لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-06-08, 02:14 PM   المشاركة رقم: 36
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

اخذا لهما مجلسا في القاعة الصغيرة من الفيلا , دالاس على كرسي مريح, بينما اسند الكسندر جسمه الى جدار المدفأة المعدني. قالت وهي تتناول سيكارة منه, بينما أشعل هو سيكارا :
- نعم أنا مرتاحة, انها لطيفة وعادية بطريقة ما, اذا فهمت ما أعني
- طبعا, يمكنك أن تثقي بأني لست ثرثارا

نفثت دالاس دخان سيكارتها , وفكرت كم كان غريبا أن تتقارب حياتهما. ألم تقابله منذ ستة أسابيع فقط؟ ربما أكثر من ذلك بقليل لكنها فترة قصيرة على أي حال. وقد حدث الكثير خلال هذه الفترة. قال الكسندر فجأة :
- سأذهب بعيدا غدا. لدي أعمال في أثينا. سأتغيب نحو أسبوعين وسيأتي آل شارف معي
شعرت دالاس بضعف وأطفأت سيكارتها على عجل بحركة عصبية قائلة :
- هل أنت ذاهب؟ و...متى سأبدأ عملي؟
- ساعة تشائين. ان منيرفا وبول لطيفان. تستطيعين أن تبدأي غدا ان شئت. فسيمون الخادم يعمل كسائق عندما تدعو الحاجة, سأضع سيارة تحت تصرفك. لقد تم تأمين الكتب والمواد اللازمة وهي موجودة هنا. وأعتقد أن منيرفا قد خصصت غرفة تعملين فيها مع الأولاد
نظرت اليه دالاس في قلق قائلة :
- لا أستطيع الا أن أشعر أن أخاك وزوجته مضطران لقبولي. لم تكن بولا على علم بحاجة الأطفال لمدرسة عندما سألتها
- لم تكن تعلم؟ في الواقع بولا لا تعلم كل شئ, عكس ما قد تتصورين. منيرفا وبول في حاجة الى معلمة. هل يجب أن أقول المزيد؟
هزت دالاس كتفيها وقالت بصوت منخفض :
- لا أعتقد
- اذا خففي عنك أرجوك. تظنين اني كنت أطلب منك دخول ساحة الأسود, عوضا عن تأمين عمل ملائم في جو جيد

احتدت دالاس لكلامه هذا, ولم يسمح لها الوقت لأن تقول شيئا اذ أن منيرفا عادت اليهما. ارتدت منيرفا سروالا وسترة بدل ما كانت ترتديه, وكان واضحا انها لم تكن تهتم كثيرا لمظهرها. كانت الفتاتان قد عادتا أيضا بعد أن اغتسلتا وارتدتا ملابس جديدة.

شربوا الشاي, ثم بحثوا الترتيبات واتفقوا على أن تأتي دالاس في فترة الصباح من الساعة التاسعة حتى الثانية عشرة لتعلم الفتاتان. وبدا الأمر سهلا بالنسبة الى دالاس الا انها شعرت بالذنب في شأن ما كانت مقدمة عليه. وأفصحت عما يجول في خاطرها الى الكسندر ستافروس وهما عائدان الى المنزل. وكان غضبه لما قالت شديدا فقال لها :
- لماذا تشكين في كل شئ أفعله؟ أنت تشكين بنزاهتي ومسؤولياتي ودوافعي. لماذا؟ ماذا فعلت كي أستحق مثل هذه المعاملة منك؟
عضت دالاس على شفتيها وقالت :
- غصبا عني. ربما سبب ذلك اني رأيتك تتصرف في أوضاع عدة...حسنا, قد يساء فهمها. أو ربما هذا وصف خاطئ, ربما حياتك هي فعلا غير مسؤولة كما تبدو
نظرت حولها وأدركت انهما لم يكونا على الطريق نفسها التي تقود الى المنزل.
- أحب أن أعلم كيف توصلت الى هذا الاستنتاج, أي نوع من الأوضاع تتحدثين عنه؟
أحنت دالاس كتفيها وردت :
- أنت تعلم تماما. في لندن اتين سيامترو, وهنا داليا شارف. من الواضح انك تجذب الجنس الآخر, أليس كذلك؟
- هل هذه غلطتي؟
- لا, ليس تماما. لكنك قلت أنت نفسك, انك تستغل النساء
- يا الهي! دالاس كولينز, أنت تذهلينني, ما علاقتك بما أفعل؟
- لا شئ
-حسنا! اني مسرور لأنك تفهمين الأمر
أشعل سيكارا وساد صمت بعض الوقت.

اصبحا على مرتفع , وعلى قمته رأت الهيكل الذي زارته هي وبولا ذلك الصباح. ولدهشتها أوقف الكسندر السيارة تحت أشجار الزيتون ثم نظر في تمعن نحوها. ثم أنسل خارج السيارة.

شعرت دالاس بارتعاشة بسيطة وخرجت من السيارة بتردد عندما التفت نحوها قائلا :
- تعالي

كان العشب طريا ورائحة الميموزا الحلوة تعطر الهواء. دخل الكسندر ستافروس الى الهيكل, وتبعته دالاس وهي تتساءل عما حداه للمجئ بها الى هنا. لابد أن الآخرين ينتظرون عودتهما, وجين لا ريب بدأت تفتقد حضورها, اضافة الى ذلك لم يعد هناك المزيد بينهما للقول, وقفا معا يتطلعان الى الحوض حيث اشتعلت قديما نار ليكسا الاسطورية. فسألها فجأة :
- هل أخبرتك بولا عما كان هذا ؟
بدت ملامحه الداكنة اجنبية متعجرفة في شمس المغيب وارتجفت دالاس قليلا, وابتسم وظهرت اسنانه البيضاء فأجابته :
- نـ...نعم, أخبرتني. يا سيد ستافروس أعتقد أنه ينبغي علينا العودة
تمعن فيها مليا, وكانت مفاجأة لها عندما بدأ يداعب خدها بأصابعه. ثم همس لها :
- انك مخلوق شديد العصبية هذه الليلة يا دالاس, ماذا حدث لتلك المرأة الشابة المصممة التي تجادلني من دون هوادة؟
ارتعشت دالاس وقالت :
- أريد أن أعود
-لا داعي للعجلة
استدارت دالاس بعيدا فجأة وسألت بدهشة :
- ما...,ما هذا الصوت؟
- ندعوها صراصير الليل. ألم تلاحظيها ليلة أمس؟
- لابد...اني كنت متعبة جدا الليلة الماضية. في أي ساعة تغادر صباحا؟

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 02-06-08, 02:28 PM   المشاركة رقم: 37
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

كانت جملتها مرغمة ومضطربة , وعلمت أنه بخبرته مع النساء لن يستصعب أن يشعرها بالاضطراب خصوصا انه السبب المباشر فيه فأجابها :
لا تفكري بي الآن. لماذا أنت خائفة فجأة. ماذا تتوقعين أن يحدث لك؟

في هذا المكان المقفر والهام في آن وجدت دالاس صعوبة في البقاء في عالم الواقع. كان هناك أمر غير حقيقي في تلك الحادثة, وكانت متأكدة أن الكسندر ستافروس كان يعلم بطبيعة هذا المكان عندما آتى بها اليه ساعة المغيب. صفرت الريح وكأنها موسيقى وهي تهب بين القناطر الحجرية التي قامت منذ الآف السنين. نظرت نحو وارتعشت عندما رأته يحدق فيها فسألته :
- لما أتيت بي الى هنا؟
هز كتفيه العريضين وأجاب :
- ربما لأرى اذا كنت محصنة ضد الأجواء كما تبدين عادة, طبعا أنت لست كذلك. أنت تعلمين أن في هذا المكان شعورا بالحضور, أو بالخلود اذا صح القول. انه يطرد قيود الحياة اليومية جانبا ويذيق الانسان طعم الأبدية

ادركت دالاس بأنه محق. فقد عبر عن مشاعرها تماما, لكنها هزت رأسها وتحركت متعثرة بعيدة عنه. شعرت بأنه كان يقف الى جانبها عندما توقفت غير واثقة ونظرت الى صخور الهيكل. فهمس في أذنها :
- هل أخبرتك بولا نهاية الأسطورة؟
هزت دالاس رأسها بالنفي, غير واثقة في صوتها فتابع قائلا :
- هناك نهايات كثيرة للأسطورة طبعا. أكثرها شعبية تلك التي تحكي أن ليكسا القى بنفسه من على هذه الصخرة الى أسفل وغرقت روحه في المياه واصبحت تحذيرا دائما للبحارة بألا يقتربوا كثيرا من هذه الصخور. لا تسأليني كيف أو لماذا, لكن سفينة واحدة لم تتحطم هنا منذ ذلك الحين
وأطلق ضحكة قصيرة ثم قال :
- هذه ليست بقعة يعود اليها السكان المحليين في الظلام

نظرت دالاس اليه وشاب عينيه غموض, وأخفت رموشه تعابيرهما وارتخت ساقاها وارتجفت من دون ارادة. جذبها نحوه من دون أن تبدر مقاومة منها وقال :
- أنا الآن رمز المسؤولية عن هذه الجزيرة. هل ستشعلين ناري مجددا؟
- الكسندر أرجوك لا تفعل
- لا تقولي ذلك , أني أشعر برائحتك

وعانقها الكسندر ستافروس , ولكن الرغبة في أن تكون ملكه والمعنى الفعلي للأمر كانا شيئين مختلفين. وسحبت دالاس ذراعيها عنه ودفعته عنها بعنف جاهدة للتخلص منه. ولوهلة قاوم محاولتها الضعيفة للهرب, ثم أفلتها فتراجعت الى الوراء بسرعة ومن دون أن تنظر خلفها. شقت طريقها عبر الهيكل الى السيارة. أرادت أن تبكي وتمنت بيأس لو أنها لم تكن مضطرة للعودة الى السيارة وانتظاره كي يعيدها الى الفيلا.

مرت بضع دقائق قبل أن ينضم اليها لكنه عندما فعل رأت انه كان هادئا تماما, وشعرت فجأة بعدم الراحة. وعندما نظرت الى يديها اللتين في حضنها لاحظت أن أعلى معطفها لم يكن مزررا فزررته بسرعة , واستغربت كيف يمكن له أن يبدو متأنقا الى تلك الدرجة بينما شعرت عكس ذلك. وعندما جلس الى جانبها في السيارة ابتعدت عنه قدر المستطاع. نظر ناحيتها بشيء من السخرية وهز كتفيه وأدار المحرك قائلا :
- استريحي, لا أريد أن ألمسك

فركت دالاس خديها بأصابع مرتجفة, بفعل احتكاك ذقنه بهما وشعرت بجلدها طريا. أما هو فأنطلق بالسيارة قائلا :
- ما الذي يزعجك؟ عدا مشاعرك بالطبع؟
احكمت دالاس قبضتها وقالت في غضب :
- لا تكلمني هكذا , مشاعري لا شائبة فيها
- وهل في مشاعري شائبة؟
- أنت قلتها. خداي يؤلمانني. هذا كل ما في الأمر. لم تكن لطيفا تماما
- لم تعارضي الأمر تماما
وتخضب خدا دالاس ارتباكا وقالت :
- حسنا , دعنا لا نتحدث في الموضوع. كان يجدر بي أن أعلم. . .
- عليك اللعنة, أنت لا تعلمين شيئا. في ما خص الرجال في شكل عام, وأنا في شكل خاص! ليس لديك أدنى فكرة عن دقةموقفك. لا تجابهيني يا دالاس, والا فسوف تكتشفين بأنك تحملين أكثر مما تستطيعين
- فكر مليا
قالت دالاس فورا ثم ضغطت مفصل يدها على فمها وتمنت لو أنها تبخرت في الهواء. حرك الكسندر كتفيه غير مكترث لكلامها واطلق العنان لسيارته.

لم تكن دالاس لتظن أبدا أن منظر فيلا ستافروس سيبدو لها كبيتها الا انه بدا هكذا. وعندما توقفت السيارة انسلت خارجها من دون انتظار تعليقات أخرى منه, وهرعت فوق الحشائش وعبر الأشجار نحو الشاليه حيث جين .

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 02-06-08, 02:42 PM   المشاركة رقم: 38
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل السادس

الأمل المكسور


في صباح اليوم التالي هيأت دالاس نفسها للعمل الجديد بمزيج من المشاعر المتناقضه. و علمت من نيكوس ان الكسندر ستافروس اعطى تعليمات بوجوب استعدادها الساعه الثامنه و النصف صباحا عندما يأتي سيمون ليأخذها الى فيلا بول ستافروس من اجل تدريس لويز و استيل. و هكذا ارتدت قميصا زرقاء ضيقه من الحرير الاصطناعي و القت كنزه بيضاء على كتفيها, و دخلت الى غرفه جين قبل رحيلها. بدت متضايقه ثانيه و سألتها دالاس :
- ما الامر؟
- لن يأتي اندريا اليوم. وجدت والدته مهمة غيرمتوقعه له يقوم بها. و اعتقد ان ذلك يعود الى ظنها بأننا بدأنا نصير اصدقاء اكثر من اللزوم. اليس هذا مقرفا؟
- حسنا , لقد احضرت الكثير من المجلات, و بالتأكيد يمكنك الترفيه عن نفسك لفتره ساعتين, سأعود بعد الثانيه عشرة
اعتقد انه يمكنني ذلك , لكني سأكون مسرورة عندما اعرف ان في استطاعتي ان اتحرك ثانيه. انا لست معتاده على مثل هذه الراحة القسريه
- بالطبع انت غير معتاده لا يهم, غدأ تستطيعين النهوض, مادمت تعتنين بنفسك اليوم
- لا اريد ان اتأنى , و لم افعل؟ لا اريد هذاالطفل في أي حال!
- اوه يا جين ارجوك! لا نستطيع ان نفعل شي في هذا الصدد , فكفاك تأسفا!
كانت جين مندهشه. لم يسبق لدالاس مخاطبتها بتلك الطريقه. و خفضت رأسها قائله :
- حسنا. بالمناسبه, كيف سارت الامور مع الكسندر ستافروس ليلة امس؟
سألت و هي تدرك ان دالاس تفضل عدم التحدث عن مضيفهما. استدارت دالاس بعيدا لتخفي تعابيرها و اجابت :
- اه, على ما يرام
-فعلا؟, كم ذلك جميل! لم يكن عندك الكثير لتقوليه عن الموضوع ليله امس. و عندما اطرح الامر, تجيبين ان ليس لديك الكثير لتقوليه, اليس كذلك؟ لماذا؟
- هل يجب ان يكون هناك سبب؟
- عادة, نعم. يوجد سبب عندما يكون الامر متعلقا بك. ماذا حدث؟ هل حاول اغواءك؟
- اوه, لا تكوني سخيفه الى هذا الحد ، و خرجت من الغرفه قبل ان تفقد زمام اعصابها كليأ.

استغرقت الطريق الى منزل بول ستافروس وقتا اقل بكثير مما استغرقته عندما ذهبت مع الكسندر ستافروس في اليوم السابق, و اعتقدت انهما لابد سلكا طريقا اطول. كانت مينرفا ستافروس في انتظارها و في رفقتها يوناني طويل عريض المنكبين, يشابه الكسندر قليلا, عدا ان ملامحه كانت اكثر قساوة و شفتاه اغلظ. رأت دالاس فيه شيئأ لم تحبه تماما, و لان اعجابها بمخدومها لم يكن جزءا من عملها, فقد ابتسمت في تهذيب عندما قدمتها زوجته اليه.

هرعت لويز و استيل تهبطان الدرج و دخل الجميع الى القاعه المبردة. كانت الفتاتان ترتديان سرواين قصيرين وكزتين قطنيتين, ووجدتهما دالاس رائعتين ثم اعتذر بول ستافروس بحجه ان لديه بعض الاعمال, و أرت مينرفا دالاس غرفه التدريس و قالت لها :
- سيكون لك الحريه التامه هنا. لويز و استيل طفلتان طيبتان, و لن تسببا لك الكثير من المتاعب. انهما تتوقان للدراسه حيث ان الكسندر وعدهما بادخالهما مدرسه داخليه انكليزيه اذا درستا بجد
كان واضحا ان كلمه الكسندر كان لها وقعها بين افراد عائلته فردت دالاس :
- شكرا لك فقط اتمنى ان تحباني
- انا متأكده انهما ستفعلان, اضافه الى ذلك, لم يكن اليكس ليوصي بك بدون سبب وجيه
احمر وجه دالاس. ذلك الرجل ثانيه! الن تستطيع التخلص منه ابدا؟

كانت الطفلتان متحمستين في شكل عظيم لتتعلما. استمعتا بانتباه الى كل ما قالته و عملتا بجد و مثابره مما حدا دالاس الى ان تتساءل عما اذا كان مثل ذلك الجلد في اطفال صغار مثلهما امرا حسنا. سألتهما :
- هل لديكما شقيقات, او اشقاء؟
و تبسمت استيل قائله :
- كلا يا انسه كولينز
- هل لديكما اصدقاء كثر؟
فردت لويز :
- اهلنا لا يشجعونا على الاختلاط بأطفال القريه. والدي يقول اننا يجب ان نسلي انفسنا لاننا اثنتان

و فسرت دالاس امر توقهما للانتساب الى مدرسه داخليه, فلابد انهما تضجران وحدهما مع ان الطبيعه حولهما جميله. و قررت ان تخلط اللهو بالدرس في الاسابيع المقبله, و ان تأخذهما معها الى الضيعه ليشاهدن الميناء الصغير معا.

عندما عادت الى الشاليه قبل موعد الغداء وجدت جين تتشمس خارجا. و نظرت هذه الاخيرة الى دالاس قائلة :
- حسنا, كيف سارت الامور؟
- جيد جدا
- هل كنت بخير؟
- الى حد ما
- زارتني السيده ستافروس
- ماذا ارادت
- لا شيئ بالتحديد
- في أي حال , ماذا تفعلين خارج الفراش؟ الطبيب قال انه يجب عليك البقاء فيه يومين
- هراء! اشعر انني بخير. لن استلقي هناك كمعاقه. لم تعترض السيده ستافروس عندما وجدتني هنا. لا اشك في انها علمت بما قاله الطبيب
و تنهدت دالاس قائله :
- لا استطيع ان افهم لماذا اتت لرؤيتك. الا اذا اكنت مجرد زياره وديه
- بالكاد اسميها هكذا! اخبرتني ان اندريا سيعمل طوال الاسبوع, و بأنه كان يهمل واجباته بقضائه الكثير من الوقت معي. و انه على الرغم من كونه شابا شديد التأثر لكنه يجب الا يؤخذ على محمل الجد
و اطبقت دالاس قبضتها و قالت :
- اوه, جين!
- اجل . و هكذا فاني سأمضي وقتا مثيرا جدا. زارتني بولا . ستأخذني معها في نزهه بعد الظهر, و بهذا اعتقد ان علي الاكتفاء باغراء الفلاحين
و سارعت دالاس قائله :
- لا تتأثري بذلك يا جين
- لن أتأثر. ان الامر يجعلني اكثر صلابه بعض الشيئ. لااستطيع التغلب على ذلك ... هل علمتي ان الكسندر ستافروس سافرهذا الصباح ؟
- كنت اعلم انه ذاهب, نعم
- في الواقع لقد ذهب نيكوس أيضا. و هكذا اصبحتي انت وحيده ايضا. علينا مساعده بعضنا بعضا
ابتسمت دالاس و همست قائله :
- ربما هكذا افضل

ثم سارت الى داخل الشاليه بتمهل . اتخذت دالاس قرارا وهي تستحم قبل الغداء , ان تستمر و جين في الاقامه في الشاليه, ولن تذهبا من الان فصاعدا الى المنزل لتناول الطعام. في استطاعتهما الاعتناء بانفسهما , و بالتالي لا داعي لان يهتم احد بهما.
منتديات ليلاس
كانت قد طردت كل فكر جال في خاطرها عن الكسندر طوال النهار, وداهمها النوم الليلة الماضية قبل أن تستطيع التفكير فيه. لكنها الآن تركت لنفسها وهي تستحم المجال لتتذكر كل لحظة من لقائهما الأخير في عذاب مؤلم. كان هنا الكثير لتتذكره, وأحمر وجهها حين أدرك ذهنها مشهد عناقهما, وارتعشت على رغم حرارة الحمام, فقد شعرت انه رجل ذو خبرة في النساء.

لم يعارض أحد ترتيبات الطعام سوى بولا التي ابلغت دالاس أن الكسندر سوف يغضب عندما يكتشف الأمر وقالت :
- انك تفعلين تماما ما تريده والدتي. انها تسمح لكرامتها الغبية أن تتغلب على تهذيبها الطبيعي. أنا آسفة
دالاس أجابت :
- لا تقلقي. اننا نفضل عدم الاحتكاك بالعائلة كثيرا. فهذا يقلل من الازعاج للطرفين
اومأت بولا في يأس واستسلمت لرغبة دالاس. لم يكن في وسعها ارغام الفتاتين على التصرف كما تريد.

طافت بولا ودالاس وجين الجزيرةكلها , وذات أمسية بينما كان اندريا يجلس مع جين, ذهبت دالاس وبولا الى المقهى في القرية.

جلست الفتاتان في الخارج على طاولة جميلة فوقها شمسية, وطلبت بولا شرابا أحبت دالاس مذاقه, وبعد أن أشعلتا سيكارتين قالت بولا :
- صارحيني يا دالاس , ما مدى معرفتك باليكس الآن؟

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 02-06-08, 02:51 PM   المشاركة رقم: 39
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

شعرت دالاس باحمرار خديها وردت :
- حسنا, أنا...أنا أعتقد اني أعرفه مثل ما يعرف كل موظف رئيسه
- نعم. وهل تستلطفينه؟
- آه , لم أفكر في الأمر فعلا
- أعتقد أنك لن تقومي بمثل هذا الأمر فالكثير من النساء كن سيغتنمن الفرصة للتعرف اليه أكثر. أعتقد انه يسأم النساء العاديات
لم تجب دالاس التي لم تعرف ماذا تقول تماما. وتابعت بولا قائلة :
- لم يكن اليكس سعيدا في شكل خاص منذ زواجه العاثر
- زواج عاثر؟
- في طبيعة الحال. أنت لا تعلمين شيئا عن الموضوع
- أنا...أنا فهمت أن زوجة السيدة ستافروس ماتت بسرطان الدم
- هذا ما حصل بعد أن عانت فترة سبعة أشهر من المرض. لكن آنا عاشت حياة مختلفة تماما قبل مرضها. آه أنا أعلم انها ماتت ويجب على المرء الا يتحدث بسوء عن الأموات, لكنها وبصدق أقولها لقد كانت....كانت.... غير صالحة
نظرت دالاس بعيدا نحو أمواج المرفأ المتلاعبة وقالت لبولا :
- أعتقد انه يجدر بك الا تخبريني بالأمر
- لماذا؟ ليس الأمر سرا. آنا أحبت الرجال الأمر بهذه البساطة. أرادت اليكس , فخدعته كي يتزوجها على رغم انه كان مخطوبا لفتاة آخرى لسنوات عدة, عندما أكتشف خديعتها ثار كما يفعل أي رجل آخر في مثل تلك الظروف, خصوصا أن مشاعره اتجاه آنا كانت عاطفة رجل عابرة تجاه امرأة جميلة. لم يحبها فعلا, لكنه بقي معها من أجل سمعة العائلة. وبعد سنين عندما كان باريس لا يزال طفلا, أرادت مغادرة الجزيرة والعيش في اثينا ولكنه رفض, وهكذا ذهبت بمفردها, ويمكنك أن تتصوري ما حدث
واعوجت بولا أنفها وتابعت :
- كان الأمر مقرفا! ليس لأن اليكس تأثر بشكل خاص. فهو أشغل نفسه بالعمل, واذا كانت عبرت حياته امرأة ما فكان يعاملها كما تستحق. وعادت آنا الى الجزيرة فيما بعد عندما ملت. وكان لم يمض على زواج منيرفا يانيدس وبول سوى عام واحد, وكانت منيرفا قد اجهضت لتوها. لست أدري اذا أراد بول ذلك أم لا, لكنه أنغمس في علاقة صاخبة مع آنا. لم يأبه اليكس لكن بما أن شعور منيرفا تأذى أيضا. . .
وتنهدت بولا واستطردت :
- في أي حال’ أستخدم اليكس نفوذه وأبعد بول الى أمريكا الجنوبية في مهمة كان مهتما بها, واضطرت آنا للعودة الى أثينا بعد غيابه.... وعندما أصيبت آنا بسرطان الدم, فعل اليكس كل ما في وسعه من أجلها. فجلب لها أمهر الاختصاصين في العالم. لكن الأمر لم يجد. كان من المستحيل أن تشفى, وبقيت تتأفف الى أن توفت
وأطفأت بولا سيكارتها في عنف وأضافت :
- كنت مستعدة لأن أخنقها بنفسي
شعرت دالاس انها لا تعرف كيف تسري عن الفتاة المتألمة. ابتسمت بولا ابتسامة خفيفة وقالت :
- آني آسفة , لكني أشعر بغضب كلما أفكر في ما حدث....هيلـين لم تتزوج أبدا
- هيلين؟
- آه طبعا, هيلين نيرولوس كانت خطيبة اليكس, الفتاة التي كان يجب عليه أن يتزوجها عندما تزوج آنا
شعرت دالاس بألم غريب في معدتها فتابعت بولا حديثها قائلة :
- نعم. لقد ذهبت بعيدا منذ وقت طويل. بعد فسخ الخطبة, درست الطب وهي تعمل في افريقيا منذ اثنتي عشر عاما. انها امرأة بكل معنى الكلمة
- لا بد انها كذلك. هل تعتقدين انها ستعود؟
- آه أجل. علم أبواها خلال الشهر الماضي انها تنوي العودة عما قريب. فهي في حاجة الى عطلةطويلة, وبما أن مناخ الجزر هنا مثالي فالى أين ستذهب سوى وطنها؟ والدتي مسرورةجدا بالطبع. فمنذ سنوات وهي تود أن ترى اليكس مستقرا في حياته. والآن تأمل أن تتحقق أمانيها
- تعنين انها تأمل في أن يقترن أخوك بهيلين؟
- طبعا. في أي حال, هيلين لم تعد طفلة. انها في السادسة والثلاثين, أصغر من اليكس بعامين, وهي ناضجة بما في الكفاية لتعلم ما تريد
- لابد أن اليكس كان صغيرا جدا عندما تزوج آنا
- نعم. كان عمره تسعة عشرة عاما فقط. وأنا كنت في الخامسة من عمري حينها....لابد أن قضية أختك وباريس قد ذكرته بذلك الوضع بشدة. حتى أنت تستطيعين أن تري التشابه في الحالتين
- نعم , أستطيع
قالت دالاس وتذكرت كم كان اليكس متفهما وكيف حاول أن يهتم بها وبأختها. لم يكن الأمر سهلا عليه بالتأكيد, ليس عندما أنهار زواجه كما قالت بولا. في أي حال, كان من السهل عليه جدا أن ينظر الى جين وكأنها آنا الثانية تتبع السبيل نفسه لتحصل على ما تريد. وتنهدت دالاس. لم ترد أن تفكر بالكسندر ستافروس بهذه الطريقة, لم ترد أن تشعر بالعطف اتجاهه. أرادت أن تكرهه بسبب عجرفته والطريقة التي عاملها بها منذ بضعة أيام. لكنها عوضا عن ذلك, رأت نفسها تضعف وتتمنى في يأس عظيم أن يعود الى الجزيرة قريبا جدا كي تتصرف معه بطريقة ودية.

لكنها اضطرت الى الكف عن هذا النوع من التفكير. لم يكن الأقتراب منه ذا فائدة. فاذا ما تمكن منها مرة لن يعود في مقدورها أن تقاومه, لم تكن تريد أن تصبح مجرد امرأة أخرى أحبته ببلاهة.

كانت بولا تنظر الى دالاس بأستغراب. وهمست في لهجة رقيقة :
- دالاس , لم تقعي في حب أخي, أليس كذلك؟
- كلا , كلا , بالطبع لم أفعل!
- حسنا , حاولي أن لا تفعلي

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 02-06-08, 03:06 PM   المشاركة رقم: 40
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل السابع

الرغبة القاتلة


بعد وصولهما الى الجزيرة بأسبوع, وصل خطيب بولا, جورج بالاماس. كان رجلا أشقر الشعر , عملاقا , عامل دالاس وجين بالطيبة نفسها التي عما بها ناتاليا, وغالبا ما كان يأتي مع بولا بعد انقضاء فترة الراحة بعد الظهر ويأخذهما الى خليج افرودايت, وهو عبارة عن حوض صخري طبيعي مغلق , مثالي للغطس أو التزلج المائي, ومع أن جين لم تكن تستطيع المشاركة في نشاطاتهم لم تمانع في أن تتفرج عندما عرض جورج على دالاس أن يعلمها التزلج المائي.منتديات ليلاس

مرت الأيام بهدوء. أستطاعت دالاس ببعض الصعوبة التخلص من الأفكار التي راودتها عن الكسندر ستافروس , وكادت تضحك على سخف انشغالها به وهو بعيد. بدا واضحا أنه كان يتسلى معها , لقد تجاسرت وعاملته بطريقة مختلفة عن معاملة النساء الأخريات له, وربما هذا ما أزعجه في تصرفها. على كل, لن تسمح لشئ مشابه أن يحصل مستقبلا.

زارهما اندريا كثيرا وكانت جين تشرق كلما اتى. وذات مرة كانت الأختان تحتسيان شرابا قبل النوم, قالت جين :
- لا يملك اندريا مالا, أتعلمين؟
حدقت دالاس فيها وأجابتها :
- ماذا تقصدين؟
- حسنا, أعني...ليس وريثا لأي ثروة حقيقية. سيذهب الى انجلترا في أيلول ليبدأ تحضيره الجامعي. وعندما ينال شهادته يأمل في أن يصبح مهندسا مدنيا. وهو يود أن يعمل في أمريكا الجنوبية
اومأت دالاس, وتساءلت عما يمكن أن يكون اندريا قد أخبر جين وقالت :
- أنت تميلين اليه , أليس كذلك؟
ابتسمت جين وأجابت :
- نعم أفعل, ليس مثل باريس, على الأقل في الطريقة التي ينظر فيها الي. انه انسان الطف بشكل عام ويجعلني أشعر بأني حقيقية,ولست مجرد فتاة مراهقة ورطت نفسها في مشكلة. اتمنى لو انه هو الذي كان في انجلترا وليس باريس
- كيف كنت ستتعرفين عليه؟
- لست أدري. أحيانا أتساءل ما اذا كان قدري....أن....أن أصبح حاملا, كي نستطيع كلانا المجئ الى هنا. اعني بعد ولادة الطفل سأكون امرأة حرة, أليس كذلك؟
هزت دالاس كتفيها واشعلت سيكارة وسألت أختها :
- وماذا عن الطفل؟
- آه لا أعلم. ربما سأدع الكسندر ستافروس يأخذه في النهاية...ماذا كنت تفعلين أنت لو كنت مكاني؟
هزت دالاس رأسها وأجابت :
- هذا سؤال لا أستطيع الاجابة عنه. ولكني لو كنت مكانك لانتظرت الى ما بعد ولادة الطفل قبل أن أتخذ أي قرارات متسرعة
بدت جين مطرقة , ولم تذكر الطفل ثانية ذلك المساء.

في أحد أيام شهر آب (اغسطس) عندما كانت جين مع اندريا وبولا وجورج على الشاطئ, فوجئت دالاس بدعوة الى تناول الشاي بعد الظهر في الفيلا.

سارت دالاس مسرعة نحو الفيلا يكتنفها شعور بغضب مكبوت. لم تستطع أن تتصور سبب دعوتها على هذا النحو ولم تستطع سوى أن تفترض بأنها ستتلقى نوعا من التوبيخ من السيدة ستافروس.

جلست السيدة ستافروس على كرسي عال, وأمامها طاولة صغيرة عليها شاي. ابتسمت مرحبة عند دخل دالاس وقالت لها :
- آه يا عزيزتي جئت أخيرا. أخبريني هـل تأخذين الحليب والـسكر مع الشـاي
تقدمت دالاس نحوها بارتباك وجلست على كرسي اشارت اليه السيدة ستافروس.
- سكر فقط ، قالت بسرعة وتناولت فنجان الشاي. قدمت لها السيدة ستافروس راحة الحلقوم ولكنها أعتذرت, وكانت لا تزال تتساءل بعصبية عما يمكن الأمر.

تناولت السيدة ستافروس قطعة حلوى من الاناء, ثم نظرت الى دالاس في تمعن. وسألتها :
- كيف تجدين اقامتك هنا؟
- جيده جدا, شكرا لك يا سيدتي
- حسنا, حسنا يبدو أن لويز واستيل تعلقتا بك. يخبرني ابني أنهما تتطلعان الى زيارتك بسرور بالغ
- شكرا لك
- نعم, انه أمر جيد أن يعمل الانسان عملا يحبه. قلة من النساء يجدن عملا يحببنه في الحياة. الفتاة التي كانت ستتزوج ابني أصبحت طبيبة. وهي مثل حي عن امكان الانسان التغلب على الحزن
- أوه, نعم
- سوف تتساءلين عن سبب ذكري لهذه الفتاة بلا شك. لم أفعل من دون سبب. هيلين...أعني...هيلين نيرولوس ستعود الى الجزيرة مع ابني عندما يعود غدا
- نعم
قالت دالاس ولكنها لم تستطع أن تفهم سبب هذا الحديث. ثم تابعت السيدة ستافروس :
- اذا كنت مهتمة أن تعلمي سبب أخباري أياك بكل هذه الأمور. سأخبرك...
عضت السيدة ستافروس شفتها السفلى مطرقة وتابعت حديثها :
- يا آنسة كولينز...أنت لست طفلة, أو مخلوقا يتوهم الأمور. تبدين امرأة متزنة تماما, واني استصعب الأمر يا عزيزتي لكن الحقيقة هي ما يأتي, بدا واضحا منذ بداية صلتك بأبني الأكبر انه أخذ على عاتقه مسؤولية أختك...ومسؤوليتك أنت أيضا

شعرت دالاس بخديها يلتهبان. أرادت أن تستدير وتهرب لكنها أضطرت الى البقاء وهمست :
- نعم, يا سيدة ستافروس
-حسنا, حيث أن الأمر كذلك, ولمعرفتي بكرمه الفطري, لا أستطيع سوى أن أتخوف من أنك قد ترين في اهتمامه بك أكثر مما تعنيه أعماله فعلا يا عزيزتي. اني أفكر بك أنت...أرجوك صدقيني. اخطأ الكسندر ذات مرة خطأ مميتا عندما تزوج المرأة الغير المناسبة له. وأنا لا أنوي أن يحرم هذه الفرصة مرة أخرى في استعادة المرأة الوحيدة التي أحبها
- هيلين نيرلوس
- طبعا هيلين...انها تصلح له تماما, فالعائلتان ترتبطان بصداقة تعود الى أجيال ماضية. وهي عرفت الكسندر منذ أن كانا طفلين,وقد ربيا معا, وكان زواجهما فيما بعد حتميا ثم جاءت آنا سيروس وحطمت كل شئ...لم أحب زوجة ابني المتوفية. لا أستطيع التظاهر بأنني أحببتها. لم تكن من نوع النساء اللواتي يصلحن للزواج. ربما لو أحبها الكسندر لكانت الأمور أختلفت, لكن. . .
واختفى صوتها وكأنما تذكرت الشخص الذي كانت تتحدث اليه, فغيرت موضوع الحديث قائلة :
-وهكذا سيعود الكسندر وهيلين غدا, وفكرت أن علي أن أفسر قليلا ما اتأمل أن يحدث
- أوه, لقد أوضحت كل الأمور
قالت دالاس بجمود وشعرت بانزعاج بسيط. كيف تجسر هذه المرأة على اخبارها بهدوء أن ابنها غير مهتم بها؟ ومع أن دالاس علمت أن هذه حقيقة الأمر, وأرادت أن تبكي. فلم يسبق لها أن شعرت بنفسها حقيرة هكذا. كيف تجرؤ السيدة ستافروس على مناداتها وتحذيرها من الاقتراب من الكسندر؟ كأنما كان الأمر ضروريا!
نهضت السيدة ستافروس, فنهضت دالاس أيضا مع أن ساقيها كانتا ترتجفان. لكنها سيطرت على عواطفها وقالت :
- أهذا كل شئ, يا سيدتي؟
- تعتقدين أن كل هذا الحديث لم يكن ضروريا, أليس كذلك؟
- بصراحة...نعم
-اذا اسألي نفسك لماذا تشعرين بهذا الانزعاج الآن
قالت لها السيدة ستافروس هذا في برود واستدارت بعيدا. لم تنتظر دالاس لسماع المزيد , أستدارت وهرولت خارج الفيلا كما لو أن الشيطان نفسه يلحق بها.

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne mather, آن ميثر, خيط الرماد, روايات, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, the legend of lexandros, عبير, عبير القديمة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 10:52 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية