كان لي أن أستغرب؟
فأنت امرأة اعتادت منح نفسها لرجل، يعرف كيف يثير مشاعرها"

راحت ساسكيا تئن مستنكرة وغاضبة وهي تحاول أن تدير وجهها عن وجهه وتتملص منه وهي تكرر :
"لا....لا.."
فرد عليها بإصرار و حزم:
"بل هذا صحيح.نعم، اعترفي بذلك..يا ساسكيا..أنت تريدينني.."

تملكتها رجفة وذهول وهي ترى الحقيقة في جانب مما يقوله،فقد كانت تريده حقاً،ولكن ليس بهذا الشكل الذي يعنيه،بل كامرأة تريد الرجل الذي تحبه،كانت تريده حبيباً لها يريحها من ضغط مشاعرها،كيف بإمكانها أن تحبه؟ولكنها أحبته فعلاً.

وراحت ساسكيا تعترف لنفسها بيأس وقنوط بأنها وقعت في غرامه في اللحظة التي وقعت عيناها عليه، لكن حينها حدثت نفسها بأنه لا يمكنها أنشاء علاقة معه وفاء لصديقتها ظناً منها أنه مارك حبيب صديقتها،وأنه لا يجدر بها أن تشعر نحوه بتلك الأحاسيس، تماماً كما عليها الآن ردع نفسها عن هذة المشاعر..رغم أن السبب الآن مختلف جداً..فلم تعد ميغان الآن حاجزاً بينها وبين حب أندريس لأنه ليس مارك حبيب ميغان ..لكن الحاجز هو أندريس نفسه و رأيه فيها.و نظرت ساسكيا إلى أندريس بضعف قائلة:
"دعني..أندريس"
لكنه رفض قائلاً:
"ليس قبل أن تعترفي بأنني محق وأنك تريدينني.أم أنك تحاولين دفعي إلى أن (أثبت)لك ذلك"

أجفلت ساسكيا وهي تشعر بمزيج من الاختناق والخوف والإثارة يتفجر بداخلها.

ترددت وهي تحاول أن تجد الإجابة المناسبة ، والمعقولة التي يمكنها إعطاءها له،لكنها ما لبثت أنها أطالت الانتظار عندما قال ساخراً:
"أنا أريدك ياساسكيا، لكنك سبق وعلمتِ هذا.أليس كذلك؟
وكيف لامرأة مثلك ألا تعرف؟
يمكنك أن تشعري به،أليس كذلك؟"

وأمسك بيدها يضعها على قلبه فمالت عليه وهي تحس بالخفقان العنيف تحت يدها،وتمنت لو كان لديها القوة للإبتعاد عنه،لكنها أدركت أنها أضعف من أن تفعل ذلك..تأوهت بخفة عندما أخذت مشاعرها تعصف بكيانها، وكان قلب أندريس يخفق بعنف جعلها تشعر به في داخلها،فمنذ ذلك المساء ،عندما أخذ أندريس ،دون وعي يلامس كتفها..كما يلامس العاشق الحقيقي حبيبته.ارتعدت بمشاعر خرساء ،لكن ذلك كان لاشيء بالنسبة لما تشعر به الآن .فعندما أغمضت عينيها استطاعت أن تراه ،كما وصفته أثينا،متكبراً مزهواً وهو يشق المياه بجسده القوي.

كان كيانها كله قد انقلب رأساً على عقب استجابة لهذه المشاعر التي يحييها في قلبها.
-"أنتِ تريدينني..أنتِ بحاجة إليّ..

كانت تشعر به ينطق بهذه الكلمات ،فلم تستطع إنكارها ..كانت مشاعرها تتجاوب بشكل جديد عليها،لا تملك دفاعات ضده.

و فجأة أصبح كل شيء آخر منسياً.كل ما كانت بحاجة إليه..ما تريده..كل ما يمكن أن تطلبه على الإطلاق،كان هنا..بين يديه.

تأوهت و ارتجفت مرات أخرى وهو يضمها إلى صدره بشوق كاد يمنعها من التفكير أو التعقل، إلا أنه لم يكن هناك مكان للتعقل في عالم المشاعر الجديد هذا ومن ثم هزها صوته الأجش:
"يا ألهي..الآن فقط أستطيع أن أفهم لماذا كل الرجال الآخرون يتساقطون ضحايا حولك..فيك شيئاً ما..سحر..شيء"

وهنا،شعر بأنها أجفلت فجأة ودفعته عنها،فسألها بدهشة:"ماذا حدث لكي؟"

لم تستطع ساسكيا احتمال النظر إليه.
فبتلك الكلمات القليلة التي تتضمن الاحتقار لها.دمر كل شيء..طمس تماماً عالمها الجديد الرائع،و أعادها محطمة إلى عالمها القديم .

شعرت بالغثيان حتى الأعماق من سلوكها هذا وحماقتها، وهتفت ساسكيا مذعورة:
"لا...لا أريد هذا"
وسمعت الغضب في صوته وهو يتركها محذراً:
"بحق الجحيم..إذا؟...إذا كانت هذة لعبة منك.."

ثم عاد فسكت.وهو يهز رأسه متمتماً وغير مصدق:
"يا ألهي، لابد أنني جننت، على كل حال، حتى أنني أخذت أفكر في..أظن هذا ما تفعله سنوات العزوبية الطويلة في الرجل ،لم أظن قط أنني سأكون من الحمق والبلاهة إلى حد.."

وصمت برهة ثم قال مطمئناً أنما متجهماً،عندما رآها مسمرة في مكانها:"
أنتِ آمنة تماماً،فأنا لن ألمسك مرة أخرى ،لا يمكنني أن.."

و سكت وهز رأسه مرة أخرى،ثم قال باقتضاب:"لدي بعض الأعمال، سأنصرف"

****
عندما استيقظت ساسكيا،كانت الغرفة غارقة بالظلام .لم تعرف في البداية ما أيقظها..ثم عادت فسمعته، أنه صوت مياه حوض السباحة.فقد كان الباب المؤدي إليه مفتوحاً، فراحت تنظر من خلاله إلى الحوض، فرأت الضوء الخافت ينير المياه ومن يسبح فيها.

لقد كان أندريس يسبح..نظرت إلى ساعتها،فإذا هي الثالثة صباحاً و أندريس يسبح دون تعب ذهاباً و إياباً في البركة. انتصبت جالسة في سريرها لتراه بشكل أفضل بينما كان يسبح بسرعة إلى آخر البركة .وعندما استدار عادت ساسكيا فاستلقت على سريرها ،إذ لم تشأ أن يراها تراقبه.

وتحت ملاءات السرير ،راحت تفكر ساسكيا..هل يفترض به أن يسبح أثناء الليل؟
وهل ذلك آمن؟
ماذا لو..؟
وفي اللحظة نفسها تقريباً،تحققت تلك المخاوف عندما لم تعد أذناها تسمع صوت سباحة أندريس.أزاحت عنها أغطية السرير بسرعة و نظرت نحو البركة بقلق، فرأت المياه جامدة هادئة.

أين أندريس؟
وتشبثت بأغطية السرير وهي تراه يصعد الدرجات خارجاً من المياه..حاولت أن تحول نظراتها المتمردة عن وسامته وقوة جسده،ولكن دون فائدة،لقد رفضت نظرتها إطاعتها،

فقد كان لمنظره اللامع تحت الضوء الخافت تأثير الصدمة على قلبها.

 
 

 

عرض البوم صور ..مــايــا..   رد مع اقتباس
قديم 27-06-08, 09:57 AM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 45499
المشاركات: 173
الجنس أنثى
معدل التقييم: ..مــايــا.. عضو له عدد لاباس به من النقاط..مــايــا.. عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 116

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
..مــايــا.. غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ..مــايــا.. المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

شهقت حين استدارت فجأة ،فبدا أندريس وكأنه ينظر إلى داخل الغرفة مباشرة .هل تمكن من رؤيتها؟
هل أدرك أنها كانت تراقبه؟
و استلقت جامدة تماماً، داعية الله ألا يكون قد رآها تفعل ذلك..فهي لن تحتمل سخريته إذا دخل عليها..
إذا كان..

استطاعت كبت شوقها إليه..فإذا جاء إليها الآن و أمسك بها..و عانقها كما تتمنى ،فهذا لن يكون حباً بل شهوة ، وتساءلت بجدية:
""هل هذا ما تريده حقاً"
و أجابت نفسها بعجز:
"كلا طبعاً.ليس هذا ما تريده ، فما تريده هو أن يحبها أندريس كما تحبه هي"

كان مشيحاً عنها الآن، والضوء يخطط تقاطيع جسمه الرائع .إنه رجل رائع ،وسيم وقوي.أقرت بذلك صامته،هامسة بكلمة حب رقيقة.وعندما استدارت عيناها إليه،رأته مرة أخرى ينظر ناحية غرفة النوم.
وحبست ساسكيا أنفاسها وهي تدعو.. وترجو..وتنتظر..إلا أن أندريس انحنى وتناول "الروب" فارتداه ثم سار مبتعداً عنها وتساءلت متعجبة:
"ترى إلى أين ذهب؟هل عاد إلى مكتبه؟"

و بقيت ساسكيا، بعد ذهاب أندريس وقتاً طويلاً، مستلقية على السرير،خائفة من الحراك،عاجزة عن النوم،وخائفة أكثر من التفكير ماذا يحدث لها؟
كيف يمكنها أن تحب رجلاً عاملها معاملة أندريس؟
هذا الذي أبتزها وهددها ورفض أن يدعها تدافع عن نفسها؟
هذا الرجل كوّن أحط فكرة عنها.ومع ذلك، مازال يحتضنها ويعانقها،كيف يمكنها؟
وأغمضت عيناها، لم تكن تعلم الجواب ،كل ما كانت تعرفه هو أن مشاعرها وقلبها و أعماقها تصرخ..كيف يمكنها ألا تحبه؟


****

-حمام شمس؟
لم أظن قط أنني سأراك يوماً مستلقياً متكاسلاً بهذا الشكل.

بهذة الكلمات أغاظت أوليمبيا أخاها أندريس عندما نزلت من الفيلا مرتدية ثوب البحر.ثم استلقت بالقرب من ساسكيا.

فأجابها أندريس بخبث وكذب:
"لم تنم ساسكيا جيداً في الليل.إنها بحاجة إلى الراحة و لا أريدها أن تقوم بأشياء كثيرة أو تستلقي في شمسنا القوية مدة أطول مما ينبغي"

ولم يبدُ على أندريس أي خجل.
فقالت أوليمبيا لساسكيا بعطف وهي تنظر لوجهها الشاحب:
"آه،يا للمسكينة"
تملك ساسكيا شعور بالذنب ولم تقل شيئاً.أضف أنه لا يمكنها الاعتراف بأن السبب في شحوبها هذا هو تمضية معظم ساعات الليل في التفكير بهذا الرجل المستلقي بجانبها.ولحسن الحظ أن أندريس قد عزا أتساع عينيها البالغ وشحوب وجهها إلى متاعب السفر.

فقالت أوليمبيا ضاحكة بسرور:
"حسناً،هذا تحسين قد أحدثته أنتِ في نظام حياة أخي.ياساسكيا"
ثم أضافت
"ففي العادة،عندما يجيء أندريس إلى الفيلا،لا نستطيع أن نخرجه من مكتبه"

ثم سألت أوليمبيا أندريس:
"حسناً..متى قال جدي إنه سيصل؟"

وقبل أن يجيب ، تناهى إليهم صوت أثينا وهي تخرج مع محاسبها من الفيلا نحو حوض السباحة
:"لابد لي من القول إنني سأدهش حقاً إذا أتى جدك إلى الجزيرة حالياً"

هبط قلب ساسكيا قليلاً عندما رأتهما ،فقد أغرقها المحاسب بالمديح على مائدة الإفطار ،وكان واضحاً أن دافعه هو مشاعر شهوانية،مما جعلها مسرورة للهرب منه.

عندما ابتدأت أوليمبيا بالوجوم،أضافت أثينا بخبث:
"جدك ليس مسروراً منك حالياً،ياأندريس.."

فقال أندريس بجفاء:
"جدي لا يكون مسروراً من أي شخص يخالفه في رأيه ،أنه حاد الطباع ويثور بسرعة لكن لديه والحمد لله ذاكرة ضعيفة.."

كان أندريس أصر على أن تستلقي ساسكيا تحت مظلة حماية لبياض بشرتها،ولكن عندما رأت ساسكيا أثينا وهي تخلع المنديل الذي ترتديه فوق ثوب السباحة شعرت بالحسد من سمرتها الذهبية المكتسبة.

وقالت أثينا بخبث عندما رأت ساسكيا تحت المظلة:
"لابد أنك غير مرتاحة للإستلقاء في الظل،فلو كنت مكانك لكرهت مثل هذة البشرة البيضاء،لأنها دوماً تبدو.."

قاطعها أندريس بنعومة:
"بشرة ساسكيا تذكرني بنقاء المرمر"

قالت أثينا بابتسامة خبيثة:
"المرمر..آه..لكن المرمر بارد جداً"وأضافت وهي تلقي على ساسكيا نظرة تقييم:
"آه..هاأنت تعبسين ويبدو عليك التذمر"

ثم قالت لأندريس بنعومة:
"وأنا أعرف شفاء ذلك،دعني أضع على جسدك بعض الزيت،ياأندريس وأدلك.."

عندئذٍ لم تستطع ساسكيا أن تصدق نفسها حين قالت بحزم:
"سأفعل أنا هذا لك يا حبيبي"

ثم ألتفتت إلى أثينا وهي تضيف بجرأة:
"هذا من حق الخطيبة"

وتجاهلت ساسكيا النظرة العابسة التي رمقها بها أندريس،ثم نهضت من مكانها،وأخذت زجاجة الزيت التي قدمتها أوليمبيا إليها بابتسامة إستحسان،وتقدمت نحو أندريس وسكبت قليلاً من الزيت في راحتها،بحذر بالغ،ثم وبحذر أكبر مالت فوق جسد أندريس المستلقي على وجهه،متعمدة الوقوف بينه وبين أثينا التي استلقت بالقرب من أندريس.

تدلى شعر ساسكيا فوق وجهها حين ابتدأت،متوترة الأعصاب،تدهن كتفي أندريس بالزيت،شعرت بجلده دافئاً مصقولاً تحت لمساتها.توقفت عندما ابتدأت يداها ترتجفان وتتنقلان على بشرته بحب ورقة.

كان أندريس مستلقياً على بطنه مغمض العينين،لكنه فتحهما فجأة قائلاً لساسكيا:
"هذا يكفي.كنت موشكاً على الذهاب للسباحة على كل حال"

ثم نهض بعد لحظات وسار مبتعداً عنها إلى المسبح حيث غطس فيه وراح يسبح تحت المياه فترة ثم طفا على سطحها ضارباً المياه بذراعيه بقوة.

حاول أندريس التركيز على ما يفعل،وإخلاء ذهنه كما أعتاد أن يفعل أثناء السباحة،فهي طريقته المفضلة في الاسترخاء،أما الآن فهذا أخر شيء ما يشعر به،حتى دون أن يغمض عينيه استطاع تذكر شعوره بالضبط ويدا ساسكيا تتنقلان على بشرته..ملامستين..ناعمتين..حساستين.

ومن جديد انزلق تحت الماء،وأخذ يسبح محاولاً السيطرة على شوقه إليها ..لكنه يريدها..ويتشوق إليها..لم يتملكه مثل هذا الشعور نحو امرأة من قبل.ولم يكن يوماً عاجزاً عن السيطرة على نفسه جسدياً وعاطفياً.لابد أنها تعلم ما كانت تفعله به.فامرأة في مثل خبرتها ..امرأة تطوف الحانات في الليالي باحثة عن رجل..لابد أنها تعرف طبعاً ..لابد أنها..
ومع ذلك..

ومع ذلك لم يستطع منع نفسه من مقارنة ما يعرفه عنها عقلياً بالطريقة التي كانت تشعر فيها بين ذراعيه وعناقها الرقيق الحار،والمشاعر التي غامت معها عيناها..وهاهي تفاجئه لتوها برفضها لأثينا بلمسه.
لقد فاجأته وملأته بشعور حار بانتصار رجولته وكبريائه لشعورها بالتملك نحوه.إلا أنه مقتنع بأنها لا تشعر بذلك.فهي ببساطة تمثل الدور الذي أرغمها على القيام به.

وقطب جبينه لاستعمال كلمة(أرغمها)فذلك يعتبر بعيداً عن حسن الخلق،لأن أرغام شخص على القيام بشيء ما،هو ضد مبادئه،لكنه ابتدأ يشعر بالخوف من عدم إيجاد مخرج لهذا الوضع الحالي من دون تعريض صحة جده للخطر،و أعترف لنفسه بجدية أن هذا التبرير كان تفسيراً لما فعل وليس عذراً،وإذا هو يكتشف الآن أن ما فعله هو مجرد استبدال مجازفة بأخرى من المحتمل أن تكون أكثر خطورة،وعندئذ لا يجدر به لوم أحد سوى نفسه.
هل رأت ساسكيا ما يكشف عن مشاعره قبل أن يشيح بوجهه مبتعداً عنها؟لقد رأت أثينا ذلك ..أثينا..وتصلب فم أندريس.

أما أثينا فنهضت ووقفت بجانب ساسكيا قائلة باستخفاف:
"خاتمك الصغير هذا جميل جداً"

كانت وحدهما عند المسبح بعد ذهاب أندريس ،أما المحاسب فقد أرسلته أثينا للقيام ببعض الاتصالات التليفونية كما ذهبت أوليمبيا لتساعد أمها في التجهيز لوصول الجد.

وتابعت أثينا:
"لكن خاتم الخطوبة ليس ضماناً للزواج،تبدين لي فتاة عاقلة ياساسكيا.أندريس رجلاً غنياً جداً ومحنك.والرجال أمثاله يسأمون بسرعة ،ولابد أنك تعلمين هذا،كما أن حظك في الزواج من أندريس محدود جداً،وفي الحقيقة،سيصبح حظك أقل عندما يصل جد أندريس،فهو لا يريد أن يتزوجك أندريس،فهو يوناني قديم الطراز، ولديه خطط لحفيده الوحيد ولمستقبله العملي.

وسكتت أثينا وهي تنظر إلى ساسكيا متفحصة،وعلمت ساسكيا ما تفكر فيه،فأثينا أيضاً لديها خطط لمستقبل أندريس.

ثم تابعت وهي تحدق بساسكيا:
"إذا كنت تحبين أندريس حقاً،فمن المؤكد إذن أن أمره يهمك أكثر بكثير من مشاعرك،و أندريس مخلصاً جداً لجده،آه،أنا أعرف أنه لا يظهر ذلك ولكنني أقسم لك أنه كذلك. فكري في ما سيحدث له عاطفياً،ولا أقول مالياً،إذا حدث صراع بينه وبين جده،ثم أن والدة أندريس وشقيقتاه تعتمدان مالياً على الجد..فإذا نفى الجد أندريس من حياته..حينئذ سينفى أندريس من حياتهن أيضاً"

وتأوهت أثينا بشكل مسرحي عميق ثم سألت ساسكيا مصطنعة:
"إلى متى تظنينه سيستمر في الرغبة بك؟
حتى ينفيه جده من حياته؟
ويمكنني أنا افتعال ذلك ياساسكيا..وأنت تعلمين هذا..أليس كذلك؟
لأن جده يسمع كلامي،فهو يريد ضم أملاكي إلى أملاكه طبعاً هذه هي طريقة اليونانيين في حياتهم"

ثم منحت أثينا ساسكيا ابتسامة قاسية مضيفة:
"ليس من عادة اليونانيين بالنسبة لمليونير السماح لوريثه بالزواج من أجنبية مفلسة.لكن دعينا نتحدث في أمر أكثر بهجة،إذ ليس هناك سبب يمنعنا من الوصول إلى تسوية بيننا..بإمكاني أنا الانتظار إلى أن يتركك أندريس،لكني سأكون صادقة معك،أنا أقترب من السن التي يصعب عليّ فيها الإنجاب لأندريس الأبناء الذين سيرغب فيهم.ولهذا،ولتسهيل الأمر لنا،نحن الاثنتين،لدي خطة أعرضها عليك وهي دفع مبلغ مليون جنيه مقابل خروجك من حياة أندريس..نهائياً"

شعرت ساسكيا بوجهها يشحب للصدمة التي اعترتها من مفاجأة أثينا لها.ثم تمالكت نفسها و أجابت بحدة:
"لا يمكن للمال شراء الحب،وهو لا يستطيع أن يشتريني .لا مليون جنية ،ولا مئة مليون جنية ولا أي مبلغ"

و امتلأت عيناها دموعاً..فعزت ذلك إلى تأثير الصدمة..ثم أضافت:
"وإذا أراد أندريس في أي وقت إنهاء خطوبتنا فهذا من حقه ولكن.."

فقالت أثينا وقد تلونت ملامحها بالغضب والحقد:
"أنت حمقاء..أتعرفين هذا؟
أتظنين حقاً أن أندريس كان يعني ما يقول عن عدم إصراره على عقد اتفاقية لشروط ما قبل الزواج؟
ها سيطلب منه جده أن يجعلك توقعين على هذة الاتفاقية وعندما يسأم منك أندريس،ولا شك أنه سيفعل،لن تحصلي على شيء..حتى الطفل الذي قد تحملين منه سيؤخذ منك.فالرجال اليونانيين لا يتخلون عن أولادهم والأسر اليونانية لا تتخلى عن ورثتها"

لم تشأ ساسكيا أن تسمع أكثر من ذلك ،فهرولت إلى المنزل من دون أن تلتقط ثوبها،محاولة منع نفسها عن الركض وكأنها تهرب من شيء ما.

عندما وصلت إلى البيت ،كانت أوليمبيا خارجة من باب الفناء المفتوح فهتفت بقلق:
"ساسكيا..؟"
لكن ساسكيا هزت رأسها فحالتها لا تسمح لها بالحديث إلى أي شخص.لقد شعرت بإهانة كرامتها لما قالته أثينا لها ،وتملكها الغضب،كيف تجرؤ أثينا على الظن أن حبها للبيع ..وأن المال يعنيها أكثر من أندريس ،وأنها سوف..وفجأة توقفت ساسكيا..بماذا كانت تفكر؟

واستدارت ثم عادت خارجة إلا أنها التقت بأوليمبيا من جديد التي عادت لتتفقدها بعدما رأتها بذاك الاضطراب.

و أخبرت ساسكيا أوليمبيا بما دار من حديث بينها وبين أثينا ،ثم تابعت سيرها إلى الممر المؤدي إلى المنحدر الصخري.لقد كانت بحاجة إلى الانفراد بنفسها،ثم تراءت لها بوضوح سخرية ما حدث، فهي وافقت على القدوم إلى الجزيرة فقط لأن أندريس فرض عليها القيام بذلك،و لأنها لم تستطع خسارة وظيفتها،ومع ذلك،عندما توفر لها ما يمكنه أن يؤمن لها الاستقرار طوال حياتها،ليس لنفسها فقط ولكن لأجل جدتها الحبيبة أيضاً،و كذلك للهرب على الفور من وضعها غير المحتمل هذا،إذا بها ترفض ذلك المال.

أما أوليمبيا فركضت غاضبة نحو المكان الذي كانت فيه أثينا مستلقية تحت أشعة الشمس .فبعدما عرفته من حديثها مع ساسكيا لا بد من ابدأ رأيها فيها بصراحة ،إذ كيف تجرؤ على معاملة ساسكيا بهذا الشكل....محاولة رشوتها لتترك أندريس؟

أندريس!

ووقفت أوليمبيا فجأة..ربما عليها أن تخبر أخاها عما فعلته أثينا وتتركه يتصرف معها،فقد بدت ساسكيا في غاية التعاسة ،
ولا عجب في ذلك.وفكرت أوليمبيا أن أندريس لن يشكرها على سلبه حقه في مواجهة أثينا.

وهكذا استدارت على عقبيها و عادت للفيلا تبحث عن أندريس.
*****
الفصل التاسع:-

امرأة لرجل واحد


عند أقل من ثلث ذلك الممر الذي يدور حول الجزيرة ،
وقفت ساسكيا ثم استدارت على عقبيها .
لن تستطيع المتابعة..فحبها لأندريس..ووجودها قربه كل يوم من ناحية،و من كل النواحي الأخرى الهامة، كل ذلك كان يمزقها وهو أكثر مما تستطيع مواجهته،
إلا أن هناك فجوة بينهما لا يمكن عبورها.

و ببطء..أخذت ساسكيا تسير عائدة إلى الفيلا .
لم يكن لديها فكرة عما عليها فعله ..
هل تلقي بنفسها تحت رحمة أندريس ضارعة إليه أن يحررها من(اتفاقيتهما).

لا فائدة من أخباره بما فعلته أثينا،
فهو لن يصدقها ولديه تلك الفكرة عنها،أضف أنها لا تريده أن يلم بحبها له.
لأنه،إذا علم..عندما يعلم..وراحت تفكر بأن أندريس ليس أحمق ،
أنه رجل أعمال داهية حاد الذكاء،ولن يطول به الوقت حتى يتكهن بما حدث،
وبشعورها نحوه.
وهذا شيء لا يمكنها احتماله.

عندما وصلت ساسكيا إلى الفيلا ،توجهت رأساً إلى غرفتها التي كانت خالية لحسن الحظ.
فخلعت ثوب السباحة بسرعة ،ثم دخلت الحمام.


*****

-أندريس

همهمت أثينا باسمه بأغراء وهي تراه خارجاً من مكتب جده،فقاطعها:
"ليس الآن،يا أثينا"

لقد أمضى الساعتين الماضيتين محاولاً التآلف مع مشاعره التي لم يكن يتوقعها أو يرغب فيها على الإطلاق،

والآن ،
وقد وصل إلى قرار حاسم،أصبح متلهفاً إلى تنفيذه دون تأخير ،
خصوصاً مع أثينا.

لم يعد ثمة فائدة من أخفاء الحقيقة عن نفسه أكثر من ذلك،
أنه يحب ساسكيا .كيف؟
متى؟
وتملكه السخط عندما لم يصل إلى أجوبة لهذه الأسئلة رغم اجتهاده في التحليل.

قلبه.جسده.ومشاعره.وروحه..
كل ذلك أخذ يصر عليه مرة بعد مرة بحاجته إليها وإلى حبها.
فإذا كان تعقله الذي يكافح كل ذلك مستميتاً،يجرؤ على الجدال
فإن مشاعره ستجيب بأن حياته لن تستحق أن تُعاش.

حاول تذكير نفسه بمن تكون ساسكيا.
لكن مشاعره رفضت الإصغاء.
أنه يحبها كما هي.
رغم الخطأ في الحكم عليها..
كيف أخطأ في الحكم عليها؟
وهي تلتقط الرجال في الحانات عارضة بيع نفسها لهم ..
إن لم يكن من أجل النقود،فهو حتماً لأجل الحب الزائف الذي يعرضونه عليها.

وراح قلبه يبرر ذلك بأن ما تفعله ليس ذنبها،فقد حُرمت من حب الأب وهي طفلة.
والآن ببساطة.تحاول تعويض ذلك ثم أطمأن لفكرته بأن حبه سيعوضها عن كل ذلك.
وستنسى ماضيها كما سينساه هو،ا
لمهم هو المستقبل الذي سيجمعهما معاً..المستقبل الذي لا يعني له شيئاً من دونها.

وهكذا سرح بأفكاره،تاركاً العمل الذي يفترض به إنجازه،
و ها هو الآن في طريقه للبحث عن ساسكيا ليخبرها،ليطلب منها.
.ليتوسل إليها أذا أقتضى الأمر.

وسأل أثينا متشوقاً لأخبار ساسكيا بحبه :
"هل مازالت ساسكيا بالخارج؟"

ضاقت عينا أثينا.
كانت تعرف هذة النظرة في أعين الرجال
.وأن تراها الآن في عيني الرجل الوحيد الذي تريده،
أمر لا يطاق.
فإذا كانت لم تستطع أغراء ساسكيا بترك أندريس.
فيجب أغراء أندريس بترك ساسكيا.وأثينا تعرف بالضبط كيف تجعل هذا يحدث،
وعلى الفور تصنعت نظرة قلق:
"ألم تعلم؟
لقد ذهبت تتمشى...مع أريستوتل.
أنا أعلم أنك لا تحب قولي هذا،ياأندريس،
ولكن حسناَ،كلنا نعلم كم يحب أريستوتل النساء،
وقد أظهرت ساسكيا بوضوح أنها تتقبل ذلك...ليس أثناء وجودك طبعاً"

-أندريس

حاولت أوليمبيا إيقافه بعد ذلك بعدة دقائق لإخباره بما حدث لكنه رفض الوقوف والإصغاء قائلاً:
"ليس الآن أوليمبيا،مهما كان الأمر.."
وأسرع نحو الممر المؤدي إلى جناحه وعرفت أوليمبيا أن أخاها غاضب ،
فهزت رأسها،حسناً،ما تريد إخباره لن يخفف من مزاجه السيئ.
ولكن عليه معرفة ما حدث بين ساسكيا وأثينا.

ودخل أندريس صافقاً بالباب خلفه منادياً:"ساسكيا؟"

شحب وجه ساسكيا لرؤيته،كانت تلف نفسها بالمنشفة بعد أن استحمت.

سألها بشك:
"لماذا أستحميت؟"

فحدقت به بإرتباك:
"كنت أتمشى وكان الجو حار و..."

وتملكت أندريس غيرة تفجرت في داخله محدثة ألماً يكاد يكون مميتاً لإعتقاده بأنها كانت مع أريستوتل ومثل كل رجل عاشق لم يستطع احتمال التفكير في أن حبيبته بين ذراعي رجل آخر.فتصرف تبعاً لذلك.
أمسك بها،فأنغرزت أصابعه في لحم ذراعها الطري بشكل مؤلم،
وقال والغيرة تنهشه
"لم تستطيعي الصبر،أليس كذلك؟.
.إلى أين أخذك؟"

فاحتجت ساسكيا صارخة:
"أخذني..؟"
احتارت بين كلماته وتصرفه هذا:
"من الذي.."
لكن أندريس لم يكن يصغي وأضاف وقد سيطر عليه الغضب والغيرة :
"هل حدث ذلك هناك، في العراء
في الهواء الطلق،حيث يمكن أن يراكما كل إنسان؟

هذا ما تحبينه، يا ساسكيا..تحقرين من نفسك كليا إلى أن..ولكن،طبعا أنت تفعلين هذا.
فأنا سبق وعرفت ذلك،أليس كذلك؟
تريدين أن يعاملك الرجل بشكل سيء،أن يستعملك ثم يرميك وكأنك..
حسنا،
إذن،إذا كانت هذة هي الطريقة التي تحبينها،لنر إذن إذا كان بإمكاني الوصول إلى المستوى الذي يعجبك .
إذا كان بإمكاني منحك ما تريدينه"

فقد أندريس السيطرة على نفسه،فهو يريد وقد تملكه انفعال شديد،أن يدمغها بملكيته لها..أن يجعلها امرأته وحده ويمحو من ذاكرتها كل فكرة عن رجل آخر ..
وراحت ساسكيا تنظر إليه مندهشة و تتساءل متالمة :

"ماالذي حدث لكي يتحول أندريس من ذلك الرجل البارد المنصرف عنها الذي ألفته،
إلى هذا الرجل المتفجر بالغضب والمشاعر المحمومة الذي تواجهه الآن؟

"كانت عاطفته محمومة مدمرة، و دار رأسها.
عاطفة تتفجر من أندريس في هياج لا حد له ،
أنه يجرها بذلك إلى الخطر والإثارة.

أليس هذا ما كانت ساسكيا تريده سرا،أن يحدث؟
أن ينظر إليها أندريس نظرة رجل لم يعد يستطيع مقاومة مشاعره نحوها؟

وعندما رأت أندريس قد فقد السيطرة على نفسه ،أطلقت العنان لمشاعرها وأشواقها هي أيضا أحتضنها بشده قائلا:
"أنتِ لي....لي..ياساسكيا..و ما هو لي أريده كليا وكاملاً"

شعرت ساسكيا بقشعريرة في جسدها تجاوبا مع احتضانه لها وأخذ قلبها يخفق بعنف..
ثم همست بصوت أجش غير مألوف:
"عانقني ياأندريس"
أتراها قالت هذا حقا؟
و ازدادت عينا أندريس لمعانا وحرارة.

-آه،لك ما تريدين عزيزتي
ثم انحنى إليها يعانقها ويعانقها،ولكم شعرت بالراحة والفرحة تغمر قلبها عندما أصبحت بين ذراعيه اللتين طال شوقها إليهما.

ثم راحت تهمس بصوت رقيق و دافئ باسمه:
"أندريس...أندريس"بينما كانت تداعب شعره بأصابعها

ومن فوق كتفها ،لمح أندريس صورتهما متعانقين في المرآة ،كانت تبدو رائعة كتحفة فنية مذهلة لكنها لم تكن تمثالا أبد بل امرأة من لحم حي يتنفس،
وكان مجرد شعوره بلذة عناقهما،يمحو كل شيء ما عدا شعوره نحوها.

كان يحتضنها ويشدها إليه سعيدا،مسرورا،وأحست ساسكيا بأنها هنا،
بين ذراعي أندريس،في أجمل طريقة ممكنة،وفي غمرة ذلك نسيت ساسكيا ما كانت تريد أخبار أندريس به،ولماذا هي مضطرة للرحيل،
فهذا ماكانت تريده أن يحدث منذ البداية..منذ اللحظة التي وقعت فيها نظراتها عليه.

خففت الستائر الثقيلة التي كانت ساسكيا سحبتها على النوافذ الواسعة قبل دخولها الحمام.. من أشعة الشمس الساطعة وجعلت الغرفة تسبح في وهج ناعم هادئ.
وعندما حملها أندريس بين ذراعيه وضمها إليه،همست ساسكيا بشوق بالغ:
"أريدك،إلى أقصى حد..

وسكتت وقد غامت عيناها بمزيج من اللهفة والتردد عندما سمعت صوتها وأدركت الخطر الذي ستواجهه.لكن الأوان قد فات.فقد سمعها أندريس وأجاب بلهفة:
"قوليها مرة أخرى،ياساسكيا أخبريني"

في عالمها الخاص أصبح أندريس حجر مغناطيس الذي يجذبها إليه..محور كل شيء تتعرف إليه وكل ما أرادته في حياتها ..فقالت له بحرارة:
"أريدك....أريدك ياأندريس..أنا"

وارتجفت غير قادرة على قول المزيد و تشابكت نظراتها الرقيقة الواهنة الذاتية بنظراته العنيفة الملتهبة.
ثم قال لها بخشونة:
"وأنا أريدك ياساسكيا أكثر مما أستطيع القول"

ثم خفف من خشونة كلماته بعناق آخر أكثر حميمية حيث بدا لساسكيا من خلاله وكأن الجو حولهما أخذ ينبض بعنف مشاعرهما،
وشعرت بأنها أصبحت أسيرة له،ولكن شيئا من الخوف في هذة الهنيهات أخذ يتسلل إليها ولم تدر لماذا أخذت الدموع تنهمر من عينيها وكان جسدها قد تشنج أيضا بين ذراعيه فارتد عنها وهمس:
"لم هذة الدموع؟
ولماذا تبتعدين عني؟"

كانت الدموع تتابع جريانها،فهمست شفتاها وهي ترتجف:
"ربما لإنها المرة الأولى التي يقترب فيها رجل مني إلى هذا الحد"

فاتسعت حدقتا عينيه عندما فهم ما تقصده بقولها ..ولكن لا..
لقد كان شيء في داخله يريد رفض ما يراه واضحا أمامه.
.لا، لا يمكن أن تكون طاهرة نقية..ولكنها كذلك فكل نبض جسدها كان يوحي بهذة الحقيقة.

نظر إليها ،وكانت مازالت تبكي بدموع صامته،
ترى هل هذة الدموع بسببه؟

وتهربت أفكاره من الحقيقة....الحقيقة التي كان ذهنه يحاول فرضها عليه،
لا يمكن أن تكون عذراء هذا مستحيل!

لكن ضميره وغضبه من نفسه أخبراه بأن تفكيره صحيح ..وأنها كذلك
وأبتعد عنها شاعراً بالغثيان من نفسه فمدت يديها إليه بتردد وهي تهمس باسمه:
"أندريس"
لماذا أبتعد عنها؟

ثم قالت له ضارعة:
"ماذا حدث؟..أي شيء سيء؟

فأجاب متوترا:"وهل أنتِ بحاجة للسؤال حقا؟
أنتِ.... أنتِ عذراء"

كان الغضب في صوته يمحو بهجتها ليحل مكانها اليأس والقلق لقد أتضح لها الآن أن أندريس ثائر على نفسه لعدم بصيرته أنها عذراء،
ومع ذلك أساء الظن بها أي إساءة؟

كان مشمئزا من نفسه،وقد جرحت كرامته بسبب إساءة حكمه عليها كليا.

ثم قال لها وهو مازال متوترا:
"ما كان عليك تشجيعي منذ البداية بل كان عليك صدي وأخباري بالحقيقة"

وتساءلت ساسكيا بتعاسة:

"ترى ماالذي سيقوله لو أخبرته بأن أخر شيء كانت تريده هو منعه عنها؟

 
 

 

عرض البوم صور ..مــايــا..   رد مع اقتباس
قديم 27-06-08, 10:06 AM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 45499
المشاركات: 173
الجنس أنثى
معدل التقييم: ..مــايــا.. عضو له عدد لاباس به من النقاط..مــايــا.. عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 116

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
..مــايــا.. غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ..مــايــا.. المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

ثم أنفجر قائلا بعنف:
"أنتِ غير آمنة في الخروج وحدك.
أنت تعرفين هذا.أليس كذلك؟
..لكان أريستوتل.."

فصاحت ساسكيا باشمئزاز بان في صوتها وعينيها:
"أريستوتل!"
ثم ارتجفت وهي تقول له ثائرة:
"لا،أبدا..إنه مقزز للنفس و.."

-"لكنك ذهبت تتمشين معه"
-"لا..لم أفعل

فألح قائلا:
"أثينا قالت أنك ذهبت تتمشين.."

لكن ساسكيا لم تدعه يكمل:
"نعم،هذا صحيح،ولكن وحدي،كانت هناك أشياء أردت أن.."

وسكتت وهي تخفض رأسها وتنظر بعيدا عنه،
ثم قالت بجدية:
"أريد الذهاب إلى بلدي،ياأندريس لا أستطيع.."
فأدرك ما تريد قوله،كما أدرك سبب ذلك ،فهي تريد الابتعاد عنه.

فعاد وسألها:
"لماذا لم تخبريني من قبل أنك عذراء"

فراحت ساسكيا تفكر بغضب:
كيف بلغت بها الحماقة أن تظن بأنه يشعر نحوها بما تشعر هي به نحوه؟

لابد أنها كانت مجنونة...مجنونة....مجنونة بحبه!ثم سمعته يقول بهدؤ:
"ظننت ياساسكيا.."
فجاء دورها لتقاطعه:
"أعرف ماذا كنت تظن .لقد سبق وأوضحت لي جيدا ما تظنه بي، يا أندريس

ظننتني امرأة رخيصة حمقاء تلقي بنفسها عليك لأجل أموالك ،
وقد حاولت أن أشرح لك قصتي فرفضت الإصغاء إلي،
أسأت الحكم علي وصدقت عني الأسوأ،
وأظن أن كبرياؤك اليونانية ماكانت لتسمح لك بالإقرار بأنك قد تكون مخطئا"

نظر إليها أندريس مندهشا وأدرك أن غيرته أدت إلى الإساءة إليها ومعاملتها بطريقة فظة،
وتمنى لو يستطيع أن أخذها بين ذراعيه،
ليمسح آثار الدموع عن وجهها،وأن يحتضنها ويهمس في إذنها كم يحبها
وكم يريد حمايتها والاهتمام بها..
تمنى أيضا،أن تكون معبودته وتبقى معه إلى الأبد ليخبرها بشعوره الحقيقي نحوها.

ولكي يصرف ذهنه عن مشاعره،وعن رغبته بها،قال لها بخشونة:
"حسنا أشرحي لي كل شيء الآن،أنا أصغي"

مضت لحظة فكرت فيها ساسكيا بالرفض ولكن ما الفائدة؟
ستخبره الحقيقة، وبعد ذلك ستفصح عن نيتها بالرحيل ..لكنها طبعا لن تخبره السبب.

ثم وللحظة واحدة ،تمنت ساسكيا لو أن أندريس يحتضنها ويكف عن إيلامها بكلمات لا تريد سماعها،
كما تمنت أن يعانقها ليطمئن قلبها المسكين المخدوع ،مرة أخرى،بأنه يحبها كما تحبه .

ولكن لحسن الحظ بقي لديها ما يكفي من غريزة حفظ الذات لكي تمنعها من قول هذا التمني له،
ثم أخذت نفسا عميقا وبدأت تشرح قصتها مع ميغان ومارك و لورين،وسألها أندريس غاضبا:
"جعلتكِ ماذا؟"

وذلك عندما راحت تحدثه مترددة عن لورين وإصرارها على أن تجعلها تبدو أكثر إغراء للإيقاع بمارك الذي تبين فيما بعد أنه أندريس.

ودقت أوليمبيا الباب،ثم فتحته ودخلت لتخبرهما:
"جدي وصل وهو يري رؤيتكما ،أنتما الاثنين"

فتمتمت ساسكيا بخجل:
"الأفضل أن أرتدي ملابسي"
بدت أوليمبيا غافلة عن ارتباكها وهي تضيف بسرعة:

"آه،وهناك شيء أريد أن أخبرك به ياأندريس قبل رؤية جدي"
-إذا كنت تريدين طلب علاوة على(مصروفك)فأنتِ لم تختاري الوقت المناسب"

سمعت ساسكيا أندريس يقول لأخته هذا بصلابة وهو يسير معها إلى الباب،

تاركا ساسكيا تهرب نحو الحمام.
****

 
 

 

عرض البوم صور ..مــايــا..   رد مع اقتباس
قديم 27-06-08, 10:10 AM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 45499
المشاركات: 173
الجنس أنثى
معدل التقييم: ..مــايــا.. عضو له عدد لاباس به من النقاط..مــايــا.. عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 116

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
..مــايــا.. غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ..مــايــا.. المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

الفصل العاشر:

نهاية حلم



بعينين متألقتين حملقت ساسكيا عابسة بصورتها في المرآة في غرفة النوم ،
وبدت لها صورتها كامرأة مغلوب على أمرها.

لم تشأ أن تبدو بهذا الشكل حين تواجه جد أندريس ..
الرجل المسؤول قبل غيره عن وجودها هنا .
الرجل الذي لا يظن أنها مناسبة لحفيده..
الرجل الذي يفضل رؤية حفيده متزوجا من أثينا..
كما أنها لا تريد أيضا أن يراها أندريس بهذا الشكل.

كان أندريس قد عاد إلى الغرفة لفترة قصيرة جدا بعد مقاطعة أوليمبيا لهما،
فأستحم و ارتدى ملابسه بسرعة ثم أبلغ ساسكيا بأن جده يلح بطلب رؤيتها في أسرع وقت ممكن ،
إلا أن هناك أمور معينة بشأنها يريد هو التحدث عنها مع جده على إنفراد أولا.

وقال أندريس متجهما:
"لن يستغرق ذلك وقتا طويلا"

ثم خرج من الغرفة دون منحها أي فرصة لتخبره أنها الآن لسلامتها العقلية و الجسدية تريد الابتعاد عنه بأقصى سرعة ممكنة .

لكنه سيعود بعد قليل ليأخذها ويقدمها لجده.

وعادت تعبس لصورتها في المرآة ،وأقرت غاضبة بأنها تبدو صورة حقيقية لامرأة عاشقة محروقة من حب حبيبها.

حاولت مرة أخرى أن تخبر نفسها بما هو الوضع الحقيقي لكن قلبها بكل بساطة رفض الإصغاء وأجفلت متوترة الأعصاب عندما أنفتح باب الغرفة..

تنفس أندريس بعمق قبل أن يمد يده إلى مقبض باب غرفة النوم ثم أمسكها بحزم.
منتديات ليلاس
لم تكن أوليمبيا تقصد النميمة أو إثارة الخصام بل الحماية والوقاية فهي غاضبة لأجل ساسكيا ،
وهذا ما جعلها تأخذ عدة دقائق لتهدأ أعصابها بما يكفي حتى تنقل لأندريس بطريقة مفهومة الحديث الذي دار بين ساسكيا وأثينا.

-حاولت أثينا في الواقع رشوة ساسكيا لكي تتركك ووعدتها بمليون جنية إذا هي فعلت وطبعا رفضت ساسكيا لكنني لا أدري لماذا يُسمح لأثينا بفعل ما تشاء مثل هذة الإهانات والتصرفات الجارحة.يجب أن يعرف جدي بكل هذا..
وإذا كنت لا تريد إخباره..

إلا أن أندريس بقي صامتا،
فصاحت به أوليمبيا وقد حيرها عدم إظهاره أي ردة فعل:
"أندريس؟"

لكن أندريس كان يفكر في الوصول إلى حل بالنسبة إلى (الإهانات) و (التصرفات الجارحة)التي كان يوجهها إلى ساسكيا هو نفسه،
ثم علم الآن ما فعلته أثينا والنبل الذي قابلت ساسكيا به كل هذا.
.ثم راح يتساءل لماذا كان مخطئا إلى هذا الحد في حقها و مسيئا ظالما في الحكم عليها؟

صوت خافت في أعماقه حدثه بأنه يعلم الجواب،فمنذ اللحظة التي وقعت فيها نظراته عليها هناك ،
حدث شيء ما ..
تملكه إحساس حاد ..
ومشاعر حاول ،جاهدا أن كبتها لأن كبرياؤه كرهت له الوقوع في غرام امرأة بهذا المستوى و لإنه أصغى إلى كبرياؤه وليس إلى قلبه دمّر دون فطنه حبا رائعا هو أروع جزء في حياته .
إلا إذا..إلا إذا أمكن إقناع ساسكيا بمنحه فرصه أخرى.

ولكن سواء منحته فرصة أخرى ليثبت فيها حبه لها، أم لا،فهناك ما ينبغي فعله .
كان يونانيا بما يكفي ليظن أن ساسكيا يجب أن تحمل اسمه ومقابل ذلك يجب أن يمنحها حمايته ورعايته سواء قبلت هي بذلك أم لا.

كان أندريس قد أخبر جده بالضبط ماالذي سيفعله،مضيفا بصدق أن ساسكيا هي أكثر أهمية لديه من الثروة والمركز و حتى من حب واحترام جده نفسه،
و فكر في رفض السماح لجده برؤيتها ،كيلا يعرض ساسكيا إلى أي جرح في كرامتها ،

لكنه خشي من ظن جده بأنه يخفي ساسكيا عنه مخافة أن يراها غير مناسبة له...
غير مناسبة!إنها مناسبة ورائعة أكثر مما يستحق..

آخر ما قام به أندريس قبل عودته إلى غرفته هو أنه أمر أثينا بأن تغادر الجزيرة على الفور ،
محذرا إياها بقوله:
"لا تزعجي نفسك بمحاولة إقناع جدي بالسماح لك بالبقاء ،فهو لن يفعل"

دخل أندريس غرفة النوم متردداً،وهو يتصور ساسكيا واقفة تنتظره فهفا قلبه المملؤ شوقا وحبا إليها.

بدت متألقة كعروس،
لكنها في اللحظة التي رأته فيها،تبدلت أساريرها وغارت عيناها وهي تجفل بحذر.

أغمض أندريس عينيه بعجز،وقد اكتسحته موجة من الحب والشعور بالذنب.
وتشوق الآن أكثر من أي وقت مضى إلى إغلاق الباب في وجه العالم كله، ثم يأخذها بين ذراعيه ليضمها إليه إلى الأبد ،وهو يطلب منها الصفح والمغفرة ،والسماح له بتمضية بقية حياته معها ليريها مقدار حبه لها.

ولكن لديه مسؤولياته ،وقبل كل شيء عليه تنفيذ وعده لجده بأن يعرفه إلى ساسكيا.
وكان يرجو أن يتذكر العجوز وعده له بمعاملة ساسكيا برفق.

عندما أجتاز أندريس الغرفة وأمسك بيدها ،انكمشت ساسكيا مبتعدة عنه،خائفة من أن تخونها مشاعرها عالمة بأنها ترتجف من رأسها حتى أخمص قدميها فقط بسبب دفء يده التي كانت تمسك بيدها.

كانت تعلم أن أندريس سيدلي ببعض التعليقات المتوترة وبعض الأوامر بالنسبة إلى الدور الذي ستقوم به أمام جده ،ولكن،بدلا من ذلك ترك يدها وقال بصوت منخفض:
"أنا آسف لتعريضك لكل هذا ياساسكيا"

ودون أن تجرؤ على النظر إليه ذكرته ساسكيا بعنف قائلة:
" هذا ما أحضرتني من أجله إلى هنا"

فقد أحست بلهجة الندم تلك في صوته ،
إلا أنه لم يعقب على ما قالته،وخرجا من الغرفة بينما دخلت الخادمة الصغيرة المكلفة بتنظيف الغرفة فوقف أندريس ليقول لها شيئا باليونانية قبل أن يلحق بساسكيا إلى الممر.

كان من الطبيعي ،في مثل هذة الظروف أن يمسك أندريس بيدها مقتربا منها،حتى إذا سارا بهذا الوضع في الفناء ،يعطيان انطباعا بأنهما خطيبان عاشقان،
ولكن ما كان غير طبيعي، وغير حكيم تقريبا،هو الشعور بالدفء والأمان الذي اكتسبته من اقترابها منه بهذا الشكل وهي التي تريد الابتعاد عنه.

في محاولة لإلهاء نفسها عن تأثير أندريس عليها،نظرت إلى حيث كانت أوليمبيا وأمها واقفتين تتحدثان إلى رجل عجوز أبيض الشعر لابد أنه الجد.

عندما اتجها نحوه،أخذ يستدير إليهما رويدا،وسمعت ساسكيا أندريس يقول بلهجة رسمية:
"جدي أود أن أقدم إليك ساسكيا"

وقفت ساسكيا تصغي وعيناها مسمرتان على هذة الملامح المألوفة للرجل الذي تتعرف عليه.
أنه الرجل نفسه الذي رأته بالشارع في مدينة أثينا.
ذلك الرجل الذي بدا مريضا والذي قلقت عليه وحاولت مساعدته.

إلا أنه الآن يبدو معافى و سليما فهاهو يتقدم نحوهما،بابتسامة عريضة،ليأخذ يد ساسكيا بيديه الاثنتين ويهزها من كل قلبه كعادة حفيده ،وهو يقول ضاحكا:
"لا حاجة بك لتقديمها إلي ياأندريس لأننا سبق وتعرفنا على بعضنا البعض أنا وخطيبتك الرائعة الجمال"

رأت ساسكيا مدى متعة العجوز لرؤية الذهول على وجه أفراد أسرته،كان واضحا أنه رجل يحب الشعور بأنه مسيطر ومطلع على كل شيء..وعلى الناس..
رجل يحب التحدي وإدهاش من حوله ولكن هذة الميزة أغضبت أندريس بينما وجدتها هي على العكس،ميزة محببة.

وقال أندريس مندهشا وعابسا وهو ينقل نظراته بينهما:
"أنت و ساسكيا سبق وتعارفتما"

فأجاب الجد ببرودة وقبل أن تتمكن ساسكيا من الكلام :
"نعم في مدينة أثينا فقد كانت رقيقة جدا مع رجل عجوز وقلقة عليه للغاية أيضا"

ثم نظر إلى ساسكيا بابتسامة عريضة شاكرا وقال:
"أخبرني سائقي بأنك عبرت له عن قلقك على صحتي"

ثم أضاف:
"وعلي الإعتراف أن المشي في ذلك الجو الحار بالإضافة إلى انتظاري عودتك من التفرج على الأكروبوليس..لم يكن مريحا،لكنني لا أظن أن ذلك كان بالقدر الذي شعر أندريس به بالانزعاج عندما جاء إلى مكتبي فاكتشف أنني ألغيت الاجتماع"

وبصوت خافت راح يضحك كالمنتصر في الحرب قائلا بشيء من المباهاة لأندريس:
"لا أظنك تعتقد حقا أنني سأسمح لحفيدي الوحيد بالزواج بامرأة لا أعرف شيئا عنها..أليس كذلك؟"

واخفت ساسكيا ابتسامة بدت على شفتيها،وقد أدركت أن هذا العجوز مازال يونانيا أصيلا،
كانت تعلم بأنه عليها الشعور بالضيق من تصرفات الجد ،
لكنها أحست بالسرور بما فعل بحيث لم يسمح لها قلبها بإظهار الخصام له.

لكن أندريس على ما يبدو،كان صعب الإرضاء فقال بخشونة وهو يرمق جده بنظرة قاسية:
"هل كنت تريد أن تمتحن ساسكيا..؟"

فقاطعه جده:
"حتما كان اختيارك جيدا ياأندريس .
إنها ساحرة..وحنونة وقليلات هن الشابات اللواتي يضيعن وقتهن على العناية برجل عجوز لا يعرفنه .
كان علي التعرف إليها بنفسي ياأندريس أنا أعرف أنك و.."

فقاطعه أندريس ببرودة:
"ما فعلته يا جدي إهانة لها"

فحدقت إليه ساسكيا ذاهلة
أندريس يدافع عنها ويحميها؟
ما هذا؟
و فجاءة تذكرت أنه يمثل دوره فقط ..دور الخطيب العاشق المدافع.

وتابع أندريس قائلا:
"ودعني أخبرك بهذا يا جدي وهو سواء وافقت على ساسكيا أم لا فهذا لا يشكل فرقا عندي،فأنا أحبها ودوما سأحبها ،و ما من تهديد أو رشوة أو مداهنة أو تملق منك قد يغبر ذلك"

ساد صمت قصير قبل أن يومئ الرجل العجوز برأسه قائلا:
"هذا حسن أنا مسرور لسماعي هذا
امرأة مثل ساسكيا تستحق أن تكون مركز اهتمام قلب زوجها وحياته"

ثم أضاف وقد اغرورقت عيناه بالدموع :
"أنها تذكرني كثيرا بإليزابيث فقد كان لديها الحنان نفسه والاهتمام بالآخرين"

وصمت قليلا ثم قطب جبينه فجأة وهو يرى خاتم ساسكيا:
"ماهذا الذي تلبسه؟
إنه لا يناسب عروساً من آل ديمتريوس.
لقد أدهشتني ياأندريس ماسة(سوليتير)تافهة؟
ستلبس خاتم زوجتي إليزابيث و.."

فقاطعه أندريس بحدة وخشونة:"لا...لاداعي لأن تلبس ساسكيا خاتم جدتي"

وأجفلت ساسكيا وراحت تفكر:
أتراه سيخبر جده الآن بأن المسألة كلها كذبة؟
أتراه لم يحتمل فكرة أن تلبس ساسكيا خاتم زواج الجدة المقدس في الأسرة؟

وتابع أندريس :
"فإذا أرادت ساسكيا خاتما آخر فهي التي ستختاره بنفسها،
حاليا أريدها أن تلبس الخاتم الذي اخترته لها بنفسي.ماسة متألقة نقية رائعة الجمال مثلها"


رأت ساسكيا والدة أندريس وشقيقته تفتحان فمهما ذهولا ،مثلها هي،إزاء هذا الكلام الشاعري الرقيق


و اغرورقت عيناها بالدموع وهي تنظر إلى الماسة في أصبعها ،
كانت رائعة .
وهي دوما تراها كذلك كلما لبست الخاتم،
ولطالما تمنت أن تلبسه مع الحب.
فالعهود التي تعطى مع الخاتم هي التي تعطيه قيمة وأهمية عند المرأة العاشقة ،
وليس قيمته المادية.

لكن جد أندريس وضع جانبا هذا الموضوع وقال بمرح:
"هذا حسن جداً ،لكن ما أريد معرفته الآن هو،متى تعتزمان الزواج؟
أنا لن أعيش إلى الأبد،ياأندريس،وإذا أردتني أن أرى صبيانك .."

فقال أندريس محذرا:"جدي.."

****

بعد الغداء الاحتفالي ،عادت ساسكيا إلى غرفتها بوقار برفقة أندريس كما ينبغي للخطيب العاشق الحامي لخطيبته وخارج الغرفة،
لمس أندريس ذراعها بخفة مرغما إياها على الوقوف والنظر إليه وهو يقول بجفاء:
"أنا آسف لما حدث في مدينة أثينا"

ثم بدا على وجهه الغضب وهو يتابع:
"لا يحق لجدي أن يمتحنك.."
فقاطعته بهدؤ مدافعة عن جده:
"لو كنت أنت مكانه لفعلت الشيء نفسه بالضبط،أنه عمل طبيعي تماما.
وأنا أتذكر ما فعلته جدتي في أول مرة خرجت فيها مع شاب"

وضحكت،ثم سكتت وهي ترى أندريس يهز رأسه ويقول بخشونة:
"إنها تحميك طبعا،ولكن أما كان على جدي إدراك الخطر الذي كان يمكن أن تتعرضي له؟
ماذا لو أخطأ في توقيت(المصادفة)التي جمعتكما معا؟
كنتِ وحيدة في مدين لاتعرفينها.
لقد ألغى تعليماتي للسائق وطلب منه الإبتعاد عن الأنظار ريثما يعود هو إلى سيارته الخاصة"

فقالت بهدؤ:
"حصل ذلك في منتصف النهار يا أندريس"

إلا أن أندريس لم يقتنع بذلك،فأضافت ساسكيا:
"حسناً، على كل حال لن يحاول جدك بعد الآن أقناعك بالزواج من أثينا.
لقد نجحت خطتك وتم لك ماتريد"

قالت ذلك تسترضيه وهما يدخلان غرفة النوم،وإذا بها تقف فجأة وهي ترى في وسط الغرفة حقائب جديدة .
فسألت بصوت متردد:
"ماهذه.."
فقاطعها قائلا:
"طلبت من ماريا حزم أمتعتنا،لقد حجزنا في أول طائرة تقلع صباح غد إلى لندن"

فسألته بدهشة:
"هل سنرحل؟"

ثم أدركت حماقتها إذ كيف تظهر ذهولها لذلك،طبعا هما راحلان ،
ذلك أن أندريس لم يعد بحاجة إليها الآن،
فقد أوضح جده تماما أثناء الغداء أنه لم يعد مرغوبا بأثينا تحت سقفه،
وأجاب أندريس بخشونة:
"لم يعد لنا آي خيار آخر .سمعت ما قاله جدي والآن بعد أن أثبتت فحوصاته الطبية أنه على مايرام،فهو متلهف لإيجاد ما يشغله مثل تنظيم حفلة الزفاف.
لن يدع فرصة كهذه تفوته حيث سينفق المبالغ الباهظة على حفلة الزفاف ويجمع كل أصدقائه المقربين من رجال الأعمال تحت سقف واحد.
وأمي وأختي تشبهانه في الإسراف فهما تريدان ملابس مصممة لهما خصيصا،و ثوب زفاف لك تستغرق خياطته شهورا،وخططا لتكبير الفيلا بحيث تستوعب الأحفاد الذين علينا إنجابهما نزولا عند رغبة جدي وأمي..."

كانت ساسكيا تلتهم كل كلمة،فالصورة الخيالية التي طبعها في ذهنها رسمت في نفسها بهجة و فرحا كانت تحلم بهما،
وأصبحت هذة اللوحة أكثر إغراء مع كل كلمة ينطق بها أندريس إلا أنها كانت تعلم أن تحقيق حلمها مستحيل،
فما قامت به كان تمثيلا لدور انتهى و ستعود إلى واقعها.
منتديات ليلاس
و إذ بكلمات أندريس التالية تصيبها بالذهول و الصدمة:
"لكن علينا أن نتزوج فورا،إذ لا وقت لدينا"

صاحت به شاحبة الوجه:
"ماذا تقول؟
لا يمكن أن تكون جاداً في كلامك،
لا يمكننا أن نتزوج لمتابعة التمثيلية.."

فقاطعها بمرارة:
"أنا أريد أن أحميك ياساسكيا"

فقالت باستهزاء:
"ومنذ متى يُبنى الزواج على مبدأ الحماية ،فأنا لا أريد حمايتك،ولا أريدك أبدا"

وحين سمع منها شهقة ألم أظلمت عيناه ندما.وقال:
"ساسكيا..يا حبيبة قلبي ..آسف جدا لم أقصد أن أجرحك،
وإنما ليتك تدركين كم أنت غالية على قلبي"

حدقت ساسكيا إليه غير قادرة على النطق أو الحركة أو التنفس وهي تسمع كلامه المليء بالمشاعر هذا ،
هل كان يمثل؟

لابد أنه يمثل فهو لا يحبها وهي تعلم ذلك...

ورغم أنها كانت تتشوق لسماع مثل هذه الكلمات منه إلا أنها كانت تعلم بعدم صدقها
لذا شعرت بعذاب لا يطاق...

فأمسكت بالخاتم الذي يحيط بأصبعها..وحاولت نزعه بعنف .وقد غامت
عيناها غضبا..ولمعت فيهما دموع الكبرياء والألم
بينما كان أندريس ينظر إليها كما كان ينظر إليها طول وقت الغداء.

وقتها قالت له إوليمبيا بحماسه {شعرت بغضب بالغ حين عرضت إيثينيا على ساسكيا ذلك المبلغ ,
وأنا فخوره بها..إينها تحبك كثيرآ.

ظننت أنا مامن إمرأه تستحقك..يا أخي الرائع..
لكنني أعرف الأن أنني كنت مخطئه.فساسكيا تحبك بقدر
ما تستحق أنت ان تحبك إمرأه

وكما سأحب أنا ذات يوم الرجل الذي سأتزوجه.

وهمست في إذنه أمه أيضآ {أنها تناسبك تمامآ يا حبيبي}
وكذلك قال له جده متأثرآ {أنها شابه رائعة الجمالوذات قلب أكثر جمالآ.}

وحدث بعد الغداء أن ذهب الجد يغيظ قليلآ ساسكيا ممازحآ :
فألتفتت الى أندريس تلتمس الحمايه بشكل عفوي .
فجعلته هذي النظره في عينيها يتمنى لو يختطفها ويحملها إلى مكان تكون فيه له لوحده.

ويجعل تلك النظره في عينيها لطلب حمايته تتكرر مره بعد مره.

أستطاعت ساسكيا أخيرآ من نزع الخاتم من اصبعها وقدمته إلى اندريس
رافعة الرأس : قائله بجديه:
لا شئ يدفعني لزواج من رجل لا يحبني...

أغمض اندريس عينيه وأخذ يردد كلماتها ليتأكد من أنه لم يخطئ سماعها.
ثم عاد وفتح عينيه متقدمآ نحوها كان على وشك القيام بأكبر مغامره في حياته .
فأذا خسر هذه الخطوه .خسر كل شئ.

وإذا ربحها .. تنفس بعمق ثم سألها برقه { الا يعني هذا أنك لن تتزوجي إبدآ رجل لا تحبينه؟

جمدت ساسكيا في مكانها وقد شحب وجهها ثم عاد وأحمر قليلآ.
أنا .. أجل هذا ما عنيته بقولي.

وسكتت قليلآ عندما تغلب عليها الألم.. ثم عادت وكررت قولها بأحتجاج عندما اخلها بين ذراعيه.
لا أستطيع ان اتزوجك اندريس.

فقال اندريس بصوت منخفض وهو يحتضنها .. وأنا لن ادعك تذهبين يا ساسكيا .
فسألته .
لماذا؟
لتحميني من الذئاب..

لكنها تلعثمت عندما شدد من أحتضانها فهمس وهو يعانقها لأجل ذلك... لأجلك.
فقالت بدهشه وأحتجاج..

أنا؟

لكنه لم يدعها تكمل .فأحاط وجهها بيديه
ونظر في عينيها وقد بان الألم البالغ في عينيه المثقلتين بالندم
الملتهبتين بالحب والرغبه.وهو يقول ضارعآ..
أرجوك يا ساسكيا..إمنحيني فرصه أريك فيها كيف ستكون الأمور بيننا .. كيف ستكون ممتازه.
فسألت وقد بدأت تشعر بدوار.
مالذي تحاول أن تقوله؟؟
فأجاب وهو مايزال يحيط وجهها بيديه.
أحاول أن اقول بالكلمات ما سبق وقالها لك قلبي ومشاعري وروحي وجسدي .
.يا حبيبتي ومعبودتي..لابد أنك تشعرين بما اشعر به؟

رفعت بصرها بتعجب ونظرت في عينيه لترى أن كانت تجرئ ؤ على تصديق ما تسمع.
.وهي تشعر بقلبها يخفق بمزيج من البهجه والأثاره

لا يمكن لرجل تزييف نظرات بهذا الشكل الذي ينظر به اندريس إليها ...
وإذا لم يكن هذا كافيآ..فأن عناقه لها يعطيها رسالة حب واضحه منه ..
ولم تستطع منع نفسها من الأحمرار خجلآ وهي تشعر بأن كيانها يستجيب له وليس قلبها فقط..
ثم قالت له بجرأة :
ظننت أنك ترغب في....
وعندما أخذ أندريس يضحك.. سألته بإرتباك.

ماذا تراني قلت؟
فأجاب ومازال يضحك :
يا اعز حبيبه .أضحك لبراءتك وسذاجتك .
فأنتي لم تتعرفي على رجل غيري حتى..
وسكت ونظر إليها باسما .وقبلها برقه قبل أن يقول لها.
لا .. ولماذا أزعج نفسي بالشرح . فعلى كل حال
لن يكون لديك الفرصة لتتعرفي على شخص أخر
فأنا وأنت .. يا ساسكيا.. سنتزوج .. ونتشارك الحب. والفرح .
ونعطي بعضا البعض الحب طوال حياتنا
عندئذ همست ساسكيا ..ببهجة وهو يأخذها بين ذراعيه

آآه يا اندريسون..


.

 
 

 

عرض البوم صور ..مــايــا..   رد مع اقتباس
قديم 27-06-08, 10:11 AM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 45499
المشاركات: 173
الجنس أنثى
معدل التقييم: ..مــايــا.. عضو له عدد لاباس به من النقاط..مــايــا.. عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 116

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
..مــايــا.. غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ..مــايــا.. المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

الخاتمة



-حسناً..ربما لم يكن عرسنا حسب رغبة جدك،لكنه حتماً لن يسمح لنا بأن تكون حفلة العماد عائلية هادئة.

وضحكت ساسكيا مع أندريس وهما يشملان بنظراتهما الحشد الضخم من المدعوين الذين ملأوا جناح "المناسبات الخاصة" الذي أُكمل وأُثث حديثاً في أحد فنادق مجموعة "فلاغشيب بريتيش"

فسألها أندريس بقلق أبوي:
"همممم..هل أنت واثقة من أن روبرت على مايرام مع جدي؟"

ثم راح يركز اهتمامه على الناحية الأخرى من القاعة حيث كان جده يتباهى بحفيده البالغ الثلاثة أشهر وهو يريه لأصدقائه من أرباب الأعمال.
فقالت ساسكيا ضاحكة:
"لقد حمل جدك في زمانه أطفالاً أكثر مما حملنا،أنا و أنت"

-ربما،ولكن أيامنهم لم يكن أبننا،أظن من الأفضل أن أذهب و أستعيد روبرت من جدي،
يبدو وكأنه بدأ يتململ،كما أنه لم ينه طعامه بعد..

وقالت أوليمبيا لساسكيا وهما تنظران إلى أندريس يهرع نحو ابنه:
"بالنسبة إلى ذكر الآباء الشغوفين بأولادهم،كنت دوما أعلم أن أندريس سيكون والدا جيدا.."

ابتسمت ساسكيا لأوليمبيا وهي تنظر إلى زوجها حاملا بمهارة ابنهما الذي ولد بعد عشرة أشهر على زواجهما.وهي و أندريس يعلمان أنه الذي يبلغ فيه أبنهما عامه الأول ،سيكون لديه شقيق أو شقيقة.
وعندما أخبرت ساسكيا أندريس لأول مرة عن ذلك قبل أن تتأكد،قال لها محتجاً:
-أليس هذا مبكراً أكثر من اللازم؟

فكان أن أحمر وجهها خجلاً،
ثم ضحكت وقد تذكرت،كما كانت واثقة من أن أندريس يتذكر هو أيضاً،
أنها هي التي استلمت زمام المبادرة في أول اتصال بينهما بعد ولادة روبرت.

كان أندريس أكثر الأباء روعة،وأروع من ذلك أنه كان زوجاً و عاشقاً،وتنهدت ساسكيا و قد بدت في عينيها نظرة فهمها أندريس على الفور.

إذا كانت والدة أندريس قد دهشت عندما سلمها أندريس حفيدها فجأة،مصراً على أن هناك شيئاً عليه التحدث به مع زوجته على انفراد،فهي لم تظهر تلك الدهشة بل ذهبت لتجلس مع جدة ساسكيا التي سبق وعقدت معها صداقة متينة.

-أندريس لا..لايمكننا ذلك.

تصاعد احتجاج ساسكيا عندما قادها أندريس إلى أكثر غرف الفندق رفاهية،ثم أقفل الباب عليهما،وأجابها مداعباً:
-ولِمَ لا؟
الفندق ملكنا ونحن متزوجان..وحالياً،رغبتي بك قوية.

-همممم...أندريس.

وتأوهت عندما عانقها بقوة وراح يقبلها.

-همممم..أندريس..ماذا تريدين من أندريس؟

ولم تجب ساسكيا وإنما جذبت رأسه نحو رأسها تقبله.
منتديات ليلاس

أنتهت

 
 

 

عرض البوم صور ..مــايــا..   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أحلام, بيني جوردان, دار الفراشة, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية مترجمة, روايات رومنسية, penny jordan, the demetrios virgin, عاصفة الصمت
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t82528.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ذ¯ذ½ذ´ذµذ؛رپ This thread Refback 19-11-15 07:52 PM


الساعة الآن 11:59 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية