لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-06-08, 01:19 PM   المشاركة رقم: 51
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

- كيف وصلت الى هنا؟ هل أرسل السيد ستافروس يطلبك؟
- كلا , لقد اتى بي في طائرة نفاثة, تصوري!
- كان رائعا عندما اتى يزورني اليوم بعد الظهر. قال لي انه لا سبب للقلق لأي شيء. وانه سيرى اني لا أتعذب بسبب....بسبب الحادث
- تعلمين ان علينا العودة الى لندن الآن حالما تتعافين
بدت جين أقل سعادة وسألت :
- لماذا؟
- أوه يا جين , لا تكوني سمجة. أنت تعلمين تماما لماذا
- لا تزعجي جين بمخططاتك الآن
همس صوت خلفها وقفزت دالاس لتواجه الكسندر. شبكت يديها وقالت :
- عاجلا أم آجلا علينا الذهاب, لا فائدة من التظاهر بأمر آخر
- سنتحدث في الأمر
قال في هدوء ثم نظر الى جين وقال لها :
- حسنا يا جين كيف تشعرين الآن؟
- مشوشة الذهن ولكن سأتحسن
- أنا متأكد من ذلك , الممرضة تقول بانه لا يجب أن نطيل الزيارة, لقد أعطيت جين منوما, وسوف تنام لفترة وستعودين لرؤيتها غدا

بعد مغادرتهما الغرفة ذهبا لزيارة اندريا. بدا هذا اضعف من جين وبالكاد استطاع فتح عينيه. لكنه بدا مكتئبا وبخجل قال وصوته مثقل :
- اني آسف يا دالاس , لا أدري ما قد تفكران بي أنت وجين. لقد هدمت كل شيء

كان من السهل جدا على دالاس أن تسامح اندريا. كان منزعجا جدا, ومالت نحوه مبتسمة وهمست :
- لا تقلق. لا ألوم الناس. اعتقد انه لم يكن مكتوبا لها أن تضع مولودا. ربما كان هذا أفضل

بدا اندريا مرتاحا أكثر. خرجا من غرفته, وبينما كانا يهبطان بالمصعد نظرت دالاس الى الكسندر بتمعن وسألته :
- الا تعتقد أن قلق اندريا سيؤخر من تحسن حالته
- كلا, لا أعتقد ذلك. ليس الآن على الأقل. أنت حتما ارحت ذهنه. شكرا لك. سأنتقي بعض الكلمات المختارة القاسية أقولها لهذا الشاب بنفسي عندما يصبح في حال تسمح له باستيعابها
- أوه , كلا ، وضعت دالاس يدها على ذراعه, وعندما احنى رأسه ونظر الى يدها سحبتها بسرعة.
- اعني...انتظر لترى كيف تصبح جين .

رفع كتفيه. ثم خرجا الى هواء الليل العليل المثير. حمل السترة البيضاء وضعها حول كتفيها ثم قال :
- تعالي نمشي. أريد أن أريك أثينا التي أعرفها أنا
- لكن...اعني...السيارة
- ستيفانوس سيهتم بها
- والليلة؟ هل سنعود الى الجزيرة؟
- كلا
- كلا؟
- لا تجزعي, فقد حجزت لك غرفة في فندق ممتاز
- فندقك؟
- كلا. لا تقلقي لن أكون موجودا لأقلق نومك الجميل

