لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-12-06, 12:59 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2006
العضوية: 16952
المشاركات: 137
الجنس أنثى
معدل التقييم: أبتسم رغم أحزاني عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 13

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أبتسم رغم أحزاني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : انا وانتي وكلنا المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

مشكوووووووووووووووووووووووووووووووورهـ

أختى أنا وأنتا على القصة والله يعطيك العااااااااااااااااااااااااااااافيهـ

 
 

 

عرض البوم صور أبتسم رغم أحزاني  
قديم 25-12-06, 01:47 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2006
العضوية: 7089
المشاركات: 72
الجنس أنثى
معدل التقييم: انا وانتي وكلنا عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
انا وانتي وكلنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : انا وانتي وكلنا المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبتسم رغم أحزاني مشاهدة المشاركة
   مشكوووووووووووووووووووووووووووووووورهـ
أختى أنا وأنتا على القصة والله يعطيك العااااااااااااااااااااااااااااافيهـ

العفو يالغاليه والله يعافيك

 
 

 

عرض البوم صور انا وانتي وكلنا  
قديم 25-12-06, 02:02 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2006
العضوية: 7089
المشاركات: 72
الجنس أنثى
معدل التقييم: انا وانتي وكلنا عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
انا وانتي وكلنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : انا وانتي وكلنا المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

- الجزء الحادي عشر -










[ 11 - وطن بلا أمل ]


















" تدرين أحس أن اليوم مميز والفرحة فيه بتصير ثنتين "

أجابت عمتي مُتعجبة :

" كـيـف ؟ "

قلتُ سَعيدة :

" يعني يمكن رجوع نواف يغيّر الوضع شوي "

أجابت عمتي بتساؤل :

" ما فهمت أي وضع !! "

قـُـلتُ باستياء :

" ما دري بس أحس الأجواء مشحونة بين عماني , وبصراحة أنا ما لاحظت ها لشيء إلا لما عرفت السالفة اللي بين عمي عبد اللطيف وأبوي , وفعلاً لاحظت تطنيشهم لبعض !! "

أجابتْ عَمتي مُستنكرة :

" وش دخل نواف طيب ؟ "

قـُلت :

" ما أدري بس زواجه من بنت فوزية هو اللي قلب الدنيا فوق عَقب "

وأضفتُ بتردد:

" يعني لو مثلا يرجع كل شي لحاله "

أعتلا صوت عمتي بقولها:

" هيفاؤه تكلمي بالعدّال ما فهمت منك ولا حرف !! "

قــُـــلت غير مكترثـــة :

" يعني قصدي أن أنهار ترجع لنواف "

صَرختْ عمتي أمل في وجهي كالمجنونة :

" مجنونه أنتي وش ها لأفكار ؟ "

قــُلت :

" أنا قلت مجرد تخمين بس ! "

اعتقد بأنها غَضِبتْ لحَماقتي فقالت بـِـغضب :

" هيفوووه لا تخليني اقلب عليك, و الخرابيط اللي قلتيها قبل شوي أقص لسانك إن سمعتها منك مرّة ثانيه فاهمه "

أجبتُ بضيق:

" أف أموولتي زعلت .. افا بس والله امزح "

أجابتني بحدة :

" الأمور الجدية ما فيها مزاح يا هيفاء , ورجاء خاص مني خلي نواف و لمى على جانبك الأيسر , يعني فكي يدينك منهم لا تتدخلين بأمورهم, أما انهار فخلاص نصيبها مع نواف انتهى ومستحيل يأخذها على ذمة إنسانه ثانيه "

قـُلت :

" آسفة طيب "






* * * * * * *






[.. لمى ..]










وصلنا و أخيراً إلى أسوأ منزل صَادفتـــه عيني والذي مؤكداً ستكون نهايتي بداخله

وصلتْ السيارة إلى مقدمة القصر

تنبهت على صوت نَواف يأمرني بالنزول ففعلتْ

اتجهنا حيث الباب الرئيسي لمنزل أم نواف

فــَــتح الباب من المقبض ودخل

المكان هادئ جداً ومُظلم !!

الساعة تشير تقريبا إلى الحادية عشر والنصف مساءاً

تقدم نواف بخطواته للداخل وقد صوّت لأحدى الخادمات

" تيناااااااااااااااااااااااااااا .. تيناااااااااااااااااااااااااااااااا .. يا تينا "

" نعم بابا "

"وين مدام ؟ "

" مدام فوق "

" أوكي خذي الأغراض لغرفتي "

أمرها بجلب الحقائب ووضعها في الأعلى حيث الغـُـرفة

أما أنا فقد تسمرت بمكاني لا حِراك.. ولا هَمس

جاءنا صوت وقع خطوات تجري

رفعتُ بصري لأرى أم نواف وقد ضمّت أبنها بحنان

لقد كان مشهداً مؤلماً بالنسبة لي !

فبرغم من وجود أمي على قيد الحياة ألا إنني لم أبادلها لحظاتً حميمة كتلك !

أَحبَّ قلبي الحب النابع من قلبْ أم نواف اتجاه ابنها, وتمناه !

فحياتي القاسية هي ما أشعل مشاعري تجاه تلك العاطفة.......................

أفقت من شُرودي حينما أدركت بأنهم تجاهلوني

توقعت أن أبادل بــ نفس ما تلقى نواف من الحُب والحنان

إلا أن التجاهل كان نصيبي !

صُدمت لذلك !!

فأحسست بالقهر والألم !

أبداً لم يراعوا شعوري, بل تجاهلوني كإحدى قطعهم الباليه

أخذتْ السيدة ابنها وذهبا إلى حيث لا اعلم

بينما أنا واقفة كالجدار بجوار الباب

هذه المرة لم أضعُف بل وقفت بصمود و وقوه بالرغم من تزلزلي من الداخل

بعد مرور بضعا من الوقت - تقريبا عشر دقائق - من وقوفي لوحدي

فوجئت بمن يفتح الباب خلفي !

لمْ التفتْ بل وقفت بثقة و صمود

جاءني صوتاً لطالما تمنيت سماعه

ولا يسعني وصف مدى شوقي إليه بالرغم من أني لمْ اغب عنه سوى أربعة ليال فقط

أنها أمل الحبيبة !

قفزتُ إلى أحضَانها كطفلٍ تائه وجد من يحتمي به

طفلاً واجه أيام قاسيه و لمْ يتحملها عاتقيه

استقبلتني بحرارة صادقة , نابعة من قلب كبير

الآن فقط أجزم بأني فعلا أحبها بـِصدق

ولأجلها وحدها أنا متمسكة بالحياة..................

" تعالي يا لغالية يا بنت الغالي شلونك ؟ وش أخبارك عساك طيبه !! "

أخذتني للأعلى بسعادة صادقة نابعة من قلب طاهر

آه ما أروعها !!

بوجودها فقط يُغرس في قلبي شعور الراحة والطمأنينة

شعوراً حياتي لم تذِق طعمه

شعوراً افتقدته منذ رحيل والدي

آه .. ألف رحمة عليك يا والدي العزيز

" وش أخبارك حبيبتي , و شو سويتو هناك ؟ "

أنها حتى وبالرغم مما نالته مني في الآونة الأخيرة تسألني عن حالي

أية إنسانة هي !!

أجبتـُـها بابتسامة :

" بخير يا عمه "

ابتسمتْ هي الأخرَى فقالتْ :

" عساه دوم أن شاء الله , طيب وشلون شفتي ماليزيا حلوة ولا يعني ؟! "

ابتسمتُ لها وبنفس الوقتْ أصابتني حيرة عظيمة !

فكيف سأجيبها !!

نعم كيف لي أن أجيبها وأنا لم أذق طعماً للراحة هناك !

اكتفيت بقولي :

" حِلوة "

قالت من جديد :

" ونواف ؟ كيف تشوفيه ؟ عساه ما بهدلك !! قولي لي أوريك فيه الشغل "

ضحِكتُ لها بهدوء فقلتْ :

" لا الحمد لله أحسن من غيره "

أجابتْ مُستنكره :

" أحلى من غيره !! قوية الصراحة "

قلتُ لها مُضيعه للحوار :

" أنتوا كيف أحوالكم ؟ "

وصل الحِزب مقاطعاً حديثنا

نهضت من مكاني كي ألقي سلامي على الأخوات الثلاثْ

تغريد كانت الأولى

سلامها كان بارداً جافاً, حيثُ اكتفتْ بالمصافحة !

بينما مرام و هيفاء بادرني بالسَـــــلامـِ والقــُــبل

" أجل وين نواف ؟ "

هذا ما قالته هيفاء لحظة انتهائها من إلقاء السلام

أجابتها العمة أمل:

" والله مدري لسا ما شفته بس أكيد تلقين أمك مستلمته يا بغرفته يا تحت "

ضحِكت هيفاء قائلة :

" ههههه عاد الوالدة ونواف اجتمعوا عز الله ما شفناهم ابد , المهم إحنا بنروح نسلم تجين معنا عمه "

قالتْ العمة بسرعة :

" ألحقكم بعدين "

أجابتْ هيفاء :

" اوكي "

رحلنْ بهدوء

نظراتْ مرام و تغريد لي تخيفني كثيراً !

هيفاء ارتحتُ لها أكثر ولسبب أجهله !

بالرغم من أني لا اعرفها ...............







* * * * * * * * *




[.. أمْ رنا ..]











" هاه يا بنيتي شو قلتي ؟ "

أجابتْ صغيرتي بقولها :

" I don’t know mom "

قـــُــلتُ مُـقنعة :

" يا بنيتي .. راكان أبداً ما يفوّت ولد رجّال , و سنع وأيده مليانه و كافي أنه ولد عيال سالم "

سألتُ محتارة :

" طيب هو ولد مين بالضبط ؟ عبد اللطيف ولا سلطان !! "

أجبتـُـها موضحة :

" لا ولد عبد اللطيف, اللي أخته أنهار, وعمهم سلطان صغير ما عنده عيال "

أجابت مُستنتجه:

" أهاااا أخو أنهار "

أضافتْ مشمئزة :

" وووووع I don't like her"

قـلتُ مُقنعه :

" يا بنيتي تراه ما يتفوّت "

رنــا :

" إيه يمه بس أخته تلوع كبدي ما حبها I hate her so much "

قـــُـلت :

" وش عليك من أخته مصيرها تتزوج أهم شي الرجل "

رنا :

" ما أدري عطيني فرصة أفكر"






* * * * * * * * *




[.. نواف ..]








" نواف وين زوجتك من جيت ما شفتها ؟ "

سُؤال عمي سُلطان أربكني

فأنا فعلاً لا أدري أين هي ؟

لمْ استطع التفوه بالحقيقة لأني لو فعلت لعاتبني مؤكداً

أجبته بقلق :

" بغرفتها ترتاح "

سلطان : " عسى ما تعبتم بالرحلة ؟ "

نواف : " لا الحمد لله .. بس تعرف يعني ثمان ساعات ما هي بسهله "

سلطان : " أكيد "

نواف : " إلا وش أخبارك مع الأسهم ؟ يقولون ها لأيام السوق طايح "

سلطان : " يا أخي أنا جاي عندك أبي أوسع صدري تجي تذكرني "

قلت بمكر :

" افا العم خسران اجل ؟ "

سلطان : " أعوذ بالله يا أخي تفاءل خير , إن شاء الله إنها فترة وتعدي "

عدّلت جلستي وقلت بعدم اقتناع :

"إيه الله يوفقكم "

بعد فترة اجتمع شمل العائلة بوجود والدي والذي بدت مقابلته لي صارمة كالعادة وقوية

وكذالك عمي عبد اللطيف والذي بدا صامتاً طوال الوقت

كذا أخي ياسر ومرحه المعهود

أما خالتي أم ياسر فبادرتني السلام وأطمئنت على حالي بعدها رحلت

تغريد ومرام و هيفا استلمتني كل واحدة منهن بالأسئلة اللانهائية

قلتُ بعد مدة مستفسراً :

" إلا وين عمتي أمل ما شفتها ؟ "

أجابتني هيفاء بسرعة :

" لاهية مع زوجتك "

قلتُ بتردد :

" وين ؟ "

أجابتني :

" فوق بالصالة "

عندها استأذنتُ الجميع بقولي :

" طيب عن أذنكم بروح ارتاح "






* * * * * * * * *





[.. لمى ..]










" مجنونه أنتي ؟ ليه طيب ؟ نواف ما يعاملك زين ؟ "

قلتُ بتلعثم :

" لأ مو كذا , بس أنا ارتحت هناك وأبي أرجع زي أول "

أجابتني عمتي بحدة :

" لمى حبيبتي أول غير الحين , حاولي تفرقين !! "

وأضافتْ :

" زمان كنتي مش متزوجة , الحين لأ الوضع تغير عندك زوجك ولازم تقعدين بالمكان اللي هو فيه "

ترجيتها بغصة وفقدان أمل :

" عمه ساعديني تكفين, مالي غيرك "

أجابتْ :

" حبيبتي كيف أساعدك ؟ الحل بيدك أنتي , حاولي تغيرين نواف لصالحك , نواف طيب وأنا أبخص الناس فيه , هو صحيح عنيد شوي بس ما عليه أهم شي أن ها لقلب فيه طيبه ويخاف ربه "

قلتُ برجاء أكبر وصوت عالي أشبه بالبكاء :

" عمه ما أقدّر أعيش معه ما أقدّر , حرام عليكم ليه تسون فيني كذا .. دمرتوني ... دمرتو كل شي فيني ..... "

لمْ أستطع أكمال حديثي بل غلبني البكاء, ولمْ أحاول منع نفسي....................









* * * * * * * * * * *




[.. أمل ..]








قــَـلبي يتقطع ألماً لحال تلك المسكينة !

لكن ما بيدي أن أفعل ؟

فأنا مغلوبً على أمري

لم أشأ أن أرُدها , بل أخبرتها بمحاولتي في ذلك

وبالطبع لم أفــســر لها كيف ستكون محاولتي ؟

حسنا إذن .. الأمر يبدو لي صعباً ولكنني سأحاول

فالحل ليس بيدي ولا بيد أخي احمد

بل هو نواف نفسه

لكن كيف سأقنعه ؟ حقيقة لا اعلم ؟

فالأمر يتطلب تدبير وتخطيط , ولابد لـ لمى أن تساعدني في ذلك

قلت بعد برهة من التفكير :

" حبيبتي لمى أنتي عارفه إن خيوط الحل بيدك بس ما أنتي قادرة تلميها "

رفعتْ الفتاة رأسها من بين دموعها, وقالت ساخرة:

" أي حل يا عمه ؟ "

أثارني سخرها مني فقلتُ غاضبه لكن بهدوء:

" شوفي عاد إذا أنتي بتأخذين الموضوع تريقه و طنازه ما راح أتكلم "

صمتتْ لم تتكلم !

قلتُ لها بحنان فمنظرها يوحي بالإيجاب :

" هاه حبيبتي مستغنية عن حلولي "

نهضتْ الفتاة من مكانها ومسحت دمعاتها

قالت لي ويبدو عليها بأنها تذكرت أمرا ما :

" عمة آسفة ما كان له داعي أدخلك بمشاكلي عن أذنك بروح أنام .. إلا وين غرفتي ؟ "

دُهشتُ لتصرفها الغير متوقع !

والذي جاءني بصورة غير طبيعيه

أعتقد بأني الآن اكتشفت أمرا كان غامضاً لي في شخصيتها !!

فقلتُ بسرعة :

" لحظة لمى "

التفتت إلي منتظرة حديثي

فقلتُ لها بجدية وتساؤل صادق :

" ليه تتهربين ؟ "

وأضفتُ بتفكير :

"مو يمكن اقدر أساعدك ؟ "

صُدمتْ الفتاة لجملتي فنظرات الدهشة قد برزت في عينيها

قالت بعد فترة من التفكير والتردد :

" أتهرب ؟ .. أنا ما أتهرب "

صرختُ في وجهها بغضب :

" إلا أنتي تتهربين من الحلول , والظاهر انك تبين تعيشي حياتك على طول كذا "

أجابتني بغضب هي الأخرى :

" صح عليك بعيشها كذا على طول .. مش هذا نصيبي اللي يبيه لي عمي ؟ "

أجبتـُـها :

" آآآه لو أفهمك ؟؟؟؟؟؟ "

وأضفتْ :

"الحين بعد كل هذا تحطين اللوم على اخوي.. ما كنك أنتي اللي قبلتي واستعجلني ها لشيء , كان بوسعك ترفضين وتوقفين بوجهه زي ما وقفتي بوجهه بالبداية , ليه تراجعتي في النهاية ؟ "

أجابتني بغضبْ أشدّ وصوتاً اقربُ للصراخ :

" لأني مجبورة "

أجبتـُـها بسرعة :

" عذر ما يبرر لك أنك تكرهي زوجك بها لطريقه "

قاطعنا صوت إحدى التحف بسقوطها !

فصدمنا معاً عندما أدرنا وجوهنا للجهة الأخرى

لقد كان نواف !!

يا الهي الأمور ستزداد سوءاً الآن !

فحوارنا الساخن الأخير لابد وانه سمعه و لا أظنه سيفهمه من الناحية المطلوبة

اقترب نواف منّا

فكرتُ أن أغير الموضوع ريثما تهدأ الفتاة وتلين

لم أجد سوى أن اُسلم عليه وأسأله عن أحواله

وبالفعل نجحت خـُـطتي

حيث استأذنت لمى بشكل سريع للراحة

حاولت أن استغل وقتي معه لصالح لمى

فقلت :

" نواف أمش معي المكتب أبي أكلمك بموضوع مهم "

أجابني بلا مبالاة وهو يقّلب إحدى القنينات بيده :

" قوليه هنا ما يحتاج الغلبة "

أجبتـُـه بغضب :

" نواف الموضوع خاص و ما أبي احد يسمعني "

نهض من مكانه وقال :

" أذا بتكلميني عن لمى فأنا يا عمه آسف توني واصل وتعبان "

يا ألهي ما أدراه ؟!

قلتُ له حائرة :

" ياربي !!!! انتم شسالفتكم ؟ وش صاير بينكم ؟ كل واحد يتهرب من الثاني ومو راضين حتى ولا تفاتحوني فيه "

قال لي ساخراً وغير مُصدقاً :

" تبين تفهميني إنها ما قالت لك شي ؟ "

قلتُ له بصدق :

" بس فعلاً هذا اللي صار لا البنت ولا أنت راضين تقولون "

نواف :

" عمه أنا تعبان و أبي أنام عن إذنك "

ذهبْ ولم يترك لي مجالا ولا حتى أن أتـَابع حديثي

يا الهي.. ما حكايتهم ؟

كل منهم يتهرب من الآخر بشكل مثير !!

اعتقد بأن الجو بينهم قد تكهرب

وإلا لما رفضا خوض الحديث معي في هذا الخصوص

وأن يكن فأنا أمل وحتماً سيأتي الغـــد لأعرف !!!!!!!!!!!!!

[.. أنهار ..]









" ما شاء الله وأنا آخر من يعلم "

أجَابتني والدتي بـِبُرود وعدم اِكتراث :

" كل شيء صار بسرعة "

قـُلتُ مغتاظة :

" وإذا !! أنا بنتكم .. و المفروض أكون عارفه قبل ع الأقل أقدر أمنعكم "

كانت جملتي على وصول والدي

" وش فيكم ؟! "

صمت لم أتكلم فا لغيض تمكن مني

كررّ والدي سؤاله :

" وش فيكم !! "

أجابت والدتي متلعثمة :

" ما فيه شي يا بو راكان بس بنتك تدلع "

أجاب والدي مُبتسماً بحنان غير مدركاً لمحتوى ما نتكلم به :

" خليها تتدلع دامها بنت عبد اللطيف سالم "

لمْ أبادله التـَـبــسُم بل كُـنتُ مغتاظة لما يحصل

أنها رنا البغيضة !!

لا يسعني أن أتخيل يوماً بأنها ستشاركني أخي

حتماً أنه يوم بؤس علي

" يبه صدق راكان بيتزوج هذي اللي أسمها رنا "

أعتقد بأن والدي لم تعجبه نبرة حديثي معه

قال حانقاً :

" أنا قلت لكم موضوع راكان منتهي ولا أحد يتكلم فيه "

قـُلتُ مُدافعه :

" أيه يبه ميخالف ما نتدخل بس إذا المسألة فيها رنا وأنها تأخذ أخوي فالسالفة ما تستحمل سكوت "

صرخ والدي :

" أنهار ! "

أوطأت رأسي بأسى وقلتْ :

" آسفة يبه "

أضفت :

" بس البنت ماهي زينه "

أجاب والدي حانقا وبحده :

" الموضوع منتهي "







* * * * * * * * * * *





[.. أم فيصل ..]









كنتُ جالسة اُقلب بتلك القنوات الفضائية

لعلي أجد ما يسليني ويسرق وقتي

وصلتني خادمتي المصرية [أم أيمن] لاهثة

" مدام مكالمة ضرورية أوي "

أجبتـُها بكسل :

" قولي مشغولة "

أجابت :

" ايوه بس ده راقل "

قلتُ متعجبة :

" رجل !! وش يبي فيني ؟ "

أوجعني قلبي !

أمسكت بالسماعة مباشرة

وصلني صوتاً بلكنة غريبة :

" ألو "

آه .. أنه هو !!

صغيري ومن عانقت روحه روحي

لساني شلُ

عيني دمعت !!

صرختُ فيه بلا وعي مني !!

فأنا أم مجروحة عانت من فراق أعز ما ملكت

" فيصل بعد عمري وليدي.. كذا تسوي في أمك .. كذا تخليني وتروح ؟ .. ابد ما هقيتها منك "

جاءني صوته العذب مريباً :

" شلوووونك يمه ؟ "

ام فيصل :

" ماني بخير دام عيني ما تشوفك "

فيصل :

" يمه أنا آسف "

لم اُجبه فقلبي يتقطع ألماً لفراقه

وشوقاً لرأياه

جاءني صوته مكرراً وبألم:

" يمه أنا آسف "

لمْ أستطع أن أجافيه أكثر فأنا مهما حدث أظل أم ولن يقوى قلبي على ذلك

أجبتُ بمقاومه :

" متى ترجع يا وليدي ؟ "

أجابني بصوت ثقيل :

" قريب يمه قريب "

بعدها اختفى صوته

حلماً جميلاً داهمني واختفى

صرخت :

" فيصل .. فيصل "

لمْ أصدق حينما أبلغتني الخادمة بأن هناك مكالمة من رجل

أسرعت إليه كالمجنونة إلا أنني فوجئت بجفائي معه

لربما حنقي وغضبي على غيابه هو السبب !

فكم مرّ من الوقت على رحيله

ومع ذلك لم يحس ولم يشعر بي !

بل تجاهلني ولم يكلف نفسه ولا حتى أن يكلمني ويطمئن قلبي المفزوع





* * * * * * * * *





[.. ياسر ..]







أجابَني راكان المِسكين راجياً :

" ياسر تكفى قول وش صار ؟ "

أجبتـُـه ببرود ومكر :

" قـِلتْ لك طلعت لي وحده "

أجابني مُصدقا :

" أحلف "

ياسر:

" والله إذا ما صدقتن بكيفك "

قال مُحتاراً :

" طيب وش تبي ؟ "

قلتُ بمكر:

" أسأل نفسك ؟ "

أجابَ مستنكراً :

" وش قصدكـ !! "

ياسر :

" ما أدري عنك يا ما تحت السواهي دواهي "

راكان :

" ياسر لا تفهم غلط والله العظيم ما عرفها !! يمكن غلطانة !! "

ياسر :

" لا البنت تقول أبي راكان بالحرف الواحد"

راكان :

" ياسر والله العظيم ما عرفها "

قلتُ بمكر :

" راكانوه تراي يسوور يعني عادي ما علم احد !! "

صرخ :

" أقسم لك بالله العظيم أني ما اعرفها ما عرفها "

قـُـلت بمكر :

" يعني حلال علي !! "

أجابني بلا تفكير :

" حلالين عليك "

أضاف مستنتجاً :

" لحظة وش قلت ؟ "

أضاف مَرة أخرى مُشككاً :

" يسوووورووه لحظة أحـلف أنها طلعت بنت "

اِنفجرتُ تلك اللحظة ضاحكاً على براءته و سذاجته

صرَخ المسكين في وجهي حانقاً

" زين يسور زين, مردودة يا لتعبان "

لمْ أستطع إيقافْ ضحكي على نجاح خـُدعي على أبن عمي المسكين

أستمر ضحكي وأشتد غيضه هو الآخر

لم يستحملني فضرب بالمخدة في وجهي ورحل






* * * * * * * * * *



[.. هيفاء ..]






" دريتي أن أبوي بيسوي عزيمة يوم الخميس الجاي "

أجابت مرام ببرود وهي تفتح العلبة أمامها :

" يا قدمك .. داريه قبلك "

وضعتُ يدي على خصري فقلت :

" لا صرتي داريه قبلي ليش ما قلتي يا آنسة ؟ "

أجابتني وهي تأكل أول قطعه من تلك ’الشيكولاه البلجيكية’ :

" لأني مالي خلق "

قلتُ باشمئزاز :

" الله يحوم كبدك , لا عمرك تتكلمي وأنتي تأكلين "

قالتْ بلذة :

" ما حد قال لك راقبين "

هيفاء :

" خبله أنتي, كيف افهم إذا ما طالعتك "

دخلتْ علينا في هذه اللحظة من لا نتوقع أبدا تواجدها بيننا

إنها لمى !

كلانا أصابنا الذهول !

كنا جالستين في غرفة الجلوس السفلى في منزلنا

لم يكن هناك سواي أنا و أختي مرام والتي جاءت إلي لأشاركها تناول الشيكولاه البلجيكية المستوردة

صُدمنا نحن الاثنتان لحظة دخولها علينا !

كما أنها الأخرى بدت خائفة منا

" السلام عليكم "

لم نـُــجبها سلامها بل ضللنا صامتتين لبرهة

فهذه الأولى بالنسبة لنا و التي نقف بها أمام ابنة فوزية لوحدنا

قالتْ مرام وهي تمضغ الشيكولاه :

" احم أنا بروح عند تغريد عن إذنكم "

تباً لها ستتركني لوحدي معها !

لا لن تفعل

استوقفتها بقولي المتردد :

" مرام لحظة , اقعدي أصلا تغريد الحين بتجي "

كانت واقفة بصمت وأظنُ بأنها غاضبه

مرام قاومت توسلاتي و هربت

بقيتُ معها والرعب قد تمكن مني

قلتُ لها بخوف وصوت متلعثم :

" اجلسي "

رمقتني بنظرة غريبة فتقدمت نحوي وقالت:

" خربت عليكم الجلسة ؟ "

أجبتـُـها بتلعثم :

" لا عادي .. تفضلي "

بعد قليل وصلتْ تغريد ومعها مرام

ويبدو أن الأخيرة هي من استدعاها

جلسنا معاً بصمتْ

كسرتْ تغريد حاجز الصمت بقولها:

" أنتي بأي صف ؟ "

أجابت الفتاة بحده وعدم مبالاة :

" ما درس "

قالت تغريد بجفاء:

" ليه ما دخلتي الجامعة أكيد مجموعك يفشل"

أجابتها بتوضيح اكبر:

" لأ ما درست بالأصل لا جامعه ولا غيره "

صُدمنا جميعا بهذا الخبر الغير متوقع

قالت أختي تغريد ساخرة ومشمئزة وتؤشر عليها بأصبعها :

" يعني أنتي جاهلة ؟ "

نهضت لمى من مكانها غاضبه فأضافتْ :

" إذا أنا جاهلة بنظرك فهذا شي راجع لك "

أجابت تغريد بغرور :

" أنتي قلتي بنفسك انك ما درستي معناها انك جاهلة , الحقيقة ما تزعل "

أجابت الفتاة بقوة عجيبة :

" ومن قال لك إن كلامك ضايقني أو مس شعره وحده مني , بالعكس أنا ماخذه الأمور بساطه , و مو معناة إني ما دخلت مدرسه ماني قادرة اثقف نفسي , يكون بعلمك العلم اللي أنتي تعلمتيه وأخذتي عليه شهادات و سنين, ما يحصل ولا عُشر اللي عندي "

نهضتْ تغريد من مكانها غاضبه :

" أنتي على ايش شايفه حالك ؟ "

رفعت لمى حاجبها وقالت :

" أنتي تشوفين إني شايفه نفسي ؟ إذا مفهوم الثقة بالنفس عندك غرور وشــوفــة نــفــس فهذا كمان شي راجع لك "

لمْ تستطع أختي تغريد الردْ عليها

خرجت من الغرفة من بعد ما أفسدت الأجواء بيننا

قالت لمى بعد مدة :

" عن أذنكم بشوف نواف أذا هو صحى أو لا "





* * * * * * * * * * *




[.. لمى ..]






مقابلة الأخوات الثلاث تطلبتْ مني جهداً أكبر مما توقعت

بدت لي تغريد صعبه

كذلك مرام والتي تهربت مني فور مجيئي

أما هيفاء فتلعثمها معي وترددها يثير مخاوفي

تعللتُ في النهاية بأني سأوقظ زوجي المزعوم

لا اعرف كيف تملكتني الجرأة لقول ذلك !

فأنا بطبعي أكره أن أصدق الحقيقة المزيفة

فأنا أعلم تماما ما خلف هذا الزواج المدّبر

فعمي أحمد يودّ القضاء علي والانتقام كما فعل بوالدي

وأنا أبداً لن أسمح له بذلك

ولكن ؟

نواف ما ذنبه ؟

لربما يختلف عن والده ؟

كلا انه نسخه مصغره من والده وهذا ما تضح لي من خلال أيامي السابقة معه

ولربما قد خططا ودّبرا لأيامنا المقبلة بحيّل دنيئة

شيء ما بداخلي يرفض ذلك

لكني للأسف مقتنعة بما أنا فاعله

وصلتُ للغرفة ودخلت

وجدته يعد نفسه للخروج

جلست على السرير بصمت

رمقني لفترة بعدها أشاح ببصره عني وخرج

حسناً إذن .. انه يتعمد تجاهلي

ولكن لماذا ؟ الست أنا من يحق لها أن تغضب ؟

أنه يهينني ويحتقرني أمام والدته أليس هذا ذنبا كافياً !!

يا له من شخص بليد

آه لو تعرف مدى كرهي لك !

لما جلست معي ولا دقيقه

ولكن ؟

أ أنا فعلاً أكرهه ؟

سؤال لم يسبق لي أن طرحته على نفسي

فأنا حتماً لا اكرهه وكذلك لا أحبه

انه شعور مختلف تماماً

لربما لو كان زواجنا في ظروف أفضل من هذه لعشنا بسلام

فـــ نواف لم يسئ لي في بادئ الأمر بل أنا من جعلته يفقد أعصابه

كم أنا غبية !!

كيف لي أن أفسد حياتي بهذه الطريقة

لربما أعيش معه بسلام من يدري !!

إنه حتى يحاول التحكك والتقرب إلي

بينما أنا أصده

ولكن ماذا لو كان هذا هو مخطط عمي احمد

يجعلني أتعلق به بعدها ينفذ بي مآربه

كلا لا أعتقد بأن خسته ستصل إلى هذا المستوى الحقير

ولكن ماذا لو فعلاً هذا ما خطط له !!

حتما سأضيع...................







* * * * * * * * * * * *






[.. فيصل ..]










ليتني شخص بلا مشاعر !

أو ليتني إنسان بلا إحساس

ليتني بحر أو بر..أرض أو سماء

أي شيء عدا أن أكون إنسان

يبكي ويتألم..يندم ويتحسر

ويذكر كل ما فات

مواقفً كانت أم ذكريات

يتحسس جروحها وآلامها

فيجد الجرح في اتساع

والألم في ازدياد

والنفس في انكسار

ومع كل هذا وذاك تزداد التساؤلات

وتكثر معها الاستفهامات

أتجرد جميع من في الأرض من مشاعرهم ؟

وتجاهلوا كل أحاسيسهم !!

وأطلقوا لألسنتهم العنان

كي يصيبوا سهام الكلمات ويقذفوها في وجوه الضعفاء دون أدنى محاسبة منهم أو اكتراث

لما قد يلحقوه من أضرار

أتراهم بصراخهم يرضون غرور ذواتهم القاصرة !!

يظنون أن باختيارهم الكلمات الساخرة وتفننهم في قذفها وإلقائها

أمرا يستلزم شخصياتهم الطاغية !!

ما بالهم يجرحون نفوساً !!

ويدمون قلوباً ؟

ويبكون عيوناً ؟

ثم يخرجون , وقد ارتسمت على شفاهم ابتسامة غرور بغيضة

وكأنهم يضيفون بذلك نصراً جديداً إلى سِجل انتصاراتهم الدنيئة

أتراهم لم يعرفوا يوماً فن الحديث ؟!

أم لم يسمعوا بالمشاعر و الأحاسيس ؟!

فيأتون بعدها ويسألون

عما تغير .. أو حدث

وما سر ذاك الجرح الذي ظهر ؟!

متصنعين براءة ولطفا لا يليقان بما عهدنا منهم

متجاهلين أنهم كانوا طرفا في معركة جرح الشعور وتحطيم النفوس

فلا يأتي الرد من النفس الجريحة والعين الدامعة الكسيرة

إلا صمتاً يدل على عمق الألم

وصدمة بواقع البشر

فكيف للنفس أن تبوح وللقلب أن يشتكي ويقول

لشخص قد فقد معنى الإنسانية

وتجرد من مشاعره وأحاسيسه لحظات عده

ولكن تعود الأيام وتجبرنا على أن نبتسم لذاك الإنسان

الذي مازال الجرح الذي أورثته كلماته إلى الآن

ويزداد الألم حين تتلاقى العينان

صحيح أن الحياة طويلة

ومواقفنا عديدة كثيرة

تنسي بعضها بعضا

أو تجبرنا على النسيان

أو يتوجب علينا أن نقنع أنفسنا الجريحة

بأنها ذكريات من الماضي

علينا أن نطوي بها صفحة الأحزان

ولكن منها ما يدمي القلوب

ويجرح النفوس

فنعجز بعدها عن النسيان

أو تغاضي الجروح والآلام

لنكتشف بعدها

أن هناك أشخاص يحيون بلا مشاعر

ويعيشون بلا إحساس !!

[.. نواف ..]









اتجهتُ إلى مقر عملي وهي شركة للاتصالات من أملاك جدي وأنا منْ يديرها

الجميع استغرب تواجدي بالعمل !

فأنا متزوج حديثاً ولا يحق لي المجيء

وعدا ذلك فانا مُستأنف من العمل كوني في إجازة زواج

شرحت للجميع ظروفي الوهمية وحبي للعمل ولا أظنهم تقبلوا الأمر

لكنني لم اكترث بهم

فصدقوا أمْ لم يصدقوا هذا أمر لا يعنيني

انتهيت من عملي في حدود الساعة الحادية عشر ليلاً

خرجتُ من هناك مباشرةً إلى صديق عمري وطفولتي سلمان

لم أحسُ بالوقت يمضي كوني بعيداً عن مشاكل أبي و تلك الزوجة النكدية

صُدمت حينما اكتشفت بأنها الرابعة فجراً

استأذنت سلمان بعجله و أسرعت إلى السيارة ومن ثم إلى المنزل

حينما دخلتُ بسيارتي إلى داخل القصر فوجئتُ بالنور الموقد في حديقة خالتي أم ياسر !!

ترجلّت سيارتي واتجهت إليه

فوجئت بعمتي أمل جالسة وأظنها تنتظر شخصا ما !








* * * * * * * * * * * * *






[.. أمل ..]










هاقد وصل أخيراً

نهضت من كرسيي

" تو الناس "

أجابني ببُرود واِبتسامه :

" هلا عمه .. شكلك تنتظرين أحد ولا أنا غلطان !! "

أجبتـُـه غائضة:

" كويس انك عارفك .. أمش معاي أبيك بموضوع مهم "

أجابني غير مكترث :

" ملزمه يا عمه ؟ تراني تعبان وراسي بينفجر "

أمسكتُ بذراعه قبل أن يذهب وقلت بقليل من الرجاء :

" نوافوووه بتجي معي .. يعني بتجي معي .. وإذا تهربت مني هالمره ترى بجد بزعل عليك "

أجابني بابتسامته المَعهودة :

" افا كلش ولا زعل العمة عاد .. وبعدين من قال لك إني أتهرب .. كل ما في الموضوع إن أوقاتك معي دايم غلط .. وأنتي ما يجيك الكلام إلا بالوقت اللي أنا تعبان فيه "

وضعتُ يديّ على خصري متعجبة :

" بالله .... وين تبيني أشوفك وأنت يا نايم يا طالع ؟ "

أجابَ مُختصرا :

" طيب يا عمه وين تحبين نتكلم ؟ "

قـُلت :

" هنا كويس بما أن الكل نايم "

أجاب :

" اوكي "

جلسَ نواف في الكرسيّ المقابل لي

وبالمقابل جلستُ أنا

احترت في البداية كيف سأفاتحه في الموضوع

فتلعثمت كثيراً قبل أن أقول:

" نواف قبل كل شيء أبيك تعطيني عهد انكْ تفتح لي قلبك "

ضحِكَ نواف لكلامي وأظنه يستهزئ بي , قال :

" اوكي يا عمه عهد مني ما تلقين إلا اللي يسرك "

أجبتـُـه سَعيدة :

" حلو "

أضفتُ بعد تفكير :

" أول شي وش صار بينك وبين لمى ؟ "

وقبل أن يُقاطعني رفعتُ يدي في وجهه وأكملتْ :

" نواف ما أبيك تقول إني ملقوفة ! أنا عارفه إنها حياتك الخاصة , والمفروض مني ما أتدخل , بس حرام البنت يتيمة ومسكينة , وما فيه احد غيري ممكن يساعدها من اللي هي فيه ! فالله يعافيك استحملني ليما اخلص كلامي وجاوبني بكل صراحة "

تنهد نوّاف وقال :

" هي اشتكت لك !! "

وأضَافْ :

" بما انك تطالبيني بالصراحة فكوني أنتي بعد صريحة معي "

أجبتـُـه بصدق :

" وإن قلت لك أنها ما قالت لي شي بتصدقني ؟ "

أجابني مُـقتنعاً :

" أذا هذي الحقيقة ليش لأ "

أدرتُ له ظهري

وقـــُـلتْ :

" نواف... لمى إنسانه غريبة وصدقني بالرغم من إني عــاشــــرتــــها ثلاث شهور إلا إني للحين مش قادرة افهمها !! "

و أضفت :

" أحسّ بقلبها ألم و حزن , صحيح هي ما كد اشتكت من حاجه بس عيونها تنطق وتتكلم "

وأضَفتْ :

" أمس يوم جيتوا البنت كانت كاتمه وصابرة وبس شافتني ما قدرت انهارت قدامي زي المجنونة , لمى خايفه من شي ! ما أدري وش هو ؟!! ولا ظنتي بيوم راح اعرف !! لأنها ما تتكلم عن أي شي يخص حياتها الخاصة, فما بالك عن زوجها !! "

وأضَفتْ مستاءة :

" نواف أنا ماني قادرة استحمل أشوف بنت محمد تذبل قدامي وأسكت ! عطني محاوله ولو وحده أني أصلح بينكم "

أعتقد ما أباحه قلبي قبل لساني جاء بنتيجة

فبدا لي نواف متقبلاً كلامي

أجابني مُحتاراً :

" عمه ما أدري وش أقولك بس هي معقدتها من كل النواحي "

أجبتـُـه بحماس :

" قلتْ لك خلني وسيط بينكم مش يمكن أقدر بشي أنت ما قدرت تسويه "

نواف :

" طيب وش تبيني أسوي ؟ "

أخذت أفكر بخطوتي القادمة

فحديثي مع نواف قد أبدى نتائج ايجابيه

قلتُ له بعد طول تفكير :

" أسمع .. أنتم الحين وش اللي مكدركم من بعض ؟ "

أجابني ببساطة :

" ولا شي "

أجبتـُـه متعجبة :

" كيف ولاشي !! وأنا أشوف الشرار بعيونكم "

أخبرني بعدها بتفاصيل أحداث ليال ِ ماليزيا خصوصاً غرابة تصرفها ليلة ركوب الباخرة

استأت كثيراً لعلمي بسوء التفاهم المتبادل والصراعات العنيفة بينهما

وبخته كثيراً على تسرع لسانه وعدم ترجله

لكن جوابه الغاضب كان حتماً مُقنعاً:

" إيه وش تبيني أسوي له , أشوفها تهزئني وتهيني واسكت, أذا هي نفــسـها ما احترمتني كيف تبيني أحترمها !! "





* * * * * * * * *






[.. أنهار ..]









قــُــلت محاوله :

" راكان البنت ما هي من ثوبك , أسألني عنها أنا أبخص الناس فيها "

أجابني وهو يعدّل "شماغه" غير مكترث:

" أنهار الموضوع انتهى خلاص وبعدين أنا مستخير ربي وأحس أني أبيها "

قـُلت :

" أيه بس .... "

قاطعني بهدوء قائلاً:

" أنهار خلاص "

قال جملته وخرج

أكاد أموت غيضاً لبرودة أعصابه

فليذهب إلى الجحيم !

لقد فعلتُ ما بوسعي ونصحته

لكنه رافضاً فتحُ أذنيه

منصاعاً وراء صفقات عائلتي بكل سعادة !!







* * * * * * * * * * *





[.. نواف ..]






دخلتُ غرفتي مُرتاح البال

فعمتي أمل استطاعت أن تحمل جزءاً مما وُضع على عاتقي

لمى لمْ أستطع أن أفهم طريقة تفكيرها ؟

وما أنا بالنسبة لها !!

حدة طباعها تمنعني من ذلك

أسلوبها دائماً قوي بالرغم من أني موقن بأنها تخافني

فاهتزاز يديها أمامي لأكبر دليل على ذلك

ولكن لمَ تتداعى بالقوة أمامي !

ألستُ زوجها ؟

ألا يجب أن نكون كتابان مفتوحان لبعضنا البعض ؟

إنها لـ لغز غامض يحيرني

فمن بمكانها لتفخر أشد الفخر بزواجها من أبن أحمد بن سالم وخصوصا أن هذا الأحمد هو عمها

يا تـُـرى هل للماضي علاقة بهذا ؟

أخبرتني والدتي بأن لوالدة هذه الفتاة ماضي سيء للغاية

لكن ما ذنبها ؟

ولمَ الجميع يحتقرها بتلك الطريقة الهمجية ؟

حقيقة بدأت أحس بالضياع

فـ قلبي يجبرني على الابتعاد بينما عقلي العكس

قــَــطع شرودي صوتها :

" نواف أنت هنا ؟ "

يا الهي لأول مرة أسمعها تنطق باسمي

وما أجمله بلسانها !

فتحتُ الإضاءة فوراً وقلت بهدوء :

" آسف إذا أزعجتك "

ألتفتُ إلى السرير لأفاجأ به فارغاً

أذن من أين كلمتني ؟

أدرتُ ظهري للجهة الأخرى فوجدتها جالسة على الأريكة

خجـِـلت من نفسي قليلا فلربما الفتاة تنظرني بينما أنا سعيد بلهوي مع سلمان !

قلتُ لها بهدوء :

" وش مسهرك لها لحزة ؟ "

أجابتني بحدتها المعتادة :

" سؤال المفروض توجهه لنفسكـــ "

أعترف بغلطتي حقاً

لكني أبداً لن انطق بهذا فــكبريائي يمنعني

قلتُ بعد فترة :

" لمى عندك استعداد ندردش شوي ؟ "

أوطأتْ رأسها و أجابت بأدبٍ لم أعهده عليها سابقاً :

" خذ راحتك "

قلتُ بمرح :

" حلو .. طيب سؤال آخر ممكن ؟ "

أجابت بحدة :

" أيش بعد ؟ "

قلتُ بمكر :

" أش تعرفين عني يا لمى ؟ "

ضحكت الفتاة لجملتي مع أني لا أجدها تثير الضحك

بعدها قالتْ بابتسامه :

" ببساطه ولا شي "

بدت لي سعيدة , وما أجمل سعادتها

أحساس لم أعهده من قبل !!

قلتُ لها راداً ابتسامتها :

" اوكي اسأليني أنتي "

قالتْ بـِحده مُفاجئة :

" وليه أسأل ؟ إذا أنت ما تهمني "

يا لها من فتاة متناقضة !!

حاولت أن أتغاضى عنها وأكتم غضبي

فقلتُ ماكرا :

" أوكي أنا بتكلم , شكل زوجتي مستحيه تسألني "

عضت الفتاة شفتيها , وتوردت وجنتيها

استغليت هذه الفرصة فأخذت أحدثها عن نفسي

بدت متحمسة أكثر للسماع

وهذا ما أسعدني

أخبرتها بدراستي ومقر عملي والمصاعب التي واجهتني

أنها حتماً مستمعه جيده

أخذت أشرح لها حياتنا في المنزل أكثر

والمشاكل التي واجهتنا

لا اعرف حقيقة كيف تفتح لها قلبي بهذه السرعة

لكنني اعترف بأني اكتشفت شيئاً مخيفاً للغاية

فأنا مهتماً بها وبشده ......................................







* * * * * * * * * *



[.. لمى ..]








اكتشفت معلومات هائلة جداً عن زوجي لمْ أكن أعرفها سابقا

تحديه لي أشعل في قلبي ناراً لمْ أعهدها من قبل

أثناء حديثه معي لم أعي بنفسي إلا وقد بنيت جبلاً من الأحلام الوردية

جبلاً شاهقاً مليئا بالحب والسلام

مليئا بأشياء رائعة حُرمت منها ولم أذق طعمها

العاطفة شي رائع وجميل

لكني أبداً لم أبادلها مع والدتي ولا أختي

بالرغم من حبي الكبير لهما إلا أنني لم أذق طعماً للسعادة بل ذقتُ صنوفاً هائلة من العذاب

أختي نجود تغلبها الأنانية والغيرة

وبالرغم من ذلك فأنا أحبها رغما عني

حبي لها لم يكن بالشكل العلني

بل كان على شكل سيل من الصراعات المستمرة

في هذا المنزل بالذات تعلمتُ أشياء كثيرة لم أكن في يوما ما قد فكرت بها

حنان أم نواف لأبنها

عطف عمتي علي بالرغم من نفور أعمامي الصبية مني

كلها أشياء تجعلني أفكر بالأمور أكثر

لغز هرب والدي بدا لي غامضا أكثر

فما فهمته منه بأن عمي أحمد وقف في وجهه مانعاً لزواجه

وما أراه الآن لا أتوقع أطلاقاً أن يكون بسبب تافه كــ ذاك

أعتقد أن هناك أمورا مخفيه ولن أستطع الحصول عليها سوى من عمي أحمد بذاته

لحظة !!

كيف لي لم أفكر في الأمر ؟

فــ نواف لابد وأنه يعرف بكل شيء

نعم حتما سيخبرني بكل ما يحيرني

و وقتي الآن ســ يساعدني في ذلك

ولكن كيف سأفاتحه الموضوع ؟

هذا ما أفكر به ؟

فأمر كهذا يتطلب مني عزيمة أقوى

قاطع نواف شرودي بقوله :

" هاه لمى ما كلمتيني عن نفسك ؟ "

أجبت بشرود :

" هااااه "

جاءني سؤاله :

" ما قلتي لي ليه ما دخلتي الجامعة ؟ "

حسناً أذن .. هاهو سؤال أخته يتكرر

وهذا ما خشيته طوال فترة وجودي معه

كيف سأجيب ؟

هل سيستحقرني كما فعلت تغريد ؟

وأن يكن فــ نواف لا يعني لي شيئاً

ولكن .. أحقا نواف لا يعني لي شيئاً ؟؟؟

حتماً لا أعرف .....

" لــمــــى أكلمك !!!! "

قــُــلت:

" آسفة ما سمعتك .. أش كنت تقول ؟ "

كرر سؤاله وهو يرمقني بحيرة :

" كنت أقول لك ليه ما دخلتي الجامعة ؟ "

أجبته بثقة و حده :

" بالأساس أنا ما أدرس كيف تبيني أدخل الجامعة ؟ "

دُهش وأعتقد بأنه لم يستوعب ما قلته جيداً :

" ما تدرسين !! .. قصدك ما خذتي الثانوية ؟؟ "

أجبته بفخر :

" ما خذت شهادة خير شر "

ضحك باصطناع فقال بــ جِد :

" لمى أنتي تمزحين ولا شلون ؟ "

أجبته بثقة أكبر :

" ليه أمزح ؟ أنا بطبعي جديه وما عندي وقت لا للمزح ولا لغيره "

و أضفتُ بــ سخريه :

" أما أذا أنت ما أنت مصدق أن حرمك بتكون جاهلة فحقيقي شيء مؤسف "

أجابني بهدوء :

" ليه طيب ؟ "

أجبته ببرود و تحفظ :

" آسفة ما عندي جواب لسؤالك ؟ "

قال بغضب :

" لمى أنا زوجك متى تفهمين ها لشيء ؟ "

تداركت نفسي قبل أن أسيء إليه أكثر

فكم أنا غبية ؟

فـــ قد نسيت تماماً نيتي في استدراجه للحديث عن الماضي

حسناً أذن يجب أن أهدأ وأن أتحاشى أثارة غضبه من جديد

قلت بهدوء وتلعثم خفيف محاولة امتصاص غضبه :

" السبب مو مني يا نواف "

أعتقد بأني أثرت دهشته من جديد , فقال مستفهماً وقد بدا عليه الهدوء :

" قصدك إن عمي منعك ؟ "

أجبتـُـه بأسى :

" للأسف هذا اللي صار أبوي كان متمسك بقراره بشكل فضيع, كِـنتْ صغيره ما دري شالسالفه ؟! .. بس بعدين لما كبرت وفهمت حسيت بخسارة كبيره "

نواف :

" شي غريب والله .. طيب ليه ؟ "

أضاف :

" ما سألتيه ؟ "

وأضاف بحيرة :

" نادراً ما أشوف إنسانه مش متعلمة , خصوصا البنات إقبالهن على العلم أكثر من العيال, أكيد لـــعـــمي محمد سبب !! "

أجبتـُـه بأسى أكبر :

" كان يقول لي ما أبي أدخلك أي مدرسه أنتي لازم تدخلين أحسن مدرسة وطبعاً أموره المادية أبداً ما تسمح له بها لشيء , فــ مرت السنوات ورى السنوات لحد ما ضاع الحلم "

بعد فترة من كلامي الأخير, سألت نواف بتردد :

" نواف أنت وش تعرف عن الماضي ؟؟ "

رفع حاجبه متعجباً لسؤالي .. فقال :

" وش يهمك الماضي فيه ؟ "

قلت بخوف :

" يعني من باب العلم فقط "

ظل يرمقني بنظرات استكشافيه , بعدها قال :

" اللي اعرفه تعرفينه "

لمى :

" بس أنا ما أعرف أي شي "

أجابني وهو يتفحص وجهي ولا أعتقد بأنه صدّق كلامي :

" ما هو بلازم تعرفين, والأفضل تقومين تنامين الظاهر الكلام أخذنا وما حسينا بالوقت .. النور طلع "

نهض من مكانه وقد أتضح لي بأنه يتهرب من إجابتي

تملكني الغضب والقهر معاً

إلا أنني لم أستطع مقاومة النوم فالشمس فعلاً أشرقت ومازلنا مستيقظين........................................





< نهاية الجزء>

 
 

 

عرض البوم صور انا وانتي وكلنا  
قديم 25-12-06, 02:10 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2006
العضوية: 7089
المشاركات: 72
الجنس أنثى
معدل التقييم: انا وانتي وكلنا عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
انا وانتي وكلنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : انا وانتي وكلنا المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

- الجزء الثاني عشر -











[ 12 - قــَـــسّــــوة مُـــــحِّــــــب ]




















" هاااه عساك جاهزة "

أجابتني أمل بنعاس:

" يا صباح الخير , هلا سلطان شو تبي ؟ "

سلطان:

" شو اللي شو أبي ؟ أنتي ما جهزتي ؟ "

أجابتْ ببرود و استغراب :

" أجهز ؟!!! شو السالفة ؟ "

سلطان:

" أمل حرام عليك وش قايل لك أنا أمس ؟ "

صرختْ :

" يوووووووووووووووووه صح , وربي آسفة راح عن بالي موعدنا "

سلطان :

" ما عليه تجهزي الحين بسرعة, يا ويلك تقطعينن تراي مسافة الطريق وأكون بجنبك"

أجابتْ :

" أوكي "



أغلقتُ السَماعة منها بعَجله وسارعتُ بمُغادرة مكتبي

أخذتُ منه ما يلزمني من أوراق قد أحتاجها هناك

كانتْ الساعة تشير إلى التاسعة والنصف صباحا

اتجهتُ حيثُ سيارتي الراكنة بالمواقف السفلى

استوقفني أحد العمال

" أستاذ سلطان, أستاذ سلطان "

أدرتُ وجهي إليه :

" نعم !! "

قال :

" فيه واحد له مدة يَسأل عنك "

سلطان :

" ما قال لك من هو ؟ "

أجاب :

" لا والله ما قال ! "

سلطان:

" كان قلت له يجيني بمكتبي "

أجاب :

" قلت له "

سلطان:

" أوكي الله يعطيك العافية "

أكملتُ مسيري

وصلتُ و أخيراً إلى سيارتي

أدرتُ المحرك وانطلقتُ ببطء ريثما أخرج عن هذه المنطقة

توقفتُ لبُرهة مصدوماً و مشككا بما أرى !

فركتُ عيني فلربما يكون ما رأيته مجرد خيال عابر !!

صرختُ بصوتي منادياً له

أيعقل أن يكون هو !!

ارتجلتُ سيارتي بعجله و تقدمت إليه بخطى واسعة

لكنه للأسف أسرع مني

حيث ركب سَيارته وأقلع بها إلى حيثُ لا أدري !

إلى الآن أنا غير مصدق فيما إن كان هو أمْ لا

ركِبتُ سيارتي وحاولتُ اللحاق به

ضربت بيدي حانقاً لفشلي في ذلك

غيرتُ وِجهتي إلى المنزل بشرود

فهل يكون هو حقاً !

أنني لا أدري !

لربما تهيأ لي ذلك

أو شخصا يشابهه

فهو مغادر للديار وتواجده على أرض الوطن أمر مستبعد تماماً !

لكنني متأكداً مما رأته عيني

إنه هو ولا يمكنني أن أُخطأ ذلك أبداً........ أبداً






* * * * * * * *






[.. مرام ..]









اليوم هو يوم الأحد أي أنه يومي المفضل

أفقتُ على صوت مُنبهي المُزعج

ألقيتُ بـِــبَصري على السَّاعة لأفاجأ بها تشير إلى العاشِرة صباحا

نهضتُ من سريري بعجله

أمسكتُ بجهازي النقّال وأدرت الرقم بسرعة

جهازها مغلق !!

تباً لها

بدلتُ ملابس نومي

نزلت للأسفل مُرتاحة البال

صرخت بأعلى صوتي :

" ســـــــــــــــتــــــــــيــــــــــمـــــــــــ ــــه "

" ســـــــــــــتــــــــيـــــــــــــمـــــــــوه وووجع "


فاجأني الصوت :

" خــــــــــير "

من تفوه بذلك !!

يا الهي أنه والدي !

ما لذي أتى به هذا الوقت !!

أصابني الارتجاف تلك اللحظة

فكيف سأبرر له تغيبي !

بالكاد لن يتفهم ذلك

" وش فيه ؟ "

يا الهي ها أنا أرتجف من جديد

لكن كيف سأجيبه ؟!

قلتُ أخيرا بارتجاف و خوف :

" هلا يبه .. صباح الخير "

ترك تلك الجرائد من بين يديه

قال بحده:

" ما جاوبتيني ليه ما داومتي اليوم ؟ "

همهمت بتلعثم :

" هااااااااه "


أحتد صوته :

" ليه ما داومتي اليوم ؟ "

يبدو وأنه مُصر على الإجابة

ومصر أكثر على المعاقبة

تملكتني الجرأة أخيراً وقلت :

" يبه راحت علي نومه , ساعتي خربانه "

قال بحده وصوتٍ عالي مُروع :

" ساعتك خربانه تشترين غيرها لكن تتغيبين عن دوامك شي مرفوض "

قلتُ مرتاعة :

" آسفة يبه "

أقبلتُ إليه متأسفة

قــبـّـلت جبينه بعدها حاولت الهرب

استوقفني قبل ذلك بقوله :

" هالحين تلبسين وخلي السواق يوديك "

شــهـِـقتُ لدى سماعي ذلك

قلتُ بترجي :

" إيه بس يبه الباب الحين مقفل له ساعتين يعني مستحيل يدخلوني "

أجاب بحده :

" يدخلونك غصبن عنهم "

قـُــلت :

" يبه ممنوع "

لا أظنه سيتفهم الممنوع والمباح من قوانين مدرستي المملة

وبالفعل هذا ما حدث !

حيث أصرّ على حضوري وعدم تغيبي

تأففت لذلك

فيا فرحة لم تتم !

صعدتُ السلم متأففة مُـتجهة إلى غرفتي كي اُعدَّ نفسي للمدرسة

صادفتُ تغريد في طريقي بكامل زينتها من ماكياج وتصفيف شعر إلى تلك الألوان الزاهية التي ترتديها

استوقفتها بسرعة :

" هييييييييييييييييي وين ؟ "

أجابتْ مستاءة :

" يالله صباح خير .. نعم ! "

أشرتُ بإصبعي للأسفل و قــلــتُ بهمس مُنبهة :

" ترى أبوي تحت "

شهـِـقت تغريد مرتاعة:

" قولي والله !! "

قلتْ :

" والله العظيم "

أجابت بخوف :

" وش جابه الحين ؟ "

قلت :

" الله أعلم .. توه زافني "

ضحِكت بنذالة :

" أحسن تستاهلي "

قلت مستلطفه :

" يا ويلك من الله .. وربي ما نويت أغيب بس ساعتي ها لحماره خربانه , وبعدين دورك جاي بالطريق"

أجابتْ :

" فال الله ولا فالك "

أضافتْ:

" أف شو السوات الحين ؟ "

قلتْ ببرود :

" عادي أنطقي بالبيت ليما يروح "

أجابت مستاءة :

" وجامعتي !! وبعدين أنا رصيدي بالغياب Off وما ينفع أغيب "

قلت :

" أجل روحي أغسلي خشتك وعدلي شعرك وانزلي معي نروح سوا "

أجابت :

" مراموووه تراني ما ني ناقصتك أنتي الثانية "

قلت :

" أجل بكيفك غيبي وخليهم يحطون عندك حرمان "

أجابت بتفكير :

" تدرين شلون !! بكلم على وحده من صاحباتي توقع لي ومتى ما راح الوالد مشيت "











* * * * * * * * * * *







[.. لمى ..]










أفقتُ من نومي في تمام الساعة الحَادية عشرا صباحا

تحسستُ ظهري المتألم لسوء استلقائي

نهضتُ من سريري منزعجة

بَحَثتْ عينيّ عشوائياً عن زوجي فلمْ تجِداه

لربما خرج مُـبكرا إلى عمله لا أدري !

اتجهتُ إلى الحمام - أعزكم الله - للاستحمام

دخلته وأحكمتُ إقفاله ...........................



* * *


خرجتُ من الحمام بـِـنـَشاط وحيــويــة لمْ أحسُ بهما مسبقاً

بدلتُ ملابسي وعدلتُ مِن شعري

استخدمتُ بعض مساحيق الزينة لأخفِي ما أستطيع إخفائه من هالاتَ مُزعجه

توقفتُ لبرهة أتساءل فيما إن كنتُ أستطيع النزول !!

فهل يمكنني ذلك ؟

حقيقة لا أعلم !

مواجهة العائلة أمر صعب

بالذات أم نواف قلبي لمْ يتقبلها

أيضاً الأخوات الثلاث لمْ ينشرح لهن صدري

الوحيدة التي استطاعت أن تمتلك قلبي هي أم ياسر

مشاعري اتجاهها أبدا لا أستطيع إنكارها

بالرغم من محدودية لقاءاتي بها !

حتما أنها مشاعر غريبة !

فكرتُ وأخيراً بالنتائج المتوقعة لو فعلت و نزلتُ للأسفل

فلربما الأمر في صالحي من يدري !

حياتي معهم لمْ تكن كما في السابق مجرد حاله مؤقتة

بل مبيتي هنا حُـكم عليه بـِالإعدام

ومع من !!

أنِه أبن من حقـِـد عليه قلبي و بغضه

توقفتُ هنا لبرهة !

فهل أنا فعلاً حاقدة وباغضه لـ نواف

سؤال كم أتمنى الإجابة عليه لكني غير قادرة !

فأنا غير مُدركة لمشاعري اتجاهه

توكلتُ على الله وقررت النزول

فتحتُ مِقبض الباب بهدوء و خوف

تقدمَت قدمَاي بالمسير مُتجهة حيث لا أعلمْ

صدى أصواتً بالأسفل اجتذبني إليها

نزلتُ بهدوء للأسفل لأستكشف المكان

وصلتُ وأخيراً بنفس هدوئي وأعتقد بأن أحداً لمْ يشعر بي

حاولتُ أن أسبب الأصوات لعلهم ينتبهون

وبالفعل حدث ما أريد

كشرتْ أم نواف لدى رؤيتها وجهي فأصاب السهم قلبي الجريح !

أنها حتى لمْ تحاول مجاملتي

بل أعلنت عن بغضها لي منذ البداية

حاولتُ تمالك نفسي أمامها باتخاذ دور الفتاة البريئة اللا مُبالية

أدارت بوجهها عني ولم تنطق بحرف واحد !

تنبهتُ إلى المرأة الجالسة بجوارها

يخيل لي بأنه سبق لي وأن رأيتها لكن أين ؟ لا أعرف !

أزعجني وقوفي أمامهن كالذليلة

قــُلت وأخيراً:

" صـــــبـــــــاح الـــخـــــــيــــــــر"

تنــقـّـلت أبصَارهنْ إلي فكشرت الاثنتان مستاءتان

اشتدت قبضتا يدي غضبا

قالت الأخرى بلا نفس:

" صباح النور "

تماسكتُ نفسي أمامهن أكثر

أبداً لن أسمح لهن بالانتصار

جلستُ أمامهن بثقة فأنا أعلم تماما بأن جلوسي يسبب لهن الضيق

وهذا حتما ما أريده !

تأففت أم نواف من جلستي

قالت الأخرى ساخرة:

" وش أخبارك يا بنت فوزية "

يا لحقارتها ودناءة أسلوبها !

إنها تهينني عمداً !!

تماسكتُ نفسي أمامهن وللمرة الثانية

ألقيتُ عليها بنظرة احتقار واحدة كافيه لردعها

فنوع كهذا لن يردعه سوى التجاهل

وهي امرأة بعمر والدتي و أجهلها تماما

أمسكتُ بإحدى تلك المجلات التي أمامي

أخذتُ أقلب بتلك الصفحات بلا روح

ففكري و تركيزي كله بجوار تلك المرأتان

قالت المرأة ساخرة :

" إلا وش أخبارها ها لفوزية حية ولا ميتة ؟ "

تجاهلتها وللمرة الأخرى متداعية اللامُبالاة

والحقيقة هي غلياني من الداخل ورغبتي في الانفجار

فهي تنطق أسم والدتي باحتقار وكل حرية !

أجَابتها أم نواف بنفسْ سُخريتها:

" وش تـَـرجين من أمٌ أمس قطت ولد سارة , واليوم بنته اللي من لحمه ودمه"

أجابتها المرأة ساخرة :

" أي والله أنك صادقة "

لمْ أفهم من مغزاهن الدنيء أية حرف !!

لكني جازمة بنبرة السخرية في حديثهن

أشتد غليلي أكثر

حاولت التريث قليلاً ثم الرحيل

رميتُ بالمجلات أرضاً

وقلت :بحده :

" وين ألاقي عمتي أمل ؟ "

كشرت لي أم نواف

قالت بعد فترة:

" ما أدري ! "

أزعجني أسلوبُها في الحديث معي

يبدو وأنني سأواجه أياما أكثر صعوبة مما تخيلت

فــعُــمرها يمنعني من التطاول عليها والأخذ بحقي

لذا فالتجاهل بظني هو الحل الوحيد !

قلتُ بعد فترة من الصمت :

" هي وين تسكن ؟ "

ضحِكت المرأة المجهولة بصورة مُستفزة على ما قلته

مع أني لا أجد فيه ما يثير ضحكها !!

تجاهلتُ الاثنتان وأنا في قمة توتري

اشتدت قبضتا يدي من الحنق

اتجهتُ وبلا إرادة إلى المخرج

فتحتُ المقبض بقوة وخرجتْ ........................







* * * * * * * * * * * *




[.. مرام ..]









وصلتُ و أخيراً إلى مدرستي المُملة

فوجئتُ حينما أدخلني الحارس

شيء غير متوقع منه !!

تجاهلتُ ذلك

مشيت بثقة وغرور أمام البنات حيثُ الوقت الآن يوافق وقت الفـُسحة

أي أنني حديث جميع فتيات المدرسة

تجاهلتُ ذلك أيضاً

اتجهتُ إلى فصلي

وضعتُ حقيبتي وكتبي وذهبتُ أبحث عن زميلاتي

وجدهن في مكاننا المعتاد

صَرخَتْ حنان عن بعد, قائلة:

" مرااااااااااااااااااااااام لا مش معقول !! "

وصلتُ وأخيراً إليهن

قلتُ بغرور :

" هااااااي بناااااااااات "

صَرَخت حنان في وجهي مُتعجبة :

" من وين طلعتي ؟ أنتي متخبيه ولا كيف ؟ "

قُلتُ مشمئزة :

" أنا مرام بنت أحمد بن سالم أتخبى !! "

حنان :

" اجل وينك ؟ "

قلتُ بتفلسف :

" سؤال ذكي من وحدة غبية "

حنان :

" مرام بلا ثقاله دم قولي !! "

مرام :

" أول صبولي قهوة وبعدين أحكي "

تأففت حنان وقالت آمره :

" يا ربيه صبوا لها قهوة "

مرام :

" أحم "

استلمتُ القهوة وارتشفتُ منها أول رشفه

نظرات صديقاتي تكاد تأكلني

قلتُ بعد ذلك موضحه :

" أحم أحم , هذا يا موزميزلات كل أمس وأختكم اللي هي أنا سهرانه تتابع فلم هندي "

قلتُ بعد ذلك شاكيه :

" الله يأخذهم تصدقون بنات ثلاث ساعات كاملة و ورى بعض وعيوني مبققه وظهري شاقص وطبعا ما خلص إلا الساع 4 الفجر وتعرفوني ما شاء الله علي نومي ثقيل وما أحس بأحد خصوصا أذا نمت متأخرة والله لو تنفجر بجنبي قنبلة ما حسيت "

أكملت حنان مُستنتجه :

" يا عيني عليك , وبكذا راحت أكيد عليك نومه "

مرام :

" عليك نور "

أضفتُ مستاءة :

" قمت مستانسه .. ولا من زود الذهانه نازلة تحت يقالي بفطر بس المصيبة طلعت بوجهي"

حنان :

" وشو المصيبة ؟ "

مرام:

" أبوي "

حنان:

" اف أف "

مرام :

" طاح بي ويحسبني متقصده أغيب حلف يمين إلا أروح , والغريب هنا الحارس مدري كيف طاع يدخلني "

حنان :

" صح غريبة !! طب مُمكن يكون أبوك مكلمه ولا حاجه "

مرام :

" لا ما ظنتي أبوي واعرفه زين ما يسويها "

حنان :

" غريبة والله !! "

تدخلــتْ فرح بقولها :

" إلا بنات شو رأيكم اليوم نطلع لستار "

أجبنا جميعاً بـملل :

"لا "

فرح :

" أنزين الحكير "

أجبنا جميعاً للمرة أخرى بملل:

" بعد لا "

فرح :

" أنزين السوق "

حنان :

" وشو نسوي بالسوق "

فرح :

" عادي نجلس بالمطاعم و نحش بخلق الله"

مرام :

" صاحية أنتي ولا تجننتي والله أن يذبحني أبوي "

فرح :

" وليه يذبحك عادي طالعين السوق ! "

مرام :

" بس أنتي عارفه مطاعم الأسواق كيف تكون !! أكيد مليانه شباب ومغازل "

فرح غير مُبالية:

" وإذا !! "






* * * * * * * * * * * * *





[.. لمى ..]









خرجتُ إلى فـِـناء المنزل

المكانُ رائع جداً

الحدائق جذابة بالرغم من حرارة الجو

تقدمتُ بمسيري لأستكشف المكان أكثر

أنها المرة الأولى والتي أخرج بها لوحدي

انتهزت الفرصة

أخذتُ أتأمل المكان أكثر

تساءلت أين سأجد عمتي من بين كُل تلك الفلل !

أصابتني الحيرة !!

فأنا الآن بجوار منزل أم نواف

وعمتي أظنها تسكن في منزل عمي الرئيسي

وما سمعته مسبقاً بأن المنزل الرئيسي هو منزل أم ياسر

أي من الطبيعي أن يكون أكبر الفلل

كمْ أنا غبية !!

لقد سكنتُ وعشتُ هناك ثلاث شهور كيف لي لا أميزه !!

لكنها جميعها متشابهه من الخارج !

ولا أستطيع تمييزها !

أفضل حل هو العودة من حيث أتيت

فلا يمكنني المجازفة بدخول تلك الفلل وأنا أجهل أصحابها !

خَرجتْ تلك اللحظة فتاة من إحدى تلك المنازل

ركزتُ ببصري عليها لكني لم أميزها !

يا ترى من تكون !

نظراتها المتفحصة تخيفني

تقدمتْ الفتاة نحوي مُتعجبة

اِبتسمتْ لي فمدت يديها لــمُــصافحتي

صافحتـُـها باستنكار

اِبتسامتها لي لمْ تكن سوى ابتسامة حزن أجهل سببها !

قالت بعد فتره بشيء من الغرور:

" شكلك ما عرفتيني ! "

قـُـلتُ بصدق :

" لا "

أجابتْ :

" أنا أنــــهـــــــار "

وأضافتْ بفخر:

" بنت عبد اللطيف بن سالم "

ابتسمتُ لها باصطناع وصمتْ

بعدها تجاهلتها بقولي :

" عمتي أمل وين ؟ "

أجابتْ بتفحص :

" توي شايفتها تلبس عبايته بتطلع "

استأتُ لقولها فانصرفت عنها بلا مقدمات

عدتُ أدراجي إلى تلك الجدران المملة

عدتُ إلى سجني حيث انتمائي

عدتُ وحيدةً لا أنيس لي سوى تلك الجدران القاهرة

أسلوب تلك الفتاة معي لمْ يُعجبني !

نظراتها الحادة غريبة مخيفه

ذات مغزى أجهله !!








[.. أمل ..]









وأخيراً وصل لقد انتظرته بما فيه من كفاية

لقد مضى على مكالمته لي ثلاث ساعات

صرختُ في وجهه لدى إقباله علي :

" هذا اللي يقول مسافة الطريق ما شاء الله عليك "

لمْ يُجبني !

تـَـجاهلني ودخل المنزل بشرود تام

أمره عجيب !

لــحـِـقــتُ به فمنظره لا يوحي بالخير

" شو فيك سلطان ؟ "

جلسَ على أول مقعد صَادفته عينيه

فتح "أزارير" ثوبه بتعب

كررتُ سؤالي :

" سلطان شو فيك خوفتني ؟ "

لمِستُ جبينه بسرعة

أنه ليس بمريض !

ما للأمر إذن !

" سلطان !! "

أجاب أخيراً بصوت مبحوح:

" هلا "

قلتُ بقلق :

" شبلاك يا خوي "

أجابَ بغموض :

" شفته يا أمل "

قلتُ بتساؤل :

" من شفت ؟ "

أجاب :

" فيصل "

تحسست جبينه :

" بسم الله عليك الرحمن الرحيم , أنت مصخن يا خوي "

أجاب :

" والله العظيم شفته "

تسارعت نبضات قلبي :

" سلطان .. فيصل مسافر شلون شفته ؟ "

أجاب :

" مدري.. مدري "

قلتُ بخوف :

" وين شفته ؟ "

أجاب :

" بالشركة "

قلت :

" بأي شركه ؟ "

أجاب :

" شركة أخوي أحمد "









* * * * * * * * * *











[.. أم رنا ..]










" أنا من رأيي نرد عليهم الحين ولا شو رأيك يا أبو رنا "

أجابني زوجي :

" اللي تبينه سويه "

وأضافْ :

" بس التأخيره فيها خيره ولا أنا غلطان "

أم رنا :

" وأنت الصادق , بس ليه نماطل فيهم إذا البنت ما تبيهم !! "

أبو رنا :

" ميخالف الصبر زين "

قاطع حديثنا وصول صغيرتنا رنا

" Hi mom.. hi dad "

وأضافتْ :

" شو عندكم ؟ أكيد تحشون فيني "

رحبتُ بها قائله :

" هلا بـ بنيتي شو عندك جايه بدري "

جلستْ بجوار والدها قائله :

" مالي مزاج للمحاضرة الأخيرة خليت وحده من البنات توقع لي, إلا ما عندكم نية سفريه هالسنه تراني حيل متملله و زهقانه نبغى تغيير جو ع الأقل يومين "

أبو رنا :

" وجامعتك "

رنا :

" دادي it's so easy أخلي وحده من صحباتي توقع لي لا تخليها حُجه"

قـُـلت ناصحة :

" أيه بس حرام يوقعون لك وأنتي ما حضرتي "

رنا :

" يووه بدينا بالمحاضرات, أقوووول عن أذنكم بروح أبدل أبرك لي "

أم رنا :

" الله يصلحك من بنيه "









* * * * * * * * * * *






[.. لمى ..]








أحداث تعصف بصميم الأيام

تضفي عليها ألوانا شتى

لتتقلب بين المعقول واللامعقول

وأنا وحدي أسير خطاي رغما عنها

في درب مجهول !

أتجاوز المدى القصير بتأن وروية

يحث الواقع خطاي فلا تستجيب له

أعبث برحلتي الضالة

فأتقدم خطوة وأعود ألفا إلى الوراء

وهناك, خلف مخابئ الأحداث

يقبع النداء النائم

تحت غطاء مشبوه

فجأة, تحركه الحمية الضحوية

فيطلق عنانه المطلق

لينتشلني من فوهة الاحتمال والضلال

بيدٍ تجمع بين العنف واللين

ثم يطلق لي العنان

لأنتشله في ظرف مشابه

وأنا مازلت وحدي

أسير الخطى في دربي المجهول

أكابر صرخات الأيتام

فليس هناك من آذان ولا مسامع تُشاطرني المسير

في وحشة هذا الدرب المجهول

تستوقفني منحنيات الطريق لأعبّ من وحشتها

فلدي أمل بأن يُدوّنني التاريخ

عبر صفحات " سجينة في عالم مجهول "






* * * * * * * * * *





[.. أنهار ..]








" صباح الخير "

هذا ما قـــُـلته لـَحظة دخولي على والدتي وأمْ نواف

أجابتني أم نواف بحنان:

" يا هلا والله ببنيتي "

أجبتــُها برحابة صدر :

" هلا بك أكثر خالتي "

قــلتُ متسائلة :

" شو عنده مجلس الشورى مجتمع بدري, خابره اجتماعنا المغرب مو الحين "

ضحِكت لي أم نواف, بعدها قالت:

" هذا يا بنيتي يُسمى ما قبل الاجتماع "

أجبتها ضاحكه:

" يا عيني وهو في شي اسمه ما قبل أو ما بعد "

أجابت هي الأخرى ضاحكة :

" بالنسبة لي أنا وأمك كل شي يصير "

ضحكنا معاً جميعا

بعدها سألت:

" إلا وين البنات ؟ "

أجابتْ:

" هيفاء توها جايه , تغريد ومرام ماجن عندي اليوم "

قلتُ مترددة و بخبث:

" ومرت ولدك ؟ "

أجابت بلامبالاة:

" ما أدري عنها "

قلت :

" كأني شفتها قبل شوي تحوس برى ! "

أضفتُ بخبثٍ ندِمت عليه مؤخراً:

" ما هي بحلوة يا خالتي تتمشى على راحتها برى وكأن البيت بيتها, المكان مهما صار مليان عيال "

أجابتني غير مكترثة وهذا ما لمْ أعتده عليها:

" باللي ما يحفظها وأنا شعلي منها "

ضميري لمْ يسمح لي بالمزيد

فما لذي جنته لي الفتاة !

الذنب ليس ذنبها !

بادرتُ بتغير الموضوع وبصورة سريعة

أخذنا نتبادل الحديث عن اِجتماع هذه الليلة وعرض المقترحات حوله

فاليوم هو يوم الأحد, أي أنه يوم اجتماعنا العائلي الأسبوعي

وصلتْ هيفاء أخيراً وشاركتنا الجلسة بسعادة

" أنا أقول نخليه بالحديقة أحسن وأشرح صدر "

هيفاء :

" وين تجلسين من حلات الجو برى؟ "

أنهار :

" الحين حر بس بالليل بيكون الجو حلو "

هيفاء:

" أي حلو!! صدق ما عندك سالفة ! , أنا أقول بس نجلس بـ بيتنا زي العادة أحسن "

أنهار :

" التغيير حلو "

قاطع حديثنا صوت إغلاق الباب المزعج وبقوة

التفتنا جميعا لنرى الفاعل

فوجئنا بها ابنة فوزية !

رمقتنا جميعا باحتقار

بعدها تجاهلتنا وصعدت للأعلى

جميعنا استأنا من تـصرفها الهـَمجي !

إنها حتى لمْ تكلف نفسها ولا بإلقاء السلام !!

بل أكتف بتلك النظرات الدنيئة !!

يا لتصرفها المشين !

كيف لخالتي أم نواف السكوت عليها

رمقتني هيفاء بنظرة حيرة وتساؤل في نفس الوقت

هززت لها كتفي بلا إجابة

فأنا مثلها غير مُدركة للسبب !!

فالمؤكد أنه لا يوجد سبب

فما سمعته عنها من الجميع

يؤكد لي صدق قولهم عن حِدة طباعها !

لكني لمْ أتخيله أبداً أن يصل إلى هذه الدرجة من الهمجية !

استأذنت هيفاء لتبديل ملابسها

ولحقتها بالانصراف لكن إلى غرفتي .........................





* * * * * * * * * * *






[.. نواف ..]










وَصلتُ إلى المنزل في تمام الساعة الثالثة ظهراً

صادفتُ في طريقي هيفاء

تجاهلتها واتجهت إلى السّـُـلــم

استوقفتني بقولها :

" ياهوووه ترى السلام بلاش "

ضحِكتُ لها :

" هلا هيفاء "

أجابتْ مستاءة :

" هلا هيفا .. شدعوى مدة هالبوز شفيك ؟ "

قـُــلت :

" تراي مالي خلق جاي تعبان وأبي ارتاح "

أجابت :

" أفا .. أنا هيفاء "

ضحِكتُ لها .. بَعدها قلت:

" وين لمى ! "

استاءت لدى سماعه سؤالي عن زوجتي

أجابتْ بعد فترة غامزة:

" أيوه قول كذا , من لقى أحبابه نسى أصحابه "

أجبتها بنفس طريقتها:

" إلا هيوفتي عاد ما تهون "

أجابتْ بسعادة :

" أيه هذا الكلام الزين "

نواف:

" أمي وينها ؟ "

هيفاء:

" داقتها سوالف مع أم راكان "

نواف:

" أوكي تامرين شي بروح ارتاح "

أجابت بشرود :

" سلامة عمرك "

ابتعدتُ عنها مُـتجهاً إلى غرفتي

طرقتُ الباب قبل دخولي بأدب

طريقة لمْ أعتدها مُسبقاً !

لكني مضطراً لذلك

وصلني صوتها غاضباً

" تفضلي عمه "

أظنها مُخطئة !

فتحتُ الباب بهدوء ودخلتْ

رمقتني بنظراتها المُتعجبة

اِبتسمتُ لها ببراءة :

" تنتظرين أحد ! "

أجابتْ بأسلوبها المعتاد و المُستفز :

" أنت ! "

أجبتــُــها بابتسامة راجية :

" ما قلنا خلينا نعيش ! "

رمقتني بذهول !

أدارت لي ظهرها

ابتعدت قليلاً

أدارت لي وجهها من جديد بنظرات استكشافيه

بعدها قالت بحيرة :

" أنت شو تبي مني بالضبط ؟ "

إنها تثير عَجبي !

صَرختُ في وجهها قائلاً :

" لمى أنا رجلك ليه ما تفهمين ! "

أمسكتْ الفتاة بإحدى خصلات شعرها وأخذت تلويها بطريقة غريبة كشفت لي عن مدى توترها

قالت :

" أوكي أنا زوجتك "

تصرفاتها غريبة

إنها حتى تــُـُشككني في عقليتها !

قالتْ بعد مدة من التفكير بتردد :

" أنت قلت أنا زوجتك يعني لي عليك حقوق "

لمْ أفهم مغزاها !

ما لذي ترمي إليه ؟

قالتْ بتردد :

" ممكن طلب "

أكاد ألمح في عينيها نظرة الخوف

قلتُ بمكر مُستدرجاً :

" عيوني لك "

بالرغم من بعدها عني إلا أنها ابتعدت أكثر بارتجاف !!

كم أتمنى قراءة أفكارها

أجهل طريقة تفكيرها تماماً !

سألتُ تلقائياً مُستنكرا :

" وش فيك خايفه "

أجابت بِِحده مفاجئة وبصوت عالي:

" أنا ما أخاف إلا من اللي خلقني "

قـلتُ مُتجاهلاً مُتمللاً:

" وش بغيتي يا لمى "

أجابت بـِـلا مُبالة :

" أبي أزور أمي "

ألمْ أقل لكم أنها جُنت !!





[.. مرام ..]









الساعة الآن تشير إلى الخامسة عصراً

وأنا لمْ أجهز بعد !

اتصلتُ بسرعة على السائق وطلبت منه التجهز للانطلاق

نزلتُ للأسفل بعجله ونفسية سيئة

فأنا لمْ آخذ قيلولتي بعد

وكذا لمْ أنته من شراء حاجياتي !

اصطدمتُ بطريقي بأخي ياسر

" لا حووووووول حاسبي "

تجاهلته بتلقائية فنفسيتي أسوأ من أن أرد عليه

طرقتُ باب غرفة أختي تغريد بقوة:

" وجع مين ؟ "

دخلتُ بعجله وبلا إذن ٍمسبق

" تروحين معي ؟ "

أجابت مستنكره :

" وين أروح ؟ "

أجبتها بعجله :

" السوق "

ضحكت علي بعدها قالت :

" صادقه أنتي بنام "

قلتُ راجيه :

" تغريد يا حبيلك والله شوي بس , تدرين لو أروح بلحالي يذبحني أبوي, وحاليا ما عندي غيرك يروح معي "

أجابت :

" آسفة دوري لك غيري "

أغلقتْ المصباح وتجاهلتني

ألقتْ بنفسها على سريرها غير مكترثة ً بي كعادتها

تضايقتُ كثيراً

خرجت وأغلقتُ الباب خلفي بقوة

نزلتُ للأسفل حانقة لبث محاولاتي من جديد

فلعل عمتي أمل أو هيفاء يستجبن لي

وجدتُ ياسر كما تركته جالساً في الأسفل يقلب الجرائد بين يديه

قال مؤشرا بأصبعه:

" هييييي أنتي وش فيك ؟ "

أجبته :

" مب شغلك "

تركته وخرجتُ من المنزل مُتجهة لمنزل خالتي أمْ نواف حيث هيفاء

دخلتُ المنزل مستاءة

سألتُ الخادمة بعصبيه:

" وين هيفاء ؟ "

أجابت :

" فووق "


قلت :

" زين انقلعي عن وجهي "

اتجهت للأعلى حيث الغرفة طرقتها بأدب ودخلت

" سلام "

هيفاء :

" وعليكم السلام شو عندك أنتي الثانية مادة البوز ؟ "

أجبت بلا مقدمات :

" أبي السوق "

هيفاء :

" السوق !!!! "

مرام :

" ايه السوق عندي حاجات ضرورية أبيها وما عندي غيرك يروح معي "

هيفاء :

" ايه بس أنا عندي بحث وضروري اخلصه اليوم وانتي عارفه اليوم عندنا اجتماع يعني يالله يمديني اخلصه العصر "

مرام :

" اووووووووف لأ , طيب وأنا مين يروح معي ؟ "

هيفاء :

" مادري عنك شوفي تغريد ولا أمك "

مرام :

" أمي طالعه وتغريد نامت وعمتي مدري وينها , تكفين هيفاء أجلي بحثك بعدين وروحي معي , الله يخليك "

هيفاء :

" مرامي قلبو أنتي مقدر البحث لازم أسلمه بكرا , دكتورنا مش مُتفهم يعني إذا ما سلمته البحث العشر درجات بتطير علي "

مرام :

" هيفاء الله يخليك والله أكثر من خمس دقايق ما بي "

هيفاء :

" يالله مدري , طيب أسمعي الحين الساع 4,15 إذا صارت 5 أن شاء الله أروح معك "

مرام :

" يا حبيلك يا أم الفزعات أنا قايله هيوفتي ماتردني بعد قلبي والله أخيتي "







* * * * * * * * * *





[.. لمى ..]








" على فكرة اجتماع اليوم تحضرينه مفهوم "

من يظنّ نفسه !

أكره أن يحادثني أحدهم باللهجة الآمرة !

تجاهلـــــتـُـــــه

قال بعد فتره:

" أهم ما علي أمي حاولي تكسبيها "

ابتسمتُ له بسخرية

فكيف سأكسبها وهي من أعلن الحرب أولاً !!

أكمل مسيرة أوامره بقوله

" وأختي هيفاء بعد حاولي تكسبيها "

لمْ اُجبه اكتفيت بالصمت

" أشوف كلامي ما عجبك ! "

أجبـتـُه بـحِده :

" ما قلت شي "

أجاب مُـستنتجا :

" سكوتك يقول "

قلتُ ساخرة :

" ليه ما قالوا لك السكوت علامة الرضا "

بالرغم من تأكدي من عدم انصياعي لأوامره

إلا أنني مجبورة على مسايرته

قال :

" أوكي حلو"

نهض من مَجلسه

توقف قليلاً بنظراته المتفحصة المُخجلة

قال مُبتسما:

" عندك شي تلبسينه ؟ "

أنه يحيرني !

منذ قليل يفرض أوامره علي

وما قبل ذلك يرفض طلبي في رؤيا والدتي وبحزم

أما الآن فأرى الحنان في عينيه !!

حقيقة أصبحتُ مشتتة بشأنه !

وبالطبع لمْ أستطع إجابته !

فأنا فعلاً واقعه في مشكله حيث لا أملك ما يناسب اجتماعهم هذا

وكبريائي يمنعني من أن أطلب منه ذلك و شخصياً !

قال بمكر :

" أنتي قلتي السكوت علامة الرضي يعني ألبسي عباتك وألحقيني "

لمْ يترك لي مجالا للمناقشة بل رمى بجملته ورحل !

لكنني سعيدة بالنتائج ...............................................









* * * * * * * * * *






[.. نواف..]












نزلتُ للأسفل منتظراً زوجتي

وجدتُ مرام على غير عادتها جالسة بتوتر واضح

" السلام "

أجابتني بسرعة :

" وعليكم السلام "

جلست أمامها بعدها قلت مُستنتجا :

" تنتظرين احد ؟ "

أجابتني بسرعة :

" إيه "

قلت :

" وش فيك تقوليها كذا "

أجابت :

" لأني متضايقة "

قلت :

" و وش فيكِ متضايقة ؟ "

أجابتْ :

" لأني متضايقة ؟ "

أضافتْ بسرعة :

" كم الساع ؟ "

ألقيت بنظرة على ساعتي

أجبتــُها ببرود :

" خمس إلا ثلث "

تــَــأففتْ لذلك

قلت مستنكرا:

" هيييي أنتي, وش بلاك ؟ "

أجابت بعصبيه :

" بلاي ما أحد معطيني وجه "

قلت :

" أفا "

نهضتْ من مكانها بعجله :

" أف أف أف بروح بيتنا أبرك "

استوقفتها :

" لحظة "

مرام :

" نعم شتبي ؟ "

قلت :

" أمي وينها ؟ "

أجابتْ :

" طالعه مع خالتي أم ياسر وأم راكان "

قلت :

" وين ؟ "

أجابت :

" مدري !! "

قلت :

" انزين إذا جت تقولي لها أني طلعت أنا ولمى السوق "

أضفتُ مؤكداً :

" وش تقولين لها ! "

كررت كلامي بهستيريا :

" أنت و لمى طلعتوا السوق "

انصرفتُ عنها

صرختْ و استوقفتني بصوتها الأجش :

" نواف.. نواف"

أدرت لها وجهي :

" نعم !! "

قالت :

" وين قلت بـ تروحون ؟ "

أجبتـُها :

" السوق "








* * * * * * * * * * * *





[.. لمى ..]









ارتديتُ حجابي وعَقدت لثامي

نزلتُ للأسفل حيث زوجي أو من ينعته الجميع بذلك !

فأنا مازلت غير قانعة بمصيري معه

ولا أظن بأني سأقنع يوما !

وصلت للأسفل

المكان هادئ

بحثت يمنة و يسرة عن نواف فلم أجده

استوقفني صوت احدهم

" أنتي "

أدرتُ وجهي حيث الصوت

أنها إحدى الأخوات الثلاث

وبالتحديد أصغرهن سناً وأكبرهن حجماً

استغربتُ سبب مناداتها لي

لربما تود إكمال سخرية أفراد عائلتها بي !!

" نواف برى ينتظرنا "

لمْ أستوعب جملتها بداية ً

إنها تقول " ينتظرنا "

أي أنها استخدمت صيغة الجمع !

وما علمته من نواف أنني أنا وهو فقط من سيذهب هناك

إذن ما لحكاية ؟




* * * * * * * * * *





[.. أمل..]










" سلطان تكفى قول إيه "

سلطان :

" أمل فكينا تراي مالي خلق "

أمل :

" يا حبيلك يا خوي أنت بس خلنا ندور لك وصدقني بيعجبك الوضع "

قال مهدداً :

" أمل "

فقدتُ أعصابي :

" يوووووه ياخي زهقتني متى تشوف حالك وتنسى "

قال قاصداً :

" بشوف حالي لما أنتي تشوفي حالك "

أجبته غاضبه :

" سلطان ترى ذبحتني أجيبك يمين توديني يسار كم مرة قلت لك لا تقارن نفسك فيني ليه مش راضي تفهم "









* * * * * * * * *







[.. لمى ..]












وصلنا السيارة معاً

ابتسم لي نواف أمام أخته مُجاملاً

احترت أين أركب ؟

هل سأكرر مآسي ماليزيا !

أمْ أتداعى القوة أمام هذه المراهقة بجلوسي جواره !

فعلاً أنا محتارة !!

فضلت الحل الأخير غير قانعة

وهذا ما أسعد نواف كثيراً مما سبب لي الإحراج

قال مُبتسماً مغازلاً:

" يا حيى الله الزينة "

توردت وجنتي خجلاً منه ومِن أخته !

حمدتُ ربي لوجود حجابي وإلا لافتضح أمري

التزمنا الصمت طيلة الوقت

قالت مرام :

" أقول نوافووو بعد قلبي أخيي وين بتودينا ؟ "

أجاب :

" اللي تبون "

قالتْ :

" ترى لا حبذا لو تودينا صحارى بيكون كرم منك "

قال :

" هاه لمى شرايك تبون صحارى "

أجبتُ بهدوء :

" كيفكم "

 
 

 

عرض البوم صور انا وانتي وكلنا  
قديم 25-12-06, 02:18 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2006
العضوية: 7089
المشاركات: 72
الجنس أنثى
معدل التقييم: انا وانتي وكلنا عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
انا وانتي وكلنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : انا وانتي وكلنا المنتدى : الارشيف
افتراضي

 


- الجزء الثالث عشر -









[ 13 – مَشاعر غريبة ! ]













وصلنا السيارة معاً

ابتسم لي نواف أمام أخته مُجاملاً

احترت أين أركب ؟

هل سأكرر مآسي ماليزيا !

أمْ أتداعى القوة أمام هذه المراهقة بجلوسي جواره !

فعلاً أنا مُحتارة

فضلتُ الحل الأخير غير قانعة

وهذا ما أسعد نواف كثيراً مما سبب لي الإحراج

قال مُبتسماً مغازلاً:

" يا حيى الله الزينة "

توردت وجنتي خجلاً منه ومِن أخته !

حمدتُ ربي لوجود حجابي وإلا لافتضح أمري

التزمنا الصمت طيلة الوقت

قالت مرام :

" أقول نوافووو بعد قلبي أخيي وين بتودينا ؟ "

أجاب :

" اللي تبون "

قالتْ :

" ترى لا حبذا لو تودينا صحارى بيكون كرم منك "

قال :

" هاه لمى شرايك تبون صحارى "

أجبتُ بهدوء :

" كيفكم "






* * * * * * * * * * *






[.. أمل ..]









صرختُ بسعادة غير مُصدقه :

" لا ما أصدق, سلطان تكلم جد !!! "

ضحك قائلا :

" أي والله العظيم, وش فيك! اكذب عليك يعني "

أجبته بسعادة غامره :

" حاشاك بس الفرحة وعمايلها "

سلطان :

" هاه, أشوفك ما سألتيني وش سميته !! "

أجبتُ غير مكترثة:

" مو مهم .. أهم شي متى أداوم ؟ "

سلطان:

" لو بغيتي الحين مش مشكله بس طبعا التجهيزات لسا ما انتهت, المهم الأثاث والأدوات والأجهزة بكرا نشتريها لا تقولين ما قلت..
بأنبزك من صباح الله خير وإذا تأخرتي .............. "

قاطعته بعجله :

" وأنا أقدر ! "

سلطان :

" اوكي نتلاقى المغرب, يا لله تأمرين شي بمر واحد من الشباب "

أجبته بحنان:

" سلامة عمرك "








* * * * * * * * * * * *







[.. هيفاء ..]








" طيب ما قالتْ لِك وين ؟ "

أجابتني الخادِمة بلا حِيله :

" لا مدام "

قــُــلت :

" اوكي روحي أنتي الحين "

لمْ أستطع الصـَّـــبــــر

فضولي يأمرني بالاتصال والاستفسار

ما من شيء يجعلها تلغي موعدها معي بهذه العجلة !

مُؤكدا أن سبب طارئ حل بها !

أدرتُ الرقم بسرعة

وصلني صوتها على الطرف الآخر

" آلو "

صرختُ فيها بلا مقدمات :

" مرامي ليه ما قلتي لي انك مش رايحه معي ؟ "

أجابتني ببرود :

" اوووه صح آسفة .. نسيت "

يا لبرودها وعدم مبالاتها !

أية أخت هي ؟

صرختُ فيها غــَــاضبه:

" يا سلام !! وأنا أجلس منطقه تحت لا أنا اللي سويت بحثي ولا أنتي اللي أستفدتي مني "

أضفتُ مهدده:

" زين مرام هذا وجهي أن لقيتك خبر مره ثانيه "

أغلقتُ الخط بعصبية

ألقيتُ بهاتفي أرضاً

إنها إنسانه عديمة الإحساس !!

لتوها تترجاني بمرافقتها !

وعندما تركتُ أشغالي وأعمالي من اجلها

تتركني وترحل دون إنذار مسبق

وما يسيء الأمور سوءاً عدم مبالاتها بهذا كله !!!

لكنني لن أسكت

نعم لن أســـكــت

سكوتي عنها يزيدها تــَـمرداً

خصوصاً و أنها بأشد مراحل عمرها خطورة

سألقنها درسا لن تنساه.......................









* * * * * * * * * * * * * *






[..لمى..]






حاولتُ كـِـتمان ما بداخلي من قهر وضيم تجاه تِـلك المُراهقة الصغيرة

وصلنا وأخيراً إلى المركز المقصود

فاجأني قوله :

" هاه حبيبتي تبون صحارى القديم ولا الجديد ؟ "

تبا لهذا الــعـَـاشق المُخادع !

من يَظنُ نفسه كي يخاطبني بتلك الطريقة !

حقيقة أصابني الإعياء والاشمئزاز لما سَمعتُه أذناي

فأنا موقنة تماما بتصنعه أمام أخته بالحب والألفة

وهذا ما لا أريده !

همستُ له غاضبه:

" ماني حبيبة احد "

رمَــقــنـي بــنــظــرةٍ مــاكــــرة مُــخــيــفــة زلزلتني من الـــداخـل

أشـــــــكُ بنوايــــــــــــــاه !

مرام لا أظنها سمعتْ ما قـُــلته

لانخفاض صوتي وبُعدها في نفس الوقت

المركز مُزدحم بعامة الناس

حقيقة أصابني الذعــــــــر

منذ صِغري لمْ أخرج إلى مكان كهذا !!

بل كنتُ حبيسة المنزل

وها أنا أيضاً ســجــيــنة في عالم آخر غير عالمي

عالم مجهول أجهل حاضره وماضيه !

أفقتُ من شرودي لحظة سماعي صوته:

" أنــــــــزلوا "

ترددت في النزول في البداية

لكني فعلت حينما رأيت مرام تفعل

نزلنا نحن الاثنتين معاً

توقفتُ مـُـنتظرةً نزوله

لكنه لمْ يفعل !!

تحرَكتْ السيارة مُبتعدة !

يا الهي .. هل سيتركني لوحدي !!

تحركتُ بسرعة للحاق به لكن يَد مرام كانت العائق

" وين رايحه ؟ "

الخوف والارتباك منعني من النطق

تلعثمت وارتجفت

تساءلت مما أنا خائفة !!

لكني لمْ أجد الإجابة

حتما انه الخوف من المجهول !

" هيييي أنتي شفيك ؟ أمشي .. ليه واقفة ؟ "

قلتُ بقلق :

" ونواف !!!!!!!!!!!!! "

مرام :

" شفيه ؟ "

لمى :

" ما راح يجي معنا ؟ "

مرام :

" أندري عنه !! .. امشي بس فشلتينا .. ترانا واقفين بالطريق "

ترددت بالذهاب معها

إنها التجربة الأولى لي !

قالتْ مُتخلصة :

" وَصل البرنسيس "

تنفستُ الصعداء لحظة رؤيتي إياه مُقبلاً نحونا بابتسامته المعهودة

قال مُستفسراً :

" شفيكم ؟ "

أجابت مرام متأففة :

" أسأل مرتك "

وأضافت مستهزئة بصوتٍ أجش :

" ذبحتنا نواف و نواف "

وأضافت ضاربة على كتفه بخفه:

" كاهو حبيبتي شبعي فيه !! "

نواف بحده :

" مرامووووه "

للأسف لساني تلك اللحظات شُـــل

لم أستطع التفوه بحرف واحد !

موقفي سيء للغاية

ماذا سيظن بي الآن !

حتماً سيظنني واقعه في غرامه وخائفة من أجله

تباً.. أكره أن يفكر بي بهذه الطريقة !!

يجب أن أوضح له الأمور

ومرامٌ هذه فسحقاً لها لقد أفسدت كل شيء

بالأصل ما كان لي أن أقبل بمشاركتها الرحلة !

أدار بوجهه نحوي

" ندخل ؟ "

نظراته عاديه !

لمْ يحتقرني ولم يستهزئ بي !!

شيء غريب, أنها ليست بعادته !

فهو إنسان استغلالي

يستغل كل الفرص لإحراجي وإذلالي

لكن توقعاتي هذه المرة خابت

تقدمتُ بمسيري بصمت

دخلنا البوابة الرئيسية للمركز

تركيزي وفكري كله حول ما قالته مرام لأخيها

فأنا فعلاً مُنزعجة من ذلك

" من هِنا "

مشيت خلفه بنفس صمتي

صرختْ مرام :

" ياي منزل بضاعة نيو "

اِنطلقتْ فوراً إلى إحدى المحلات بحركة سريعة

ضحِك نواف مُعلقاً:

" مطفوقه ها لبنت ما هيب كابره ابد "

وأضاف مُبتسماً :

" شرايك فيها يالمى ؟ "

أجبتُ بشرود :

" نعم !! "

قال :

" وش رأيك في مرام ؟ يعني وش الانطباع اللي اخذتيه عنها ؟ "

أجبتــُه بحزم :

" طايشه و متهورة "

مُشكلتي هي صراحتي حتى وإن كانت سيئة !

وضيقي مما سببته لي من حرج قبل قليل

هو ما جعلني أتفوه بذلك

أجابني بتأييد مفاجئ لمْ أتوقعه :

" لا تنسين أنها مراهقة ! "

أجبتـُـه باستنكار :

" و المراهقين مرفوع عنهم القلم ؟ "

لمْ يجادلني أكثر

أشار إلى احد المحلات فاتجهنا إليه

بداية لمْ يُعجبني شيئاً فكلها أشياء لا تليق بي

استوقفتني إحدى القطع

كانت قميص من القماش الحرير وردية اللون

موديلها وقماشها أعاد بذاكرتي للوراء

وبالتحديد حيث أختي نــــجــــــود

لقد كانت مهوسه بهذا النوع من القماش !

وخصوصاً هذا اللون

كنا نتشاجر دائماً حول القطع التي يحضرها لنا والدي

آه أين أنتي يا أختاه !

لمَ رحلتِ وتركتني وحدي !

آه كم أحبكِ وأتمنى رؤيتك

وكم أنا مشتاقة لشجاراتنا معاً

وأنتَ يا والدي العزيز

لمَ لمْ تأخذني معكما !

أترضيكم حياتي هذه !

أيرضيكم أن أعيش سجينة في عالم لا أمت له بصلة سوى الدم !!

عالم يكرهني ويتمنى موتي !

عالم ينتقم مني ولسبب لا ذنب لي به

عالم يتمسك بحياتي من أجل إذلالي

أية حياةً تركتموني أعيش من أجلها !

حتما هي حياة ذلُ ومهانة

و أنتِ يا والدتي العزيزة

أين قلبك و عقلك ؟

إنني أبنتك !

أتجهلين هذا !!

" هاه عجبتك هذي ! "

أجبته بشرود :

" نعم !! "

كرر كلامه :

" أقول عجبتك ها لقطعه ؟ "

أجبتـُـه شاردة :

" ما أدري !! "

قال :

" اوكي أنا رايح أشوف مرام وراجع لك "







* * * * * * * *





[..نواف..]








لا أظنها سمعتني !

لكنني تركتها تبحثُ عما يناسبها و ذهبت للبحث عن مرام

وصلتُ المحل المطلوب

وجدتها بين كومة من الملابس

" مرام "

أجابتني :

" هلا نواف .. شوف هالبلوزة ييييي تهبل صح ! "

قلت :

" وأنا بقعد ألاحقك من محل لمحل .. إذا خلصتي دقي على موبايلي "

قالت مُتضجرة :

" يا سلام !! وزوجتك المخبلة إيه "

أجبتها غاضباً :

" مراموه ما أبي أندم أني جبتك "

مرام :

" خلاص .. خلاص "







* * * * * * * * * *



[.. لمى ..]






كم أتمنى شراء كل القطع من هذا النوع

إنها حتماً جميلة ورائعة

وما يميزها أكثر جنون أختي نجود بها

أمسكتُ بقطعتان منها واحدة وردية اللون والأخرى حمراء قاتمة وكلاهما رائعتان

تشبثتُ بهما بشده

بحثتُ عن نواف فلمْ تجــِده عيناي !

أصابني الهلع

أين ذهب !!

حقيقة كدتُ أجن

تركتُ القطعتان من يديّ جازعه

ركضتُ بهستريا باحثة عنه

لربما تركني ورحل !

فأنا آفة على الجميع

الكل يتمنى الخلاص مني !

اصطدمتُ بأحدهم لجزعي

صرخ في وجهي :

" لمى شفيك !! "

صوته أعاد لي رشدي

استوعبتُ أخيراً ما يجري لي !

وأن من اصطدمتُ به هو زوجي بنفسه

" شفيك يا بنت الناس !! "

أجبته بتلعثم :

" ما فيني شي "

لا أظنه مُصدقاً لي فنظراته توحي بذلك !!






* * * * * * *




[.. راكان ..]




" شلون !! ما فهمت لك ؟ "

ياسر :

" أجل أنا اللي فاهم ! "

راكان :

" ياسر لا تجنني !! "

ياسر :

" أسمعني .. الرجل ميه بالميه نصاب "

راكان :

" ياسر كيف نصاب !! "

ياسر :

" تدري شلون ! أحسن حل نعلم عمي سلطان بالسالفة "

راكان :

" قولتك كذا ! "

ياسر :

" ما فيه إلا كذا "

راكان :

" على بركة الله "






* * * * * * * * * *




[.. رنا ..]







وصلتني الخادمة حاملة معها سماعة الهاتف

" مدام .. تلفون حق أنتا "

قلتُ بملل:

" مين ! "

أجابتني الخادمة بكل برود :

" ما يعرف "

صرختُ فيها :

" u r so stupid .. كمْ مرة قلت لك أي مكالمة تجيني لازم تسألين بالأول منو ؟ "

لمْ تجبني تلك الحمقاء

سحبتُ السماعة من بين يديها بخشونة :

" فارقي عن وجهي أشوف "

رحلتْ الخادمة بسرعة

ترددت في الإجابة على المكالمة

لربما تكون تغريد !

صرختُ منادية للخادمة

عادت لي من جديد

" ياه مدام !! "

قلتْ :

" شوفي .. ردي واسأليها من هي ؟ "

هزّت رأسها بالإيجاب

تناولت السماعة من يَدي

سألتْ المتصل :

" منو أنتا ؟ "

همست لي :

" مدام يقول تغريد "

كما توقعت !!

ما لعمل الآن ؟

قلتُ لها هامسة :

" قولي لها طلعت "

هزّت رأسها بالإيجاب وأخبرتها بذلك فوراً .................







* * * * * * * * *




[.. لمى ..]









" من رحتْ وأنتي ما معك غير ها لقطعتين, تبين نشوف محل غيره ؟ "

أجبته بسرعه :

" لا "

أجابني مُستغرباً :

" شفيك تقوليها كذا ؟! "

قلتُ معتذرة:

" آسفة بس أبي ها لقطعتين "

لا أظنها أعجبته !

نظراته توحي لي بذلك

لكنه لا يُهمني !

فهي ذكرى لأختي الراحلة

ويستحيل أن أتخلى عنها بسهوله بعد أن عثرت عليها

وبمحض الصدفة

" اوكي "

سحب القطعتان من يدي فامتنعتُ عن ذلك

قال غاضباً :

" ما تبين نحاسب !!!!!!!! "

أرخيتُ قبضتي عن القطعتان ببطء

نظراته تقتلني !

أمسك القطعتان بنظرات ملؤها الدهشة !!

أتجه إلى المحاسبين وتبعته في ذلك

حاسب القطعتان وخرجنا من المحل صامتين

قال بهدوء :

" لمى شوفي أنا ما أعرف بذوق الحريم وها لخرابيط , بس اللي أنتي شريتيهن ما أعتقد يناسبن الاجتماع ولا أنا غلطان ؟ "

أجبته بنفس هدوءه:

" لا تخاف ما راح ألبسهن"

أجابني مُستنكراً :

" أجل ليه شريتيهن ؟ "

أجبته بصدق :

" ذِكرى "

قال:

" نعم !! "

قلت :

" قلتْ لك ذكرى "

لم يطالب بالمَزيد من التفسير

أختصر بقوله:

" أوكي نشوف المحلات الثانية "

قاطعته :

" لا خلاص أكتفي بذولي "

توقف فجأة عن المسير

قال غاضباً :

" لمى لا تجننيني !! "

قاطعته بحده :

" قلتْ لك من أول ها لطلعه مالها داعي "











* * * * * * * * * * *




[نواف]






كم أتمنى قراءة أفكارها !!

كل يوم يزداد غموضها أكثر !

أنها بمثابة كنز مغلق أجهل كافة محتوياته !

تصرفاتها جداً غريبة

انتهت رحلتنا بسلام وعلى تمام الساعة السابعة مساءاً

تأخرنا عن موعد اجتماعنا نصف ساعة فقط

وصلنا المنزل وتم الافتراق

دخلتُ منزل خالتي أم ياسر واتجهتُ إلى المجلس

الجميع متواجد عداي أنا

" السلام عليكم "

حياني الجميع بردهم سلامي

سأل عمي سلطان مُستغرباً :

" شفيك تأخرت "

أجبته بصدق :

" أبد والله وديت البنات السووق و قطعنن "

سلطان :

" عسى أم عيال معهم ؟ "

نواف :

" وش أم العيال ذي وش قالوا لك !! "

وأضاف بمكر:

"ترانا تونا شباب ومعاريس"

ضحِك مُعلقاً على كلامي:

" ههههههههه مصيرها تصير أم العيال وش عليك أنت !"

نواف:

" لا جت ذيك ساعة يكون خير "










[.. هيفاء ..]








الــجــمـــيـــع مُـــلــتـــــم هنا في مَــنــزلـــنا

لقد تأخرتْ كثيراً

تــُــراها أين ذهبت ؟

أيعقل أن يكون نواف تبرع بالذهاب معها إلى السوق !!

أمرٌ مُستبعد تماما بحكم معرفتي بطباع أخي نواف !!

يستحيل عليه أن يقوم بعمل كهذا !!

ولمن لمرام !

هذا ما يثير عــَجبي !

لكن أين ذهبا ؟

ولمَ لمْ يخبرني بذلك نواف ؟

أكادُ أجن

ولمَ أهلك نفسي بالأسئلة !!

حتما سَتـَصل ويصلني معها الخبر اليقين

قاطعت تغريد شرودي بسؤالها الموجه لعمتي أمل:

" صدق يا عمه اللي سمعناه !! "

أجابت عمتي مـُـتغافلة:

" و وش سمعتوا ؟ "

تغريد:

" عمو سلطان يقول بتفتحين محل !! "

أجابتْ عمتي أمل بدعابة :

" أحم أحم.. إيه صدق .. ولو سمحتوا لا تكلموني أنا خلاص صرت امرأة أعمال وما أنزل مُستواي للعاطلين "

تغريد:

" يا عيني يا عيني .. طلع الغرور.. عساه كشخه يستاهل كل ذا ! "

أمل:

" إذا تبون الصدق لسا ما شفته"

تغريد:

" كل ها لغرور وما شفتيه !! "

أمل:

" ذكرتوني مير أروح لسلطان نتفاهم بها لخصوص "

نهضتْ عمتي أمل خارجه من المنزل

وكان خروجها على وصول أختي مرام

دخلت محملة معها أكياسها بكل سعادة

ومع من ؟

إنها مع ابنة فوزية !!

أمر غريب !

لمى اتجهت فوراً للأعلى

بينما تقدمت مرام إلينا

قـُـلتُ حانقة :

" الناااااس تسلم "

أجابتْ ببرود:

" بسم الله علي خلوني أتنفس طيب "

قالت أنهار مُـعلقة:

" الله الله وش ها لكشخه؟ تجنن بلوزتك من وين أخذتيها ؟ "

دارت حول نفسها بغرور

بعدها قالت:

" شريتها من زارا "

وأضافتْ بحماس:

"ييييييييي بنات بصراحة عجزت أنقشع منه , منزل بضاعة مرررره واااااو لا يفوتكم "

قالت تغريد مُعلقة:

" غريبة لقيتي عنده مقاسك "

شُحب وجه مرام بطريقة غريبة مُلاحظة

أضاعتْ الحديث بقولها:

" إلا وين لمى ؟ "

أجابتْ تغريد:

" المهلي ما يولي .. وش تبين فيها ؟ "

مرام:

" إلا بنات فاتكم فشلتنا ها لخبله الله ياخذها"

أضافتْ بحماس:

" تخيلوا يوم نزلنّا نواف عند بوابة صحارى عيت كلش تدخل معي !!
قال أيش ما تبي تدخل إلا مع نواف .. مالت عليها
ولا غير كذا متمسكة فيه و ما تدخل محل إلا وهو معها "

تدخلتُ بقولي:

" رجلها وش عليك منها ! "

أجابت :

" وأنا بعد أخته "






* * * * * * * * * *






[.. لمى ..]








وَقــفــة مَـع الــنـَّـفــسْ

هذا ما أحــتـَـاجُ إليه !

رحلـــَّة هذا اليوم مع أبناء عمي أحدثت تــَغيراً جذرياً في أفكاري ومُخططاتي

مع ذلك ما زلتُ مشتتة التفكير بشأن زوجي !

مُعاملته لي غريبة !

وليستْ كما تخيلتُ مُسبقاً !!

لكني مُدركة تماما بأن هذا جزءاً من مُخططات عمي الدنيئة

ويجب أن أحتاط من ذلك جيداً

وإن تمادى في ذلك مؤكداً سأوقفه عند حده

ولكن !

كيف لي لمْ أفكر بهذا الشأن ؟!

لمَ لا أتعامل معه بنفس طريقة تفكيره !!

حتماً إنها لمغامرة خطيرة !!

ولكن كيف ؟

أنه أمر بسيط

سأتخذ معه أسلوب المُسايرة

لن أتمرد عليه من الآن وصاعداً

ولكن !!

غبية أنا إن فعلتُ هذا !!

ماذا سيظن بي ؟

حتماً إنها مُجازفة خطيرة ولا أظني قادرة عليها !!

لكن المغامرة تحتم علي بذلك ..........

ولنرى النهاية !!

قاطع تسلسل أفكاري صوت أحدهم :

" سلاااااااااااااااااااااااااااااااااااااام "

أدرتُ بوجهي للخلف

أنها العمة أمل

كم أنا سعيدة لرؤيتها

أجبتها مُبتسمة:

" وعليكم السلام "

أمل:

" عسى بس ما طيحت قلبك "

لمى :

" من ويش ؟ "

أمل:

" يعني .. طريقة دخولي !! "

أجبتُ تلقائياً :

" عااااادي .. متعودة ها لحركات من نجود "

توقفتُ فجأة عن الحديث !

ألمي و جراحي عادت من جديد لتـُعلنْ الدمعات انفتاح أبوابها

تقدمتْ إلي عمتي مواسيه :

" حبيبتي أدعي لهم بالرحمة "

وأضافتْ بدعابة :

" هاه قالوا لي اليوم طلعتي .. وين رحتي ؟ "

أجبتــُها بضيقي المكبوت :

" السوق "

ضـَـربتْ كتفي بخفه :

" أحلا تطورات ولا تقول لي النذلة ! "

ضحَكتُ عليها قائله :

" وش تبين أقولك ؟ طلعت السوق عادي "

أجابتْ غامزة :

" لا حبيبتي أنتي عروس يعني مو عادي "

قلتْ:

" عاد بالله عليك هذا وجه عرووس "

أجابتْ بمرح :

" وش فيه وجهك .. قمر منزل "

أضافتْ آمره :

" يلا عن القرق الزايد وأمشي ننزل تحت "

قلتُ خجــــِله :

" آسفة ما قدر "

قالتْ مندهشة :

" و ليه ؟ "

قلتْ مـُـترددة :

" كذا من غير ليه "

قالت بحزم :

" مادام ما فيه ليه أجل بتنزلين غصب "

قلتُ بهدوء :

" عمه الشيء مو بالغصب تراني أكره ها لحركه "

قالتْ بلين :

" طيب حبيبتي ممكن ننزل تحت "

قلت بصدق:

" بكون صريحة معك ما عندي حاجه ألبسها "

قالتْ مندهشة :

" أنتي ما قلتي لي طلعتي اليوم السوق !! "

أجبتها بتأكيد :

" إلا "

قالت مُستغربه:

" أجل شلون ما عندك شي تلبسيه "

قلتُ بصدق :

" بصراحة ما لقيت شي يعجبني "

قالت مُستنتجه :

" يعني ما شريتي شي !! "

قلت:

" للأسف ما شريت غير قطعتين بس .. ولا ينلبسن "

قالت مكررة :

" ما ينلبسن !! "

أجبتْ :

" إيه "

قالتْ مُتسائلة :

" شلون ما ينلبسن ؟ ليه شريتيهم إذا هم كذا "

قلتُ بتردد :

"أخاف أقول تضحكين علي "

قالت مُبتسمة :

" ما أضحك قولي "

قلت :

" شريتهم ذكرى "

كررت كلامي مُندهشة :

" ذكرى !! "

قلتُ موضحة بألم :

" أبوي الله يرحمه ويغفر له كان حارمنا من طلعة السوق بشكل فضيع, مو بس السوق إلا الطلعة من البيت بكبره, صدقيني شي أسمه عالم خارجي بحياتي ما شفته إلا من بعد وفاة الوالد الله يرحمه , حتى الجيران كانوا يجتمعون ويضحكون ويستانسون وإحنا يا ويلنا نتكلم أو نعترض ونقول نبي زيهم .. الوحيدة المسموح لنا نشوفها جارتنا [أم أيمن] وليه ما أدري ؟ اهتمامي باللبس معدوم , أبوي مع ذلك ما قصر معانا كان بين كل فترة وفترة يجيب لنا قـِــطـــع من السوق وأكيد على ذوقه وأنتي أبخص الناس بذوق الرجال , كنت أنا ونجود دايما نتخانق على أحسن قطعه و دايمن المنتصر أنا وما يتبقى لنجود غير أسوأ القطع "

توقفتُ لبرهة , بعدها أضفتُ بألم :

" القطعتين اللي أخذتهم يشابهن كثير للقطع اللي كانت تأخذها نجود , وحز في نفسي أشوفها ولا أشتريها "

خنفتني العـَـبرات فتوقفتُ عن الكلام فوراً

لمْ أستطع منع نفسي من البكاء

فنفسيتي أسوء مما تخيلت

تلقفتني أحظان عمتي أمل بألــــمْ

مسحت دَمعاتي من على خدي بحنان

قالت:

" فديتك لا تبكين "

مسحتُ دمعاتي وانتزعت نفسي منها بقوة

قلتْ:

" آسفة "

أمل:

" ليه الأسف ؟ "

قلت:

" آسفة ما كان المفروض أقولك ها لكلام "

قالت:

" لمى أنا عمتك ما ني غريبة .. والإنسان اللي تكلمتي عنه تراه يصير اخوي"

قلت مضيعه للموضوع:

" ما تبين تنزلين لهم ؟ "

قالت مستاءة:

" طردة يعني "

قلت :

" حاشاك بس ودي أبدل ملابسي عشان ألحقك "

قالت مُندهشه بقراري المفاجأ :

"صدددددددق .. أجل بطلع قبل لا تغيرين رأيك "

وأضافت غامزة :

" المشتهي يقطع المستوي, هذا اللي ما عندها شي تلبسه"









* * * * * * * * * * *






[.. هيفاء..]










وأخيراً اُعــلِــنَ الخبر الرسمي لخبر خطوبة راكان من رنا و بواسطة أم راكان بنفسها

لكن الرد النهائي وكما قالت لم يصل بعد

مؤكداً لن تـــرفض !!

أنهُ ما تــَـطمح إليه منذ زمن

اللــــقــــب والــــنـــفــــوذ

إنها جُل أمنياتها

أيضا أعــلـــن في مجلسنا عن قرار عمتي أمل بافتتاح مركزاً للتجميل

وهي خطوة رائعة منها لاستغلال وقتها

تمنيت لها التوفيق من أعماق قلبي

أنها تستحق أكثر من ذلك

أنهار .. لمْ يعلن أي شيء بخصوصها سواء خطبة أم غير ذلك

تمنيتها لأخي نواف لكن القدر حال عن ذلك !

مرام .. تحاشيتها طيلة الاجتماع

وانتقامي منها بالطبع سيكون أشد

تغريد .. قهقهاتها اعتلت المكان

وما من شيء يعكر مزاجها

خالتي أم فيصل .. لا أثر لها بيننا

ولا أظنها قادمة

مسكينة هي !!

وليكن الله في عونها

فيصل .. أتمنى عودته عاجلا غير آجلا

و من أعماق قلبي

فهو حــُــلــمٌ من أحلام طـــفـــولـــتــــي البريئة الذي لطالما تمنيت الخلاص منه !

لكن ما من مفر !

فقلبي وعقلي متعلقان به بشده

نوّاف .. تــــغــــيــــر وبشكل ملاحظ

وأجهل السبب !!

مُــهــنـــد ..ما زلنا نعتبره طــفـــلا

بالرغم من أنه في سن الخامسة عشر من عمره !

راكان .. مسكين هو إن تمت صفقة أبيه بنجاح

فهو الخاسر الوحيد من هذا كله !

عمي سلطان .. أبداً لن يتخلى عن قراره

وكم نتمنى تزويجه

لكن محال أن يحدث ذلك !!

فهو عنيداً جداً

عمي خالد .. نـــــــــــادراً جداً ما أراه !!

عمي عبد اللطيف .. حقدتُ عليه لما قام به تجاه فلذة كبده

وكم أتمنى عدوله عن ذلك !

والدي .. أتمنى الدخول إلى عالمه الخاص

وقراءة كل ملفاته

تنبهتُ أخيراً على صوت والدتي تقول:

" أعوذ بالله "

استغربتْ قولها !!

أدرتُ بوجهي حيث المكان الذي تنظر إليه

فوجئت بها لمى زوجة أخي نواف !!

قالتْ الفتاة لحظة وصولها :

" السلام عليكم "

لمْ يجبها أحد !

تداركتُ الموقف فرديت تحيتها :

" وعليكم السلام "

لمْ تبتسم لي ولم تبادلني أية نظره

بل بصرُها متشبث بوالدتي !

تقدمَّت منا وجلستْ بأقرب كنبة

عم السكون لحظة جلوسها

نطقت تغريد بأسلوب غير لائق :

" و شلونك يا لمى "

أجابتها الفتاه بحده :

" الحمد لله بخير "

سألت تغريد:

" وكيف سفرة ماليزيا ؟ "

أجابت الفتاة باختصار:

" حلوة "

سألت من جديد :

" وأمك شخبارها ؟ "

أجابت الفتاة بحده :

" ما دري عنها !! "

قالتْ تغريد مُستهزئة :

" ما تدرين عن أمك ؟!!! "

وضحكت قائلة :

" أهنا أحد بها لدنيا ما يدري عن أمه ؟ الحمد لله والشكر "

أجابت الفتاة غاضبه و بصوت محتد :

" إيه أنا "

قالتْ تغريد بفظاظة:

" لأنك قليلة خاتمه "

نهضت لمى من مكانها غاضبه

قالت بحده :

" مشكله إذا الناس اللي حولك مو بمستواك الفكري "

رمت بجملتها و رحلت !! بل عادت من حيث أتت ...............





* * * * * * * * * * * * *





[.. أمل ..]











" السلام عليكم "

هذا ما قــُــلته لحظة دخولي مَجلسهم

حياني الجميع بصدر رحب

الجميع مُتواجد من صغيرهم إلى كبيرهم

أخي أحمد مُنشغلاً بالأحاديث الجانبية مع أخي خالد

بينما سلطان يـُـقهقه مع راكان و ياسر

نواف مُنعزلاً عن الجميع عابثاً بجهازه النقال

عبد اللطيف و اِبنه مُهند يحتسيان الشاي

اِخترت مكاني بجوار نواف مُتعمدة ذلك

رَحب بي بقوله :

" هلا والله وغلا بامرأة الأعمال الناجحة "

ضحِكتُ له قائلة :

" تو الناس على ها لكلمة "

نواف:

" أفا ليه التشاؤم "

أمل :

" ماني متشائمة بس تو الناس "

نواف:

" الله يوفقك أن شاء الله "

أمل:

" نواف "

أجابني :

" عيونه "

امل:

" أترك اللي بيدك شوي "

وضع بجهازه جانبا :

" خير وش فيه ؟ "

أمل :

" شخبار لمى ؟ "

نواف:

" الحمدلله طيبه ... أنتي ما تشوفينها !! "

أمل :

" أنا أسألك أنت ! "

نواف :

" وأنا جاوبتك "

أمل :

" نواف لا تستهبل .. أنت فاهم قصدي زين ! "

ضحك نواف قائلاً:

" البنت على خبرك ما من جديد "

أمل:

" يا برودتك !! "

أجابني مستاء:

" إيه وش تبيني أسوي ؟ "

أمل:

" طيب خلنا من ها لسالفة وقولي وش سالفة طلعة اليوم ؟ "

نواف :

" عادي طلعنا السوق "

أمل:

" وما صار شي !! "

ضحِك لجملتي , بعدها قال :

" وش تبين يصير ! "

أمل:

" يعني حركتات رومانسيه , مثلا تعزمها على فنجان قهوة , تشيل عنها الأكياس يعني من هالحركات "

ضحك على قولي بهستيريا

قلتُ حانقة :

" وش فيك تضحك ؟ "

قال مُستهزئاً:

" عمه الظاهر تشوفين أفلام مصريه كثير "

قلتُ حانقة :

" مالت عليك أصلا أنت مو كفو أحد يساعدك "

أدرتُ بوجهي عنه غاضبه

ألتفتُ إليه من جديد وقلت :

" أصلا أنتو يا لرجال وش فهمكم بالرومانسية ؟ ما عندكم غير رأيكم وجفاستكم , ولا واللي يقهر زود أن لكم وجه تتشكون من حريمكم , ما تدرون أن الرومانسية و اللين هم مفتاح قلب المرأة "






* * * * * * * * * * * * * *





[.. نواف ..]








( الرومـانــسـيـة هي مفتاح قــلـب المرأة )

تـعـلـيـق عَمتي الأخير أيقظ بي مشاعر غريبة !

لربما أصابتْ في قولها

وأرشدتني إلى حلاً مُبهما بالنسبة لي

همس لي عمي سلطان :

" نواف "

أجبته :

" هلا "

قال :

" تعال معي "

سألت :

" وين ؟ "

أجاب :

" أمش معاي بعدين تعرف "

لحقتُ به إلى حيث لا أدري !

استوقفنا عمي خالد

" وين ماشين ؟ "

أجابه عمي سلطان :

" مشوار صغيّر وراجعين "

قالت أمل:

" بتطولون !! "

سلطان:

" إن كثرنا دقيقتين "

تحركنا للخارج

أوقفته بقولي :

" يا عم وين موديني "

سَحَبني من طرف ثوبي إلى حيثْ مواقف القصر

ركِب سيارته وأمرني بركوبها أنا أيضاً

" خير يا عم وش فيك ؟ "

وأضفتْ سائلاً :

" وين موديني ؟ "

أجاب بهدوء :

" ما راح نروح مكان "

قلت مُتعجباً :

" نعم !! "

قال بغموض:

"نواف لا تستخف فيني صدقني اللي بقولك إياه خطير وما أبيه يطلع لأي من كان "

أخافني قوله, قلتُ بتأني :

" خير أن شاء الله "

تنفس بعمق, بعدها قال :

" اليوم الصبح كنت متفق مع أمل نروح المحكمة عشان أوراق المُلكية تبع المحل , ومن حظي إني نسيت كم ورقة بمكتبي الأول اللي بشركة أبوك , رحت هناك أجيب الأوراق وكنت مخطط آخذهن وأرجع البيت أخذ أمل معي ونكمل الإجراءات , لكن الصدفة حطته بطريقي "

قاطعته :

" أي صدفة ماني فاهم عليك ؟ "

أجاب بتأني :

" شفت فـيــصــل "

عم السكون لحظة نطقه بذلك

أظنها لحظة الصدمه !

قلتُ غير مصدقاً :

" وين ؟ "

أجابني :

" وش أنا أقول من أمس "

قلتُ مُستنتجاً :

" لحظة قصدك شفت فيصل بشركة أبوي !!!!!!!!!! "

أضفتُ مُستفهما :

" إيه بس فيصل مسافر يا عم !!! شلون شفته !!"

أجابني مُؤكداً :

" فيصل ما سافر "

علامات التعجب تتراقص من حولي

سألت مندهشاً :

" شلون "

أجابني بغموض :

" هذا اللي نفسي أفهمه ! "

قلت :

" لحظة لحظة .. وش معنى كلامك !! "

قال حانقاً :

" يا شيخ خلك ذكي شوي !! ما خبرتك كذا"

قلت :

" وأنت وش اللي يخليك تقول أنه ما سافر !! "

أجاب مؤنباً:

" أنت لو تخليني أكمل كلامي ولا تقاطعني كان سلمنا "

قلت:

" كمل أشوف"

قال شارحاً :

" زي ما قلت لك الصدفة خلتني أشوفه طالع من الشركة وللأسف حاولت ألحقه بس كان أسرع مني , ومن حسن حظي أني طلعت أذكى منه لأني رحت وسألت حارس الشركة وقالي أنه ها لشخص من زمان وهو يتردد على الشركة !!! "

يا للعجب !!

سألتُ من جديد:

" طيب وش مصلحته من هذا كله ؟ وليه ؟ "

أضفتُ مستاءً :

"وأمه المسيكينة ليه يكذب عليها ؟ الموضوع أكيد فيه إن !! "

أجابني سلطان حازماً :

" كل هذا مو مهم, أهم شي وش عنده بالشركة ؟ أكيد زياراته كانت لأخوي أحمد ولا مو معقولة يغامر بنفسه ويجي وهو قايلنا أنه مسافر "

قلت:

" طيب وش السوات الحين ؟ "

سلطان:

" ما أدري ؟ لازم نفكر !! ما أبي أتهور "









* * * * * * * * *




[.. أمل ..]







عدُت إلى مجلس النساء خائبة

ما من شي اجتذبني في مجلس الرجال

خصوصا بعد رحيل سلطان ونواف المفاجئ

وصلتُ إلى هناك بسرعة عَجيبة

توقعتُ أن أجد لمى بينهن

لكن توقعاتي خابت !

تباً لقد مكثت عهدها معي وخدعتني !

سألتُ مَن حولي :

" ما نزلتْ لمى ؟ "

أجابتني مرام :

" إلا بس ما طولت على طول راحت فوق"

قلتُ بسرعة:

" أوكي عن أذنكم "

اتجهتُ إليها فوراً

دخلتُ عليها غاضبه :

" هذا اللي تقول بنزل !! "

وجهتْ الفتاة بصرها لي بكل برود !!

قالت بحده :

" إذا أنتي جايه تنزليني تحت فاعذريني يا عمه إن قلت لك لأ "

قلتُ بغضب :

" إيه ليش "

ثارتْ في وجهي :

" من غير ليه !! ناس محتقرين وجودي ليه أتعب نفسي وأجاملهم بجلستي معهم
مع أني متأكدة ميه بالميه أن جلستي بغرفتي يوم السعد لهم "

قلتُ مندهشة :

" من قال لك ها لكلام ؟ "

أجابتني :

" للأسف العيون تتكلم "

قلتُ راجيه :

" طيب قلبي علشاني انزلي "

أجابتْ بحزم :

" آسفة مقدر "

يبدو وأن الفتاة مـُـصــرة على رأيها !

ثم أني أكثر المُعاشرين لها علماً بطباعها

لربما اختلقت المشاكل في الأسفل

وهذا ما يمنعها من النزول !

حقيقة لا أعرف !!

فـُـتــح الباب فجأة :

" أووه آسف إذا قطعت سالفتكم ! "

أنه نواف !!

ما لذي عاد به باكراً !!

الاجتماع لمْ ينته بعد !







* * * * * * * * * * * *





[.. لمى ..]






لمْ أسمح لها بإقناعي من جديد

فنزولي للأسفل أمر يستحيل علي

خصوصا بعد كل ما رأيته من تنكر لوجودي

فالكل مستاء وهذا واضح وضوح الشمس

لكن ماذا بوسعي أن أفعل ؟

أني وحيده ومجبورة !!

وما من مكان يضمني سوى منزل عمي

فـُتح باب غرفتي فجأة

أنه نواف !!

أمره غريب !

ما لذي عاد به باكراً ؟

خصوصا وأن اليوم اجتماع لعائلته !!

لربما تلك الحمقاء تشكت علي عنده

حقيقة أنا لا أستبعد شيئاً عنها !!

قال مُتأسفا:

" أووه آسف إذا قطعت سالفتكم ! "

أجابته عمتي أمل متعجبة هي الأخرى :

" لا خلك أنا بطلع أصلا "

صمتْ نواف و لمْ يمنعها من ذلك !

بل أنتظر خروجها بصدر رحب !!

تصرف غريب !

خرجت العمة بهدوء

نطق :

" وش أخبار الاجتماع ؟ "

أجبته بهدوء :

" الحمد لله كويس "

قال :

" حلو .. يعني حظرتيه ! "

لمْ أجبه بل تجاهلته

قال بعد قليل :

" تعشيتي ؟ "

ما لذي يريده ؟

أجبته :

" لا "

سأل :

" جوعانه "

ضحكتُ عليه

بعدها قلت :

" شتبي مني ؟ "

قال:

" ممكن تلبسين عبايتك "





* * * * * * * * * * *








[.. هــيــفـــاء ..]










" تبين الصراحه تغريد زودتها حبتين "

أمل:

" إيه وش قالت ؟ "

هيفاء :

" ما أذكر بالضبط !! "

سألتُ عمتي مُتعجبه :

" ليه تسألين وش يهمك فيها ؟ "

أجابت بحزم :

" حلوة ذي وش يهمني فيها !! هذي بنت أخوي ويهمني زعلها "

قلت مُستنكره :

" ذي تزعل ! "

أمل :

" هيفا وش هالكلام ؟ ليه قالو لك مو بشر ؟ "

أجبتـُـها :

" مو القصد .. بس من كلامك عنها أحسها تاخذ حقها وزيادة "
أجابت :

" حبيبتي .. فيه أشياء لو وش ما صار ماتقدرين تاخذين حقك فيها خصوصا كرامة الإنسان !! "

قلت :

" أوكي ماتبين نتعشى "





























< تم الجزء >

 
 

 

عرض البوم صور انا وانتي وكلنا  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ملكة بكبريائي, الكاتبة ملكة بكبريائي, سجينة الماضي للكاتبة ملكة بكبريائي, قصة سجينة الماضي, قصة سجينة الماضي للكاتبة ملكة بكبريائي
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:50 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية