لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-05-08, 09:46 AM   المشاركة رقم: 31
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل السادس ...
قضت "بليندا" اليوم التالي في العمل وهي تعطي ردا مبهما على كل سؤال يطرح عليها دون أن تترك الابتسامة فمها .لقد افترقت هي و " وولف" و علاقتهما يشوبها بعض البرودة ولكنها حرصت أن تذكره أن اتفاقهما قائم.
بعد أن تناولت غداء عمل على حسابه لم تعد الشابة تحلم إلا بشيء واحد :أن تحصل على أربعة أيام من النوم المتواصل . أوشكت أن تنفذ ذلك في مكتبها عندما سمعت رنين التليفون الداخلي و أعلنت " ليديا" :
- إنه شبه أخيك .. إنه يريد بإلحاح أن .. هاي انتظر.
انفتح الباب على صرخة " ليديا" وهي تحاول أن تمنع " هيكتور" من الدخول على رئيستها والذي وقف على الباب .قالت " بليندا" بصوت كالفحيح:
- ادخل هكذا مرة أخرى إلى مكتبي وسأطلب الشرطة و سأجعلهم يلقون القبض عليك لو استلزم الأمر ذلك .هل هذا واضح؟
لم يتغير " هيكتور" خلال السنوات العشر وإن زاد صلعا وبدت عليه البلاهة وعدم الاكتراث و الإهمال نحو نفسه.
وتساءلت " ليديا" :ماذا سيظن " وولف" لو رآه هنا ؟
همهم " هيكتور" .وهو يشير إلى " ليديا" التي تبعته حتى داخل المكتب :
- إن سكرتيرتك لا تساوي شيئا. ولم تعرني انتباها .
ردت الشابة :
- لدينا عمل . ثم إنه ليس لدينا ما نقوله لك.
لقد كان أكثر الأشخاص الذين تحتقرهم في العالم . لابد أنه قرأ المقالات في الجرائد وأتى من أجل ذلك .
رد " هيكتور" :
- أعتقد تماما العكس . أريد جزءا من نصيبك في هذه الشركة . فيما مضى كنت أطلبه منك أما الآن فأنا ألزمك به . أمسك بمحبرة و أخذ يفحصها ثم قال :
- إنها جميلة أليس كذلك ؟ هل يضايقك لو أخذتها ؟
- بل يضايقني . وستضعها في مكانها .. خذ أقل شيء من هذه الحجرة وسأستدعي الشرطة ولا أريد أن أراك بعد الآن .. هل فهمتني جيدا ؟
رفع التعس حاجبيه ولوى فمه في تأثر . قال وهو يضع المحبرة ببطء :
- إنه أنت التي لم تفهم جيدا .. أنا لا أطلب منك عملا وإنما أريد فقط استثمار في مشروعك و أعمالك مالا لم أحصل عليه فإنني سأكشف كل شيء لصحافة الفضائح . أختي القاصرة وحياتها مع " وولف" كعشيقة ..
- هل هذا ما أدركته ؟ ولكن كل ذلك ليس سوى حكايات قديمة علي أية حال , ثم بالنسبة لي فإن إعادة ظهور كل هذا البؤس سيكون عذابا حقا وأنت تعرفين ذلك جيدا.
صمت ليسحب لنفسه مقعدا وقال:
- لا يمكن لأي شخص أن يظهر العلاقة بين " ليندا" المديرة الحالية لشركة " ليندا العالمية لمستحضرات التجميل " وفتاة " وولف و يكفيلد" الخاصة من عشر سنوات , لا أحد سواي . وأستطيع أن أثبت ذلك.
- "هيكتور" !
قال متهكما :
- أحب هذا المكتب كثيرا .. إنه يعجبني جدا .
ضربته بالمحبرة في صدره مباشرة فتدحرج للخلف هو ومقعده.
عندما رأته " بليندا" فوق الأرضية مكوما و مذهولا انطلقت في الضحك ولكنها كانت مجروحة في أعماقها . دارت حول مكتبها ورفعت المحبرة الثقيلة وكأنها ستضربه بها مرة ثانية . قالت بعنف وهي تكز على أسنانها :
- والآن إلى الخارج ولا أريد أن أرى وجهك القبيح مرة ثانية أبدا ، ومهما قلت للصحف فلن تحصل على بنس واحد.
- اللعنة عليك يا "بليندا" لقد أوشكت أن تكسري ساقي وسأجرك إلى المحاكم.
- هيا ابدأ إجراءاتك من الآن ولن تحصل مني على شيء. " ليديا"! سيخرج الآن من هنا صندوق قمامة على قدمين وعلى الأمن أن يخرجه من الباب و يعمل على عدم عودته ثانية.
أجابت السكرتيرة عبر التليفون الداخلي:
- لقد أخطرتهم بالفعل .
في الحقيقة انفتح الباب وظهر حارسان .أعلن " هيكتور" بصوت مليء بالكراهية عندما أمسكا به .
- لا تحاولا .. ففي يوم ما سأكون الصاحب و السيد لهذا المكان وستمسحان حذائي.
ردت " ليديا" ولم تفارقها روح الفكاهة الدائمة :
- هذا عندما ترى حلمة أذنك وتطلع أسنان للدجاجة .
أخرج الرجل المقزز الكريه بسرعة من المكتب.
قالت " بليندا" لسكرتيرتها :
- لا تحولي لي أي مكالمات حتى لو كانت من ملك إنجلترا.
- إنك تخلطين الأمور فليس لديهم ملك في انجلترا و إنما ملكة ...
خرجت " ليديا" وهي تضحك وتغلق الباب وراءها .
بقيت " بليندا" بمفردها في مكتبها ورأسها بين يديها لابد أن كل ذلك ليس سوى حلم مزعج .

في الساعة العاشرة ظهر " وولف" في مكتبها وقال بصوت ناعم :
- إن منظر " ليديا" غريب وكأنك لاقيت متاعب .
أجابت " بليندا" وهي تستدير نحو النافذة زجاجية الجدران التي تخترقها أشعة الشمس الغاربة في سماء "نيويورك" :
- هذه هي الحقيقة . لقد حضر " هيكتور" لمقابلتي وقد هددني أن يبيع للصحافة رؤيته الخاصة عن لقائنا في " نيس" إذا لم أترك له مكتبي ووظيفتي كمديرة .
قال " وولف" بصوت بارد كالثلج :
- ثم ماذا ؟
كان قد تمكن بصعوبة من السيطرة على نفسه وضم قبضتيه و كأنه يمسك " هيكتور" من رقبته . قالت :
- لقد ألقيت به إلى الخارج .
- اللعنة .. كم كنت أتمنى أن أقوم بهذه المهمة بنفسي . لقد حلمت من زمن بعيد أن أعطي لشبه أخيك المجنون هذا العقاب الذي يستحقه وبقوة للأبد .
صاحت " بليندا" وهي تنظر إليه :
- سيفعلها يا " وولف" .. إنه سيبيع قصته لأكبر عرض .منتديات ليلاس

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 08-05-08, 10:02 AM   المشاركة رقم: 32
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أحس " وولف" بالحب الشديد لما يجتاحه وهو في مكانها وقد انعكست أشعة الشمس الذهبية على جسدها الممشوق .
قال بصوت ثابت يدل على تحكمه في نفسه :
- دعيه يفعل .
- ولكن مهنتك وسمعتك ...
- لقد تعرضت سمعتي للكثير من ذلك وسترى أكثر .
تساءل : ألم يخطر ببالها مرة أنه لن يتردد أبدا في الاختيار بينها وبين مهنته وأنها هي دائما الاختيار الأول .قال لها :
- وهل هذا سيؤثر على أعمالك ؟
ردت الشابة :
- لا أظن ذلك .. ولكن من يدري !
- لن أجعله يفعل ذلك أو يسبب لك أي ضرر , وسأعمل بجدية على القضاء عليه لو حاول وبعدها لن يشعر أبدا بأي رغبة في أن يصبح مديرا هنا أو في أي مكان .
دهش عندما وجد " بليندا" تنفجر ضاحكة وقالت :
- لا تقلق وليست لدي نية أن أصبح مجنونة من هذا الضحك وإنما أضحك على هذا المشهد الكوميدي .. كان عليك أن تشاهده وهو يخرج على أربع من تحت المقعد ذي المساند . لقد ضربته بهذه المحبرة الكريستال.
فحص " وولف" القطعة باهتمام وسألها :
- خبريني .. هل أنت مناضلة صغيرة ؟
- نعم ومن الأفضل لك أن تتذكر ذلك أنت أيضا.
- عندما نتزوج سأسير وأنا مرتد ملابس مدرعة ولكن هذا المساء سنحتفل بخطبتنا مثل كل العشاق.
قالت الشابة بصوت ممطوط :
- حقا ؟
رد عليها وهو يدير رقم تليفون و ينظر إليها :
- حقا مادمت أقول ذلك .. من السعادة أن أحس بك بجواري.
- أعرف ذلك.
أغلقت " بليندا" عينيها. لم تفهم أبدا لماذا أخرت هذه اللحظة كل هذا الوقت ؟ لقد كان "وولف" هو الوحيد محور حياتها و طموحاتها ورغبتها في النجاح .
قال "وولف" في السماعة عندما رد عليه "بيتر لا رابي" .
أنا "وولف" يمكنك أن تنضم إلينا أنت و "دميانه" في "كاسوريل" وسأجد أيضا " بير "و "كريستين" .
- لا مشكلة . و أعتقد أن لديهم فرقة ممتازة للموسيقى وأنا متلهف على الرقص مع زوجتي و مع "بليندا" .
زمجر "وولف" :
- لم أسمع شيئا.
قال "بيتر" وهو يطلق ضحكة صاخبة .
- إلى اللقاء هذا المساء .
أغلق "وولف" الخط وهو يحدج "بليندا" بنظرة تأمر .
- إن "بيتر" و "بير" يستطيعان أن يقرأ ما في فكري ككتاب مفتوح . إنهما يفهمان مدى أهميتك بالنسبة لي .
أخذ قلب " بليندا" يدق بشدة وسرعة . تابع "وولف" :
- خلال سنوات كانا يتساءلان عما أخفيه .. لقد أخفيتك في أعماقي بشدة حتى إنهما لم يستطيعا أن يستشفا أي شيء . و الآن هما يعرفان السر. على أية حال فإنني لم أعد أستطيع أن أخفي هذا الشيء الكبير . لقد بدت له الحقيقة ساطعة : إنه يريد هذه المرأة حتى آخر أيام عمره .
عادت "بليندا" بذاكرتها إلى أيام "نيس" لقد كان "وولف" مصدر سعادتها في الأمس وهو مصدر سعادتها اليوم . ودت لو بكت من السعادة والعرفان . لقد غرق كل منهما في أعماق عيني الآخر وهمس "وولف" .
- لا يمكن أبدا أن أتركك تهربين مني مرة ثانية. ردت عليه وهي تضحك من القلب :
- لا يمكن أبدا أن أسمح لك بذلك ويجب عليك أن تحضر إلى الكنيسة في الموعد لأنني لا أريد أن أنتظر ساعات أمام المذبح .
- سأكون هناك يا عزيزتي لاستقبالك .. هل لديك شاهد على الزواج يصاحبك ؟
- لا سأسير بمفردي على طول الممر الرئيسي.
أحست " بليندا" في تلك اللحظة بمدى وحدتها في السنوات الماضية واجتاحها حزن الماضي . وأحس "وولف" بأفكارها مما جعل قلبه ينفطر .. لقد كان سبب عذابها وهي ملكه.
- مستعد لأتنازل عن مال الدنيا لأنتظرك وأنت تأتين نحوي أمام المذبح يا " بليندا" . لا تبكي .. لا تبكي يا عزيزتي .. أنا ملكك منذ اليوم الذي وجدتك في سيارتي وحملت معك كل حياتي عندما رحلت و اليوم أولد من جديد.
اجتاحت العواطف الشابة وغرقت في دموعها ولم تستطع سوى أن تردد اسمه وهي تتلعثم من بين شهقاتها .
همس "وولف" :
- سأحتفظ بك للأبد .
همست "بليندا" :
- لم أظن أن هذا اليوم سيأتي .. لقد حلمت به كثيرا ويجب أن تعلم ذلك . ولكن في أعماق روحي كنت مقتنعة أن الأمر لن ينجح .
- كان من الواجب عليك أن تثقي بي من البداية يا وبائي الصغير في "نيس" .
شرد "وولف" في الذكريات و همس :
- "نيس" ! إنني أذكر كل شيء .. لقد كنت تعلمين الأعمال البستانية طوال النهار وكان وجهك دائما مغطى بالغبار والعرق وأنت ترتدين المريلة الواسعة عليك عشر مرات .
- يا لها من لوحة جميلة !
- أنت جميلة اليوم كما كنت دائما ولازلت أحبك كما كنت في الماضي .
- وأنا كذلك .
- سأحبك بكل قوتي و كياني .
- على حبك القوي أن يصبر قليلا .. يجب أن نرحل .
سألها فجأة وهما يتجهان نحو المصاعد :
- هل ترغبين في أطفال يا "بليندا" ؟
ترددت في الإجابة ثم اعترفت :
- منذ أن رأيت "باتريك" مساء أمس أريد فعلا صبيا .
أعلن "وولف" :
- أما أنا فأريد بنتا ذات شعر أحمر وعينين بنفسجيتين لا تخاف شيئا .
- مثل " سوزان" ؟
- بالضبط .
وصلا إلى الدور الأرضي بسرعة ولحقا بالسيارة الواقفة في الممنوع كالعادة .قالت الشابة:
- أريد حقا أن تمر على بيتي لأنني أريد أن أخذ دشا وأبدل ملابسي .
قال "وولف" :
- وأنا كذلك ويمكننا المرور على بيتي بسرعة بعد ذلك هل ستبقين معي هذه الليلة "بليندا" ؟
- نعم .
همهم :
- حمدا لله .

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 08-05-08, 10:15 AM   المشاركة رقم: 33
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ما إن ركن السيارة أمام بيتها حتى تبعها إلى شقتها ذات المستويين.
صاح "وولف" وهي تصعد إلى الدور العلوي :
- هل هناك ما أستطيع أن أؤديه لك ؟
قالت وهي تنحني على الدرابزين:
- لا .. ليس الآن .
هربت بسرعة من أمام الوميض الذي يلمع في عينيه و أغلقت على نفسها الحمام وهي مستمرة في الضحك.صاح :
- سأخذ "دشا" في الدور الأول حتى لا نتأخر على أصدقائي. عندما التقيا في الصالون وكان شعرهما لا يزال مبتلا قال لها "وولف":
- أتعرفين أنك ستصيبينني بالجنون يا زوجة المستقبل ؟
كانت تحب لهجته القاطعة و المرحة في آن واحد والتي يستخدمها أحيانا ليخلب ألباب الآخرين .قال:
- يجب أن نرحل.
وافقته:
- فعلا يجب أن نسرع .
ما أن فتح باب شقته حتى قال لها على العتبة :
- هنا بيتك الجديد وأنت خطيبتي .
وسألها عندما دخلا في بهو الاستقبال الفسيح :
- هل أعجبك بيتك الجديد يا "بليندا" ؟ إنه ملك أسرتي من أجيال وقد احتفظت بكل الديكور الأصلي من فترة المستعمرات وإذا كان هناك ما تريدين تغييره أو أن تعيشي في مكان آخر ...؟
رفعت إليه وجهها المغطى بالدموع و قالت :
- إنني أحب بيتك جدا. إنني أؤمن بقوة التقاليد وسينتقل بعد ذلك لأبنائنا وإذا كان هناك ما يحتاج إلى التغيير فسنقرره معا.
همس "وولف" :
- هل قلت : أبنائنا ؟ كم هو رائع أن أسمع ذلك أنا أحبك يا " بليندا " وذلك من وقت طويل ولا أعتقد أن ذلك سيتوقف في يوم من الأيام .
لم تستطع الشابة أن تجيب بعد أن تملكها الحب الشديد :
- يجب أن تذهب لتبديل ملابسك يا "وولف " .. اذهب ولا تشغل بالك بي .
قال مقترحا :
- يمكنك التجول في كل البيت إذا أحببت ولن أغيب سوى دقائق .
تركته يبتعد ثم غادرت البهو كي تدخل حجرة المكتب حيث جلست وهي تتأمل الكتب التي تغطي الجدران من الأرض للسقف . فجأة بدت كل الأسباب التي دعتها للابتعاد عنه بلا قيمة ولا وداع .أخفت وجهها بين كفيها واسترخت في المقعد ذي المساند . لقد ضحت بدافع الغرور والأنانية والغباء بحياتها وحياة "وولف " سنوات طويلة . لماذا ؟ لماذا لم تفهم ما استطاع أن يشرحه لها في الحال ؟ كان بإمكانهما أن ينجز أشياء كثيرة معا ويهزما العديد من العوائق . لقد كانا متساويين ومتطابقين وكانا هكذا دائما ومن هنا تأتي قوة الحب .
أخذت تردد وهي تنتحب :
- غبية .. غبية .. بلهاء !
قال " وولف " وهو يظهر في الحجرة :
- ماذا حدث يا " بليندا " ؟ أنت شاحبة يا عزيزتي ؟ هل أخافك شيء ما ؟
قالت بصوت متكسر :
- طمئني يا " وولف " ! لقد كنت مخطئة ومخدوعة في نفسي لقد أضعت وقتا طويلا .
قال وهو ينظر في عمق عينيها بإمعان :
- أفهم يا عزيزتي . وأتساءل : إلى متى ستتحملينها إن آجلا أو عاجلا وأعرف ذلك جيدا .
- هل تعرفني حقا ؟
- نعم .
شرحت الشابة :
- لقد تساءلت كثيرا حول لقائنا بعد طول غياب .
- وهذا جعلك تشعرين بالألم .. أليس كذلك ؟
- بلى .
- اطمئني .. كل شيء سيمر على خير وسترين ذلك ، ويلزمك فقط بعض الوقت .
اعترفت " بليندا " وهي تبتسم ابتسامة شاحبة :
- إنني بدأت فعلا أحس بالتحسن .
قال وهو يصحبها إلى باب البيت :
- إذن هيا بنا . لن نفترق أبدا يا عزيزتي وهذا وعد مني .
زفرت الشابة بعمق ونظرت إلى الطريق الذي خرجا إليه . قالت :
- أنا أحب كثيرا هذا الحي .. إن المرء لا يعتقد أنه في " مانهاتن " وإنما في بلدة صغيرة من " نيوإنجلاند " .
- أريد أن تحسي بالراحة والسعادة هنا لأننا سنقضي هنا أكبر قدر من وقتنا ولدي نية الحصول على فيلا مرتفعات " نيس " .
سألته " بليندا " في سعادة :
- هل هذا ممكن ؟
- سأبذل كل ما في طاقتي لتحقيقه على أية حال .
بعد أن ركبا السيارة اتجها إلى الشمال وقال معلقا :
- لقد سألني "بير " عن أسباب انفصالنا .
أجابت الشابة : - يمكنك أن تجيبه أن الغلطة غلطتي . لقد كان من الواجب أن أتزوجك في اليوم التالي للقائنا .. هل هذا كلام مجانين ؟
قال ساخرا :
- ولكنك كنت صغيرة وقتها .
- ولكن عواطفي لم تكن طفولية . أتمنى أن تحدثني أكثر عن الزواج .
- ماذا ؟
- حسنا .. إنها ستكون اللعبة الكبرى أو شيئا حميما وخاصا .. من سيكون الشهود وهل أعرفهم ؟
- يا عزيزتي .. سنتزوج وهذا هو الأساس .فما أهمية معرفة من سيحضر وغير ذلك؟
- الشهود يا "وولف" .. إنه القانون والشرع .
بدا دهشا ثم ابتسم :
- هذا صحيح .. لقد نسيت .
- يمكنك أن تطلب ذلك من "بيتر" و "دميانة" وكذلك من "بير" و "كريستيان" .. أليس كذلك ؟
أجاب :
- أنها فكرة طيبة في الحقيقة .
- إنني أحبهم كثيرا هم وأولادهم . ولا عجب في أنك تعتبرهم كعائلتك.
- لقد دخلوا حياتي بعد أن اختفيت من حياتي بوقت قصير وقد فكرت باستمرار أني لم أكن سأجتاز المحنة دون مساعدتهم .. أرجو ألا تغضبي لأنني نسيت موضوع الشهود.
أعلنت الشابة :
- لن أتركك أبدا يا "وولف ويكفيلد " .. أنت شمس حياتي و الهواء الذي يعطيني الحياة وأنا محتاجة إليك كثيرا .
همس "وولف" وهو يمسك يدها ويقبل راحتها :
- يا له من كلام رائع !
بدأت حرارة مطمئنة تملأ قلبه بالأمان . إنه يعرف من الآن أنه ليس هناك ما يمكن أن ينزع منه تلك المرأة حتى لو دفعته في يوم ما بعيدا فإنه سيبقى رغم ذلك وسيجد الوسيلة ليعدها إليه .لقد أحس بكل هذا من اليوم الأول في "نيس" ولم يحدث ما يمكن أن يغير هذه الحقيقة .
همست "بليندا" :
- لقد كنت مجنونة تماما عندما تركتك . لقد كانت أفكار الفروسية التي تملكتني وقتها قد أضرت بحياتنا ولن أعيد أبدا هذه المهزلة .. هل تصدقني ؟
وافقها بإيماءة من رأسه و الغصة تمنعه من الكلام :
- لقد أعدتني إلى الشمس و الحياة يا "بليندا" وربما انطلقت في البكاء .
قالت بصوت عميق :
- سيكون مشهدا رائعا .. هيا نمر بسرعة يا "وولف" ولكن لا ترتكب مخالفة مرورية .
- أمرك يا سيدتي !
ضغط على بدال السرعة.

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 08-05-08, 10:24 AM   المشاركة رقم: 34
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل السابع...
خرجت "بليندا" من الحمام ولديها إحساس بالخجل وعدم الارتياح كانت و "وولف" في منتهى الانسجام أثناء السهرة و أثناء العودة.
ولكن سوء الفهم بدأ عندما طلبت منه أن يمرا على شقتها لتحضر شيئا ما لم تحدده .كان ضيقها من جانب وعصبيته من جانب آخر قد أثارا حنقها . ما إن دخلت "بليندا" شقتها حتى أخرجت عباءة من الحرير شبه الشفاف بلون كريم كانت قد اشترتها بسعر مرتفع جدا من "باريس" وهي مع الأستاذ "ديلند" ولكنها لم ترتدها حتى الآن .
عندما التقت ب"وولف" في السيارة ألقى نظرة قصيرة على الكيس الذي يحتوي على العباءة دون أن يلقي أي أسئلة.
دخلت الشابة الحجرة التي أشار إليها وارتدت العباءة التي انسدلت على جسدها .نظرت إلى نفسها في المرآة .كانت تريد أن تبدو رائعة في عيني "وولف" كانت تعلم أنها لا تستطيع أن تتأخر عليه أكثر من ذلك. ففتحت الباب المؤدي إلى الحجرة الموجود بها وقد جلس في مقعد ذي مساند أمام المدفأة.نهض عند دخولها . قال بصوت مفعم بالعاطفة.
- ها أنت أخيرا . لقد أعددت عشرات الأحاديث الحارة في عقلي ولكني نسيتها كلها .منتديات ليلاس

عندما رأت البيچاما الحريرية بلون أزرق مخضر قالت :
- هذا اللون يناسبك تماما ويزيد جاذبيتك .
أجابها وهو يمسك بيدها:
- ببساطة لقد قلبت كياني .. أنت فاتنة للغاية .
قالت الشابة وهي تخفض عينيها :
- قد أبدو لك مثيرة للسخرية ولكني بصراحة أحس بالخوف.
رد "وولف" وهو يقترب منها :
- وأنا كذلك .. إنها أهم لحظة في حياتي .
- لقد تعاملت مع الكثيرات من النساء في حياتك يا "وولف" أما أنا فلم أعرف أحدا غيرك لذا أريد أن تكون علاقتنا وقد أصبحنا زوجين أحسن و أقوى علاقة .
همس في حب :
- وأنا كذلك .
فهمت "بليندا" من تلك اللحظة أن مصيرهما أصبح واحدا . لقد ولد كل منهما للآخر .إنها لم تنس لحظات السعادة التي قضتها معه في "نيس" .لقد انفتحت الشابة أمام الحب بكل قلبها وكيانها .أما هو فكان يريد أن ينال ثقتها وأن يتصرف معها بتعقل .إن تحكمه في نفسه هذه الليلة كان أشق تجربة عليه أن يواجهها .قالت له وهي تبتسم :
- من الواضح أنك الليلة تتصرف تصرفا تقليديا .
- نعم ولأنني أحب أن تكون علاقتنا الزوجية قائمة على تبادل الاحترام و التفاني في حب الزوجة وتقديم رغباتها على رغباتي.
حملها "وولف" فوق جزيرة الحب وفردوس الغرام حيث جابا معا طرقاتها غير المتوقعة . لاحظت الشابة أن ما كان يشوب تصرفاته من سوء فهم وعصبية قد ذهب أدراج الرياح وحل محله التفاهم والحنان و أصبح كل منهما شخصا مختلفا ناضجا محبا وعاشقا .
عرفا في تلك الليلة السعادة الحقيقة التي تختلف عما كانا يشعران به من عشر سنوات من حب يعتبر صبيانيا بالنسبة لهذا الحب الناضج.
ساد صمت عميق وكان الهدوء الذي يلف الحجرة من العمق بحيث كان صوت أنفاسهما يبدو كصوت الرعد مرت الدقائق ثم بدآ يعودان شيئا فشيئا للواقع .عرفت "بليندا" ما الذي يجب عليها أن تتمسك به .إن حبها ل"وولف" لم يكف عن النبض داخلها منذ لقاء "نيس" ولكنها اليوم وجدت أنها تغيرت بطريقة لا علاج لها فلم يعد أمامها مشاكل تمنعها من أن تعيش معه للأبد.
بدأ النعاس يسيطر عليها بعد أن ساد الظلام الذي لم يكن يضيئه سوى لمعان النجوم في السماء والذي كان يتسلل إلى الحجرة من النوافذ ثم بدأ الأفق يظهر شاحبا معلنا عن ميلاد الفجر.

استيقظت "بليندا" وتقلبت في الفراش في سعادة واسترخاء نظرت إلى عينيه الباسمتين وهمس :
- أحب أن أشاهدك وأنت نائمة . أما بالنسبة لها فقد رأته في منتهى الجاذبية تحت ضوء المصباح الباهت .
كان قويا ومسترخيا كالفهد وقت راحته .بينما في عينيه اختلط وميض الرجولة مع وميض الطفولة .
عندما نهضا وأخذا دشا كان الوقت قد تأخر.تذكر "وولف" وهو ينظر في ساعته :
- لدي موعد مع "وليام" .
أعلنت "بليندا" في سعادة ومرح :
- لابد أن "ليديا" تشد شعرها أمام مكتبي .
قرر "وولف" أنه من الأفضل أن يرحلا ولكنه لم يتحرك قيد أنملة. قال لها :
- يمكنك أن تنسي مواعيدك وأستطيع أن أرسل "وليام" ليقشر البصل. ما رأيك في الهروب إلى الريف ؟
أجابت بحماس:
- أقول: إننا أصبنا بالجنون المطبق ولكن يجب أن نتمتع بهذا الجنون .. موافقة .. هيا يا "وولف" .
- حسنا .. سنمر أولا على بيتي وسنأخذ بعض القهوة اللذيذة من صنع "لوريث" بينما تعدين حقيبتك الرياضية.
- ومضارب كرة الشاطئ .
قال متهكما :
- الأفضل لباس البحر ! إننا لسنا ذاهبين إلى البحر .. وعلينا أن نتخيل ماذا سنصنع .
بدأت الدماء تجري في عروقها وقلبها ينبض بشدة وقالت :
- لن نستطيع هكذا أن نرحل .
خرجا وكانت السماء زرقاء صافية لا يشوبها أي غيوم وهواء الخارج منعش وبارد كما تمنيا .صاحت "بليندا" وهي تنظر إلى "وولف" بطريقة غامضة :
- إنه نهار رائع .
سألها :
- ماذا هناك ؟ لماذا تنظرين إلى هكذا ؟
قالت:
- أنت رائع فعلا .. إنك مثل محارب من غزاة الشمال المعروفين باسم "الفايكنج" بشعرك الأشقر .
كان عبورهما لحي "مانهاتن" خرافيا .إنها المملكة التي سيعيشان فيها معا بعيدا عن العالم .
- هل تحب أن نذهب لنعيش في "كاليفورنيا" يا"وولف" ؟
- إن عملك هنا .طبعا سنتصرف من أجل الخروج من "نيويورك" ويمكنك أن تأتي معي من وقت لآخر.
احتجت :
- من وقت لآخر؟ تقصد كل الوقت.
- كما تحبين يا عزيزتي .

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 08-05-08, 10:28 AM   المشاركة رقم: 35
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

عندما وصلا إلى بيتها أخذا المصعد وفتحت "لوريث" لهما الباب وقفت أمام الباب وقد بدا عليها الضيق ووضعت يديها في وسطها قالت :
- إنك لم تتصلي يا آنسة! وهذا ليس بالأمر الطيب .. ثم .. السيد "وولف"! عرفت الآن أين كانت , ولكن كان من الواجب أن تخبرني يا سيدي .
- سأفعل ذلك في المستقبل يا "لوريث" ,على أية حال أنا سعيد برؤيتك.
همهمت "لوريث" وهي تهز كتفيها :
- وأنا سعيدة كذلك ,لقد كانت مريضة بدونك لدرجة البؤس الحقيقي يا سيدي .
انفجر "وولف" ضاحكا .وحدجت "بليندا" "لوريث" بنظرات نارية.
قالت لتداري خجلها :
- أنت مفصولة.
ردت الخادمة العجوز:
- إن السيد "وولف" سيصبح حالا سيد البيت .. هل تريدان الغداء؟
قال "وولف" وهو يربت كتف الشابة :
- لا يا "لوريث" سنذهب للاستحمام .وأنت يا "بليندا" أتدركين جيدا من هو "سيد البيت" بعد زواجنا؟
قالت بغضب مصطنع :
- يا لك من مغرور برجولته ومن مؤيدي التفرقة بين الجنسين !
جرى "وولف" نحو السلم وجرت وراءه .قالت : "لوريث" وهي تهز رأسها في عدم رضا :
- يا ألهي! إنهما يلعبان كطفلين .
غادرا البيت بعد ذلك متشابكين ذراعيهما وكان "وولف" يحمل حقيبة "بليندا" وعندما وصلا إلى السيارة استدارت فجأة :
- يجب أن تعلم يا "وولف" أنه لم يدخل حياتي أي رجل ... فقط أنت .. هذا كل ما أريد أن أقوله .
عندما رأت وجهه يحمر من الارتباك أضافت :
- اعذرني .. لم أقصد أن أحرجك بهذا الكلام .
- بالعكس .. لقد سعدت بهذا القول .أنت تعرفين أنني عرفت نساء أخريات ولكنك يا "بليندا" لم تغادري فكري ولم أستطع بالطبع أن أرتبط عاطفيا بأي امرأة لأنك أخذت كل حبي معك عندما رحلت .دون أن تتركي لي أملا في العودة .
همست الشابة :
- إنني في منتهى السعادة .
- وأنا كذلك يا حبي .
- لقد شاهدت فيلم "الرجل الحجري" خمس مرات .هل تعرف هذا ؟
- لقد جعلتهم يكتبونه من أجلك .
بدأت "بليندا" في البكاء من ناحية من أجل سعادتها الحاضرة ومن ناحية أخرى من أجل تعاستها على الزمن الضائع .
قال "وولف" هامسا :
- لقد بحثت عنك في كل مكان وكان كل كياني يطالب بك كما لا يزال يفعل الآن .
أجابت "بليندا" :
- إنني أؤمن بك كما أؤمن بحياتي .
التقت نظراتها بعمق نظرات الرجل الذي تحبه بكل ما لديها من عاطفة .

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الحب المجنون, رومنسية, روايات, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t78123.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Ask.com This thread Refback 01-09-15 11:41 PM


الساعة الآن 10:16 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية