كاتب الموضوع :
^RAYAHEEN^
المنتدى :
الارشيف
-10-
بعد أسبوعين صار عندي ملفان آخران .. واحد كتب باللاتينية والآخر كتب باليونانية ..
وقد بدأت ادرك انني كنت محقا .. بالفعل أرقام الصفحات تكمل بعضها .. ويا له من شعور رهيب عندما تدرك أنك تحدق في ترجمة ( تيودور فيليتاس ) أو ترجمة ( فيرمياس ) .. قرون عديدة مضت على هذه الاوراق وتم تناقلها من يد ليد خلسة .. هي الآن في يدك انت بالذات ..
لكن ما الذي نخرج به من هذا الكتاب بفرض انه صحيح ؟
ثم خطر لي خاطر آخر رهيب ..
هؤلاء ماتوا بتلك الطريقة البشعة لأن كلا منهم كن يحتفظ بجزء من الكتاب .. لا اعرف من قتلهم ولا الغرض .. لاحظ أننا لم نسمع عن ميتة مماثلة لكل من امتلكوا الكتاب في التاريخ .. وإلا لكان ( دي ) أو ( كراولي ) أجدر مني بهذه النهاية .. ربما كانت لعنة الكتاب تصيب الأبرياء فقط .. أي الأشخاص غير الملعونين أصلا ..
إذن ماذا عن مصير من يمتلك الكتاب بالكامل ؟
وشعرت بم ابقي من شعر رأسي ينتصب ..
نعم .. لو صح توقعي فأنا المرشح الأقوى الآن لهذا ..
ربع كتاب كان كافيا لانتزاع القلب من الضلوع فماذا عن الكتاب كاملا ؟
هنا دق جرس الهاتف فوثبت مترين في الهواء ، ونسي قلبي ان يدق عدة ضربات .. ثم نهضت فرفعت السماعة ليصلني صوت ( عادل ) يقول :
- " لقد فتحت الزوجة درج زوجها "
- " أية زوجة ؟ "
- " ( فاتن ) "
- " زوجة من ؟ "
- " زوجة د. ( زكي ) .. يا أبله . .هل أصبت بتخلف عقلي ؟"
- " أصبت بماذا ؟ "
هنا انفجر فهو لم يعد يتحمل أو كما يقول العرب لم يعد في قوس الصبر منزع .. وقال في غيظ :
- " أنت قد جننت تماما .. على كل حال وجدنا مذكرات الدكتور .. وهي مهمة بحق .. سوف تصلك نسخة منه احالا .. لقد اتصلت بهم في مديرية أمن القاهرة .. أرجو ان تقرأها وتخبرني برأيك .."
- " أخبرك بماذا ؟"
لكنه وضع السماعة كي يتجنب سماع اكثر ..
بعد ساعة دق جرس الباب فاتجهت لأفتحه . كان هذا هو مساعد الشرطة ( شوقي ) الذي تحول عمله الى احضار الملفات لي .. شكرته فوقف يلهث طالبا كوبا من الماء ، وفكر للحظة في ان يصاب بنوبة قلبية ويموت على بابي ثم عدل عن هذا التصرف الغير مهذب ، وحياني وانصرف ..
وفي الداخل جلست وتفحصت المذكرات .. إنها تقع في حوالي مائتي ورقة تحكي بدقة وبخط نضيد أكثر ما يحدث للرجل ، على ان اهم ما وجدته كانت ذكريات رحلته الى النمسا .. هذا الجزء القى الكثير من الضوء على القصة .. هذا نموذج من اربعة يحكي كيف حصل احدهم على الجزء الخاص به من الكتاب .. لقد تورط الرجل ف يالقصة بعد موت استاذه البريطاني .. لم يستطع التخلص من الاوراق ثم وجد أنها تضم اشياء مهمة فعلا .. هكذا اندمج في القصة الى درجة انه لم يكن يفارق غرفة مكتبه ابدا .. لا يوجد دليل في المذكرات على كونه كان على اتصال بالثلاثة الآخرين في أيامه الاخيرة .. يبدو ان كل واحد منهم راح يبحث بشكل منفرد ..لكنهم لم يلتقوا قط لتبادل الخبرات ..
ترى هل عرف كل واحد منهم ان الباقين هلكوا ؟ لا اعرف .. إن الاخبار لم تذع في الجرائد ..
( إن الجيران يمشون بطريقة عجيبة هذه الأيام .. إن اصوات خطواتهم تبدو كأنها آتية من غرفة النوم .. منذ أسبوع سمعت احدهم يمشي فوق رأسي فبدا لي كأنما يتدرب على الوثب فوق مؤخرته ..)
كان النعاس قد تسرب لعيني فقررت ان انام بعض الوقت ثم اعاود التفكير او أتجاهله ..
هنا دق جرس الهاتف بإلحاح شديد ..
اتجهت نحوه متثاقلا ورفعت السماعة ..
كان المتحدث يتكلم الإنجليزية .. إنجليزية أمريكية واضحة .. وعرفت الصوت على الفور :
- " د. ( رفعت ) .. أنا ( سام كولبي ) !! "
( سام كولبي ) ؟ الساحر النصاب النيويوركي واليهودي مريض البروستاتا الأبدي .. لكن هذا الجرس ليس طويلا كأجراس المكالمات الدولية .. إن ..
عاد صوته يصيح :
- " انا هنا في المطار .. مطار القاهرة ! اتصلت بك قبل سفري لكنك لم ترد !"
( بالفعل هؤلاء الجيران قد تجاوزوا الحدود .. )
قل في غباء وبلا شبهة ترحاب واحدة :
-" ماذا اتى بك نا ؟ "
قال في عصبية :
-" لا وقت للشرح .. فقط اريد منك ان تغادر البيت حالا ! لا تدخل غرفة نومك باي ثمن !!"
عدت أسأل بذات الغباء :
- " لماذا ؟ ما الذي ؟ "
- " أترك البيت حالا .. ابق وسط الناس ..! إنه ينتظرك في غرفة النوم الآن !"
|