نظرت دالاس اليه في يأس وتساءلت عما يمكن أن تكون الحال لو كانت هيلين نيرولوس معه في أثينا. شعرت أنها خارج ذاتها واستدارت وسارت بسرعة بعيدا, ونظرت خلفها لتجده يتبعها بخطوات متثائبة طويلة.
ذاقت دالاس تلك الأمسية طعم الحياة الحقيقة في أثينا. تجنبا المطاعم الكبيرة الصاخبة التي يفدها السياح , وأخذها الى مطعم صغير قرب بلاكا حيث جلسا في الخارج تحت النجوم, وتناولا سمكا طازجا. كانت هذه ناحية اخرى في شخصية الكسندر ستافروس, فقد تعرف اليه الناس أينما ذهب. ليس كصاحب شركة ستافروس للملاحة البحرية بل كرجل أحبوه واحترموه. استمعا الى الموسيقى الصادحة في الداخل ثم اخذا يتفرجان على الرجال يرقصون زيمبيكيكو. كان اليونانيون أكثر الشعوب حماسة في نظر دالاس, وقد انساها الغناء والمرح والأحاديث المستمرة حزنها لبعض الوقت. كان الكسندر مرتاحا بشكل لم تعهده فيه سابقا , وبعد ذلك سارا الى سفح هضبة الاكروبوليس وشعرا كأنهما جزء من المكان تقريبا.
وبعد أن سهرا حتى ساعة متأخرة من الليل, نادى الكسندر سيارة أجرة اقلتهما الى الفندق حيث نزلت دالاس, ونظرت في رهبة الى واجهة فندق اثينا المهيبة ثم هزت رأسها ونظرت الى الكسندر قائلة :
- أنا...أنا لا أستطيع البقاء هنا
- تعالي لا تنزعجي , سوف آخذك الى جناحك

لم يكن لدى دالاس من خيار سوى أن تتبعه. لكن الرهبة فيها ازدادت عندما رأت ثراء محيطها. لم يسبق لها أن اقامت في جناح كامل بمفردها ووقفت في وسط الردهة وبدت ضائعة فجأة.
وقف الكسندر قرب الباب يراقبها ثم قال بشئ من نفاذ الصبر :
- استرخي يا دالاس. لا تقللي من قدر نفسك. ستجدين أن الأمر ليس مروعا الى هذه الدرجة
- أنت مخطئ , أنت تنسى أنا لست هيلين نيرولوس

لم تدرك لماذا ذكرت اسم تلك المرأة , وشعرت نفسها خجولة ومرتبكة. نظر اليها الكسندر مطولا وقال :
- أعلم من أنت

ثم أستدار وسار بعيدا عنها عبر الممر. ركضت دالاس واغلقت الباب واسندت نفسها اليه وعيناها مغمضتان.

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 03-06-08, 02:03 PM   المشاركة رقم: 52
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل اتاسع

البيت حيث القلب


لم ترى دالاس الكسندر ستافروس ثانية لأربعة أيام. وفي صباح اليوم الذي تلا ذهابهما الى المطعم , وصل ستيفانوس الى الفندق ومعه رسالة لدالاس من الكسندر يطلب منها البقاء في أثينا لبضعة أيام آخرى , ويخبرها أن ثيابها سترسل اليها وبأن ستيفانوس سيهتم بها فقالت :
- أوه , ولكن...أعني لا داعي لأن تزعج نفسك من أجلي. أستطيع أن آخذ سيارة أجرة بنفسي عندما أذهب لزيارة جين في المستشفى. لست عاجزة تماما .
منتديات ليلاس
شعرت بغضب من أن الكسندر أكد سيطرته عليها مجددا. هل ظن انها في حاجة الى حماية لأنه لم يكن موجودا؟ ولم تسمح لها حالتها العاطفية المضطربة أن تفهم الأمور بطريقة عاقلة وعادية. ولكن ستيفانوس اكتفى بأن ابتسم بوجه ثورتها وقال :
- هل تناولت طعام الافطار؟ حسنا, اذاً ضعي معطفك فسوف نخرج .
- نخرج؟ الى أين؟ الى المستشفى؟ هل حدث سوء؟
- كل شيء على ما يرام. سنذهب للتفسح , هذا كل شيء. هذا ما تودين فعله , أليس كذلك؟
- هل أنت جاد؟
- طبعا. لم لا. اعطيت تعليمات بأن ابقيك سعيدة! بأي طريقة آخرى يمكنني أن أخدمك؟
- حسنا , اعطني خمس دقائق, ليس لدي ملابس لأغير هندامي
- سيكون لديك فيما بعد. اسرعي

وجدت دالاس أيامها في أثينا بسيطة وخالية من المتاعب. كان ستيفانوس مرافقا مسليا وممتعا ولم يطالبها بشيء , واستطاعت أن ترتاح معه واكتشفت أن تصرفها كبقية السياح كان أمرا طبيعيا. فزارت كل الأمكان الاثرية الشهرية والمتاحف والمتنزهات , وذهبا للتبضع في شارع ستاديوم, رأت دالاس اليخوت البيضاء التي ترسوا في باشاليمانو وشربا القهوة التركية اللذيذة في مطعم هناك. وبالطبع أمضيا أطول وقت في الاكروبوليس , حيث تبعت دالاس مرشدا سياحيا بينما أرتاح ستيفانوس وجلس على حافة حائط وتفرج على ما حوله بمرح.

في المساء ذهبا الى شارع المقاهي وشاركت دالاس في جو الاحتفالات السائد. لم تشعر بالكآبة تغمرها الا عندما عادت الى غرفتها في الفندق وبكت الى أن نامت.

في المستشفى , تحسنت حال جين. واستطاعت أن تنهض وتسير, وأبلغها الطبيب أن في امكانها مغادرة المستشفى في نهاية الأسبوع. أما اندريا فكان عليه أن يبقى بضعة أيام آخرى, فالأطباء ارادوا نزع القطب عن جرح في رأسه قبل أن يسمحوا له بمغادرة المستشفى.

عندما ذهبت دالاس لزيارة جين. كان من المستحيل التحدث عن خططهما للمستقبل. رفضت جين التفكير في الأمر وظلت تردد أن الوقت متوافر لبحث ذلك. كانت دالاس أقل ثقة منها, فالسيدة ستافروس لم تتقبلهما اساسا , وكانت تشك كثيرا اذا كانت هذه السيدة تتوقع عودتهما الى الجزيرة.

وصل الكسندر الى المستشفى في اليوم الذي كانت ستغادره جين وكانت دالاس معها. شعرت دالاس بقلبها ينبض مسرعة عندما دخل الغرفة برشاقة وتعجبت كيف يستطيع جسمها احتمال كل ذلك. وقررت في نفسها أن لا تتحمل المزيد وأن عليها الذهاب!

تحدث اليها الكسندر ثم ابتسم لجين قائلا :
- حسنا , سمعت انك ستغادرين المستشفى غدا
- نعم , شكرا للسماء
نظر في امعان الى رأس دالاس المنحني , ثم نظر ثانية الى جين قائلا :
- سيأخذك ستيفانوس الساعة العاشرة والنصف
والتفت الى دالاس وأردف :
- سيمر عليك في الفندق يا دالاس في طريقه الى المطار
وانتصب رأس دالاس عاليا وتساءلت :
- الى المطار؟
- نعم. الم تخبرك جين؟ ستعودان الى لكسندروس غدا
نظرت الى أختها بغضب وقالت :
- كلا. لقد نسيت أن تخبرني بهذا التفصيل الصغير
- لا يهم
وقفت دالاس مطبقة قبضتيها , وقالت بسرعة :
- آه , لكن أعتقد انه مهم. أعني, لا أدري ما هي خططك تماما, أما في ما يختص بي فان عودتي الى الجزيرة ستكون فقط لحزم أمتعتنا قبل أن نغادر
تأمل الكسندر في وجهها الشاحب مطولا وقال ببرود :
- لن تغادري. هذا مفهوم
- من قرر هذا؟
- أنا قررت
هتفت جين فنظرت دالاس اليها وقالت :
- سيد ستافروس , نحن ممتنتان على ما فعلته من اجلنا ولكن انتهى الأمر الآن. لم تعد حمايتك ضرورية. كانت فترة من الزمن, هذا كل شيء وقد انقضت الآن
كانت عينيالكسندر شديدتي البرودة , وأجابها :
- لا أوافق , الم يخطر ببالك أن جين قد تحتاج الى بعض الوقت لتتعافى من هذه التجربة المروعة؟
أحمر وجه دالاس ودت :
- في امكانها أن تتعافى في انجلترا. لقد بدأ فصل الصيف الآن, وحتى انجلترا طقسها جيد!
- لا تسترسلي مرتبكة عى هذا النحو
قال في غضب, ثم تابع وكأنه تذكر انهما ليسا وحيدين :
- سنسوي الأمر يا جين. اهتمي أنت بتحسن حالك
ثم سار نحو الباب وقال :
- سأراك غدا كما اتفقنا , تعالي يا دالاس

لم ترد دالاس الانصياع , بل أرادت الابتعاد عنه بقدر ما تستطيع , لكن من غير أن تتصرف كطفلة ودعت أختها وغادرت الغرفة بأكثر ما تستطيعه من رفعة النفس.

ما ان خرجت دالاس من المستشفى حتى همت بالتوجه نحو مكان انتظار ستيفانوس ولكن الكسندر قبض على ذراعها بقوة وقال :
- تعالي, أريد أن اتحدث معك
نظرت دالاس اليه محاولة الا تشعر بالعاطفة وقالت :
- يمكنك أن تقول ما تريد هنا
بدا وكأنه سيحتج , أو انه سيرغمها على المجيء بالقوة ولكنه غير رأيه وقال :
- حسنا , اذا كنت تصرين على التصرف كالأخت الغاضبة!
شبكت دالاس يدها وسألت بصوت منقبض :
- ماذا تريد أن تقول؟
- ببساطة ما يأتي: لن...لن نتحدث في شأن العودة الى انجلترا في الوقت الراهن, هل هذا مفهوم؟
وعندما لم تجب , تابع قائلا :
- ماذا تتصورين انك ستفعلين عند عودتك؟ فأنا فهمت أن شقتك محجوزة حتى آخر الصيف. الى أين تزعمين الذهاب؟ ربما الى تشارلز جينينغز؟
- ما أنوي فعله ليس من شأنك
- آه , ولكنه من شأني. دالاس...توقفي عن التصرف بحماقة. أريد أن تعودي الى الجزيرة
- حسنا , أنا لا أريد العودة , لماذا تريدينا أن نعود؟
- لا أنوي خوض أسباب رغبتي في بقائكما هنا في أحد شوارع أثينا الرئيسية. وهكذا ستفعلين ما يطلب منك, وسأراك غدا بعد الظهر عندما تصلين مع جين. أنا عائد اليوم علي الأهتمام ببعض الأمور .

لم تجبه دالاس وبانزعاج مكبوت استدار وسار بعيدا عبر الشارع المشمس. رأته دالاس يبتعد وشعور من اليأس يغلب عليها. ثم أستدارت نحو ستيفانوس , الذي انسل خارج السيارة واتجه نحوها , وأومأ ناحية رئيسه المبتعد وقال لها :
- هل تفعلين ذلك عمدا؟
حدقت دالاس فيه وردت :
- ماذا؟
- أن تتلهي بمزاجه هكذا. يا الهي, لم أرى أي امرأة تعامل اليكس كما تفعلين أنت. عليك الحذر. انك تلعبين بالمتفجرات!
هزت دالاس رأسها وقالت بصوت متعب :
- أوه يا ستيفانوس , اتمنى لو أعلم ماذا أفعل .
نظر اليها ستيفانوس نظرة استغراب وقال :
- أعتقد انك تذكرين أن اليكس لا يذعن بسهولة .

لم تذهب دالاس لترى جين ذلك اليوم. لم تكن تحتمل التفكير في النقاش الذي يمكن أن يدور بينهما. أرادت جين أن تفعل ما يحلو لها كالعادة, ولم يكن في نيتها الاستماع الى دالاس.

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 03-06-08, 02:18 PM   المشاركة رقم: 53
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

كان الوضع لا يطاق بالنسبة الى دالاس . كان الأمر سيئا حتى عندما كان لوجودهما سبب في الجزيرة. أما الآن فلن يبدو الأمر سوى صدقة من الكسندر , وهذا أمر لم تكن تستطيع أن تقبله. ربما لو لم تهتم به , لكان في امكانها أن تساوي هذا الوضع بالانقلاب الذي حصل في حياتهما , وأن تقبل هبة السماء كما كانت جين مولعة بالقول. ولكن عودتها الى الجزيرة كانت عذابا لها. فاقامتها هناك , ورؤيته مع هيلين نيرولوس, ومراقبتها للسيدة ستافروس وهي تدبر أمر زواجهما الذي رغبت في حصوله منذ مدة طويلة كان أكثر مما تستطيع تحمله.

في مساء ذلك اليوم وهي مستلقية في فراشها كانت أفكارها تسير في اتجاه مختلف لرغباتها , في اتجاه انجلترا وتشارلز. لم يكن لديها أي وهم بالنسبة الى مشاعرها تجاه تشارلز , لكنها شعرت بأنه لن يتخلى عنها اذا كانت يائسة فعلا. ما قاله الكسندر عن عودتهما الى انجلترا كان صحيحا. لم يكن لديهما منزل , ولكن اذا وجدت قاعدة للتحرك عند تشارلز مثلا, فقد تستطيع اتخاذ بعض الترتيبات المؤقتة.
بدت السيدة جينينغز ودودة بالمقارنة مع مواقف السيدة ستافروس الباردة الجارحة. بدا لها أن كل ما تحتاجه لاستعادة أحترامها لنفسها هو العودة الى الأشياء والأوضاع المألوفة. واذا كانت ستعود الى لكساندروس لتجد الكسندر ستافروس يخلق وضعا آخر شبيها بما فعله في الكوخ, فهي تخاف أن تخونها عواطفها هذه المرة تماما.

وبقرار مفاجئ أنسلت خارج السرير وحملت سماعة الهاتف. طلبت رقم هاتف مكتب المطار الدولي وسألت اذا كان هناك أماكن خالية في رحلة لندن. وبينما هي تنتظر جواب الفتاة التي تحدثت معها , شكرت السماء على انها جلبت حقيبة يدها معها وفي داخلها جواز سفرها ونقودها. لم يكن في حوزتها من النقود كثيرا , الا انه في امكانها أن تسحب بعض المال من حساب التوفير خاصتها عندما تعود الى انجلترا ريثما تجد عملا لها. ولم يكن من الصعب ايجاد وظيفة كمدرسة.

كانت موظفة المطار مهذبة ولطيفة. هناك مقعد خالي متبق في رحلة الساعة السابعة صباحا من اليوم التالي الى غاتويك. وقررت دالاس أن تحجز المقعد. أعطت اسمها وعنوان الفندق للموظفة , وابتسمت وهي تفكر أن الجميع سيخالونها غنية ونافذة بسبب عنوانا. لكنها عادت واطرقت بكآبة, فملابسها سرعان ما ستزيل ذلك الوهم , الا اذا ظنها الناس مليونيرة غريبة الأطوار.

حزمت أمتعتها التي كانت معها في حقيبتها , ثم اتصلت بموظف الاستقبال في الفندق وطابت منه أن يحجز لها سيارة اجرة في الصباح الباكر , ثم جلست في كرسي قرب النافذة تنتظر. لن تنام , فلم يكن من داع لذلك لن تستطيع النوم ثم انها قد تتأخر عن موعد الطائرة اذا نامت لشدة انهاكها.

راقبت الأنوار تتلألأ في المدينة وارتعدت قليلا قبل أن تشعل سيكارة. كانت الساعات القليلة قبل انبلاج الفجر أكثر الأوقات كآبة واضطرابا.

لم تشعر بنفسها وحيدة هكذا قبلا في حياتها. حتى عندما هجرتهم أمها, وانهارت حياة أبيها أثر ذلك. ومع أنها كانت لاتزال تشعر أن لديها شيئا, لكن والده متوفى الآن , وجين...حسنا أدركت الآن أن جين قادرة على الأعتناء بنفسها أكثر مما ظنت. ربما لو كانت مثل جين, لما ألمتها الأحداث على ذلك النحو.

اطفأت سيكارتها ونظرت الى ساعتها. كان الوقت يمر ببطء , يا لها من ليلة مشؤومة. وقفت وتمددت ووضعت علبة السكائر في حقيبتها. ثم فتحت باب الغرفة بينما أصابع النور الخفيفة تملأ المدينة بوهج الصباح السحري...ووقفت وجها لوجه مع الكسندر ستافروس. تراجعت الى الخلف مرعوبة تكاد لا تصدق عينها.
- مرحبا دالاس
قال لها وأنتصب في وقفته اذ كان مستندا الى الحائط قبالة باب غرفتها. وتمطى بتعب كأنه كان واقفا هناك منذ مدة طويلة. وعضت بشدة على شفتيها وقالت :
- لماذا أنت هنا؟ أنا...أنا أعتقدت بأنك عدت الى ليكساندروس البارحة؟
- فعلت. ولكني عدت مساء أمس
- لماذا؟
- أليس السبب واضحا؟ أوه, هيا دعينا لا نقف على الباب نتجادل. لايزال النزلاء الآخرون نياما. عودي الى غرفتك. أريد التحدث اليك

كانت دالاس مندهشة وبعد تردد دام طويلا نوعا ما عادت الى الغرفة تأكلها عصبيتها. ثم وضعت حقيبتها على الأرض واتجهت نحو النافذة العريضة ورفعت الستائر ليغمر الغرفة نور الصبح الباكر.

أغلق الكسندر الباب واسند نفسه اليه. كان لايزال يرتدي البذلة الزرقاء التي كان يرتديها في اليوم السابق , وكانت لحيته قد نمت اذا انه لم يحلق ذلك الصباح.

وقفت دالاس وأصابعها مشبوكة بعضا بالبعض الآخر بشدة , وتنهد بثقل وهو ينظر اليها قائلا :
- لماذا تفعلين هذه الأشياء بي؟ يكفي أني اقرأ أفكارك. لو لم أتصل بالمطار ليلة أمس وأكتشفت ما كنت أتوقع أن تفعليه لكنت الآن متوجهة الى الطائرة لتبتعدي عني مئات الأميال .
استدارت دالاس بعيدا وقالت :
- لماذا يهمك ما أفعل؟ جين مسؤوليتك أنت وهي قادرة على البقاء في الجزيرة بمفردها الى أن تقرر انها تريد العودة الى البيت .
- وأين البيت؟ كنت ائما أظن أن البيت هو حيث القلب .
- يا سيد ستافروس ان هذا الحديث لا يوصلنا الى نتيجة. أرجوك ابتعد عن الباب ودعني أذهب. سوف...سوف اتأخر عن موعد الاقلاع .
- ستفعلين في أي حال. فقد الغيت حجزك الليلة الماضية .
- فعلت ماذا!
- الغيت حجزك , لن تحتاجي اليه
- أوه , أوه! لماذا لا تدعني أذهب؟ جين لا تحتاج الي!
- كلا...ولكني احتاجك .
- الآن..الآن...أنت تهزأ بي .
- أستطيع أن اؤكد لك. ليس الأمر مضحكا , أقله ليس بالنسبة الي .
- أرجوك. . .
- كلا...أرجوك أنت
وصمت برهة ثم قال :
- أنا أحبك يا دالاس
قالها بنبرة هامسة بعثت القشعريرة في جسدها ثم تابع :
- ولم أقل هذه الكلمة لأي امرأة قبلا .
لكنها لم تقدر أن تصدق الأمر.
- الكسندر. . . ، قالت معترضة متأوهه وأشاحت بوجهها بعيدا. وعندها جذبها وطوقها بين ذراعيه وقال :
- آه , ولكني أحبك. وأنا أضبط نفسي في هذه اللحظة , لأنه يجدر بي بعد تمضيتي الليل وأنا أنتظر ذهابك والتخلي عني أن القنك درسا لن تستطيعي بعده أن تتركيني .
ودفن وجهه في شعرها وشعرت به يرتجف وهمس في أذنها :
- عليك أن تتزوجيني يا دالاس. لا أستطيع الحياة من دونك الآن
- آه , الكسندر
وتنفست بعمق وانهمرت دمعتان لامعتان على خديها واستدارت نحوه تعانقه. وأخيرا أبعدها عنه ونظر اليها وأصابعه تقبض بشدة على كتفيها وهمس :
- أردتك منذ زمن طويل , ولكني أحتقرت نفسي في كل مرة كنت ألمسك فيها اذ شعرت بأني أستغل وضعك الضعيف. ولكن لم يعد باستطاعتي الأنتظار أكثر. أحتاج اليك أكثر من أحترامي لذاتي .
نظرت اليه بأرتعاش قائلة :
- أنت تعلم اني أحبك ، ثم تابعت بشيء من التردد :
- ولكن...ماذا عن هيلين؟
- لم أرد هيلين أبدا , ولا حتى عندما كنت خطيبا لها. لو كنت أحبها لما أنتظرت عشر سنين لأخبرها بذلك. أعتقد أنك سمعت بقصة زواجي .
- بولا أخبرتني
- أنا سعيد. ستعلمين اني أعني ما أقول عندما أخبرك بأني أحبك .
لم تستطع دالاس التصديق. كان الأمر رائعا لدرجة لا تصدق فقالت :
- وماذا...ماذا عن والدتك؟ أرادت لك أن تتزوج هيلين .
هز كتفيه ورد :
- تحدثت أنا ووالدتي. أعتقد أننا نفهم واحدنا الآخر الآن, ثم أنه ما دمت سعيدا فستكون مرتاحة .
وضحك ضحكة خافتة وأضاف :
- هل بدا ما قلته مبالغا فيه؟ لم أقصه هكذا .
- آه يا اليكس
همست بتوجع فلم يكن هناك المزيد ليقال ثم أضافت :
- اني سعيدة جدا بمجيئك

سمعا طرقا قويا على الباب. تركها الكسندر بتردد وذهب ليفتح الباب. نظر اليه خادم الفندق بدهشة وهتف :
- السيد ستافروس!
ابتسم الكسندر عندما رأى ارتباكه وسأله :
- ماذا تريد؟
-ان...ان تاكسي الأجرة ينتظر الآنسة كولينز و. . .
- الغه. لن تحتاج اليه الآن....هل لديكم قهوة في هذا الفندق؟
بدا الخادم وكأنه في امتحان وقال :
- من كل الأنواع
-اذا أحضر لنا بعضا منها

وأومأ الكسندر برأسه وأغلق الباب خلفه واستند اليه وحدق بمحبة في دالاس. ثم أبتسم قائلا لها :
- أين تودين قضاء شهر العسل؟منتديات ليلاس

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 03-06-08, 02:21 PM   المشاركة رقم: 54
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

تمت بحمد الله

اتمنى ان تكون عند حسن ظنكم


 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 03-06-08, 02:37 PM   المشاركة رقم: 55
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 77529
المشاركات: 139
الجنس أنثى
معدل التقييم: sasa sasa عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
sasa sasa غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

شكرا ليكى وداد كتير ولتعبك
سلمت يداكى
حقيقى قصه جميله جدا

 
 

 

عرض البوم صور sasa sasa   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne mather, آن ميثر, خيط الرماد, روايات, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, the legend of lexandros, عبير, عبير القديمة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:36 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية