لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-06-08, 11:45 AM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ابتسم نيكوس عندما رأى عيني جين تتسعان وهم يعبرون خلال بعض الأعمدة الحجرية ويقتربون من المنزل. وبعد أن دنوا من حوض السباحة كان بإمكانهم رؤية الفسيفساء التي أحاطت بها والأسرة المائية المستطيلة والمظلات المقلمة التي كانت تحمي الطاولات الصغيرة من حرارة الشمس القوية.

كان المشهد يشبه إعلانا ملونا حتى أن دالاس تركت شهقة تنطلق من أثر المتعة الصافية.

ونمت غابة حقيقية قريبا إلى يمين المنزل , بينما قامت بيوت عدة صغيرة تشبه الشاليهات في الحديقة.

أوضح نيكوس أنهم يستعملونها لاستقبال الضيوف الكثر :
- حاليا هناك ماريا بنغوست وعائلة شارف , انما أحيانا يزورونا أكثر من عشرين أو ثلاثين شخصا
هلعت دالاس عندما ذكر نيكوس ماريا بنغوست. لابد انها الفتاة التي تكلمت عنها ناتاليا. وفكرت : لن تكون الرحلة سهلة.

توقفت السيارة الى جانب المنزل وساعد نيكوس دالاس في الخروج بينما تولى ستيفانوس أمر جين ثانية , وتركت الحقائب لشخص آخر ليجلبها. ودخلوا الى المنزل عبر أبواب فرنسية الى ممر معتم أمتد من جهة الى آخرى في المنزل. كان الممر خاليا الا أن نيكوس وناتاليا سارا عبر الباب الى حيث بدا وكأنه قاعة المنزل.

نظر ستيفانوس الى الفتاتين في امعان وقال برقة :
- لا تأبها لتعليقات ناتاليا انها صغيرة ومندفعة , وشديدة الوفاء لماريا , ولسوء الحظ لم تدر بميل باريس الشديد للجنس الآخر. فهنا كان يتصرف بصورة مثالية. فقط اليكس عرف باريس الحقيقي. عليكما اثبات وجودكما هنا. هذا هو المهم, ربما تسمعان كلمات قاسية, لا تنزعجا فخلال وقت قصير سيتقبلون وجودكما. ان السيدة ستافروس من أكثر النساء لباقة. لن تسمح أن يلقى ضيوفها معاملة تخلو من التهذيب في بيتها
فقالت دالاس :
- شكرا لك...ان الأمر غريب, فالمكان فخم جدا كيف سنتكيف؟
ابتسم ستيفانوس :
- ولدت في أحياء أثينا الداخلي وقد اعتدت المكان في صور تامة. وأنتما ستعتادان الحياة هكذا, سيستغرق الأمر بعض الوقت هذا كل شئ
سألت دالاس :
- هل...هل السيد ستافروس هنا الآن؟
هز ستيفانوس كتفيه :
- أشك في ما إذا كان في المنزل , لكنه في الجزيرة حتما, لماذا؟
هزت دالاس رأسها , ونظرت إليها جين في استغراب. كانت عينا ستيفانوس ثاقبتين عندما قال :
- ستكون داليا شارف معه أينما كان. ستلتقيان بهم جميعا أثناء العشاء هذه الليلة
سألت جين :
- من هي داليا شارف؟
- إنها ابنة أحد معارفه في العمل. أمها وأبوها يقيمان هنا حاليا, كما قال نيكوس

تساءلت دالاس عندما أخبرها نيكوس كل ذلك. في أي حال, ما كان يفعل اليكسندر ستافروس كان أمرا خاصا به فقط. بدا غريبا أن يظن ستيفانوس إنها مهتمة به, إلا.....وتوقف نبض قلبها, إلا إذا كان ستيفانوس يحاول أن يقول لها شيئا ما لتأخذ حذرها.

تورد خداها واستدارت بسرعة كي لا تستطيع جين أن ترى وجهها. هل تصور ستيفانوس إنها كانت تهتم بألكسندر ستافروس أكثر من الضروري؟ وهل كان يحاول أبلاغها أنه يجب إلا يؤخذ على محمل الجد؟ بدا الأمر سخيفا , فستيفانوس لم يذكر داليا شارف من دون سبب , وكأنما يقصد إنها هي التي ستهتم بألكسندر ستافروس! كان الأمر سخيفا.عدا أي شئ آخر , لم يكن لديها أفكار كهذه. كان بعيدا عنها في أي حال ,. كانت جين مثلا ساطعا لما يمكن أن يصل إذا حاولت أن تلعب مع (( النمور )).

قطع عليها نيكوس حبل أفكارها المضطرب عندما عاد الى الغرفة وفي صحبته امرأة حسنة, قدرت دالاس انها في أوائل الستينات من العمر. كانت طويلة ضخمة, ترتدي بذلة بنفسجية, تضع عقدا مثلثا من اللؤلؤ حول عنقها , قدرت دالاس أنه أصلي, وتعقد شعرها على قمة رأسها في شكل ثنيات وكانت عيناها رماديتين ثاقبتين. لم تكونا كعيني ابنها ولم تر دالاس أي عدائية في أعماقهما. تنفست في سهولة أكثر بينما قدمها إليهما نيكوس.
- أخبرني نيكوس أنكما بدأتما رحلتكما منذ الصباح الباكر
قالت بانجليزية صحيحة بعد أن أنهى نيكوس تقديمهما إليها ثم تابعت :
- لا شك أنكما مرهقتان. سأدعكما تذهبان الى غرفتيكما وسنقدم لكما الشاي الانجليزي كي ترتاحا الى أن يحين موعد العشاء
- شكرا لك
واستطاعت دالاس أن تبتسم فقالت السيدة ستافروس :
- قد تكون ظروف إقامتكما معنا غير اعتيادية لكن عليكما أن تأخذا راحتكما هنا , وتحاولا أن تتمتعا بإقامتكما. الطقس كما تريان جميل جدا, وليس هناك من سبب يمنعكما من جعل وجودكما هنا وكأنه اجازة. لقد خصصت بكما فيلا في الحدائق , وبما أن فيها كل ما يلزم فلا داعي لمجيئكما الى المنزل طلبا لأي شئ اذا لم ترغبا ذلك

شعرت دالاس أن هذا كان اشبه بالشئ الذي كانت تتوقعه , يدا حديدية في قفاز حريري. أن تبعدا الى فيلا خارج المنزل! مبنى صغير قائم في ذاته , ولن يشجعهما أحد عن البعد عنه. ونظرت ناحية جين لكن الأخيرة بدأت تشعر بوطأة التعارف, وشعرت إنها ستكون مسرورة إذا أعطيت الفرصة لتستلقي وترتاح.
- من المتوقع أن تأكل الفتاتان معنا يا أمي
همس نيكوس في هدوء في اذنها متابعا :
- انها تعليمات اليكس , أليس كذلك؟
ضغطت أمه على شفتيها لبرهة وقالت ببعض الجمود :
- بالطبع , ليـس هناك من سبب يمنعهما من فعل ذلك. فقط فكرت إني يجب أن أفسر الترتيبات علـى أنها احـتراز في حال رغبتـا في أن تبقيـا في غرفتهمـا. . .
فردت دالاس :
- أعتقد أننا نفهم ما تعنينه يا سيدة ستافروس , فلا تتصوري أن لدينا أي رغبة في التدخل في حياتكم هنا. كنا نفضل لو بقينا في انجلترا لكن ابنك جعل الأمر مستحيلا تقريبا. . .
- نعم , هذا ما فعلته ، علق صوت بارد لاه.

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 02-06-08, 11:54 AM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

استدارت دالاس بسرعة لتجد الكسندر ستافروس يستند بكسل الى الباب المؤدي إلى القاعة. كان يرتدي سروالا ضيقا فاتح اللون , وكنزه زرقاء داكنة لم يزرر أعلاها لتظهر فروة الشعر السوداء في صدره. وبدا مختلفا جدا عن رجل الأعمال المتأنق ذلك الذي تذكرت دالاس إنها رأته في لندن, فشعره كان مبللا بعض الشئ وغير مصفف كأنما كان يسبح , ذقنه آخذة بالنمو. كان أكثر جاذبية كما بدا الآن!
قالت أمه ملتفتة هي الأخرى :
- اليكس...لم أعلم انك عدت
- هذا واضح ، رد واستقام ثم سار نحوهم في بطء قائلا :
- ظننت إني أعطيت تعليمات واضحة. يمكنك أن تفعلي ما تريدين وتؤويهما في فيلا منفصلة إذ أني أشعر بأن هذا ما تريدانه , ولكن يا أمي أظنك تحاولين تجنب مسؤوليتك تجاههما كما لو لم تكونا هنا. هل كلامي واضح؟
لم تخفف حركاته المتباطئة إطلاقا من اثر كلماته وبدت السيدة ستافروس منزعجة قليلا :
- أنت تعلم مثلي يا اليكس. . .
بدأت تتكلم لكن تعبير وجهه أسكتها. ثم بدأت تتكلم باليونانية, متجاهلة دالاس وجين تماما.
ا
ستمع الكسندر ستافروس إلى والدته في انتباه لوهلة وأشعل سيكارا تناوله من علبة ذهبية أخرجها من جيب سرواله. ثم هز كتفيه وابتسم بشئ من الحرية , والتفت إلى دالاس قائلا :
- هل كانت رحلتك طيبة؟ هل اعتنى أخي بك؟
وتحولت عيناه نحو جين بينما أجابت دالاس بالإيجاب, وسأل جين عن حالها الصحية, وشردت عيناه لحظة نحو وسط جسدها الفتي ثم عاد ينظر إلى دالاس والتحدي ظاهرا في عينيه وقال :
- ستأتيان إلى العشاء هذا المساء. الخدم في تصرفكما لتزويدكما بأي معلومات تحتاجانها. لكن الوقت أصبح متأخرا الآن ولابد أنكما تودان أن ترتاحا بعد رحلتكما. (يني)

استرعت لهجة صوته الآمرة شابا يرتدي ثوبا أبيض فهرول نحوهم, وأعطاه الكس تعليمات باليونانية. أومأ الشاب برأسه لدى سماعها وأكد انه سينفذها.

ودعت الفتاتان مضيفتهما ورافقتا يني إلى الخارج فوق العشب الأخضر نحو إحدى الشالهات البيضاء القابعة بين الأشجار على بعد مسافة صغيرة من البيت. انهمكت دالاس في أفكارها الذاتية إلى درجة لم تهتم معها بالمنظر حولها , وكانت تقلباتها العاطفية في المنزل قد أزعجتها جدا. لكنها تعافت ما إن وصلت إلى الشاليه وتمتعت باستكشاف المنزل الصغير الذي سيكون بيتا لهما خلال الشهور القليلة المقبلة.

طاف يني بهم في المنزل. كانت هناك ردهة صغيرة يمكن أن تستعمل كغرفة طعام أيضا, وغرفتا نوم مجهزتان بأسرة وثيرة مزدوجة , وحمام صغير لونه أخضر شاحب. كان بيتا مصغرا, وراق لجين إلى حد نسيت معه العدائية التي أحست بها قبلا. وهتفت :
- انه رائع , اخبرني يني هل تتكلم الانجليزية؟
ابتسم يني وطفح وجهه الأسمر بشرا وهو يقول :
- قليلا , إذا تكلمت في بطء, أجل
- إذن , اخبرنا عن الترتيبات هنا. العشاء في التاسعة كما قالت السيدة ستافروس. وفي أي وقت الإفطار؟
قال يني في تأن :
- في أي وقت تحبانه, ليس هناك وقت محدد, والغداء في الثانية

خلعت دالاس سترتها. كانت تشعر بدفء مزعج وأرادت أن تأخذ حماما باردا في ذلك الحمام الرائع.
- ربما يعطينا السيد ستافروس مزيدا من التفاصيل هذه الليلة
قالت وهي تحاول إلا تظهر اهتماما عندما لفظت اسم الكسندر ستافروس. نظرت جين إليها وقالت :
- بدا مختلفا
ثم تذكرت يني وقالت :
- حسنا يني. في إمكانك الذهاب, ماذا نفعل لنتصل بك ثانية؟
همس يني بتهذيب مشيرا إلى زر قرب النوافذ الفرنسية الشكل :
- الجرس , إلى اللقاء , آنسة كولينز , آنسة جين

انسحب يني وسارت جين إلى غرفة النوم وألقت بنفسها على السرير, وتبعتها دالاس في بطء أكثر. ونظرت إليها جين عندما دخلت وقالت بحدة :
- ماذا فكرت؟
هزت دالاس كتفيها قائلة :
- الأمر كما توقعت, إنهم لا يريدوننا هنا حقا, ولماذا يفعلون؟
فعلقت جين قائلة :
- صدف أن ولدي هو من باريس, إني آسفة, ولكنه ملام مثل أي شخص آخر
رفعت دالاس كتفيها في حركة يائسة وقالت :
- اعلم يا عزيزتي لكن لا يمكننا أن نتوقع منهم أن يضنوا أنفسهم ليساعدونا, كدت أتمنى لو أن السيد ستافروس لم يدخل كما فعل. لم يكن لدي رغبة في أن أتناول العشاء مع بقية العائلة وضيوفها, أتمنى لو أنهم ينسون وجودنا هنا
وتمتمت جين بسرعة :
- في الواقع, أنا لا أتمنى ذلك, في أي حال, لن تسنح لنا فرصة مماثلة لنرى كيف يعيش النصف الآخر من البشر, أليس كذلك؟
أرخت دالاس شعرها ومررت أصابعها عبر كثافته الحريرية قائلة :
- حسنا, في أي حال, ليس لدينا خيار. فقط كنت أتمنى لو أعلم ما يجب علي أن أرتدي
هتفت جين :
- لكنك جلبت فساتين عدة ملائمة
- في أي حال, لا يتوقعون أن نظهر مثلهم, نحن فقط نصف أقارب فقراء
ابتسمت دالاس :
- حسنا, ولكني سأستحم الآن, أشعر بتعرق شديد
أومأت جين برأسها وقالت :
- سأرتاح قليلا إذا, لا يزال الوقت مبكرا, إني أتطلع بشوق نحو هذه الأمسية. وبالنسبة إلى ما كنت ذكرته, إلا تعتقدين أن الكسندر ستافروس بدا مختلفا؟

سارت دالاس نحو الباب متجاهلة كيف تدفق الدم في شرايينها لدى ذكر اسمه وقالت بخفة :
- هو...في الواقع, نمت لحيته
- ليس ذلك فقط. بدا أصغر سنا. ياه...انه بعمر تشارلز اذا لم يكن أكبر منه ولكن. . .
- أرجوك
واستدارت دالاس نحوها قائلة :
- دعينا لا نتكلم عن تشارلز. سوف استحم
- حسنا
قطبت جين ثم هزت كتفيها واستلقت على السرير وأغمضت عينيها. نظرت دالاس اليها برهة ثم انسحبت. كادت تبدأ بالاستحمام عندما سمعت أحدا يدق الباب ويدخل. فسألت :
- من الطارق؟
- أنا

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 02-06-08, 12:03 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وفتحت دالاس باب الحمام ونظرت من وراءه.
وقف فتى في الثامنة عشر من عمره حاملا صينية عليها أبريق شاي ومستلزمات شربه. ابتسم, وعلمت فورا أنه أحد أخوة الكسند ستافروس. قال بمرح :
- أنا اندريا هل أترك الصينية هنا, أم تفضلين أن آخذها الآن وأعود بها بعد حين؟
- أوه كلا! اعني, دعها هنا, سأهتم بالأمر بعد ذهابك
-أنا آسف لدخولي, لم أدرك أنك تستحمين. سينزعج أخي جدا
لكنه لم يبدو مهموما أبدا, وكان على دالاس أن تبتسم أيضا. كان اندريا شبيها بنيكوس, واستطاعت أن تفهم نيكوس من دون صعوبة.
- في أي حال شكرا لك
قالت بينما فتح باب غرفة نوم جين :
- سمعت أصواتا و. . . قالت جين. ثم وقفت وكأنها تحولت حجرا. امتقع خداها, وظنت دالاس أنها ستغيب عن وعيها.
- من...من أنت؟
سألت اندريا في ضعف. كانت عينا اندريا تتفحصانها في لطف ثم قال :
- أنا اندريا ستافروس. لابد انك جين , هل أنا مصيب؟
- اندريا. أوه, أرى. . .
اسندت جين نفسها الى الباب وتمنت دالاس لو انها لم تخلع ثيابها بهذه السرعة. فقال اندريا:
- والآن يجب أن أذهب, لقد اخرت حمام أختك بما فيه الكفاية. سأراكما على العشاء هذه الليلة. الى اللقاء

بعد أن ذهب , لفت دالاس جسدها بمنشفة وخرجت من الحمام. كانت جين قد جلست على كرسي وسألتها دالاس في هدوء :
- استنتج أن باريس كان يشبهه
- يشبهه! هزت جين رأسها غير مصدقة :
- انه نسخة من باريس
قالت دالاس وهي تسير نحو الطاولة حيث وضع اندريا الصينية :
- هذا ما ظننته, هاك بعض الشاي. سيجعلك تشعرين بتحسن
تنهدت جين قائلة :
- كيف سأعتاد على العيش هنا بقرب شخص يشبه باريس الى هذا الحد؟
هزت دالاس كتفيها :
- فكري كم كان الأمر صعب بالنسبة الى ستافروس نفسه. لابد أن التشابه قد أثر فيه بالقوة نفسها
- أعلم.اني آسفة. اعتقد اني كنت أشفق على ذاتي

شربت دالاس الشاي وهي شاردة, لقد جعلتها الأحداث التي حصلت أكثر اقتناعا بأنه كان يجب الا تأتيا.

ارتدت دالاس ثيابها ذلك المساء بكثير من القلق. فقد حسبت انه سيوجد عشرون شخصا على مائدة العشاء من دون احتساب ستيفانوس وماريون في حال وجوده في الجزيرة. كان عددا هائلا بالنسبة الى شخص لم يعتد الاختلاط في مثل هذه السهولة. كانت دالاس قد أصبحت معتادة على تشارلز ووالدته الا انهما قلما اجتمعا بأشخاص آخرين.

و أخيرا , لبست ثوبا أزرق فرنسي الصنع من الحرير, ذا عنق عال وذراعين قصيرتين وتنورة قصيرة إلى درجة مضحكة. وكانت جين قد أصرت أن ترتدي ثيابا أحدث طرازا إذ أنهما ستختلطان بطبقة راقية من المجتمع. ووافقت دالاس في تردد ومن دون حماسة. إلا أنها لم تكن متأكدة مما فعلته.

عندما خرجت دالاس من غرفة نومها كانت جين تنتظرها قرب الباب المشرع. بدت نحيلة ورائعة في الشيفون الأبيض. كانت الفتاتان انفقتا مدخراتهما القليلة على تلك الملابس. لكن دالاس اقنعت نفسها بأن ما انفقتاه كان مبررا.

نظرت جين الى أختها متفحصة وقالت :
- تبدين جميلة غير أني أتمنى لو انك لا تسرحين شعرك الى اعلى دائما, فأنت تبدين جذابة أكثر وهو منسدل على كتفيك
هزت دالاس رأسها وحملت حقيبتها المرصعة من على الكرسي وهي تقول :
- لست مهتمة لأظهر جذابة في شكل خاص, أعترف أني لا أريد أن أبدو غير متأنقة في وجود كل تلك الأعين التي ستنظر الي, لكني في الوقت نفسه لا أجد سببا لأن أجعل نفسي أبدو جذابة. هؤلاء الناس ليسوا مثلنا يا جين. اعتقدت انك تدركين الأمر أكثر مني
- لماذا؟ بسبب الطفل؟
- طبعا , انظري يا جين , لا تبدأي مشاجرة لا أريد التحدث أكـثر في الموضـوع
كشرت جين قائلة :
- يا عزيزتي دالاس, لا تستطيعين أن تغمضي عينيك وتصمي اذنيك وأنت هنا, وأنت تعلمين ذلك. الناس هم ناس , مهما كان لديهم من نفوذ أو ثراء فلهم الرغبات ذاتها, وأجسادهم تحتاج الى مقومات اكتفاء متشابهة
- هل أفهم منك أنك لا تزالين ترين هذا النوع من الحياة مرغوبا فيه؟
- آه يا دالاس توقفي عن التصرف كالنعامة التي تدفن رأسها في الرمال! أنت تعلمين تماما أن هذا النوع من الحياة كما تدعينه هو ممتع الى درجة عظيمة. لكن لم يعد لدي أوهام بالنسبة الى هذه الحياة, اذا كان هذا ما قصدته. لن أكون حمقاء كي أتصرف بالطريقة ذاتها مرة اخرى. لكن هذا لا يمنعني من تقدير المنافع الثانوية الأخرى
سارت دالاس الى الباب وقالت :
- اعتقد انه ينبغي علينا الذهاب. الساعة التاسعة الا عشر دقائق. لا نريد أن نتأخر
ابتسمت جين وقالت ببعض التهكم :
- كلا , لا يجدر بنا ذلك
امسكت جين بذراع دالاس وهما تعبران المسافة التي تفصلهما عن المنزل , وقالت :
- اعتقد يا عزيزتي انك أنت الشخص الذي يرى الحياة معقدة بعض الشئ هنا
نظرت دالاس اليها من دون أن تفقه قولها, واتسعت عينا جين وتابعت :
- ألا توافقين؟ اعني يبدو الكسندر ستافروس...كيف أفسر ذلك؟ متمتعا بالحديث إليك ومراقبتك تنفعلين. لا تسأليني كيف اعلم. استطيع أن أحس بالأمر. إن الجو بينكما أنتما كهربائي!
- لم اسمع أسخف من هذا الكلام
صاحت دالاس في غضب, متأكدة أن جين كانت تزعجها لتتسلى. كان يمكن لجين أن تكون قاسية في بعض الأحيان. وكانت الغبطة تملؤها عندما وصلتا إلى منطقة الأضواء حيث توقف حديثهما الحميم.
اقترب نيكوس يحييهما وهما تدخلان القاعة, وأعلن الخادم المرتدي معطفا أبيض قدومهما.

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 02-06-08, 12:13 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

كان نيكوس متألقا في سترة بيضاء , ابتسم في طيبة للفتاتين , وبعد أن هنأهما على مظهرهما قادهما الى الغرفة وقدمهما إلى الضيوف الآخرين وأفراد العائلة الذين كانوا واقفين في الردهة يتبادلون الحديث قبل العشاء. كانت باولا ستافروس الشخص الوحيد في عائلة ستافروس الذي لم تلتقيانه. فهي أكبر من نيكوس بقليل لكنها لم تكن تزوجت بعد على الرغم من أن حجرا ماسيا رائعا لمع في الأصبع الثالث من يدها اليسرى. حيت الفتاتين في حرارة, وأحست دالاس بميل إليها على الفور. كانت طويلة ونحيلة , بشرتها البيضاء كانت مفارقة قوية بين أفراد العائلة الآخرين, وتساءلت دالاس كيف يمكن لمثل هذين اليدين من اللون والمنظر أن يكونا شقيق وشقيقة.

تعرفت الفتاتان الى بول وفيريا شارف, وخلال هذا التعارف اصبحت دالاس مدركة أن الكسندر ستافروس كان يراقبها من خلال جفنين نصف مغمضتين بينما كانت فتاة سمراء شديدة الجاذبية هي داليا شارف , تحاول أن تسترعي اهتمامه الكلي. وظهر شرقيا هذه الليلة وهو يرتدي سترة عشاء غامقة اللون وحزاما قرمزيا حول خصره النحيل, وكانت لحيته ق غيرت منظره تماما. أشاحت دالاس بعيدا بسرعة لكنها اضطرت أن تعترف بوجوده بعد قليل عندما تعرفت إلى داليا شارف.

وبالكاد نظرت داليا إلى دالاس قبل أن تتابع حديثها الخاص مع الكسندر ستافروس بلغتها الأم. كانت ترتدي زيا من الساتان الأسود.

أدركت دالاس إنها كانت وحيدة مع نيكوس الآن ونظرت حولها تفتش عن جين, لتجدها مع اندريا ستافروس ورأسه قريبا منها , وهو يستمع بإنصات لما كانت تقوله. وتنهدت دالاس منزعجة قليلا ونظرت إلى نيكوس في تمعن فبادرها بالسؤال :
- هل ترغبين في تناول مشروب منعش؟

هزت دالاس رأسها نفيا ثم قبلت بعض المرطبات بعد إلحاح منه. كانت السيدة ستافرس في رفقة فيريا شارف, وعندما استدارات أعينهما نحو جين, تساءلت دالاس عن محور حديثهما. كان من الطبيعي أن تجدا الفتاتان مادة للحديث, لكن دالاس تمنت الا تلوما جين بسبب أمر كان نصف غلطتها.

أخبرهم خادم أن العشاء جاهز, وعبر الجميع من القاعة الفسيحة الى غرفة طويلة أخرى, فيها طاولة خشبية مصقولة لمعت عليها الفضيات وكانت الشمعدانات وسيلة الأنارة الوحيدة. وفاحت رائحة الزهور في الغرفة تنعش هواء الليل الدافئ, ووجدت دالاس أنه أمر رائع أن تفكر من هي وأين هي بعد رتابة حياتها النسبية. كان الأمر شبيها بإعلانات تجارية عن الحياة المترفة التي كانت قد رأتها على شاشة التلفزيون في بلادها, وفي الحقيقة, بدا الأمر غير حقيقي على رغم تقلص أعصابها ومعدتها المتقلبة.

جلست بين نيكوس وجين, بينما جلس اندريا الى جانب جين. وشغلت السيدة ستافروس رأس المائدة بينما جلس الكسندر قبالتها وداليا شارف الى يساره. الا أن دالاس كانت تجلس بعيدة عنه الى المائدة فشعرت بامتنان, فلم يكن عليها أن تتجنب نظراته التي علقت عليها ببعض التهكم وكأن يحاول متعمدا أن يغضبها. وتصورت أن طريقة تصرفها معه في انجلترا لم تكن مهذبة بما فيه الكفاية, لكن أمرا ما في داخلها دفعها الى أن تثور وتحاربه في كل شبر من طريق علاقتهما. لم تستطع أن تفهم شعورها الذي ملكها على الرغم منها.

كانت الوجبة طويلة والأطباق متنوعة, لكن معدة دالاس المضطربة لم تستطع تقبل مثل ذلك النوع من الطعام الغني بالتوابل. كان السرطان المقلي لذيذ الطعم, لكنها لم تحب الموسكا ( اكلة شعبية يونانية ) وهي عبارة عن شرائح من اللحم المدقوق والفطائر المطبوخة بصلصة دسمة, فكان ثقيلا عليها. كانت الأجبان في نهاية المأكل رائعة, كذلك العنب والتين اللذان تناولهما الجميع في شره. وشعرت بارتياح بالغ عندما انتعت وجبة الطعام واصبح في الامكان ترك الطاولة والخروج الى الشرفة لتنشق بعض الهواء المنعش.

خلت القاعة , وأدار صغار السن من المجموعة الفونوغراف ووصلت سيارات عدة الى الممر أمام المنزل, وقال نيكوس انهم أصدقاء ناتاليا وماريا. عندها أدركت دالاس أن ماريا وناتاليا لم تكونا موجودتين أثناء العشاء. وحدثت دالاس نفسها : إنها عقبة أخرى عليها التغلب عليها. كانت جين تراقص اندريا, إذا كان من الممكن تسمية ما كانا يفعلانه رقصا, كانت الموسيقى صاخبة, وبدت جين متمتعة وكانت هي مسرورة لذلك, بالتأكيد لن تسبب ناتاليا مزيدا من الإزعاج الليلة.

أصبحت تشعر بشخص آخر يقف إلى الجهة الأخرى قربها ونظرت لترى عيني الكسندر ستافروس الغامضتين. كان وحيدا بعد أن تخلص من داليا شارف, وبدا مرتاحا وسهل المزاج فقال :
- ترين, لسنا متخلفين عن عصرنا. إننا نتابع آخر صيحات الموسيقى وأرى أن جين تصلح تماما لتشارك اندريا في رقصته ((الحربية)) هذه.
ابتسمت دالاس وقالت :
- هل ترقص أنت يا سيد ستافروس؟
- هكذا؟ إذا كان علي ذلك, اعتقد أنه يمكنني. لكني لا أنوي القيام بذلك في هذه اللحظة
ونظر إليها فتابعت :
- هل تستطيع رقص الواتوسي؟
وضحك نيكوس قائلا :
- هل تستطيعين أنت يا دالاس؟
هزت دالاس كتفيها :
- في الواقع , أظنني أستطيع ذلك. ليست صعبة إلى هذه الدرجة
نظرت في جرأة الى نيكوس وتابعت :
- لنحاول؟
أمسكت أصابع الكسندر ستافروس بذراعها وهو يقول في رقة :
- لا أعتقد ذلك, أريد أن أتحدث معك. أعذرنا يا نيكوس إنها مسألة عمل أنت تفهم ذلك؟

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 02-06-08, 12:34 PM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ابتسم نيكوس , ووضع يديه في جيب سرواله , في تلك اللحظة دخلت ناتاليا على رأس مجموعة من الفتيات والفتيان. كانت تبدو جذابة جدا وهي ترتدي بذلة حريرية قرمزية اللون وسروالا. ونظرت حولها في تفحص ووقفت عيناها على جين في ازدراء ثم قالت :
- أني آسفة, لم أكن أعلم أن ضيوفنا لا يزالون هنا. لقد تجنبنا العشاء قصدا, لكن يبدو أننا أتينا باكرا
صرخت أمها فجأة :
- ناتاليا!
ترك الكسندر ستافروس ذراع دالاس وسار في بطء الى الغرفة حيث وقفت أخته تحدق فيه في تحد , وقال بصوت عالي :
- حسنا ناتاليا هل أنت شخص صغير كي تصرخي هكذا لنسمعك؟ ان افتقادك الواضح للتهذيب لا يهمني , فأنا معتاد على مثل هذه المظاهر الطفولية. لم لا تضربين قدميك غضبا أو تلقين بما في يدك كما كنت تفعلين عندما كنت لا تستطيعين نيل ما تريدين. أو هل تريدين أن تتشاجري مع جين , اذ انها هي هدف هجومك في عرضك الجنوني هذا. ماذا ستفعلين؟ أم هل تفضلين أن أضعك على ركبتي هنا الآن وأعطيك العقاب الذي تستحقينه أمام أصدقاءك؟
تورد خدا ناتاليا ثم احتقنا في امتقاع. نظرت الى أخيها وشفتاها ترتعشان وقالت :
- كيف يمكنك؟ كيف يمكنك أن تعاملني هكذا, في الوقت الذي أفعل كل هذا من أجلك أنت؟
- كيف ذلك؟
-باريس كان ابنك!
- اتعتقدين أنه يجب أن تذكريني بذلك؟ اتعتقدين أني في حاجة الى حماقتك كي تذكريني بأن ابني توفي
- كلا يا اليكس , ظننت. . .
- هل لي أن أذكرك بأن الفتاة التي تحاولين تحقيرها هي في هذه اللحظة تحمل طفلا لا يمكن أن يكون إلا طفل باريس...هل هذا خطأ أحد؟ هل هذا خطأها هي؟ هل تعتقدين أنها كانت تريد طفلا؟ ثم, هل هو طفل باريس؟ من يعلم؟ لا أريد المزيد من ألاعيبك يا ناتاليا, هل هذا مفهوم؟ لن أسمح بهذا, أتسمعين, إن انشغالي بالأمر هو مثل انشغالك, ان لم يكن أكثر. اذا دعيني أكون الحكم على من هو الشرير ومن هو الضحية

تغلغلت نبرات صوته الجليدية في كل زاوية من الغرفة. كان الفونوغراف متوقفا ساعتها وشعرت دالاس بأن كل عصب فيها قد تمدد إلى ما لا نهاية.
استدار الكسندر ستافروس بعيدا عن ناتاليا ثم نظر إليها ثانية :
- لا تتصوري بأني سأنسى هذا الحادث يا ناتاليا. وإياك أن تعتقدي بأنه يمكنك الهرب والاختفاء ثانية. ستبقين وتتصرفين بصورة طبيعية. أليس كذلك؟
- نعم يا اليكس
أذعنت ناتاليا فيما ذهلت دالاس. كان يمكن فقط لشخص أحبته ناتاليا حتى العبادة أن يسكتها, وكان إعجابها العظيم بأخيها واضحا وعيناها تتبعان خطاه في محبة عبر الغرفة.
و
كأنما بإشارة غير مرئية, عاد الفونوغراف يصدح واتسعت حلقة الراقصين كثيرا. عاد الكسندر ستافروس الى دالاس وقال :
- والآن تعالي , أريد أن أتكلم معك

نظرت دالاس الى نيكوس برجاء, آملة أن يحضر هو أيضا, لكنه تبسم فقط مشجعا وقال لها انه سيراها فيما بعد.منتديات ليلاس

قاد الكسندر دالاس عبر ممر ينتهي الى باب أبيض يطل على غرفة واسعة مريحة بدت كأنها مكتب مطالعة ومكتبة, تملأها الكتب ومقاعد جلدية وثيرة. كانت الوان الغرفة كلها زرقاء وخضراء والستائر ذات لون أصفر باهت. اغلق الكسندر ستافروس الباب باحكام ثم الستائر, وأضاء مصابيح عدة. كان الجو مريحا جدا وشعرت دالاس بنفسها ترتاح.

اشار اليها بالجلوس على كرسي جلدي أخضر, ثم سار نحوطاولة عليها أنواع من الشراب وسألها :
- ماذا تريدين أن تشربي؟
وحضر لنفسه شرابا منعشا. هزت دالاس رأسها نفيا :
- لا شئ شكرا لك
- أصر على أن تأخذي شيئا

وكان صوته ناعما وان في اصرار, وقبلت كوبا من المرطبات. واسندت ظهرها الى المقعد مفسحة لنفسها التمتع بالنظر اليه. حل زر ياقة قميصة وارخى ربطة عنقه. ثم قال محدقا فيها :
- اخبرني ستيفانوس انه حدثت بعض المتاعب قبل مغادرتكما. فما الذي حدث؟
- أنت تعلم تماما ما الذي حدث
ردت دالاس التي كانت تشعر بانزعاج لجاذبيته.
-أخبريني
وضغطت دالاس شفتيها وقبلت السيكارة التي قدمها إليها. فقال باصرار :
- حسنا انني أنتظر سماع ما حصل
تنهدت دالاس وقالت :
- لقد أخبرت تشارلز اننا كنا آتيتين معك لا محالة سواء بدل هو رأيه أو لم يفعل
- نعم , أعترف بذلك
ونظرت دالاس اليه بغضب وقالت :
- لكن لماذا؟ فنحن كما ترى لسنا على الرحب والسعة في هذا المكان. فأمك لا تريدنا, وناتاليا وقحة , كان الأفضل لنا لو بقينا في انجلترا. كان تشارلز مصدوما في البداية بطبيعة الحال. لكن ذلك لا يعني. . .
واختفى صوتها ثم تابعت :
- ما الفائدة؟ انك لا تأبه لمشاعرنا في أي حال
ضاقت عينا الكسندر ستافروس, وقال في برود :
- هل الأمر هكذا؟ وما هي مشاعرك أنت؟ أن تبقي في انجلترا مع شبه الرجل هذا المدعو تشارلز؟
- لا يحق لك أنتقاد تشارلز , على الأقل لا يمكنه أن يحب أكثر من امرأة واحدة في وقت واحد
ما ان تفوهت دالاس بتلك الكلمات حتى ندمت , فقد بدا الكسندر ستافروس غاضبا في شكل فظيع. وقف مكانه متململا وقال :
- لا أحد يكلمني بهذه الطريقة
وعض على شفته وعيناه الداكنتان تتأججان نارا في أعماقهما. تنفست دالاس عميقا ثم قالت :
- اذا من واجب الآخرين أن يفعلوا ذلك

 
 

 


التعديل الأخير تم بواسطة وداد التميمي ; 02-06-08 الساعة 01:12 PM
عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne mather, آن ميثر, خيط الرماد, روايات, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, the legend of lexandros, عبير, عبير القديمة
facebook



جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:12 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية