لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-12-06, 12:00 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2006
العضوية: 7089
المشاركات: 72
الجنس أنثى
معدل التقييم: انا وانتي وكلنا عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
انا وانتي وكلنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : انا وانتي وكلنا المنتدى : الارشيف
افتراضي

 


- الجزء السادس -







[ 6- القدر المحتوم ]











أسعدني اعتراف أخي وشجاعته للتراجع عن قراره ..

قاطعنا صوت آخر:

" السلام عليكم "

التفتنا معا ..

لقد كانت لمى وقد بدى عليها الشحوب أكثر ..

كانت عينيها متشبثتان على أخي ..

قالت بعد فترة طويلة من النظرات المترددة و بشجاعة غير متوقعه :

" أنا .. أنا موافقة يا عم على ولدك ومستعدة للملكة "

ذُهلت لما سمعته أذناي , وما رأته عيناي أيضا ..

أهي لمى فعلاً من قالت هذا ؟

أخي أحمد لم يستطع كتمان مدى سعادته بذلك ..

تراجُعه الأخير وخوفه من ظلم الفتاة انتهى ..

ليحل محله القوة والصلابة كما اعتدتها على أخي دائماً ...

" ونعم القرار يا بنت أخوي "

لمى لمْ تحاول التفوه بالمزيد , بل كانت مطأطئه الرأس صامته ..

وبعدها بدقائق غادرت ..

كنت عازمة على اللحاق بها وتأنيبها على تسرعها وإفسادها الأمور..

إلا أن يد أخي حالت عن ذلك :

" أمل .. اللي تناقشنا فيه قبل شوي أمسحيه من ذاكرتك "

أمل : " بس ... "

أبو ياسر : " أمل كلامي يمشي وما أبي أعيد .. وأن عرفت أو شكيت أن أحد عرف بشي .. ماراح يحصل لك طيب "

أجبت بضيق وقِلة حيله :

" اللي تبيه ياخوي بيصير "










* * * * * * * * * *








[.. نواف ..]







كل شيء تم بسرعة ..

أصر والدي على إتمام الزواج بعد ثــــلاثــــــــــــة أشهر فقط من الملكة ..

أما الملكة فقد تحدد يومها وهو الخميس القادم أي بعد يومين فقط ..

كنت في حالاً أسوأ من قبله ..

لا أعود للمنزل إلا متأخراً ..

وأحياناً أظل خارجاً مع صديقي سلمان ..

حيث لا يُخرجني مما أنا فيه بعد الله سواه ..

فـبــ هروبي عن المنزل أنسى ولو قليلا مما ينتظرني بعد يومين ..

كيف لأبي أن يفرض أمرا خطيراً كهذا ؟

و ابنة عمي ما موقفها من هذا الحدث ؟

أكاد اجن ..

الأفكار تداعب عقلي باستمرار ..

لكنني مازلت متمسكاً بقبولي..

ولا أظني قادراً على الوقوف في وجه والدي ..

إلا أن سؤالا واحداً يئن علي باستمرار :

ما غرض والدي من هذا كله ؟؟







* * * * * * * *






[.. أمل ..]











اليوم هو يوم الخميس أي يوم ملكة نواف و لمى ..

الجميع مستاء لهذا اليوم ..

لا أحدا سعيداً البتة ..

لمى تمسكت برأيها فهي رافضة أن تقابل أحدا إلى أن يحين موعد تواجدها مع زوجها ..

أما نواف فلمْ أره هذا اليوم إطلاقا ..

فيا خوفي أن لم يعد هذا المساء ؟!

فلو فعل فهي لكارثة ستحل على العائلة..

المعازيم وصلوا .. كذلك كاتب العدل ..

ونواف لم يعد بعد ..

إخوتي جميعهم مستاءون عدا أخي سلطان كان سعيداً للغاية ..

أما خالد و عبد اللطيف فهم لأشد المعارضين على إتمام هذا الزواج ..

لكن ما لذي بوسعهم فعله ؟

ليس باستطاعتهم شيئاً سوى الرضوخ للأمر الواقع ..

انهار لم أرها هذا اليوم ولا أظن بأني سأراها ..

إلا أن أخي احمد لا أظنه سيسامحها إن هي تغيبت !!

وبالفعل ما هي إلا دقائق معدودة حتى أصبحت أمامي برفقة والدتها ..

كانت شاحبة الوجه .. مرتدية فستاناً ناعما عنابي اللون .. مما أظهر جمالها وتألقها تلك الليلة ..

لكن الضيق و الحزن آكلا معالم وجهها ..


* * *

اتجهتُ حيث المرآة المعلقة في الصالة .. لأعدل من شعري قليلاً ..

لمحت في المرآة وجوه الفتيات الثلاث والضيق قد بان عليهن أيضاً ..

يا آلهي الكل مستاء !!

لا احد يضحك هذا اليوم ..

يوم كالعزاء لا فرح فيه ..

يا الهي كيف ستكون ردة فعل لمى إن رأت هذه الوجوه المغتاضه ..

يكفيها ما فيها ..

تغريد كانت مغتاظة للغاية ومتوترة هذه الليلة ..

فستانها لم يكن جديداً بل كان مكرراً , لعدم اهتمامها بالحفلة التعيسه كما قالت ..

أما هيفا فكانت ترتدي فستاناً ناعماً وردي اللون ... مما أضفى عليها نعومه فائقة ..

أما مرام فكالعاده ترتدي فستاناً فضفاضاً لخجلها من وزنها الزائد ..

رنّ هاتفي النقال فأجبت وأنا امسك بقلبي و قلت بسرعة :

" هاه بشر وصل نواف ؟ "

جاءني رده ضاحكاً :

سلطان : " هلا أمول أعصابك .. تعالي خوذي الدفتر لغرفة العروس توّقع "

ارتاحت أعصابي فقلت :

"الحمدلله والشكر لك يا رب .. أن شاءا لله هذاني طالعه "

خرجتُ إليه .. حيث منزل أم نواف واستلمت منه الدفتر ..

عدّت إدراجي الى غرفة لمى ..

كنت مترددة في الدخول فهي رافضة تماما أن تقابل أحدا ..

المُزينة دخلت عليها هذا العصر وقد واجهت صعوبة في إقناعها ..

إنها رافضةً أيضا استعمال مساحيق الزينة ..

ظللنا معها حوالي نصف الساعة لإقناعها ..

والحمد لله رضخت في النهاية ..

فستانها كان على ذوق أم ياسر ..

اشتريناه من أفخم المحلات وبسعر باهظ جداً ..

فهي أول عروس تدخل هذا المنزل على ذمة الأحفاد أي أبناء أخوتي ..

أصرت لمى على اللون الأسود .. لكني وبالتأكيد رفضت ذلك ..

فأنا بحياتي لمْ أرى عروسا ترتدي ثوبا اسوداً قاتماً في ليلة من اسعد الليالي ..

اخترنا اللون "التركواز" .. لون أمواج البحر .. ليضفي عليها تميزاً و جاذبيه ..

استاءت لمى حينما دخلتُ عليها به ليلة الامس ..

فهي لا تريد شيئاً يسعدها في تلك الليلة حتى ولو كان ذلك مجرد فستاناً ..

يا الهي إنها يائسة تماماً !!

غموضاً كغموضها بحياتي لم أقابله ..

حاولت الاحتكاك بها أكثر .. إلا أنها تصدني في كل محاوله ..

اعتقد بأنها ستواجه حياة صعبه للغاية مع نواف ..

فـ نواف عنيد جداً .. تماماً كوالده ..

ولمى غير متفقه أبدا مع والده , فكيف لها أن تتفق مع نواف ؟!

وصلت إلى الغرفة أخيرا .. وطرقت الباب بخفة ..

جاءني صوتها خافتا فلم أميز حروفه ..

دخلت بهدوء فـ دُهشت لرؤيتها !!

لقد بدت لي إنسانه مختلفة تماماً ..

أكاد لا اصدق بأن من تقف أمامي الآن هي لمى فعلاً..

شعرها أسدلته على كتفيها مما أعطاها سحر خاص ومميز ..

فهي المرة الأولى و والتي أرى بها شعرها منسدلاً ..

لقد كان طويلاً براقاً .. ولونه رائع وجذاب ..

صفرتُ بأصبعيّ بعجب :

"تفو مشاء الله لا إله إلا الله ..وش ها لزين كله بتدوخين ولد اخوي يا بنت الغالي "

ضحكت بصورة غير متوقعه ، فقالت بحزن :

" أبوي دايمن يمدحني لو كان هنا ........ (ابتلعت ريقها) "

اقتربت منها محاولة تهدئتها :

" حبيبتي أنتي عندك أربعه الحين ونواف خامسهم .. استغفري ربك وادعي له بالرحمة والمغفرة "

قالت ببكاء محشور :

"الله يرحمه ويغفر له "

قلت لها مداعبه :

" واللحين يا حرم نواف بن احمد ممكن توقعين ؟ "

اعتقد بأن جملتي أزعجتها كثيراً , تَقلُص ملامح وجهها يثبت لي ذلك ..

سحَبتْ القلم من يدي بخشونة ووقعت بارتجاف ..

قبّلتها بحنان وقلت : "ألف ألف مبروك حياتي "

قلت قبل أن اخرج :

" برجّع الدفتر وراجعه لك ما راح أطول "

ابتسمت لي بحزن بعدها خَرجتْ .........................................



* * *


سلطان ينتظرني في الخارج وبالتحديد بجوار البوابة الرئيسية لمنزل أم ياسر ..

رمقني بقلق عندما رأى ابتسامتي فقال متآكلاً :

" هاه بشري وقعت ؟ "

قلت له مازحه وأنا أهز برأسي : " لا للأسف "

قال لي بأسى :

" توقعت تسويها بنت فوزية عنيدة ورأسها يابس ما راحت بعيد ابد .. طيب وش السوات الحين ؟ والله إن احمد ما يرحمها "

لم استطع الاستمرار بتلك الكذبة البيضاء , قلت بمرح :

"السوات وأنا أختك انك تشيل ها لدفتر وترجع به "

أجاب بضيق :

" وأبو ياسر وش أقول له ؟ والله يسويها و يذبح البنية "

قلت بمكر :

" ما يقدر هي الدنيا فوضى "

سلطان : "يا برد أعصابك , أحس انك كذابة ما دري ليه ؟ "

قلت له بضحكة مرحه :

" لأني فعلاً كذابة .. والحين ممكن توريني عرض أكتافك وقل لنواف لا يتأخر ما نبي العروس تنتظر أكثر "

ابتسم لي فقال : " نضحك على أنفسنا إن قلنا أن نواف و لمى مبسوطين بهالشي "

قلت بتنهد : " ايـــــــــــــــــــــــــــه .. خلها على ربك يا ولد الحلال "

أخذ مني الدفتر فغمزت له بمرح : " عقبال ماتوّقع ليله عرسك "

تنهد بضيق وانصرف ..

أما أنا فعدت أدراجي , وانطلقت إلى لمى كي أُعدها للنزول ومواجهة الحضور ..

كانت قلقة وخائفة , بالرغم من تحفظها وادعائها القوة ..

لكن موعد اقتراب لقائها بزوجها كسر تلك القوة و أدخل القلق والخوف مكانها ..

هدئت من روعها وطمأنتها ..

دعيت لهما بالتوفيق والسعادة في الدنيا و الآخرة ..

أمسكت بيدها وعدّلت ماكياجها قبل النزول ..

فآثار الدموع قد شوهت وجهها ..

بدت الآن على أحسن ما يرام ..

تشبثت يديها في يدي ونزلنا معاً ..

وصلنا إلى غرفة الضيوف ..

فنهض الجميع وصفق واعتلت الزغاريد المكان ..

جَلستْ بمساعدتي في المكان المخصص لها ..

بدت نظرات الإعجاب و الانبهار على الجميع ..

لقد كانت حقاً كالملاك ..

جمالها مثير و ساحر ..

شعرها جعلها كأميرة زمانها ..

اقترب المدعون منها لمصافحتها ومباركة هذا الزواج ..

بدت لي تائهة وهي ترمق النساء المتواجدات حولها ..

عرفتها بهمس بالمتواجدين ..

إلا أنها لم تعرني انتباها, فـ فكرها ليست معي وإنما يسبح في مكان آخر ...........................


* * *

لاحظت استياء أنهار و توترها لحظة وصول لـــمـــى ..

أكاد ألمح نظرة الغيرة من عينيها ..

جاءتني رهف تركض :

" عمه عمه عمه "

أمل : " بسم الله علي وش عندك ؟ "

رهف : "شوفي فستاني "

امل : "الله يهبل .. بس ما هو أحلى من فستاني "

رهف : "لا أنا أحلى .. سوفي أنا عندي فراشه أنتي لا "

اقتربت منا هيفا وقالت :

" رهف من وين طلعتي ؟ لي ساعة أدروك ؟ "

رهف : " كنت مع فيصل "

هيفا : " طيب روحي الحين لأبوي وقولي له بأذنه لا احد يسمعك أن .... "

قاطعتها :

" هيفا انجنيتي أنتي بتدخلينها على الرجال .. دقي عليه احسن "

هيفا : "دقيت ما يرد "

امل : " طيب وش تبين فيه ؟ أنا أقوله "

هيفا : "ما بي شي بس كنت بشوف متى بيدخلون ؟ "

امل : "ذكرتيني ..... اوه الساعه الحين 11 ونص ومادخل نواف .. باتصل على سلطان واشوف "

بحثت عن جهازي فوجدته فوق التمثال الموجود بقرب المصعد ..

فوجئت لدى رؤيتي المكالمات التي لم يرد عليها فجميعها برقم احمد ..

خفت فاتصلت به .. جاءني صوت سلطان عبر السماعة :

" الله يهديك يا أمل وينك ؟ يلا بسرعة سوي لنا طريق بندخل الحين "

امل : " وش جاب جوال احمد لك ؟ "

سلطان : " ماهو وقته الحين .. سوي لنا طريق بسرعة "

امل : "طيب طيب "

أغلقت الخط واتجهت فورا إلى غرفة الضيوف :

" تغطن يا بنات الرجال بيدخلون الحين "

معظمهن رحلن للغرفة المجاورة أما البقية فتسترن بما معهن من أوشحه ..

أما انهار و والدتها فقد رحلن مع البقية ..

لم تستطع لمى أن تداعى القوة والثقة هذه المرة ..

فبدت لي متوترة جداً ..

قررت أن اتجه إليها واقف بجوارها فلعلها تستعيد ثقتها بنفسها بوجودي قربها ................





* * * * * * * * * * *





[.. نواف ..]












وقّعت وانتهى أمري ..

وها أنا الآن أقبل على حياة جديدة و برفقة من ؟ إنها ابنة فوزية ..

يزعجني ذكر اسمها أمامي كثيراً, فلو كانت فتاة أخرى لأمكنني تقبل الأمر ..

أما أنها تكون ابنة فوزية فهذا مالا أطيقه أبدا ..

حقيقة أنا جاهل لماضيها وماضي والدتها السيئ ..

ولكن حقد أعمامي لها يجبرني على احتقارها والتقليل من شأنها ..

بارك لي الجميع بلا استثناء ..

بدا لي عمي خالد مستاء جداً ..

فلم يستمر معنا في استقبال التهاني بل أستأذن ورحل ..

لم يتضايق والدي لذلك فربما أنه يقدّر موقفه ..

فما سمعته من العائلة يؤكد لي بأن لــ عمي خالد شأن بهذا الماضي ..

الوحيد الذي لمْ أره هذه الليلة هو فيصل ..

سألت الجميع إلا أنني لم أتلقى أي رداً مقنع ..

حان موعد دخولي على عروسي ..

أحسست بالارتباك نوعا ما ..

فــ حتى الآن أنا لا أعي كل ما يحدث لي ..

كل شيء كان كالحلم ..

وبمجرد رؤيتي لابنة فوزية حتماً سأصبح على ارض الواقع ..

عندها لا أظن بأني سأتقبل الأمر أكثر من ذلك ..

اتجهنا إلى منزل خالتي أم ياسر برفقة والدي وعمي سلطان ..

أما العم عبد اللطيف فقد اتصلت به زوجته ورحلا ..

فمن يلومه إن فعل ؟

فقد كنت على وشك أن أصبح صهره لولا تدّخل والدي الأخير ..

وصلنا إلى غرفة الجلوس أخيرا ..

توقفت لبرهة قبل أن ادخل..

جاءني صوت عمي سلطان مشجعاً: " توكل على الله نوّاف "

أراحتني جملته تلك, فتوكلت على الله ودخلت بيميني ..

لم ارفع بصري إليها ولن افعل ..

فأنا سأتحاشاها قدر الإمكان ..

اتجهت بسرعة لأقف بجوارها ..

كل ما لمحته في هذا الوقت هو لوناً ازرقاً فاقعاً يقف بجواري..

نغزني عمي سلطان فقد كدت انسي أن اسلم ..

مددت يدي لمصافحتها إلا أنها لم تفعل بل تجاهلتني..

نغزتها عمتي أمل فمدت لي تلك اليد الناعمة الصغيرة ..

تلك اللحظة رفعت رأسي لأراها ويا ليتني لمْ افعل....................

[.. لمى ..]








كل خلية في جسمي ارتجفت لحظة دخول ذلك الزوج الغريب ..

أحسست بخفقان قلبي وذعري لحظة وصوله إلى جواري ..

كنت مطأطئة رأسي للغاية ..

فأنا لا أريد أن أرى وجهه أبدا و مهما حصل..

نغزتني عمتي أمل والتي كانت تقف بجواري ..

لأفاجأ بتلك اليد الممدودة أمامي ..

ارتجفت يداي وأنا أمدها لمصافحة ذلك الرجل الغريب والذي أصبح زوجي الآن ..

استمر ممسكا بيدي وقتاً أطول من العادة , فرفعت برأسي للأعلى لتتلاقى عينينا ولأول مره ..

أحسست بشيء غريب تلك اللحظة ..

رعشة خفيفة تسري بداخلي ..

كان ينظر إلي بذهول و شرود تام ..

وأكاد أجزم بنظرات الإعجاب التي قرأتها من عينيه ..

سمعنا صوت أحدهم يتــنحنح فأوشحة بنظري عنه وهو كذلك ..

ارتبكت كثيراً و أظنه مرتبكاً هو الآخر..

طُلب منا الجلوس ففعلنا ..

كنت ابحث عن أي شيء اُلهي بصري به متجاهلتا من يجلس بجواري..

أما هو فظل على حاله صامتا بلا حراك ..

لم استطع نسيان تلك النظرات التي جرت بيننا لحظة التقاء عينينا..

أحسست بالخجل أكثر لإدراكي بأن الجميع لاحظ ذلك ..

كدت أنسى موقفي من هذا الزواج وأصدق بأنني عروس حقيقية ..

تقدم أعمامي إلي بانبهار والقوا التحية والتهاني المزيفة ..

وَصلت أخيرا أم نواف فتقدمّت نحوي بأمر من زوجها ..

قّبلت جبيني ومن ثمّ سلمت ابنها علبة كبيره على شكل قوقعه بحريه ..

بدا منظرها فاخراً وأنيقا للغاية ..

وضعها نواف على الطاولة من أمامي فأخرج منها قوقعه صغيره نوعا ما ..

اقترب مني وكدت أموت ذعراً ..

فتح العلبة أمامي دون أن يرفع رأسه إلي ..

انتزع الخاتم منها فمددت يدي بحركة لا إرادية, كنت كالـ مسحورة تلك اللحظة..

امسك بها فأحسست بحرارة تلسعني ..

ادخل الخاتم بأصبعي النحيل فبدا واسعاً جداً ..

قال بهمس : "ما خذت ببالي نحالة أصابعك يا بنت العم "

وبحركة لا إرادية أيضا ابتسمت له , وكأنني مصدقة كل ما يدور حولي ..

بالرغم من إني واثقة بأن هذا كله ما هو سوى مسلسل درامي أخرجه عمي بإتقان تام ..

مدّ لي العلبة ففهمت منه بأنه حان دوري .. ففعلت وأنا أنتفض ..









* * * * * * * * *





[.. أمل ..]










لقد بدا لي ثنائي رائع ..

كانا مُدهشين للغاية ..

حزني تجاه حياتهما المقبلة اعتقد بأنه تلاشى من هذه اللحظة ..

فنظرات الإعجاب المتبادلة بينهما واضحة تماماً ..

عندما انتهيا من "الدبل" جاء دور الكعكة ..

فرفضت لمى أن تقطعها مع نواف احتجاجا بالخجل ..

لا يمكنني إنكار ذهولي لحظة سماعي بذلك ..

فــ لمى بنظري فتاة قوية و حادة و لا أعتقد بأن للخجل مكان في حياتها ..

لكن تصوراتي أعتقد بأنها أصبحت الآن خاطئة ..

أما نواف لم يتحدث معها أبدا سوى بهمسات معدودة وذلك أثناء وضع الدبل..

أما بعد ذلك فكل واحد منهما بدا بتجاهل الآخر..

مرّ الوقت بسرعة ..

فأنصرف المدعوين..

وأصبح المنزل شبة فارغ عدا أهله بالطبع ..

نواف ولمى لم يستفردا بالجلوس معاً ..

بل كانا كغريبين تماماً ..

فنواف لم يطلب الاختلاء بعروسه لتبادل ولو القليل من الحديث كأي عروسين مقبلين على حياة جديدة ..

بلا ظل صامتا شارداً إلى أن حان وقت رحيله..

فاستأذن ورحل بهدوء ..

لمى بدت لي هي الأخرى في حال غير طبيعيه أبدا ..

كانت شاردة لأبعد الحدود ..

ونظرة الحزن لم تغب أبدا عن عينيها ..

طلبت منها الراحة .. ففعلت ..

أما البقية ففضلنا أن يمضي كل واحداً منا سهرته في منزله ..

وافترق الجميع .................................................. ................











< نهاية الجزء >

 
 

 

عرض البوم صور انا وانتي وكلنا  
قديم 24-12-06, 12:14 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2006
العضوية: 7089
المشاركات: 72
الجنس أنثى
معدل التقييم: انا وانتي وكلنا عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
انا وانتي وكلنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : انا وانتي وكلنا المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

- الجزء السابع -









[ 7 - حان الهرب ]













استيقظت على صوت منبه ساعتي المزعج ..

فتحت عينيّ بصعوبة لأفاجئ بأنها الثانية ظهراً ..

نهضت من سريري بكسل وخمول ..

دخل علي هذه اللحظة زوجي أبا فيصل:

" صح النوم "

ابتسمت بكسل و خمول :

" ليه ما قومتني ؟ "

قال وهو ينزع حذائه وقد اتضح عليه الضيق :

"شفتك مرتاحة قلت خلها تنام "

أم فيصل : "خير وش فيك تقولها كذا ؟ "

رمقني بنظرة حزينة بعدها نهض من مكانه واتجه حيث دورة المياه ..

لم يرتح قلبي من نظراته بل بدأ بالخفقان ..

فأبا فيصل يخفي عني شيئاً وهذا ليس من عادته ..

استوقفته قائلة :

" أبو فيصل وش فيك ؟ "

رمقني بنفس النظرة وحاول أن يبعدني عن طريقه بهدوء ..

قلت له بتخمين وضيق :

" تكلمت مع فيصل ؟؟؟!! "

أومأ رأسه بالإيجاب ..

فآلمني قلبي !!

قلت له بعد مدة من التفكير والقلق ..

" وش تكلمتوا فيه ؟ "

قال لي ببرود :

" عن بنت الحية "

أزعجتني تسميته لابنة أخيه بهذه الصورة ..

فـ قلت له ناصحه :

" أبو فيصل حرام .. لا تحمّل البنت ذنب أمها "

رفع حاجبه مندهشا فقال :

" ومن متى ها لحكي ؟ "

ارتبكت وتلعثمت لكني أجبت بصدق :

" من يوم شفتها "

قال بسخرية :

"قلت لك هذي حيه مثل أمها إذا قدرت تخدعك بها لسرعه "

أم فيصل : " أبو فيصل البنت صارت مرّت نواف يعني بنت أخوك وحرمة ولد أخوك .. يعني انسي "

قال هازئاً وبغضب : "أنســـى .. تبيني انسي !!!!! "

قهقه في وجهي كالمندهش بعدها خرج ..................







* * * * * *









[.. نواف ..]











كانت ليلة الأمس كالحلم بالنسبة لي ..

كل شيء تمّ بسرعة البرق ..

زواجي منها لمْ يكن من المتوقع حدوثه أبدا ..

كدت أتصرف كالمراهقين واهرب من المواجهة ..

لكني لمْ استطع فعدت أدراجي ..

زواجي منها كرّهني بها أكثر ..

طُرق باب غرفتي فعدّلت من جلستي قائلاً بصوت عالي : " منهو ؟ "

دخلت علي تغريد وقد بدت لي حزينة منشغلة البال ..

جَلست ْبقربي فلاحظت التردد عليها ..

" خير تغريد فيه شي ؟ "

أجابتني بتوتر :

" ليش نواف ليش ؟ "

أعتقد بأني فهمت الآن ما تريد !!

أوطأت رأسي بحزن , فلا حيلة بيدي ..

لقد انتهى كل شيء ..

" وش إخبارها أنهار ؟ "

تغريد : " ياااااااااه توك تسأل ؟ توك تتذكر إن فيه وحده تعد الأيام والليالي مقابل اللحظة اللي بتجمعها فيك !! .. وجاي الحين وبعد كل اللي صار تقول وش أخبارها بكل ها لبرود "

نوّاف : " تغريد اللي صار صار وأنتي اعرّف الناس بالوالد .. وعارفه كيف زعله .. و وش ممكن يسوي لو أنا تحديته و رفضت "

تغريد : " كان قدامه ثلاثة غيرك ليه أنت ؟ ليه تكسرون بقلب انهار ليه ؟ "

نهضت من مكاني وقلت بغضب :

" تغريدووه اعتقد انك غلطانة بالعنوان غرفة الوالد على يمينك , و كلامك هذا كله ماله داعي "

عضّت شفتيها وخرجت وقد أغلقت الباب بكامل قوتها ..

كانت غاضبه للغاية , لكني لن اهتم ولا أظنهم أيضا مهتمون بي ..

فهم الآن يضعون اللوم كله فوق عاتقي وكأني أنا من طلب ذلك !!

ولكنهم محقين !! كان بوسعي الرفض والوقوف في وجه والدي ..

ليس بسبب زواجي من ابنة فوزية بل من اجل انهار المسكينة ..

أشتد حنقي فخرجت من المنزل إلى حيث لا أدري...........................................








* * * * * * * * *








[.. لمى ..]










ما لِلحياة تقسي كل يوم أكثر!

وما لِلأيام تُسقِينا دِماء الجِراح؟

ومالِي أنا تائِهةً وسط الضياع؟!

كفاكِ يا هموم كفَاكِ ..

ألم يحِن وقت رحيلك عني؟

مُتعبةٌ أنا والهُموم تَقتُلني ..

يَا ليت أُمي لمْ تَلِدني..!

ولم أفتح في هذهِ الدُنيا عيُون ..

أو ليتني فقدتُ أنفاسي حال خروجي من رحم أمي ..!

تمنيتَ لو إني مُتُ وما عشتَ السنين ..

لفُجِعت فيّ أُمي ولكن ذلك المصاب يَهُون ..

دون حالي هذا الذي قرّح الجفُون ..

تعبت يا ناس هذه الحياة تَعبتُها ..

اشتقتُ إلى ضياء الشمس الذي حُجِب علي إثر غيوم الألم ..

اشتقتُ إلى روح الحياة التي حُرِمت عليّ ..

سيعود شعاع الشمس الذهبي إليّ لا محال ..

وكذلك غيث السماء من جديد سيهطل ..

و لابد أن تَتَجدد الحياة ..

وينجلي الألم ..

و تَرجع لي قِواي ..

في غدٍ قريب!

فدوام الحَالِ مِنْ المُحال









* * * * * * * * * * *






[.. أم فيصل ..]












نزلت للأسفل فوجدت أبني فيصل مُمدِداً نفسه على الأريكة ..

ومنهمك بمتابعة إحدى البرامج على الشاشة التلفزيونية ..

اقتربت منه بهدوء وجلست بجواره ..

عدّل من جلسته احتراماً لي , فقال مداعباً :

" يا هلا والله وغلا بأم فيصل وأنا أقول وش ها لنور اللي عمى عيوني أثاري الغالية بجنبي "

ابتسمت له بحزن فتبدّلت ملامحه إلى أخرى صلبه :

" فيصل "

فيصل : " سمي يا لغاليه "

أم فيصل : " متى ترجع زي أول ؟ "

أوطأ رأسه بحزن وقد فهمت من ردة فعله بأنه يريدني أن احجب عن هذا الموضوع وانسي ..

لكنني أبداً لن افعل ..

بل سأظل أطالبه بحقوق تلك اليتيمة ..

قلت له بعد تردد :

" فيصل أنا سكت عليك كثير لكني ها لمرة ما أعتقد أني بقدر, يا ولدي ما بقى بالعمر كثر ما مضى خلني أفرح ولو مره بحياتي, البنت مالها ذنب!!"

أعتقد بأن أعصابه ثارت في هذه اللحظة فقد نهض من الأريكة بغضب وقال لي بضجر :

" يمه تكفين قفلي ع الموضوع .. ها لموضوع بالذات ما طيقه .. يا ناس فكوني .. الله يلعن الساعة اللي رجعت لنا فيها بنت فوزية "

صرخت في وجهه بلا شعور :

" فيصل "

قال وقد بدا لي بأنه يحاول الحفاظ على أعصابه :

" آسف يمه ما قصدت ارفع صوتي عليك "

قلت له بقوة صارخة :

" فيصل ثمّن كلامك قدامي .. ما بي أسمعك تلّعن مره ثانيه فاهم "

بعدها تركته ورحلت ..

اعتقد بأني سمعت صدى وقع يديه على إحدى الطاولات ..

لكن هذا لا يهمني !

فـ إلى متى سيظل قلبه مقفلاً هكذا ؟

فليحس ويشعر ..

فالماضي رحل ولن يعود ..

لمَ لا يَقنع وينسى ما حدث سابقاً ..

الفتاة يتيمة مسكينة لا ذنب لها بكل ما يحصل !!

وهي لأكبر غلطة حدثت حينما تم تزويجها ..

وهو مع كل هذا لم يفعل شيئاً !! بل أظنه سعيداً للغاية من هذه الأحداث المؤلمة ..

أنه يكاد يذبحني ببروده وقلة مبالاته ..

ألا يشعر ؟ ألا يحس ؟

لن يُشعل قلبه سوى غضبي ..

سوف أهجره..

نعم سأجافيه حتى يعيد حساباته بشأنها ..

حسناً هذا ما سأفعله ..

وليساعدني الرب على ذلك ................................










* * * * * * *








[.. هيفــــا ..]










حان دوري ....

أنا هيفا بنت أحمد بن سالم .. عمري تسعة عشر عاما , ومن مواليد 1987 ميلادي ..

أدرس حاليا في أولى سنواتي الجامعية تخصص كيمياء في جامعة الملك سعود بالرياض ..

كاذبة هي أنا إن قلت بأنني أحبه لكنه الوحيد المتبقي لي ..

حيث طُلبتْ نسب عاليه في الأقسام الأخرى , أما هذا فالنسبة فيه تناسبني وبالطبع كان هذا بوجود فيتامين "واو" فيه ..

تعرفت هناك على الكثير لكنني لمْ استطع تقبّل أي واحده منهن ..

كن جميعهن يحاولن الاحتكاك بي لمجرد أني ابنة أحمد بن سالم أما عدا ذلك فلا ..

فوالدي لديه نفوذ كثيرة , والجميع يدرك ذلك ..

في ذلك اليوم وبالتحديد يوم الجمعة اليوم التالي من بعد ملكة أخي نواف ..

والتي سببت لنا الكثير من الحزن والآلام..

فأنهار ونواف عاشا قصة حب طاهرة ..

وفجأة أُعلن الفراق بدون سبق إنذار ..

أنها لضربة قاضية وجهت إلى أنهار نفسها ..

كنت أحاول تلطيف الأجواء المشحونة..

فالجميع صامت وحزين ..

وما حدث لنواف أمر لا اعتراض عليه ويجب أن نرضى بالأمر الواقع ..

ولا نزيد الأمور سوءاً ..

انهار لم نراها طيلة هذا اليوم ..

أما بالأمس فهي تواجدت لوقت بسيط بعدها اختفت حينما رأت لمـــــى ..

أما لمى فــ قد كانت حقاً جميلة وأبهرتنا جميعا ..

حتى أخي نوّاف نفسه لم يستطع أن يقاوم سحرها.. وهذا ما يزعجني ..

أخبرتني تغريد بأنها توّد زيارة أنهار والترويح عن نفسها ولو قليلاً..

وافقتها ما هي عازمة عليه , فأخذنا مرام معنا وذهبنا إليها ..




* * *



بدت لنا منكسرة ..

متحطمة ..

مخذولة..

في البداية رفضت لُقيانا ..

لكن خالتي أم راكان ألحت عليها بذلك واستطعنا الدخول إليها ..

" بس انهار خلاص ذبحتي عمرك , اللي صار صار "

أنهار : " باعني واخذ بنت فوزية يا تغريد وتبيني اسكت "

تغريد " لا تعورين قلبي نهورا , كلهم ما يستاهلون ولا دمعه من عيونك "

أنهار : "آه يا تغريد أكيد أحر ما عندي ابرد ما عندك , بلاك ما ذقتي اللي أنا ذقته "

تغريد بمرح : "الله لا يذوقني إياه يلا عاد بسك بُكى , وخلينا ننزل نتمشى شوي.. الجو تحت توحفه "

انهار : " روحي بروحك مالي نفس "

هيفا : " الطلعة من غيرك معدومة .. انهار يلا عاد كفاية تغلي "

تقدمت أختي مرام منها وقد رفعت أكمامها ووجهت إصبعها إليها مهدده وقالت بمرح :

" شوفي عاد الظاهر انك ما تجين إلا بالعين الحمراء .. هي كلمتين ما فيه غيرهم إن ما قمتي ها لحين يا ويلك سواد ليلك .. تراني دبه وثقيلة .. لأطب فوقك و أخليك تكرهين الساعة اللي بكيتي فيها "

ضحكت أنهار رغماً عنها على حماقات مرام.. فقالت :

" لا واللي يعافيك ما استغنيت عن عظامتي بقوووم بس مش الحين خلوها وقت العشى الجو الحين يحرّق .. مرّه مشمس "

قلت ببلاهة : " لا يجنن مغيم وفيه مطر بعد "

ضحكت أنهار من جديد فهي تعلم بمدى نصبنا واحتيالنا ..

قالت كارهه : " ok أمري لله .. بعد مجانين بجنبي واقدر اقعد........ ما ظنتي "

ضحكنا جميعاً على ذلك .. ونزلنا معاً للأسفل وبالتحديد إلى الحديقة الخلفية ..

بعيداً عن إزعاج وتدخلات المتطفلين ..

" هاه من عليه القهوة اليوم ؟ " قالت ذلك تغريد متعاجزة .

مرام : " لو تموتن ما قوم .. دورن غيري "

تغريد : "مرامووه يعني عليك الدور صح ؟ "

مرام : "لا على البقرة اللي بجنبك "

هيفا : "نعم نعم نعم "

مرام : "أأأأأ قصدي على العنز اللي يسار "

ضحكنا معاً فقد كانت تقصد انهار والتي كانت في عالم آخر لا يمت إلى عالمنا بأية صلة ..

استغلينا الفرصة فقلنا معاً : " أنهار القهوة عليك "

أنهار : " هاااا "

هيفا : " قلنا القهوة عليك "

مسكينة هي !! أظن بأن نفسيتها أسوأ مما توقعنا ..

فقد نهضت وامتثلت لأوامرنا على غير عادتها ..

لا بل فعلت هذا من غير أدنى شعور .. أليست هذه هي الحقيقة !!

فشرودها و صمتها وامتثالها هو اكبر دليل على ذلك..

طبعاً في أقل من دقيقه عادت إلينا من جديد فقد أمرت إحدى الخدم للقيام بهذه المهمة ..

أخذتنا الأحاديث وانغمسنا في الضحك والمرح إلى أن فاجئنا ذلك الصوت :

" طحت عليكم وش تسون ؟ "

صرخنا جميعنا برعب ..

لقد كان مهند الأحمق ..

قالت مرام مفزوعة :

"بسم الله الرحمن الرحيم من وين طلعت يا لجني الأزرق .. بعدين خير يا لشايب ما تلاحظ انك كبرت وبنتغطى عنك شعندك تلصق يا مال الوجع اللي يوجع عظامك قل آمين "

أجاب مهند وهو يهم بالجلوس :

"تعرفون ودي أحفظ وجيه العنوز قبل لا افقدها "

مرام : "عنوز بعينك يا لتيس الاربد فارق يلا "

مهند : "والله لا صار البيت بيتك هذيك الساعة تكلمي "

مرام : " عشنا والله .. وطلع لك لسان مهندوووه "

مهند بغرور : " أيه وش على بالك ؟ "

مرام : " أبوووك يالغرور .. كلش مو لايق "

مهند : " اصلاً وفصلاً الغرور مخترع علشاني .. ياشين الغيره ياناس "

مرام بضحكه : " ووووووووع من حلات هالوجه ..ولا لو انك ريكي مارتن "

مهند : "ما قلت شي يضحك يالبالون "

مرام : " مير البالون ارحم من البعيرصي "

مهند : " البعيرصي على قولتك له فايده البالون بالله وش فايدتها ؟ ماغير تضيق علينا "

تغريد : "مرامووه .. مهندوه .. وبعدين ؟ "

مهند : " بكيفكم انتم حرين ع العموم أنا كنت باخذكن لجولة في السيارة بس الظاهر أنكن صدق عنوز ومانتن بكفو "

تبادلنا النظرات جميعاً غير مصدقات ,, فقالت انهار وهي تؤشر عليه بأصبعها باستخفاف :

" أنت بتسوووق ؟؟؟ "

مهند ويسرح شعره : " وش فيني ؟ .. شباب وجمال "

انفجرت مرام بالضحك وقالت : " هييييييييه يابو الشباب بتخطب ولا بتسوق "

مهند بضيق : " يالقف هالبالونات بعد "

انهار : "لحظة تعال من سمح لك ؟ وبعدين من وين لك السيارة ؟ "

مهند بثقة : " السيارة سيارة راكانوه عندكم أي اعتراض يا آنسات ؟ "

قلنا معاً وبصوت واحد : "أييييييييش ؟ "

مهند : "اللي سمعتوه سيارة راااااااااااااااااااااكان "

تغريد : "نصاب .. ما أصدقك "

مرام : "ما يسويها راكان ويتبرع بحبيبته وغرامه "

مهند : " والله سواها ما سواها شيز نوت ماي بروبليم .. أنا الحين ماشي تبون توصيله شي ماشيات تراني جاهز "

اقتربت منه مرام وقالت :

" تكفى يا ولد العم طلبتك .. فحط و خمّس بأم أمه .. أبي الكفرات تنسم من التفحيط .. وإذا تبيني اقشم فصفص فيها ما عندي اي مانع .. كم مهند انا عندي "

تغريد : "هيييييييي أنتي وين ؟ وبعدين اسمع بأي حق هو بــ يعطيك إياها ؟ "

مهند : " غصبن عليه لأنه مراهني فيها على زواج نوّاف من بنت عمي محمد "

صعقنا جميعا بهذا ..

تبادلنا النظرات ووجهناها مباشرة إلى أنهار والتي عاد إليها حزنها من جديد ..

فلم تفعل شيئاً سوى أنها تركتنا ورحلت ..

أما مهند فقد ظل يبرز عضلاته أمامنا بأسلوب مضحك و فُكاهي كعادته ..

ولم يحس أبداً بما سببه لأخته من ألم ...................................







* * * * * * * *







[.. أنهار ..]










ماذا يعني أن أموت لأجله من العذاب وهو لا يهتم لعالمي الصغير وقلبي البريء الذي يحمل حبي الطاهر !!؟

ماذا يعني سؤال حائر لجواب مدفون لن يأتي !!

ماذا يعني أن نتوه في بحيرة الحياة ونقع صرعى في مقبرة الواقع الأليم!!؟

فتجعلنا الحياة نختبئ خلف الحيرة العميقة الأبعاد ..

ونبقى بحزن لا نعرف إلى نهايته من سبيل ولا حتى ما مداه أو قراره

ماذا يعني أن ترتسم أمام أعيننا سبل الحياة المريرة العابسة..

فننسى سعادتنا وننتقل من عالم إلى عالم نحن فيه حزن ممضي..

والأمل فيه شاحب ؛

ولكن علينا أن نتجول بين الموج والبحر على ما فيهما من أخطار ..

بزورق يقوى مقاومة هذا الإعصار ......................................












* * * * * * * * * *





[.. أم فيصل ..]











كنت منهمكة بقراءة تلك المجلات حينما وصلت الخادمة إلي حاملة معها جهازي النقال..

وأخبرتني بأن هناك مكالمة لم يرد عليها ..

ألقيت بنظرة عليه فوجدت خمس مكالمات باسم أبني فيصل ..

وجميعها في وقت واحد وكان قبل ساعة تقريباً ..

أثارني القلق فأمسكت بالسماعة مباشرة بعد أن أدرت الرقم ..

جاءني صوته حزيناً غريباً :

" الو "

نغزني قلبي فقلت وقد نسيت كل ما عزمت عليه :

" فيصل حبيبي خير وش فيك ؟ عسى ما شر ؟ "

فيصل : " ما فيني إلا الخير يمه .. بس حبيت أطمنك علي "

أم فيصل : " تـتـطمني ؟ ؟ ؟ خير ياولدي فيك شي ؟ ؟ ؟ "

قال بصعوبه :

" يمه انا حجزت تذكره اليوم .. ومسافر .. ما حصلي أقولك أبكر من كذا .. (ويتنهد) بس طيارتي بعد خمس دقايق وما اقدر أطول أكثر من كذا "

أم فيصل : " لا يا فيصل لا .. كله ولا ها لحكي .. تسافر ولا تعلمني إيه ليه ؟ و وين ؟ وكيف يهون عليك قلبك تسافر وما تقولي "

فيصل : " يمه اعذريني .. عموما أنا ما ني مطول كلها أسبوع اثنين وبأذن الله راجع .. اهتمي بنفسك وصحتك .. فمان الكريم يا لغالية "

فصل الخط ..

فأدركت ما أنا فيه ..

فيصل سيضيع مني لا محالة ..

يا الهي ماذا سأفعل الآن ؟ وكيف سأعيده ؟

انه حتى لمْ يخبرني إلى أين ذاهب ؟ ولا أظنه سيفعل..

أبني واعرفه جيداً ..

لقد هرب ..

نعم لقد فعلها فهو لا يريد مواجهة الحقيقة ..

شبح الماضي يقضي عليه .. الجميع حاول أن ينسى.. إلا هو..

ولا أظنه سيفعل هذا يوماً..

فزوجي أشعل في قلبه نار الكراهية ضد محمد و زوجته ..

ولا أظني قادرة على امتصاص كُرهاً انغرس بقلبه منذ أكثر من عشرون عاما ..........................


[.. لمــى ..]











" مساء الخير لأحلى عروس "

استدرت لمصدر الصوت ..

فرحبتُ بعمتي بهمة أعلى من أيامي السابقة ..

" هلا عمه "

أمل : " وش تسوين ؟ "

لمى : " ولا حاجه "

أمل : " حـــــلــــــو أجل أمشي ننزل نتمشى بالحديقة .. الجو رايق "

لمى : " نتمشى !! معليش مالي خلق "

أمل : " وإذا قلت لك علشان خاطري !! "

لاحظت رفضي الصامت ..

فأضافت بضيق :

" اف لها الدرجة مالي خاطر عندك "

لمى : " لا ياعمه لاتقولين كذا .. يعلم الله شقد غلاتك عندي .. بس بجد أنا مالي نفس لشي "

قالت لي بمرح :

" أوكي ميخالف أنا مقدرّه موقفك بس أمشي ننزل تكفييييييييييييييييييييييييييييين !! "

لمْ أستطع منع ضحكتي على محاولة عمتي الايجابية معي ..

فبالرغم من مدى ضيقي وحزني لأحداث الأمس ..

إلا أنها استطاعت التفوق علي وبجداره ..

أجبت بعد فترة :

" أوكي أجل مش الحين بعد شوي "

أمل : " موافقة يا أحلى عروس "

قلت بضيق : " الله أكبر يا ذي العروس "

أمل : " أفا أفا .. وين نواف يسمعك "

أزعجتني طريقة كلامها معي .. فهي توهمني بأني عروس حقيقية ..

وأنا اكره اشد الكره أن أصدق تلك الكذبة الحقيرة ..

فأنا لا أريد أن أوقع بنفسي في الرمل من بعد أن غرقت في البئر ..

فلن انسي يوما عُرضت فيه كسلعه رخيصة أمام أبناء العائلة للزواج ..

وكيف كُنت مسخره على ألسنتهم ..

والجميع يقذف بي على الآخر كقطعة قماش باليه ..

قلت بعد طول تفكير وبهدوء:

" عمه خلينا جدين شوي .. وماله داعي نكذب على بعض "

أمل : " لمى ما فهمت عليك وش تقصدين بكلامك ؟ "

قلت بضيق : "لا يا عمه أنتي فاهمه زين أنا وش أقول ؟ "

امل : " طيب طيب ولنفرض اني فاهمه .. وانتي الحين مش عروس .. ها يرضيك كذا "

يا الهي أي غباء هذا !! أظنها تعلم ما أنا قاصده لكننها تداعى ذلك ..

حسنا وليكن ..

تجاهلتها واتجهت حيث (الكوميدينا) لأعدل من مظهري ..

لاحظتها تركز ببصرها علي وقد بدت شاردة ..

قالت بتأمل :

" تدرين يا لمى انك نسخه من محمد "

رعشه سرت في كامل بدني حينما تفوهت بذلك..

فأنا لمْ استلم من قبل تنبيها كهذا ..

تأملت نفسي في المرآة قليلاً مذعورة ..

قالت لي بعد ذلك بحنان :

" لمى كلميني عن حياتكم هناك كيف كنتو عايشين ؟ "

قاطعتها بـ حده فأنا لا أريد خوض الحديث في هذا الموضوع:

" كيف عايشين يعني .. أكيد مثل العالم والناس "

أمل : "ايوا كيف طيب ؟ "

ضحكت باصطناع .. فأمسكت بالفرشاة بتوتر وأخذت اسرح شعري ..

قلت لها من خلال المرآة :

" عمه وش تبين توصلين له بالضبط ؟ "

اعتقد بأنها توترت قليلا ..

نهضت من مكانها ودارت حول الغرفة ..

إلا أنها توقفت حينما وصلت إلي ..

" لمـــى "

لم أحاول أن التفت إليها ..

فالأجواء بيننا متوترة و ساخنة ..

فلو اصرّت أكثر , لبحت لها بكل شيء وهذا مالا أريده ..

قالت بعد ذلك بتقطع :

" كنت .. أبي ...... "

التفتُ إليها في هذه اللحظة فأثارني موقفها ..

لقد كانت تبكي !!

أنا لا اصدق !

لم أرها تبكي قط ..

إنها تبكي لسيرة والدي ..

لم استطع كتمان مشاعري تلك اللحظة..

قفزت إلى حضنها كتائهة وجدت ذويها ..

يخالجني شعور الفرح والأسى معاً ..

فأنا سعيدة بموقف عمتي وحبها لوالدي والذي اكتشفته لتوي ..

وحزينة لفراقه ورحيله ..

أنها حقاً لحظات مرّه لا يمكنني نسيانها أبدا ..... أبداً ما حييت










* * * * * * * * *







[.. أم فيصل ..]












قلتُ صارخة :

" أقولك فيصل راح.. تقولي وش فيها ؟ .. وش ها لبرود اللي فيك ؟ "

أجابني بنفس البرود :

" يا مره أنتي مكبره الموضوع "

يا الهي أكاد اجن انه يخاطبني بلهجة الواثق ولمْ يعر الأمر أية أهميه , أي رجل هذا !!

قلت له بجنون و بصوت أعلى وضيقاً اشد:

" لا ما كبرته ويكون بعلمك إن ما رجع لي فيصل أنا اللي بروح وراه .. وأرده "

قهقه على خرافاتي فقال وهو يهم بالخروج :

" يا شيخه روحه بلا رجعه "

يا الهي ما لعمل الآن ؟

إذا زوجي بنفسه لم يهتم ؟ كيف لأعمامه أن يهتموا ؟

انه وحيدي .. ألا يعلمون ؟

لا يمكنني أن أراه يَهلك وأمام مرأى من عيني ..

أكاد افقد عقلي !!

فليس بوسعي عمل أي شيء !!

* * *

لم استطع الصبر بل اطلعت جميع أعمامه على الأمر ..

وبالطبع كانت ردة فعلهم كردة فعل زوجي ..

قمة البرود واللا مبالاة !!

اغتظت لذلك وسلمت أمري لله ..

ودعيت الرحمن بأن يحفظه ويرده إلي سالماً غانماً ..

لم أتسلم منه أية مكالمة أخرى تطمئني على حاله ..

نقّاله للأسف مغلق !! وهذا ما يمزق قلبي ..

فماذا لو كان أصيب بمكروه لا سمح الله ؟!

فوضت أمري لرب العالمين واستغفرته كثيراً ..

فربما أراه غداً من يدري !! ..................................











* * * * * * * * * * * * *








[.. أمل ..]











وأخيراً رضخت الصغيرة لطلبي ..

حتماً هي بحاجة إلى التغيير ولو لبضع دقائق..

انحباسها في الغرفة يزيد نفسيتها سوءاً ..

قراري برعايتها كان نابعاً من قلب ..

فقد استطاعت وبفترة وجيزة أن تحتل لها مكانا بقلبي..

ربما حبي لأخي ومرارتي بفقدانه هي السبب !!

عدّلت الفتاة مظهرها وهممنا بالنزول ..

" عمه خلينا بها لصالة أحسن, ماله داعي ننزل تحت "

قلت لها مُقنعة :

" حرام عليك.. وش عاجبك بها لصالة ؟ ما غير كتمه وضيقة خلق .. أمشي تحت أحسن, واشرح صدر "

لمى بضيق : " شكلك ملزمة , طيب أخاف واحد من العيال فيه !! "

أمل : " يووووه يا لمى يا كثر علثك , أمشي معي ولا عليك , وبعدين العيال كلهم مش فيه , أرتحتي !!"

رمقتني بتردد لكنها رضخت في النهاية..

نزلنا معاً بهدوء وسكينة ..

وصلنا للأسفل فجلسنا معاً ..

قاطعت صمتنا بقولها :

" إلا ما قلتي يا عمه وين عمتي الثانية ؟ وليه ما أشوفها هنا ؟ أنتو أطلاقاً ما تجبون طاريها , حتى (وتتنهد) ملكتي ما حضرتها "

أمل : " قصدك أختي فاطمة !! "

لمى : " فاطمة !! هي أسمها فاطمة ؟ "

أمل : " ليه؟؟؟ ...... ما تدرين وش أسم عمتك ؟ "

لمى : " اعذريني ما سبق وقلتوا لي شي عنها .. طيب أهي وينها ؟ "

أمل : " أبوكــ ما قال لك عنها ؟ "

طأطأة الفتاة رأسها بأسى : " ومن قال لك أن أبوي يخبرني شي عن أهله "

سألتها باهتمام : " ما كان يكلمك عنا ؟؟؟؟؟ "

لمى : " أبداً "

كررت سؤالي بحزن : " ولا أنا ؟ "

لمى : " قلت لك ما يكلمني عن ها لموضوع خير شر , ولو فتحت الموضوع معاه قفله بعصبيه "

أزعجني كثيراً ما سمعته من الصغيرة ..

قلت لها بضيق واضح :

" تدرين يالمى أن آخر مرة شفته كان عمري ما يتعدى السبع سنوات "

لمى : " تتذكرينه يا عمه ؟ "

أجبت بحزن :

" عندي صورته ؟ "

لمى : " ما قلتي لي .. وين عمتي فاطمة ؟"

" عمتك فاطمة يا طويلة العمر بــ كندا "

لمى : " كندا !! "

أمل : " ايوا كندا, وش فيكــ مستغربه ؟ "

لمى : " أش وداها هناك ؟ "

أمل : " زوجها يحضّر الدكتوراه "

لمى : " أيوا كذا .. طيب وش ترتيبها فيكم ؟ "

أمل : " أكبر مني بخمس سنوات "

لمى : " يعني هي بينك وبين عمي خالد "

أمل : " أيوا عليكــ نور "

اندمجنا لفترة بالحديث عن أختي فاطمة ..

وبدت لي لمى متحمسة للغاية ..

وصلتني فكرة خطيرة تلك اللحظة ..

فقلت بسرعة :

" لمى "

لمى : " هلا "

أمل : " مشتهية قهوة من يدينك ممكن ؟!!!!!! "

رمقتني باستغراب وتساؤل ..

قاطعت ذهولها , فقلت بمرح:

" أذا ما تعرفين ! عادي , ترى ما أعلم أحد "

إلا أنها قاطعتني بثقتها المعهودة :

" بنت محمد ما فيه شي يصعب عليها "

انتهزت الفرصة فقلت :

" أجل وش تنتظرين ؟ "

لمى : " من جدك أنتي تبين القهوة ها لحين "

أمل : " عادي مع أمل يحصل المستحيل "

ضحكت الصغيرة فقالت بمرح لم أعهده :

" أوكي بسوي لك لا تصيحين علي , بس ما دري وين المطبخ ؟ "

أجبت منتصرة : " على يمينك حبيبتي "

ذهبت لمى وكدت أرقص فرحاً ..

ها قد بدأت فهم شخصيتها الغامضة ..

لمى إنسانه محرومة ..

فقدت الكثير .. وهاهي مقبلة على المزيد ..

كم أتمنى الدخول إلى عالمها المجهول !!

المليء بالغموض والأسرار ..

يا ترى كيف حياتها هناك ؟

أهي سعيدة ؟ أم تعيسة ؟

كم أنا متشوقة لمعرفة ذلك !!!!!!

" السلام عليكم "

صوت ليس بالغريب ألقى التحية ..

ألتفت بسرعة لأفاجأ بــ نواف

قلت مندهشة ومستاءة في نفس الوقت :

" وش جابك ؟ "

نواف : " أفــــــــــــا "

أمل : " قصدي وش تبي ؟ "

نواف : " يعني عدلتيها الحين ؟؟؟ "

أمل : " اوووووه وش عندك جاي ؟ "

أجاب بمرح : " لا يا شيخه !! .. هذا بيت أبوي ؟ "

أمل : " لا .. قصدي أدري .. بس وش جابك ها لوقت بالذات ؟ "

نواف : " عمه وش فيك ؟؟ "

أمل : " نواف تكفى أطلع وتعال بعدين "

نواف : " عمه شبلاك ؟؟؟؟ بــقـعـد "

طبعا نواف لم يشاورني بل أتجه بنفسه للمقعد ليجلس وبحريه تامة ..

كدت أفقد عقلي ..

فماذا لو عادت لمى الآن !!

حتماً ستظن بأني أنا من دبر هذا ..

" نوافوووووووه قــــــــم "

أمسك بـ "الريموت" وبدأ يقلب القنوات :

" آسف عمه فيه مباراة حماس اليوم , تعالي تابعي معي خبري بك هلاليه "

أمل : " لا بالله أنا مقروده ماني هلاليه "

نواف : " أيش ؟ "

أمل : " اقول خلصت الأماكن .. قم يلا بيتكم وبلا كلام زايد "

نواف : " والله ماعندي طاري "

همست مغتاضه : " اف وش يقومه ذا ؟ "

وصلتني فكرة لا بأس بها فقلت بمكر :

"أقول نواف حبيبي .. روحي أنت .. بعد قلبي .. أمك تبيك "

رمقني بنظرة خبث ..

فقال :

" ياحليلك ياعمه كل هالدلع على أبو أن امي تبيني "

أمل: " اوهووووووووووه يا أخي افهمها عندي ضيفه وأبيك تنقلع "

نواف : " يا حبيلك يا عمه ما تعرفين ولا تكذبين .. دوري غيرها "

قلت بقلة صبر :

" نواف صدقني عندي ضيفه با لمطبخ .. تكفى قوووم قبل لا تجي "

أعتقد بأن حيلتي بدأ مفعولها عليه

ولكن في الوقت الضائع ..................................

" وهاذي القهوة قدامكـــــ "

هذا ما تفوهت به الصغيرة غير منتبهة لمن يجلس خلفي .......................













* * * * * * * *







[.. نواف ..]









أثار انتباهي صوتا لم أتوقع سماعه هذا اليوم أطلاقاً ..

إنها زوجتي !!

أية صدفة هذه !!

بدت لي طبيعيه أكثر ..

شعرها الطويل الأملس يثيرني ويجذبني ..

أرى البراءة والطفولة في عينيها ..

كم هي جميلة تلك الإنسانة !!

بدأت بربط الأمور , فاتضحت لي أكثر ..

وجود ابنة فوزية هو ما أربك عمتي ..

أعتقد بأنها لم تلاحظ وجودي ..

وضعت الفتاة ما تحمله على أحدى الطاولات ..

فانسكب القليل منه على أحدى يديها ..

وبدوري .. نهضت من مكاني بلا أية أرادة ..

ولكوني عشت مع أحلامي الوردة أكثر من اللازم مددت لها منديلاً أخرجته من جيبي ..

وكدت أقوم بمهمة أزالته عن يديها لولا أنها ابتعدت بشده عني..

الفتاة لا يسعني وصف مدى ذهولها لدى رؤيتها لي ..

عينيهـا اتسعتا بذهول تام ..

توترت الفتاة وارتجفت ..

رمقتْ عمتي بنظرة أكاد أصفها بالاحتقار..

وبعدها انصرفت وبلا مقدمات ..

أدركت نفسي وما قمت به من حماقة ..

تباً لها !! بوجودها أفقد كل تركيزي ..

تصرفي أحمق وتافه ..

كان يجب أن أمسك نفسي أكثر ..

فهي مهما حدث ستظل ابنة فوزية ويجب أن لا أنسى ذلك أبداً ...................

















* * * * * * * * * *














[.. أمل ..]









نواف أفسد كل شي لحظة تطوعه بالمساعدة..

فـ لمى اكتشفت وجوده وانتهى الأمر ..

حاولت أن أشرح لها موقفي..

لكن نظرة الاحتقار من عينيها ردعتني عن ذلك..

صرخت في وجه نواف باستياء:

" عجبك اللي صار !!!! "

لاحظت شروده و تفكيره فقلت صارخه :

" نوااااااااااف "

نواف : " هاااااااا "

قلت بغضب : " الله يغربل عدوكـ .. قل آمين !! "

أجابني بلا مبالاة :

"آمييييين .. إلا أقول.. الآنسة زوجتي ما تعرف تسلم على زوجها, وين الاحترام ؟ "

كررت كلامه بسخرية :

" الآنسة زوجتي .. هي أنت اصحي , ليه سويت كذا ؟ "

نواف ببراءة : " عادي ما سويت شي "

أمل : " أبداً ما سويت شي "

نواف : " عمه شفيك عادي زوجتي "

أمل : " وإذا زوجتك تسوي كذا ؟ أجل وش خليت للعرس ؟ "

أجابني بخبث : " لا العرس هذا شي ثاني "

فقدت أعصابي , فقلت :

" نوافووووه انقلع عن وجهي لا ارتكب فيكــ جريمه "

نواف : " الحين كل هالربكة اللي مسويتها واطلع ولا تطلع على أبو بنت فوزية "

أمل : " و وش فيها بنت فوزية , ناقصها عين ولا خشم ؟ "

نواف : " لا من ناحية الوجه كاملة والكامل الله , بس وش فايدة هذا إذا الأخلاق زفت "

أمل : " نواااااااااف وش ها لكلام ؟ "

أجاب باستياء :

" عمه لا تحاولين تدافعين وتخلينها بالعلالي , عمي خالد علمني كل شي "

قلت بخوف : " وش علمك ؟ "

نواف : " علمني اللي كنت ما عرفه ومخدوع فيه "

أمل : " وش تقصد ؟ "

قال ببساطة :

" بلاوي فوزية يا عمه "










* * * * * * * * * * * *








[.. هيفا ..]









" ياربيه ما صارت طلعه .. كل هذا لبس .. حرام عليكـ شوفي شسويتي بدولابكـ .. حشى جبل صار "

مرام : " وش حاركـ أنتي .. هماني أنا اللي ألبس "

هيفا : " ايه بس وش له تفصخين وتلبسين ؟ .. بالله عليكـ ِكم مره غيرّتي ملابسك خلال دقيقتين بس ؟ "

مرام : " مالك دخل .. وبعدين أنا ما أفصخ عبث .. كل اللي لبستهن مهوب زينات ويبينن جسمي "

هيفا : " اف .. طيب وش علي أنا ؟ .. يلا أخلصي .. تأخرنا ع البنات "

مرام : " اووووووووه ذبحتيني خلاص قلنالك طيب "

فُتح الباب , فدخلت علينا تغريد بأناقتها المعهودة ..

" يلا بنات تراني مخلصة "

أستاءت لمنظر غرفة مرام فقالت :

" مرامووووووه وجع وش هذا ؟ "

أجابت مرام وهي تبحث في خزانتها : " اوووهووه جتنا الثانية "

تغريد : " شتسوي هالخبله ؟ "

هيفا : " تقول تدور له شي زين و واسع "

تغريد : " ياربي رجعنا لطاري اللي .. طيب دوري معها وفكينا منها "

هيفا : " مالي دخل شوفيها انتي .. حمت كبدي بذوقها الماصخ "

تغريد : " مرووومتي اللي عليك الحين حلوين ليش بتغيرينهم ؟ "

مرام بضيق : " ماعجبنن "

تغريد بتصنع : " بالعكس جنان "

مرام مستاءة : " ضيقات يبينن الشحم واللحم أرتحتي الحين "

تغريد : " يالله طيب وش الحل معكــ ؟ "

أبتعدت مرام عن الخزانه فقالت :

" الحل انكم تروحون لأني هونت وماني طالعه "

أندهشنا جميعاً من قرار مرام الغريب فقلنا معاً : " أيييييييييش ؟؟؟ "

هيفا : " مرام بلا دلع وأمشي معنا "

رمت مرام بالملابس من يديها وجلست على الأريكة غاضبه :

" مابي اروح خلاص روووحو انتو "

هيفا : " مرام والله اللي عليك يهبلون أمشي عاد "

تغريد بلا مبالاة : " هيفا أمشي خلاص بكيفها ماتبي غصب أهو "

هيفا : " ايه بس "

مرام : " خلاص هيفا روحو , أنا راسي يوجعني وبنام "

هيفا : " متأكده ماتبين تروحين ؟ "

أجابتني بإيماء ..

طريقة تفكير مرام غريبة ..

فوزنها الزائد يسبب لها الحرج الكثير..

لدرجة أنها تتجنب الاحتكاك بالآخرين , بالرغم من شخصيتها الاجتماعية والمحبوبة ..

المسكينة حاولت كثيراً الإنقاص من وزنها لكن بلا أمـــــل ..

وهاهي اليوم ستظل حبيسة المنزل لسبب أجده تافه ..

لكن لكل منا وجهة نظرة وطريقتة في التفكير .................................................. .......






< نهاية الجزء >

 
 

 

عرض البوم صور انا وانتي وكلنا  
قديم 24-12-06, 12:25 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2006
العضوية: 7089
المشاركات: 72
الجنس أنثى
معدل التقييم: انا وانتي وكلنا عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
انا وانتي وكلنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : انا وانتي وكلنا المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

- الجزء الثامن -









[ 8 – يوم مختلف ]














" والله العظيم ما كنت أدري .. وش تبين أزود من ها لحلف ؟ "

أجابتني بحده وغضب :

" للأسف يا عمه كنت متخيلتكـ كبيره وفاهمه , وتفكيركـ فوق ها لحركات "

أمل : " لمى وش ها لكلام ؟ أنتي فاهمه زين أني مستحيل أسوي كذا "

قاطعتني بغضب وصراخ , مشددة على أحرف جملتها:

" كـ ــــنــ ــت فـــــاهمه , لكن الحـــــــيـــــن لأ "

جميع سبل أرضائي لها فاشلة ولم أعد صابرة على المزيد ..

" الظاهر الكلام معكـ ضايع "

تركتها ورحلت فأنا موقنة بعنادها واقتناعها التام بتفكيرها الخاطئ ..

ومهما فعلتُ وأقنعتْ فأن نتيجتي ستظل واحده ولا سبيل لتعديلها..












* * * * * * *













[.. مرام ..]














حان دوري ..

أنا مرام بنت أحمد بن سالم, من مواليد عام 1992 ميلادي..

أبلغ من العمر أربعة عشر عاما, وأدرس في الصف الثالث متوسط..

لي أختان من أب واحد .. وأم مختلفة..

شقيقـتي هي تغريد..

أما أختي الغير شقيقه فهي هيفاء..

ولكوني أقرب في العمر لـ هيفاء [19 عاما] فأنا أميل إليها أكثر..

ذلك اليوم بالذات كنا قد قررنا الخروج إلى المدينة الترفيهية "ستار ستي"

كنت متشوقة جداً لذلك اليوم ..

حيث خططت للكثير من المقالب والمغامرات..

إلا أن أمرا ليس بالمتوقع قد حدث !!

وليس باستطاعتي البوح به



* * *



مللت أجواء الغرفة والوحدة ..

صديقاتي جميعهن هناك لا أحد أستطيع تضييع وقتي معه..

قررت النزول للأسفل والبحث عن عدوي اللدود مُهند لعلي أُضيع وقتي معه ..

وصلت للدور السُفلي من منزلنا صارخة بأعلى صوت :

" ستيممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممه "

" ستيممممممممممممممممممممممممه وصمخ "

ياسر : "الله ياخذ هالوجه وش له الصراخ ؟ فجرتي طبلتي الأذنيه "

مرام : " هههههههههههاي ركب كلامكـ أول , بعدين هاوش "

ياسر : " والله من ثقالة الطينة "

مرام : " طالعه عليك "

ومن جديد ..

" ستيممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممه "

وصلت الخادمة مفزوعة إلى الصالة :

" يس مدام "

مرام : " سوي لي شاي بسرعة "

قاطعني ياسر كعادته :

" آخرته على شاهي يا لبقره "

مرام : " يا شين لقافة بعض الناس "

ياسر : " ويا شين طوالة لسان ناس ثانين "

مرام : " على الأقل ها لناس يعرفون يضبطون كلامهم زين مهوب مثل ذولاك الناس "

ياسر : " ذولاك الناس محترمين وما يعرفون يصارخون على أبو شاهي "

مرام : " تراي مالي خلقك "

ياسر : " اجل أنا اللي لي خلقك , إلا تعالي هنا ليه ما رحتي مع البنات اليوم ؟ أو طارداتك "

مرام : " بايخ ما تضحك "

ياسر : " ومن قال لك أني جادع نُكته "

مرام : " اخلص وش تبي ؟ "

ياسر : " من حلات هالوجه اطلب منك شي "

مرام : " أزين من وجهك "

ياسر : " مشكله الثقه "

نهضت من مكاني وقلت :

" ياليل ما طولكـ اروح عند عمي سليطين ابرك ,, (وبصراخ) ستيمووووووه ووجع وين شاهيي ؟ "

ياسر : " ترا عمي سلطانو ما يستقبل مبزرة "

مرام : " والله ماغيركـ البزر , عمري 14 وبعد شهرين بس بدخل الخمس طعش "

ياسر : " وإذا .... تظلين بعد بزر "

مرام : " الحين كل هالجسم وتقول بزر "



أمل : " مساء الخير .. وش تسون ؟ "

هذا ما قالته عمتي أمل لحظة دخولها علينا ..

رحب بها ياسر بحرارة واصطناع :

" هلا والله با لطش والرش .. هلا بأمولة .. الحلا و الزين كله "

أمل : " ههههههه شعندكـ !! "

ياسر : " افا ممنوع أدلعك "

أمل : " ما دري تخوفني كذا , متعودة على جفاستكم "

ياسر : " افا يا لعمه كل ها لرقة وتقولين جفس "

مـــــــــرام بسخرية : " إيه مبين , كلش ما شاء الله رقيق "

ياسر : " أقول .. أنتي آخر وحده تتكلمين , ترى أذني للحين منسدة منك "

قلت ببلاهة : " عادي تبي أفتحها ترى الشاهي لسا ما وصل "

ياسر : " لا واللي يرحم والديك , ما بعد استغنيت عن إذاني "

مرام : " عادي وأنا أختك تراي متبرعة جيده "

سأل ياسر عمتي باستفهام, وقد لاحظت أنا الأخرى شرودها :

" عمه وش فيك ؟ "

مرام : " ياهووووووه اللي تفكر به تهنى به "

قال بهمس : " الظاهر مودعتنا مع هواجيسها "

قلت له غامزة وبخبث : " تبي أخليها تنقز "

رفع حاجبيه بإيجاب وخبث ..

عندها اقتربت منها ببطء وهدوء ومن ثم صرخت وبأعلى صوتي

" ستيممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممم ممممممممه "

صعقت عمتي وقفزت من مكانها بحركة هيسترية ..

أما أنا وياسر فقد استلقينا أرضا من شدة الضحك ..

الخادمة مسكينة وصلت أيضا مفزوعة وخائفة لكنها معتادة على صراخي وصوتي الأجش ..

أما عمتي أمل فردة فعلها كانت متوقعه..

انتزعت حذائها ولحقت بي للأخذ بالثأر ..

وكالعادة أيضا , ملاذي هو الهرب و قفل غرفتي بالمفتاح .......................................

















* * * * * * * *













[.. لمى ..]














سئمتُكِ يَا حياة عني فَرحلي!

أضناني الطريق ..

وأهلكني حَرُ المَسير ..

أتعبتني أفكاري التَائهة ..

وأدمعت قلبي وحدتي القاتِلة ..

أدركتُ أني ميتة !!

لا أريدُ مِنكِ خيراً تَبخلين بهِ عليّ

ولا أريد شركِ الدائم المُتوجه إليّ

لا أريدُ مِنكِ شيء فقط اتـ ـركينـ ـي!

اتركينـ ـي لوحدتي كما تَركني الكَثيـر..

اتركيني لأوجاعي

اتركيني لآلامي وأشلائي

اتركيني لجروحي ودِمائي..

اتـ ـركـيـنـ ـي

أشتاقُ للِرحيل

أشتاقُ للرحيل

فكل ما كُنت أهواه يهجرني!

وكل ما أعشقهُ يمقتني

وكل ما أتمناهُ يُتعبني

لا نصيب لي في حياتكم

ولا لحياتكم فيّ نصيب!

يا ليت سَبيل الرَحيلُ إليّ قريبْ

لما كُنت هُنا لثوانٍ

رُبما تَكون آخر الزَفرات!

وهذهِ آخر كلماتي ..

عذابُ اللامُبالاةِ أليم..














* * * * * * *













[.. راكان ..]

















حان دوري ..

أنا راكان بن عبد اللطيف بن سالم , من مواليد عام 1983 ميلادي , أي أبلغ من العمر 23 عاما ..

أعترف بأني فاشل في دراستي ولم أحظى بالنجاح كغيري من أبناء عمي..

لكن لكل مجتهد نصيبه فأنا مهمل وأستحق ما حصلت عليه..

تخصصي هو الأدب الإنجليزي

تخرجت منه بصعوبة بالغه

حياتي هي المتعة فقط ..

لا للعمل لا للجد ..

مصروفي أستلمه من والدي بالتمام والكمال ..

روتيني اليومي لا يتغير ..

نوم و أكل, ومن ثم خروج وسهر ..

هذه هي حياتي ولا أظنها ستتغير بمرور الزمن ..

رفاقي حالهم كحالي مامن اختلاف ..

أما إخوتي ..

ليس لدي سوى توأمي أنهار[23سنه] وأخي الصغير مُهند ..

أنهار مسكينة حالها تغير تماماً من بعد إلغاء ارتباطها مع نواف..

فقدت ثقتها بنفسها و أصبحت أكثر انطوائية ..

يتملكني الكثير من الحقد تجاه عمي أحمد وما فعله بأختي ..

فهي لأهانه كبرى في حقنا جميعاً ..

لكن ما باليد حيلة !!

أما مُهند [15سنه] فهو مراهق صغير , جنونه وعشقة قيادة المحركات ..

أبي رافض تماما تسليمه أية سيارة لطيشه ومراهقته ..

ومن الممكن أن يتسبب بكارثة نحن بغنى عنها ..

ذلك اليوم بالذات فاجئني رقم دولي في سجل مكلماتي التي لمْ يرد عليها ..

استغربت كثيراً الرقم كونه دولي ..

فأنا لا أعرف أحداً يمقت خارج البلاد سوى عمتي فاطمة ..

ولا أظنها ستتصل بي أنا بالذات !!

فأمرها مستبعد تماماً ..

شككت في فيصل فــ استبعدت ذلك فوراً ..

فنحن على غير وفاق أبداً ..

إذن من يا ترى ؟؟

هذا ما يجب أن أعرفه..

حقيقة لمْ تتسنى لي الفرصة للرد وإشباع فضولي ..

لكن لابد وأن يحصل هذا عاجلاً أم آجلاً..

فكثرة اتصالات ذلك الرقم تثير جنوني ..

" مــــــــســـــــــــــــــــــاء الخــــــــــــــــــيـــــــــــــــــــر "

راكان : " اووووووه أنهار ما شاء الله أمداكم تجون ؟ "

رمقت أنهار ساعتها فقالت :

" الساع 2 .. وش تبي أزود من ها لوقت ؟ "

راكان : " لا بالعادة 5 أو 4 الفجر "

أنهار : " يا بابا هذاكـ بالعطلة الصيفية , اللحين لأ الوضع مختلف الناس دوامات ومدارس "

راكان : " طيب كيف الطلعة هناك ؟ أنشاء الله أنبسطتو "

أنهار : " يااااااااه وناسه .. انبسطنا لآخر حد "

راكان : " عساه دوم أنشاء الله "

أنهار مبتسمة : " الله يخليك لي ياخوي "

















* * * * * * * * *












[.. سلطان ..]













" حالك هذا ماهوب معجبني أبد , يا خي عيش حياتك تزوج وافرح وفرحنا معك , روتينك هذا صدقني بـ يقضي عليك "

سلطان : " يا بنت الحلال كذا أنا مرتاح "

أمل : " لا يا سلطان ما أنت مرتاح وكلامكـ هذا ما يدخل راسي , ويكون بعلمكـ تراني من بكرا بدور لك على عروس "

سلطان : " أمل , رجاء خاص لا تحاولين تبنين حياتي من جديد , لأنكـ لو سويتيها وبنيتي صدقيني راح تنهدم وبخسارة "

أمل : " والله أنك ذابح قلبي بكلامك , يا خوي خل عندك ذرة أمل وجرب ما أنت خسران "

سلطان : " إذا على التجربة فأنا مخليها لك "

لجملتي الأخيرة وقعها المأثور على أختي أمل ..

ندِمت مؤخراً على ما تفوه به لساني ..

فبدت لي ملامح أمل متقلصة حزينة ..

تجربتها الفاشلة مع زوجها السابق كان لها أكبر التأثير على نفسيتها ..

وها أنا الآن أعيد ذكراها الحزينة بلحظة طيش وغضب ..

" آسف أمل ما كان قصدي "

أجابتني بإيماء , فقالت بحزن :

"ماقلت شي غلط يا سلطان .. لكن حط في بالك إني حرمه وأنت رجال والفرق كبير "

عندها تركتني ورحلت ..

جملتها الأخيرة كان لها المغزى المقصود ..

لكني مع ذلك لمْ أكترث !!

ولن أتجرأ يوماً على التفكير بالزواج من جديد ..

تجربتي الأخيرة وحبي لزوجتي وهيامي بها تمنعني من إعادة الكّره ..

ليس فقط خوفاً من الفشل و إنما وفاء لقلبها الطاهر................................



















* * * * * * * * *











- بعد مرور شهر -











[.. أم فيصل ..]
















عزيزي .. إلى أينْ تَشيدَ المَسير؟!

ألا تَعلم أن الرَبيع دونكَ كئيــب!

الزهرَ يابسٌ ذليل

النهر جامِدٌ عجيب!

الريحُ لا تُداعبُ النَخيل

ستتوقف الَحياة بالرحــيل!

فلتَنظر بوجودكَ كيف السماء تصير؟!

والطيور تَطير!

الزهور تغني

والمياهُ تَسير

وهل بلغت فَرحةَ الشَجر؟

أم هل عرفت – ياترى – سر ضوء القمر ؟

رحيلك عني يشعل نار القرحة والألم

يمزقني إلى أشلاء صغيره

شهر بأكمله مرّ علي كدهر كامل

مع ذلك فأنت لمْ تعد بعد !!

عقلي يكاد يجن

عيني تلهثان شوقاً بقدومك

قلبي جريح متألم

يعاني فقدان أعز ما ملكته يداي

أعز أبن ربته يداي

أبن لمْ يلده بطني !!

ولمْ يحويه جوفي

أبن سَهِرتُ الليالي من أجله

وعلمته وفهمته

أبن قاسيت معه أشد الصعاب

وعلمته أسس الأدب و الاحترام

أبن تخلى عنه أبويه

فتقبلته يداي بكل حنان و أُلفه

أبن لن أحضي بمثله طالما حييت

أبن تخلى عني بمجرد بروز الماضي أمام ناظريه

آه لو لمْ تعلم بالحقيقة !! لعشنا بسلام و طمأنينة

لعشنا راغدين بأسعد اللحظات

كرهتكِ يا ابنة فوزية وها أنا أعلن ذلك من جديد

دفاعي عنكِ أفقدني أعز ما ملكته

أية أم أنا أكي أُعيد فُتح الجروح

جروح قديمه ظننتها خمدت

لكنها لازالت تشتعل ولا أظنها ستخمد يوما

أليست تلك الحقيقة !!
























* * * * * * * *

















[.. هيفاء ..]


















" بنات شرايكم ؟ "

هذا ما قالته مرام لحظة خروجها لنا بآخر "بروفة" على فستانها ..

صفرّت لها بإعجاب ..

الفستان كان بمنتهى الذوق والأناقة ..

مرام بحياتها لمْ ترتدي ثوباً كهذا..

تغريد : " لا بأس , يمشي حاله "

هيفاء : " وش اللي لا بأس إلا يجنن , تقطعينه بالعافية حبيبتي"

مرام : " إلا بنات تعالوا انهار بتحضر العرس ؟ "

تغريد : " خبله أنتي ؟ أكيد بتحضر تبين أبوي يذبحها "

مرام : "تتوقعون يطلع العرس حلو "

هيفاء : " أنا بصراحة متشائمة ما أدري ما دخلت مزاجي ها لبنت ولا أتخيلها مع نواف أبد"

مرام : " بنات تدرون .. هي حلوة بس شينه .. صح !! "

ضحكت لجملتها الغير مركبة , فقلت : " شلون ذي ؟ ما تجي !! "

مرام : يعني حليوة بس شينه "

هيفا : " بالله .. يعني الحين أنتي عدلتي شي !! "

مرام بتفكير : " يعني .. يعني .. يعني حلوه بشي وتحوم الكبد بشي ثاني "

تغريد : " والله كلها على بعضها تجيب البلى "

هيفا : " لا حرام الحق حق البنت ما عليها حلوة , بس مشكلتها ما تتدخل القلب "

مرام : " أما ماتدخله إلا طالعه منه بالقوة , مادري شلون بـ يعيش نواف معها .. أحس بيجيه شي من مقابل خشته "

هيفاء : "الله يعينه "

















* * * * * * *
















[.. أمل ..]



















اليوم هو يوم الأحد أي انه يوم اجتماع العائلة..

وبالطبع أنا محذوفة من قائمة النساء , فاجتماعي يكون بصحبة إخوتي الصبية ..

ففي الغالب مثلاً يكون اجتماعنا يتحدث عن حياتنا الخاصة وبعض القرارات المتخذة في ذلك..

خصوصا المادية منها..

لدي مبلغ ليس بالقليل ورثته من والدي حين تم تقسيم الإرث بيننا بالتساوي..

وبالطبع كوني أنثى, وكلتُ أعمالي كلها لأخي أحمد فأنا أثق به وبأمانته ثقة عمياء..

سلطان : " ها أمل شرايك بها لكلام ؟ "

أمل : " هاااااا "

نواف : " عمتي أمل الظاهر مش معنا !! ولا كيف ؟ "

أمل : " لا .. وش قلتو ؟! "

سلطان : " قلنا انه بدل قعدتك بالبيت لا شغل ولا مشغله ندخلك معنا شريكة في مشروع العمر "

نواف : " يا قوي مشروع عمر مرة وحده "

سلطان بثقة : " إيه وش على بالك ترانا ما نلعب "

قلت بالرغم من عدم إدراكي للموضوع :

" من أيدي هذي لأيدكم هذي , بس كيف ادخل شريكة وأنا ما دري وش السالفة ؟ , وبعدين تراني خبله و ما عرف بأمور المشاريع و لا التجاره !! "

نواف : " عمه المشروع بأذن الله ناجح , حنا علينا المادة وأنتي اللي تديرينه "

قلت ومئات الاستفهامات تدور حولي :

" هييييييييييي لحظة عد كلامك ما فهمت "

سلطان : " لحظة نواف خلني أنا افهمها , شوفي يا أمل بما أنك جالسه في البيت لا شغل ولا مشغله فأنا و نواف قررنا نسوي مشروع نسائي , يعني إحنا بنضبط لك الأمور و كل شي , وأنتي ما عليك إلا انك تديرينه و بس "

نواف مُقنعاً : " منه يا عمه تشغلين نفسك , وغير كذا تفيدين غيرك "

سلطان : " ها شقلتي ؟ "

أمل : " طيب شنو ها لمشروع ؟ "

نواف : " مشغل تجميل "

أمل : " وااااااااااااااااااااااااو "

سلطان : " هاه نفهم من كذا انه عاجبك ؟! "

أمل : " وش ذي عاجبني إلا داخل مزاجي بقوة "

أضفت بحماس :

" موافقة .. موافقة "

سلطان : " هههههههه حلو , أجل من بكرا نبتدي التخطيط ودراسة المشروع "













* * * * * *










[.. فيصل ..]























ما أصعب أن تبكي بـلا... دموع

وما أصعـــــب..أن تذهب بلا رجوع

وما أصعب أن تشعر بالضيق

وكأن المكان من حولك ... يضــــــيق

ما أصعب أن تتكــلم بلا صـــــوت

أن تحيــى كى تنتــظر المــــــوت

ما أصعب أن تشــــعر بالســـــــأم

فتــرى كل من حــــولك عــــــدم

ويسودك إحســـــــاس النـــــــدم

على إثــم لا تعرفه !! .... وذنب لم تقترفه !!

ما أصعب أن تشـــــعر بالحــزن العميـق

وكأنه كامـنٌ في داخــلك ألـــم عريــــق

تستـــكمل وحــدك الطــريــق

بلا هـــــدفٍ... بلا شــريكٍ... بلا رفيــقٍ

وتصيــر أنت و الحزن و النـدم فريــق

و تـــجد وجـــهك بين الدمــــوع غريـق

و يتحــول الأمــل البــاقي إلى.... بريـق

ما أصعب أن تعـــيش داخــل نفـــسك وحيـد

بلا صديــــقِ... بلا رفيـــــقِ... بلا حبيـــبِ

تشـــــعر أن الفــــرح بعـــــيد

تعانى من جــــرح...لا يطــيب

جـــرح عمـيق.. جـــرح عنـيد

جـــرح لا يـــداويــه طبيـــب

ما أصعب أن تــرى النـــور ظـــلام

ما أصعب أن تـــرى السعادة أوهام

و أنت وحيــد حـــيران .............

[.. أمل ..]













" يا شيخ ما يخرب طلعتنا إلا ها لمهند , خله بأرضه أحسن "

أمل : " هيي انت وياه لاتقعدون تسبون بـ ولد أخوي "

ياسر بأسلوب نُكتي : "أبعدو عنها .. جتكم المحامية اللي ما تلعب "

أمل : " زين منك تعرف هالشي "

راكان : " عمه وأنا ليه طايح من حسبتك ؟ "

أمل : " أنت فاشل ما تعجبني "

راكان : " تهي .. من عاشر القوم "

أمل : " أيا الصايع .. شتقصد ؟ "

ياسر : " اقول عمه صدق بتفتحين عيادة تجميل ؟ "

أجبته بغرور : " يس "

راكان بهمس : " عز الله تشوهن بنات ديرتنا "

ياسر : " كااااااااااااك تلقى زباينها كلهم طقة هالـ عبند و التكرن "

راكان بدعابه : " ايه كفوه "

ياسر ببراءة : " أخس يا قوي ترى اللي بجنبك هذي تصير عمتك "

راكان ببلاهه : " عادي أمون "

أجبت بنفس لهجتهم :

" حبايبي غيرانين ؟! ترى عادي أشغلكم معاي أذا تبون !! .. عندي وظائف شاغرة لسواقين عاملاتي الخاصات "

راكان (طاح وجهه) : " يا خطيرة من وين جبتيها "

رفعت حاجبي بانتصار : " احم احم "

ياسر لم يهتم : " حرام عليك مالقينا إلا نشتغل بمحل صبغ ونفخ !! "

راكان : " إلا أقول عمه وش بتسمين المحل ؟ "

ياسر : " أنا أشير عليك تسمينه صالون يسوري للحلاقة "

ضحكت بلا أراده : " وش ذي حلاقة !! اسمه مشغل تجميل "

قاطعنا نواف والذي كان يجلس في آخر الصالة مع سلطان , بيمنا أنا جالسه بين أجن أثنين :

" أقول عمه .. عندك مقطع بلوتوث حلو "

أمل : " هااااااا ما أسمعك !!!!! "

كرر كلامه :

" أبي مقطع بلوتوث حلو .. إذا عندك ؟؟ "

أمل : " أصبر خل أشوف "

أمسكت بجهازي أفتشه بينما أستمر الاثنان راكان و ياسر بالاستهتار بمشروعي القادم ..

عثرت أخيراً على مقطع كوميدي رسومي فأرسلته فوراً إليه ..

أستقبله نواف فأستمتع به مع سلطان وعلقا كثيراً عليه ..

أخذت أقلب بجهازي من جديد لعلي أعثر على شيء أفضل ..

راودتني فكرة مجنونه تلك اللحظة !!

فتحت فوراً حافظة "الأستوديو" في جهازي ومن ثم حافظة " خاص جداً "

وصلت للمطلوب وأرسلت المقطع فوراً ..

























* * * * * * * * *


















[.. هيفا ..]













قالت بـ بكاء :

" يمممممممممممممممممممه تكفين خليني اسبح .. والله إني ماني تعبانه هذاني انابط وش زيني .. ها يمه تكفين قولي ايه "

ام ياسر : " لأ "

مرام برجاء : " بليز ماماه "

أم ياسر :" قومي بس صبي لي الشاهي "

مسحت تلك البلهاء دمعاتها و قالت:

" اصب لك أبو الشاهي بس أنتي قولي ايه "

ام ياسر : " لا تصكين راسي , قلت لك لا يعني لأ "

مرام توجهت إلى والدتي : " خاله .. استغفر الله قاعدة زي الجدار بيننا , توسطي لي تكفين "

أم نواف : " ما علي منكم "

مرام مخاطبة أمي من جديد :

" طيب شمعني كلهم بــ يسبحون إلا أنا ؟ "

ام ياسر : " أنتي غير "

مرام تستهبل : " أنا غير ولا جده غير كااااااااااك "

هيفا : " الحمدلله والشكر على نعمة العقل , تو تبكي الحين تستهبلين , أنتي من أي طينه مصنوعه ؟ "

مرام معبسه : " وه ماتبون الواحد يستانس "

هيفا : "لا بس شكلك هدر "

مرام متجاهله : " يمه ابسبح "

أم ياسر : " اقول اسكتي بس فشلتينا "

مرام : " عادي مافيه احد .. وبعدين شمعنى أنا ها "

أم ياسر : " مراموووه قومي عن لأنادي لك أبوك .. شوفي هيفا ماسبحت وساكته "

مرام : " ليه أنتي ما تسبحين "

هيفا : " أسباب خاصة , مو شغلك "

مرام : " إيه بلا من قرادتك .. ها يمه ترى بسبح وما علي منك"

أم ياسر : " مراموووه والله ماهوب ازين لك "

أقبلت تلك الماكرة إلى والدتي فقبّلت رأسها بود وقالت :

" يمه الله يخليك ودي أسبح والله العظيم اطلع بسرعه "

ضحكت من أعماق قلبي لمحاولات مرام في الإقناع

تدخلت خالتي أم راكان بقولها :

" أم ياسر ذبحتنا بنتك , خليه تسبح وفكينا "

أم ياسر : " شووووفي بـ تسبحين بس بشرط انك ما تطولين أكثر من نص ساعة "

صرخت مرام وقفزت من مكانها :

"ياااااااي تعيش أمي تعيش , افا عليك لو عشر دقايق أهم شي أطافش وأطلع اللي بقلبي , يلا تشااااااااو "

أم نواف : " شوي شوي لا تطيحين "























* * * * * * * * * * * *












[.. أمل ..]















راقبت ملامحه جيداً لحظة وصول الملف

بدا لي غير مهتماً

لكني اكتشفت بأنه لم يفتحه للآن

أحسست بالإحراج لو فتحه أمام سلطان

لكنني تغاضيت عن ذلك

مرت الثواني طويلة والفتى في عالم آخر مع سلطان ولم يهتم لما أرسلت

اغتظت لذلك فأنا متحمسة جداً لردة الفعل

صرخت ببراءة كونه بعيداً عني نوعا ما

"نواف وصلك الملف ؟ "

أخيرا تذكر الملف ففتح جهازة ببرود ..

تغيرت ملامح الفتى فجأة , وتبدلت إلى ملامح أكثر صلابه ..

بدا لي متفاجئ !!

لكني لمحت تلك الابتسامة الخفيفة على شفتيه

قلت غامزة :

" ها شرايك بحركتاتي أعرف أرسل ؟! "

ضحك نواف فقال :

" من وين جبتي المقطع يا عمه ؟ "

سمعت سلطان يسأل :

" وش مقطعه أشوه بشوووف "

نواف : " خير يا بو الشباب مناك بس "

سلطان : " يالبخيل خلني أشوف "

نواف : " أقول أبلع العافيه بس "

قال سلطان باسماً بالرغم من جهله المقطع :

" أمل أبي مقاطع أنا بعد "






















* * * * * * * * * *










[.. أم ياسر ..]




















" يمه دقيت عليه تقول الحين بجي "

أم ياسر : " زين قولي لـ ستيمه تنظف الغرفه "

هيفا : " حاظر يمه , تبين شي ثاني "

أم ياسر : " لا "

أمل : " أنا جييييييييييييييت "

هيفا : " جت أم الرجال وينك ماسطه فينا "

أمل بغرور : " وش أبي فيكم أخواني ألزم , إلا بغيتي شي يا أم ياسر "

أم ياسر : " أيه يا بنيتي أبيك تشوفين العشى قبل لا يدخلون الرجال تدرين رجولي يوجعنن و ما فيني حيل أقوم "

هيفا : " زين يمه .. عمتي وصلت , أنا بروح أشوف البنات خلصن ولا لا "

أم ياسر : " إيه و شوفي ها لحماره خليه تطلع , لا تمرض علينا الحين "

أمل : " أوه البنات يسبحون ؟ "

هيفا : " إيه "

أمل : " النذلات ليه ما قالوا لي ؟ "

هيفا : " وأنتي متى شفناك عشان يقولو لك "

أمل : " أعوذ بالله أذكري ربك , شكلي بأكره إخواني من عيونك "

هيفا : " هههههه الله و أكبر من حلات إخوانك الحين "

أمل :" شوووفوو اللئيمة , هذولا عمانك يالهبله "

هيفا : " أدري ولكذا أنا مقروده "

أمل :" هيفوه ابعدي عني ولا ترى بالجزمه , كلش ولا إخواني عاد "

هيفا : " هههههه امزح عمه "

أم ياسر : " أمل "

أمل : " هلاااا "

ام ياسر : " لا تنسون بنت فوزية "

أمل : " اوووه ذكرتيني بروح اشوفها "





















* * * * * * * * * * *











[.. أمل ..]















" السلام عليكم "

ألقيت التحية عليها قبل دخولي الغرفة

الفتاة لم تعدْ كما عهدها سابقاً

الموضوع الأخير والذي تمْ بمحض الصدفة لم تنسه للآن بالرغم من مرور فترة طويلة عليه ..

ما زالت ُمتحفظة معي ..

ولا تحادثني أبداً إلا في أموراً رسمية جداً تجبرها على ذلك ..

لم ترد علي السلام بل تجاهلتني كعادتها ..

وضعتُ الصينية جانباً غير آبهة بالرغم من انكساري الداخلي لحالها ..

ومن لا يتقطع قلبه لرؤيا تلك المسكينة !!

لا اعرف حقيقة كيف سأتمكن الدخول إلى قلبها من جديد ..

فعلاقتنا الحاليه أصبحت أكثر سوءا .. ولأتفه سبب !!

الوحدة لربما تقتلها و تقضي عليها

لكن ما باليد حيله !!

فهي ترفض تماما لقيا أحد

ما يثير دهشتي وحيرتي هو سكوت أخي أحمد عليها !

وعدم تدخله في أمورها !!

فلو كانت مرام مثلاً أو أنهار لأجبرها حتماً للنزول ومشاركتنا وجباتنا واجتماعاتنا

لكن الوضع هنا مختلف .. مختلف جداً



* * *



خرجت من الغرفة واتجهت للأسفل ..

وطبعا منزل أبا ياسر هو لاجتماع الرجال فقط

لذا صادفني سلطان في طريقي لمنزل ام نواف حيث النساء

" وين الناس ؟ "

امل :" بروح عند الحريم تبي شي ؟ "

سلطان : " امل "

امل : " نعم ؟ "

سلطان : " وش ارسلتي لنواف ؟ "

ضحكت رغما عني فقلت :

" ليه تسأل ؟ "

سلطان : " مدري الولد رايح فيها "

أثارني الحماس : " والله ؟ "

سلطان : " ترى أن ما أعترفتي تفكيري بيكون شين "

أمل : " أعوذ بالله من تفكيرك , عادي ما أرسلت له شيء مهم لهالدرجه "

سلطان : " طيب ممكن اعرف ؟ "

أمل : " والله من الشرافه "

سلطان : " أمل أخلصي , تري الفضول ذابحني "

أمل : " قلي بالأول وش بعد لاحظت عليه ؟!! "

سلطان : " أوووهووه أمل خلصي "

أمل : " طيب بشويش "

سلطان : " مابتقولين يعني ؟ "

أمل : " إلا بقول "

سلطان : " طيب !! "

أمل : " بس ماتقول لأحد "

سلطان باستياء : " ياليل ما أطولك "

أمل : " خلاص خلاص , أرســـــــ ــــــلت له ... "

سلطان : " ايوه وش ارسلتي ؟ "

أمل : " ارسلت له ... "

سلطان : " ايوه ؟؟؟ "

أمل : " ارسلت له ... "

سلطان : " ؟؟؟ "

أمل : " ارسلت له ... "

سلطان : " ايوه وش ارسلتي ؟!!! "

أمل : " مقطع ..."

سلطان بغضب : " وبعدين !! "

أمل : " مقطع لـ مِلكته "

سلطان (مكشر لتفاهة السالفة) : " تدرين انك بايخه "

اجبت ببراءة : " للأسف لأ "

- بعد مرور شهرين -













[.. أم فيصل ..]



















اليوم هو يوم زفاف نوّاف من ابنة فوزية ..

لقد مرّت الثلاثة أشهر الماضية بصعوبة بالغه ..

وما زال أبني غائباً لا نعلم عنه أية شيء ..

لم أتلقى منه أية محادثة تبشرني عنه على الإطلاق..

صحتي تدهورت ..

لا أستطيع التوقف عن التفكير فيما قد يحصل له !!

مع ذلك مازلت مؤمنه بأنه سيعود الي يوماً ..

سيعود كما اعتدته ..

سيعود فيصل كما كان ..

طفلي الصغير ..

لقد كبرت يا بُني و أصبحت رجلاً يافعاً ..

وأنا مجبره على تحمل هفواتك ..

سيأتي اليوم والذي تدرك به نفسك .. وما فعلته بحق اقرب الناس إليك !!

لقد آلمتني برحيلك .. وقهرتني بعنادك ..

لكنك أبداً لن تهزمني .. فأنا مدركة جداً لما خلف ذلك القلب القاسي ..

وسأحاول مهما كلفني الأمر القضاء على ذلك الجدار السميك والذي كونته حول نفسك ..

عودة ابنة فوزية إلى أرض الواقع دمرته وقضت عليه ..

انه يكره حتى المكان الذي تتواجد به ..

لا اعلم حقيقة كيف سيمكنني أن أزيح هذا الستار عنهما ..

فهي لا تستقبل أحدا سوى أمل وهذا ما يحيرني ..

فــ أمل أشد الكارهين لوالدتها .. كيف أمكنها أن تتقبل ابنتها بهذه الصورة ..

حتى أنها كانت من المعارضين بقوة لفكرة عودة ابنة فوزية إلينا ..

لقد وقفت بوجه أخيها إلى انه لم يعرها أية اهتمام ..

بل اخذ معه سلطان وفعل ما خطط له ..

احضرها وهاهو الآن يدمرها ويدمّر ابنه معها ..

أي جرم هي ارتكبته ليفعلوا بها هذا ..

انه جرم والدتها وليس هي .. كيف لهم لا يفرقوا ؟

" أنتي هنا وأنا أدورك يلا بسرعة السواقين ينتظرون "

فزعت بالصوت فألتفت لأرى تغريد واقفة منتظره ..

قلت بارتباك : " بقفل البيت وجايه "

نظرت لي بقلق فقالت : "اوكي خالتي أنا بركب .. ننتظرك ها "

ذَهبتْ من حيث أتت .. أكملت مسيرتي فأغلقت أنوار الإضاءة ..

وأحكمت إقفال الأبواب وخرجنا جميعاً إلى حيث الفندق ..

حيث سيقام حفل الزفاف ........................
























* * * * * * * *


















[.. أمل ..]


















" لمى خلاص لحد هنا و كفاية طالعي نفسك خربتي مكياجك "

قالت لي بصوت مؤلم وبدمعات خفيفة انزاحت على خديها :

"عمتي أنا ما بقى لي بها لدنيا غيرك .... تكفين لا تهديني بروحي.. خليكي معاي لا تبعدين "

كلماتها تزلزلني من الداخل وما بوسعي سوى تهدءتها , أمسكت بيديها مطمئنه وقلت بحنان:

" حبيبتي لا تخافين أنا بجنبك ومهما حصل راح أكون بجنبك بأذن الكريم "

صمتت ومسحت دمعاتها بأسى واضح ..

لا اعلم حقيقة كيف لها أن نست الأحداث الماضية بلحظة واحده ..

لربما قوة الموقف هي ما أجبرها على ذلك ..

بعدها بدقائق معدوده فاجأتني بقولها :

" أمي "

وأضافت :

" أبي أشوفها الله يخليكم جيبوها لي "

لهذه الجمله وقعها المأثور علي ..

فــــهــــــــــــل جُنت ؟

أتريد منا أن نحظر فوزية بشحمها ولحمها ؟

لو فعلت فوزية وحضرت لركلتها بنفسي ..

أنا لن أسمح بوجودها هنا أبداً أبداً ..

ولكنها أبنتها .. ومن حقها أن تراها في ليلة عمرها ..

يا الهي المسألة معقدة للغاية !!

فمن جهة أريد تلبية طلب تلك المسكينة ..

ومن جهة أخرى فأنا لا أريد أن أرى وجه فوزية من جديد ..

والأسوأ من ذلك كله تنبيه أخي أحمد لي بعدم اطلاع والدتها عن أي من ذلك ..

حسنا .. مالعمل الآن ؟

الحل واضح سأتجاهلها وكأن شيء لمْ يحدث ..

ولكن ماذا أن سألت ؟

ان هي فعلت وسألت سأخبرها بأنها مسافرة .. نعم انه الحل الأمثل ..

طُرق الباب فذهبت لأرى ..

كانت تغريد ومرام وهيفا قد حضرن للمباركة ..

وبالطبع هذا عمل ليس تطوعي بل هو أمر من والدهن ..

فهن لم ولن يتقبلن لمى بهذه السهولة !

خصوصا وأنها سلبت أخيهن من أنهار العزيزة ..

دخلن ولم يبدن أية إعجاب بالرغم من أني قرأت ذلك في أعينهن ..

" ألف مبروك " قالت ذلك تغريد بلا نفس .

أما هيفا و مرام فقد اكتفتا بالمصافحة ولم تتفوها بأية كلمة ..

خرجن من حيث أتين ..

كنت مازلت بجوارها ..

وهي مازالت تبكي ولسبب اجهله ..

حاولت تهدءتها لكني لم استطع ..

لربما خوفها هو السبب .. لا أدري !!

تجاهلت ذلك فهي عروس ومن الطبيعي جداً ما يحدث لها من خوف وقلق ..

أكتمل الزفاف وكان في قمة الروعة والنظام ..

حان موعد الزفة فخذلتنا لمــــى بشكل غير متوقع ..

فهي ترفض تماما أن تُزف أمام الناس ..

احترت في أمرها , فعلت كل ما في وسعي ..

إلا أنها استمرت على رأيها وجمودها ..

احترت .. فماذا بوسعي أن اعمل ولم أقم به ؟

كل الحيل استخدمتها معها إلا أن رفضها جاء قطعياً ..

خرجت منها وأخبرت أم ياسر لعلها تستطع ..

لكن الفشل كان حليفها هي الأخرى..

كان رفضها قوياً و كأن المسألة أخذت كعناد ليس إلا ..

اعتلا صوت نقّالتنا بالمكالمات الرجالية ..

حيث أن موعد دخول العريس قد أوشك ..

مع ذلك فالعروس لم تزف بعد !

يا الهي أكاد اجزم بأن احمد سوف يرتكب جريمة هذا اليوم ..

حاولت أن أخبر سلطان الموضوع بهدوء لعله قادر على إقناعها من يدري :

" يا حبها للعناد هالبنت .. أبفهم وش غرضها من هذا كله ؟ "

امل : " سلطان واللي يعافيك احمد لا يدري تعال بخفي حنين (يعني بهدوء) مابي احد يحس فيك "

سلطان : " ولا يهمك أنا احرص منك على هالشي مابي الحفلة تنقلب لهوشه "

امل : "الله لا يقول عجل تكفى "

أقفلت السماعة بقلق ..

فقد أيقنت بأن هذا اليوم لن يمرّ على خير ..

عدّت أدراجي إلى غرفة لمى غاضبة :

" وهذا اللي تبينه صار ارتحتي الحين "

لم تتكلم بل ظلت ترمقني بلا أية تعبير ..

إني حقاً لا أفهمها ..

فما غرضها من هذا كله !!

أتريد الانتقام لأن أخي حاول تزويجها بالقوة ..

لكنها هي بنفسها من طلب إتمام هذا الزواج ..

يا الهي أنها غريبة .. غريبة جداً ..

طرق بعد لحظات الباب الفاصل بين غرفة تجهيز العروس و الساحة الخارجية والتي منها سيأتي سلطان ..

هرعت لفتح الباب لسلطان ..

لكني فوجئت حينما أدركت بأن القادم ليس سلطان ..

بل نوّاف بنفسه .................................................. ...






















* * * * * * * *












[.. سلطان ..]



















حينما أقفلت السماعة من أختي أمل ..

فوجئت بنواف يسألني عن سبب ارتباكي ومع من كنت أتحدث ؟

فأظنه سمع حديثي .. وقلقي تلك اللحظات ..

أخبرته بأنها أمل وأنها تريدني في موضوع هام ويجب أن اذهب إليها ..

لم يصدق كلامي بل أصر على معرفة الحقيقة ..

وبطبعي أنا .. لم استطع الكتمان بل أخبرته الحقيقة كاملة ..

غضب نوّاف بشده لتصرفها الطفولي كما وصفه ..

فماذا سيفعل أحمد لو عرف بالأمر ؟

فأن يقوم بخنقها هو ابسط الأمور الممكن تصورها ..

اخبرني نّواف بأنه سيتصرف و ينهي هذه الحماقة بنفسه ..

سألته كيف سيتصرف إلا انه لم يطلعني على شيء ..

اتجه حيث والده وهمس إليه ببضع كلمات ..

رأيت ملامح أخي احمد تتقلص ويتكلم بحده إلى ابنه ..

إلا انه أخيرا رأيته يومئ برأسه وأنا لا افهم شيئاً ..

انصرف نواف منه واخبرني بأنه انهي الأمر ..

وهو ذاهب إلى زوجته الآن ..

دُهشت لقراره فموعد دخوله عليها لم يحن بعد ..

فيجب أن تُزف أولا , بعدها له أن يفعل ما يشاء ..

أجابني بأن وضعه يختلف .. وان هذا الزواج ليس سوى صفقة فاشلة ليس إلا ..

لم أشأ أن أعارضه بأية كلمة بعد ذلك ..

فهو محق بكل ما قاله فلم الاعتراض ؟!

بعدها ذهب إلى هناك ..

وليكن الله بعونه ..............................................























* * * * * * * *















[.. نوّاف ..]























لا يمكنني أن اكتم مدى غضبي حينما علمت بتصرف تلك الحمقاء ..

إنها لا تزن الأمور حتماً ..

كيف لها أن تتصرف بطيش كهذا ..

إنها لفضيحة لو علم الناس بخفايا الأمور ..

ألا يكفيها ما نحن فيه الآن !!

ما لذي تريد أن تصل إليه ؟

لم استطع أن أفكر تلك اللحظة سوى بالتستر عليها ..

فلو فعلت واطلعت والدي على كل شي لانتهى أمرنا بمأساة جديدة ..

فوالدي لن يرحمها .. بل سيقلب الحفل إلى صفحات الجرائد بلا وعي منه ..

فغضب أبي لا يفرق ردات فعله بين الصالح منها والطالح .. بل يجعلها سواسيه ..

اتجهت حيث والدي وأخبرته بأنني مستعجل ولا أريد أن تزف عروسي إلى المعازيم ..

فلو زُفت لربما ترتكب حماقة هناك وتفسد الحفل ..

في البداية اعترض والدي على ذلك ..

لكنه حينما فكر .. أيقن بأن الفتاة عنيدة و طائشة ..

ولا استبعاد من أن تقوم بهذا العمل المشين ..

حمداً لله أذن مر الأمر بسلام ..

لكني لن أفوته أبداً أيتها الزوجة النكدية ..

بل سأرده لكِ صاعين والأيام بيننا ..

وصلت إلى الساحة الخارجية أخيراً , وطرقت الباب ..

صُدمت أمل حينما رأتني لأنها ظنتني شخصاً آخر كسلطان مثلاً ..

" نواف ... تو الناس .. ليه هالحين ؟ .. العروس لسى مانزفت ..وبعدين ... "

قاطعتها قائلاً :

" عمه ممكن تهيئين لي جو معاها وتتركينا شوي "

أعتقد بأنها دُهشت لجملتي تلك !

او لربما لم تتوقعها !!

لكنها أومأت بالقبول وخرجت ..

الفتاة أعتقد بأنها لم تشعر بي ..

أو أنها أحست لكنها تتجاهل ..

فبدت لي يداها ترتجفان بوضوح تام ..

اقتربت منها أكثر , فأعتلى شهيقها ..

لقد كانت جالسة على الكرسي الدوار والمواجه للمرآة ..

وقد أوطأت برأسها ولم ترفعه طيلة الوقت ..

اقتربت أكثر فأكثر إلى أن أصبحتُ خلفها تماماً ..

أحسست بتوترها فأدرت الكرسي بقوة ..

لتصبح في مواجهتي تماما .. كتفت يدي بغضب أمامها ..

صرخت في وجهها بقسوة :

" ممكن تفهميني وش ورى هالحركة السخيفة ؟ "

ارتجفت الفتاة أكثر ..

ولمْ تجبني على سؤالي .. بل طأطأت رأسها بـ حزن ..

بلا أية حركة .. او صوت ..

كل ما اسمعه هو أنفاسها فقط ..

عدا ذلك فلا ....

إعتالني الغضب أكثر ..

قاطع شرودي صوتاً لم أتوقعه ولم اسمعه بحياتي ..

" آســـــــــــفـــــــــه "

يا آلهي هل هي من نطقت ؟ أم أنني احلم ..

لقد بدت لي بريئة حتى في صوتها ..

أية فتاة تلك !!

غضبي كله رحل بمجرد سماعي لتلك الكلمة الغير متوقعه ..

نظرت إليها بتركيز لكنها ما زالت مطأطئة رأسها للأسفل وبإصرار ..

وكأنها لا تريد أن تراني , أو أن أراها !!

قلت بعد طول تفكير .. وبهدوء :

" فهميني يا بنت العم ليه سويتي كذا ؟ "

" آسفة "

هاهي تقولها مرة أخرى !!

استأت هذه المرة من برودها وقلة مبالاتها

فماذا بوسعي أن افعل ؟ اُقبّل رأسها مثلا على صنيعها هذا !

أم أن أشكرها على تلك الحماقة الطفولية !

كدّت افقد صبري واتخذ معها أسلوب القسوة

والذي أظن بأن حياتي لن تتحرك إلا به ..

إلا أن دخول عمتي أمل حال عن ذلك ..

رمقتني بنظرات استفهام , فنفيت برأسي ..

وجهتْ بَصرها حيث الفتاة أمامي ..

والجالسة على ذاك الكرسي ..

اقتربت عمتي منها وقالت :

" ها لمى للحين ملزمه ؟ "

سمعت ذلك الصوت يقول بهدوووء تام جداً واقرب إلى الهمس :

" قلت لك آسفة "

امل : " ايه ليه طيب ؟ أنتي حطيتينا بموقف صعب .. لو احمد يدري كان جاء وجرك مع شعرك بالقوة .. بس نوّاف فضل انه يسايرك ولا تنقلب الفرحه لصرخه "

بدت الفتاة تأن .. وما هي إلا لحظات حتى انفجرت باكيه وأمام مرأى من عيني ..

بكاءها حرك مشاعري رغماً عني ..

إلا أني رميتها بنظرات ساخرة مستفزة ..

عمتي أمل لم تُقصر في حقها بل هدأت من روعها ..

إلى أن وصلت والدتي و خالتي أم ياسر .. وأخواتي ..

حينها تركت أمل الفتاة فأعلنت بدوري عزومي على الرحيل ..

رفضت خالتي استعجالي في ذلك ..

لكني اصريت على موقفي ..

" خاله أنا مستعجل طيارتي ست الفجر ولازم نرتاح "

همست لي هيفا بصوت واطي : "نواف أنت ما أنزفيت ولا العروس أنزفت !!!!! "

" ماله داعي هالشكليات يالله عن أذنكم .. مشينا يا عروس "

تحركت الفتاة أمامي كالآلة المأمورة ..

وصلنا السيارة فـ فتحتُ لها الباب الجانبي ..

وركبت بجوارها وإلى حياة جديدة .................................................. ..





























* * * * * * * * * * *


















[.. لمى ..]























وصلنا أخيراً للفندق وأنا أكاد أموت ذعراً بجوار شخص غريب لم أره في حياتي سوى مرتين ..

أمرني بالنزول ففعلت ..

مشيت خلفه كالطفلة المتابعة لذويها ..

وصلنا المصعد فوضع بأصبعه على رقم الدور ..

بالرغم من بعده عني , إلا أنني أحسست بالتوتر أكثر ..

لم اعد قادرة على موازنة أرجلي فاهتزازهما وذعرهما زاد عن أقصى الحدود ..

تبعته حينما خرج باهتزاز ..

وجدته يفتح باب إحدى الأجنحة فترددت كثيراً في الدخول..

لا أعلم حقيقة أي شعور ينتابني الآن !!

فأنا موقنة بأني موشكة على الغرقان ..

ها قد وصلت إلى الهاوية ..

ولا يمكنني أن اسمح لنفسي بالسقوط بها ..

سمعته يقول :

" تفضلي يا عروس "

لم أستطع الحراك .. حركتي شُلت ..

يخونني التعبير عما بداخلي ..

فالخوف والقلق ينتابني من جميع النواحي ..

لربما حياتي مع زوج والدي قد تكون ارحم من أيامي المقبلة ..

لكنه القدر وكما قلت لا يسعني أبدا سوى الرضي به ..

" خير وش فيك ؟ "

رفعت عيني فوجدته واقفاً وقد أتكأ على الباب ..

ويرمقني بنظرات ساخرة ..

كنت وبالطبع ما زلت ارتدي حجابي ..

مما أراحني بعدم قدرته على رؤية تعابير وجهي الباكية ..

أفقت من شرودي فتقدمت بخطواتي أكثر ..

عندما وصلته ابتعد عن طريقي ليتيح لي المرور ..

وصلت إلى منتصف الغرفة ..

فقال بعد مدة :

" غرفة النوم على يمينك .. وهذي دورة المياه .. خذي راحتك بالمكان أنا طالع شوي وراجع "

التفت إليه فرمقته بنظرات المندهش مما سمع !!

فأي زوج هذا , كي يترك عروسه وفي ليلة عمر كهذه ..

اعتقد بأنه شك بتعابير وجهي الموجهة اليه ..

فتقدم نحوي ببطء شديد ..

ما أن لمحت تقدم خطواته نحوي حتى شُلت يداي ورجلاي ..

وأكاد أجزم بأن قلبي أوشك أن يتوقف ذعراً ..

تبدلت ملامحي الساخرة إلى صدمة الخوف ..

تقدم أكثر فأكثر إلى أن أصبح في مواجهتي ..

رفع يديه نحوي وأشاح غطائي بكل قسوة ..

لدرجة انه افسد شعري قليلاً ..

كنت مذهولة من حركته تلك !!

ظلت على حالي

لا حركه ولا صوت ولا همس

أما هو فبدا يطالعني بنظرة غريبة لم أتمكن من تفسيرها !

حاولت قراءة عينيه لكني لم أستطع ..

مرت ثواني طويلة حتى أفاق لنفسه ..

وابتعد عني بسرعة وهرب إلى حيث لا اعلم !

بالطبع لم استطع نسيان تلك اللحظات بسرعة ..

بل بدأت استرجعها وأحاول تفسير نظراته حينما رآني من بعد ما أفسد غطائي ..

أعتقد بأنه شك فيما أكنه له تلك اللحظة فأراد أن يرى تعابير وجهي ..

تذكرت لمسته لغطائي وكيف له أن أشاحها بقوة ..

لا أعلم لمَ انتابتني السعادة لما قام به ..

اهو فخري وحبي للقوة ..

أم انه شيء آخر ..

حقيقة أنا لا اعلم .................................



























* * * * * * * *














[.. نواف ..]




















لم استطع أن أجبر نفسي على التواجد معها في نفس المكان ..

فأنا أشعر بالكتمة والضيق لدى إحساسي فقط بتواجدها ..

كرهي لها بدا يزداد لي عما سابقه ..

أحس برغبة كامنة في أن أَهلُ عليها بالضرب بأقصى ما لدي من قوة ..

إلا أنني برؤيتها فقط أنسى ذلك كله ..

تلك اللحظة والتي رفعت عنها ذلك الغطاء الأسود والذي يُخفي لي تعابيرها ..

اعتقد بأنني كدت أنسى العالم بأسره ..

شيء ما فيها يجعلني أسير لها ..

كنت عازما على إبعاد الغطاء وصفعها أيضا ..

لكن نظرة واحده فقط من عينيها أنستني هذا كله ..

أ أكون معجب بجمالها أم ذاتها.. هذا ما يجب أن اعرفه ؟

فأنا لا أستطيع إنكار مدى إعجابي بذلك الجمال الساحر ..

لقد بدت لي كالملاك في ذلك الثوب الأبيض الناصع ..

يتملكني فضول عن سبب رفضها للزفة ..

فأي فتاة في مكانها كانت لتسعد بهذه اللحظة ..

أما هي فترفض ذلك و بأصرار أيضا؟ ولكن لمَ ؟

أيعقل أن تكون تعلم بصفقة والدي.. ورفضي لها ؟

أم أن والدتها أورثتها حقدها وضغنها لنا , من المؤكد ذلك .......................................



* * *



عُدت في ساعة متأخرة من الليل ..

انزعجتُ كثيراً لدى رؤيتي الساعة فقد كانت تشير إلى الثالثة والنصف فجراً ..

لم أشعر بالوقت , فقد مرّ بسرعة عجيبة ..

وصلتُ إلى الجناح بعجله ..

فتحت الباب ودخلت ..

أخذت أجول ببصري بنظره عامه على المكان , بدا لي هادئاً ..

يبدو أنها نامت

حسنا إذن , فقد وفرت لي عناء مقابلتها من جديد ..

انتزعت حذائي .. وقررت ألا ادخل غرفتها .. بل سأنام هنا على الأريكة ..

وفعلاً هذا ما حدث .................................................. .....








































< نهاية الجزء>

 
 

 

عرض البوم صور انا وانتي وكلنا  
قديم 24-12-06, 12:33 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2006
العضوية: 7089
المشاركات: 72
الجنس أنثى
معدل التقييم: انا وانتي وكلنا عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
انا وانتي وكلنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : انا وانتي وكلنا المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

الجزء التاسع - [ 9 - رحلة العمر ]


















أفاقني صوت المنبه من لبّ نومي ..

أخذت العن واسب فأنا لم أنل قسطي الكافي منه..

كانت الساعة تشير إلى الخامسة فجراً ..

أي أن موعد طائرتي بعد ساعة فقط..

فززت كالمجنون من تلك الأريكة المؤلمة ..

تحسست ظهري بكسل ..

جلست مرة أخرى متعباً ..

إنني لم انم سوى بضع ساعات قليله

يا الهي , كيف لي سأتحمل عناء ثمان ساعات متواصلة على متن الطائرة !!

وبجانبي من ؟ إنها ابنة فوزية ..

أي حظ هذا..

تأففت ونهضت من مكاني ..

تذكرت بأني لم أؤدي فريضتي , فأخذت حماماً سريعاً واتجهت إلى من لا تضيع ودائعه ..................































* * * * * * * * *





















[.. أمل ..]




















" ها عمه شقلتي ؟ "

امل : " والله ما أدري بكيفكم .. انتم فصلوا وأنا البس "

تغريد : " عمه إحنا ماجينا نأخذ رأيك علشان تقولي بكيفكم ! حددي إيه أو لأ .. غيره مانبي "

امل : " طيب قلتو لأخوي ؟ "

مرام : "افا ياعمه وأنتي وين رحتي ؟ وين فزعاتك ؟ "

قلت باستنتاج :

" اها يعني كل هالمسلسل اللي مسوينه علشان اكلمه ... لا يا حبايبي ما حزرتو "

تغريد : "اوووه عمه تكفين "

مرام : "أيه عمه تكفين قولي له .. و لك اللي تبين "

أنهار : " ايه عمه واللي عافيك قولي له بجد تمللنا جو البيت مرّه زهق "

امل : " خلاص بقوله وأمري لله .. أوامر ثانيه ؟ .. خلصوني بكمل هالكتاب "

قبّلت مرام رأسي : "يا حبيلك والله أنا قايله انك أم الفزعات بس محد مصدق "

ضربتُها بخفه : " وجع شقصدك ؟ ترا أهون "

تغريد : " لا واللي يعافيك .. مراموووه برا لا تخربين علينا "

خرجن من عندي راضيات ..

حسنا الآن كيف سأفاتح أخي احمد بالأمر !!

الأمر يتطلب مني شجاعة ..

أمسكت بهاتفي النقال وأدرت رقمه ..

كنت مترددة في طلب ذلك منه ..

لكني تشجعت وفعلت ..

فالمزرعة منذ زمن لم نتطرق للتفكير بالذهاب إليها..

ولا اعتقد بأن أخي احمد سيرضى بذلك لانشغاله التام ..

لكنني فوجئت حينما جاءني قبوله ..

أخبرت الفتيات وبدورهن اجرين عدة اتصالات لجمع شمل العائلة..



























* * * * * * * * * *

















[.. لمى ..]




















فوجئت بذلك الطرق المزعج ..

استيقظت مفزوعة ..

تأملت نفسي و مكاني .. فأدركت بأن ليلة الأمس لم تكن حلماً ..

انتفضت من مكاني وهرعت إلى الباب لأفتحه..

" خير أن شاء الله ليه مقفلة على نفسك ؟؟؟ "

لمى : "آسفة "

رمقني بسخرية لاذعة وقال :

"وأنتي من جيتي ما عندك غير هالكلمة ؟ "

لمى : "آسفة "

قال بضيق :

"اوووف .. صبر جليل وبالله المستعان "

أبعدني بيديه عن طريقه بقسوة ..

اتجه ناحية إحدى حقائبه واخذ له رداء مناسب ..

التفت إلي ورمقني بنظرات متفحصة أعارت الخجل في نفسي ..

فأنا لم أغير ذلك الثوب الأبيض المزعج بعد ..

قال وهو يؤشر على فستاني :

" بتروحين كذا !!!! "

صمت ولم أتكلم, فبنود خطتي تملي علي ذلك ..

بل وقفت بثقة وقوة ..

تحولت نظراته الساخرة إلى نظرات أخرى غريبة , بعدها قال :

" طيارتنا الساعة 6 الفجر ومسافة الطريق نصف ساعة وإذا الشوارع زحمه بتكون ساعة .. يعني إذا ما تجهزتي بعد اقل من عشر دقايق مش من مصلحتك فاهمه "

من يظن نفسه كي يملي علي أوامره !!

قررت مسايرته كالعادة بــ صمتي ..

أما هو فأخذ جميع ما يلزمه من حقيبته المبعثرة وخرج ..

أقفلت الباب بعده مباشره ..

اتجهت إلى حقيبتي و فتحتها ..

يا الهي لقد مكثت عهداً مع نفسي بأن لا أمس أية قطعة منها !!

لكن ما بوسعي أن افعل ؟

أيعقل أن اذهب بثوب طويل ومزعج كهذا !! كلا لا يمكنني ذلك ..

أكملت فتح الحقيبة والتي جهزتها لي أم ياسر ..

تأملت الموجود , فكلها قطع ساحره ومبهره ..

جميعها رائعة وأنيقة , لا يمكنني ارتدائها أمام شخص كـهذا ..

بحثت أكثر عن لون قاتم , فوقع بصري على تنوره "ميدي" سوداء مطرزة بشكل أنيق ..

وبالطبع ما شدني إليها هو لونها إنما غير ذلك فلا !

ارتديت معها كنزا حمراء رائعة..

لقد بدا شكلي جذاباً للغاية , وهذا ما أزعجني !!

عدّلت شعري ووضعت القليل من المساحيق التجميليه لإخفاء الهالات السوداء والتي برزت أكثر في وجهي ..

بعدها لبست حجابي و لثامي وخرجت ..



* * *



كان جالس على كرسي هزاز أمام التلفاز وبيده الجهاز..

حاولت إصدار الأصوات بنعالي كي يحس بوجودي..

وبالفعل نهض من مكانه وقال :

"يلا مشينا "

دخل إحدى العمال في هذا الفندق وانزل بحقائبنا إلى حيث السيارة..

البند الثالث من خطتي هو الركوب خلفه..

وفعلاً اتجهت للخلف وركبت خلفه تماماً ..

أنصدم هو من حركتي تلك .. فألتفت إلي وقال بقوة :

" السالفة كذا يا بنت فوزية هااااا "

نزل من مكانه بلا مقدمات .. فتح بابي وامسك بي من كتفي وأنزلني بالقوة :

"اسمعيني زين يا بنت الناس إذا أنتي تحبين العناد فأنا اعشقه.. وسواء كنا بالشارع ولا بالبيت ما يهمني بسوي اللي براسي .. مير اقصري شري و تراي للحين احاول اضبط نفسي معاك "

لم أتكلم بل كنت مذهولة, فتصرفه لم أتوقعه منه إطلاقا..

خصوصا وأننا بمكان عام كهذا , وأمام جميع عمال هذا الفندق ..

أحسست بنار الكراهية تشتعل بقلبي أكثر, فلم أعي بنفسي إلا وقد تكلمت معه بنفس قوته, مخالفة بنود ما خططت عليه وكانت الأولى في حياتي والتي أتكلم بها معه بتلك اللهجة :

" ما تهمني يا ولد العم.. وما أعتقد بتقدر تجبر إنسانه ما تبيك تقعد بجنبك بالقوة "

أجابني بثقة :

"والله إذا المسألة تحدّي بسويها ليش لأ "

أبعدتُ يديه عن كتفيّ بقوة وقلت له باشمئزاز :

" لا تحاول تلمسني مرة ثانيه فاهم "

أعتقد بأن لهجتي معه قد أثارته ..

فأمسك بي من ذراعي اليمنى بكل قوة وقسوة ..

جرّني إلى الباب الأمامي ..

رماني بالداخل بكل قسوة ..

بعدها أقفل الباب ..

الأحداث مرّت بسرعة البرق من أمامي ..

حتى أنني لم استطع أن أدافع عن نفسي..

بل كنت مذهولة من قوة ذلك الأحمق ..

كيف له أن يجرؤ ؟

تحسست موضع يده القاسية بألم ..

بعدها بثواني قليله وجدته يصعد ويركب بجواري ..

قال قبل أن يدير المحرك وبهدوء تام :

" حركات الأطفال يا لمى ما أبيها تنعاد فاهمه "

أشحت بوجهي عنه بحزن ..

لم أكن أتوقع خسارة كهذه أبدا, فنجاحي في رفض الزفة أطمعني بالمزيد..

وصلنا إلى المطار بعد نصف ساعة فقط , بالرغم من ازدحام الطريق ....................................






















* * * * * * * * * * *













[.. أم فيصل ..]














" يالله صباح خير وش عندك داقه هالحزة ؟ "

أمل : " لا يكون صحيتك ؟ "

أم فيصل : " لا كنت أصلي "

أمل : " اجل قطعتك عن فرضك ؟ "

ام فيصل : "لا يا بنت الحلال .. وش عندك طيب ؟ "

أمل : "نبي نطلع المزرعة شرايك ؟ "

أم فيصل : " حرام عليك تبين نطلع بهالشموس "

أمل : "عادي فيه مكيفّات .. عذرك غير مقبول فيه .. عندك عذر غيره "

أم فيصل : " من بيجي ؟ "

أمل : "مادري عن تغريد .. بس الأكيد أنها عازمة خوالها "

أم فيصل : " إيه على خير أن شاء الله "






















* * * * * * * *















[.. هيفا ..]



















" بنات لازم نسوي شي مميز مالي خلق نتقابل وبس "

انهار : "ايه وش تبينا نسوي ؟ "

هيفا : "مادري اي شي "

مرام : " ام الشباب قصدها نسوي مغامرات "

انهار : "نلعب كوره مثلاً ؟ "

هيفاء : "والله يانتي تراث أقولك أبي شي جديد "

تغريد : " نلعب بالبالون طيب ؟ "

نهضت من مكاني متحمسة وقلت :

" لا لا أبي شي أقوى يعني مانسويه لأنفسنا .. يعني زي ماتقولين مقلب خدعه من هالكلام .. فهمتو علي "

تغريد : "هيييييي أنتي وين مفكره نفسك ؟ "

هيفا : "عاد لا يروح بالكم بعيد مرّه .. يعني انا قصدي أشياء خفيفة .. خصوصا أن خوالي بيجون كلهم بكرا .. يعني خوذي الهبال على كيف كيفك "

مرام : " أبوك يالصياعه .. طيب فهمينا زين .. ترى جاز لي الوضع "

هيفا : " مادري انتو فكرو معي وش نسوي ؟ "

انهار : "بنات وش رأيكم نهبل بالعيال بالبلوتوث "

هيفا : "لا بايخه وبعدين بيعرفون على طول انه منا "

انهار : " اجل وش تبين ؟ "

مرام : " بنات اص اص اص جتن فكره إنما إيه .. جهنمية .. تطيح إبليس من مكانه "

قلنا معا : " اف "

هيفا : " عطينا من أفكارك .. بس اسمعي من الحين أقولك خلي مهندوه برا الموضوع .. مانبي انتقاماتك على حسابنا "

مرام معبسه : " افا اجل هونت "

تغريد : " لحظة خليها تقول يمكن تعجبنا الفكرة ما تدرين "





















* * * * * * * * * *
















[.. أمل ..]














" كلمتيه ؟ "

أمل : " لا مالحقت .. دقيت قبل شوي على جواله مُقفل .. أتوقع أنهم بالطيارة "

أم ياسر : " إيه موعد رحلتهم ست "

أمل : "صحيح !! لكذا مقفل جواله يعني ؟! "

أم ياسر : " إيه تلقينهم بالجو الحين .. الله يحفظه إن شاء الله ويرده لي سالم غانم "

رفعت يداي متجاوبة :

" ويفرحنا بـ ياسر و راكان "

ام ياسر : " اللهم آمين "

أمل : " تدرين يا أم ياسر .. غيبة فيصل ما هي طبيعيه ؟ "

ارتبكت أم ياسر بجملتي وكأنها تعرف أمراً ما ..

انتابني الشك لذلك :

" وش بلاك ؟ "

أم ياسر : " ها .. لا ما فيه شي .. الله يرده لأمه سالم "

بعدها تركتني ورحلت ..

قلبي لم يطمئن لردّة فعلها الغريبة ..

لكنني لم أكترث ..

بل ذهبت لأجهز نفسي لرحلة الغد ...............................





















* * * * * * * * * *























[.. لمى ..]




















مازلنا هادئين فوق الجو وبجوار كومة من السحب ..

منظر الطائرة بالرغم من حداثتي عليه إلا انه لم يخيفـنـي ..

زوجي لم أتكلم معه منذ موقفي معه في السيارة..

استمر صمتنا حتى أثاره النعاس ونام بهدوء ..

لا أعلم كيف تملكتني الجرأة كي أوجه بصري إليه..

لقد بدا لي وسيما جداً ..

أعجبتني قوته وثقته بنفسه حينما أجبرني على الركوب بقربه ..

ردة فعله تلك أعلت من قَدره في نفسي..

أيضا حينما أشاح بالغطاء عن وجهي..

فبالرغم من حماقة تصرفه إلا انه نال إعجابي ..

جاءني صوتاً غريبا يتكلم بلكنة أجنبيه ..

فاكتشفت أنها مضيفة الطائرة :

" do u want coco , coffee , juice ..........or any drink"

لمى : " no thanks "

تابعت شرودي وتفكيري حول حياتي مع هذا الإنسان الغريب ..

" كم الساعة ؟ "

أفاقني ذلك الصوت من شرودي ..

انتبهت لنفسي حينما أدركت أن بصري واقع عليه لحظة شرودي...

انتابني الخجل لأنه أدرك ذلك ..

أشحت ببصري عنه تدريجيا كي لا يدرك خجلي ..

كرر سؤاله :

" كم الساع ؟ "

جزءاً مني يشدني للإجابة , والجزء الآخر يمنعي ..

فبنود خطتي تقضي بصمتي وعدم محادثته !!

لم يكن بوسعي سوى أن أمد له يدي ليرى بنفسه ساعتي..

فوجئت بحركته السخيفة حينما امسك بيدي عن قصد , ليرى الساعة عن قرب

انتزعتها منه بقوة ..

وكسرت حاجز صمتي بغضب و اشمئزاز:

" كم مرة قلت لك لا تحاول تلمسني "

أجابني بسخرية :

" آسف.. المرة الثانية بأدق الجرس قبل لا ألمسك "

لمى : " إنسان سخيف "

قال بـدعابه :

" ثمني كلامك يا بنت العم تراني شحليلي لما أروق , وياشيني معصب "

أجبته ساخرة :

" حلو أن الواحد يكون فاهم نفسه "

رفع حاجبه متعجباً , فقال :

" ما فهمت القصد يا بنت العم .. وضحي ؟ "

لمْ أزعج نفسي بشرح جملتي الأخيرة , بل أنحيت بوجهي للجهة الأخرى ..

مرّ الوقت ببطء شديد , فالمسافة كانت بعيده جداً ..

خصوصا أننا نقضي وقتنا صامتين..

أظنه ملّ كثيراً هذا الروتين , فحاول كسر حاجز الصمت بقوله :

" لــــــــــمـــــــــــى "

التفت إليه بهدوء لأفاجئ به يقول :

" تدرين أن عيونك حلوة "

ضحكت من قلب على عبارته الغزلية الغير معهودة..

فأجبته بـــغـــرور و كراهية في نفس الوقت :

" ما احتاج منك إثباتات .. الثقة بالنفس حلوة "

أعجَبته جُملتي فعدّل جلسته و قال متحمساً :

" فعلاً الثقة حلوة .. لكن مش على كل الناس يا لمى "

ملاحظته الأخيرة أشعلت نار الغضب في قلبي..

فقلت بحنق :

" نظرية ما أيدها "

قال مغيراً الموضوع وهو يقلب إحدى المجلات في يديه :

" سبق لك وسافرتي يا لــــمــــــى ؟ "

أوطأت برأسي قبل أن أجيب ..

بعدها قلت بحزن وقد عُجبت من انفتاحي له:

" مرّه بحياتي بس "

قال ببرود :

" وين ؟ "

قلت وقد ابتلعت غصة:

" دبــــــــــــــــــي "

التفت إلي بسرعة مستغرباً :

" دبي !!!! "

قلت بحزن وأنا أتابع تلك الغيوم من النافذة :

" ما أدري أقولك أنا سافرت لها , ولا جيت منها .. بكل الأحوال دبي عشت فيها عشر سنوات من عمري "

قال لي وقد بدا لي مهتما: " عشر سنوات !! "

لمى : " أنولدت هناك "

نواف : " قصدك أن عمي محمد مهاجر لدبي ؟!! "

لمى : " ليه ؟ .. ما عندك خلفيه عن ها لموضوع ؟ "

نواف: " أبدا.. اللي عرفته من الوالد أن عمي محمد كان في تركيا "

قلت له بسخرية واضحة:

" بالله.. أبوك قال كذا !! "

قال بغضب :

" لــــــــــمــــــــــــــــى "

وأضاف بهدوء :

" خلينا نعيش ما أبي حياتنا تكون صعبه "

قلت بلهجة القوي الواثق من نفسه :

"إذا تظن إن حياتك مع الحقيقة بتكون صعبه فهذي مشكلتك , أما أنا فأعذرني ما حب أعيش جوا كذبه "

قال بشدة وقد رمى بالمجلة من أمامه :

" على راحتك يا بنت محمد , إذا أنتي تبيني استعمل أسلوب القوة معاك .. ما عندي أي مانع "

لمى : " اسمي لمى محمد مش بنت محمد يا ولد العم "

أجاب بسخرية :

" المعنى واحد "

أجبت بغضب وقد فقدت أعصابي :

" بالنسبة لي مختلف .. واعتبره أهانه "

استغرب ردة فعلي وجوابي , فملامحه فسرت لي هذا ..

ضحك بمكر فقال بهدوء :

" نقطة ضعف بضيفها لقاموسي "

لم اُجبه حيث أن أعصابي بدت تثور فعلاً ..

عزمت على الصمت فهو أفضل الطرق لتفادي لذاعة لسانه ..

بعد ست ساعات من الصمت ..

أعلن الطاقم عن وصول الطائرة .. وأهمية ربط حزام الأمان ..

ربط الجميع أحزمتهم .. و أوقعت الطائرة على ساحة المطار بسلام ..

نزلنا بهدوء ..

المكان مزدحم للغاية ..

أخافني تدافع الناس فخفتُ الضياع ..

بلا وعي مني أمسكت بذراع نواف حينما أدركت بأنني سأضيع ..

ألتفتَ إلي فوراً مستنكراً مسكتي تلك ..

خجِلت فأبعدت يدي فوراً و باشمئزاز ..

لاحظت تلك الابتسامة الساخرة على شفتيه فأصابني الغيظ ..

استوقف سيارة أجره وانطلقنا إلى الفندق المحجوز باسمنا ..

حيث أن إحدى رفاقه هناك يقضي شهر عسله وقد تكفل بمهمة حجز الفندق ..

وصلنا إلى جناحنا مُتعبين للغاية ..

سقط هو فوراً على أقرب أريكة كي يريح أعصابه ..

أما أنا فاتجهت فورا لاستكشاف المكان مستغلة انشغاله ..

دخلت غرفة النوم فآثار انبهاري أثاثها الرائع ..

حوّلت بصري إلى الجهة الأخرى من الغرفة ..

فقد كانت فعلاً مميزة بأثاثها الكلاسيكي الفخم..

اقتربت من النافذة فكان المنظر اشد من الرائع ..

سمعت صوته يقول بلطف :

" تبين نتعشى هنا ولا تحت ؟ "

ألتفت إليه فوجدته متكأ على الباب والتعب قد أكل معالم وجهه

أجبته باستياء :

" ماشتهي حاجه "

قال بغضب :

" أنا سألت .. يعني جاوبيني على قد سؤالي .. هنا ولا هناك ؟ "

قلت له بلهجة اللا مبالاة :

" وأنا قلت لك جوابي .. تنزل تحت .. تجلس هنا مالي شغل فيك .. أنا عن نفسي مابي .. شهيتي منسده اذا هالجواب يرضيك "

انصرّف عني غاضباً ..

لكنه ما لبث أن عاد فقال :

" نسيت أقولك أن سفرتنا هنا ما راح تطول أكثر من خمس أيام "

قلت كمن لا يهمه الأمر بالرغم من ارتياحي لبُعدي عن أعمامي :

" يكون أحسن "

لا أظنه سمع فرحيله جاء قبل جوابي..

حاولت أن أضيع وقتي في تفريغ حقيبتي..

بعد ساعة واحده فقط , عاد نواف من جديد إلى الغرفة والتعب قد أكل معالم جسمه

القي بنفسه على السرير بتعب :

" ممكن كوب ماء "

تجاهلت طلبه ..

لكنني ما لبثت أن ضعفت فاتجهت بهدوء وصمت إلى الثلاجة ..

احترت حينما فتحتها ..

فهناك أمامي ثلاث علب قاتمة اللون سوداء..

أمسكت بإحدى العلب لأتأكد من محتواها , لكن للأسف اللغة غريبة علي !!

يبدو أنها ماليزيه , هذا ما أظنه !!

أمسكت بالعلبة فلربما تكون عصيراً يروي ظمأه ..

أحسست بالظمأ أنا الأخرى حينما تخيلتها عصيراً ..

فبرودته أشعلت حريقاً في حلقي ..

فتحت العلبة وشربت منها رشفة قليله ..

لفظت ما دخل حلقي باشمئزاز و ألقيت بها أرضا بسرعة وانكسرت القنينة ..

لقد كان مذاقها مراً لاذعاً ..

فوجئت بـ نواف مسرعاً

" خير وش فيه ؟ "

القى بنظرة على القنينة المكسورة ..

فقال مستفهماً :

" وش فيه ؟ "

أجبته بضيق فمرارة ذلك الطعم ما زالت في حلقي : " ما فيه شي "

قال مستفهما مرة أخرى : " شربتي من هالعلبه ؟ ؟؟ "

استغربت سؤاله !! فكيف له أن يحاسبني بهذه الطريقة !!

تجاهلته وابتعدت عنه, لكنه امسكني من ذراعي وقال بغضب:

" لما أكلمك تردي فاهمه "

قلت ساخرة :

" آسفة ما انتبهت أن حضرتك تكلمني "

قال بحدة :

" شربتي من العلبة ولا لأ "

قلت بجمود :

" ما يخصك "

قال وقد اشتد حنقه :

" لمى .. جاوبيني دام النفس عنك راضيه "

أجبته بغضب :

" لو سمحت اترك يدي "

نواف :

" ماتركها دامك تتجاهليني "

أضاف مُفكراً :

" للأسف يا لمى أنك بنت عمي"


اشتد غضبي فصرخت في وجهه : " ثمن كلامك "

رمقني بنظرة المهدد لكني لم اكترث بعدها ترك يدي بكل قسوة

ورحل خارجاً من الفندق..

قبضتُ يدي بشدة فحياتي معه تزداد سوءاً ..

أخذت ابحث عن شيء ما, أزيل به القنينة المكسورة..

لكني لم أجد شيئاً ..

لملمتها بيدي ووضعتها في اقرب قمامة ..

لم تسلم يدي من تلك القنينة بل فوجئت بالجراح حينما انتهيت من عملي ..

حاولت البحث عن منديل فوجدت قطعه من قماش موضوعه على إحدى الطاولات استعملتها في تضميد الجرح فتوقف النزف ..

مرت الساعة تلو الأخرى ونواف لم يعد بعد..

انتابني القلق ..

فأنا في مكان غريب .. ومرعب.. ولو حصل لي شيئاً فلا اعرف حقيقة كيف سأتصرف !!

فلا توجد أية وسيلة نجاة تنقذني لو حصل لي مكروهاً !!

حينما خرج كانت الساعة تشير إلى العاشرة مساءاً ..

وهاهي الآن تشرف على الخامسة فجراً ولم يعد بعد ..

عينيّ تكادان تغفوان من النعاس ..

إلا أن الخوف مزق قلبي ..

فماذا لو حدث له مكروهاً ؟

حاولت استرجاع أحداثي الماضية معه..

لِمت نفسي كثيراً وأثارني الغيظ مما فعلته ..

ما كان لي أن أعامله بتلك الطريقة الهمجية ..

نواف مهما حصل يظل زوجي, وما كان لي أن أقلل من شأنه أو أحتقره..

كنت قلقة للغاية ولم أدرك نفسي حينما غلبني النوم على الأريكة................


















* * * * * * * * * *















[.. أنهار..]
















يا وقت وش باقي حزن تخفيه ؟؟

أظن حزن الناس كلهـ وصلني !!

كل التعاسة والألم عايشهـ أنا فيه !!

حتى الأمل خيب بها اليوم ظني !



أخبرني والدي هذا اليوم عن "عامر " المتقدم لخطبتي ..

وبالطبع أعطيته رفضي وبلا أدنى التفكير !!

فخوض التجربة من جديد أمر يستحيل علي

خصوصا بعد تخلي أغلى من حلمت به عني

أنني لست سوى إنسانه مجروحة !!

جُرحت مشاعرها و كبريائها بلحظة وأمام الجميع ..

ولا أظن بأن جرحي سـيلتأم يوما ما !

" أنهار ممكن طلب لاهنتي ؟ "

أنهار : " آمر "

راكان : " أبيك تطلعين معي "

أنهار : " ههههههه راكان وين اروح ؟ "

راكان : " أي مكان أهم شي نطلع "

انهار : " راكان وش فيك ؟ "

راكان : " أنتي اللي وش فيك ؟ "

أنهار : " راكان أنا أهبل وش زيني أنت اللي شكلك مصخن "

راكان بجديه : " ليه علشان قلت لك نطلع !! عادي .. وإذا تبين الصراحة بغيتك في موضوع خاص ومابي اناقشك فيه هنا "

أنهار : " أوكي تكلم هنا مايفرق "

راكان : " الله يحوم كبدك.. أنا من أجي هنا أتفل العافيه وأنتي تبيني أقعد هنا "

أنهار : " راكان هذا بيتك أجل بكرا لما تتزوج وش بتسوي ؟ "

قال و بصوت أكثر للجدية :

" أنهار "

صمت بانتظاره يُتم حديثه , فأضاف :

" شفيه عامر ؟ ليه رفضتيه ؟ "

أنهار : " أوه راكان بليز لا تعيد هالموضوع أنا قلت لكم فكرة زواج مابي , وبعدين عامر هذا ماعرفه ولا أدري وش هو!! يعني المسأله مش متعلقه بشخصه وبعدين ماني مستعده للزواج وتوني صغيره "

قال باستنتاج وهدوء :

" انسي نواف يا انهار خلاص الرجال تزوج ونساك "

ثرت في وجهه بغضب :

" راكان أنت أكيد مجنون , نواف آخر إنسان ممكن أفكر أنتظره أو أفكر فيه بالأصل , اللي باعني بعته "

راكان : " اجل ليه الرفض فهميني ؟ "

أنهار : " قلت لك توني صغيره "

راكان : " أي صغيره واللي يرحم والديك عمرك 23, اللي بعمرك معه خمس بزران وتقولين صغيره "

أغضبتني جملته الأخيرة كثيراً لكنني لم أستطع الرد عليه ..

أنهيت نقاشه بالرحيل ..

فمهما حاولوا وأقنعوا أبداً لن أرضى بتكرار التجربة ..

كاذبة أنا إن قلت بأني لست مغرمة بة !!

فنواف فتى أحلام جميع فتيات العائلة

إنسان حدد هدفه في حياته وثابر في تحقيقه

كيف لي أن أعيش مع شخص آخر وقلبي مازال متعلق به

صدمة الواقع كسرت لي كبريائي وحطمتني

لمْ أتخيل يوما بأني سأفقده من بعد أن تملكته

لكن دوام الحال من المحال

فهاهي الحياة تنقلب ضدي و تذيقني مرّها.............































* * * * * * * * * *




















[.. لمى ..]

















أحسست بيداً تتحسس وجهي !

نهضت مفزوعة ..

وجدت نفسي في غرفتي وبالتحديد في السرير ..

يا الهي كيف وصلت إلى هنا ؟

التفت إلى يميني ثم شمالي , فوجدت نواف واقفا بالقرب مني ..

انتابني الخجل لحظتها..

إلا إني لم أتطرق للموضوع ..

قلت له بلا وعي مني :

" وين كنت ؟ "

قال بلطف :

" قلقتي علي ؟ "

أجبته بسخرية :

" سؤال بايخ .. أنت تدري أنت ايش بالنسبة لي ؟ "

أجابني بابتسامه :

" لا ما أدري قولي لي أنتي "

أخافتني جملته وابتسامته فأدرتُ وجهي إلى الجهة الأخرى ..

قال لي مستفهماً :

" شفيها يدك ؟ "

لمى : " مافيه شي "

قال بهدوء :

" لمى ليه تصديني ؟ فهميني يابنت الناس ؟ ليه كل ما أحاول اقرب منك خطوة بعدتِ مية خطوة "

قلت وقد استعدت قوتي :

" أنا ما أصدك .. هذا طبعي .. عجبك أهلا وسهلا .. ما عجبك ماحد عضك على يدك تاخذني "

أثارته جملتي فكاد أن يرفع يده ويصفعني كما فعل أبيه ..

لكنه تمالك نفسه في آخر اللحظات ..

قلت له ساخرة و بنظرات احتقار :

" ليه تراجعت ؟ .. اضربني وريح قلبك "

قال بغضب :

" لمى اقصري الشر وفارقي عن وجهي قبل لا أرتكب في حقك جريمه "

قلت له ساخرة .. متعمدة أغاضته :

" غيرك سوا الجرايم .. مستكثر على نفسك وحده "

ابتعد عني متجاهلاً حماقاتي ..

كدت اغرز اظافيري في يدي لشدة حنقي ..

نهضت من سريري بسرعة ..

يا الهي ها أنا أتصرف معه بحماقة من جديد !!

لما يحصل هذا لي ؟

بدأت بلوم نفسي من جديد وقلع شعيرات رأسي بتوتر ..

لمَ لا أستطع الإمساك بعجرفة لساني ؟!!

برؤيته فقط تعود لي أحداث تلك الليلة

والتي عُرضت بها سلعه أمام الجميع والكل ينفر منها لسوئها

تلك اللحظة لمْ ولن أنساها ما حييت !!

ألقيت بنظرة على ساعتي فكانت تشير إلى السادسة فجراً ..

بدّلت ملابسي على عجله ..

ارتديت تنوره جينز قصيرة وبقصات أمامية ..

مع كنزا بيضاء فأضفت لي رونقا خاصاً ..

فأنا لأول مرة منذ وفاة والدي ارتدي ألوانا زاهية كهذه , باستثناء ملكتي و زفافي طبعاً ..

عدا ذلك فألواني دائما قاتمة , فهي ما يمثل حياتي دائماً ..............



* * *



عندما انتهيت قررت الوقوف بجوار النافذة و الاستمتاع بمناظر الطبيعة ..

إلا أن عودته إلي من جديد حالت عن ذلك ..

" حلو كذا .. وفرتي علينا الوقت .. البسي عبايتك وامشي نغير لنا جو برا "

أجبته بهدوء كي لا يجبرني على الخروج :

"آسفة نواف , ما أبي "

ثار في وجهي غاضباً :

" بتنزلين يعني بتنزلين حتى لو أضطريت استعمل معاك القوة يا بنت العم "

أثار غضبي بتحديه لي فأجبته بنفس قوته :

" الدنيا مش على هواك عشان تغصبني على شيء مابيه "

قال بيأس :

" إذا الدنيا بتمشي على هواك أنتي .. كان ضعنا وما عرفنا نعيش "
































< نهاية الجزء >

 
 

 

عرض البوم صور انا وانتي وكلنا  
قديم 24-12-06, 12:42 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2006
العضوية: 7089
المشاركات: 72
الجنس أنثى
معدل التقييم: انا وانتي وكلنا عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
انا وانتي وكلنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : انا وانتي وكلنا المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

- الجزء العاشر -








[ 10 - ألم جديد ]





















اتجهنا هذا الصباح للاتفاق مع مرشد سياحي لجولة هذا اليوم

ابنة فوزية أجهل طريقة تفكيرها !

فـــ تارة أرى في عينيها الحزن الخالد

وتارة أخرى أجدها شخصية قويه غير مبالية !

إلا أنها حادة الطباع جداً وهذا ما أزعجني بها

إنها حتى لا تخافني !!

بل ترمي كلماتها بل أية موازنة

ثقتها بنفسها تزعجني

شكلها العام هو ما يجذبني إليها

أما عدا ذلك فلا أظن .......................









* * * * * * * * *







[.. هيفا ..]









قلتُ صارخة وأنا أقف بجوار السلم :

" يمه إحنا كلنا جاهزين يالله تأخرتي "

أم نواف : " اوووه يا حبكم للزن .. طيب قلتلكم هذاني جايه "

هيفا : "يمه من أمس وأنتي تقولي هذاني جايه ماشوفك نازله "


وَصلتْ أخيرا والدتي من الأعلى ..

وكالعادة جاء سؤالها :

" ماتصل نواف ؟ "

قلتُ مؤكده :

"لا يمه لو بيتصل مايتصل علينا أكيد بيتصل عليكِ إنتي "

أجابتْ والدتي وقد أمسكتْ بقلبها :

" الله يستر على وليدي من بنت فوزية لا تصير سوت به شي "

أجبتُ بدعابة :

" يمه حرام عليك ولدك يموّت قبيلة "

قالتْ لي بتأكيد وتخويف :

" بلاك ما تعرفينها .. هذي نسره زي أمها "

قلتُ لها بمرح :

" طيب ممكن تمشي قدامي .. الأخ مهندووه طق فيه عرقين من الحمق "

صَرخَتْ في وجهي مندهشة :

" ووووووووووووشي ؟؟؟؟؟ "

قلتْ :

" شفيك ؟ "

سألتْ :

" من قلتي بيودينا !!!!!! "

قلتُ ببرود :

" مهندووه "













* * * * * * * * * * * *







[.. أمل ..]












دخلتْ علي رهف الصغيرة وأخذت تدور حول نفسها : " شوفي فستاني "

أجبتُها بسعادة :

" الله يهبل "

رهف : " فيصل أشتراه لي ذيك المره "

وأضافتْ بحزن :

" عمه أمل .. متى يجي فيصل ؟ "

أجبتُها بحزنْ :

" قريب أن شاء الله , قريب "

قالت بتشكيك :

" أمي دايمن تقول بكرا بس مايجي "

أجبتها بضيق :

" حبيبتي أخوك مسافر وان شاء الله بيرجع .. أنتي ادعي له إن ربي يحفظه ويرجعه سالم"

رفعتْ الصغيرة يديها : " يارب "

قلت وأنا أنظر للبعيد :

" يارب "











* * * * * * * * * *





[.. لمى ..]











كُنا جالسين بانتظار الباخرة والتي سَتقلنا إلى إحدى الجزر

لاستكشاف معالم الحَضارة هناك

مرشدُنا السياحي يمكنني الجزم بأنه جيداً جداً

ففي يوم واحد فقط استكشفنا خمس مناطق رائعة وخلابة

ومع ذلك فيومنا لم ينتهي بعد

سمعت صدى صوت نواف واعتقد بأنه يكلم والدته

صوتها من خلال "السبيكر" أوحى لي بأنها هي

أعجبني قلقها وحزنها على ابنها

تملكني الكثير من الحسد والغيرة

كم أتمنى لو أن لي أماً كهذه !!

نواف لا أعتقد بأنه لاحظ مراقبتي له فهو منشغل بـمهاتفة والدته

إلا أنني ولقلقي من الضياع اقتربت منه حيث لمْ يشعر بي

" يمه الله يهداك تبيني احلف لك علشان تتأكدين إني بخير وصحة "

أم نواف : " إيه وأنا أمك أكلّ زين ونام زين ترى قلّ النوم ياكل الصحه .. أعرفك زين راعي سهر "

نواف : " هذاك أول يمه الحين لأ "

أم نواف : " بو طبيع ما يجوز عن طبعه "

نواف : " إيه يمه بس مش مع بنت فوزية "

توقفت آذاني عن السماع للحظة ..

أظنها لحظة الصدمة !!

لمْ أتوقع كراهيته لي ستكون بهذا الشكل العلني !!

أصابتني غصة مؤلمة في حلقي لا يمكنني إخراجها ..

تمنيت البكاء تلك اللحظة لأبعاد ألم تلك الغصة ..

لكنني لمْ استطع فكبريائي يمنعني من ذلك .........................












* * * * * * * * *








[.. راكان ..]










قلتُ بقلة صبر :

" يا خي أزعجني , شكلي بتهور وأتصل عليه"

أجابني ياسر ببروده :

" طيب أصبّر يمكن يكون نصاب "

راكان : " وش اللي نصاب ؟ غبي أنت !! أقولك متصل علي مية مرّة "

ياسر : "وإذا يتصل عليك يعني مايصير نصاب ؟ وش هالتفكير !! "

راكان : " لا بس هذا قاصدني ويبغاني "

ياسر : "طيب رد وفكنّا "

راكان : " المشكلة ماهي كذا , المشكله انه يتصل بأوقات مايحصل لي ألحق عليه عشان ارد "

ياسر : " طيب عندي لك حلّ "

راكان : " عطنا حلولك "

ياسر : " بس فيه مشكله "

راكان : " ياذي المشاكل !! "

ياسر : " طيب اسمع الحل وبعدين نناقش المشكله "

راكان : " سَمِعنا "

ياسر : "حوّل مكالماتك اللي ما يرد عليها لرقمي الثاني , وبكذا إذا ما لحقت أنت عليه أن شاء الله أنا بقدر"

شهقتُ من فرط سعادتي قائلاً :

" يا خطــــــــــــــــــــــــــــير ! "

أجاب ياسر بغرور :

" شرايك باللي مايلعب "

راكان : " فنتكه "

ياسر : " طيب ما سألتني وين المشكلة ؟ "

راكان : " ما فيه مشكله .. حل ديناميكي "

ياسر : " ياخي شفيك متسرع اصبر خلني أستعرض عليك ثقافتي شوي "

راكان : " تكفى عاد يالمثقف "

ياسر : " مشكله الغيره "

راكان : " خلصنا وش مشكلتك !! "

أجاب ياسر بإحباط :

" مشكلتي للأسف إني بستقبل أي مكالمة أنت ما رديت عليها , فهمت يالدلخ "











* * * * * * *






[.. هيفا ..]








" wow يا حلوها تغيّرت علينا "

كان هذا ما عبّرت به ابنة خال أختي تغريد لحظة دخولها المزرعة

قلتُ لها بمَرح :

" معك حق تغيّرت واجد .. تعالي جوا بعد فيه أشياء بتعجبك أكثر "

دخلنا معا حيث الداخل

وبالطبع فتلك الفتاة هي ابنة خال أختيّ تغريد و مرام

أسمها [ رنـــــــــــــــــــا ] وتبلغ من العمر 22 عاما .. أكره فيها الغرور والتكبر

فهي تعتبر من نفسها مَلاكاً لا يوجد غيره

مع أن جمالها متواضع جداً !

وطبعا هي ابنة إبراهيم الوحيدة , الأخ الأكبر لأم ياسر وأم فيصل

أبيها مُسن وقد واجه مشاكل لا تحصى في الإنجاب

إلا أن الله سبحانه رزقه بعد عشرون عاما بــــ رنا

وطبعا لخالتي أم ياسر أشقاء آخرون إلا أنهم لم يحضروا لهذا اليوم

بسبب ارتباطهم مع مواعيد أخرى نجهلها


* * *


رنا كانت تتطلع في المزرعة بذهول إلا أن ما تنطقُ به هو غير ذلك

إنها تعيش في حياة وهميه بنتها بنفسها

حبها للثراء و غرورها هما ما صورا لها ذلك !

خيالها واسع في الأكاذيب

تحب أن تغيضني كثيراً

وعندما أتشكى فأن تغريد ومرام يقفان في صفها دائماً

لذا كان من دواعي سروري أن أتجاهلها تفادياً لأية مشاكل أخرى

" إلا أقول هيفا إخوانك ماجو المزرعة ؟ "

أجبت بنفس سيئة :

" إمبلا جاين "

رنا : " ونواف متى يرجع ؟ "

هيفا : " ما أدري ! "

رنا : " حلوة زوجته ؟! "

أجبتها بلا نفس :

: " تهبل "

أضفتُ لها مُتخلصة :

" إلا شرايك نروح نجلس مع البنات مو أحسن "

أجابتني بغرور :

" o.k. I like that"

أخذتُها معي إلى الداخل للتخلص منها

فِلة المزرعة فارغة تماما بحثنا معاً عن الجميع

وجدناهم جميعاً في الشُرفة

وعلى الفور شاركناهم الجلسة

أمل : " شخبارك رنا ؟ "

رنا : " very well "

أمل : " وش أخبار الجامعة معك ؟ "

رنا : " الحمد لله it's not bad "

هيفا : " أنتي بأي مستوى ؟ "

رنا : " السادس "

هيفا : " حلو والله "

رنا : " إلا وين بنات عمتي ؟ "

أمل : " تغريد تكلم صاحبتها , ومرام ما أدري توها كانت بجنبي "

رنا : " أقدر أروح لها ؟! "

أمل : " خذي راحتك حبيبتي المكان مكانك "

رنا : "mery dost oh thanks "

(هندي على انجليزي من الدلع الزايد)



* * *



عادت لنا مرام مُحمِلة معها مجموعه كبيره من قوالب الحلوى والمعجنات

قالت عمتي أمل بمكر :

" يا هلا يا هلا, تعالي بجنبي يا روح عمتك "

قالت مرام هامسة لنا :

" وه يا كثر مشافيح بيتنا , أصبرن بحشم الحريم قبل "

همست لي عمتي :

" هذي ليه غبية ؟ "

هيفا : " والله مادري !! "

أمل : " أشك بنواياها "

هيفا : " وأنا بعد "

أمل : " و السوات ؟ "

هيفا : " السوات أننا ننثبر الشكوى لله "

أمل : " صدق جبانة !! "

هيفا : " لا والله وأنتي شو ؟ "

قالتْ ببلاهة :

" أنا أمل "







* * * * * * * * *







[.. تغريد ..]





قلتُ لها متعجبة بعدم تصديق :

" والله "

أضفتْ :

" طيب شو سويتي ؟ "

أجابتني رنا بثقتها المعتادة:

" عادي I said no "

ما أروع شخصيتها أنها تعجبني جداً

الجميع ينصاع لها صغيراً كان أم كبيراً

حتماً هي محظوظة

قلتُ لها مؤنبة :

" حرام عليكِ هذا شخص ينرفض !! "

أجابتني مشمئزة :

" بصراحة شكله مبهدل و أبداً مو بريستج "

تغريد : " تكفين عاد , وبعدين مو مهم شكله أهم شي أنه ولد ناس "

رنا : " لا حبيبتي , أنا أبي واحد يكون أتيكيت و وسيم مو زيه مخبول "

تغريد: " يا واثقة "

أضفتُ لها متحمسة :

"إلا دريتي أن عفاف أعرست !! "

أجابت باستنكار :

" عفاف Who is ؟ "

تغريد : " عفاف الخبله أم شعر محروق "

رنا باستنتاج : " قصدك اللي معنا بالجامعة !! "

تغريد : " ايووه "

رنا (معبسه) : " ومين اللي أخذها ؟ "

تغريد : " مدري بس اللي سمعت أنه مش أي كلام ومستواه حلو "

رنا : " Really !! "

تغريد : " والله "

رنا : " ما حبيتها هي وخلقانها "

تغريد: " شفتي كيف النصيب !! "




*********************







[.. راكان ..]



" يا شينك أنت و استغلالك "

ياسر : " حبيبي مافيه شي بلاش !! "

راكان : " خلاص ماعندي مانع , أهم شي أشبع فضولي "

رفع حاجبيه منتصراً :

" تعجبني "

راكان : " طيب شف أول مايتصل على طول خبرني أعرفك قمة البرود "

ياسر : " إذا أتصل بقفلها بوجهه مهوب بس هو اللي يتدلع كاااااااك "

راكان : " لا يسور واللي يرحم والديك بلاش تهورات خلنا نعرفه ونرتاح "

ياسر : " اللهم يا كافي كل ذا فضول !! "

أجبت بغرور :

" أيه تدري بي رجل أعمال ما شاء الله علي وأخاف يفوتني شي "

ياسر مستهزئ :

" أيه بالحيل ما شاء الله عليك "







* * * * * * * * * * *






[.. لمى ..]








حالتي تدهورت

نفسيتي ازدادت سوءاً

أي حظ هذا يرميني بين يدي إنسانا حقيراً كابن العم أحمد !!

ومن اعتبره عدوي اللدود !

كنت قد عُدت إلى نفس الكرسي والذي جلست به منتظرة

محاولة التغلب على دمعاتي

لكن الضيق في صدري يمنعني عن ذلك !

لدي رغبة كَبيره في الصُراخ

ولدي رغبه أكبر في الرحيل عن هذه الدنيا بلا تراجع

استغفرت ربي ومسحت ما نزل على خدي من دمعات, فخطوات نواف قدّ اقتربت

" هاه .. ما وصلت الباخرة؟ "

أجبتُ بصوت ثقيل :

" مادري "

قال بعد فترة من الصمت :

" لمى شفيك ؟ "

لم أتكلم ولا أعرف كيف نطق لساني قبل قليل !!

إلا أنني كنتُ كمن ضُرب إبرة مخدر ولا يعي بتصرفاته

كرر سؤاله للمرة الثانية وقد جلس بجواري:

" لمى ... شفيك ؟؟ "

نهضتُ من كرسيّ مضطربة

قلت محاولة الحفاظ على نفسي أكثر :

" ما فيني شي ممكن نمشي "

قال باستنكار :

" نمشي ؟ ..... والباخرة ؟؟؟ .. لاه أنتي ما أنتي طبيعيه اليوم .. و ش فيك يا بنت الناس؟ "

لمْ استطع تلك اللحظات أن أتداعى القوة أو الثقة

فرغبتي في البكاء جعلت مني إنسانة ضعيفة للغاية

ظل يُطالعني لفترة طويلة بعدها قال :

" لمى احد ضايقك ؟ "

لأول مرة اضعف أمامه !

جلست على الكرسي كالجثة الهامدة

قلتُ بغصة وبكاء محشور :

" خلني بروحي واللي يعافيك "

[.. هيفا ..]








كنتُ جالسه في الشرفة مُحملقة في عالم أحلامي

بنيت لي جسوراً و قلاع من الأماني الوردية

قاطع شرودي وصول عمتي أمل بلهث

فقالتْ بحماس :

" ما سمعتي آخر خبر ؟ "

أجبت ببرود :

" لا وش هو ؟ "

أمل : " حزر فزر !! "

هيفا : " عمه , شو ترا مزاجي اليوم Off "

أجابت بغموض :

" بتنصدمين لو عرفتي "

أثارني الفضول فقلت :

" خير وش فيه ؟ "

قالت بحماس :

" رنا بتعرس "

أجبتُ بفرَح فـــما سمعته وعرفته عن رنا يؤكدان لي رفضها التفكير في الزواج إلا من فارس أحلامها كما قالت

" لا عاد .. كيف عرفتي ؟ "

أضفتُ مؤكده :

" أكيد بتاخذ هامور "

أجابتْ عمتي بلهجة حماس :

"ما حزرتي !! "

هيفا : " من بتاخذ طيب ؟ "

قالتْ بغموض :

" بتنصدمين أكيد "

تحمستُ أكثر :

" قولي "

أمل : " واحد تعرفينه "

هيفا : " واحد اعرفه!!!!! مين ؟؟؟ "

أمل : " قِلتْ لك بتنصدمين إذا عرفتي "

هيفا : " حمستيني قولي ؟ "

أمل : " ما أقول أنتي توقعي "

هيفا : " طيب أنا اعرفه "

أمل : " عز المعرفة "

أثارني القلق فقلت :

" خوفتيني "

أمل : " وليه ؟ "

هيفا : " ما أدري ؟ لا يكون احد من العايله "

أمل : " قربتي شوي "

أصابني الهلع فقلت راجيه :

" لا واللي يعافيك لا تقولين ... إذا هو احد من إخواني ترا بموت "

امل : " لا لا تخافين مش ياسر "

تنفست الصعداء فقلت :

" مين اجل ؟ "

أمل : " فكري "

أصابتني رعشة كهربيه سرت في كامل جسدي

فماذا لو كان فيصل ؟

يا الهي بالكاد سوف انتحر لو حقاً فعل

قلتُ بتردد :

" فــ .. ــيــ .. ــصــ ... ـــل "

أجابتني ببرود :

" واللي يرحم والديك لا تكوني غبية لهالدرجة احد يخطب وهو مسافر وش هالذكاء اللي طايح عليك ؟ "

تنفستُ الصعداء فقلت :

" اجل ما بقى إلا راكان "

أمل : " بشحمه ولحمه "

صرختُ في وجهها غير مصدقة :

" قولي والله "

امل : " والله هذا اللي صار "

هيفا : " وووووووع وش هالتوهيقه "

امل : " عاد هذا اللي حصل "

هيفا : " كيف عرفتي طيب ؟ "

قالتْ بغرور :

" مصادر خاصة ما علمك ؟ "

ضربتُ كتفها بخفه :

" يلا عاد خلصيني "

امل : " أمه قالت لي .. يعني تبي شوري "

هيفا : " قصدك للحين ما خطبوها "

امل : " إذا تبين الجد هي من زمان مكلمتني بهالموضوع تاخذ شوري فيها .. طبعا أنا وبكل صراحة ما أيدتها .. لأن رنا مادري بس طبعها مش عاجبني عليها حركات نص كم .. و راكان ما يحب اللي كذا "

هيفا : " معك حق هي متكبرة شوي "

أضفتُ سائلة :

" طيب خطبوها ولا لسا "

أمل : " اليوم كَلمتْ أم راكان أمها و مادري وش بيصير عليهم !!! "

قالت متسائلة :

" ظنك توافق ؟ "

هيفا : " أكيد مايبيلها ؟ هي دايمن تتحكك فينا علشان نواف وياسر "

امل : " من جدك أنتي !! أمك ما تبيها وين تخطبها لنواف ؟ "

هيفا : " هذاها ما تبي بنت فوزية ومع ذلك تزوجها نواف "

امل : " حبيبتي ... لمى وضعها مختلف .. لأن الشور أولا وأخيراً كان بيد اخوي احمد "

هيفا : " حتى و اذا "

أمل : " هيفا أنتي ماتدرين عن شي .. بس اللي اعرفه إن أبوك ما يطيق أبو رنا "

هيفا : " هذاه ما قال شي بخطبتها لراكان "

امل : " واللي بعد ما تعرفينه إن اخوي عبداللطيف مسوي ها لحركة عناد فيه ليه يفرّق بين انهار و نواف "

قلتُ مصدومة :

" ياويل حالي .. وش تهقين أبوي يسوي ؟ "

رمقتني بحنان بعدها قالتْ :

" ياه يا هيفا اثاريك مانتي ع الدنيا "

هيفا : " وليه تقولي كذا ؟ "

أمل : " لأن أبوك و عبداللطيف متهاوشين بسبة هالخطبه .. ويا خوفي ينرفض راكان وتصير هالهوشة على بلوشي "

هيفا : " مافهمت شي تتكلمين الغاز أنتي "

أجابتْ :

" ما تكلم الغاز بس أنتي غبية , لأن السالفة مبينه من عنوانها "

وأضافت :


" اسمعي يا طويلة العمر هذا قبل فترة كذا قبل زواج نوّاف بالتحديد .. شاورني عبداللطيف و زوجته بـ رنا وطبعا قلت لهم رايي فيها بكل صراحة وما شجعتهم ع الخطوة .. بس عبداللطيف للأسف معاند !!
وقال إلا إنها تناسب له .. سوا اللي برأسه وراح لأخوي احمد ورمى في وجهه قراره .. يوم عصب احمد وحمق عليه .. انهبل عبداللطيف وقال له ليه ؟ و انه هاذي حياة ابنه وهو حر فيه ليه يدخل بشي ما يخصه ومن هالكلام .. وطبعا اخوي احمد ثار في وجهه .. بس مع ذلك هو مُقدّر انه مقهور علشان بنته وإنها فعلاً ما تستاهل اللي صار .. ظلو أسبوع كامل بحاله مايعلمها غير ربك , حتى كلام ما يتكلموا مع بعض .. وطبعا كالعادة نادوني سلطان و خالد أصير وسيط بينهم .. والحمدلله الحين هم سمن على عسل .. بس اخوي احمد ما زال مش راضي ع الخطبه .. بس وش يقدر يسوي ! .. ولده وهو حر فيه "



هيفا : " ياااه كل هذا صار وأنا مادري ؟ "


امل : " شفتي كيف ؟ .. إيه تعالي هنا الكلام اللي قلت لك يا ويلك يطلع منا ولا مناك .. خصوصا تغريد ومرام .. تراهن قربة منشقة .. أمسكي لسانك عندهن "


قلتُ بغرور :

" عمه أنا هيفا ولا أنتي ناسيه "



أجابتني بحنان :

" لا ما نسيت ولكذا أنا متطمنه "



قلتُ بتردد :

" طيب يا عمه ما فيه خبر عن فــ .. ـــيـصل "


أجابتني باستياء :

" للأسف لأ , اللي مكدرني أكثر أنه ما يرد ع اتصالاتي ولا اتصالات أمه !! "

هيفا : " الله يهديه "



أضفتُ مستفهمة :

" طيب هو ليه مسافر ؟! بصراحة أول مرة يسويها عقب البعثة !! أكيد فيه سبب "

أمل: " مدري والله "








* * * * * * * * * *







[.. نواف ..]





عجيبة هي تلك الفتاة !!

برودها وثقتها يشعلان نار الغضب في قلبي

حينما عدّت بعد مكالمتي لوالدتي بدت لي غير طبيعيه !

وأكاد اجزم بأن أمرا ما حصل لها

حاولتُ معها بشتى الوسائل لكني لم افلح

في النهاية انفجرت أمامي باكيه

يا الهي أية فتاة هي ؟

ألحتُ هذه المرة لمعرفة السبب

فلا يمكنني أبدا أن أعيش حياتي بهذه الطريقة والغموض

صرختُ في وجهها قائلاً :

" لمى تكلمي شفيك ؟ "

استمرتْ في البكاء وقد وضعت رأسها بين يديها وهي مازالت جالسه على كرسي الانتظار

أمسكتُ برأسها ورفعته لأرى وجهها بوضوح

لقد مزق قلبي ذلك الوجه الصغير والغارق في بحيرة من الدموع

بلا وعي مني حاولت أن امسح إحدى دمعاتها

لكنها أبعدتني عنها بيديها النحيلتين بقوة ونهضت من مكانها بارتعاش قائلة :

" كم مره قلتْ لك لا تحاول تلمسني.. ليه مش راضي تفهم ؟ "

أنني زوجها ألا تفهم !!

كيف لها أن تعاملني بهذا الجفاف ؟

أهذا جزائي !

أنني وبالرغم مما سمعته عن والدتها أحاول التقرب إليها

لمَ لا تُقدر ذلك !

أنها حقاً غريبة الأطوار

ولا أعلم حقيقة كيف سأتمكن من الدخول إلى قلبها !!

قلتُ لها كمحاولة أخيره :

" يابنت الناس شفيك "

أضفت :

" المكان ما عجبك ؟!!!!! "

رَفعتْ رأسها عندئذ ورمقتني بنظرات غريبة !

وكأنها توصلت لأمر ما !

هذا ما استنتجه عقلي !

قالت مغالبة دموعها و بعد فترة من التردد:

" نواف "

لأول مرة أدرك جمال أسمي

فما أعذبه على لسانها !

ضحِكتُ على نفسي قليلاً لتفاهة ما أفكر به

أضافتْ الفتاة بتلعثم :

" ممكن أطلبك طلب ! "

رفعت حاجبيّ مستنكراً فما لذي تود طلبه !

لأول مرة منذ ابتداء حياتنا معاً تكلمني بتلك الطريقة

حقيقة اختلفت مشاعري هنا !!

وما عدتُ أفهمها !

قلتْ بلا تفكير :

" خـــيــــر ! "

قالت بتلعثم أكثر :

" صدقني بيكون طلبي الأول والأخير "

بالكاد طلبها ليس عادياً

وإلا لما ألحت بتلك الطريقة !

قلتْ بحدة :

" تكلمي !!! "

احتدت نظراتها لي فنهضت من مكانها مديرة ظهرها لي

قالت بعد فتره :

" أبي أرجع الرياض "

أجنت !!

لمْ نلبث سوى ثلاثة أيام فقط !

كيف لنا أن نعود ؟

هاهي تتصرف بطيش كعادتها

أحتد غضبي أكثر

أجبتها بتسرع :

" آسف طــــــــلــــــــبك مرفوض "

كررت لي رجاءها بلا لباقة لكن بهدوء :

" لو سمحت أبي ارجع الرياض "

رمقتها بنظرات حادة بعدها قلت :

" الباخرة وصلت "

وصول الباخرة في هذا الوقت بالذات كان من صالحي

أمرتها بارتداء غطاء وجهها حالاً

وأن تنسى كل ما حدث

تضجرت الفتاة لذلك , لكنها انصاعت لأمري وركبت الباخرة

منظر الجبال والتلال ساحر وجميل

وموج البحر وانسدال أشعة الشمس عليه كل شيء هنا أشبة بلوحة مرسومه

أزعجني توتر الأجواء بيننا

قلتُ بهدوء :

" لمى "

لمْ ترفع رأسها ولمْ تحاول ذلك بل ظلت على هدوءها

أضفتُ لها بهدوء :

" لمى .. أكلمك "

رفعت لي رأسها بهدوء

" نعم "

قلت بحنان :

" شفيكــ !! "

أجابت بصوت محشور :

" لو سمحت أبي أرجع الرياض "

قلتُ لها بحده :

" وأنا قلت لكـ طلبك مرفوض "

قالت بهدوء غير معتاد :

" طيب ممكن أفهم ليه ؟ "

أجبتها بنفس هدوئها :

" سؤال وجهيه لنفسكـ "

صمتت لفترة , بعدها قالت :

" سببي واضح ! "

رفعتُ حاجبي مستنكراً :

" واللي هو ؟ "

قالت بهدوء :

" حاسة بالغربة والضياع ديرتي ممكن تحسسني بالأمان أكثر "

أحسست بشيءً من المنطقية في كلامها !

فتلك هي الحقيقة !!

مازلت غريباً بالنسبة لها

لربما عودتها للوطن تــُـــــصلح الأمور بيننا

لكني أبداً لن أتنازل بهذه السهولة !

فلأرى ماهي أقصى سبل أقناعها !

قلت متفاعلاً معها :

" الأمان مع زوجك سواء كنتي بالرياض أو بغيرها "

أجابت بحده :

" مع زوجي أحس بكل معاني الخوف والضياع "

أضافتْ بهدوء راجيه من جديد :

" أرجوك ريحني "

قلتُ مبتسماً :

" شكلك من النوع اللي ما يمل ويحب تنفذ له رغباته "

أجابت بنظرة مشتته :

" أنا صحيح ما أمل, لكني أبداً ماقد تحقق لي شي من رغباتي "


لمْ أفهم جملتها !

قلت لها مغيراً الموضوع :

" شرايك نغير الوجهه ؟ "

أجابت بحده :

" وليه تسأل إذا رايي ما يهمك "

أجــبــتـُــها بــِحده :

" ومن قال لك أن رأيك ما يهمني "













* * * * * * * * * * *







[.. لمى ..]











يالا تناقضه العجيب !

أحس بالتشتت أكثر

أنني عاجزة عن فهم شخصيته !

أنه يكرهني, كيف له أن يعاملني بهذه الصورة

لو لم أرى أو أسمع ما سمعته لصدقت أكاذيبه و احتيالاته علي

أتراها خطة جديدة من خطط العم ! أم ماذا ؟

أنني حقا غير قادرة على التركيز

التزمنا الصمت أخيراً

حاولت تضيع وقتي بتأمل المكان

فبالرغم مما أشعر به من مرارة وألم إلا أنني أدركت جماله وسحره

وصلنا أخيراً إلى تلك الجزيرة المقصودة

نزلتُ من الباخرة متقدمه

المكان نوعا ما مخيف

يغلبه العُمال الأفارقة

منظرهم بشع

تراجعتُ للوراء بخوف

نواف لمْ يحس بشيء مما أحسست به

فالرجال لا يأبهون أبدا

نظرات هؤلاء الأفارقه لنا مخيفه جداً

لمْ أستطع أن أقاوم رغبتي في التشبث في ذراع زوجي

فالموقف أكبر من التفكير في تلك الأمور

لم يبدِ انزعاجه كتلك المرة

بل أظني لاحظت توتره هو الآخر

قال بعد صمت :

" شرايك نرجع؟ "

لشدة خوفي وقلقي لمْ استطع النطق بل أومأت رأسي بشدة

تراجعنا بسرعة حيث الباخرة

واتفق من جديد مع قائدها على العودة

أبدى القائد انزعاجاً لكنه قـَــبــِـــل أخيراً حينما دفع له نواف مبلغاً إضافياً

ركبنا الباخرة بصمت شديد

مرت الساعة ببطء شديد إلى أن وصلنا سالمين ولله الحمد

أستوقف بسرعة سيارة أجره واتجهنا إلى الفندق







* * * * * * * * * * * *




[.. هيفا ..]










قلنا معاً :

" ما نبي "


سلطان : " بكيفكن أنا ماشي اللي بيجي معي حياه الله "

هيفا : " عمو تكفى قول لأبوي مانبي تو الناس "

سلطان : " والله الصراحة ماقدّر لأن اخوي تعبان وأنا بعد تعبان ونبي نرتاح "

مرام : " تكفى عمو لسا الوناسه ماكتملت "

تغريد : " وش قصدك ؟ "

مرام وبتكشير :

" مالك دخل انا اكلم عمي ما اكلمك "

قالت تغريد بسخريه :

" بالله .. ايه حبيبتي لما تكلميني عطيني خبر .. ها "



سلطان : " وبعدين ؟؟؟ ..... بتركبون ولا شلون ؟ "

هيفا : " بنروح مع السواق "

سلطان : " الله مستعان .. بس السواقين كلهم بالشركه "

هيفا : " لا تقول "

قالت تغريد وهي تهم بالخروج :

" اوووووووف يعني إلا بنمشي من بدري .. وش كذا أمدانا نفرح بالطلعة "


تأملها عمي سلطان فقال وهو يخرج الى الشارع :


" يالله بأنتظركن لا تقطعنن "











* * * * * * * * * *








[.. سلطان ..]










ركبت سيارتي بانتظار بنات أخي

تمللّت بتأخرهن , أمسكت بجهازي النقّال وأخذت اقلب أرقامه

بدت ذكرياتي تجري من أمامي وكأني أبن الأمس

الجميع معاً كأسرة واحده

كم حسدنا الغير على ذلك !

أما الآن فيا للأسف !!

فنحن أسرة مشتته

ولا أظن بأن الأمس سيعود يوما !

[ فيصل ] رحل ! ولسبب مجهول

ولا أظنه سيعود !!

و [ نواف ] كذلك رحل إلى حياة جديدة برفقة ابنة فوزية

الطفلة البائسة

والذي ينتابني تجاهها الكثير من العطف والشفقة

كذلك [ راكان ] هاهو مقبل على هفوة جديدة من هفوات العائلة

كإحدى أسباب الانتقام .. ومع من ؟ إنها رنا

لطالما شتِمت أمل تصرفاتها وأكاذيبها

و لربما دوري أنا سيحين بالرحيل من يدري ؟

قاطعني صوت هاتفي النقّال

من يتصل بوقت كهذا !!

ألقيت بنظرة على الهاتف لأجد الرقم دولي

أيعقل أن يكون فيصل ؟؟؟؟

لا لا أظن

أمْ انه نواف !!

كذلك لا أظن فوقتهم في ماليزيا يخالف وقتنا الآن

حسناً فلأرد أذن وأرى بنفسي !

أجبت على المكالمة لأفاجئ بصوت نوّاف على الطرف الآخر :

" بالخير يا عم "

أجبته بتحية حارة وصدمه في نفس الوقت :

" هلا والله وغلا بالأحباب .. وش أخبارك يا شيخ ؟ ووش مسوي ؟ "

قال بضيق :

" الحمدلله على كل حال "

أجبته بمرح :

" وش فيك تقولها كذا ؟ شكلك ما يطمن ؟ عسى بس ما آذيت البنية بدلاختك ؟ "

نواف : " افا يا عم هذا رايك فيني ؟"

سلطان : " لا بالله أنت أدرى وش رايي فيك .. إلا طمني وش أخبار الأوضاع هناك , عساكم بس مرتاحين "

نواف : " الحمدلله علومنا كل خير يا عم .. وأبشرك طيارتنا على الرياض بتكون هالأسبوع أن شاء الله "

سلطان : " افا .. تو خير مالك ولا أقل من الأسبوع رايح .. عسى ما شر ؟ "

نواف : " ماصار شي .. بعدين أقولك .. حبيت بس اطمنك .. وياليت تطمن الوالده وتعلمها بوصولي "

سلطان : " أن شاءالله لا توصي حريص .. وسلم لي على لمى "

نواف : " يبلغ يالغالي .. يالله فمان الكريم "

سلطان : " مع السلامه "

أزعجتني هذا المكالمة جداً

فحال نواف لم يعجبني

لابد وانه واجه أياما صعبه مع زوجته

وصلت الفتيات فأدرت المحرك بصمت ...................................









* * * * * * * * * * *





[.. لمى ..]





أذهلني قراره المفاجئ والغير متوقع حينما استيقظت صباح الغد

كيف أقتنع بهذه السهولة !

بالأمس كان رافضاً تماماً

أتراه يريد إذلالي ؟

أم أنه فعلاً أقتنع بضرورة العودة إلى البلاد

تلك الحادثة جعلتني أعيد موازنتي للأمور

وأغيّر خططي وتوجهاتي

قراره في العودة إلى الوطن جاء سريعاً وغير متوقعاً

لكني لم اكترث بل أنا سعيدة جداً لذلك

على الأقل سأجد هناك أمل فربما تواسيني في مصيبتي ولو قليلاً

توقفت لبرهة وأخذت أفكر أكثر !

فما هي أمل بالنسبة لي ؟

هل أحبها حقاً ؟

أم أن انتقامي سيشملها ؟

ضحكت قليلا على نفسي

فأي انتقاما سأقوم به وأنا كالسجينة الذليلة بينهم

حان الآن موعد طائرتنا

أنه اليوم الرابع لحياتي الجديدة مع زوجي الغريب

ركبنا الطائرة بصمت شديد

طعام الغداء لم يذقه فمي

فحالتي النفسية السيئة تمنعني من ذلك ..........................






* * * * * * * * * * *







[.. هيفا ..]








قالت تغريد بحماس :

" شفتي شلون صار صدق كلامي "




مرام : " ماتخيلته ابد يرجع بهالسرعه .. تلقين الجنيه زهقته "

هيفا : " حرام والله انها تجنن "

تغريد : " ياحبيبتي انتي ماتعرفين .. ترى من برا الله الله .. لكن من جوا يعلم الله "

هيفا : " يمكن يكون معاك حق "



دخلت علينا عمتي أمل لتزف لنا اسوأ نبأ سمعته أذناي ...

أنه نبأ الخطبة الرسميه لراكـــــــان و رنـــــــــــــــــــــــــــا ..

" ها بنات شرايكم من وين تبون نشتري الفساتين ؟ "



أجابت تغريد بغرور :

" انا بفصل واحد مافيه منه اثنين "


مرام : " اكشششششششخ .. انا والله ماعندي استعداد ينخبص قلبي بالتفصيل .. باخذ لي جاهز اريح "


هيفا : " وأنتي عمه ؟ "


أمل : " مادري , إلا دريتوا ان نواف بيوصل اليوم "


تغريد : " إيه قالته خالتي أم نواف ؟ إلا متى بالضبط ؟ "


أمل : " مادري على حسب .. بس اتوقع بالليل .. لأن طيارتهم وقت الضحى .. ويبيلهم تقريبا ثمان ساعات او اقل .. يعني اذا حسبتيها تطلع لك تسع الليل او عشر .. تقريبا حول هالوقت "



تغريد : " حلو "


مرام : " أقول بنات مو كنه بدري رجعته .. امداه بسم الله يسافر "


تغريد : " يا روحي هو ... تلقيه متبهدل مع هالسحليه "


صرخت عمتي في وجه تغريد قائلة :

" تغريد .. عيب هالكلام .. مابي أسمعك تتكلمي عن لمى بهالطريقة فاهمه "


عضت تغريد شفتيها لمَا قالته أمام عمتي أمل


عمتي أمل شخصية رائعة جداً لا يمكنني التوقف ابداً عن الاعجاب بها

ذات قلب مسامح و مُحب

طيبتها و قوة رأيها تجعلنا نحترمها رغماً عنا

أبي يعتمد عليها في كل امورة

وأكاد أبصم بأنها قادرة على تحريك العائلة كيفما تشاء لقوة حضورها

ومدى حب أعمامي و والدي لها

حنانها وطيبتها تجعلها محبوبة من الجميع

اهتمامها الغريب تجاه ابنة فوزية يثير دهشتنا

أما ابنة فوزية نفسها فهي لـ لغز غامض الجميع يرفض البوح به

جميعنا نجهل أسباب كره أعمامي ووالدي لها ..

إلا أننا وبالطبع أصبحنا نشاركهم كرهها رغماً عنا ..

حتى عمتي أمل نفسها أخبرتنا بضرورة الابتعاد عن أي شيء يربطنا بتلك العائلة

عائلة فوزية صالح ...............







*****************









[.. أمل ..]









خرجتُ من منزل أخي أحمد بضيق داخلي أجهل سببه !

لربما قلقي واشتياقي لـ لمى هو السبب ؟

يا ترى كيف هي أنتي أيتها الشقية ؟

آه كم اشتقت إليك

أخذني المسير إلى منزل أم فيصل لكي أعلن لها نبأ خطبة راكان من رنا

قبل أن تـُــعلن رسمياً في اجتماعنا العائلي

أم فيصل لمْ تبدي لا سعادة ولا استياء بما سمعت !

حالها أبداً لمْ يعجبني

قالت داعية:

" الله يوفق بينهم أن شاء الله "

أمل : "آمين "

تجاهلتُ حالها, فقلتُ سائله :

" قولتكـ بيمر الموضوع مرور الكرام ؟ "


أم فيصل : " الله يستر "

أمل : " تدرين يا أم فيصل من يوم رجعت لنا بنت محمد والحال منعفس , أبداً ما كنا كذا "

أم فيصل : " الله يصلح الجميع "

سألتْ أم فيصل بضيق :

" ماهنا أخبار عن نواف ؟ "

أجبتها بمرح :

" اليوم أن شاء الله وصوله ؟ اللئيم من سفرته ما تصل علي ولا مرة , أوريه والله مافوتها عليه !! "

لم يعجبني حالها وصمتها فأضَفتُ متسائلة :

" أم فيصل شـــــفيــــك ؟ "

لمْ تجبني !!

كررت سؤالي بخوف :

" شفيك ؟؟؟ "

أجابت بضيق :

" مادري أحس بكتمه بصدري "

أخافني قولها فنهضت من مكاني مهتمة :

" بسم الله عليك , أنزين أمشي نطلع برا يمكن تخف "

تمثلتْ لأمري وخرجنا معاً للخارج

صادفنا في طريقنا تغريد و مرام

" شو مجلسكم هنا ؟! "

مرام : " الجو الحلو "

أمل : " أمحق جو "

تغريد : "أف المفروض بالصيف ما نجلس بالرياض نطس برا أبرك "

أمل : " عاد كله ولا حبيبتي الرياض "

انتقلت ببصري حيث أم فيصل فأثارني منظرها

قُلتُ مستعجلة :

" يلا عن أذنكم بنروح نتمشى شوي "

ابتعدنا عن الفتيات قليلاً نوعا ما

" أم فيصل حالك مش عاجبني لازم تروحين الطبيب "

أم فيصل : " وش طبيبه ! مابي إلا العافية "

أمل : " وش اللي مكدرك طيب ؟ "

أم فيصل : " يعني ما تدرين !! "

قلتُ مواسيه :

" ولدّك مرده يرجَع لكْ , لا تكدري نفسك أكثر من كذا "

أجابت بضيق :

" هذا ضناي يا أمل كيف ما أكدّر نفسي ؟! "

قلت مستنتجه :

" أول مره يسويها !! "

صمتت لمْ تجبني !

رحيل فيصل المفاجئ وردود أم فيصل تثير شكوكي

فهنالك سراً أجهله

حتى خالته أم ياسر أمرها غريب تجاه فيصل

قلتُ بتفكير متفحصة وجهها بعمق :

" فيصل عاقل وما يروح عبث أكيد فيه شي !! "

دققتُ في وجهها أكثر فقلت :

" أم فيصل أكيد فيه شي أنا ما أعرفه ؟! "

أضفتُ مرة أخرى :

" أم فيصل "

أم فيصل : " سمي "

تفحصتُ عينيها بقلق وقلت :

" فيه سر !! "

أوطأت رأسها بحزن فهمت أن هناك فعلاً أمراً خطيراً يجري من وراء ظهري

صعقت في وجهها قائلة :

" أم فيصل تكلمي !! "

أضفت :

" والله العظيم كنت حاسة أنه فيه شي سفرة الولد أبداً مو طبيعيه !! "

قلتُ مهدده :

" يعني ما بتقولي !! "

أضفتُ بتهديد :

" أم فيصل إن ما عرفت منك بعرف من غيرك , فتكلمي الله يخليك "

قالت بعد تردد وبتلعثم واضح :

" فيصل "

أخافني تلعثمها فقلت بخوف :

" شفيه !! "

أجابت بأسى :

" فيصل يعرف بكل شي "

اتسعت عينيّ بذهول :

"ما فهمت !! "

انفجرت أم فيصل أمامي باكيه

لأول مرة أراها بهذا الضعف

يا الهي ما لذي يحدث ؟

قالت من بين دمعاتها :

" خالد الله يصلحه معلمه بكل شي "

إلى الآن أنا لا أعي شيئاً !

ولمْ أفهم شيئاً مما قالته !

إلا أن منظرها وبكاءها ينذراني بهول ما تتفوه به

" علمه عن أيش ؟! "

أم فيصل : " حقيقته "

ضربت بيدي على صدري لهول ما سمعت :

" شقصدكـ !!"

أضَفتُ بخوف :

" يعني فيصل يعرف أنك مش أمه !!!!!! "

أضفتُ نافيه :

" لا لا تقولي !! "

أضفت بخوف أشد :

" زوجك مجنون والله مجنون "

يا ألهي أيعقل أن يصل تهور خالد إلى هذا الحد !

أن يقضي على فيصل ؟!

كلا يستحيل ذلك !!

في الأمر سراً آخر

أضَافت أم فيصل موضحه بتردد :

" فيصل عارف بكل شي من زمان , خالد الله يهديه علمه الحكاية من أولها لآخرها من غير حتى ما يقولي "

يا الهي الآن اتضحت الأمور لدي أكثر

أذاً قلق أم فيصل لمْ يكن عبثاً !!

قلتُ لها مستنتجه بخوف :

" قــ..ــصـ..ـــــدكـ أنه هرب ! "

أضفتُ صارخة موبخه :

" وش هالتهور ؟ خالد شلون يقول له سالفه زي هذي , أنجن رجلك ؟!"

أضافتْ بأسى مُفسرة :

" أمل .. فيصل يدري بالسالفة من كان عمره 15 "

اتسعت عيني بذهول مصدومة بما سمعت :

" أييييييييييييييييييييييش !! "

صرخت في وجهها بلا وعي مني :

" زوجك مجنون رسمياً , قضى ع الولد !! كيف طاوعه قلبه يسوي إلي سواه حرام عليه والله حرام , أحمد لو يدري وربي ما يرحمه "

أضفت بأسى عليه :

" يابعد عمري يا فيصل "

لمْ تستحملني أم فيصل فانفجرت قائلة :

" بس يا أمل بس , لا تقطعين قلبي أكثر "

أمل : " خالد تهور وأحمد لازم يعرف "

أم فيصل : " لا كله ولا احمد "

أمل : " أم فيصل أخوي أحمد حكيم وممكن يقدر يرجع لنا فيصل "

أضفتُ مقنعه :

" أم فيصل ولدك أكيد أنحاش من البيت يوم عرف بحقيقته وماضنتي بيرجع بسهوله لكذا إحنا لازم ندور عليه "

قالت باكيه :

" أمل أنتي فاهمه غلط , فاهمه غلط "

آلاف الاستفهامات تدور من حولي لم أفهم مقصدها

"أقولك فيصل عارف من زمان يعني هو ماراح عشان أنا ماني بأمه ولدي ولله الحمد متقبل هالشي من زمان البلا كله ببنت محمد "


أمل : " يعني شلون ؟ "

أجابت ببكاء مزق قلبي :

" يعني فيصل راح مني راح , ومستحيل يرجع طالما بنت فوزية موجودة "




























<نهاية الجزء>

 
 

 

عرض البوم صور انا وانتي وكلنا  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ملكة بكبريائي, الكاتبة ملكة بكبريائي, سجينة الماضي للكاتبة ملكة بكبريائي, قصة سجينة الماضي, قصة سجينة الماضي للكاتبة ملكة بكبريائي
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:09 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية