لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-06-08, 12:22 PM   المشاركة رقم: 51
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وكادت الدموع تظفر من عيني المرأة وهي تقول : آه انني لم افكر في ذلك ، في انه قد يكون انفق النقود .

وفجأة قال ستروم : وهل آلة التصوير معك هنا ؟

فقالت نيرن للمرأة : اقدم اليك ستروم غالبريث وهو نزيل عندي في برواش .. وهذه السيدة ماكدونالد .

فصافحته فلورا ، ثم اخرجت آلة التصوير من الحقيبة وهي تقول : هذه هي لقد اشتراها ابني من ..

فقاطعها قائلا : انني اتعاطف معك في ورطتك هذه .

وتناول منها آلة التصوير يتفحصها قائلا : ما هو الثمن الذي دفعته فيها ؟

وتمتمت فلورا تذكر الثمن بصوت لا يكاد يسمع ، وكادت نيرن تصرخ ذعرا ، لقد كانت هازيل ذكرت لها ان زوجها دفع الكثير ثمنا لللآلة هذه ولكنها لم تكن تتصور ان يصل الى هذا الحد .

سحب ستروم دفتر الشيكات من جيبه وحرر لها شيكا مصرفيا في لحظات ثم ناوله للمرأة وهو يقول باسما : هاكه ، واخبري ابنك ان لا يكون متسرعا بعد الآن للحصول على ما يشتهيه وساسوي انا الامر مع كيلتي .

سرعان ما كانت فلورا تنطلق في الشارع وقد بان الارتياح في عينيها .

ونظرن نيرن الى ستروم الى قامته الفارعة والجاذبية الأخاذة التي تشع منه ، ثم قالت مظهره غضبا اكثر مما تشعر به حقا : الا تظن ان في عملك ذاك شيئا من الجسارة ؟ انني لا انكر كرمك فقد رفعت عن كاهل المرأة حملا ثقيلا فقد كانت غاية في القلق لاجل النقود ولكن الحقيقة ان هذا الامر كله لا دخل لك فيه ، وليس هكذا يكون التصرف بشانه .

فنظر اليها قائلا : معك حق ، ولكنها كانت طريقة مناسبة وانا ساسوي الامر مع كيلتي فلا تقلقي .

فسالته : اتعني انك ستطلب منه ان يعيد اليك النقود التي دفعتها الى فلورا ؟

فاجاب : نعم

فقالت : وماذا لو لم يكن يملك هذه النقود ؟

فقال : انني مدرك انه ربما سبق وانفقها كلها او بعضها ولكنني متاكد من اننا سنصل الى نتيجة .

فقالت : ربما ما عاد بحاجة الى التصوير هذه ؟

فقال بحدة : ان هذا الصبي موهوب ، لديه موهبة كبيرة ، فعليه ان لا يهملها فهو مسؤول عن استخدامها بالكامل .

ارادت ان تصيح به انها معه في قوله هذا ولكن ستروم لم يرى مبلغ ذهول واضطراب كيلتي وهو يخبرها انه لم يعد يهتم بالتصوير الفوتوغرافي فما هو موقف الغلام الآن عندما يقدم ستروم آلة التصوير اليه طالبا ثمنها ؟

دقت الساعة الواحدة بعد الظهر وتنهدت هي باضطراب لا فائدة من الوقوف في الشارع والجدل مع هذا الرجل .

وقالت له : تفضل بالدخول فكل الصناديق جاهزة وشكرا لرجوعك .

فاجاب : لا باس والآن في اي وقت يعود كيلتي من المدرسة ؟

فاجابت : في الرابعة .

فقال : اريني مكان المدرسة ونحن في الطريق فانني اريد ان انتظره خارج المدرسة لاتحدث اليه .

فهزت راسها قائلة : ليس اليوم فقد ذهب في رحلة مدرسية الى مدينة أباردين لحضور مسرحية هاملت وسيعودون متاخرين في الليل وسيكون هو متعبا الافضل ان تدع الامر الى الغد .

كان غريبا ان ترى التوتر يمتلك ستروم كلما نظر الى كيلتي ، وذا كان ما افترضته من انه ربما كان يعرف هازيل .. اذا كان هذا صحيحا فهذا هو سر ذلك التوتر اذن ،ولهذا استعاد آلة التصوير لانه راى ان الغلام ذو موهبة فهل لذلك سبب آخر يا ترى ؟

هل هناك شئ آخر ؟ شئ لا تستطيع هي رؤيته ؟ لم تستطع ان تجيب عن هذه الأسئلة التي تقلقها .

قال ستروم مقاطعا افكارها : الى الغد اذن ، واليوم بعد ان ناخذ هذه الصناديق الى دار المسنين سآخذك لتناول الغذاء .


وفكرت هي أن هذا ليس صواباً إذ من الأفضل أن تقلل من فترات صحبتها لهذا الرجل قدر استطاعتها . فأجابته قائلة : هذا لطف منك وإنما علي أن أحضر اجتماع الرابطة في منزل فلورا بعد الظهر .

فأجاب وعيناه تبتسمان لها : إذن ، فستأتين معي للعشاء هذا إذا كنتِ لم تضعي خطة مسبقة بشأن عشائك .

ولم تستطع أن تكذب فأجابت : كلا ، ليس لدي خطة مسبقة للعشاء .

فقال : سأحجز إذن مائدة في مطعم فندق هيذرفيو .

فقالت : آه .... ولكن ...... وعضت شفتها فقد اعتادت أن تذهب مع روري إلى ذلك المطعم دوماً في المناسبات وكانا عادة يحجزان إحدى الموائد المسؤولة عنها هازيل والتي كانت تشتغل نادلة هناك منذ دخل كيلتي المدرسة . ومنذ وفاة زوجها لم تذهب نيرن إلى ذلك المطعم وذلك تجنباً لفيض الذكريات المؤلمة .

وقال : لقد استقر الرأي إذن؟ في هيذرفيو؟

فتنهدت وهي تجيب : لا بأس في هيذرفيو .

 
 

 


التعديل الأخير تم بواسطة وداد التميمي ; 23-06-08 الساعة 12:32 PM
عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 23-06-08, 12:40 PM   المشاركة رقم: 52
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصـل السابع


كانت الليلة مظلمة عندما أوقف ستروم غالبريث سيارته المرسيدس ثم تخطى مع نيرن السيارات المتوقفة هناك . وفي الردهة ، ساعدها على خلع معطفها وعيناه لا تخفيان نظرة الاستحسان التي شمل بها قميصها الحريري الذهبي اللون و تنورتها الواسعة .

وتمتم وهو ينظر إلى شعرها : يا للجمال الرائع . وشعرت بوجهها يتوهج.

قال لها : انكِ تبدين وكأنك بفتنتك وعذوبتك خارجة من إحدى لوحات الرسام رامبراندت الرائعة .

وتورد وجهها لإطرائه ذاك إلى حد لم يحلم رامبراندت بمثله . وقالت تخفي ارتباكها : إنكم يا أبناء المدن تحسنون الكلام .

وسمعته يضحك وهو يناول المستخدم معطفها ثم يقودها إلى الصالة وهو يقول : لم لا تتقبلين الإطراء بسهولة؟

فقالت : لا أدري . ربما لأن أمهاتنا علمتنا أثناء طفولتنا أن لا نكون مغرورات.

فسألها : وهل كن يعلمن الأطفال الذكور أن لا يكونوا مغرورين هم أيضاً؟

فأجابت : لا ادري لأنه لم يكن لدي اخوة ذكور . لا بد انك تعرف هذا بنفسك هل كانت أمك تعلمك في طفولتك عدم الغرور؟ أم انك لم تكن طفلاً قط؟

وكان الآن قد وصلا إلى مدخل غرفة الطعام فوقفا عند العتبة ورفعت هي بصرها إليه بهذا السؤال ولدهشتها رأت مسحة من الألم تكسو ملامحه لحظة ، سرعان ما تلاشت لتحل محلها ابتسامة وهو يقول : ربما معك حق . ربما ما كنت أنا طفلاً قط

فقالت : ربما أنت تتقبل الإطراء بسهولة .

فسألها : "لماذا لا تجربينني؟

فأجابت تسأله : أجربك؟

فقال : نعم وجهي ألي إطراء يا سيدة كامبل وانظري ردة الفعل عندي لذلك .

فقالت : آه .. لا أظن .

فقاطعها رافعاً حاجبه بسخرية : لا تظنين أن في شخصي ما يعجبك؟ لا أظنني من البشاعة بحيث ......

فقاطعته : بشاعة؟ آه انك غير بشع .... وسكتت وهي تفكر يا لصراحتي .. إن هذا قد أوقعني حقاً .

قال : آسف فالإطراء الذي يوجه بشكل نفي لا يعتد به قولي ذلك بأسلوب آخر.

فأخذت تفكر بمقدار حماقتها وهي ترى نفسها قد انخرطت برغمها في هذه اللعبة .. كيف تقول شيئاً لا يدخل في الخصوصيات؟ هل تقول له أن لك عينين جميلتين؟ نعم هذا حسن لأن عينيه هما جميلتان حقاً .

وتنحنحت وهي تقول : إن عينيك عندما تنظران ألي .... أشعر وكأنهما ينومانني مغناطيسياً .......
وسكتت ذاهلة ..... وهتف بها وعيناه تلمعان : هذا عظيم انه أعظم إطراء تلقيته منذ سنوات إنني سأستغل طبعاً هذه المعلومات عندما تحين اللحظة المناسبة شكراً يا سيدة كامبل ...

وفجأة كان رئيس المضيفين الفرنسي واقفاً أمامهما يقول موجهاً كلامه لنيرن : نيرن يا عزيزتي ما أجمل أن أراك مرة أخرى تتألقين بكل هذه الفتنة . انكِ ستنيرين المكان وسيخطف جمالك الأنظار .
وكان يتكلم بلغة هي خليط من الفرنسية والإنكليزية .

أوشكت أن ترد عليه قائلة كعادتها من قبل ، آه يا ( آلان ) ... انك تبالغ في المديح .. عندما وكزها ستروم ما جعلها تغير كلامها فتقول : أشكرك يا آلان .

وعاد آلان يقول بعطف : كم أنا آسف يا عزيزتي لما سمعته عن وفاة زوجك فهل هذا سبب عدم حضورك إلى هنا؟ هل بسبب الذكريات المؤلمة؟

فأجابت نيرن بصوت أجش : نعم إن الذكريات مؤلمة حقاً .

فقال : آه .... ولكن مرور الزمن يخفف من ذلك والآن؟

ولأول مرة ينقل بصره إلى ستروم قائلاً : آه .. السيد غالبريث أهلاً بعودتك إلى مؤسستنا هذه .

وأدركت نيرن أن الإكرامية السخية التي لابد منحها ستروم لرئيس الندل عند حضوره سابقاً إلى هذا المكان ، لا بد أنها كانت شيئاً لا ينسى .

و أشار إليهما آلان قائلاً : اتبعاني ، وستكون لكما أحسن مائدة في هذا المكان .

وعندما جلسا نظرت هي إليه باسمة وقالت : إن القاعة مزدحمة كالعادة أليس كذلك؟

فأجاب : نعم ، كالعادة ولو أنني أفتقد تلك المرأة السمراء التي لا يمكن أن تعوض كم كانت عاملة مجدة ، كما أنها طيبة ... طيبة ... وهز رأسه بأسى ثم ابتعد .

ونظرت إلى ألسنة اللهب المتصاعدة من المدفأة ... وفاضت ذكرياتها .. ما أكثر ما ترددت إلى هذا المكان مع روري ...

وقال ستروم فجأة : هل ترين صوراً في تلك النيران؟

فأجفلت وهي تلتفت إليه قائلة : آسفة ... كنت فقط ...

فقاطعها قائلاً : تفكرين في الماضي أليس كذلك؟ لقد فهمت من كلام آلان أنكِ وزوجك ، كنتما تترددان إلى هذا المكان ، و أن هذه أول مرة تحضرين إلى هنا بعد ... وفاته؟

فأجابت : نعم ، لقد كنت أتجنب ذلك ....

فقال : ولماذا لم تقولي شيئاً عندما دعوتك للحضور إلى هنا؟ آه لقد ترددتِ فعلاً وكان علي أن أدرك ...

فقالت : وكيف كان لك أن تعلم؟ كما أنني مسرورة لحضورنا وأول مرة هي صعبة طبعاً بالنسبة ألي .

كان العشاء رائعاً مؤلفاً من سمك السلمون المشوي كطبق رئيسي ودهشت هي إذ لاحظت أن حديثهما معاً طوال الوقت لم يتوقف ، رغم أنها لاحظت في النهاية أن ستروم كان يشجعها على الدوام على أن تكون هي المتكلمة وكان يبدو مستمتعاً حقاً بحديثها عن عملها وعن قريتها بشكل عام .
ولكنه لم يتطرق مرة واحدة إلى الكلام عن كيلتي وعن أمه هازيل .

ولكنه ما لبث أن قال وهو يستند إلى ظهر كرسيه بكل راحة وعلى شفتيه ابتسامة هازلة : وماذا عن تلك المرأة السمراء؟ و الطيبة؟ من هي هذه الطيبة التي جرؤت على أن تترك عملها لتترك رئيس الندل في هذا الموقف الحرج؟

فأجابت : انه كان يتحدث عن هازيل والدة كيلتي وأنت مخطئ فهي لم تترك عملها ، لقد ماتت .

وسرعان ما شعرت نيرن بغصة في حلقها فلم تستطع متابعة كلامها بينما طفرت الدموع من عينيها . بحثت في حقيبتها عن منديل تمسح به دموعها تلك . كانت تعلم أن الذكريات ستؤلمها في هذا المكان وكان عليها أن تتمالك نفسها .

سألها : هل أنتِ بخير؟

فأومأت برأسها قائلة : نعم إنني بخير الآن فأنا آسفة إذ أثار شجوني الحديث عن هازيل.

فسألها : هل كانت صداقتكما متينة؟

فأجابت : نعم جداً

فسألها ثانياً : وهل كانت تثق بكِ

فأجابت : تثق بي؟

فقال : أعني أنها تطلعك على كل أسرارها .
منتديات ليلاس

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 23-06-08, 12:51 PM   المشاركة رقم: 53
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

كان صوته يبدو متحدياًَ بشكل غريب . ما الذي كان يرمي إليه؟ و أجابته قائلة : أسرارها؟ لم تكن هازيل من النوع الذي يحتوي على أسرار لقد كانت ....

فقاطعها : طيبة ..... وأطلق ضحكة استخفاف وهو يتابع : امرأة طيبة؟ الطيّبة تعني شخصاً بالغ الطهارة وليس هناك امرأة حية تستحق هذا الوصف .

دفعت نيرن كرسيها إلى الخلف بعنف ووقفت تتناول حقيبتها بيديها الاثنتين وهي تنظر إلى ستروم قائلة : انا لن أدعوك حيواناً متعصباً لأن أمي علمتني بجانب أن لا أكون مغرورة ، علمتني أيضاً أن لا أشتم أحداً وان كان يستحق ذلك وعلى كل حال فأنا أقول لك انك قد أفسدت أجمل أمسية مرت بي منذ أشهر أما الآن فأنا ذاهبة .

وشقت طريقها دون اهتمام به بين الموائد متجهة إلى الصالة حيث مركز المعاطف وبينما كانت تطلب معطفها كانت تتمتم ، فظ متغطرس لا يحتمل ...

وجاءها صوته من خلفها : انه فعلاً يستحق هذه الصفات الثلاث .

واستدارت على عقبيها شاعرة بيده تقبض على كتفيها بقوة وهو يقول : إنني مذنب يا سيدتي فهل تصفحين؟

و أوشكت أن تقول بحدة كلا وأي امرأة ترضى بأن تحشر بين النساء اللاتي لا يمكن الوثوق بهن؟ ولكنها كانت تعلم أنه لم يكن يوجه كلامه إليها هي بالذات ولا بد أن تجربة مرت به في حياته جعلته يفقد ثقته بالجنس الآخر .

وبينما أخذ ستروم يساعدها في ارتداء المعطف قالت له : سأصفح عن إفسادك لأمسيتنا هذه أما ما قلته عن النساء فليس الصفح أو عدمه بيدي إذ من الواضح أن تجربة سيئة مرت بك تركت تأثيرها على حكمك عليهن . ربما ستقابل يوماً ما امرأة تحوي على ما يرضيك في المرأة وما أرجوه هو أن تجد هي فيك أيضاً كل ما يرضيها في الرجل .

فقال باسماً : آه إنها ضربة قوية .

فأجابت : وأنت تستحقها .

فقال : أسلم بهذا هل عدنا صديقين؟

فسارت أمامه وهي تقول ساخرة : وهل كنا صديقين من قبل؟

فمشى بجانبها وهو يجيب : نعم يا نيرن لقد كنا صديقين من قبل ومن الغريب أنني أشعر وكأننا سنكون صديقين على الدوام .

وأخبرتها دقات قلبها وهي تتوجه معه نحو سيارته بأنهما لن يكونا مجرد صديقين ذلك أن مشاعرها نحوه أقوى وأكثر تعقيداً من أن تكون مجرد مشاعر صداقة عادية كان يساورها إحساس عميق بأنها إذا هي أفسحت المجال لهذا الرجل فسيقلب حياتها رأساً على عقب مبدداً السلام الذي سبق وجاهدت للحصول عليه منذ وفاة زوجها روري ذلك أن قلبها ما زال جريحاً وهي لن تكرر التجربة مرة أخرى ومن الأفضل لها أن تبقى في زاويتها الهادئة .

إنها حلما يصلان إلى بيتها ستستأذن ثم تصعد إلى غرفتها انه لم يقل كم يوماً سيمضي في غلينكريغ .. ولكنها ستسأله عن ذلك غداً آملة أن يسرع بالرحيل . ولكنها ستنتظر إلى أن يتحدث مع كيلتي بشأن آلة التصوير .

ولم يتحدث ستروم في الأمر في الصباح التالي حتى انهوا هم الثلاثة تناول الفطور كانت نيرن تغسل إناء القهوة في الحوض بينما وقف كيلتي قائلاً : انه سيتوجه إلى المدرسة عندما وقف ستروم مسنداً ظهره إلى النافذة وهو يقول : انتظر لحظة .. إن لي كلمة معك .

فاستدار الغلام يواجهه قائلاً بأدب : ليس عندي وقت كاف ما هي؟

فقال ستروم عابساً : لقد جاءت والدة دنكان ماكدونالد إلى نيرن أمس لتخبرها أن أبنها اشترى منك آلة التصوير بالنقود المدخرة لتعليمه .

ولم يبد على كيلتي أي ردة فعل لهذا الكلام سوى اضطراب خفيف في نظراته .. وعندما لم يتكلم ، تابع ستروم : إن والدة دنكان تريد استرداد النقود .

فبدا الشحوب على وجه الغلام وهو يقول : إنها كانت معاملة بيع وشراء بيني وبين دنكان ولا يمكنني إعادة النقود إليه .. إن عليه أن يحتفظ بآلة التصوير .

ولاحظت نيرن في صوته ألماً دفيناً وهو يقول ذلك . قال ستروم : إن آلة التصوير هي معي .

فبدا الذهول في عيني الغلام ولكنه هز كتفيه قائلاً بصوت مرتجف قليلاً : احتفظ بها لنفسك إذن فأنا لا أريدها .

فانفجر ستروم قائلاً بحدة : إنني لا أريدها أنني أريدك أن تستردها فقد كنت رأيت تصويرك الفوتوغرافي .. وهو حسن جداً ، طبعاً ما زال أمامك الكثير لتتعلمه ولكن عندك الموهبة لقد أعدت أنا ثمن آلة التصوير وسنصل إلى نتيجة بيننا يمكنك أن تعيد إلى النقود على أقساط ولا يهمني كم سيأخذ ذلك من الوقت ولا أظنك أنفقت النقود كلها . كم بقي معك؟

فتورد وجه كيلتي وهو يقول : لا شيء .

فقال ستروم بحدة : هل ذهبت كلها؟ وعلى ماذا أنفقتها؟

ولجزء من الثانية ، تجمد المشهد أمام عيني نيرن ، لترى أن الرجل والغلام متماثلان تقريباً وكأنهما صنعا من معدن واحد . نفس لفتة الرأس ونفس تكوين الوجه ونفس الفك ونفس العنق القوي ونفس الكتفين العريضين ونفس الأصابع الطويلة ...

ثم تحرك المشهد لتدرك أن ستروم ما زال يتحدث وبسرعة بلهجة يشوبها شيء من الذعر : أي نوع من الفتيان أنت؟ كيف تتخلى بسهولة عن شيء مثل هذا كان عليك أن تحتفظ به؟ إن أباك حسب قول نيرن قد ضحى بالكثير لكي تحصل على آلة التصوير تلك .... ما الذي كنت تريده بثمنها؟

فازدرد كيلتي ريقه ثم تنحنح قائلاً بصوت متردد : كان شيئاً أنا بحاجة إليه ....

كان في صوته توجس مما عسى أن تكون ردة فعل ستروم لهذا ما جعل نيرن تشعر بالألم لأجله وأرادت أن تقول شيئاً ولكن راعها أن انفجر ستروم يقول بخشونة : شيء أنت بحاجة إليه؟ انك غير مدمن على المخدرات أليس كذلك يا فتى؟

فاتسعت عينا الغلام وحملق في ستروم لحظات وكأنه لم يفهم ، ليصرخ بعدها بصوت يختنق بالألم وكأن ستروم وجه إليه ضربة : كلا ... هذا غير صحيح طبعاً لا ... هذا غير ممكن .. كيف أمكنك أن تفكر ....

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 23-06-08, 01:06 PM   المشاركة رقم: 54
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وانطلق خارجاً وتنورته تموج حول ركبتيه متجهاً نحو الباب وعندما مر بنيرن لمحت هذه التعاسة على ملامحه ولكن قبل أن تتحرك كان قد خرج صافقاً باب المطبخ خلفه .

واستدارت إلى ستروم وعلى شفتيها كلمات اللوم ولكن الكلمات لم تنطلق وهي ترى وجهه الشاحب . كان واقفاً يحدق في الباب المغلق وكأن الحياة سلبت منه ليرفع بعد ذلك قبضته يضرب الجدار بجانبه وهو يقول بمرارة وخيبة : لقد أفسدت كل شيء أليس كذلك؟

وكانت لهجته تنطق بالازدراء لنفسه وتابع يقول : الأفضل أن أتبعه لأصلح الأمر قبل أن يخرج ....

ولكنها أمسكت بذراعه وهو يتجه نحو الباب وهي تقول : كلا أنه لن يشكر لك اللحاق به خاصة أثناء الشعور الذي يتملكه الآن . انك آذيت شعوره إلى درجة بالغة ذلك أنه كان دوماً غلاماً مستقيماً ، انتظر إلى الليل وهو سيراجع نفسه وعندها سيدرك أن تدخلك في أمره هو شيء طبيعي تبعاً لهذه الظروف .

فقال : ربما أنتِ على حق ولكن إذا لم يكن ثمة مخدرات في الموضوع فما الذي دعاه إلى إنفاق كل ذلك المبلغ؟

فنظرت إليه ، إلى الحيرة البالغة في ملامحه ولكن لتلمح شيئاً آخر .. شيئاً لم تستطع فهمه .. وفجأة شعرت بأنها نالت الكفاية . إنها لن تستطيع الاحتمال أكثر من ذلك وهي ترى هذا التفاعل الغريب بين هذين الشخصين دون أن تفقه السبب ثم إن البيت بيتها وكيلتي أصبح في وصايتها فهذا الأمر يهمها الآن سواء شاءت أم أبت .

وعقدت ذراعيها أمام صدرها ثم تنفست بعمق قبل أن تقول : ستروم إنني عادة لا أتدخل في شؤون الآخرين ولكنني أريد أن أعلم سبب حضورك إلى هذه القرية ولا أدري ما هي العلاقة التي بينك وبين كيلتي ، أتراك تكرهه؟

وسكتت وهي تراه يتحول نحو النافذة يحدق منها صامتاً كما سبق وفعل في منزل آني في غرفة كيلتي ولكنها هذه المرة وقفت تنتظر جوابه . وكأنه أحس بعنادها فالتفت إليها وقد بان الإرهاق على وجهه وقال : انكِ مخطئة فأنا لا أكره الغلام ........

فقالت : ولكن هنالك شيء ما وفي اليوم الذي التقينا فيه لأول مرة وكان ذلك في المقبرة وكنت أنت واقفاً أمام قبر هازيل ، لقد سألتك عندها إن كان سبق لك معرفة هاز ......

فقاطعها قائلاً : وأجبتك بأنني مهتم بالمقابر القديمة .

فقالت : نعم ولكنك لم تجب عن سؤالي ذاك .

فأجاب : هذا صحيح فأنا لم أجب عنه .

فقالت : وإذا سألتك الآن فهل ستعلمني بالحقيقة؟

فأغمض عينيه لحظة طويلة ثم فتحهما ليحدق فيها بثبات ثم قال : نعم إذا سألتني

فسألته بلطف : هل سبق لك معرفة هازيل دنبار؟

فأجاب : كلا ، أنا لم أعرف هازيل دنبار .

كان يبدو عليه أنه يقول الحقيقة ولكنها أحست أن الأمر لم ينته هنا ، ذلك أن الكآبة احتلت عينيه إلى حد اهتز له قلبها وأدركت أنه على وشك إخبارها بالحقيقة فانتظرت وعاد هو يكرر قوله : إنني لم أعرف هازيل دنبار لأنني عرفتها قبل أن تتزوج وكان اسمها هو هازيل ليندساي ...

فقالت : نعم كان اسمها كذلك ولكن لماذا لم تخبرني في المقبرة بسابق معرفتك بها؟ ولماذا تجعله سراً؟ إنني لا أفهم .

فأجاب : وكيف لكِ أن تفهمي؟ أنه سر أردت أن أحتفظ به ولكن بما أنكِ ستكونين الوصية على كيلتي فسأكاشفك به على أن تقسمي بكتمانه .

فأجابت بفتور : إنني أقسم ..... ولكن ....

فقال : لقد كنا أنا و هازيل ليندساي متحابين قبل أن تتزوج .

وتابع متجاهلاً شهقة عدم تصديق صدرت عن نيرن : أما سومرليد دنبار فهو ابني .

سومرليد دنبار هـــو ابنــي. بقيت هذه الكلمات تتردد في أذني نيرن بقية الصباح وهي تقوم بأعمالها المنزلية دون أن تستطيع التخلص منها وهذا أصابها بصداع جعلها تشعر بضرورة الخروج للتمشي قليلاً عسى أن تتحسن حالها. كان الجو صحواً ، إلى إنذار بسقوط قريب للثلج فخرجت من منزلها بعد أن صفرت للكلب شادو ومن ثم اتخذت الطريق العام للتمشي. مشت بسرعة علها تتخلص بذلك من كلمات ستروم التي لم تستطع التخلص منها ما منعها من التامل من جمال ما يحيط بها من مناظر طبيعية.

لقد كان ستروم معها في كل خطوة تخطوها رغم أنه سبق وخرج في سيارته المرسيدس إلى حيث لا تعلم . وشعرت بالندم لعدم إلحاحها عليه قبل خروجه لاطلاعها على المزيد . لقد كانت بحاجة إلى إيضاح ما سمعت والذي لم تكد تصدقه فقد كانت هازيل صديقتها لسنوات طويلة كانت تظن أنها تعرف هازيل تماماً ولكن تلك المرأة السمراء الجميلة كانت تعيش طوال أربعة عشر عاماً ، هذا إذا كان ما قاله ستروم صحيحاً ، كانت تعيش في الكذب ذلك أن هوغ لم يكن والد كيلتي . كما أن والد كيلتي الحقيقي قد عاد الآن .... ولكن لماذا الآن؟ ولماذا لم يساند هازيل أثناء حملها؟ لماذا لم يتزوجها؟ لماذا؟

وتنهدت نيرن .. ما أكثرها من أسئلة ولكن الماضي هو الماضي و ها أن ستروم قد عاد ... ولعل السبب الوحيد لذلك هو أنه ... أنه يريد الغلام ....

وهي أيضاً تريد رعاية الغلام وقد علمت الليلة الماضية دون أدنى شك أن كيلتي كان سعيداً لهذه الفكرة ولكنه لم يكن يعلم أن هذا الرجل الغريب هو أبوه فما الذي سيقوم به عندما يعلم؟ وخامرها شعور بأنه مهما كان الحل لهذه المشكلة فان هناك شخصاً سيتألم في النهاية .

وأجفلت عندما شعرت بالصداع عندها يتزايد بدلاً من أن يخف وأنه كان من الأفضل لها لو أنها تناولت قرصين من الأسبيرين ولجأت ساعة إلى الفراش .

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 23-06-08, 01:16 PM   المشاركة رقم: 55
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وهكذا ، نادت الكلب ومن ثم استدارت عائدة إلى البيت وعندما وصلت إلى البوابة الخارجية لمحت ساعي البريد ماراً على دراجته فابتسمت له محيية وهي تقول : انه يوم جميل .

فأجاب : نعم يا نيرن ، رغم سقوط الثلج فوق جبل سلاغمهور .

وتباطأ وهو يقترب منها ليقول : ليس ثمة شيء في البريد لأجلك إنني دوماًً أقول ان ليس هناك خبراً جيداً . وضحك مبتعداً وهو يرفع يده بالتحية .

ورفعت نيرن بصرها إلى قمة جبل سلاغمهور المشرف على نزل برواش نعم لقد كان ساعي البريد على حق فقد كان الثلج يكسو التلال كما أن قمة هذا الجبل بدت من الجمال بحيث لم تلحظ مثله من قبل .

وعندما دخلت المنزل لاحظت أن صداعها قد خف الآن وفكرت بأن ما تحتاج إليه هو كوب من شاي .
ولكنها ما أن اتجهت إلى المطبخ حتى تعالى رنين جرس الهاتف فأسرعت إليه . وما أن أمسكت بالسماعة حتى سمعت حركة عند الباب لا بد أنه ستروم أو كيلتي وتناهى إلى مسامعها صوت كيلا في الهاتف : نيرن هل كيلتي عندكِ؟

فأجابت : لحظة واحدة . ذلك أنها سمعت مقبض الباب يدور ليظهر ستروم من الباب . فهزت رأسها له بالتحية وعادت تجيب كيلا : آسفة يا كيلا لتأخري بالجواب لأن ستروم دخل الآن ولكن لماذا تسألينني عن كيلتي؟

فأجابت هذه : لأنه لم يكن في المدرسة هذا النهار .

فهتفت نيرن : لم يكن في المدرسة هذا النهار؟

أجابت كيلا : لقد جاء ابني كيفين الآن لتناول الغداء وقال انه عندما ذهب إلى المدرسة هذا الصباح تقابل مع كيلتي الذي قال له إن الحياة لم تعد تحتمل هذه الأيام وانه يشعر بالغثيان من هذه البلدة فهو سيغادرها .

فقالت نيرن بضعف : يغادرها؟ أتعنين انه هرب؟

ونظرت بحركة آلية إلى ستروم الذي كان يعلق سترته الجلدية في الخزانة والذي تجمد للحظة لدى سماعه كلماتها ثم أدار رأسه ينظر إليها ذاهلاً.

وقالت تكلم كيلا : هل ذكر شيئاً عن مكان ذهابه؟

فأجابت : كلا ، ولكن كيفين تبع كيلتي مسافة قليلة . انه لم يتبع الطريق الرئيسي الذي يقود إلى المدينة ..... لقد ذهب إلى الطريق المؤدي إلى جبل سلاغمهور .

فهتفت نيرن شاعرة بالجليد يغلف قلبها : سلاغمهور؟ أتعنين انه ذهب متسلقاً الجبل؟

فأجابت : أظن ذلك . آه كم أتمنى لو كان آدم زوجي هنا ، فهو يعرف طرقات الجبل تماماً وبإمكانه أن يلحق به ... ولكنه لن يعود من ادنبره قبل الغد .

فقالت نيرن شاعرة بالشحوب يسود وجهها : آه إن البرد سيشتد هناك مع كل ذلك الثلج .. وأنتِ تعرفين أنه لا يرتدي شيئاً عدا تلك التنورة ما الذي أستطيع فعله؟ .

ولم تكمل كلامها لأن ستروم عبر الصالة مسرعاً ليأخذ السماعة من يدها ويتحدث فيها قائلاً : ليس عليكِ أن تقلقي بشأن الغلام يا سيدة كارفي ستتصل بك نيرن تطمئنك في اللحظة التي أجده أنا فيها.

وعندما أعاد السماعة إلى موضعها ، أدركت نيرن أنها كانت ترتجف . وكان السبب عدا هرب كيلتي هو شخصية ستروم المسيطرة وغلى الغضب في داخلها فوقفت تحدق به وهي تسأله بكلمات تغلي بالغضب والاتهام : ما الذي تقوم به؟ بأي حق تنتزع من يدي الهاتف فتقطع علينا هذه المحادثة الخاصة عن .....

ولكنها سرعان ما سكتت وهي تدرك أنه ربما يملك من الحق بالنسبة إلى كيلتي أكثر مما تتصور ..... فقد كان والد الغلام ..

وكانت في فورة غضبها قد نسيت هذه الحقيقة ذلك أنه الوحيد الذي له الحق في الاهتمام والتصرف بشأن كيلتي .

وقالت : إنني آسفة لم أكن أعني أن ...

فقاطعها : لا بأس ... أتظنينه ذهب متسلقاً ذلك الجبل؟ حدثيني عنه؟

فأجابت : انه الجبل الذي تراه من نافذة غرفة نومك وتسلقه حسن جداً أثناء فصل الصيف وكيلتي يحبه وقد اعتاد أن يحمل آلة التصوير وزاداً من الطعام ليمضي أياماً في الجبل يأخذ الصور الفوتوغرافية .

فقاطعها بخشونة : ولكن الآن ليس وقت الصيف انه منتصف الشتاء ، سألحق به.

فقالت : ولكنك لا تعرف الطريق .....

فقال : إن هنالك الإشارات على الطريق أليس كذلك؟ إنني سأجده .

فقالت : سآتي معك .

فأجاب : كلا .

فقالت : لن تستطيع منعي .

لقد فارقها الذعر الذي كانت تشعر به منذ لحظات وتابعت تقول : إنني سأساعدك لأنني أعرف الجبل جيداً منذ كنت طفلة . وإذا كان هناك فأنا أعرف أين يكون . إن هنالك أكواخاً تبنى عادة لمتسلقي الجبال ليلجئوا إليها ....

فقاطعها : إنني أعرف تلك الأكواخ . صحيح أنني ربيب المدن ولكن هذا لا يجعلني طفلاً هشاً .

وسكت لحظة ، ثم عاد يقول : آسف ربما كنتِ أنتِ على حق إن أحداً لن يستفيد بشيء إذا أنا ضيعت طريقي .

فقالت : إننا بحاجة إلى أخذ بعض الأشياء معنا ، مثل ملابس دافئة لكيلتي وبعض الإسعافات الأولية وأكياس للنوم فيما لو لم نستطع العودة قبل هبوط الظلام ، إنني سأجهز كيسين نحملهما .

ونظرت إلى حذاء ستروم الأنيق اللامع قائلة : لا يمكن أن تتسلق الجبل بهذا الحذاء فإذا شئت هنالك أحذية الفتيان العالية يمكنك أن تنتعل واحداً منها .

فسألها : كم سيأخذ تجهيز كل ذلك من الوقت؟

فأجابت : ربع ساعة ، سأتصل بالشرطة أولاً لأعلمها بما حدث إذ ربما اتصلوا إذا لزم الأمر بغرفة الإنقاذ المختصة بالجبل في قرية غلينكريغ مهما كان ، فعليهم أن يعرفوا أننا سنتسلق الجبل بحثاً عن كيلتي .

فقال : سأتصل أنا ، ما هو الرقم؟

فأجابت : يوجد في المطبخ قائمة بالأرقام قرب الهاتف .

وقبل أن تنهي كلامها كان هو قد أصبح في المطبخ ، واندفعت هي صاعدة السلم . لو أن زوج أختها كان هنا وهو الذي سبق له تسلق الجبل عدة مرات ، إذن لشعرت بثقة أكبر في الذهاب معه . أما ستروم صحيح أنه بالغ التصميم والقلق إلا أنه ربيب المدينة على كل حال وقد يكون إعاقة لها بدلاً من أن يكون مصدر عون .

وفي غرفتها ، ارتدت أكثر ثيابها دفئاً وبينما كانت تفعل ذلك ، تمثلت أمام مخيلتها صورة كيلتي يرتجف برداً بتنورته وقميصه المقفول وساقيه العاريتين ...

وأخذت تخرج ثيابها الصوفية وهي ترتجف من الانفعال ، إن عليهما أن يعثرا على كيلتي قبل حلول الظلام . فالجبال قاسية جداً نحو أولئك الذين لا يقدرونها حق قدرها ..
منتديات ليلاس

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
منتدى روايات عبير المكتوبة, grace green, دار نحاس, دعني أحبك, دعني أحبك - عبير دار نحاس, روايات عبير, روايات عبير المكتوبه, رواية دعني أحبك, snowdrops for a bride, عبير دار نحاس
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t81777.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 27-03-10 12:35 AM


الساعة الآن 04:16 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية