لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-05-08, 08:40 AM   1 links from elsewhere to this Post. Click to view. المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أحست بالعرق يبلل بشرتها وأن قلبها يتضخم وبذلت "بليندا" كل ما في وسعها حتى تتمالك نفسها.
همس "وليام" بينما نظراته الدهشة تنتقل بينهما:
- قل أي شيء يا "وولف" !
قالت "بليندا" وهي تبتسم ابتسامة حاولت أن تكون ابتسامة سيدة الأعمال:
- نعم.. قل أي شيء.. لقد مر وقت طويل.. أليس كذلك؟
صاح "وليام" متسائلا :
- هل يعرف كل منكما الآخر؟
قال "وولف" بصوت مشوب بالتهكم اللاذع :
- أنا والآنسة "بليندا برونسكي" تعارفنا من سنوات عندما كانت لا تزال... طفلة.
إنه لا يصدق عينيه ولكنها فعلا أمامه تلك الفتاة الصغيرة الوباء التي قابلها في "نيس" وقد تحولت إلى هذه المخلوقة الرائعة الناعمة كالحرير والراقية.
أجابت السيدة:
- الإنسان لا يكون طفلا في سن التاسعة عشرة يا "وولف" ثم إنني من الآن فصاعدا اسمي "ليندا".
أحست بأنها تتطوح. لقد صعقها "وولف" منذ لحظة دخوله ولكنها كانت واثقة بأن ذلك نفس ما حدث له. لقد أصبح مفتونا. غرست "بليندا" أظافرها في راحة يدها لتحافظ على مظهرها. قالت وهي تشير إلى باب موجهة الحديث إلى "وليام" :
- سنجتمع في القاعة المجاورة.
فتح "وليام" الباب وتركهما بمفردهما. ساد صمت أخذ كل منهما أثناءه يتأمل الآخر وكأنهما مصارعان على وشك الاشتباك. همست "بليندا" أخيرا:
- كيف حالك يا "وولف" ؟
لقد بدأ أمامها أكثر لمعانا من قبل وفي منتهى الملاحة والقوة.. تلك القوة التي لدى الفهد ولكنه متحكم فيها رد عليها وهو يكتشف فيها تلك الرقة التي احتفظ بذكراها من عشر سنوات:
- في أحسن حال في العالم.
كانت "بليندا" لازالت تحتفظ بوجه الصبية المليحة ولكن بدلا من الضحك والمرح وعدم الاكتراث والبساطة حل نوع من التباعد والتحفظ. ولكن "بليندا" ظلت كما هي فاتنة وشديدة الجمال. ولكن هل اختفت رقتها السابقة لتحل محلها الجدية والسلوك الهجومي؟
- إذن أنت تملكين شركة "ليندا" الدولية لمستحضرات التجميل؟
- نعم..أنا بمفردي ودون شبه أخي وهذا هو المهم.
- وكيف وصلت إلى هذا؟
أجابت بابتسامة أظهرت غمازتيها مما جعل "وولف" يكتوي بنار الذكريات.
- بقوة الإصرار والعزيمة..ومرحبا بك إذن في الإدارة العامة لشركتنا.
- ويا لها من إدارة عامة! بصراحة لقد تأثرت كثيرا أعتقد أن هذا هو هدف تغيير مكان اللقاء؟
أخذ يتأملها بوقاحة من رأسها لأخمص قدميها وهو راض داخليا عندما لاحظ احمرار وجهها أمام عملية الفحص. قالت المرأة وهي متوترة من وقاحته:
- نحن نعمل دائما على التأثير على عملائنا. على أية حال فأنت ستعمل معنا..أليس كذلك ؟
- ليست لدي أي فكرة ‘ إنني سأوقع معك يا "بليندا". ولماذا اهتمامك بفيلمي ريح الجنوب؟
قالت بجفاء:
- إن شركتنا معروف عنها دقتها في اختيار مواد استثماراتها.
أجاب "وولف" دون أن يتخلى عن تهكمه الساخر:
- هذا أفضل. إنني أقدر دائما الجبابرة.
في هذه الحالة سنؤدي عملا طيبا معا..لننضم إلى الآخرين الآن إذا سمحت.
سار "وولف" خطوة بخطوة معها إلى صالة الاجتماعات وكان فستانها الحريري يحدد تفاصيل جسدها بينما ارتجفت "بليندا" وهي تحس بنظراته المركزة عليها.
تمت عملية التعارف في قاعة الاجتماعات بسرعة بين المحامين. وعندما استعدت الشابة للجلوس على رأس المائدة أحست بأنفاسه في عنقها والذي سحب مقعدا لتجلس عليه.
بدأ الجميع يتناولون الإفطار وهم يتحدثون عن العمل. التهم "وولف" فطيرتي كرواسان وثلاثة أقداح من القهوة بغير سكر وهو يجيب على الأسئلة التي طرحت عليه. ولكنه وإن بدا أنه يراقب الجميع إلا أن نظره كان مركزا على "بليندا" ‘ التي تعمدت أن توجه الحديث للجميع سواه. وبعد ساعتين انقضى اجتماع العمل.
بينما كل واحد ينهض ليرحل بعد المصافحة المعتادة ظل الاثنان جالسين وجها لوجه وعيونهما تتلاقى. تقدم "وليام" من "وولف" مترددا وقال مقترحا:
- أتحب أن أوصلك إلى مكان ما ؟
- لا..شكرا..أفضل أن أتمشى فالهواء طلق ويفيدني.
ترك "وليام" القاعة وأصبحا بمفردهما. نهض "وولف" ليصفق الباب بعنف ثم عاد ليجلس في مواجهة "بليندا". ساد صمت ثقيل عدة ثوان ثم ضرب المائدة فجأة بقبضته. وصاح:
- لماذا ؟
كانت "بليندا" تعرف بالضبط ماذا يعني.
- لقد كنت موضع هجوم من جميع الجهات من صحافة الفضائح وكنت تعلم كل الضرر الذي يمكن أن تسببه. لقد كنت قد بدأت لتوك مهنتك التي كانت لا تزال هشة ويمكن أن تهشمها خبطة واحدة للأبد. وفي نفس الوقت شبه أخي كان يهددنا باتخاذ الإجراءات الجنائية القاسية وكنت في حاجة إلى الدراسة العملية التي تؤهلني أن أحصل على حريتي من قبضته. أشياء كثيرة كانت قائمة بيننا ‘ يا"وولف".
نظرت إليه نظرتها الصافية والجريئة. بعد كل هذه السنوات التي قضتها في تجميع كل صورة عنه و مشاهدة كل أفلامه تجد نفسها أخيرا أمامه وتحس بنوع من الدوار. رد "وولف" بصوت منخفض:
- فهمت ! إنك لم تفكري لحظة واحدة في أن بإمكاني الحفاظ على مهنتي وتخليصك من شبه أخيك والعناية بدراستك؟
كان يتميز غضبا ‘ كيف أمكنها أن تحطم هكذا حكايتها من نفسها وبطريقة ديكتاتورية؟
صاحت "بليندا" وهي تتوتر بدورها من مسلكه المتسلط:
- كل هذا ليس من شأنك ومن ناحية آخر فإنك كنت ستخسر أكثر مني في هذا الموضوع.
قال بلهجة مريرة:
- ولقد خسرت الكثير.
همهمت الشابة:
- وأنا كذلك.
أخذ كل منهما يحيط الآخر بنظراته بكل الألم والأسى اللذين تجمعا على مر السنين. ووسط ذبذبة السكون المحيط بهما كانت لكل كلمة تنطق تأثير المتفجرات.
- أما وقد حدث ما حدث فقد ربحت كل شيء مثلك.
قال "وولف" معلقا وهو يضم قبضتيه:
- دائما لديك الرد حاضر ‘ أليس كذلك ؟ كان من الواجب أن نتخذ هذا القرار معا وباتخاذه بمفردك تخليت عني ولم تستشيريني..هل وضعت هذا في الاعتبار ؟
لقد حصل كل منا على حياة جديدة.
ترك "وولف" نظراته تتأملها كلها. إن تلك الصبية الممشوقة القوام التي كانت في يوم ما قد حلت محلها امرأة راقية ذات جسم فارع متناسق ومغر وأحس بموجة من الرغبة الشديدة في أن يحتويها بين ذراعيه فجأة. قال "وولف":
لقد مضى الوقت الذي كنت أجعلك تذوبين أمام نظراتي ولم يبق اليوم سوى تمثال من الرخام.
ردت الشابة وهي تحاول تجاهل الوخز الذي أحسته داخل قلبها:
- لقد قطعت مشوارا طويلا كما قلت لك.
أدركت أنه هو لم يتغير فيه شيء بزوايا وجهه الرجولي والتي زادت حدة ونضجا. إن "وولف" ساحر للنساء لاشك فيه. زادت سرعة نبضات قلب "بليندا" .
قال بسخرية وهو يدور حول نفسه ليثبت لها أنه يستطيع أن يقرأ تفاصيل أفكارها:
- ما أريك؟
- رأيي هو رأي امرأة تستحق لقب امرأة. لست سوى محطم للقلوب. كانت تحاول أن تستخدم اللهجة المرحة التي تعرف تأثيرها وإن كانت هذه المرة غير متأكدة. عندما استعدت لمواجهته نسيت "بليندا" أنه قادر على شفط كل الهواء في المكان وتركها تختنق من الرغبة.
أضافت بطريقة مثيرة ومتحدية لترمي الكرة في ملعبه:
- ثم إن وجهك أحسن وسيلة دعاية لأعمال شركتنا.
- هذا صحيح..لقد نسيت أن هذا هو الهدف من عقدنا.

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 08-05-08, 08:49 AM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

لمح "وولف" في عينيها ومضة شك هاربة. أحست الشابة يدور حولها كسمكة القرش التي تنتظر اللحظة المناسبة لتوجيه الضربة القاتلة. سألها:
- هكذا إذن واصلت مهنتك؟
هزت رأسها موافقة ببطء وكان "وولف" يحتوي غضبه بصعوبة. لقد اصطادته بسنارتها كسمكة صغيرة بعد أن ظلت تراقبه يوما بعد يوم وسنة بعد سنة بينما هو تائه كالأعمى يبحث عنها. قال بصوت أجش:
- أين كنت ؟
- في باريس. لقد قيدت اسمي بجامعة "السوربون" في البداية عشت في منزل صغير في شارع "ريف جوش" ثم عثرت على عمل كخادمة فندق. كل ذلك تحت هوية "ليندا بينيت" وهو اسم أمي وهي فتاة. بل صبغت شعري.
- ماذا ؟ كل هذا التنكر حتى لا أستطيع العثور عليك؟
همست وهي تخفض عينيها:
- نعم.
زمجر "وولف" بصوت تأنيب :
- لقد بحثت عنك في كل مدن أوروبا بما فيها "باريس" بل إنني قابلت شبه أخيك ولكن بدا أنه لا يعرف مكانك.
لم يجد داعيا لأن يذكر لها أنه حطم وجه "هيكتور" عندما قابلته وتركه شبه ميت . أضاف قائلا :
- ألم يكن من الممكن على الأقل أن تتصلي بي ؟
- لقد اتصلت بك من ست أو سبع سنوات وكنت تصور أول فيلم لك في" باريس" عندما تحولت إلى مخرج وتركت رسالة في فندقك ولكنك لم ترد علي أبدا . ربما لم ينقلوها لك . على أية حال لقد أردت أن نكون على قدم المساواة في اليوم الذي نلتقي فيه .
- ونحن على قدم المساواة الآن .. أليس هذا ما تريد ين قوله ؟
اعترفت الشابة :
- لقد كانت هذه أعز أمنياتي .. هل يمكن فقط أن تفهمني ؟
رد "وولف" بحدة .
- إنني أفهمك جيدا . لقد تصورت اللوحة وقد وضعتني في مكان محدد فيها ويجب علي الآن أن التزم بهدوء بخططك .
كانت مجرد فكرة أنها تلاعبت به بهذه الطريقة تجعله يتحرق شوقا أن يوجه قبضته إلى الجدار . اضطربت "بليندا" من هذا الغضب الأسود المختفي تحت ابتسامة بريئة .منتديات ليلاس

بدأت حديثها :
- يجب يا " وولف" أن ...
ولكنه أشاح بوجهه إلى الناحية الأخرى من المائدة وقد تكوم كالفهد المستعد للهجوم .. قاطعها :
- نعم .. أنت تحملين كل علامات النجاح . الثوب والحذاء الغالي الثمن من الماركات العالمية واللآلئ والمجوهرات لقد أحسنت لعب دورك ودفنت فتاة الشوارع.
ردت عليه في تحد :
- رائع! واعلم أنني في أي لحظة كنت أستحق أن أصل إلى هذا عن جدارة. وأنت نفسك لم تعد ذلك الممثل الشاب المتعطش للمجد الذي عرفته سابقا.
لم تكن "بليندا" لتعرف عنه شيئا سوى ما تنشره عنه الجرائد عن ذوقه ومتعه. ولكنها لم تكن لتعرف شيئا لا عن أسرته ولا عن ماضيه.
والوقت القصير الذي عاشا فيه معا قضياه في الحب واليوم هاهو واقف أمامها فقد اكتشفت رجلا مختلفا تماما .هل اختفى "وولف" الذي كان ملكها ؟
رأت حاجبه يرتفع قليلا أوحى إليها أن لديه فكرة ما لا يمكن أن تخدعها ذكرياتها ولكن لا يهم إلى أين يقودها الأمر إلا يقودها الأمر إلا أن العاصفة بدأت تبتعد.
قال وهو يدور على عقبيه ويصفق الباب وراءه :
- إلى اللقاء يا "بليندا" .
ظلت الشابة ساهمة تفكر وهي تائهة وسط الصمت والسكون ثم ذهبت إلى مكتبها وحاولت التركيز على عملها .
تركت العمل في منتصف النهار وأخطرت سكرتيرتها أنها ستذهب لتناول الغداء رغم أنها فقدت شهيتها.
عندما خرجت "بليندا" إلى الشارع توجهت إلى المنتزه القريب و أخذت تتجول بين المشاة دون أن تراهم وقد غرقت في أفكارها التي تقودها بلا انقطاع نحو "وولف".
كان جو الخارج قد حسن من حالتها وعندما وصلت إلى جانب المنتزه أبطأت خطواتها ووقفت تحت أشعة الشمس أمام بائع سجق ساخن. قال صوت خلفها:
- لو سمحت....
استدارت "بليندا" كان "وولف" واقفا خلفها وهو يمد لها سندوتش سجق ساخن كان ممسكا به في يده.
سألته في شك :
- هل تبعتني ؟
- طبعا.. هيا نعثر على أريكة لنجلس عليها.
جلسا في دائرة من مقاعد الرخام وأخذا يأكلان في صمت ثم ناولها "وولف" بعد ذلك علبة عصير برتقال ثم سألها: إن كانت ترغب في القهوة ؟ أجابته:
- لا...شكرا..إن عصير البرتقال يكفيني.
ساد صمت من جديد أنهته "بليندا" عندما قالت:
- حسنا ! أعتقد أن علي أن أذهب.
قال "وولف" وهو يلقي العلب و الأوراق في سلة المهملات:
- سأصحبك حتى مكتبك .
أخذ ذراعها في يده بطريقة طبيعية للغاية وقال في الحال وهو يرغب في ألا يتركها تنساب من بين أصابعه دون أن يفهم سبب النيران التي تشعلها داخله:
- هل يمكن أن أدعوك للعشاء هذا المساء ؟
أجابت "بليندا" :
- الأحرى أنني أنا التي تدعوك إلى بيتي . أنا متأكدة أنك ستعشق طهيي .. أتدري أنني اصطدت
" لوريث " وأحضرتها معي هنا في نيويورك ؟
كانت تتكلم بسرعة حتى تستطيع أن تستحضر اللحظات السعيدة من لقائهما وحبهما الأول . قال مذهولا :
- لوريث ؟ ولكن لماذا ؟
- ولم لا ؟

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 08-05-08, 08:55 AM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

فكر "وولف" أن يكون الجنون بعينه على مائدتها !
وهي التي كانت تتصور دائما أن يكون العثور عليها بطريقة ودية وهادئة ومؤدبة . وهاهي الآن تهدم كل الخطوات التي أعدتها في هدوء قال "وولف" وهو يقترب منها أكثر حتى اصطدم بها دون قصد وهما يسيران :
- موافق سنتعشى عندك في المرة القادمة . قولي لي :
- ألا تحسين بصعوبة وألم وأنت تسيرين بهذا الحذاء ذي الكعب العالي ؟ على أية حال لا زلت أذكر أنك كنت تحبين أن تسيري حافية القدمين.
- إنني أحب ذلك دائما. ولكن الكعب العالي لم يعد يجرحني. ولدي الآن إمكان أن أشتري . النوع الذي يبدو مريحا مع الاحتفاظ بجماله الساحق.
كانت تتكلم وقد بدا عليها بعض المكر جعله يبتسم . هذه إذن بداية عودتهما إلى التأمر . لقد أقسمت الشابة أن تتذكر تلك الأيام مدى حياتها .
وجد "وولف" نفسه واقعا تحت تأثير فتنتها وترك عينيه تتجولان على ساقيها المخروطتين بيد نحات . ود لو عاد إلى الأريكة الحجرية وجعلها تخلع الحذاء .
انتزعته مرارة الذكرى والأسف من تأملاته عن الماضي الرائع .أحست "بليندا " بتغيير مزاجه وخمنت أنه يفكر في ذلك الزمن الذي كان يعرف فيه كل أفعالها وتغييرات سلوكها دون أن يشك في شيء . لقد فهمت أن ذلك يحرقه كالحامض اللاذع .
ارتعدت الشابة أمام فكرة أن يهجرها . لقد فكرت مئات المرات قبل أن تتأكد من إمكان مواجهتها لهذا الافتراض . ولكن نظراته هزت اطمئنانها .. أن تفقده مرة ثانية هي ضربة قاتلة . قالت وهي تسرع :
- لابد أن أسرع .
كان "وولف" مصمما ألا يدعها تفلت منه مرة ثانية .. ماذا يمكن أن يحدث له لو اختفت ثانية ؟
في هذه اللحظة بالذات ولدت الفكرة في رأسه ، إنه يستطيع هو أيضا أن يلعب دورا مزدوجا . أجاب :
- وأنا كذلك .. لدي نص لابد أن أقرأه .
أحست "بليندا " أن هناك فكرة في رأسه فشعرت في الحال بالضعف . بماذا يهددها ؟ ولماذا ؟ سألها وولف فجأة عندما وصلا أمام المنى :
- ما الذي قادك إلى الوسط السينمائي ؟
- عرض لم أستطع أن أرفضه .
عندما وثقت " بليندا " بنفسها وأنها مستعدة لمقابلة "وولف " بدأت في التحري والبحث عن أفضل دور يصلح له بهدف أن تقوم بتمويل الفيلم وكان الفيلم الذي ستوقع عقده معه - وهو ريح الجنوب - هو الثاني الذي عثرت عليه .قالت شارحة :
- لقد أردنا في البداية أن نشتري - الرجل الحجري - ولكن الفرصة فاتت . أنت تستحق حقا جائزة الأوسكار للأحسن ممثل والتي نلتها عن ذلك الفيلم أقصد "الرجل الحجري " وكانوا يسمونك لذلك في الصحف "الرجل الحجري".
- أنت تعرفين أمورا كثيرة عني يا "بليندا " .
- لأنك أصبحت مشهورا .
- وهل أنت شريكة في مؤسسة "ديلند " التي أرادت أن تشترك في فيلم " الرجل الحجري " ؟
- نعم
- من الواضح أن لك أسماء كثيرة .
- إنه اسم شريكي وهو أروع رجل قابلته في حياتي .
سمع نفسه يجيب :
- حقا ؟ أنا سعيد من أجلك .
في الحقيقة كانت الغيرة تأكل قلبه وهو يرى عينيها تغشاهما الدموع . إنها تحب ذلك الرجل . تابعت "بليندا " حديثها :
-أنا واثقة بأنك كنت ستقدره . لقد كان نوعا خاصا من الرجال.
كان موت الأستاذ "ديلند " قد صدمها بشدة في اللحظة التي بدأت فيها شركتهما تزدهر . كان الرجل العجوز كريما وطيبا وحلو المعشر ويعتبر أباها الثاني ولازالت تشتاق إليه بدرجة رهيبة . طبع "وولف "قبلة على وجبينها وهو يقول بصوت عميق :
-هذه باسم الأيام الخالية الجميلة .. سأمر عليك في السادسة لأصحبك إلى بيتك .
كانت تشعر بالدهشة وعدم القدرة على الكلام . هزت "بليندا " رأسها علامة الموافقة وابتعد "وولف " . أحست بجبينها يحرقها .. لقد قبلها وعليها أن تظل ترقص فرحا حتى المساء .
تمشى "وولف " في الشوارع , كانت الخطة التي تكونت شيئا فشيئا في ذهنه لم تفارقه أبدا . إن "بليندا " لن تتبخر أبدا بعد في الهواء وستتخذ كل الإجراءات والاحتياطات اللازمة .
اتصل بسكرتيره "وليام " من إحدى كبائن التليفونات العامة على ناصية الطريق ليحصل على رقم تليفون الإدارة في الحال . ما إن كان على الخط حتى أعطى تعليماته في كلمات قليلة مختصرة ووضع السماعة مكانها . لقد بدأت المرحلة الأولى من خطته في الانطلاق . استأنف تسكعه دون أن يعير الشاة أي انتباه ودون ينصت إلى صوت آلات التنبيه الصادرة من السيارات كانت فكرة واحدة تحتل ذهنه : لن تهرب منه "بليندا " أبدا .
"بليندا " تلك الصبية التي رفعت في يوم ما عينيها إليه في ثقة أصبحت الآن بعيدة وحلت محلها امرأة واثقة بنفسها بقوتها ولا تحتاج لأحد . لقد شقت طريقها . ثم هذا المدعو " بليندا " ؟ لقد أحبت رجلا آخر .. هذا مؤكد وهو ما يعذبه أيضا .
أخذ يدير خطته في رأسه مرة ومرة ومرات وفي جميع الاتجاهات حتى سيطر الموضوع على أفكاره تماما . في النهاية بدأ يمارس رياضة الجري إلى أن وصل إلى الحي الذي يقطن فيه وقد انقطعت أنفاسه وغرق في عرقه واستطاع أخيرا أن يسترد سيطرته على نفسه , على الأقل حدد هدفا وهو الذي سيمسك بزمام اللعبة .اختفى في شارع جانبي صغير فجأة ثم انضم إلى النادي الصحي الذي يتردد عليه وبصفة دائمة للمحافظة على لياقته البدنية . وهناك ارتدى لباس استحمام كان موجودا في دولابه الخاص ثم غطس في حمام السباحة وظل يسبح باستمرار ذهابا وإيابا بما يعادل مسافة كيلو مترين قبل أن يدرك أن ذلك لم يطرد من ذهنه صورة "بليندا " المثيرة . عاد إلى بيته يحدوه الأمل أن ينجح العمل الذهني فيما فشل فيه التمرين البدني وانهمك في دراسة نص سينمائي جديد قدمه له "وليام" هذا الصباح نفسه.
كان هذا النص مثل "ريح الجنوب" مبيعا أيضا إلى "شركة "ليندا" الدولية لمستحضرات التجميل" وبدا وكان الدور مفصل عليه بالضبط. لابد أن يكون مجنونا لو رفضه مادامت وعدته "بليندا" أن يكون له السيطرة الكاملة على النص وإخراج الفيلم لو أراد.
قرأ النص مرتين ليحاول إيجاد نقاط الضعف ولكنه وجده أفضل عند تحليل له.. لا زلت "بليندا" تناوره وتتلاعب به وعليه أن يقوي من خطته.
رفع سماعة التليفون من أول رنة وأجاب على المرأة المنفعلة وهي تتكلم على الطرف الآخر من الخط وقال:
- نعم يمكنك أن تطبعيه . كل شيء مضبوط .. إلى اللقاء.
فكرة "وولف" ماذا ستظن "بليندا" ؟ كل شيء سيثبت بسرعة وسينشر في كل الصحف صباح غد.
كان في بهو مبناها من الساعة السادسة إلا عشر دقائق. وهو يذرع الأرضية الرخامية منتظرا خروجها. كان المبنى جديدا وفاخرا.
هل كانت "بليندا" تستأجر فقط الأدوار الثلاثة العلوية أم تمتلك كل المبنى ؟ وإذا كانت قد استطاعت أن تشيد مشروعا دوليا في عشر سنوات فهل كان ذلك بمفردها أم مع ذلك المدعو "دليند" ؟

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 08-05-08, 09:01 AM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

في تمام السادسة فتحت أبواب المصعد وظهرت الشابة ‘ تقدم "وولف" نحوها وقد أذهله جمالها. كان مجرد تأملها يملأ قلبه بكل مشاعر الحب والرغبة في العالم. لقد ظلت نضرة وجميلة عبر السنين. كانت غير عادية وراقية وهشة وقوية في آن واحد. مراهقة وناضجة واستطاعت أن تجمع كل هذه التناقضات في سيمفونية رائعة جعلت منها إنسانة فريدة.منتديات ليلاس

في هذه اللحظة أدرك "وولف" أن حبه ل"بليندا" الذي ظن أنه مات ودفن في التراب لم يكن سوى حالة من البيات الشتوي واستيقظ عند أول لمسة للحرارة. كان من الواضح أن الشابة تحتفظ بمجموعة كاملة من الملابس في مكتبها مادامت قد ظهرت وهي مستعدة مسبقا للخروج بعد أن استبدلت التايير المهني بثوب سهرة من الحرير اللامية والساتان الأرجواني يبرز اللون التركواز لعينيها الواسعتين ونعومة لون بشرتها قال "وولف" وهو يستقبلها بتقبيل يدها :
- ها نحن هنا .
سألته دون تكلف :
- إلى أين سنذهب ؟
- لقد فكرت أن بإمكاننا العثور أولا على مكان مسل يفتح شهيتنا للعشاء بعد ذلك .
كان رائعا في حلته السموكينج الحريرية الزرقاء الداكنة وحيث التفصيلة المضبوطة تظهر جمال جسده الفارع .
ظلت الشابة مصعوقة أمامه وانهمكت في فحص ثوبها حتى تعيد الثقة بنفسها. لقد كانت واثقة بنفسها ثقتها بالكون عندما التقت به في "نيس" لقد اختلفت الأمور تماما اليوم فقد بدأت تفقد ثقتها بنفسها من قرب "وولف" منها وكأنه انتزع منها كل تلك الثقة في لمح البصر بسطوة وجوده. قالت الشابة وهي تدرك أنه كان يحدثها:
- أرجو المعذرة.
- إنني تساءلت: لماذا تفحصين ثوبك وقد بدا عليك بعض القلق... إنك فاتنة إلى أقصى حد.
كان صوته كالنسيم الذي أصابها بالرعدة ‘ قالت:
- لقد كنت تتحدث عن شيء يفتح شهيتنا.. في الحقيقة لسنا مزودين بما يسمح لنا بالجري في الحديقة.
- لا... ولكننا في حالة رائعة تسمح لنا بالذهاب للرقص.
أدارت "بليندا" رأسها لترى سيارة "كوبيه الفاروميو" .
- هل هذه سيارتك التي نالت غرامة مرور؟
تحرك "وولف" بسرعة وهو يصيح ويقودها نحو الباب الخاص بالمبنى.
- اللعنة.. هيا نسرع
شاهدتهما الشرطية وهما يصلان بهدوء ودون أن يبدو عليها أي تعبير. قالت بصوت اتهام:
- أنتما تقفان في منطقة ممنوعة!
رد "وولف" وهو يبتسم :
- سنرحل في الحال .
تغير تعبير الشرطية في الحال عندما رأته . ظلت فاغرة فمها واتسعت عيناها عن آخرهما و أسقطت القلم . لا يزال "وولف" يؤثر فيهن نفس التأثير . تلعثمت المرأة:
- ولكنك ... أنت .. أنت "وولف ويكفيلد" . إن أختي ستموت حسدا عندما أحكي لها .
فتح "وولف" الباب أمام "بليندا" ثم التقط القلم ليناوله الشرطية في أدب . سألته:
- هل يمكن أن أطلب منك أن توقع لي في الأوتوجراف ؟
- طبعا .. أين ؟
- هنا في دفتر المخالفات بجوار اسمي.
استدار "وولف" عندما سمع صوت نفير سيارة كانت سيارته تسد الطريق أمام سائق غير صبور.
صاحت الشرطية وهي تلوح بحركة إمبراطورية :
در حوله ! ثم عادت إلى "وولف" وهي تبتسم :
- لا تعره أدنى انتباه .. وقع من فضلك.
قال "وولف" بعد أن وقع وناولها القلم :
- هاك ! وشكرا لتفاهمك.
أجابت المرأة:
- ولكن لا .. أنا التي أشكرك وشكرا على التوقيع وهذه هي مخالفتك. تركته مسمرا في مكانه بعد أن أدارت له ظهرها وتركت له المخالفة في يده. وعادت أصوات آلات التنبيه تنطلق مرة ثانية فقفز إلى السيارة بينما انفجرت "بليندا" في الضحك الصاخب . نظر إليها بطرف عينيه:
- ظريفة للغاية.
كان المرح الفجائي و الطبيعي في عينيها قد أسعده وأعاد إليه ذكريات حبيبة إلى قلبه. لقد سبق لهما أن ضحكا كثيرا في الماضي.
قال وهو يندس وسط زحام السيارات :
- لماذا لم تسارعي بنجدتي؟
- أنا ؟ أنحشر في رقصة الإغراء حول الشرطية ؟ لا يمكن أبدا .
استأنفت الضحك من أعماقها وأصابته العدوى .
قال من بين ضحكاته :
- إنك لست سوى ساحرة شريرة يا " ابليندا " .
خلال ثوان قليلة اختفت بعدها عشر سنوات من الفراق . لقد وقف الزمن ليحرصهما وسط دائرته الذهبية .
كتما أنفاسهما وابتسم كل منها للآخر واستأنف الزمن مساره وأصبح الحاضر هو المهم . لقد أحست "بليندا " أنها تدور وسط شبابها . لم يسبق لها أن ضحكت بهذه السعادة من زمن طويل وبدا هذا واضحا .قالت بمرح لتخفي عواطفها :
- يا صغيري العزيز .. لا بد أن كرامتك اهتزت أمام خيبة الأمل . رد عليها بحنان :
- نعم ولايوجد شخص آخر يستطيع أن يضحك علي مثلك .
كانت " بليندا "تهتز من السعادة وهي تشعر بهذه الحرية بجواره كيف استطاعت أن تعيش بدون ذلك ؟
ولماذا لم تقدم تلك اللحظات الثمينة عن موعدها ؟ قالت :
- في رأيي أنك لم تتعرف جيدا على تلك الشرطية إنها لم تصدق عينيها ولكن لاشيء يمكن أن يحولها عن أداء عملها . لابد أنها تعول أسرة بأكملها من هذا العمل . اعترف " وولف " وهو يطبع قبلة على ظهر يدها :
- لا يهم .. لقد استطاعت خداعي وأنا الذي كنت أظن أنك فقط القادرة على ذلك ...
قالت " بليندا " بصوت سريع :
- زد السرعة على الثالث .
- هذه السيارة أوتوماتيكية . هل يضايقك أن أمسك يدك ؟
- طبعا .. لا ولكن الأمان قبل كل شيء .
قال بصوت رقيق :
- لا تخافي .
إنه لا يستطيع أن يتركها ولا يرغب في ذلك خوفا من أن تهرب منه مرة أخرى . حاولت "بليندا
أن تجد ما تقوله :
- إنك لم تصادف سوى النجاح في كل السنوات . هل تحب مهنتك إلى هذه الدرجة ؟
- نعم ,ولكن حدثيني عن نفسك .. كيف وجدت نفسك وسط صناعة مستحضرات التجميل ؟
- لقد حدثتك عن شريكي "اندريه ديلند "وهو كيميائي تعرفت عليه خلال دراستي في "السوربون كان يصنع مراهم ضد الحساسية للعناية بزوجته . وعندما توفيت تابع أبحاثه . جعلني أهتم بعمله .
همس "وولف " وهو يلاحظ الحزن في صوتها .
- هل كان شخصا مهما بالنسبة لك ؟
قالت وهي تشعر بالحزن لدرجة الهوس :
- مهم جدا .. لقد مات هو أيضا في اللحظة التي بدأت فيها أعمالنا تزدهر أخيرا.
لم يستطع "وولف" أن يكتم السؤال الذي كان يحرق شفتيه.
- هل كنت تعيشين معه؟
أجابت "بليندا" :
- "أندريه" كان أستاذي وشريكي وصديقي وكان في السبعين من عمره يوم وفاته.

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 08-05-08, 09:05 AM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أعتذر لها وهو يحس بالارتياح الشديد :
- أرجو المعذرة فليس هذا من شأني ولم يكن من الواجب أصلا أن أطرح عليك هذا السؤال.
- هذا بالضبط.. ما كان يجب عليك أن تفعله. هل تدخلت في كل مغامراتك النسائية؟ والتي ذكرتها الصحف؟
رد عليها "وولف" هجوما مقابل هجوم:
- هذه ليست سوى إشاعات في معظمها ولو كان لدي عنك ربع المعلومات التي لديك عني لما احتجت لأن أطرح عليك هذا السؤال.
قالت الشابة وهي تنظر إلى الزجاج الأمامي:
- هذه ثاني مرة تفعل بي ذلك.
- إذا كان الأمر كذلك فلن أمل من تكراره.
- حقا؟ لو كنت راغبا إلى هذه الدرجة في العثور علي فلماذا لم ترد على رسالتي التي تركتها لك في الفندق وأنت تمثل فيلم "انهيار باريس" ؟
- أقسم لك أنني لم أتسلم أي رسالة ثم إن هذا كان من سبع سنوات.
أجابت بعد أن كتمت أنفاسها:
- هذا صحيح.
وصلت السيارة إلى وجهتها وأحس "وولف" بالأسف. إن ما شعر به من خصوصية مع "بليندا" داخل السيارة جعله يشعر بالدفء والحياة.
ركن السيارة في ساحة الانتظار أمام واجهة فاخرة تعرفت عليها بدهشة.
- ولكن ملهى "البيلوري" .. إننا لا نستطيع الدخول. إنه من أكثر النوادي خصوصية.
قال "وولف" مطمئنا:
- باعتباري من نسل المتعاطفين مع التقدميين أثناء الثورة فلدي الحق في الدخول.
- لا شك أنك تمزح.
- لا...على الإطلاق . إن النصف المحافظ من أسرتي عاد إلى إنجلترا ونحن على الجانبين .
- بالمناسبة هذا لا يبدو عليك من قليل أو بعيد.
همس في أذنها وهو يعبر بها مدخل النادي:
- هذه أحيانا الطريقة الوحيدة للرجل ليحصل على ما يريد.
- دائما ساخط يا "وولف" وأنت كنت أكثر قسوة عندما تثور.
- أثور؟ ولكني لست غاضبا لدرجة الثورة معك يا حبيبتي.. ثم إن كبير الخدم ينتظر.
قالت له وهي تدير له ظهرها:
- لا مجال للعشاء مع رجل دائما يحاصرني.
تهكم "وولف" وهو يدفعها في اتجاه كبير الخدم:
- وتقولين: إنني غاضب .. مساء الخير يا"نيلسون" هل الفرقة الموسيقية جيدة هذا المساء؟
قال كبير الخدم وهو يبتسم بطريقة راقية جدا:
- ككل مساء يا سيد "ويكفيلد" .. نحن سعداء برؤيتك ثانية .. أتحب أن ترقص؟ أم تتناول العشاء؟
تقدمها "نيلسون" فوق المرات المغطاة بالسجاد الناعم عبر حجرات مغلقة بستائر من المخمل خلفها أحاديث هامسة إلى أن وصلا إلى حجرة أصابت الشابة بالذهول ‘ كانت عبارة عن قاعة ثلاثية الأسقف محاطة بمقصورات تعلو حلبة الرقص وتطل على الراقصين وكانت الجدران كلها مغطاة بقماش حافاته مطرزة بخطوط بيضاء بينما النجف الكريستال يعكس آلاف الأنوار الذهبية والفضية . همس "وولف" عندما رأى دهشتها:
- إنها جميلة .. أليس كذلك ؟ أعرف أنك كنت ستحبينها.
أجابت:
- إنني أحبها جدا.
قدم لها مقعدا وهي لا تعرف ماذا تقول. طلب "وولف" عصير التفاح مع حلوى "البتي فور" وأضافت الشابة:
- ومياه معدنية من فضلك من أجلي.
قال لها عندما رحل الساقي:
- لقد كنت تشربين عصير البرتقال في "نيس"
- لم أكن راقية ومميزة كما أنا الآن.
- معنى هذا أنك تفضلين شرب عصير التفاح بدلا من المياه المعدنية.
- أتريد أن تقول: إنك تفضل من يشرب عصير التفاح على من يشرب المياه المعدنية.. لم تذكر شيئا عن الرقص؟
قال "وولف" وهو ينهض:
- هذا حقيقي.
عندما أمسك بيدها ليقودها إلى حلبة الرقص عرفت أن هذا أسوأ طلب طلبته منه. أن ترقص مع "وولف" فإن ذلك آخر حصونها.
وجد "وولف" لذة في أن يشاهدها تسير أمامه حتى وسط الحلبة. كان جسدها يتأرجح في ليونة في منظر لم ير في جماله مثيلا من قبل.
همس في أذنها:
- أتذكرين تلك الليلة التي ذهبنا فيها للرقص على الشاطئ ؟
قالت كاذبة:
- نعم .. قليلا ، انها تذكر أدق تفاصيلها ووجدت قلبها يشتعل أمام الذكرى. تابع بصوت دافئ وعميق :
- ثم راقبنا شروق الشمس فوق البحر وقلت: إنني أريد في طعام الإفطار....
قاطعته حتى لا يسترسل في الذكريات:
- "وولف" ! إنني أنصت للموسيقى.
ولكن الأوان قد فات.فإن سيل الذكريات غمرها بلا رحمة. أحست بيد خفية تدفعها للالتصاق به وتغمض عينيها لتطير فوق أجنحة الموسيقى نحو عالم خرافي لذيذ ... كان عالمهما من عشر سنوات مضت.

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الحب المجنون, رومنسية, روايات, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t78123.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Ask.com This thread Refback 01-09-15 11:41 PM


الساعة الآن 05:30 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية