لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


الهمسات المشتعلة ..... من روايات احلام المكتوبة

:55: الملخص لامار فتاة غير عادية يوقعها حظها العاثر وجمالها الاخاذ فى قبضة نيقولا الايطالى الثرى الوسيم الذى يقايضها على منحها القرض لايقاف الشركة التى ورثتها عن

موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-06-08, 01:34 PM   2 links from elsewhere to this Post. Click to view. المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
الغائبة الحاضرة


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 77589
المشاركات: 3,125
الجنس أنثى
معدل التقييم: مايا مختار عضو ذو تقييم عاليمايا مختار عضو ذو تقييم عاليمايا مختار عضو ذو تقييم عاليمايا مختار عضو ذو تقييم عاليمايا مختار عضو ذو تقييم عاليمايا مختار عضو ذو تقييم عاليمايا مختار عضو ذو تقييم عاليمايا مختار عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 972

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
مايا مختار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي الهمسات المشتعلة ..... تأليف مايا مختار (رواية رومانسية)

 

المشتعلة ..... (رواية رومانسية)

كـ xt هنـا

الملخص
لامار فتاة غير عادية يوقعها حظها العاثر وجمالها الاخاذ فى قبضة نيقولا
الايطالى الثرى الوسيم الذى يقايضها على منحها القرض لايقاف الشركة التى ورثتها عن و
عن والدها من السقوط..فهو صاحب البنك؟؟ الناهى والامر..ولكن ما اصعب
المقايضة حين يكون المقابل هو الزواج منة؟؟
زواج ابدى..وهى من حطم قلبها انطونى ديميرا من قبل.. واقسمت الا تستسلم لرجل مرة اخرى...
ترى كيف ستكون المواجهة...كيف سيكون الصراع ... من سيضع قوانين اللعبة بينهما... وهل سيتمكن نيكولا من اذابة الجليد بهمساتة المشتعلة؟؟؟
ما هو السر الذى اخفاة عنها.... هل ستسامحة؟؟؟


الفصل الاول

دخل انطونى اليها غاضبا كالاعصار...يصرخ بعصبية شديدة....
وهو يجلس امامها على المقعد الذى تستلقى علية لامار عند بركة السباحة...لا ادرى حقا ما الذى دها والدك...ان الرجل قد جن....اتصدقين بانة يهددنى ان ابتعد عنك..وقد رفض اعطائى المبلغ التافة من النقود الذى طلبتة منة كسلفة لاكمل بة مشروع المطعم الذى اقترب موعد افتتاحة!!!!
ـ رفعت لامار نظارتها الشمسية عن عيناها تتامل الرجل الجالس امامها بعصبية وغضب...قالت لنفسها...اوة..كم يبدو رائعا وهو غاضب....ابتسمت لة بحب قائلة...ما الامر حبيبى لماذا كل هذا الغضب...
انا متاكدة من ان والدى لم يكن يعنى ما قالة...انة فقط يخاف على كثيرا...ولا يأمن لاى مخلوق حين يتعلق الامر بى...كما تعلم طونى..لم يتبقى لة سواى...بعد وفاة والدتى وعمى...
ـ زفر طونى بحنق ونفاذ صبر...اعلم جيدا لامار...ولكن...انة يهددنى لكى ابتعد عنك..انا لم اعد افهم...الى متى سيظل غاضبا من علاقتى بك...متى سيرضخ للامر الواقع...لقد مر اكثر من نصف عام على علاقتنا...والى الان لم يقتنع بى كشخص مناسب لك....الى متى لامار..الى متى؟؟!!
ثم انة يرفض اقراضى هذا المبلغ التافة...زفر بحزن...لا احدا يثق بى...حتى عائلتى لا تريد الوقوف الى جانبى...ينظرون الى كولد صغير طائش...يحتاج دائما الى من يراقب تصرفاتة ...ويحمية من جنونة....لا احد يثق بقدراتى سواك حبيبتى....
ـ قالت لامار وقد نهضت مقتربة منة تحتضنة بحب...اوة ارجوك طونى ...لا داعى لكل هذا الحزن...الا اكفيك انا...انا اؤمن بك كثيرا...واعلم انك ستنجح..وستثبت للجميع قدراتك ...ولن يستهين بك احد ابدا..سواء كان شقيقك او والدى او اى مخلوق ايا كان..
نظر اليها بحب قائلا..كم احبك لامار..انت فقط..من تشعريننى بالثقة...وتعطينى املا فى ان استمر...
اقترب منها معانقا..ومشاعرة عصفت بعقلها...وقال من بين انفاسة المتلاحقة...يجب ان تقنعية لامار,,,يجب ان يعطينى والدك المال....انة املى الاخير....حاولى لامار..أرجوك!!!
اجابتة لامار من بين انفاس متهدجة..نعم حبيبى...اعدك باننى ساحاول ما استطعت ان اقنع والدى...اوة..كم احبك طونى...عدنى الا تتركنى ابدا...
ابتعد عنها قائلا...اعدك لامار..الا يفرق بيننا سوى الموت...دست اناملها فى خصلات شعرة البنية الداكنة تتاملة بحب ...لم يكن وسيما بالمعنى المعروف...ولكنة كان يملك الجاذبية التى تدير رأس اى فتاة...
عيناة باللون الاخضر الفاتح...انف قصير صغير..وفم رفيع رقيق...لقد اسرها منذ ان راتة فى العام السابق حين قابلتة فى اليونان اثناء رحلة الكلية....اقتربا من بعضهما سريعا ولم تعى لنفسها الا وقد وقعت فى حبة وتعلق هو ايضا بها...عاد معها الى ايطاليا...وعلمت منة ان شقيقة متواجد دائما فى روما...ليتابع اعمال العائلة...وبالتالى كان ذلك يسهل عليهما اللقاء...
ـ فوجئت بدخول والدها عليهما...وقد تطاير الشرر من عينية صائحا فية...امازلت هنا انطونى...الم احذرك من ان تبتعد عنها...!!!
ـ نهضت لامار قائلة بحزن...ابى من فضلك انا احبة...لماذا تصر على ايذائى...!!!
ـ قال والدها بغضب...انة ليس الشخص المناسب لك...حتى ان عائلتة لا تثق بة كفاية لتقرضة ما يحتاج من اموال...فكيف اثق بة انا...انة شاب طائش...لا أامن عليك برفقتة...
ـ صاح انطونى بحنق...اوة...لا سيد باولو...ستقرضنى ما احتاجة من مال...انا لست بطائش...على الاقل ليس بمقدار طيشك انت...لا تجبرنى على تحطيم صورتك امامها...لا تجبرنى...رفع يدة نحو والدها محذرا!!
ـ امسكت لامار بذراعة تسالة متوسلة...ماذا تقصد بقولك طونى...بتحطيم صورة والدى...
ـ قال والدها بسخرية...ها قد ظهر على حقيقتة لامى...غلبت طباعة السيئة واصلة القذر علية....انة يحاول الان ان يوقع بيننا لاننى لم اقبل اقراضة المال...
ـ قالت لامار بحزن...هل حقا ما يقولة والدى طونى...هل تحاول الايقاع بيننا...لا طونى...لن اسمح لك ابدا...الا والدى...انة كل ما تبقى لى فى هذة الدنيا...ارجوكما...لا تضعانى بينكما فى موقف الاختيار..انا لا احتمل ما يجرى هنا...انا لا افهم ...امسكت براسها من الاعياء...
ـ صاح انطونى ...ان اصول عائلتى ليست قذرة...ليس لان اجدادى كانوا مزارعين فقراء...اكون باصول قذرة...بل انت هو القذر باولو فيرناندو...التفت اليها قائلا..والدك العزيز الذى يمثل امامك دور الرجل ذو المبادىء والقيم..والذى يهيننى دون سبب ..الا لاننى احتاج مساعدة فى ازمة امر بها...ولا اجد من يساعدنى سواة...والدك يا عزيزتى ...والدك...قال من بين اسنانة..يهز راسة محاولا ان يتمالك اعصابة...اللعنة عليك يا رجل...لا تجبرنى على ما سافعل...
ـ قال والدها بسخرية...انت مجرد جبان قذر...لن تجرؤ على فعل شىء..لانك لا تملك اى شىء...كل ما تهدد بة سخافات لا معنى لها...اخرج الان من بيتى لا اريد ان اراك قرب ابنتى بعد الان...نظر الية باحتقار قائلا...حثالة!!!
ـ ابتسم طونى بسخرية..اوة..لا..لست انا الحثالة...بل الحثالة هومن يعمل لدى المافيا..كاحدى اذرعها الممتدة لكل مكان...يبطشون بة على الضعفاء...يحرقون بة ويخربون...انت هو الحثالة سيد باولو..وليس انا...
ـ اقترب والدها ممسكا بياقة كنزتة مهددا...كيف تجرؤ ايها الحقير...ساقتلك الان بيدى..تحاول ان تشوة سمعتى وصورتى امام ابنتى الوحيدة...حقير كاذب ...ساقتلك..اقسم انى ساقتلك...
ـ وكان العالم يدور من حولها...تمسكت بظهر مقعدها تتجنب السقوط...انة كابوس رهيب...لا تصدق ما تسمعة..كيف يكون طونى بتلك الحقارة...يشوة سمعة والدها لرفضة ان يقرضة بعض المال...كيف خدعها طوال الوقت...
ـ انتبهت على صراخهما الذى تحول لعراك عنيف...اندفعت لتقف فاصلا بينهما...توقفا...ارجوكما توقفا الان...لم اعد احتمل...اذهب من هنا طونى...لا اريد رؤيتك مرة اخرى..انت كاذب طونى كاذب...لا يمكن ان اصدقك ابدا...انة والدى...اتفهم..والدى...لن اسمح لك بان تهينة وتشوة سمعتة امامى ابدا...ليس لى غيرة..انة كل ما املك فى هذا العالم...اذهب طونى...اذهب...لا اريد ان اراك مرة اخرى...انا اكرهك طونى...هل تسمع...اكرهك..
ـ نظر اليها طونى مصدوما...لامار..انا لم اكن اقصد...ولكن صدقينى انها الحقيقة...انا لا اكذب....ارجوك لامار اعطينى الفرصة لاشرح لك...
ـ قالت ببرود وقد تجمعت بعيناها دموعا كالجليد القاسى الذى تشعربة داخل قلبها...لا طونى..لا يوجد ما تشرحة..ولا يهمنى ان اسمع ما تريد قولة...انتهى الامر....
ـ تنفس طونى بعمق وقد نظر لوالدها بسخرية...ربحت المعركة سيد باولو فيرناندو...مسكينة لامار..اشفق عليك حقا...ولكنى ساكون كريما معك وساخيرك للمرة الاولى والاخيرة...اما ان تاتى معى الان...او ساخرج من حياتك الى الابد...انها فرصتك الاخيرة لامى..لتتحررى كما اخترت انا حريتى...!!
ـ اجابتة ببرود..اخرج انطونى..انتهى الامر...لن اسمح لك برؤيتى مرة اخرى...صاحت بهستيرية..اخرج طونى...اخرج...
ـ قال انطونى بحزن..الوداع لامار..اعلم جيدا انك ستندمين يوما ما...واشفق عليك من هذا اليوم...وخرج مسرعا من المكان بعد ان رمى والدها باقسى واشد النظرات احتقارا وازدراء...
رمت بنفسها بين احضان والدها دون ان تبكى...لقد غلفت البرودة قلبها..وتجمدت الدموع فى عيناها الى الابد...ضاع حب عمرها الوحيد..وضاعت معة احلامها السعيدة...فى ليلة تشبة الكابوس المرعب...سمعت نفسها تهمهم بكلمات خافتة...انا اسفة يا ابى....وشعرت بلمسات يد والدها الرقيقة تربت على شعرها مطمئنة...
كانت الثامنة صباحا حين تطايرت ستائر النافذة العتيقة بدخول الهواء البارد لشهر مارس معلنا قرب انتهاء فصل الشتاء..اتقطع شريط تلك الذكريات البعيدة التى مرت منذ ثلاث سنوات بدت وكانها الدهر... وكعادتها وقفت لامار امام مراتها بالغرفة دون ان تهتم باغلاق النافذة رغم لسعة البرودة....
ارتعشت اصابعها الرقيقة وهى تحاول اغلاق اخر ازرار الجاكت القصير لبذلتها الرمادية والتى اختارتها للمقابلة الهامة التى ستتم اليوم فى بنك كريستيانو اكسبريس......فى محاولة اخيرة منها ان تحصل على قرض بمبلغ مناسب بعد ان رفضت عدة بنوك من قبل طلباتها العديدة لتحصل علية.. لسخرية القدر..ها هى تقف نفس الموقف الذى كان فية طونى من قبل..تحتاج لمن يؤمن بها ويثق فى قدراتها...فى رايهم ان الضمانات التى تقدمها ليست كافية لتغطية مبلغ القرض المطلوب... رغم انها تقدم تقريبا كل ما لديها ... الفيلا التى تقيم فيها...الارض المبنى عليها الشركة...وحتى الارض التى نقب فيها والدها عن الذهب... كل ذلك لم يكن كافيا...
والان لم يبقى امامها سوى امل واحد...بنك كريستيانو اكسبرس... سمعت ان لدية مرونة فى التعامل وتسهيلات للسداد ......حين قرأت بنفسها الجريدة التى تعلن عن تلك التسهيلات..منذ شهر مضى...وحينها واتاها الامل فى ان تحصل على المال الذى الذى تحتاجة بقرض من هذا البنك!!!!
ـ وبالتالى بعد تأخر البنك فى الرد على الطلب الذى تقدمت بة لاكثر من ثلاثة اسابيع...تقدمت بطلب للحصول على مقابلة مع مدير البنك للاستفسار عن سبب تاخير الرد....
تنفست بعمق تملأ رئتيها من الهواء البارد العابق بنسائم البحر ورائحة الياسمين التى تدخل لنافذتها من حديقة الفيلا.......
تطايرشعرها الاسود الرائع منسدلا بكثافة ولمعان خلف ظهرها .... لقد استعدت جيدا لهذة المقابلة برغم بعض الهالات السوداء حول عينيها من جراء ليلة طويلة مرت عليها بارق.... حاولت ان تخفى ذلك ببعض مساحيق التجميل.. ونجحت.... عيناها الواسعتان قد زادتا اتساعا بوضعها الكحل والماسكارا وظهر لونهما اكثر وضوحا ازرق قاتم مشوبا بظلال رمادية وقد ورثت عيناها وشعرها عن والدتها الراحلة فلامار خليط من الدماء التركية لوالدتها ....
والايطالية لوالدها فورثت عنة انفة المستقيم وقامتة الطويلة الممشوقة ولكن شفتيها المكتنزتين المليئتين وعودا واغراء يزينها شامة صغيرة سوداء على طرفها فكانت لوالدتها التى تذكر جيدا كم كانت فاتنة ورائعة بشهادة الجميع حتى فى اخر ايامها عندما هزمها المرض كم كانت فترة صعبة على والدها..
ــ والدها الحبيب الذى حاول ان يظل متماسكا من اجلها بعد فقدة والدتها حبيبة عمرة ..... كانت بجانبة دائما خاضا معارك الحياة جنبا الى جنب بحلاوتها ومرارتها....
ـ كانت بجانبة حين قرر العودة لارض موطنة..ايطاليا وحين بدا التنقيب والبحث فى الارض التى ورثها من والدة واجدادة عن الذهب حلم حياتة الذى تخلى عنة لفترة طويلة من اجل البقاء بجانب زوجتة فى تركيا حين التقيا صدفة عندما سافر لتركيا فى رحلة عمل ..... ليصارع معها ضد عائلتها لحرمانها من موافقتهم على الزواج بة فقد كان من تقاليد العائلات عريقة النسب كعائلة والدتها جولياسوليمان.. الا تتزوج الفتاة الا من احد اقاربها حتى يكون هناك ضمان لتبقى الاملاك داخل حدود العائلة وحتى بعد موافقتهم استمر الصراع حتى تحصل والدتها على ميراثها وبرغم محاولات والدها فى جعلها تتخلى عن هذا الميراث فهو كان سليل احدى العائلات العريقة فى ايطاليا ...باولو بيرناردو من عائلة بيرناردوالاغنياء فاحشى الثراء..لم ترضخ والدتها حتى حصلت فى النهاية وبعد عذاب على جزء من حقها...لكن وبعدها للأسف...انقطعت كل صلات الود بين والدتها وعائلتها الناقمة عليها بيتركيا...عدا واحدة فقط...كانت تراسلها سرا من ان لاخر...او تتصل بها تليفونيا ...لكى تطمئن عليها...وعلى
احوالها...تلك المرأة كانت خالتها ليلى.....وهى تصغر والدتها بسنتين..وحتى بعد وفاة والدتها استمرت خالتها بالاتصال بها...ولم تنقطع الصلة بينهما حتى هذة اللحظة...
تعترف انها تجد فيها رغم المسافات البعيدة التى تفصل بينهما بعض العزاء عن والدتها الراحلة...ورغم انها لم ترها من قبل الا فى بعض الصور التى ارتها لها امها...فهى تكن لها مشاعر الود والعرفان...وتكون سعيدة دائما حين تسمع صوتها فى مكالمة تليفونية من وقت لاخر...
وقد لاحظت مؤخرا ان خالتها بدات تحاول أقناعها بزيارتها فى اسطنبول...ولكنها الان مشغولة بمشاكلها فى الشركة ولا تجد الوقت لكى تقرر القيام بتلك الزيارة....ربما حين تنتهى مشكلاتها !!!!
تذكر الان حكايات والدها عن تلك الفترة التى تلت عودتهم الى ايطاليا بعد حصول والدتها على جزء من حقوقها..حينها فقط عاد حلم والدها للظهور مرة اخرى؟؟ الذهب...!!!!!
ــ ورغم محاولات جميع من حولة من الاصدقاء والمعارف..وحتى اخية الوحيد...باثنائة عن التنقيب...لندرة الذهب فى ايطاليا...وصعوبة الوصول لعرق واحد منة...فقد اصر هو على المحاولة...وبذل كل ما يملك من جهد ليصل الى هدفة...وقد ساعدة على ذلك ايمان والدتها العميق بة...وثقتها الكبيرة فى حكمة زوجها..ورجاحة عقلة....
عادا معا لايطالياوكانت بجانبة حين اثمرت مجهوداتة فى البحث والتنقيب عن اول قطعة من الذهب وشاهدا بريقها الاخاذ معا ....شاهدا ..لامار وهو المعنى التركى لبريق الذهب فسميت لامار بهذا الاسم نسبة لبريق اول قطعة من الذهب.. الحلم .. حلم والدها ووالدتها...
كم كان ارتباطهما قويا وحبهما اقوى حتى انهما حينما جاءت لامار للحياة اغدقا عليها من هذا الحب..كان فراق والدتها امرا صعبا على كليهما فقد كانت لامار فى العشرون من عمرها وكانت فى اشد الحاجة اليها فلم يكن لديها اخوة ولم يرزق والديها بغيرها من الاطفال.. وهكذا لم يعد لهما سوى بعضهما..هى ووالدها الحبيب. ولكن الحياة بخلت عليها بوجودة قربها..........
ـ كم شعرت بالحزن والفراغ بعد ان فارقها والدها ايضا...لم يبق معها كثيرا بعد وفاة والدتها..فقد توفى فى حادثة كبيرة من جراء اصطدام قوى لسيارتة باحد سيارات النقل لان سائقها كان نائما اثناء القيادة...كانت صدمة قوية... ظنت انها لن تستطيع الخروج من احزانها ووحدتها لولا ان اتت صوفيا ابنة عمها لتعيش معها بعد خروجها من مدرستها الداخلية التى قد ارسلتها اليها زوجة عمها الراحل.وقد استولت على الباقى من ميراثها بعد ان اضاع عمها الراحل قبل وفاتة جزء كبير منة فى احدى الصفقات الغير مدروسة....فقد كان عمها معروف باستهتارة وعدم مبالتة فى الحفاظ على اموالة...حتى انة كان يقامر بها وبكميات كبيرة...لذلك لم تجد صوفيا سوى لامار ...الوحيدة التى بقيت لها من العائلة.....وجدت فيها تعويضا عن الحب والاهتمام الذى فقدتة برحيل والديها...
ـ والداى الحبيبان ...كم اشتقت اليكما..
ـ حدثت لامار نفسها حين افاقت من ذكرياتها .... كم يؤلمنى ان اخذلك الان بعد ان اورثتنى شركتك..انا فى ورطة كبيرة واصبحت تحت رحمة كلمة واحدة يقررها رجل..وليس اى رجل...!! فهو نيكولا كريستيانو المشهور بقسوتة وعنادة..ولولا اننى قرات بنفسى الاعلان فى الصحف عن التسهيلات الغير عادية التى يمنحها البنك الذى يملكة...لم يكن ليتبقى لدى اى امل فى الخروج من تلك الورطة....
ـعبست لامار بحاجبيها الجميلين لمراتها ... لامارفيرناندو التى اقسمت الا تجعل رجل اخر بعد انطونى يتحكم بى ..ياتى من اكون تحت رحمتة؟؟ انا..تنهدت بسخرية مريرة..المعروفة بسيدة الاعمال الجليدية؟؟..زفرت بضيق واتجهت لنافذتها تتطلع منها للبحر فقد بنى والدها لولدتها فيلتهما على مرتفع فى احدى الجبال المطلة على البحر لعلمة بمدى تعلق والدتها وحبها للمرتفعات حتى انها ورثت عن عن والدتها هذا الشغف...وقالت متجهة بنظرها الية..
ـ تمالكى نفسك يا فتاة وكونى قوية..ورفعت راسها بكبرياء قائلة..اعاهدك ياوالدى ان احارب ليبقى الحلم الذى بنيتة...ليبقى عطرك ..عطر لامار....عطر بريق الذهب حتى وان بعت نفسى لاجل بقاءة..ودمعت عيناها وكعادتها ابت ان تسيل تلك الدموع..فالدموع ضعف..
وهى ليست بضعيفة فقد اقسمت بعد صدمتها بخداع اتطونى حبها الاول والاخير الا تكون ضعيفة ابدا او تخضع لسيطرة رجل.
ـ افاقت من افكارها على صوت صوفيا تدخل حجرتها كعادتها فى الصباح قائلة.
ـصباح الخير ....
ـ رفت لامار بعيناها فى محاولة لاخفاء اثر الدموع ورفعت يدها الرقيقة المطلية اظافرها بعناية بلون احمر قانى معيدة شعرها الكثيف الى الوراء والتفتت ناظرة اصوفيا نظرة تفيض حنانا ورقة قائلة
ـ مرحبا عزيزتى..منحتها لامار احدى اجمل ابتساماتها الرائعة قائلة
ـ اعتقد.؟ لا بل اقسم اننى وبالتاكيد الوحيدة التى تحصل على تلك الابتسامة منك..نظرت اليها صوفيا نظرة عتاب مداعب..وفى محاولة من لامار للهروب من الاجابة قالت..
ـ كلما نظرت اليك يا عزيزتى اتعجب ؟؟ كيف اننا ابناء عم رغم الاختلاف الشديد فى ملامحنا.. كانت صوفيا بعكس لامار فهى شقراء فاتنة شعرها الذهبى المموج وقد قصتة على احدث صيحات الموضة استرسل بتدريج رائع حول وجهها وعيناها الزرقاوين وبشرتها الوردية وانفها الرقيق الذى يعلوة بعض النمش منتشرا اعلى وجنتيها وممتدا الى سائر بشرتها الرقيقة وقامتها القصيرة نوعا.. عن لامار اعطاهاهذا الاختلاف.
ـ رفعت صوفيا يدها الرقيقة بكسل وتنهدت قائلة ..تعرفين جيدا يا عزيزتى انى كنت افضل ان اكون بتلك البشرة الرائعة مثلك التى يحسدك عليها الكثيرين على ان اكون بكل تلك الالوان الصاخبة....والنمش الذى يوحى باننى طفلة لا تكبر ابدا..كنت اتمنى ان احصل على ملامح امراة فاتنة مثلك...لا طفلة شقية!!!!
والقت بنفسها على سرير لامار متثائبة وهى مازالت مرتدية بيجاما النوم.
ـ اوة ..لا تكونى طماعة؟؟ فانت فاتنة.. اجابتها لامار وهى متجهة نحو سريرها بخطوات رشيقة وبزتها الرمادية بتنورتها القصيرة الضيقة تظهر جمال ساقيها فى الحذاء ذو الكعب العالى فوجدت صوفيا تنظر لها باهتمام من بين عينين نصف مغمضتين وهى عابسة نهضت وجلست معتدلة على السرير وقد ظهرت عليها الجديةو اومات براسها للامار قائلة..
ـارى انك قد استعددت جيدا لمقابلة اليوم ؟ مشيرة بيدها نحو مظهرها الجاد والعملى فى ملابسها الرمادية فانا اعرف جيدا مدى اهمية المقابلة.. وسالتها قلقة.. ما الذى تنوين فعلةمع السيد نيكولا؟؟
ـ لا اعرف بعد ولكن ما انا متاكدة منة اننى لن استسلم بسهولة بدون حرب ضارية و باقل الخسائر.. اجابتها لامار وقد وقفت باعتداد وثقة تظهر عيناها لمعان الجليد وقد اختفت منهما كل ملامح الرقة.
ـ تعلمين جيدا ان نيكولا ليس بالخصم السهل.. معروف بعنادة وصرامتة و نجاحة الكبير فى التفاوض هذا اذا تغاضينا عن وسامتة المدمرة وشخصيتةالفريد..فهو زير نساء من الدرجة الاولى..
ـسالت لامار.. هل قابلتية؟...لا ولكن قرات الكثير عنة ورايت بعض صورة فى الجرائد فلا تخلو صفحات الاقتصاد والمجتمعات منة.. واعرف جيدا ان المسالة ليست سهلة..اجابتها باشفاق.
ـ قابلت الكثيرين مثلة .. لن تكون المسالة سهلة بالنسبة الية ايضا فانا لا احارب لاجل شىء هين بل لاجل حياتى ومستقبلى ولاجل ذكرى والداى..لن اسمح بانهيار الشركة وساحصل على القرض باى شكل من الاشكال ..انة واجبى تجاة ذكرى والداى... لقد اورثانى الامان حتى بعد وفاتهما ..اورثانى حلمهما ونجاحاتهما معا...
ـ اتمنى لكى التوفيق من كل قلبى.. قالت صوفيا مقتربة وممسكة بيدها فاحتضنتها لامارواجابت..اعلم ياعزيزتى و الان.. متى ستذهبين الى الشركة؟؟
ـ اوة اعتقد باننى سانام قليلا بعد.. هل تسمح رئيستى بان انام قليلا فى غرفتها ..انت تعرفين كم احب هذة الغرفة!!
ـ اجابتها لامار وهى متجهة بخطواتها نحو الباب.. طبعا ولكن لا تتاخرى ...على اى حال..لا يوجد الكثير مما يمكنك فعلة للشركة الان... ثم استدارت وعلى وجهها ابتسامة هادئة تتامل غرفتها فقد كانت بالفعل من احلى اجنحة الفيلا ..كانت كبيرة واسعة نوافذها عالية وستائرها العسلية تسمح لشمس الصباح وهواء الخريف المنعش بالدخول وسريرها الذى سمح لها والديها باقتنائة من احد المزادات واعمدتة الخشبية الضخمة المشغولة على الطراز الاندلسى بستائرة الحريرية الرقيقة والسجادة الايرانية الكبيرة التى تتوسط الغرفة فوق الارضية البركية حتى دولاب ملابسها قد اختارت تصميمة بعناية فهو مختفى داخل الحائط تخفىية عن الانظار مراة رائعة وضخمة .. مشغولة بافريز مذهب وهى احدى تحف القرون الوسطى وقد حصلت عليها ايضا من احد المزادات.. كل شىء فى غرفتها كان رائعا فلم يبخل عليها والداها باى شىء لاسعادها ..كانت غرفة رائعة بحق.....
ـافاقت لامار من تاملها على صوت خادمتها المخلصة هيلدا التى كانت خادمة لامها وقد حضرت معها من تركيا فساعدت جوليا والدة لامار فى العناية بها كمربية وبقيت بجانبها حتى هذة اللحظة ...
كان صوتها اتي من الدور السفلى للفيلا..سيدتى لامار؟؟ السيارة جاهزة لقد اخرجها اميجو من الجاراج وكان الاخير ايضا سائق والدها الخاص ..ايطالي مثلة ولكن بعد ان اصبح عجوزا قررت لامار ان تريحة من مشقة القيادة وتتولى ذلك عنة فكل من فى هذا المنزل بمثابة عائلتها وهى على كل حال تجيد القيادة من زمن طويل..
ـ القت لامار نظرة اخيرة على صوفيا مبتسمة لها برقة ثم همت بالخروج وما ان خطت خارج الغرفة حتى تذكرت شيئا هام فعادت مسرعة للداخل قائلة... كيف انسى العطر؟؟؟ واتجهت ناحية دولابها و فتحت مراتها الضخمة ثم فتحت جارورا صغيرا وراء ملابسها مخرجة منة احدى زجاجات العطر الصغيرة. وهى تبتسم بغموض ووضعت بضع قطرات منة خلف اذنها وعلى معصمها ثم اغلقتها بحرص ووضعتها
مكانها فى الدرج ثم اغلقت المراة ونظرت الى نفسها .. رفعت يدها لشعرها تعيدة للوراء كعادتها حين تحاول استمداد الثقة وابتسمت ابتسامتها الجليدية التى لا تصل ابدا الى عيناها ثم قالت ....
ـ الان انا مستعدة لاى شىء .. حتى وان كان هذا الشىء؟؟ ...نيكولا كريستيانو.. والتقطت حقيبة العمل السوداء وحافظة يدها الانيقة من فوق كرسى الزينة امام المراة ومشت بخطوات واثقة للخروج من باب الغرفة بعد ان اخذت نفسا عميقا متجهة الى اسفل ... الى مقابلتها المصيرية؟؟؟

 
 

 


التعديل الأخير تم بواسطة اماريج ; 31-08-10 الساعة 09:55 PM
عرض البوم صور مايا مختار  

قديم 04-06-08, 01:39 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
الغائبة الحاضرة


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 77589
المشاركات: 3,125
الجنس أنثى
معدل التقييم: مايا مختار عضو ذو تقييم عاليمايا مختار عضو ذو تقييم عاليمايا مختار عضو ذو تقييم عاليمايا مختار عضو ذو تقييم عاليمايا مختار عضو ذو تقييم عاليمايا مختار عضو ذو تقييم عاليمايا مختار عضو ذو تقييم عاليمايا مختار عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 972

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
مايا مختار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : مايا مختار المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

تكملة الفصل الاول

ـ بم استطيع ان اخدمك؟؟.. سالت السكرتيرة الحسناء لامار وهى ممعنة النظر اليها وكانها تقيمها من راسها لقدميها ..اجابتها لامار وهى تقف بكبرياء ان لديها مقابلة مع مدير البنك موعدها الساعة التاسعة
ـ ولكن مدير البنك غير موجود .. بل مسافر فى رحلة عمل ؟؟
سالتها لاماروفى صوتها شىء من العصبية كيف يعطى السيد نيكولا موعدا لاحد العملاء فى حين انة مسافرا؟؟
ـ اجابت السكرتيرة وعلى وجهها الحيرة .. ولكن السيد كريستيانو ليس المدير بل هو المالك
ـ اوة.. لا يهمنى الان صفتة... فقط لدى موعد وانوى الحصول علية..فارجوك ان تخبرية انى فى انتظارة.
ـ رفعت الفتاة سماعة الهاتف بضيق وتحدثت بصوت هادىء.. نعم سيدى الانسة لامار فيرناندو تود مقابلتك عن موعد سابق.... نعم سيدى .. نظرت الفتاة للامار قائلة .. سوف يقابلك انستى تفضلى بالجلوس لدقيقتين فقط وسوف تدخلين لمقابلتة.. جلست لامار على احدى الكراسى الجلدية الفخمة واضعة قدم فوق الاخرى ببرود...
ـ يبدو ان السيد كريستيانو لا يبخل على اى من ممتلكاتة بالنقود فقد لاحظت لامار منذ دخولها فخامة المكان وروعة الديكور بداخل البنك.....
وقد طغى على المكان اللون الاخضر والبنى من كراسى وزرع طبيعى وجدران طليت باحدث الوان الدهانات.. حتى رائحة الهواء بها شىء من العطر المختلط برائحة الجلد الفاخر للمقاعد.. اعترتها رعشة فى عامودها الفقرى لا تدرى سببا لها ؟؟ هل من برودة التكييف المركزى فى المكان ام هو قلقها الذى تأبى ان يكون واضحا على محياها امام السكرتيرة ونظراتها الفضولية .. افاقت من تاملها للمكان على صوت الفتاة وهى تقول ..تستطيعين الدخول الان انستى ..السيد كريستيانو بانتظارك.. وقفت لامار واخذت نفسا عميقا ثم اومات للفتاة الجالسة براسها ببرود....
مشت باتجاة المكتب الخاص المكتوب على لافتتة... غرفة مدير البنك ... ودقت على باب الغرفة بقبضتها الرقيقة...سمعت صوتا عميقا يدعوها للدخول قائلا...تفضل... احست للحظة بضعف ثقتها بنفسها .. فكيف سيكون حالها اذن ان دخلت....
*********************************.
ـ فتحت لامار الباب ودلفت الى داخل الغرفة وكان الهواء بداخلها ابرد من الخارج ..ام هى تتخيل ذلك؟؟
كانت الرائحة ايضا قوية وغريبة ..الجلد الفاخر مع عطر يضج بالرجولة مختلطة بدخان السيجار الذى كان وبالتاكيد يحترق تبغة منذ لحظات.
ـ اللعنة..ما ان وقعت عينا لامار على الرجل الجالس خلف المكتب الاسود الفخم من خشب الماهوجنى حتى لفظت تلك الكلمة وقالت فى نفسها..ان صوفيا لم تفية حقة فى الوصف...لم اتوقع ان تكون بهذة الروعة..ما الذى اوقعت نفسى فية..كان الرجل رائع بحق.
مثال كامل للوسامة الشرقية بشعرة الاسود الكثيف وحاجبية وعيناة اللتين بلون الفيروز القاتم تنظران لها نظرة ضيقة غامضة .. وذلك دون اغفال شفتية الرفيعتين الصارمتين تبتسمان لها مرحبة ببرود من تحت انف مستقيم وقاسى..اللعنة.. قالتها لنفسها مرة اخرى..
ـ مرحبا انستى..قالها الرجل لها وهو ينهض للوقوف مرتديا بذلة بلون البن المحترق اظهر من خلاال خطوطها الدقيقة مدى رشاقتة وعرض كتفية بعضلاتها المنحوتة يغلف ذلك طولة الفارع ..
مد لها يدة فتقدمت لتصافحة التقت يديهما وعيناهما لثوانى سرى خلالها تيار كهربى لجسدها فارتعشت يدها فى يدة واملت الا يكون قد لاحظ ذلك..
ـ اشار لها بالجلوس وجلس يشبك يدية على سطح المكتب.. الانسة لامار باولو فيرناندو..تشدق باسمها ساخرا..واخيرا التقينا!!
لقد وصلت شهرتك الافاق بشركتك ذات المزيج الغريب؟؟ الذهب والعطور.. هل لى ان اسال سبب تشريفى بهذة الزيارة..
ـ رفعت لامار يدها تعيد شعرها للوراء وقد وجهت لة احدى نظراتها الجليدية...لقد جئت لمقابلتك بسبب القرض الذى طلبتة وقد تاخرتم فى الرد على الشركة بشانة
ـ اجابها وعلى وجهة نظرة متحيرة نعم ولكن لقد.. فقاطعتة لامار.. سيد نيكولا اعرف بان المظهر الخارجى للشركة والاشاعات من حولها توحى بمدى سوء الوضع ولكن صدقنى ان الوضع ليس سيئاكما يبدو .. مازال بامكانى انقاذ الشركة اذا سمح لى البنك الذى تملكة بذلك.
ـ اقترب نيكولا من سطح المكتب ونظر اليها بغموض قائلا.. يحيرنى بالفعل نشاط شركتك الغريب .. ما الذى جمع فيها بين التنقيب عن الذهب وصقلة وبين تصنيع العطور ..كما هى معروفة باسم (شركة لامار للذهب والعطور)
ـ رقت ملامح لامار للحظات ونظرت لبعيد خلف الواجهة الزجاجية التى على يمين المكتب والتى تطل على ميناء مارسيليا الشهير وكانها تستعيد بذلك ذكريات عزيزة عليها .. ان السبب فى هذا المزيج هو والداى.. فوالدى هو من اكتشف الذهب فى الارض التى ورثها عن جدى ووالدتى كانت شغوفة بالازهار والاعشاب وبالتالى اتفق الاثنان على بناء حلم مشترك لهما ..والدى بصناعة الذهب ووالدتى بتركيب العطور وقد ظلا جنبا لجنب يعملان فى هذا المجال حتى داهم والدتى المرض وتوفيت تاركة لوالدى ادارة الشركة و انا من بعدة استلمت تلك الادارة وقد استطعت بالفعل النهوض بالشركة لفترة طويلةولكن مع حدوث الازمة الاخيرة فى السيولة تعثرت شركتى قليلا بسببها ..اعادت النظر الية بجدية وقد اولتة اهتمامها مرة اخرى.. انا لدى بالفعل خطة جديدة للعمل بدراسة جدوى ممتازة ولكن هنا يحين دور البنك فى اقراضى ما احتاجة حتى انهض بشركتى مرة اخرى
ـ هل لى ان اعرف الخطوط العريضة لما تنوين فعلة..بسط يديةتجاهها متسائلا بجدية..
ـ تنهدت لامار بحزم مجيبة ..لقد قررت اغلاق القسم الخاص بالتنقيب وانتاج الذهب والتركيز على الجزء الخاص بالادوات التجميلية والعطور..
ـ انعقد حاجبية بشك قائلا..ولكن مالجديد الذى تستطيعين تقديمة فى هذا المجال؟
ـ اننى انوى غزوالاسواق باحدى العطور الجديدة وسيكون باكورة انتاج الشركة ومن بعد نجاحة والذى انا متاكدة منة ساتوسع بانتاج مستحضرات التجميل بعد ان اكون قد اسست قاعدة قوية لشركتى..صمتت بعد عرض فكرتها بجدية وبشكل عملى وهى تنظر الية كاتمة انفاسها متظاهرة بالهدوء فى انتظار رد فعلة على الحديث..!!!
ـ ابتسم بسخرية وهو يجيل نظرة فى ملامح وجهها نظرة جعلت الدماء تسرى حارة فى شرايينها.. اتعتقدين حقا ان هذة الخطة تحقق الاهداف المرجوه منها؟؟..!!!
وجهت لة احدى نظراتها الجليدية.
انا لا اجد فى خططك اى..... قطع حديثة رنين الهاتف ... ارجو منك الانتظار لدقيقة وساكون معك ..ورفع السماعة مديرا نظرة عنها واندمج فى حديث عن مشكلة على ما تظن فى احدى الفنادق التى يملكها..
ـ قالت فى نفسها وهى مشبكة يديها بقوة ناظرة اليه بلا انفعالات على وجهها..يجب ان تقتنع نيكولا كريستيانو وبسرعة وباى شكل ظلت تحدق ناحية رصيف الميناء خلف الزجاج مشيحة بوجهها عنة ....ثم طرات لها فكرة....مجنووونة ..ولكنها فكرة على كل حال وهى املها الاخير....


الفصل الثانى
قامت لامار برشاقة وبرود ودارت حول طاولة المكتب مقتربة من نيكولا وجلست امامةعلى طرفها تقابل وجههة ...ترك السماعة وهو ينظر اليها بانبهاروهى ترفع يدها وتعيد شعرها للوراء مفسحة المجال لتظهر رقبتها البيضاء الطويلة امام ناظرية ... واذنها الصغيرة متدليا منها قرط ذهبى على شكل حلقات متشابكة يلمع امام عينية...فقطب جبينة وهو يسد طرف السماعة بيدية قائلا لها...اللعنة!!! ماذا الان؟؟.. وتمالك نفسة بغضب وقال للرجل على الهاتف ..ساحادثك بعد قليل..
ـ قال نيكولا ولامار تقترب من وجههة ببرود وبنظرة جليدية ممزوجة بالانتصار وقد وجدتة يتحدث بصوت متحشرج يلتقط انفاسة بصعوبة..ماذا تريدين الان؟؟
ـ سالتة بخبث..والان مارايك فية ؟؟ وهى تدير رقبتها الناحية الاخرى تزيد من اقترابها حتى بدات تشعر بحرارة انفاسة على عنقها .. سالها وانفاسة تزيد تهدجا متاملا خصلات شعرها السوداء الرائعة ورقبتها الرشيقة ما رايى فى ماذا ؟؟؟...!اجابتة وقد اقترب منها بشكل خطير.. فى لامار ..العطر ...عطرى؟؟!!...
ـ سالها متحيرا؟؟؟ اى عطر تقصدين..... تنهدت بنفاذ صبر قائلة ...الموجود هنا...مشيرة خلف اذنها...
ـ اجابها بتحدى ماكر وقد رفع اناملة ناحية رقبتها مداعبا... اتقصدين الذى اشتمة من خلف اذنك هنا..امم. . واقترب منها ليشمة...
ـاوة... انا الان فى الموقف الاضعف..قالت فى نفسها ..لقد دخلت عش الدبابير...
حافظت على برودها واجابتة.. نعم هو ... نظر اليها بعينان تلمعان بوميض النيران ثم اقترب من اذنيهاوهمس لها قائلا...
اجدة رائعا...بل ساحر..وكاننى اشتم رائحة الدماء الحارة فى شرايينك... وامسك بكتفيها ليديرها الية وقد حافظت على برودة نظراتها وجديتها متحدية اياة على الاقتراب اكثر من ذلك..عزيزتى...تلعبين لعبة خطرة..!! من يوقظ النمر من ثباتة علية ان يتحمل العواقب ....
واقترب ببطء من فمها معانقا اياها بشغف...محاولا اجبارها على الخضوع والتجاوب لعناقة..ولكنة وجد بين يدية لوحا من الثلج البارد..فضغط على كتفيها بقسوة ليؤلمها وقداصبح عناقة قاسيا..!!
.. ابتعد عنها فجاة بعنف وهو يهزها بقوة وغضب و مازال ممسكا بها... بحق الشيطان يا امراة .. مذا تريدين منى؟؟..اجابتة ببرود ..وهى تحاول ان تظهر متماسكة رغم شدة الضعف والدوار.. انا لم اسمح لك بما فعلتة معى...انا فقط اريدك ان تقتنع بخطتى لانقاذ الشركة...فقط ولا شىء اخر!!!
ـ قامت لامار وهى تسير برشاقة خلف المكتب رافعة يدها لشعرها معيدة اياة كما كان وبكل الثقة جلست فوق مقعدها واضعة ساق فوق الاخرى برغم ما تشعر بة من ضياع غريب بعد ابتعادها عنة وقالت...والان ما هو رايك؟؟
ـ حرك راسة بتصميم يبتسم بخبث...لا..لا..لا...لا اعتقد انى استطيع تكوين اى راى الان.... يجب ان تعطينى فرصة اخرى للتفكير.
ـ اجابت بنفاذ صبر .. اذن ساخذ موعدا اخر من سكرتيرتك للغد..
ـ اجابها بهدوء قاتل.. للاسف انا مشغول لوقت طويل وحتى لاسبوعين قادمين..فنظرت الية بغضب باردقائلة..اذن فانت تر...
ـ فطع حديثها قائلا..ولكنى غير مشغول فى المساء فانا وكما تلاحظين من البشر واحتاج للطعام من وقت لاخر...مبتسما بمكر ثم متصنعا الجدية..ما رايك بعشاء عمل الليلة ..نتناقش فية بكل التغاصيل.
ـ قامت لامار وهى تنهى المقابلة وبجدية شديدة ..حسنا قبلت...متى الميعاد..
ـ الساعة الثامنة ..اتحبين ان امر عليك..واشار الى الاوراق امامة ..لدى العنوان
ـ لا فهو ليس موعدا ,,بل عشاء عمل..ورسمى..اين ساقابلك؟؟؟
ـ فى مطعم سانتا مارتينا..اتعرفينة..؟؟ بالطبع تعرفة جيدا فهو من اشهر المطاعم الرومانسية فى ايطالية المشهور بالطعام الجيد والجو الحميمى للعشاق ..نظرت الية بسخرية وتحدى قائلة..بالطبع ..اتفقنا اذا.. الى اللقاء ومدت يدها لتصافحة فالتقط يدها برقة ورفعها الى شفتية ولثمها بلطف ضاغطا بشفتية برقة على يدها..قبلة قلبت عالمها كلة وهو ينظر اليها وعيناة تلمعان ببريق عجيب مثل عينا نمر وجد فريستة الضالة..سحبت لامار يدها بهدوء بارد ورمقتة بنظرة ساخرة ثم ادارت ظهرها الية ومشت للخروج من الغرفة ..ولولا خوفها من ان تهتز صورتها امامة لكانت ركضت من المكتب ولم تكن لتقف حتى تصل لسيارتها وتشعر بالامان داخلها..ولكن هل سيكون هناك امان بعد الان؟؟!!
*****************************
ـ كانت تقلب بشوكتها الطعام الموضوع امامها فى احد الاطباق الفاخرة والتى جمعت قطعها واحدة واحدة عن طريق المزادات التى اغرمت من خلالها بكل ماهو قديم واثرى حتى اصبحت قطع الانتيك التى تملكها كانها ثروتها التى تفتخر بها لما لاقت فيها من صعوبات فى جمع كل قطعة منها...
جالت بنظرها فى انحاء قاعة الطعام التى كانت تجلس فيها مع صوفيا لتناول الغداء كعادتهما حين يعودان معا فى نفس الوقت من الشركة الى الفيلا..قاعة فخمة.. كل جزء منها هو جزء من هويتها وتاريخ اسرتها الراحلة .. الطاولة السوداء بكراسيها ذات القماش البنى المائل للاحمر بطابعها العربى التركى وقد كانت على ذوق والدتها مع الستائر القطيفة على النوافذ تتلائم وقماش الكراسى ..
البوفية الكبير الملىء بالمرايا ايطالية الصنع.. وفى احدى جوانب الغرفة يقبع الكونصول البنى والذى قد احضره والدها من اليونان فى احدى رحلات عملة... تاملت كل ما حولها محدثة نفسها ..لم استطيع ان اغير اى قطعة فيها حتى السجادة التركية التى ورثتها والدتى عن جدتى..لم اغيرها..قالت بسخرية لنفسها.. يبدو اننى قد ادمنت كل قطعة فى هذا البيت..ام ياترى انا مجرد جبانة لا تقوى او تجرؤ على التغيير ام اخاف ان اضيع وافقد انتمائى وهويتى ام انى ... ابحث عن هوية جديدة...
اوة...كم اتمنى ان اترك كل شىء ...الشركة والصفقات والاعمال ... فلاستسلم... لم لا ... ثم ابدا عمل جديد لى انا ..يخصنى وحدى لا عهود فية اقطعها لاحد.. فقط انا ولا احد غيرى ... جاليرى ربما!!!..او احدى المحلات الكبيرة للازياء والملابس النسائية ذات الماركات العالمية...لا ذهب ولا عطور...اى شىء جديد..يغير حياتى..رفعت يدها لشعرها وتنهدت بصمت ...نيكولا.. ماذا فعلت بى فى تلك الدقائق لقد قلبت عالمى..ربما صنعت منى جبانة تريد الهروب..وتذكرت لمساتة الرقيقة ومداعباتة لرقبتها..وقبلتة ..!!وكانة يعرف تماما ماذا يفعل بها ومدى تاثيرة عليها.. ثقتة بنفسة .. هددت ثقتها بنفسها.. هل ستقوى على التصدى لو حاول معها مرة ثانية..
لقد استطاعت ان تتحداة ببرودها وستتمكن بالتاكيد من ذلك مرة اخرى... يالهى.. ماذا ان كانت لا تريد المقاومة.. ماذا لو ارادت ان تصبح ضعيفة ولو مرة فى حياتها.. تعود كما كانت..لا تحسب حسابات لخطواتها ..تغامر.. ترمى بنفسها فى النار..فى الجحيم.... الجحيم؟؟؟.
نيكولا.. يحمل الجحيم المستعر فى انفاسة فى لمساتة وحتى فى تلك الهمسات الرقيقة التى حملتها لاذنيها شفتية!!... لا انة الجنون المطلق..لا يجب ان تستسلم هكذا دون معركة ..ربما ستكون معركة حياتها كلها يتحدد فيها مصيرها ..والى الابد!!!....يللاسف .. يجب ان تقاوم وبشدة.. ونظرت لطبقها مبتسمة بمكروهى تحرك شوكتها فى الطعام..ثم قالت..ستكون معركة ممتعة ومثيرة...
ـ ما هو المثير والممتع؟؟.. سالت صوفيا وهى تحدق بلامار فى استغراب.. انك لم تاكلى شيئا حتى الان...فقط تحركين طعامك من جانب لاخر ..ما الامر... غمزت لها مبتسمة قائلة اهى المقابلة؟؟؟...ام هو صاحب المقابلة... وبمكر اقتربت منها تهمس ... السيد نيكولا كريستيانو.. هيا اخبرينى عن ادق التفاصيل... ورفعت شوكتها مشيرة للامار مهددة ... هل تسمعيننى.... ادقها...
ـ تصنعت لامار اللا مبالاة قائلة...لقد دعانى الى العشاء .. مؤكدة...عشاء عمل..وقبل ان تسالى .. لقد قبلت!!
ـ نظرت لها صوفيا غير مصدقة... اهكذا ومن المقابلة الاولى... تنهدت بشكل مسرحى ... مسكين نيكولا لم يستطيع الصمود..اممم...ام مسكينة لامى؟؟!!. وماذا تنوين ان تفعلى بة..
ـ لا شىء.. انة عمل مجرد عمل.. لاتتخيلى اشياء غيرموجودة..نظرت لصوفيا بجدية ... للحق انا لم اقابل رجلا مثلة فى حياتى... كما تحدثت عنة الاشاعات والصحف تماما بل وربما اكثر هو بالفعل رجل عنيد وصارم وليس بالبخصم السهل....
ـ اذن لقد نال اهتمامك وحاز على اعجابك...لامار.. لم لا تحاولين .. ربما.. من يدرى... قالت صوفيا مترددة بهدوء.
ـ صوفيا ارجوك انا لا اريد منة سوى الحصول على القرض... اومات براسها بحزم .. تعلمين جيدا كم اننا فى حاجة لهذا القرض وبشكل ملح وسريع...سنفقد كل شىء اذا لم ننقذ الشركة... سيضيع كل شىء ..كل شىء... لن نجد الفيلا او الشركة او حتى سياراتنا... ربما حين اعود قوية ماليا كما كنت ...و حين انجح فى الفترة القادمة .. ربما ..ربما ..اعود كما كنت... قبل ان التقى انطونى وقبل وفاة والدى... لن اقبل بان استسلم لمشاعرى الا بعد ان اعود قوية واكون لاى كان ...الند بالند...دعينا الان منى... فلناكل.
ـ لامار لقد نسيتى شيئا هام... الحب.. الحب لا يردعة البرود او التحدى ..حين تحبين فانت تحبين فقط ولا شىء اخر..لا قوانين ولا شروط ولا تفكير...فقط الحب ومن تحبين...
ـ صوفيا من فضلك.. ليس امامى سوى ساعتين لارتاح ثم استعد للعشاء...لا اريد ان اكون متوترة حين اقابلة اريد ان اكون واثقة وقوية فدعينا ارجوك من هذا الحديث.
ـ حسنا.. اجابتها صوفيا بنفاذ صبر ... ماذا سترتدين الليلة....قالت بحماس... ما رايك بالفستان الوردى بدون اكمام وحزام فضى تحت الصدر...ولانة قصير ومهدول فوق ركبتيك بامكانك ارتداء السابو ذوالشريط الحريرى الفضى الذى يلتف حول قدميك الجميلتين... اة ..ورايى ان تتركى شعرك منسابا ..فهو رائع بدون شىء... ما رايك ..سالت صوفيا بلهفة؟؟؟
ـ رايى...انى اريد ان اسبح قليلا فى بركة السباحة ثم انام قليلا... ارجوكى صوفيا... دعينى بسلام..لا اريد التفكير الان فى شىء.. ثم ان الفستان الوردى لا يصلح لعشاء عمل .. بل لعشاء حميم ... وانا ذاهبة .. للعمل.. العمل فقط... وةالان اراكى لاحقا.. ثم بعد ان ابتعدت للخارج .. عادت مسرعة وبحزم.. لا تلحقى بى..وان اتيت لا اريد ان اسمع كلمة عن نيكولا او العشاء.. مفهوم؟؟؟اومات صوفيا للامار باحباط وقالت...لا داعى للعصبية... كما تريدين عزيزتى!!!!!......
**************************************
سبحت لامار لعدة دورات فى حوض سباحتها وكانت المياة صافية ومنعشة ساعدتها على استعادة الهدوء وبرودة الاعصاب..كانت تردى بيكينى ذو لونين من الوردى القاتم والبرتقالى على شكل خطوط مائلة ..كان المفضل لديها رغم اقتنائها العديد غيرة وذلك لصغر حجمة فهو بالكاد يغطى الاجزاء الهامة من جسدها فيكون مريحا اثناء السباحة ولكنها لم تكن ترتدية الا حين تكون وحدها فى البركة او مع صوفيا ابنة عمها .. هى لا ترى انة مناسب ابدا للظهور بة امام الناس ...
ـ استلقت بكسل على احدى المقاعد الموجودة حول بركة سباحتها الرائعة المصممة على شكل شلال صغير تحيط بة بعض الاحجار الطبيعية ذات اللونين البنى والصفر القاتم ومن حولة زرعت حديقة رائعة من النخيل والازهار العالية لعباد الشمس والقرنفل و بعض الاعشاب العطرية من الريحان ...
كانت تلك الحديقة الرائعة احدى تحف وابداعات والدتها ..تاملتها لامار بحنين وهى تضع بيبديها بعض الزيت الواقى من الشمس حتى اصبح كتفيها يلمعان بلون عسلى رائع...ارتدت نظارتها الخاصة بالشمس .. واستلقت مرة اخرى براسها على المقعد الوثير مادة قدميها امامهاوسارحة فى افكارها...ربما يجب ان تحاول اقناع نيكولا اليوم اثناء العشاء الليلة بان يسرع من اتخاذ قرارة بشان القرض حتى تبدا بسرعة فى مشروعها الجديد..اللعنة كلما حاولت التفكير بعملها تتراىء لها صورتة.. انة يدخل افكارها بدون انذار..
لم تكن سوى مقابلة واحدة ..لماذا استطاع ان يؤثر فيها بهذا الشكل؟؟..وكانت ايضا المرة الاولى التى تقابلة..شىء غريب يجذبها الية..عليها ان تعترف ان اى امراة تتمنى ان تحصل على اهتمامة..ترى هل حصلت هى على هذا الاهتمام ..ام ان قبلتة لا تعنى شيئا..فقط وليدة لحظة اثارتها لة...لماذا تهتم اذن... حركت كتفيها بلا مبالاه قائلة..اوة ..انة بالتاكيد مغرور حتى يظن ان قبلتة ستؤثر فيها ..انة يريد فقط ان يضمها الى موسوعة النساء الاتى وقعن صرعى امام قدمية...
ـ تنهدت بعمق واغمضت عيناها..هى لم تحصل على قبلات مثل قبلتة من قبل ..!!..ومضت فى عقلها ذكرى قديمة..فجاة..
لا..بل حدث وتلقت مثلها واحدة...!!..واحدة فقط لا تنساها ابدا...حتى انها تشبة قليلا قبلة نيكولا...لها نفس التاثير والمذاق الغريب...انها تذكر الان وبوضح ليلة تلقت تلك القبلة...كانت اول قبلة فى حياتها...اول قبلة حقيقية!!!!!..كانت قد اتمت عامها العشرون وقد مر على وفاة والدتها ثلاثة اشهر.....
ليلتها ....اصر والدها على ان تحضر معة احدى حفلات السفارة اليونانية بايطاليا التى تلقى منها والدها دعوة رسمية لحضورها...
ورغم ما كانت تشعر بة حينها من صداع فى راسها ودوار شديدين...لم تشأ ان تخذلة وترفض الحضور معة..خاصة وهى تعلم جيدا كم يحتاج كل منهما ..الخروج من اجواء الحزن...التى تملأ حياتهما منذ رحيل والدتها..جوليا...
وبالفعل استعدت وارتدت احد اثوابها المفضلة...ثوبها الاحمر الحريرى الموشى بحبات الكريستال السوداء..
حين دلفت ليلتها تتابط ذراع والدها ادارت العديد من رؤوس الرجال..ولكنها لم تنتبة لاى منهم..بل رسمت ابتسامة جامدة على وجهها محاولة ان تدارى الالم الشديد الذى يعصف براسها والذى لم تقل حدتة حتى هذة اللحظة..
وحين اطمانت ان والدها انخرط بشكل طبيعى فى محادثات مختلفة ..وقد تناسى لبعض الوقت..حزنة العميق..قررت الخروج للشرفة المظلمة..لتحاول استنشاق الهواء البارد..علها تستعيد جزء من نشاطها..
وبالفعل خرجت ليلتها للشرفة... والالم اصبح قاتلا وقد زاد دوار راسها..بدات تشعر بعدم الاتزان وعدم القدرة على التركيز...كانت تقف مستندة على سور الشرفة الرخامى البارد لتمنع نفسها من الاستسلام للسقوط...
ورغم انها تاكدت من ان لا احد من المدعويين الذين عرضوا مراقصتها وقد صدتهم جميعا بحزم..لم ينتبة اى منهم لمكان تواجدها..فقد سمعت صوتا عميقا ياتى من خلفها يقول بهمس...
ـ مرحبا سنيورا..لامار..لامار فيرناندو اليس كذلك؟؟!!
ـ تاوهت فى صمت قائلة لنفسها..لا..انة ليس الوقت المناسب ابدا للتعارف..انا لا اقوى على فتح عيناى...
استجمعت قوتها قدر ما استطاعت تجيب بتهذيب..
نعم سنيور..مرحبا...انا لامار فيرناندو..ولكن اعتذر حقا منك..لست فى حالة تسمـ...قطع اجابتها صوت احد الخدم يدخل مقتربا من الرجل الذى التفتت الية تتاملة بعينان شبة مغمضة..وصورتة المشوشة امامها لا تكاد تتبين منها اى من ملامحة...
اقترب منة الرجل يهمس فى اذنة بكلمات غير مسموعة..التفت على اثرها الرجل قائلا بحدة...اللعنة..كنت اريد ان..حرك راسة بنفاذ صبر قائلا..حسنا حسنا..لا باس..ساتى حالا..امهلنى دقيقة....
ـ قال الخادم بتصميم مهذب..وهذة المرة بصوت مسموع...ارجوك سيدى..حقا يجب ان تاتى معى الان...انة ينتظرك...لا تستطيع ان تتجاهل طلبة..انة ينوى ان يغادر الحفل الان...
ـ زفر الرجل الغامض بضيق قائلا..حسنا..ساتى حالا..اذهب وسالحق بك الان...
ـ حين ابتعد الخادم وخرج من الشرفة..التفت اليها الرجل قائلا بضيق ..اسف سنيورة..لا تتخيلين مدى اسفى..ليس لدى الوقت الان..كنت اتمنى..اوة..لا عليك..اقترب اكثر منها..يهمس..اعتذر عما سافعلة..صدقينى ان لم افعل ما اريد..اشعر بانى سافقد عقلى...
ـ نظرت الية بحيرة والدوار يعصف بها..ماذا تقصد سنيــ...
لم يمهلها لتكمل كلماتها..واخذها بين ذراعية القويتين..غامرا اياها بعناق جامح مجنون عصف بالبقية الباقية لثباتها..كانت قبلة لم تذق مثلها.. لا تشبة ابدا تلك القبلات البريئة فى المواعيد العاطفية مع اصدقائها السابقين...المعدودين ..والتى كانت لا تتعدى العناقات السريعةالخجولة التى تفتقد الجراءة...!!
رغما عنها وجدت نفسها تنساق معة لعالم جديد وخطوة جريئة جديدة..كانت اول قبلة حقيقية تحصل عليها..وكأن الرجل يعلم تاثيرة عليها..ملاحظة انة يمسك بها بثبات ليمنعها من السقوط....
وكانة يعرف حالتها..ومشاعرها التى تعصف بها الان وهى بين ذراعية.....
وكما امسكها فجاة تركها ايضا فجاة...ثم اقترب من اذنيها هامسا..لا تعلمين ماذا فعلت بى الليلة....
اعدك ان نتقابل ثانية....قبل طرف اذنها قبلة صغيرة..هامسا..رائعة..ساحرة....
ثم افلتها بسرعة تاركا اياها مشوشة الرؤية والعقل....
تمالكت اعصابها لدقائق...ثم خرجت الى القاعة الكبيرة...تبحث عنة بين جموع المدعووين..ولكنها كانت تعلم انها حتى لو التقت بة...فلن تتعرف الية..انها لم ترى اى من ملامحة..فقط ظل غامض لرجل طويل..يبدو..انة ممشوق القوام..رياضى..فقط ولا شىء اخر تعرفة عنة....
ظلت ذكرى قبلتة الجامحة ترفرف داخل عقلها طوال تلك الليلة....وحين عادت للمنزل...خلدت لنوم عميق ملىء باحلام غريبة صاخبة..عن رجلها الغامض...وفى الصباح....استعدت لرحلتها التى ستزور فيها اليونان..مع مجموعة من اصدقائها فى كليتها..الذى تخصصت فيها ..بادارة الاعمال....وكانت تلك الرحلة..هى اولى لقائاتها بطونى....او انطونى ديميرا...حب حياتها الوحيد...حتى انها حين التقتة نسيت كل شىء عن مغامرتها المثيرة ليلة الحفل...
ربما لم تنساها حقا..ربما قد اخفتها فى ركن مظلم من عقلها..حتى ظهرت مرة اخرى الان...
ظهرت مع ظهور نيكولا فى حياتها..شىء غريب ..انها تشعر الان ان قبلة نيكولا تشبة بشكل غريب قبلة هذا الرجل الغامض...الذى كما ظهر فجاة..اختفى فجاة ولم تقابلة مرة اخرى....
حتى طونى كانت قبلاتة مختلفة عن نيكولا..كانت قبلات هادئة وناعمةو!!...باردة !!
رغم مدى العاطفة التى كانت بينهما..ربما كان واثقا من امتلاكة لها فلم يحاول ان يبذل جهدا فى التاثير عليها ..ولكن ذلك ليس مبررا لاهمالة ان يبقى عاطفتهما مشتعلة متقدة ... ترى اين هو الان وما الذى يفعلة بحياتة... هل كانت يمكن ان تتزوجة رغم ما عرفتة عنة.. بالتاكيد هى تعلم انة لم يكن يريد فقط النقود من والدها لكى يساعدة فى مشروع المطعم باليونان .. كان يريد ان يفتتح مطعما كبيرا يكون لة شهرة واسعة.. ولكن والدها كان من الذين لا يحبون ان ينفقوا اموالهم لاجل مشروع غير مدروس دراسة وافية.. وطونى كان مندفعا بدون دراسة او تفكير..لذلك رفض والدها طلبة..وكم كانت صدمتها فية كبيرة..حين اتى وعيناة متقدتين غضبا لرفض والدها..ومحاولاتة القاسية بتشوية صورة والدها الحبيب فى عيناها.. اراد ان يخيرها بين ان يتركها اوتهرب معة تاركة والدها بمفردة..... لقد ساومها على حبها لة..هى تعرف جيدا انة كان يحبها لنفسها وليس لاموال والدها... ولكنة فقط فضل مصلحتة و مستقبلة عليها.. هى ايضا احبتة كثيرا ولذلك صدمتها فية حين خيرها كانت كبيرة وكانت اكبر بادعاءاتة المشينة على والدها...كما يقال..بقدر الحب يكون الكرة..!!!..
لذلك لم تسامحة على ما قالة و عاملتة بقسوة يومها وبرودا شديد وطردتة من حياتها نهائيا وللابد..
لن تنسى ابدا نظرة الذهول فى عينية حين صدم من رد فعلها ومحاولاتة المستميتة فى مصالحتها حين احس انها ستضيع من يدية..ولكنها ابت ان تسامحة قائلة لة بقسوة.. اننى لا اعلم ما دهانى حتى يكون لى اى علاقة بشخص وضيع مثلك اريدك ان تخرج من حياتى الى الابد ولا اريد رؤيتك مرة اخرى ابدا.. ايها الحثالة الحقير.. وخرج يومها من الفيلا وعيناة قاتمتين بهما غضب اسود عنيف ..ومن يومها لم تسمع منة اى كلمة .. كان ذلك من اربع سنوات..وهى قد تغيرت الان .. خاصة بعد وفاة والدها بعد حادثة طونى معهابشهر واحد ..كم كانت فى امس الحاجة لرؤيتة وقتها ولكن..
ها قد مرت الايام واستلمت زمام الامور برحيل والدها وهى الان ليست فى حاجة لاى شخص .. اى رجل ايا كان .. حتى لو كان رجلا مثل نيكولا ..هى لا تريدة ابدا ..ابدا ..نيكولا اشعل فيها نيران لم تشعر بها من قبل.. يالهى يا لامار ..قالت لنفسها..ركزى فى العمل.. ستصابين بالجنون.. انة نمر مغرور.. كونى باردة الليلة ..لا..بل ساكون جليدية...!!
ـ لامار ..انتبهت لامار على صوت صوفيا وهى تناديها فاجابتها وهى مستلقية ومغمضة عينيها...
ـ مالامر يا عزيزتى
ـ اجابتها صوفيا بهدوء وارتباك بعد جلوسها على المقعد المجاور لها..انة.. انا ..اقصد اننى..
ـ تنهد لامار.. ما الامر الان صوفيا.. تكلمى.
ـ اعرف انك لاتريدين الحديث عنة..ولكن عندما كنت اهبط على الدرج كان قد دخل واصر على رؤيتك بنفسة ولم استطيع اقناعة .. بان اسلمك اياة بنفسى.. فدخل الان معى ...وهو ..هو... هو الان هنا.
ـ سالتها لامار دون ان تتحرك او تفتح عيناها..من اتى .. واى شىء اراد اعطائى اياة؟؟؟
ـ سمعت صوتا مداعبا من خلفها يقول ..انة انا يا عزيزتى...لقد حاولت صوفيا ان تمنعنى من رؤيتك ولكن كما تعلمين كم انا عنيد.. لم اكن اعلم ان لديك قريبة فاتنة ... ابنة عمك فاتنة ..رائعة..
ـ وكان العالم انقلب فى لحظة..نيكولا.. لم يكن ابدا ليحدث ذلك ولو فى اكثر احلامها جنونا..تسارعت دقات قلبها ورفعت النظارة عن عينيها وفتحتهما على وسعهما ملتفتة براسها تحدق فى الشخص الواقف بجانب صوفيا ناظرة لة بذهول قائلة ... انت!!! ماالذى..؟؟
ـ قاطعها نيكولا قائلا وعيناه تلمع ببريق قاتل وهو يتفحص كل جزء من جسدها وشفتية تبتسمان بمكر وسخرية...كم انا سعيد لان صوفيا لم تستطيع اثنائى عن مقابلتك؟؟.. كان سيفوتنى الكثيييييير..وهو يغمز بعينية .
ـ ظلا يحدقان ببعضهما فى تحدى لحظات بدت كالدهر... اعتقد اننى سوف ..سوف انسحب الان..هل تريدين شيئا لامار ..لا.. اذن ساذهب الان من هنا ..وحالا..سالت صوفيا مجيبة على سؤالها بنفسها..باذنكما.. خرجت صوفيا مسرعة وهى تبتسم بمكر وكانها تهرب من قلب نقطة على وشك الانفجار.
ـ انتبهت لامار بعد خروج صوفيا..وشعرت بالخجل لمدى صغر المايوة الذى ترتدية فجذبت بعصبية شال من الشيفون بنفس الوان المايوة وحاولت ان تغطى ما استطاعت من اجزاء جسدها العارية.. ولكن ما فعلتة قد زادها اغراء ..ما احستة من نظرة عينا نيكولا تتفحصان جسدها بوقاحة شديدة..فتصاعد الدم لوجنتيهاوقالت بعصبيةو ارتباك.. كيف تجرؤ على الحضور الى هنا فجاة ودون سابق موعد وما الذى دعى الى حضورك الان تحديدا فى هذا الوقت الغريب.... والذى يجب ان تكون فية ببيتك انت لا بيتى انا؟؟؟؟..
ـ اهداىء من فضلك ودعينى اشرح لك السبب..اجابها وهو ينتقل للجلوس على المقعد المجاورو وقد لاحظت ازرار قميصة العلوية وربطة عنقة المفكوكة وقد اظهرت اللون الاسمر الرائع لصدرة القوى... يبدو انة قد اتى مباشرة من الشركة ... اللعنة يبدو رائعا..
ـ قبل ان اخبرك بسبب قدومى ..انا لست نادما ابدا على الحضور بل انا سعيد ..جدا..بالرغم من الاستقبال الغير عادى..قال وهو يتشدق بالكلمات مقتربا منها وممعنا النظر فى وجهها بنظرات جائعة ومبهورة... لم اكن اتصور انى ساكون سعيدا لهذة الدرجة برؤيتك الان ..ثم ابتسم بسخرية قائلا ..بعكسك بالطبع عزيزتى .. اتعجب؟؟ اين حسن ضيافتك؟؟
ـ اجابت لامار بغضب ونظرتها تزداد جليدا..حسن الضيافة للضيوف وليس المقتحمين.... وتنهدت بنفاذ صبر قائلة..والان ماذا تريد؟؟.
ـ صدقينى اتيت لسبب وجية جدا..اتعرفين انك تبدين رائعة فى ثوب السباحة الرائع هذا .. قال وقد اقترب من وجهها بهدوء وهى تحاول ان تظهر برودها ترسم... ابتسامة ساخرة على شفتيها.. رفع اناملة يرسم خطوطا وهمية على كتفيها..تنفس بعمق وعيناة فى عيناها قائلا..رائحة الزيت الواقى على كتفيك تسحرنى ..اتعلمين لامار..اشعر اننى احترق كلما كنت قريبا منك..و كلما لمستك او شممت عبيرك.
ـ اعلم جيدا كم ابدو رائعة الان فى ملابسى..واعلم ان اى امراة ستبدو رائعة لاى رجل وهى ترتدى مثلها..السبب ليس انا سيد نيكولا .. بل الملابس الفاضحةالتى ارتديها ولم تكن لتراها ابدا ولا فى احلامك لولا اقتحامك عزلتى بهذة الجراءة.. قالت وهى ترفع يدها لتعيد شعرها للوراء بكبرياء.
ـ ابتسم لها ابتسامة رائعة اذابت قلبها قائلا .. وما ادراك ؟؟ ربما اخطط لاراكى فى ملابس اكثر منها اغراء وجمالا .. رغم انى اعتقد اننى ساراك اروع واجمل فى غلالةمن الحرير الشفاف..ولكن سترتدينها لى ..وحدى..لن يراكى بها احد غيرى...وستتوسلين لاعانقك..ومن يدرى قد يكون ذلك قريبا جدا!!!
ـكيف تجرؤ على قول ذلك..انك رجل مغرور همجى ..لن تحصل ابدا على ما تريد منى ولا حتى فى احلامك.. قامت لتقف بعصبية وغضب شديدين فوقع الشال الملون على الارض وتسارعت انفاسها من شدة غضبها..
ـ قام نيكولا وانحنى بهدوء..ومد يدة الى الارض ملتقطا الشال ..لم يعطية لها بل ظل محتفظا بة وهو يرفعة امامها قائلا..انت لن تعرفى ابدا مايدور داخل احلامى.. بل اقسم انك لو عرفتى لن تتصرفى ابدا معى بهذا البرود.. أاكد لك يا نمرتى الجليدية اننى قادر على اذابةااقسى قطع الجليد فيك..اقترب منها بهدوء وقد لف الشال حول رقبتها فظنت انة سيتركة وعندما رفعت يديها لتمسك بالشال جذبها الى صدرة القوى ثم التفت ذراعية حول خصرها واقترب برقة من وجهها وقبلها عدة قبلات رقيقة على وجنتيها احست بها لامار وكانها رفرفة فراشات وارتعش جسدها برقة..فرفعت يديها مبعدة اياة عنها ومقاومة.. مداعبات اصابعة على ظهرهها وقد زاد من اقترابة .. اضعفت تلك المقاومة.. غمرها بقبلة لشفتيها بعث فيها كل ما كان يتراقص من توق راتة فى عيناة منذ اتى.فتجاوبت معة رغما عنها وحين همت بان ترفع يديها ممسكة بكتفية... حدث ما لم تكن تتوقعة ابدا .. تركها؟؟!!..فجاة!! ..احست بالضياع للحظات وفتحت عيناها ..راتة ينظر لها بنهم وصدرة يعلو ويهبط من سرعة تنفسة..قال ساخرا.. ارايت ياعزيزتى انى قادر على اذابة جليدك.. ان هذا جزء صغير مما يدور فى احلامى.. ما رايك اتحبين ان اريك باقى ما احلم بة..امم.اطرق مفكرا بابتسامة متسلية..
لا اظن .. اذن انت بحاجة لتهدئى اعصابك وتعودى لبرودك.. ودون انذار حملها بسرعة وقذف بها لماء البركة.. وابتسم بمكر ..والان هل انت اهدا.؟؟!!!!
ـ افاقت لامار من الصدمة على كلامة الجارح.. الساخر... وقالت وهى ترتعش غضبا.. ونصفها الاسفل تحت الماء ..تضم قبضتيها .. انت.. انت.. كيف تجرؤ ..كيف .. ماذا تظن نفسك.. اذهب من هنا اذهب الان.. لا اريد رؤيتك مرة اخرى .. تلالات الدموع فى عيناها الجميلتين وتجمدت بنظرة باردة..و هى ترفع راسهابكبرياء..اكرهك نيكولا..اكرهك..
ـ لا باس ساذهب يا نمرتى الفاتنة.. موعدنا الليلة..لا تنسى..
ـ لن اتى ابدا ..قالت ببرود..
ـ ابدا؟؟ ..والعمل؟؟..سانتظرك حتى تاتى..لن امل الانتظار ..ومهما تاخرت .. انا متاكد من مجيئك!! تذكرى كم من الاشخاص يعتمدون على مقابلتنا فى تامين مستقبلهم ..اعلم انك لن تكونى انانية ..
ـ عندما هم بالذهاب تذكر ما جاء لاجلة وقال .. كنت سانسى..مد يدية فى جيبة واخرج منها قرط صغير رفعة امام عيناها ..قرطك لقد وجدتة تحت مقعدى ..ونظر اليها نظرة ذات معنى يذكرها بما حدث بينهما باكرا.. خفت ان يكون ذا اهمية لديك ولم اريد ان اامن احد علية غيرى وصممت على احضارة بنفسى...واقترب من حافة الحوض منحنيا لاسفل.وامسك بيدها وفتح اصابعها واضعا فيها القرط ثم رفعها الى شفتية وقبلها برقة ..وقال..اراك الليلة يا فاتنتنى ..وداعا..
ـ استدار بثقة وهو يمشى برشاقة ليغادر فاستوقفتة لامار بصوت مبحوح قائلة ... نيكولا ..اشكرك.. لقد كان هدية من والدتى .. انة بالفعل غالى الثمن والقيمة.. واومات براسها تشكرة ببرود..
ـرفع يدة مودعا ..لا عليك.. ثم غمز لها بعينة مبتسما ودار يمشى مغادرا المكان تاركا لها وحدة وفراغ .
لم تكن تتوقع الشعور بها بعد مغادرتة.. خرجت من الحوض ولملمت الشال بهدوء وغادرت الحديقة الى المنزل وكأن المكان قد فقد جزء من بهائة وروعتة بعد مغادرة نيكولا كريستيانو؟؟!!

 
 

 

عرض البوم صور مايا مختار  
قديم 04-06-08, 01:44 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
الغائبة الحاضرة


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 77589
المشاركات: 3,125
الجنس أنثى
معدل التقييم: مايا مختار عضو ذو تقييم عاليمايا مختار عضو ذو تقييم عاليمايا مختار عضو ذو تقييم عاليمايا مختار عضو ذو تقييم عاليمايا مختار عضو ذو تقييم عاليمايا مختار عضو ذو تقييم عاليمايا مختار عضو ذو تقييم عاليمايا مختار عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 972

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
مايا مختار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : مايا مختار المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

الفصل الثالث

دخلت لامار المطبخ ومازالت ترتدى ملابس السباحة..وجدت هيلدا واقفة امام المغسلة مرتدية مئزرها ..تعمل كعادتها على غسل الاطباق..وكانت معها صوفيا تقطع بعض الفاكهة لصنع السلطة المفضلة لديها بعد الغذاء..
ـ هيلدا؟؟ ارجوك ,الم تتعلمى بعد استعمال غسالة الصحون.. لماذا ترهقين نفسك بغسلها يدويا بينما لديك ما يريحك منها.. سالت لامار بعصبية .. ثم نظرت لصوفيا مقطبة عاقدة ذراعيها فوق صدرها قائلة.. وانت ..جبانة كبيرة... كيف تتركيننى فى هذا الموقف السىء وتهربين..
ـ قاطعتها هيلدا ملتفتة لها وهى تعيد بعض خصلات شعرها الرمادية خلف اذنها وتجفف يديها مؤنبة... انا لا احتاج استعمال الالة الكهربائية لغسل الاطباق..لن اشغلها من اجل طبقين فقط لى ولصوفيا.. ثم دعى صوفيا وشانها.. هى لم تفعل ما تلام علية فلا تتحججى بنا من اجل افتعال شجار ..لتنفسى عن غضبك... لقد جهزت حمامك ..اذهبى.. انة افضل لك الان من الشجار معنا..ورفعت هيلدا ابهامها محذرة ان ترفض لامار الامر...
ـ انا لا افتعل شجارا مع احد .. كنت فقط اريد ان اريحك من عناء العمل.. اجابت لامار ببرود واحباط..
ـ نظرت هيلدا وصوفيا بعضهما لبعض بمكر وقالت هيلدا... سمعت ان احد الاشخاص المثيرين للاهتمام قد زارنا اليوم..وقد بقى عند بركة السباحة وقتا لا باس بة ... ترى ماذا كان يريد..
ـ قالت صوفيا وهىتبتسم مقطعة قطع الانانس ناظرة لما تصنعة يديها بتلذذ... اوة.. الا تعرفينة .. ثم رفعت يديها ممسكة بالشوكة واضعة احدى قطع الفاكهة فى فمها تمضغها .. امم.. انة الرائع نيكولا كريستيانو.. تريدين قطعة لامار؟؟؟.. اليس لذيذا..
ـ ما هو اللذيذ بالضبط يا فتاة.. سالت هيلدا متعجبة رافعة حاجبيها...
ـ وما سيكون لذيذا غير الاناناس.. اليس كذلك لامار؟؟ الا تجدين الانانس لذيييييييذا.. متنهدة..ورائعا؟؟!!!
ـ اذا كان قصدك الانانس صوفيا... فانا ايضا اجدة رائعا جدا ..خاصا عندما يؤكل باردا جانب بركة سباحتنا الجميلة... الا توافقيننى الراى .. قالت هيلدا وهى مبتسمة تغمز بعينها لصوفيا..
ـ رمت لامار بشوكتها على طاولة المطبخ بغضب بعد ان همت بتناول احدى قطع الفاكهة وقالت .. بالنسبة للانانس انا لا اجدة لذيذا صوفيا .. ابدا ..ابدا ... واما نيكولا فاجدة مغرورا وهمجيا ..وانوى الان ان استحم بهدوء ثم انام لساعتين فلا اريد اى ازعاج ..ممكن؟؟
ـ عند خروج لامار من المطبخ غاضبة سمعت ضحكة عميقة لهيلدا وصوفيا تقول لها باحباط... اتمنى ان اجد مغرورا وهمجيا.. ليزعجنى مثلها!!!!
وقفت لامار امام المراة تتامل صورتها الجمبلة وجسدها الرشيق .. على ثغرها ابتسامة رضى ..لفد احسنت الاختيار .. ارتدت ثوبها المفضل....
الاحمرالحريرى المزين تحت الصدر.. بماسات كبيرة سوداء على شكل حبل مجدول .. يصل الحبل ليعلق فوق احدى كتفيها العاريتين..
والثوب دون اكمام يظهر لون بشرتها البيضاء الرائعة وذراعيها .. يصل الثوب طويلا حتى كاحلها ولكنة مزين بفتحة على احدى جانبية تصل لاعلى ركبتيها مظهرا جمال ورشاقة ساقيها فى حذاء السهرة عالى الكعبين...
ـ يالهى ..لامار ..تبدين رائعة مدمرة.. مسكين نيكولا لا يعرف ما ينتظرة الليلة.. ان الثوب رائع ..انة اروع من الثوب الذى اقترحتة عليك..ابتسمت صوفيا بخبث بعد دخولها العاصف للغرفة .. ماذا تخططين للرجل .. اتريدين ان تحرقية ام تحرقى نفسك بة؟؟!!
ـ ابتسمت لامار ببرود قائلة.. حتى الان يبدو ان ما خططتة يسير بشكل رائع ..اذا كان هذا لسان حالك على مظهرى ترى ماذا سيكون حالة هو... المغرور .. المتعجرف .. يعاملنى كاحدى مقتنياتة.. فاليذهب للجحيم.. سانال منة ما اريد..حتما حتما سانال ما اريد..
ـ بالنسبة للجحيم ..انا متاكدة من ذهابة الية وعلى يديك ..اما بالنسبة لماتريدية فانا اتسائل حقا... ماذا يا ترى حقيقة ما تريدية منة
.. هل هو القرض فقط ام شىء اخر .. سالت صوفيا مداعبة
ـ لا يا عزيزتى كل ما اريد هو القرض .. فلا تتخيييلى.. قاطع لامار صوت هيلدا تدخل الغرفة قائلة.
ـ عزيزتى .. لقد اعد لكى اميجو السيارة.. قطعت كلامها وهى تنظر للامار متجهمة..وسالتها صوفيا ..
ـ ما رايك هيلدا ..اليست لامار رائعة الليلة..
ـ انك رائعة حقا يا عزيزتى كما انت دائما.. ثم سكتت مترددة وقالت.. ولكن انا خائفة عليك..ومن نفسك قبل اى كان .. ان نيكولا ليس سهلا..انة رجل عابث..يعرف ما يفعلة جيدا .. يعلم نقاط الضعف والقوة فى المراة.. معروف بمغامراتة وفضائحة...لذلك ارجو الا تتسرعى..
ـ ساجن .. ولم لا ..لم لا تتصرفى بتهور لمرة واحدة.. الا تتمنين ذلك .. دعية يعرف نقاط ضعفك.. دعية يدللك ويهتم بك ..انت تستحقين ذلك .. قالت صوفيا وهى تلف ذراعها حول كتف هيلدا .. لقد اهتمت بنا لامار كثيرا ومن حقها ان ياتى دورها ويهتم بها من يستحقها..
ـ قالت هيلدا باستنكار ..صوفيا كونى مهذبة..لا تدخلى افكارا براس طفلتى.. انا اعرفها جيدا.. واعرف ما تريدة
ـ ابتسمت لها لامار بحنان وربتت على كتفيها قائلة فى نفسها ..ربما لم اعد اعرف انا نفسى وما اريدة.. ثم قالت لها تمنى لى التوفيق هيلدا .. واطمئنى.. اعرف خطواتى جيدا وما على فعلة..وانت صوفيا ..تمنى لى التوفيق..وصمتت وهى تخرج من الغرفة بخطوات واثقة تحمل بيدها حقيبة سهرتها السوداء الانيقة متجة لاسفل لتركب سيارتها..
ـقادت لامار سيارتها الرياضية بهدوء وحذر .. متمهلة فى سيرها .. متعمدة التاخير علها تصيب نيكولا ببعض من االقلق الذى عانت منة منذ ان تعرفت الية..فكرت ..مازالت الليالى باردة هذة الايام.. لقد اقترب انتهاء الشتاء ... كانت تحب الشتاء فيما مضى..قضت فية اياما رائعة بصحبة انطونى؟؟...انطونى ديميرا.. حبها الوحيد الذى طرق باب قلبها .. كان الحب الاول فى حياتها ..لذا كان الفراق مؤلما..رغم انها الان بعد مرور السنوات الماضية قد تغيرت وتغيرت معها مشاعرها حتى انها بعد ان هدات ثورة كرامتها تشعر انها لم تكن تحبة كفاية..لذلك لم تتعدى علاقتهما سوى بعض القبلات البريئة والعناقات الهادئة... لم تتعمق بينهما الصلة حتى تهبة نفسها كاملة دون قيود.. ورغم ذلك فقد ترك فيها جرحا غائرا لم يلتئم بعد.. حولها من لامار الرقيقة اللطيفة..الى تلك المراة الباردة الجليدية ..تصد كل محاولات للتقرب اليها من الجنس اللاخر... لن تفكر فى الاستسلام لاى رجل الا عندما تتاكد انها اصبحت ندا لة ولاى كان..ترى كيف يكون الشتاء بقرب نيكولا..هل يستطيع ان يعيد اليها ما فقدتة من مشاعر...ايعيد اليها ما تفتقدة من دفىء... لا ..لا يمكن لاحد ان يعيدها كما كانت الا حين تقرر ذلك بنفسها.. اوة ... تاوهت باحباط قائلة لنفسها ..نيكولا ليس عدلا ان تكون ساحرا وهمجيا...ليس عدلا ابدا................... اصبحت اخاف من نفسى وانا معك....
ــ ابتسمت لامار لنفسها بثقة سعيدة لانها قررت احضار معطفها الثقيل.. الجو اصبح باردا جدا فى هذا الوقت من الليل
عندما وصلت امام مطعم سانتا مارتينا ..ترجلت من سيارتها واعطت مفاتيحها للحارس لكى يضعها فى الجاراج ودلفت الى المطعم...
*******
استقبلها الجو الدافىء الحميم الفخم.. الديكور رائع مصمم على الطراز الاغريقى كمعبد كبير بعمدان من الرخام الطبيعى وصور للالهة القديمة فى السقف بالوان حية رائعة والارض مصقولة لامعة مع السجاد الاحمر الفاخر الذى يوحى بدفىء وحرارة المكان.. اقترب منها النادل وتناول منها معطفها ونظرات الاعجاب بها لا تفارق وجهة...سالها بادب ..كيف استطيع مساعدتك انستى..الطاولة محجوزة باسم لامار فيرناندو... قادها النادل تجاة الطاولة.. حين لمحت نيكولا يشير اليها من بعيد..التفتت للنادل ومنحتة احدى ابتساماتها النادرة وشكرتة ... نظر النادل اليها بانبهار ولمحت لامار فى عيناه قبل ان يتركها غيرة من نيكولا ..وكانة يضن علية بصحبتة لها....
ــ وقف نيكولا لاستقبالها.. مرتديا حلة سوداء للسهرة مادا يدة ليصافحها وهى تقترب منة ببرود بخطواتها الرشيقة تملا ال-مكان حولها غموضا واثارة مع ثوبها الاحمر النارى ... حين مدت يدها لمصافحتة.. امسك بكفها متمهلا يقول وعلى وجههة نظرات متفحصة مفترا ثغرة عن ابتسامة سحرت قلبها ...
ــ كم اتمنى ان يسعدنى الحظ واحصل على واحدة من تلك الابتسامات الرائعة التى منحت احداها لذلك النادل المسكين الذى اراة الان متخبطا فى طريقة... ورفع كفها الى شفتية المنفرجتين من الابتسام ودون توقع منها قبل باطن كفها قبلة حميمة جريئة اربكتها...احست وكان فراشات صغيرة ترفرف بين ضلوعها وقال ...هل اشتقت الى يا نمرتى....
ــ تصنعت لامار الامبالاة واجابت وهى تسحب يدها من يدة بعصبية تحاول الجلوس .. عرض رائع ..بالتاكيد كثير من النساء لا يستطعن المقاومة ويسقطن بين ذراعيك ..ام انة عرض خاص لى انا فقط..
ـ جلس نيكولا بجانبها .. كانت المقاعد عريضة مخملية مخصصة للجلسات الحميمة.. على وجههة ابتسامة ماكرة.. هناك الكثير من الحقيقة فيما تقولين.. مد ذراعة ليريحها على ظهر المقعد مداعبا خصلات شعرها الكثيفة بانامله وهو يقول بهدوء مثير.. معظم نسائى يرتمين بين ذراعى دون مقاومة.. الا واحدة ..من يدرى ربما تغير رايها الليلة وتصنع لى مفاجاة وترمى بنفسها بين ذراعى.. من يدرى؟؟..
ــ اجابتة لامار بكبرياء وهى تنظر لة من اعلى... ابدا ..لن يحدث .. ابدا..وانا لست واحدة من نسائك ولن اكون..
ــ اقترب نيكولا من وجهها هامسا.. ابدا؟؟.. ابدا؟؟..اتعلمين لامار ..لقد سحرتنى الليلة ..بل اقسم انك سحرتى كل من وقعت عيناة عليك..تشبهين جنية خرجت من قلب الجحيم ... لتحول ليلتى لجحيم مشتعل رائع..متاكد انا من وجود بركان تحت هذا الجسد الجليدى
.. والان يا نمرتى الجليدية..الن تجيبى على سؤالى...
ــ اى سؤال.. اجابت لامار وقد احست انفاسة الدافئة على عنقها..
ــ هل اشتقت الى...اجابت لامار وقد غمرتها مشاعر طاغية بسبب قربة منها فارتعش صوتها رغما عنها وهى تقول...لا تحلم بالمستحيل ..لم اشتاق اليك ولن اشتاق اليك ابدا...
ــ اقترب نيكولا من اذنيها هامسا... ابدا ..ابدا.. كاذبة..كاذبة يا نمرتى... ومثلما اقترب منها فجاة ..ابتعد عنها فجاة متنهدا باحباط يسألها.. والان ماذا تحبين من الشراب ... انت ضيفتى..مبتسما وقد ظهرت غمازتية بوضوح فى الضوء المنبعث من المصباح الصغير على طاولتهما... اسرتها عيناة للحظات..كيف لم تلاحظ من قبل وجود الغمازتين بوجههة.. يالهى .. وكانة محتاج لشىء اخر يزيد من وسامتة...حتى الجو من حولهما يوحى بالكثير من الافكار الحميمة ... لقد اختار طاولتهما فى ركن بعيد عن انظار الفضوليين بجانب نافذة تطل على البحر .. المنظر رائع من النافذة...والموسيقى المنبعثة من الاركان توحى بمدى حميمية المكان... انتبهت على صوتة يقاطع افكارها... لامار سالتك ماذا تشربين.. لقد كنت بعيدة عن هنا للحظات ...اين كنت ... او مع من.. اعطيك ماسة تشبة عيناك واعرف بما تفكرين..
ــ ابتسمت بهدوء رغما عنها...افكر فيك.. اذا كنت ستعطينى ما اريدة منك ام لا... الكريز والتوت المثلج بالصودا من فضلك...
ــ ارجوكى لا تكونى متزمتة الليلة .. ام تخشين من تاثير نوع اقوى من الشراب.. فاعود بك ثملة الى المنزل... ومن ثم اغتنم فرصتى... لا يا عزيزتى ..احب دائما نسائى فى حالة وعى كامل بين ذراعى... والا فقدت جزءا كبيرا من متعتى... احب رؤية تاثيرى عليهن فارجوكى الا تقلقى... حين ستكونين معى ... ستكونين بكامل ارادتك ووعيك...
ــ ايها المغرور... صدمتها كلماتة الوقحة... كيف تجروء.. انا لامار فيرناندو ولست احدى نساء لياليك الحمراء... لم اكن اقصد بطلبى اى من ما جاء براسك .. انت فقط ككل الرجال ... خليط من الغرور والهمجية... وقفت لامار بعصبية محاولة ترك المكان والهروب من عجرفتة ووقاحتة .. لكنة كان اسرع منها وجذبها من ذراعها بسرعة تجاة حلبة الرقص قائلا... انا فى حاجة ايضا لتغيير المكان... هيا لنرقص يا عزيزتى...
ــ لا تفتعلى ضجة واهدئى يا نمرتى... لم نتحدث بعد عما جئنا من اجلة... واخذها بين ذراعية بحزم وثقة من عدم مقاومتها وتحركت خطواتهما على انغام الموسيقى الحالمة...
ــ قالت لامار وهى تنظر فى عيناة بغضب ومن بين اسنانها... انت تجبرنى على كل شىء.. تستغل ضعفى وحاجتى لتاخذ ما تريد.. ليست شهامة ابدا ما تفعلة معى... ورفعت ذراعيها بتحدى تحيط بهما عنقة قائلة... ولكن اذا كانت تلك لعبتك معى فسالعبها ولكن بقوانينى انا .. فلا تلم الا نفسك ..
ــ عزيزتى لامار .. لاتتحدثى عن استغلالى لضعفك.. انت اى شىء الا ان تكونى ضعيفة... اعلم تماما انك تشعرين بمدى التجاذب بيننا... انة شىء ليس بيدى او بيدك.. لما لا تفلتى العنان لمشاعرك ... ولنرى الى اين سيؤدىبنا ذلك..
ـــ اقتربت منة لامار ببرود ضاغطة جسدها الية وهمست فى اذنة... انك تطلب المستحيل نيك..لن اكون لك بطريقتك تلك ابدا...
ــ استغل نيكولا قربها منة فطبع قبلة رقيقة على عنقها متنهدا.. لا..لا اصدق..!!. لم اكن لاتصور ابدا؟؟؟ ... انت عذراء يا عزيزتى... عذراء جبانة.. تخشى ان يفلت منها زمام الامور... لامار فيرناندو الجليدية مازالت عذراء... كان يجب ان افهم من البداية.. الاستجابة السريعة بين يداى والهروب ... احتضنها نيكولا بحنان قائلا... اسف لامار ... تصورت انى احدث امراة لا طفلة..
ــ انتفضت لامار وابتعدت قليلا من محيط ذراعية وهى تنظر لة ببرود قاتل... نيكولا العظيم يعتقد انة يعرف كل شىء
اعطيت لنفسك حق معرفة اخص اسرارى... يالك من مغرور...انا اكرهك نيكولا.. لن اسامحك عما قلتة ابدا.. انت غبى ايضا .. خانك ذكاءك هذة المرة.. والان لن اسمح لك حتى بمراقصتى... ولا اريد ان اراك مرة اخرى امامى..
تركتة لامار بهدوء متجهة لطاولتهما ومشى هو خلفها ثم اوقفها ...
ــ هل نسيتى سبب مقابلتنا ..لا تكونى حمقاء ..اجلسى واعدك ان لا نتحدث سوى فى العمل.. كانت نظرتة لها صارمة.
ــ اجابتةلامار ببرود... وكيف يمكننى ان اصدقك...
ــ اعطيك كلمتى لامار .. لم يسبق ان اخلفت وعدا من قبل... اجلسى ارجوك...واذا كان ذلك يرضيك..اقبلى اعتذارى..
ــ اطرقت لامار بحزن ..انا مضطرة لقبولة ..كما انا مضطرة لكثير من الاشياء وان معك... للاسف انا فى حاجة اليك..
ــ صدقينى.. كم يسعدنى منك ان اسمعك تقولين انك فى حاجة لى .. حتى وان كان ذلك رغما عنك... نظر اليهاوفى عيناة بريق غريب لم تستطيع تفسيرة..
ــ تنهدت لامار بنفاذ صبر بعد ان عادت للجلوس وقالت بعصبية...ارجوك اخبرنى ماذا قررت بشان القرض...
قطع حديثهما احضار النادل للطعام مع شراب من النبيذ الاحمر...
ــ اعذرينى لامار ..لم استطع ان اقاوم اختيار الطعام بنفسى وتحضيرة تحت اشرافى قبل مجيئك...وبابتسامة رقيقة لها... قال.. انت لا تعلمين بالطبع ان المطعم ملك لى..كانت مفاجاة بالنسبة لها...
ــ قالت وهى متعجبة... لم اكن اعلم ابدا.. ولكن كيف... المطعم كان ملكا لرجل المانى يدعى جاك لين وكان ذلك لوقت قريب.. فكيف اذن؟؟؟
ــ ان ما تقولينة صحيحا ولكنة لم يكن بتلك الفخامة... انها احدى مساوئى.. لا استطيع ان ارى شيئا اعرف انى اقدر على تحويلة للافضل واتركة.. ان موقعة رائع كما ترين وشهرتة واسعة.. لذا لم افكر مرتين لاشترية... لقد حولتة بقليل من الاهتمام لتحفة كما ترين... احب ان ارى الجمال حولى فى كل مكان...وبذكر الجمال ..اتعلمين انك تشبهين فى ملامحك قناع لدى للالهة اثينا القديمة.. انة قطعة انتيك رائعة..حصلت عليها من مزاد باليونان... تشبهك حقا لحد كبير .. احضرتة معى منذ شهرين الى شقتى .. احب ان اراة دائما..
ــ ابتسمت لامار ولاول مرة تشعر بالاسترخاء ... هل تحب اقتناء التحف القديمة...
ــ ليس بشكل كبير.. ولكن كما اخبرتك.. لا استطيع مقاومة الاشياء الجميلة.. وانت ؟؟...اتحبين التحف والانتيك..
ــ انة عشقى..فى الواقع انا اقتنى العديد من الاشياء ذات الخلفية التاريخية... احب كل ما هو قديم..
ــ مارايك ان نعلن الهدنة وناكل.. اكرة ان يبرد الطعام الذى اخترتة لك بنفسى..الا تحبين المحار... غمز بعينية مداعبا
.. كان الطعام رائعا وخاصة بعد ان فقدت الجلسة روح الصرامة وحدث استرخاء وهدوء بينهما .. احضر لهما النادل المحار المتبل بصلصة الاعشاب الخاصة وزيت الزيتون مع الخبز الفرنسى المحمص واتبعة بالطبق الرئيسى من حساء فواكة البحر والقريدس المشوى مع الارز الشرقى بالخلطة وبعض الكاليمارىالطازج..مع الكافيار الروسى فوق قطع المعجنات الساخنة..تناولت لامار الطعام بشهية متناسية لفترة جو العداء بيينهما..وما ساعدها على ذلك الحديث عن التحف والقطع الاثرية الذى تعشقة..
ــ انتهى تناول الطعام واعقبة تقديم حلوى الكاساتا المثلجة بالفاكهة ثم القهوة... اشعر بالامتلاء ..لقد استمتعت حقا بالطعام... اشكرك نيكولا.. لم اكل هكذا منذ زمن.. ابتسمت وهى ترفع كوبها لترشف اخر مرة من قهوتها....
ــ انا سعيد لانة اعجبك.. ولا اخفى عليك..لقد ارضيت غرورى باثنائك على اختيارى للطعام...لدى اقتراح سيعجبك.. فقط ان فهمتية بشكل صحيح دون شكوك...
ــعادت لامار للوراء مسترخية فى جلستها تنظر الية مضيقة عيناها بتساؤل... وما الاقتراح... واعدك ان اكون متفهمة.
ــ الا تريدين رؤية قناع اثينا... تعالى معى لمنزلى واعدك ان احسن التصرف...همت لامار بالاعتراض ولكنة اوقفها بوضع اصبعة على شفتيها قائلا بهدوء... لا تقلقى..لدى مدبرة لمنزلى .. كانت مربيتى منذ صغرى احضرها معى من اليونان كلما جئت لروما... وهى متزمتة اكثر منك... اذن لا داعى للقلق... ستاتين...
ــ رفعت يدها معيدة شعرها للوراء ونظرت بعيدا خلال النافذة المجاورة تتامل البحر مفكرة والتفتت الية... حسنا نيكولا.. ساتى فقط اذا اخذت منك وعدا بحسن التصرف...
ــ ابتسم نيكولا بسعادة ورضى قائلا وهو يرفع يدها لشفتية يلثمها... لك هذا يا نمرتى ... هيا بنا الان....
ــ ساعدها نيكولا على ارتداء معطفها اثناء خروجهم من المطعم فلامست اناملة كتفيها العاريتين احست منها لامارباختلاج قلبها... لف ذراعة حول خصرها وكان الهواء قد زاد برودة فاصر على ان تستقل معة سيارتة لانها ليست مكشوفة مثل سيارتها ووعدها بان يعيدها للفيلا بنفسة اليوم التالى..............
ــ وصلت سيارتة المرسيدس الفاخرة امام بناية فخمة تطل على حديقة كبيرة فى اشهر الشوارع بروما.. انتظرا امام باب المصعد وركبا فية وصعدا للطابق العشرون... فتح نيكولا الباب فوجدت لامار نفسها داخل الشقة..نظرت الية متعجبة.. ابتسم قائلا.... ان البناية ملكا لى... انا لا احب التباهى بما املكة .. اعذرينى ساذهب لاخبر ماريا بوجود ضيفة معى .. ما رايك ببعض الشراب .. تصرفى بحرية..
ــ وضعت لامار معطفها على المشجب بجوار الباب وتطلعت بفضول فى المكان ... بسيط ودافىء وديكورات لطيفة عصرية يسود فيها اللونين البيستاج للستائر والبنى بلون خشب اللوز للاثاث ... المساحات واسعة بارض رخامية مصقولة...قالت متعجبة ..غريب امر هذا الرجل .. كل هذا الثراء .. واجد البساطة والرقة فى منزلة... بالطبع اللمسات الذكورية واضحة على الفرش والاثاث ولكنها رغم ذلك توحى بالحميمية... خرج نيكولا من باب جانبى خمنت انة المطبخ .. وجدتة قد فك ربطة عنقة وازرار قميصة الثلاث العلوية ليشعر بالاسترخاء...رحبت بها عيناة بابتسامة دافئة.. هل اعجبك المنزل.. اعلم انة يفتقد اللمسة الانثوية ..ولكن ما باليد حيلة...ابتسمت لامار ابتسامة ضيقة لم تصل الى عيناها لما شعرت بة من حرارة لمنظرة الساحر .... تمالكت نفسها وسالتة ببرود.
ــ القناع ... اين هو؟؟... تبادلا نظرات مبهمة للحظات بدت كالدهر ... اقترب منها خطوتين ثم رفع يدة المفتوحة تجاهها قائلا بنظرات مركزة على عيناها... تعالى .. تعالى الى هنا...
ــ اقتربت منة رافعة يدها ليلتقطها وكانها منومة دون اى تعبير بوجهها رغم دقات قلبها التى تقرع كالطبول... جذبها نيكولا وراءة الى باب اخر جانبى بة اضاءة خافتة... الغرفة بها مدفئةو اريكتين ومقاعد صغيرة وثيرة بفرش باللون الاخضر القاتم وفى احدى جوانب الغرفة قاعدة رخامية عالية وضع عليها قناع رائع من الذهب للالهة اثينا... كان تحفة من اجمل ما وقعت عليها عيناها... احس نيكولا برعشة يديها حين جذبتها من يدة وهى تقترب بهدوء من القناع تمد يدها لتلمسة بانبهار... نيكولا ... انة رائع .. من اجمل بل واروع ما رايت فى حياتى... والضوء الذى تسلطة علية يزيدة بهاء وروعة... لقد سحرنى نيكولا ..سحرنى حقا...
ـــ اقترب منها نيكولا يقف خلفها واضعا يدة على خصرها ... الا توافقيننى انة يشبهك ... رائع مثلك..حين رايتك تدخلين مكتبى صباح اليوم تذكرتة.... يشبهك كثيرا..
ــ قليلا ..لا تبالغ... لست فاتنة مثلها... انا لست الا لامار.. بريق للذهب فقط ... لست ذهبا...
ــ بل انت اروع منها .. اقترب منها رافعا خصلات شعرها عن عنقها هامسا .. انت فاتنتى انا .. ساحرتى ... اثينا خاصتى ..عطرك رائع لامار انة يسكرنى.. لا اتصور ان احد غيرى اقترب منك هكذا ليشتمة..رفع يدية يحيط بهاخصرها مقربا اياها منة.. داعب اذنها بانفة وقد شعرت لامار مدى قربة منها واحست مشاعر غريبة لم يثيرها فيها احد من قبل...
ــ لامار .. اريد ان احبك....واكتشفك... اريد ان اعرف اسرارك التى لا يعرفها احد غيرك... اريد ان اشعرك لامار.. اسمعك تتنهدين.. اسمعك تنادينى ... قولى انك تريديننى مثلما اريدك ... لقد ذهبت بى الى الجحيم الليلة..
ــ التفتت الية لامار واصبحت سجينة ذراعية ..نظرت لة بثبات متمالكة مشاعرها وسالتة دون اىتعبير على وجهها... اين ماريا.. لقد وعدت .. نيكولا ..لا اريد ان اندم على مجيئى...
ـــ امسك بوجهها بين يدية متاملا ... انت جبانة.. لماذا .. لماذا الخوف لامار.. انت تريديننى مثل ما اريدك تماما... لما تهربين منى.. ارى القلق فى عيناك واصاب بالحيرة.. لماذا ترفضين ما سمحت بة لغيرى.. الا اعجبك لامار... ام انك تكذبين... من هو هذا الرجل الذى استطاع ان يكسب قلبك وعقلك.. ورفضت بعدة اقامة علاقة مع غيرة..
ــ تتصور دائما ان من الطبيعى ان ترغبك اى امراة... ببساطة انا لا اريدك الا يمكن ان تتقبل هذا السبب ... فقط لا اريدك نيكولا.. ارجوك دعنى بسلام... حاولت ان تبعدة عنها بيديها ولكنة احكم الامساك بها والغضب فى عيناه وقد اصبحتا عميقتين قاتمتين.. رفع يدة وجذب شعرها للوراء ليجعلها تنظر لعينية...
ــ ايتها الجبانة الكاذبة.. اعرف جيدا حين تريدنى امراة ... ولتاكيد ظنى ساريك... قبلها بعنف وقسوة وكانة يعاقبها على انكارها وقاومتة لثوانى ثم رغما عنها تجاوبت معة ... ضاربة عرض الحائط بكل ما قالتة لة... غابا فى عناق محموم لدقائق ... ثم رفع راسة ينظر لعيناها الامعتين...
ــ ارايت .. انت تكذبين .. وفى عيناه بريق الانتصار وانفاسة متلاحقة مثلها..
ــ تنفست بعمق وقالت... هيا نيكولا.. المفروض انك خبير... انة رد فعل طبيعى... وابتسمت ببرود...
ــ ابتسم بسخرية رافعا حاجبية... لاننى خبير يا عزيزتى..لا توجد امراة لها استجابة سريعة مثلك الا اذا كانت كاذبة..ليس لها تجارب من قبل ,,
ــ انا لا اكذب .. بالطبع لى تجارب عديدة ولكن كما اخبرتك .. انت لست خصما عاديا فى هذا المجال.. نظرت خلفة وقد انقذها صوت صارم خلف الباب... كانت ممتنة من قلبها للقادم اى كان... فقد انقذها من موقف رهيب ....
ــ سيد نيكولا... احضرت الشراب.. ودخلت امراة ذات شعر اسود مضموم للخلف .. ممتلئة.. نظرات عيناها توحى بالطيبة والاطمئنان..
ــ مرحبا .. انت لامار..هيا نيك ابتعد عن الفتاة المسكينة ودعها لتتنفس..اشارت بيدها الية....قدم لها الشراب..
ــ مرحبا ماريا .. قالت لامار وهى تبتعد من قبضة نيكولا مبتسمة... سعيدة بلقائك...
ــ انا ايضا.. قالت ماريا برقة ..هل اغضبك .. لا تتركى لة فرصة لازعاجك.. اعرف نيكولا جيدا..
ــ ماريا.. رفع نيكولا ذراعية باحباط مدافعا.. ارجوكى لا ينقصنى ان تشحنيها ضدى اكثر من ذلك انا فى حاجة لمن يدافع عنى...
ــ ضحكت ماريا.. لم اظن انك ستصلين ابدا لامار .. يبدو انك من كنت انتظر ظهورها فى حياة ولدى.. اة.. اخيرا جاءت من ستعيد اليك رشدك..: حظا سعيدا نيكولا.. ساكون فى الخارج يا عزيزتى ان احتجتنى... ولكن قبل ان اتركك .. اريد ان اخبرك ان تهتمى بة ايضا ..نيكولالة قلب طفل فلا تكونى قاسية معة.. قبل كل شىء انا من ربيتة واعلم انة شخص رائع... باذنكما .. وخرجت وعلى وجهها ابتسامة مرحة...
ــ ناولها نيكولا كاس من الشراب وهو يبتسم.. عزيزة جدا تلك المراة.. انها من اهم اربعة نساء فى حياتى...
ــ قالت لامار مقهقهة...من فضلك نيكولا..لا يمكن!!!!..اتملك ثلاثة نساء اخريات ...حركت راسها بسخرية..امم..بالطبع ولماذا اتعجب..بالتاكيد مع صخبك ووقاحتك..لن تكتفى بواحدة....
ــ رفع كاس شرابة نحوها مبتسما بتسلية..اوة..لا تظلمينى..اننى اقصد بالنساء الاخريات ..امى..وخالتى...فرانشى..وفيورى!!!
ــ قالت لامار معاتبة..انهما اثنتين من اصل ثلاثة..من تكون الثالثة..انت تخدعنى ؟؟
ــ حرك راسة نافيا...صدقينى لا اخدعك..انهم اهم اربعة فى حياتى..فماريا هى مربيتى منذ صغرى..وقد تربت مع والدتى منذ صغرها...كبرا معا..حتى ان ماريا تزوجت احد المزارعين فى مزرعتنا باليونان..وحين انفصت عن زوجها... تاركا لها لها طفلها الوحيد بقيت معنا فى مزرعتنا وتزوج فيها ولدها وانجب وكون اسرتة..وحينها اصبحت تصحبنى فى كل سفرياتى لتهتم بى وبراحتى..انا اعتبر نفسى ولدها الثانى كما تعتبرنى هى تماما..
ووضع كاسة على الطاولة بجانب القناع..ثم دس يدية فى جيبة وسار نحو نافذة الغرفة التى تطل على بركة السباحة..التى صممها على سطح بنايتة...ينظر بشرود وحزن...قائلا بصوت خافت...
اما والدتى فانا كل ما لديها فى هذا العالم...لقد قتل والدى عصابات المافيا باليونان...لذلك كان على انا ان اهتم بكل شىء..كنت ولدة الوحيد ..فاصبحت رب اسرتى..كنت مازلت فى السابعة عشر حين قتل...تحملت تلك الاعباء باكرا..وكان يجب ان اثبت اننى جدير بثقة والدتى وذكرى والدى...وخاصة ان الميراث الذى ورثتة كان مازال مشاريع صغيرة فى بدايتها وتحتاج للجهد والتعب للحفاظ عليها وتنميتها....
كانت والدتى تذكرنى دائما قائلة..انت رجلى الان نيك...!!!...انت كل ما سمحت لى الحياة بة...انت كل ما املك فى هذة الدنيا!!!!....لذلك ....صممت ان اثبت لها اننى عند حسن ظنها ..ضاعفت جهودى وقمت بتنمية مزرعتنا الصغيرة...وتوالت نجاحاتنى....ولكن بقى حزن والدتى على مقتل والدى..ظلا ثقيلا فى حياتنا..لا يختفى...تراودها دائما امنيات مخيفة فى ان تاخذ بثارة.....
ابتسم بمرارة....اما فيورى...خالتى....فانا الان بديل ولدها...صديق عمرى وطفولتى...تربينا معا....وقتل فى حادث سيارة....ولاننى اذكرها بة...فانا ولدها الوحيد الان...التفت اليها مبتسما..اترين الان..املك ثلاثة...كنزى وثروتى الحقيقية!!!...لا اتخيل الابتعاد عنهن....او ان افقد احد منهن...فليعنى اللة على يوم كهذا!!!!
ــ نظرت الية بدهشة..قائلة لنفسها..كم انت غريب..تدهشنى فى كل مرة...تملك كل هذا الحب!!!..لغيرك!!!!
خرجت من افكارها تقترب منة قائلة بمكر ..محاولة تلطيف جو الحزن...لا..لن تخدعنى ابدا!!!..بقيت واحدة ..من تكون؟؟؟؟
ــ قهقه ضاحكا...اممم..لا انة سر....والان اين كنا؟؟؟
ــ ذهبت لامار وجلست على احدى الارائك ونظرت لة باهتمام مفكرة..ترى من تكون امراتك الغامضة نيكولا؟؟.. وهى ترشف من شرابها ثم رفعت راسها تقول... كنت ساسالك رايك فى خطتى لانتاج العطرومنحى القرض بضمان الفيلا...
ــ جلس نيكولا بجانبها.. ان العطر غريب لم اشتم مثلة من قبل.. وصدقينى!!!...شممت العديد من العطور النسائية!!! من اين اتيت بة..
ــ رغم انة من ادق واهم اسرارى لكنى ساخبرك لكى تتاكد من نجاح مشروعى... تنفست بعمق ثم قالت.. بعد ان اسنفذ والدى مخزون الذهب فى المنجم الذى نقب فية كان قلقا الا يجد غيرة فى الارض التى ورثها عن جدى وفى احدى المرات كانت والدتى معة فى جولة للبحث عن منجم جديد للتنقيب وبالفعل وجدا اثناء البحث منجما اخر..وبالصدفة وجدا فية عرق من الذهب تنبت بجانبة زهرة ومن حولها اعشاب صغيرة لم ترى والدتى مثلها من قبل.. وهى الخبيرة فى هذا المجال .. وجدت رائحة نفاذة قوية..تنبعث من العشب .. رائحة غريبة.. اعجبتها حين استشقت عبيرها ..فقررت ان تحاول صنع عطر جديد منها ..وبالفعل نجحت ... كان ذالك قبل مرضها بسنة .. طلبت من والدى ان يقوم بتصنيع العطر الجديد .. ضمن انتاج الشركة من العطور التى تصنعها والدتى.. لكن والدى رفض ..اراد ان يكون العطر خاص بعائلتة فقط .. يكون شىء مميز لدينا لا يشاركنا بة احد.. ولشدة حبهما لى اعطانى العطر هدية خاصة لى فى عيدى التاسع عشر... كانا سيسميانة عطر الشغف.. ولكن لانة من عشب نابت جانب الذهب اسموة على اسمى..لامار.. بريق الذهب .. لم احاول استغلالة من قبل .. ولكن للظروف التى امر بها مضطرة..لانكث بالعهد الذى قطعتة لوالدى الا يكون ملكا لاحد غيرى.. انة شىء يؤلمنى جدا ..لكن ليس امامى حل غيرة....
ــ شىء جميل لامار ان تحتفظى بعهدك لوالدك...ا يمكن ان يكون هناك حل غيرة....
ــ لا نيكولا ..لا يوجد ..لقد فكرت كثيرا فى الامر..ليس امامى سوى ان توافق على اعطائى القرض وابدا بالانتاج ..انة املى الوحيد..
ــ وقف نيكولا بهدوء متجة للنافذة . .ينظر للافق من بعيد ..كانت ليلة ضبابية لا تظهر فيها اى نجوم.. والجو يوحى بالبرودة فى الخارج...ورغم الحديقة الرائعة التى تنمو على سطح المنزل وبركة السباحة بالمياة الدافئة ...التى يتم تسخينها بالات مصممة لذلك...وتصاعد الابخرة من تلك البركة...كانت البرودة الشديدة فى الخارج تمنعهم من التمتع بتلك الحديقة الرائعة..... بقى لدقيقتين صامتا.. ولامار تحبس انفاسها..منتظرة ردة على طلبها...
ــ وقفت لامار وخطت خطوات صغيرة نحوةومشاعرها ثائرة مضطربة ...نادتة ببرود.. نيكولا.. لم اسمع ردك بعد...
ــ التفت اليها واقترب منها ممسكا يدها برقة... تزوجينى لامار.. ساعطيك اكثر مما تطلبين.. ساكون شريكا معك.. وسنبحث فى خطة جديدة على يد متخصصين لدى... من خلالها تنقذين الشركة ..وتحتفظين بالعطر لنفسك....اقبلى لامار.. اقبلينى زوجا ..واكون تحت تصرفك واساعدك...
ــ اذن انت ترفض طلبى الخاص بالقرض...وتعطينى اكثر منة مقابل الزواج بك... انت تساومنى نيكولا على حريتى وحياتى.. كان يجب ان اعرف من البداية... لقد حذرتنى صوفيا كثيرا ..لكنى كنت واثقة من قدرتى على اقناعك...حركت راسها بحزن ..يالغبائى ..لا يوجد شىء ابدا دون مقابل...اطرقت تنظر للارض وعيناها تترقرق بالدموع..
ــ استمعى الى لامار .. ان القرض بالفعـ...
ــ رفعت لامار راسها الية وعيناها تتجمد فيهما الدموع وقالت ببرود مقاطعة كلماتة باشارة من يدها.. لا داعى للشرح نيكولا ..اذا كان ذلك هو الثمن لكى تمدنى بما احتاجة من نقود... فانا موافقة..اوافق على الزواج بك... ولكن لن تتوقع منى ابدا الاستسلام لك بسهولة..ساحول حياتك لجحيم بارد... قالت فى نفسها قاطعة عهدا...
ــ هز كتفية باحباط وحزن ... وقال وهو يرفع يدة باناملة يمسح دموعا وهمية لم تسقط من عيناها وقال بحنان يائس...لكن لى شرط صغير لامار لم تستمعى الية بعد.....

**********************************

 
 

 

عرض البوم صور مايا مختار  
قديم 04-06-08, 01:48 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
الغائبة الحاضرة


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 77589
المشاركات: 3,125
الجنس أنثى
معدل التقييم: مايا مختار عضو ذو تقييم عاليمايا مختار عضو ذو تقييم عاليمايا مختار عضو ذو تقييم عاليمايا مختار عضو ذو تقييم عاليمايا مختار عضو ذو تقييم عاليمايا مختار عضو ذو تقييم عاليمايا مختار عضو ذو تقييم عاليمايا مختار عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 972

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
مايا مختار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : مايا مختار المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

ارجو لكم الاستمتاع بالقرائة
واذا عجبتكم راح اكملها؟؟
منتظرة ردودكم

 
 

 

عرض البوم صور مايا مختار  
قديم 04-06-08, 02:57 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2007
العضوية: 40241
المشاركات: 155
الجنس أنثى
معدل التقييم: justangel عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 30

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
justangel غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : مايا مختار المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

i liked it soooooooooooooooo much sweety thank you waiting for the rest i hope nt for long plzzzzzz

 
 

 

عرض البوم صور justangel  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الهمسات المشتعلة, روايات احلام المكتوبة, رواية الهمسات المشتعلة
facebook



جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t80636.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط§ظ„ظ‡ظ…ط³ط§طھ ط§ظ„ظ…ط´طھط¹ظ„ط© ظ…ظ† ط±ظˆط§ظٹط§طھ ط§ط­ظ„ط§ظ… ط§ظ„ظ…ظƒطھظˆط¨ط© - … - ط§ظ„ط¬ط§ظƒطھ ط§ظ„ط±ظˆط³ظٹ This thread Refback 27-02-16 02:11 PM
Ask.com This thread Refback 10-09-15 03:53 PM


الساعة الآن 11:59 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية