لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

قصص من وحي قلم الاعضاء قصص من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-06-23, 08:14 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2021
العضوية: 337109
المشاركات: 85
الجنس أنثى
معدل التقييم: سارة منصور دوار الشمس عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سارة منصور دوار الشمس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سارة منصور دوار الشمس المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية جديدة " لم تكن أنثى "

 

الفصل الخامس عشر
انتهي أمين من تنظيف الأماكن الموكل بإنهائها وكالعادة كان أخر من يخرج بالمدرسة ، عزم اليوم على الذهاب إلى الدكان مشيًا على الأقدام ،فقد شعر بالملل من ركوب سيارة الأجرة كل يوم* ، اراد* ان يستنشق بعض الهواء قليلا ..
وفي منتصف الطريق شعر بالتعب الشديد فقرر أن يوقف سيارة توصله .. ظل يشير العى سيارات الاجرة بوسط زحمة السير وكلما تقف سيارة ترفض الذهاب الى ذلك المكان بسبب شدة الزحام بالطرق المؤدية اليه ،حاول أن يتمالك نفسه ويكمل ماشيا ولكن هيهات...
فلأول مرة جسده يأبى أن يتحرك وكأن ضغط العمل بالأوان الاخيرة قد تراكم على بدنه فجأة دون مقدمات فظل ساكننا يجلس على ناصية الطريق يحدق بالناس ويركز بوجههم ،كل شخص منهم به تعبير مختلف عن الأخر ،تساءل إن كان احدهم يمر بنفس ظروفه* ؟ ويعيش بالخفاء مثله . جرت الساعات دون أن يشعر فنسمات الجو كان لطيفة بالمساء ، بغتة تذكر ان لديه عملا اخر ينتظره ولكن قدميه تأبى التحرك تساءل مفكرا ان اقدم رأفت على طرده لأجل غيابه اليوم مثلا ؟ .. فاستسلم لتعب بدنه وارتاح قليلا فلا يوجد اي مقاومة داخله حاليا.
هدأ الزحام قليلا مع مرور الساعات افترض ان الساعة الان الثانية عشر منتصف الليل ، حاول ان يقف على قدميه فنجح من المحاولة الأولى ،الأن عيناه ترفض المقاومة بفتحها فالنعاس يغلب عيناه تُرى ما الذي حدث له اليوم ليكون متعبا بتلك الطريقة* فهو يوم مثل باقي الأيام؟ خطى قليلا ناحية الرصيف وحاول أن يشير لسيارة أجرة رغم ثقل جسده ..رأي سيارة فجأة تأتي مسرعة جدا تظهر بنهاية الطريق ،ضيق عينيه ليراها بشكل اوضح ،كانت حمراء فارهة ،يكاد يصل اليه صوت الاغاني المشغلة بالداخل بصوت مرتفع جدا* ،جحظت عيناه بانتباه شديد حتى طار النوم من عينيه ، السيارة تأتي باتجاهه بسرعة جنونية وبلحظات تخطف الانفاس انعطفت السيارة من أمامه على اخر لحظة وارتطمت بنفس المكان الذي كان يجلس به على الارض ومن شدة سرعة السيارة عادت تندفع* نحوه من جديد ولكن العجلات قد لفت باتجاه الجانب الاخر مصدرة صوتا عاليا جدا يردد صداه بعيدا ..قلبه الذي ينبض الآن معجزة كبيرة فكان بينه وبينها خطوة ، فزيائيا* لابد وأن يكون تحتها الان محطما بين عجلاتها.
بقي يحدق بالسيارة وقلبه يكاد يقفز من بين ضلوعه ،تجمع الناس حوله* مصدومين غير مصدقين بوقوفه حيًا فقد اعتقدوا بموت هذا الشاب لا محالة ، اتجه بعض الشباب* والرجال الكبار الى السيارة المقلوبة يحاولوا فتح باب السائق وهما يقولا بنفس واحد "الله اكبر ،استرها يارب"
ظل واقفا متجمدًا مكانه يراقبهم تحت خفقان قلبه الذي يجعل الرؤيا سوداء بعينيه بين الحين والأخر ، نجحوا بإخراج شاب ملطخ بالدماء ، انصدم امين فور رؤيته بشدة فقد تكهن أنه نفس الشاب الذي كان يريد ان يضربه قبلا بالمدرسة مع صديقه لاعب الكرة ....
قلبه يتواثب هلعا وظلت قدميه متجمدة مكانها حتي أتت الاسعاف* ،ومن حظهم ان المشفى قريبة جدا منهم .
خطى اليه راجل طاعن بالسن قائلا له وهو يربت على ظهره " سبحان الله اعتقدت انك هتروح فيها* ،انها دعوات الأم يا بني* "* حدق به امين بغرابة طويلا حتي استوعب كلماته التى أثارت السخرية وجعلته يفق مما هو فيه* ثم قال " لا ،امي متوفية الحمد لله "
"اذا دعوات الاب "
ابتسم امين بسخرية امام العجوز* قائلا "توفى هو ايضا "
ضرب الرجل يديه ببعضها قائلا بحزن "لا تحزن .. تعالي لنرى ان كان اصابك شيء بالمشفى يا بني ،كمان نطمن على الشباب "
رفض امين قائلا "لا لا لقد تأخرت على المنزل "
امسك به العجوز وأقف سيارة فى ثانية واحدة وجذبه قائلا مشفقا عليه" لا والله لن ادعك حتى نطمن عليك "
لم يري امين احد غريب يشعر بالخوف عليه ،كان احساس لأول مرة ينتابه ،فاستسلم للعجوز ولانه لا يوجد داخل جسده قوة لمقاومته ايضا ، دخل معه السيارة متناسيًا حالته تماما .
وما ان وصلا الي المشفى قال له العجوز " لم تخرج بطاقة بعد* صحيح ؟"
جحظت عين امين وقد استوعب مما هو مقدم على فعلك ،هل يجن لكي ينسي امر حالته ويحعل طبيب يفحصه ..!
هنا..لمحا تجمع الشباب امام قسم الطواري الذين كانوا موجودين بالحادث** فقال له العجوز انتظر هنا حتي أسأل عن احوال الشباب المساكين ،الله يكون بعون اهلهم "
جاء احدهم* وقال يفزعهم جميعا بصوت عالي " لقد مات ثلاثة منهم فى الحال ، والسائق لا يزال به النفس "
كانت بعض الأهالي قد جاءت فبدأ صوت الصراخ يعلو والنحيب ، يظهر انهم عائلات غنية* ، جحظت عين أمين وهو يري اخر شخص كان يتوقع ان يراه هنا ،عاد خطوة الا الوراء بفزع وتلاقت اعينهما لوهلة وهو يجري امامه ويدخل الى قسم الطوارئ هاتفا بفزع "ابني..."ومن خلفه السيدة مروة تجري بصياح اقوي هلعا "عامر "
همس امين بين نفسه "عاصم؟"
رفض رجل الأمن ان يدخل الاهالي الى قسم الطوارئ حتي يأخذ منهم البطاقة الشخصية ،بدأ عاصم يبكي ويخرج بطاقته وهو يلهث بين شهقات بكاءه التي لا يستطيع ان يتحكم بها ..
استغل أمين الزحام وهرب حتي لا يدخل الى المشفى تحت نظرات العجوز الذي ظل ينادي عليه خلفه .
لا يعلم كم مر من الوقت الآن وهو يمشي بناحية الطريق* ،قدميه لم تشعر بكبر المسافة فباله منشغلا بنظرة عاصم ومروة ،تساءل من يكون ابنها بينهم* وهل مات ؟
لم يشعر بالفضول اتجاهها فهو سيعرف بالأمر غدا بالمدرسة ،فمن يهمه حقا هو ابن عاصم ، الرجل الذي انتظر ان يكون له اولاد بعد عمر طويل ،يفكر داخله بخيبة أمل ماذا لو كان أبيه لايزال حيا* بالتأكيد لم تكن تذهب والدته للعيش مع عائلتها ولم تكن منة تعرضت لتحرش الجسدي ونوبة الصرع التي اصابتها بسبب خالهما .حين يتوفى الاب تهدم الاسرة خاصةً ان كانت الزوجة متسلطة لا تحب الا نفسها كما هو الحال مع نجلاء يكاد يجزم انها هي من أثرت على أبيه بأمر اخفاء* علته بالماضي عن اي احد وقامت بإخفائه* تحت شهادة ميلاد بهوية لا تخصه ، لا ينكر انه فى بعض الاحيان لا يكون متأكد من حالته وخاصة بعد اخبار الطبيب له انه مترجح بين ان يكون رجلا او انثى** ،ربما ان كان والده لايزال حيا كان ليأخذ بيده ويكون سندا . تأفف مما يدور بعقله* وركل* صخرة صغيرة ملقيه على الارض بقدمه بنفاذ صبر وزفر بقوة وهو يسرع من خطواته لذهاب الى المنزل .
* * * * * * * * (٣٥)
تتفحص ذلك الهاتف الصغير وتتعلم ان تقوم بفتحه وتغلقه بتوجس خيفة من ان يراها أحد تمسكه بغرفتها ،فقد أعطتها ليندا ذلك الهاتف لتتواصل معها بحجة ان لديها اكثر من هاتف ،رفضت في بداية الامر ولكن وجدته شيء صغير لا يذكر امام ثروتها الكبيرة* ولما ترفضه فهي تستحق الاحسان بظروفها !
هى لن تستطيع شراء هاتف مثل ذلك وان طلبته من امين فثمنه بحق سنة كاملة من عمله* .
كانت تنتظر امين فقد تأخر بشدة* ولكي تضيع وقت فصلت ان تلعب بالهاتف وحتي لا تترك نفسها للخوف فيسيطر عليها وتصيبها نوبة وجسدها الضعيف لا يتحمل .
سمعت صوت باب المنزل يغلق* فارتعشت يدها وهى تخفي الهاتف تحت وسادتها وتقفز واقفه لكى تقابل امين ،وجدته يصعد على السلم وعيناه تتابع بازدراء صوفي وهى تشرب الدخان بشرفة البيت بالأسفل .
همست منة بقلق " لم تأخرت جدا "؟
كان امين لا يزال متأثرا برؤيته للحادث فكان يشعر بالتعب وهو يرد عليها " كان العمل كثير اليوم ، لا تشغلي بالك بي* ماذا فعلتي بالامتحان .."
هدأت قليلا بعد رؤيتها لأمين سالم معافي فتنهدت براحة قائلة وهى تمسك بيده ويدخلا الى الغرفة* "* تمام جدا .."
وبعد ان تحدثا قليلا ترددت منة ان تخبره بأمر ليندا فبادرت بقول تمهيدي" امين تعلم ليندا صحيح اخبرتك عنها قبلا .."
"ماذا بها ؟"
"طلبت منى ان اذهب معها الى بيتها ..."
رد امين مقاطعا لها بغضب " لا ،لا اخبرتك لا تذهبي الى بيت اي احد ابدا .. امثال شريف موجودين بكل مكان .."
شعرت بالرعشة تسري بداخلها برعب حتى أصبح وجهها احمر من شدة كبتها فرأي امين انه قد بالغ بردت فعله معها* ،فجلس مقربا منها يربت عليها هامسا بهدوء " لم اقصد ذلك .."* ابعدت منة يده عنها بضيق ،بعد ان شعرت انه أناني فهو يخرج بكل مكان ويتجول ويريد ان يحبسها بذلك البيت ، حتي انه لا يريدها ان تصادق صوفي ويوبخها بكل مرة يراها تقف معها* ، دفنت رأسها ببكاء داخل الفراش ودثرت نفسها* تبكي بصمت .
ألمه أمين رؤيتها بهذا الشكل ولكن لن يتهاون ابدا فى جعلها تذهب الى بيوت الناس ،فذلك الأمر يرفضه تماما .
* * * * * * * * (٣٦)
لم تسمع منة لكلام أمين هي ايضا تريد ان تشعر ان لها شخصية حرة غير مقيدة و لقد ملت من اوامر امين الصارمة ،لذا لم تتوقف عن زيارة ليندا فكل يوم تخبر صوفي قبل ذهابها* حتي لا تكتشف حسناء ذلك ولا لميس وتبرر امر اختفائها من البيت لهما بأي صورة ممكنة .
حتي أصبح أمر ذهابها الى صديقتها بشكل يومي روتيني ،وما شجعها اكثر ان اخوات ليندا بمدارس خارجية ببلاد اجنبية فلم تشعر باي خوف يهدد ذهابها اليها.
"اخبريني منة* الى اي جامعة تريدي ان تدخلي ؟"
تهتف بها ليندا وهى تجلس بحديقة منزلها الجميلة تشرب الشاي بجانب منة التى اخذت الاجابة على محمل الجد وبعض العاطفة قد تملكتها* فردت بخيبة* " كان حلمي ان اصبح طبيبة لكي اعالج حالة اخي ..ولكن الظروف كانت اقوي ..,لذا سأختار جامعة تناسب ظروفي "
بادلتها ليندا نظرة غرابة حتي قالت بتساؤل " حالت امين ..بما يشتكي لسمح الله "
جحظت عين منة وتسرب العرق من جبينها بتوتر فقد خرجت تلك الكلمة دون ان تشعر تماما فردت بتلكؤ* " لا أبدا لا يعاني من شيء " كشفتها نظرات ليندا بانها تمارس مهارة الكذب فأردفت بحذر " السكر يعاني من السكر الله يشفيه "
قطبت ليندا جبينها لترد بغرابة " العمل الشديد عليه غلط مع السكر .."
حاولت منة أن تغير مجري الحديث مسرعة " وانتِ ... ماهي جامعة احلامك احلامك* "
تنهدت بحزن بائس وكأن منة قد نجحت تماما بتغير الاجواء المتوترة الى اجواء اخري حزينة
" من مثلي لا يختار* ، امامي عدد من الجامعات التى ستقبل بي ،ولكن سأدخل كلية التجارة حتي اعمل بإحدى البنوك مع* .."
بغتةً وصلت سيارة فارهة امام بوابة الڤيلا مصدرة صوت عالي* قطعت حديثهما ،كانت ليندا متفاجئة كثيرا حتي خرجت كلمة " لا يمكن ان يكون "؟
هرعت ليندا الى البوابة كالطفلة الصغيرة ، فوضعت منة الارنب بجيبها* فهي لا تخرج بأي مكان الا بدونه* ،خطت ناحية ليندا ببطء فقد جاء ببالها انه يمكن ان يكون أبيها الذي تعشقه بجنون ولا تتوقف عن مدحه امامها حتى اصبحت متحمسة لرؤيته ،فهي دائما ما تأتي هنا وتجلس بالساعات ولم تقابل أي احد من عائلة ليندا لا امها ولا ابيها فقط الخدم .
توقفت منة عن الخطى حين وجدت شابا طويلا يرتدي ملابس كاجوال انيقة جدا بشكل مختلف عما اعتدت ان تراه بالمدينة ،رأته يحمل ليندا مُرحبا بها ويلف ويدور بها مثل ما تراه بالأفلام وهى لأول مرة تراها تضحك بتلك السعادة* ،تابعتها من على بعد عدة خطوات ،حتي انتبها اليها ، قالت ليندا تشير اليها " تعالي يا منة انه اخي فارس .."
بتوتر وكلمات متلعثمة ووجها لا يرتفع من على الأرض " اهلا ..مرحبا فارس ".كان قلبها يدق بجنون وخجل كبير وهي تري يده ممدودة امامها لكي يسلم عليها قائلا بلهجة فرنسية " مرحبا ..."* ثم وجهه انظاره لليندا مردفا " اخيرا عرفتي اشكال جميلة "
لا يعلم انها تفهم اللغة بشكل جيد جدا* ،سحب يده دون ان يظهر اي ضيق ،قالت ليندا "معذرة ..هي خجولة جدا ليست مثل فتيات باريس التي اخبرتني عنهن "
توترت اكثر ولا يزال وجهها بالأرض ،كانا يعتقدا انه خجل ولا يعلما انها حالة نفسية خطيرة* سقطت بها منة منذ ان قام خالها بهتك عرضها كل ذلك جعلها تري اي رجلا يحاول ان يلمس اي جزء بها عدوا لها ، هتفت بتوتر شديد ."ليندا سأذهب الان .."
التفت تعود بطريقها ولم تنتظر ردا* ليرتجف بدنها فجأة وهى تري يديه تتمسك بمعصمها يمنعها عن الذهاب قائلا* " انتظري .. لما انت مستعجلة هكذا ..ان كنت لا تحبي وجودي* سأذهب لداخل "
لم تعلم انها مجرد حركة يمارسها فارس مع المقربين منهم ولأنه نشأ ببلد اجنبيه منذ الصغر فعلها بعفوية ولم يعلم انه اجرم بحقها .
هنا صرخت منة صرخة جعلت الارض تهتز ثم سقطت ترتجف بالأرض بحالة الصرع والتشنجات تحت نظراتهما المصدومة ،فقد تحول وجه فارس امامها الى وجه شريف بابتسامته الحقيرة التى تكرهها فغابت عن الوعي ،هنا ..علمت ليندا وشقيقها انها تعاني من خطب ما* ،فشعرا بالشفقة عليها* .
* * * * * * * *****
كانا ينظرا اليها وهى نائمة على الفراش بهدوء قال فارس لليندا بسخرية " الا تصادقين سوى المرضى "
همست ليندا بغضب " ولما لا تقول انها فزعت بسب لحيتك والمسكينة افتكرت انك تريد خطفها ،تلك اللحية تجعلك تبدو مثل المجرمين* ،هي رقيقة جدا على ان تري امثالك "
"ماذا؟* يا الله انت اوفر جدا هل سمعتي يا امي ..، لولا انك اختي الكبيرة لكنت...."
فى تلك اللحظة شعرت ليندا انها على وشك ان تفق ،فأشارت لفارس بأن يتوقف عن التحدث ويخرج من هنا فتغشى ان تسمع كلماته وتفشى الأسرار التى تحاول جاهدة ان تخفيها .
استيقظت منة وهى تشعر بألم فظيع بمخها تتأوه بألم على الفراش* فتحت عيناها ببطء تسترجع ذكريات قبل غفوتها* رأت انها بغرفة بيضاء بها رائحة جميلة جدا ظهرت ليندا امامها تحدق بها بقلق قائلة بخوف " ماذا حدث لك يابنتي وقفتي قلبي "
شعرت منة بخجل كبير وحاولت ان تداري عن فعلتها ففارس لم يخطأ بحق* ،وكل مشاعرها المتضاربة تحدث غصبا دون ارادة منها .
"انا اسفة جدا .. هذا يحدث لي بين الحين والاخر ،اعتقد انني نسيت الدواء اليوم ،فانا اعاني من رهاب اجتماعي ،نعم انا انطوائية** "
"لا تكبري الموضوع اصلا هو غلطان ما كان يجب ان يمسك يدك .."
حاولت منة ان تبرر موقفها لكن** سيدة بالعقد الخامس تجلس على كرسي متحرك دخلت فجأة الغرفة ملامحها هادئة بنعومة كصوتها الجميل* وهي تقول "اخبرتك انها ستكون بخير "
أحست منة بالأمان اتجاه تلك السيدة همست منة ببعض التعب باتجاه ليندا التى توترت بجنون فور دخول تلك السيدة* " من هذه "؟لترد السيدة عليها "انا ام فارس .."
شعرت منة بالخجل الشديد وقالت "مرحبا سيدتي ،اسفة جدا على ما بدر مني تعبتكم معي "
قالت ليندا مقاطعة بتوتر** " الساعة خامسة مساءا لقد تأخرت سأتصل بالسائق لكي يوصلك الان .."
قفزت منة من الفراش متناسية امر وجع رأسها وهرعت مسرعةً تحت كلمات ام فارس* "* بهدوء يا حبيبتي .. هتوقعي مرة اخرى* خل بالك عليها يا ليندا اذهبي مع السائق حتي تتأكدي من دخولها الى المنزل* ."
وما ان وصلا الى البوابة رفضت منة ان تأتي معها ليندا وركبت بالسيارة بمفردها* واشارت بالسلام* لليندا ،لمحت فارس* من شباك السيارة يقف بالشرفة بعيدا ويحمل شيء عيناها لا تلتقطه ،اشاحت بوجها بسرعة ، هامسه " انا لا ارتاح لهذا الشاب ابدا "

* * * * * * ** *****
كان يعمل بتعب شديد بالدكان يحاول ان* يلبي طلبات الزبائن لكي يخفوا قليلا من الدكان ولكن استمر العمل الى الواحدة صباحا بمفرده ،وما ان انتهى بعد يوم طويل اغلق الدكان بالقفل والمفتاح وحين التفت يعود بطريقه الى المنزل ظهر أمامه للمرة الثالثة .. قائلا امامه بخيبة " لقد بحثت عنكي طويلا يا امنية ؟"
تواثبت نبضات أمين عاليا* وهو يرى عاصم أمامه خاصةً بعد أن قال " لم اعلم ان الظروف ستجعلكِ ترتدي مثل الاولاد هكذا !"
"ماذا تريد مني يا عاصم "
"أريد* ان احميكما "
رد امين ساخرا "احميكما !!؟ ،انت مجنون هل تريدني ان اصدق انك تريد ان تساعد ابناء طليقتك .. حجة رخيصة ..العبها فى مكان اخر "
رد عليه عاصم فأفحمه بالصمت والصدمة
" شريف يبحث عنكم بالإسكندرية "
* * * * * (٣٧)
* * ** (بعد مرور ست سنوات )
مرت السنون بصعوبة بالغة على أمين* فقد ترك المدرسة حين وصل الى سن الرشد فقط طلبوا منه البطاقة الشخصية لكي يحصل على خبرة عامل ويمكن ان يثبت بها براتب مجزي يتمناه والى الآن لم يقم بإجراء استخراج بطاقة شخصية حتي ! فكان حذرا جدا من تلك الامور التي تضعه بورطة فلا يريد ان يتخيل ان تكون له بطاقة مكتوب بها انه انثى!! اذا ماذا يريد او ماذا كان يتوقع حين يصل الى عمر الواحد والعشرين عام ؟ ،أصبح يخشى من أن يدخل بأي موقف يستدعي ان يطلب منه احد بطاقته ،فماذا سيقول لهم ..؟* . استمر بالعمل بالدكان كالآلة يري شريط حياته لن يتطور ابدًا بتلك المجازفة ،وما يثقل كاهله اكثر رفض منة دخولها لكلية الطب بمجموعها الكبير بالثانوية العامة ،وفضلت ان تدخل كلية التجارة ،كم يؤلمه انه كان غير قادر على تلبية احتياجاتها حتي تفكر دائما ان تعمل لتعيل نفسها الأخرى معتقدة انها بذلك تساعده ولا تعلم ان كلماتها تؤرقه وخاصةً ذلك الشعور الغريب الذي بدأ يكبر داخله ويلح عليه بأن يعطي لنفسه فرصة فربما يلقى دعم ويكون له محور شخصية كأي بشري له هوية تعريفيه ،كم يشعر بالحقد كلما يري شابًا يمشي واثقًا بنفسه يسرح بمحيط الحياة دون عبء لهويته ،كم يتمني داخليًا ان يكون رجلا كاملا وزوج* وأب حنونا ،فهل يتحقق امنياته التي تولدت بمخيلته بسبب عاطفته الجياشة اتجاه الجنس الناعم ،فالكثير من الفتيات التى تأتي لشراء بعض الحاجات من الدكان تحاول ان تناغشه قليلا بسبب حسن وجه وملامحه الجميلة وفى كل مرة يسدهن فلا يشعر بالراحة ابدًا* داخل جسده ذلك فبعض الاوقات يشعرانه غير كامل .
فكر عدة مرات ان يذهب لطبيب مختص وبالرغم من أن والدته توفت بكلماتها المسمومة التى كانت تزرعها داخله الا ان تلك الكلمات بحروفها لا تزال تنبض بالحياة داخل رأسه ،وخاصةً ذلك الطبيب الذي أخبره بماهية أمره بالماضي بأنه مرجح بين ان يكون رجل او امرأة .
لم يعلم انه عندما يكبر ان عقله سيتغير ومتطلباته ستتغير معه ،أصبح كل ما يدور بعقله هو البحث عن هويته فبعد تخرج منة وذهابها للبحث عن العمل بالبنك ،كم تمني لو يذهب معها ولكن لا أحد يدخل الى البنوك بدون بطاقة شخصية .
هناك خطة حديثة بدأت تتولد داخله وتدور بعقله ليل نهار ولكن يخاف من مجرد التفكير بها فأما ان يسرق الحلي الخاص بالميس واموالها التي اكتشف انها تخبئها من حسناء تحت فراشها* ،وحين يحسبها جيدا* فلن تأتي اموالها بهمها ، فإن اقدم على رحلة البحث عن هويته ومقابلة الأطباء والانتقالات بين الاقسام المختلفة سيتكلف اموال طائلة حتي وان قام باستئصال ثدييه فقط لابد وان يكون معه اموال تكفي ،لذا أتته خطة بأن يرجع للعزبة ويطلب ورث والدته* لكن من منظوره خطة فاشلة يمكن ان تؤدي بحياته سريعا .
تنهد وهو يركل* الكراتين الملقية على الارض بعد ان قام برص البضاعة ،فحياته اصبحت ضيقة هو ايضا يستحق ان يحلم ويقرر ماذا سيفعل ..قال متحسرا "ليتني كنت طائر أقسي طموحه ان يحلق عاليا "
جاء ردا من رأفت الذي جثا على ركبته يلتقط بعض الكراتين خلفه "الطيور ايضا تعمل يا امين ..،هل زهقت من العمل .."
انتبه امين الى وجوده فنظر اليه طويلا وهو يفكر بأمر مستحيل على أن يتصوره هو شخصيا .
**
يتبع....* *
* * * * * * * *
رأيكم

 
 

 

عرض البوم صور سارة منصور دوار الشمس   رد مع اقتباس
قديم 02-06-23, 08:15 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2021
العضوية: 337109
المشاركات: 85
الجنس أنثى
معدل التقييم: سارة منصور دوار الشمس عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سارة منصور دوار الشمس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سارة منصور دوار الشمس المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية جديدة " لم تكن أنثى "

 

الفصل السادس عشر
* * * * * * * * * * * * * ** (٣٨)
اتفقت ليندا مع منة عبر الهاتف على أن يتقابلا بالنادي البارحة ،فاستيقظت منة مبكرا على أهبة الاستعداد فغدا يوم اخر سيكون مختلفا عن مسار حياتها ، فقط ..إن مر على نهج ما خططته ،تريد أن يكون لها كيان كبير وتعمل وتكن ذي مكانه مرموقة حتى يرتاح أمين قليلا فقد هلك من كثرة العمل بذلك الدكان بكل مشقاته ،وعلى الرغم من صعوبة الحياة الاستقلالية الا انها تحاول للحصول على حياة طبيعية كالبشر الاسوياء ، مثلا لا تسطيع بعد أن تستقل سيارة أجرة بمفردها أو تتحدث مع أي رجل محدقة بعينه** ،فالعيون تمثل لها بئر عميقًا يمكن أن تؤذيها وخاصةً بعد ما مرت بخيانة الأقارب فلن يأتي يوم لها و تثق بالغرباء مثلا* ، في البداية وجدت صعوبة كبيرة بدخولها إلى الجامعة ولكن ليندا سهلت عليها معظم الأشياء تقريبا بوجودها بقربها الدائم .
وصلت إلى المكان الذي أخبرتها ليندا ان تنتظرها فيه ..جلست على احدي كراسي الكرنيش المبنية حديثا على شارع البحر، وبعد دقائق وقفت سيارة ملاكي فارهة مجهولة أمامها بإصدار حديث لم تراه من قبل بالإسكندرية ، بعض الرهبة تنتابها فأشاحت بوجهها الى جهة البحر تحدق به فكم يشعرها بالراحة والعذوبة وهي تسمع صوت أمواجه تشكو لبعضها* .
صدر صوت مألوفا قائلا " ألم تتغيري يا فتاة ! ..حرام عليك .."
انتبهت الى صوت ليندا فالتفتت الى السيارة لتجدها مطله عليها من زجاج السيارة المفتوح فابتسمت منة قائلة " هل هي سيارة جديدة ؟."
بادلتها ليندا بالبسمة ،تعلم ان الفتاة تحب لها الخير وتفرح لفرحها وتلك العملة نادرة جدا فى ذلك الزمن فكانت تلك نقطة تعشقها ليندا بها .
"هيا اركبي "
جلست بالسيارة فوجدتها مرتفعة عن السيارة القديمة و كراسيها مريحة جدا* وكم اعجبتها
" انها جميلة جدا هل هي هدية ؟"
"لا ..انها كانت لفارس وانا اخذتها* بعد التعديل بها طبعا ."
"اوووه انت محظوظة جدا يابنتي ..،حين يلعب الزهر معي هشتري سيارة مثلها "
"مستحيل ..لقد سافرت تلك السيارة من ايطاليا* لتأتي هنا .."
" بدلا من ان تقومي بتشجيعي* ياستي سأجعلها تسافر من القاهرة الى الاسكندرية حتي ترتاحي "
قهقهت ليندا بصوت مرتفع* ترد عليها بمرح "الحقيقة مرة أحيانا معليش "
ثم اردفت مقاطعة لمنة التي كانت سترد عليها.
"اسمعيني جيدا ،سأريك احدهم ، اعلم ان وجهه ليس مريحا ولكن ارجوك أرجوك لا تتوتري .."
تنهدت منة قائلة بسخرية متلبسة ثياب الثبات والهدوء " اخبرتك مرارا وتكرارا اننى تغيرت "
تنظر ليندا الى الطريق السريع وهى تقود السيارة بحذر ومن ثم تحدق بمنة قائلة بجدية " ولما دائما أرى خلاف ذلك ،اسمعيني جيدا وركزي بكل كلمة ، لقد تخرجنا ولابد ان ننجح بتلك المقابلة ،اعلم ان عمي رشيد هو مدير الفرع الرئيسي بالبنك ولكنه جدي جدا ان لم نرى اننا نستحق الوظيفة لن يوافق ،انه ليس بتاع واسطة وابي قد غلب معه "
"ارجوك يا ليندا لا توتريني زيادة* ،ولن اكرر ما قولته ..جربيني ولن تندمي وبعدين انا متخرجة بممتاز* اي بنك سيوافق بي "
امالت ليندا رأسها بإيجاب ترد* باستسلام* ومن داخلها تشعر بالخوف الشديد .
"حسنا.. ،ولكن هذا البنك فاخر عن اي بنك لن تتخيلي المميزات التى تفرق بينه وبين بنك اخر "
أوقفت ليندا السيارة فجأة امام بناية شاهقة الارتفاع* ، هامسة وهي تشير الى إحدى الشباب الخارج من بوابة العمارة " أتري هذا الشاب الذي يعرج ..؟ "
حدقت منة به قليلا وبها شعور غريب قد تحرك فقد كان شابا يماثلهم بالعمر تقريبا بشعر طويل الى الرقبة أملس به بعض الخصلات البنية الفاتحة والتى تظهر بين شعره الاسود تحت الشمس بوضوح ، جسده متناسق مع طوله بشكل مثالي* وبإحدى يده حقيبة واليد الأخرى عكاز يساعده بالمشي ،ردت منة "ماذا به ؟"
"هذا عامر المتكبر ابن عمي عاصم هو من سيقيمنا بالمقابلة غدا* "
علت نبضات قلبها فجأة بعد ان سمعت اسم عاصم فبدأت ترتعش يدها* وهي تتذكر اخر حوار دار بينها وبين امين بسببه رأت ليندا توترها الشديد فأضافت " لعل رؤيتك له قبل المقابلة تخفف من توترك قليلا"
اكملت ليندا طريق الوصول الى النادي وهى قلقة بشأن منة التي شردت ولا تتحدث .
* * * * * ** ******
"ارى انك تحسنتي فعلا "
تهتف بها ليندا بسخرية وهى جالسة امام حوض السباحة الخاص بالنادي ،كانت منة تشيح بنظرها بكل مرة يمشي من امامها شاب بملامس بحر ولا تركز معها* ،فأضافت ليندا ببعض القلق* " يا ترى ماذا ستفعلين ان اقدم احد موظفين بالبنك على مصافحتك "
انتبهت منة لذلك قائلة بثقة
" عادي "
رفعت ليندا احدي حاجبيها بدهشة ترد بغرابة* " حقا ...،تتذكري ماذا حدث لك حين قام فارس بإمساك يدك "
اسبلت اهدابها بتوتر قائلة دون ان ترمي عيناها بعين ليندا التى تتفحص تعبيراتها " لما انت مستفزة هذا اليوم "
"* انا اريدك حقا ان تعملي معي وكلما افكر بشخصيتك الخجولة مع نظام بعض الموظفين اخاف ان يتم طردك .."
عدلت منة جلستها بالكرسي ورفعت رأسها تناظر ليندا بثقة قائلة بجدية" سأمسك تلك الوظيفة بيدي واسناني انا احتاج اليها بشكل كبير جدا ..صدقينى وثقي بي .."
"حسنا ..لن افاتحك بهذا الموضوع مرة اخري .. ولا تنسي المقابلة فى الساعة العاشرة صباحا ،لا تتأخري عن الباص* فلن استطيع ان اوصلك غدا "

" ماذا"؟
"عندي شيء مهم اخي فارس خطوبته غدا وعندي اشياء مهمه بالصباح يجب ان انهيها* "
"لم اكن اعلم ،الف مبروك "
شعرت ليندا بالحرج أمامها فهي صديقتها وتخبرها بأول فرحة عند عائلتها متأخر ؟ وها هي منة كعادتها لا تتدخل فى مالا يعنيها ولا تعاتب او تجادل بما لا يخصها وهذا يغضب ليندا احيانا بشعورها بالغربة اتجاهها فبعض الاوقات تتمني لو ترد عليها وتعاتب حتي تشعر بنفس قدر المحبة التى تهتم بها ليندا وتعظم قدرها* .
فقالت بحرج
"اعذريني فأخي دائما يفاجئنا* "
امالت منة راسها بإيجاب فلا يوجد لديها اي رد ترد به فى ذلك الموقف فاكتفت بقول " مبرووك "
ردت ليندا بمرح " انت اول المدعوين ..حين ننتهي من المقابلة ستأتي معي* وسأرجعك الى منزلك بنفسي مساءا .
تسرب التوتر داخلها فهي لا تحب فارس* ولا تريد رؤيته وتتجنب الذهاب للڤيلا حين تعلم بأوقات وجوده ،فردت* بسرعة ببعض التوتر " لا لا لا اعفيني فانا لا احب المناسبات ..."
عبست ليندا بحزن وكأنها تلقت صفعة قوية فهتفت بحنق " لقد أخبرت خطيبة اخي انني سأعرفها على* صديقتي الوحيدة .."
تحججت منة ترد بتلكؤ"* ما انت أخبرتني متأخر ..ولم أقل لأمين بعد "
ردت ليندا بضيق بالغ بدت به كطفلة صغرة ..
"* لا يزال هناك وقت ..لا تلعبي معي بالكلام* ،اصلا فارس* لم يخبرنا لقد وضعنا جميعا امام الامر الواقع* وقال انه سيخطبها** وابي ما صدق* فهي ابنة صديقه المقرب وبينهم أعمال ..."
نظرت اليها منة باهتمام بحديثها وفضلت ان تصمت لتضيف ليندا بقهر " سأقطع علاقتي بك ان لم تأتي .."
عضت منة* على شفتيها بتوتر فالمكان لا يريحها البتة بهؤلاء الشباب والفتيات الجريئات بملابس البحر ولا حتي المحادثة التي تجري الآن ،فأمالت رأسها بإيجاب باستسلام قائلة " حسنا سأتي ...."قفزت ليندا من على الكرسي وامسكت بيدها بسعادة تهزها قائلة " سنرتدي مثل بعضنا ."
كم تحبها منة بالرغم من شخصيتها العنيدة و المتملكة التي تحاول ان تكون قائدة مسيطرة عليها فى بعض الاحيان الا انها تشعر بحبها المتبادل وبعناقها الذي يماثل الشقيقات* .
لمحت ليندا بطرف عيناها اكثر شخص تبغضه بالعالم يجلس على مقربة منهما يحدق بها ويشير اليها بترحاب ولكنها نظرت اليه دون اهتمام ثم رمقته بغضب ولم تعطي له بالًا فتغيرت ملامحها من السعادة الى الغضب فجأة، همست وهى بجانب* منة* " يا اللهي كم اكرهه ..هذا الحقير يسلم علي بعد ما فعله ..من أين أتي بكل تلك الوقاحة.... هه بالتأكيد من مروة "
رانت اليها منة بغرابة قائلة بتساؤل* " من ،من هو ؟ "*
همست ليندا بسرعة " لا لا تنظري الى الخلف* سيرانا ويعتقد بغبائه اننا مهتمتان به "
لم تستطع ان لا تنظر بسبب فضولها* فالتفتت فمنعتها ليندا بسرعة تجذب يدها مردفه " منة ارجوك اخبرتك لا تنظري* تبدي مثل طفلة الان، انه احد اقاربي ،تبا له ولمعرفته "
زفرت منة بحنق قائلة
"تشوقيني ثم تقولي* لا تنظري "
ردت ليندا بسخرية "حسنا حسنا حين نخرج انظري بطرف عينك خلفك على الجهة اليسري هو من يرتدي قميص بينك ، اووه يااللهي هل يرتدي الرجال لون البينك الان* ..!!"
اخرجت منة هاتفها وقامت بفتح الكاميرا الامامية دون نفاذ صبر ترفعه على وجهها تحاول ان تلتقط ذلك الشاب فهمست ليندا ساخرة " كم انت خبيثة "
عادت ليندا الى كرسيها تجلس بخفة الا ان الهاتف المحمول سقط من جيبها متدحرجًا حتي وصل الى حافة حمام السباحة "البسين" وكاد يسقط بالماء ، شهقت ليندا بقوة فهذا الهاتف هو هدية جديدة من والدها الحبيب وآخر اصدار جديد لشركة أبل* ،كانت ستتفاخر به أمام خطيبة اخيها وصديقاتها ، "يا اللهي يا اللهي "* انتبهت منة الى ولولتها* وحين رأت الهاتف فهبت واقفة* وهي تقول " خليكي مكانك سأجلبه لك "تابعتها ليندا فنزلت من الكرسي وقلبها يخفق بخوف على الهاتف ان حدث له شيء ولم تنتبه الى الماء المندلق على حافة البيسين فتزحلقت بغمضة عين فجأة على وجهها* كانت محظوظة بأنها لم تسقط بالمسبح ولكن بسببها سقط الهاتف به فان كانت تأخرت للحظة واحدة كانت ستمسكه منة التى شهقت بشفقة" هل انت بخير* .."
ثقتها بنفسها تلاشت وهي تسمع قهقه الشباب والفتيات من حولهما فثقتها التي اكتسبتها حديثا كانت بسبب منة وحبها لها ،فلم تستطع كبح دموعها المنهمرة وظلت بوضعيتها* ،غضبت منة من قهقه الشباب المرتفعة مع الفتيات بمبالغة فساعدت ليندا على الوقوف واخذتها الى* كرسيها تردف" لا تقلقي سأجلب لك الهاتف " كانت ليندا غارقة بالحرج والخجل تضع يدها على وجهها تخفي قطرات دموعها ولم تستوعب أن منة نزلت الى المسبح تبحث عن الهاتف !.
فجأة خرجت من قوقعتها بقطرات الدموع تبحث بعيناها عن منة بعد ان استوعبت ما قالته لها* فلم تجدها ،فنزلت من الكرسي فجأة وجلست على حافة المسبح تحدق بالماء .ولكن لم تراها* فجحظت عيناها تصرخ بقوة "منة" ...ومن خلفها يجري بقامته الضخمة يخلع قميصه البينك تحت انظار الجميع ويخترق ماء المسبح بعضلاته المنحوتة كالحيتان بشكل مثير يخطف الانظار .
......فى تلك الاثناء ..

كانت منة تعرف الغوص جيدا تحت الماء منذ الصغر فقد علمها شريف قبل ان تظهر نواياه الحقيقة فقد استخدم تعليم العوم كوسيلة للقرب من منة التى كانت تعتبره ابا لها ولان العوم يذكرها به الا انها تناست تماما امره بعزمها الشديد على الحصول على ذلك الهاتف فهى لا تتحمل أن ترى ليندا منهارة بهذا الشكل وهى التى قدمت لها الكثير والكثير وخاصة انها كانت السبب فى تغير بعض من خصالها الضعيفة وكأنهما يستمدان القوة من بعضهما البعض .
ظلت تبحث تحت المسبح عن الهاتف حتي وجدته بالأسفل رغم الإضاءة الضعيفة الا انها رأت شيء يلمع بجانبه ،فلم تكن لتحصل عليه لولا هذا الشيء اللامع بقوة* ،سحبت الهاتف ووضعته بجيبها ، ثم اقتربت من المصدر الامع ،لم تستطع ان تلمسه او تتحكم بإمساكه حتي نجحت بالحصول عليه بأظافرها ،فجأة ....
تم القبض على معصمها من قبل شاب شعرت بخشونته من ملمس يده كان اقوي من ان تقاوم ولولا ضخامة يده مقارنة بشريف لكان اصابتها نوبة صرع ،جزبها بسهولة جدا كانت تشعر بأنه يتم خطفها تحت الماء طيرا وليس غوصا وعلى حين غره وجدت نفسها تحمل بيد واحدة خارج المسبح* شعرت بلسعه الماء بعينيها حين خرجت ولم تستطع ان ترى جيدا ،فركت عيناها تحت صوته القائل بسخرية تحت لهثه " ها هي صديقتك توقفي عن البكاء كالصغار "
قامت بفرك عيناها بقوة حتي تستطيع الرؤية جيدا قائلة بصياح "ابتعد عني ، لا تلمسني* "
ترك يدها وابتعد عدة خطوات قائلا باشمئزاز.
" ولما سألمس طفلة مراهقة مثلك يامتهورة تنزلين الى هذا العمق* لتجدي هاتف؟؟* كلامي مع ابوك يا سمر* ."
شعرت منة بالأمان حين أحست بعناق ليندا بشهقاتها ،فاتضحت الرؤية لديها بشكل سلس وهى تمسك بها و تبكي .
ظل الشاب ينظر اليهما وهو يرتدي قميصه تحت نظرات منة التى تحولت من الغرابة الى الهلع فقال بسخرية "انتما مجنونتان "
كانت ملامحه محفوظة طوال تلك السنوات داخل مخيلاتها وكيف تنساها وهو الذي حاول قبلا ان يهجم على امين بذراعه القوية حتي اسكنهما الرعب ليال طويلة بسبب نظراته الجريئة* .
* * * * * * * * * * * * * * * * (٣٩)
داخل ڤيلا ليندا ....
" لايزال كما هو يكبر المواضيع ويصنع المشاكل "
تهتف بها ليندا بغضب وبداخلها تحمد الله ان منة لم تنتبه الى اسم سمر الذي أطلقه الشاب عليها .
كانت منة تجلس على فراش ليندا بملابسها التى جفت عليها من شدة الحر ولكن تسريحة شعرها التى بقت لساعات بالصباح تلف خصلاتها مثل " الكيرلي "قد هاشت اكثر وتحتاج الى عناية من جديد .
اردفت ليندا "الحمد لله ان الهاتف لم يحدث له شيء، ولكن ارجوك يا منة لا تفعلي ذلك مرة اخرى ، "ردت منة بنفاذ صبر " ارجوك انت اتوسل اليك لا تفتحي هذا الموضوع مرة اخرى ،طوال الطريق وانت تتكلمي هكذا لقد زهقت"
هدأت الأجواء قليلا بينهما مع مرور ساعة تقريبا حتي قطعت الصمت منة قائلة بتساؤل "من هذا الشاب .."
ردت ليندا بسرعة وكأنها متهيئة لرد عليها بعد تفكير طويل "لا اعرفه ..."
ردت منة مقاطعة " بل تعرفيه من شوية قولتي انه كما هو ويصنع المشاكل ،وكان يرتدي قميص بينك* ،انه قريبك ... "
ردت بصوت منخفض بتوتر .
"ليس هو ..كنت اقصد احد اخر "
زفرت منة تعلم انها كاذبة ولا يوجد بها قوة حتي تجادل فقالت* وهي تنزل من الفراش بحنق وتمشي الى خارج الغرفة " حسنا انا ذاهبة .."
* * * * * * * * * * * * ** (٤٠)
تجلس لولو على أرضية المطبخ الجديدة تفرد قدميها تتأوه من الوجع ،كم فكرت مئات المرات أن تترك العمل ،فبعد وفاة أمها قد خسرت أملها بالحياة فلن تنسي تلك الليلة الصعبة وهى تتسلل الى صالة الڤيلا وتجري اتصال بالمشفى لتطمئن على حال امها ولأنها تعرف بعض الممرضات معرفة شخصية فأخبرها بالحقيقة دون كلفة ،فلا تعطي إدارة المشفى اي معلومات خاصة بالحالة عبر أي اتصال وارد* . مرت عليها السنوات بقهر وذل بعد أن وفت والدتها المنية قبل ميعاد العملية ،* نعم ..تعلم انها كانت ستموت عاجلاً ام آجلا لكن شعور الفقد والاحساس بالوحدة والمسؤولية بسن صغير كان صعبا عليها ...طوال الست سنوات تفكر بما ألت اليه الأمور فوالدتها التى كرست حياتها بالمشفى وبأخذ الدورات خارج البلاد الاجنبية حتي اصبح اسمها علامة لنجاح العملية التى ستجريها قبل ان تبدأ هاهي ماتت فجأة دون حول أو قوة ! كل ذلك علمها ان الدنيا لا امان لها وان القبر يأخذ الشاب والطفل وصاحب الصحة والمريض ..
كل ذلك جعلها بدون هدف حتى تناست امر ابيها كليا ولأنها ترى ان البحث عنه لن يشكل فرقا بحياتها فان كان يهتم لأمرها لم يكن ليختفي بهذا الشكل كالميت ،كان على الاقل اجري اتصال ليسأل عنهما او من خلال اصدقاء والدتها !.. ستعيش بقية حياتها تزرع بعقلها ان والدها قد مات ،وربما قد مات حقا .
وعلى الرغم من صعوبة عمل خدمة البيوت الا انها تكسب اموالا لا بأس بها كما أنها توفر المأكل والمشرب وإن كان يعوقها ذلك الشاب الغبي حسين من العيش بهدوء إلا أنه ايضا لا بمثل خطر فهو بعقل طفل صاحب عشر سنوات ،بعض الأوقات تشفق عليه حقا وهي تراه يسرح بالڤيلا كالأبلة فبعد ذهابها الى غرفته وترتيبها بين الحين الاخر فضولها شجعها على البحث عن اشياءه بخزينته والمكتب الذي يظهر انه كان يدرس عليه ،لم تصدق بالبداية الامر حين رأت صورة وهو واقف بشهادات تفوقه بجانب احدي الشباب بدى عاقلا جدا* .
الان لا شيء يعطيها التفاؤل والأمل سوى تلك الحديقة الساحرة* والارانب اللطيفة الموجودة تحت أرضية الحديقة وبرغم كل تلك المشقة التي تمر بها الا انها تتمنى لو يدوم الحال ولا ينقلب كل شيء كما حدث معها بالماضي* .تقوم بما عليها من طلبات تنهيها بشكل مثالى او اكثر* حتي لا تغضب السيدة مروة منها وتقوم بطردها لا تنكر انها تغيرت كثيرا بعد ذلك اليوم الذي تلقت فيه اتصال يخبرها بوفاة ابنها الصغير ، والذي عرفت فيما بعد انه لايزال حيا..! بعض الأوقات تشفق عليها كثيرا رغم شدة شخصيتها المتسلطة ،لم تنسى ولولتها وهى ترى اصغر ابنائها قد فقد جزء من جسده إثر الحادثة وابنها المتوسط قد فقد عقله* .
تبادر اليها بأن لا أحد يشعر بالراحة لا اصحاب النفوذ ولا الفقراء ،تنهدت وهى تقف على قدميها بتعب ،تفتح احدي الاواني من على الشعلة تتناول عدة لقيمات قبل ذهابها الى مساعدة الخدم بتهيئة الحديقة لحفل سيقام بعد ثلاثة ايام بسبب طلوع مروة على المعاش ..لا تتخيل لولو انها ستبقي بالمنزل طوال اليوم ولن تذهب الى عملها مجددا. همست بحزن
"لقد مرت الايام بسرعة من كان يتخيل ان تلك السيدة أتت بخمس بطون ، فمنظرها وجمالها لا يوحى بذلك ابدا ، ده انا اللي بعمر الستين ،فعلا شغل المنزل يأكل العمر، وانا بكل ذلك العمل كبرت الضعف ،حتي يدي تدمرت من مسحوق الاطباق* ،انهم اغنياء لما لا يشتروا غسالة اطباق "
تهمس بها لولو وهى تحدق بصورتها* المنعكسة بالحوض الجديد بالمطبخ فقد جددت السيدة مروة عزالها من الالف للياء وكل ذلك بعدة ايام فقط .
* ** نزلت من على السلم لتصل الى الحديقة وهي تزفر بتعب ،ترى الخدم المأجورين حديثا يتهامسوا فيما بينهم بشكل واضح بأمور تعرفها جيدا فهم يعشقون القيل والقال وخاصة وهم يسمعون منوبات الغضب بين مروة وزوجها السيد عاصم الرجل الوقور الذي يلبي لها كل طلباتها وهي ناشز تسخط على كل شيء* وتظهر الدود بالشهد غصبا للجميع* ... تساءلت كثيرا من المرات كيف له ان يستمر بالعيش معها ويتقبل شخصيتها الصعبة فلا يوجد بها أي حنية وخاصة انها تلبسه ثوب الذنب فيما حدث لأولادها دائما .
بقت تزيل الأكياس البلاستيكية المغلفة على الطاولات الجديدة بالحديقة حتى انتهت وكومتهم فوق بعضهم داخل كيسا اسود كبير* ثم خطت للخارج لتضعهم بمقلب القمامة ،توقفت فجأة عن الخطي حين ظهر شابا يقف امامها رأته من حذائه فرفعت بصرها اليه لكي تراه* ...شردت بعينيه الواسعة التي تشبه النيل بسحرها العميق والتي تخفيها بعض خصلات شعره الملساء التي تطير على جبهته بفضل الرياح البسيطة ،قامته كانت اقرب لها لتري دقة الحسن بذقنه التي ترسم وجهه المثالي وبشفتيه المرسومة بالقلب ،ولأن الناس تعرف برائحتها وجدته وسيما شيقًا جدا بهذا العطر الذي يفوح منه و يلبسه الغموض** " اين اجد السيد عاصم يا انسة "
تلك الملامح المصرية الأصيلة ببشرة القمحية تشعرها بالراحة والسكينة ،فاقت من شرودها على حركات شفتاه التي تظهر انه يحدثها* ،فردت بتلكؤ "ماذا "؟
" السيد عاصم موجود "؟
اسبلت اهدابها ببعض الحرج ترد عليه
" ليس هنا "
"اخبروني بالمكتب انه بالمنزل "
عضت شفتيها بتوتر تحاول ان تفق قليلا امام هذا الشاب الذي تظهر عيناه الواسعة براءة تجعلها تطمع فى ان تحدقبه قليلا لتكتشف قسماته المميزة وكأنه لغز غامض ، فلم ترى من قبل مثل تلك العيون الغير جريئة فقالت بجدية " لا لا فبعد ان طلع على المعاش وهو يفضل ان يبقي بالشركة ،لم يعد يذهب للمكتب* "
لا تعلم لما تشرح له ذلك الكلام ربما من الوهلة الاولى يشعرها بالراحة وحب الوقوف امامه والتحدث معه فكانت تسمع دائما مروة وهى تتعصب علي عاصم بسبب اختفاءه بالشركة وتركها بمفردها تتحمل شأن اولادها .
شعرت بتوتره الشديد وهو يراها تحدق به بتلك القوة ،ربما لأنها وجدت عيناه تهرب من مقلتيها فأعطى لها الفرصة بتصفحها اياه بتوجس .
"حسنا ،شكرا* ،حين تريه اخبريه ان يتصل به "
وجدته يمشي دون ان يعطي لها التفاصيل فنادت عليه بابتسامة " مهلا اخبره باسم من "
"معذرة ..اخبريه امين ..."
ردت متسائلة ..
"امين فقط .؟."
"* نعم ،هو هيعرفني على طول"

يتبع ...

 
 

 

عرض البوم صور سارة منصور دوار الشمس   رد مع اقتباس
قديم 14-06-23, 03:33 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2021
العضوية: 337109
المشاركات: 85
الجنس أنثى
معدل التقييم: سارة منصور دوار الشمس عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سارة منصور دوار الشمس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سارة منصور دوار الشمس المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية جديدة " لم تكن أنثى "

 

الفصل السابع عشر
(٤٠)
طوال الليل يجلس شاردا فيما حدث طوال الست سنوات من مجازفة عاصم مع خاله شريف فلم يراه منذ ست سنوات* والى الان لايزال الرعب يطرق بابه كل ليلة ان اكتشف مكانهما .
عودة الى الماضي ..."فلاش باك"
كان الرعب يستوطن داخل عيناه فيما هتف به عاصم ،فحاول كبت القلق قائلا بتماسك
"ماذا تقصد بكلامك هذا ؟ "
"مثل ما سمعت ، شريف لن يتوقف عن البحث عنكما بالإسكندرية انتما محظوظتان لأن شريف لا يعرف منزل لميس بعد ..ومن يسأل لن يتوه ربما تجدينه يطرق بابكن بالغد او فيما بعد."
فى تلك اللحظة تخيل امين ردت فعله حين يقوم شريف بالإمساك بهما وبما سيفعله بمنة ثانيا ، خوفه عليها لا يقارن بخوفه على حياته والفتاة لن تتحمل أي ضغط وهو قد وعدها مسبقًا بقتل الماضي والمشي قدمًا .
حاول أن يخفى توتره وارتعاشه يده بوضعها خلف ظهره أمام عاصم فربما يجس نبضه بأمر شريف لأمر ما قد تكون حجة رخيصة فيما بعد يستغلها لموقفه فهو لا يشعر بالراحة ابدا لذلك الشخص ،فرمقه بغضب محاولًا أن يتلبس قناع الجراءة قائلا " فليأتي ويحدث ما يحدث لا يهمني اي شيء "
ران إليه عاصم بتعقل يرد عليه متسائلا " لما تشعر برهبة مني هكذا ،ادان كنت لا تثق بي بالبداية لم صدقت كلامي وجئت الى الاسكندرية "
وضعه هذا الكلام بالتشتت فهو نفسه لا يعرف لما صدقه وأتى الى الاسكندرية ولم يفكر انه ربما كمين لافتراسه* ..!
لا ينكر فوز عاصم بجعله يضع اول نقطة بخريطته لتجعله متحمسا للهروب ؟
هنا لم يعرف بما يرد عليه* ..فقط لا يريد ان يشعر* عاصم بضعفه من معرفة شريف بوجودهما هنا* ،تحرك بالجهة الأخرى يذهب بطريق العودة مستسلما لما قد يحدث* ، واذ بعاصم يردف متحمسا* " لا تشعري بالخوف ولن اجبركِ على شيء ابدا ، إن كان أمر شريف هو عقبتك انتِ وشقيقتك فأزيحها بعيد عنكما "
توقف امين اجباريًا عن المشي والتفت اليه يحدق به متسائلا بغرابة* " لما تساعدنا وتهتم هكذا ..حقا لا أرى اي سبب* "
" حين افارق الحياة اريدها اول من تستقبلني بالشكر والامتنان متناسية كل الاوجاع التى قد سببتها لها بالماضي ....ان احتجتِ لأمر ما اتصلي بي ارجوك* ،عنواني .... "
رمقه امين باستهزاء بعد ان فهم انه يقصد والدته نجلاء قائلا* بضيق " اسمع ايها المغفل انا لست فتاة ...انا ادعى امين لا تخاطبني ثانيا كأني فتاة ان اصلا كان فى مرة اخري "
........
عودة الى الحاضر
قطم امين إحدى أظافره بقلة حيلة وبعض الحرج،فالأن هو من وضع رأسه بالوحل منهزمًا ،الرجل فعلا لم يرى منه إلا الخير وطوال تلك السنوات يرسل إليهن الأكل والشرب ولم يظهر أمامه شريف الى الآن وكأنه اختفى من الوجود* تساءل ان كان قد فعل عاصم به شيء ..
لقد مرت السنوات الست مثل شربة ماء لا شيء قد تغير سوى منة التي تصعد سلم النجاح بتفوق دون الحاجة اليه ، فجأة وجدها تكبر امامه حتي اصبحت انسة جميلة ،ذكية ،مستقلة لا تحتاج لأحد لكي تصل للمجد ، وكان ذلك من ضمن الأسباب التي دفعته لتفكير بحياته بجدية اكثر .
رفع رأسه من على الوسادة ناظرا الي ساعة الحائط ليجد انها وصلت الى الخامسة صباحا ..
تذكر كلمات صوفي له البارحة بأنها تريد ان تتحدث معه بأمر ما ، هز رأسه متقززا من تلك الفتاة فهو بلحظتها لم يعيرها أي انتباه ولم يوعدها بأنه سيقابلها* فقط تركها تهزي ببعض الكلمات التي حاول أن لا يسمعها ..
ولكن فضوله ينهشه نهشًا بمعرفه الأمر ..فشرد به عقله بأمرها قليلا فتساءل إن كان الأمر يخص لميس ففي الأوان الاخيرة تدهورت حالتها ووصلت لمرحلة صعبة جدا من الخرف وأصبحت عالة عليهم وبسببها تركت حسناء عملها وبقت تجالسها كالأطفال وتلبي احتياجاتهم من طبخ وغسل ملابس* فقد كانت شخصية نظيفة لأقصى حد لا تتحمل أن ترى شيء غير موضوع بمكانه ..وهذا ما ساعده على البقاء معهن دون الحاجة الى السكن بالإيجار مخالفًا اتفاقه معها بالسر بأنه سيبقي معها لمدة خمس سنوات فقط ..والان مرت ست سنوات ...
وما ساعده أكثر حسناء التي لم تشعره ابدا بثقل بقاءه معهن على العكس تماما هي مرحبة به وبوجوده .
لم يشبع فضوله بعض الاستنتاجات التى* قد وضعها تشبع فضوله الشديد اتجاه ما تريده صوفي منه* ،لذا لم يذهب للعمل اليوم فطوال سنوات بقاءه معهن لم يكن بينهما اي تواصل او حديث ..فذاك ما نبهه على التحذير من اهميه ما تريد اخباره به فهل يخص امر بقاءه بالمنزل ام المال ؟.. وان لم تطلب منه حسناء ابدا اي اموال بسبب مشاركته المسكن كان اول من بدأ وقدم المساعدة بشراء بعض الاطعمة من تلقاء نفسه بين الحين والاخر ..حتى لا يشعر بالامتنان فيضعفه مستقبلا امامهن.
. خطى نحو حجرة صوفي مترددا بطرق الباب .. بالنهاية قرر العودة الى غرفته والاستراحة قليلا قبل ميعاد الفترة الأخرى للعمل ،ولكن ..وجدها تنتظره عند غرفته بتلك الملابس الجريئة التى تضعه بحالة توتر وهو يتصفح كل جزء بجسدها* وكالعادة تفوح منها رائحة الدخان مثل كل مرة يراها فيها.
"ماذا تريدي " ؟
"هل سنتحدث بالخارج "؟
"ان كنت بحاجة للمال فانسي "
عضت شفتاها بحنق تحاول ان تخفيه امامه الان ،قامت بفتح غرفته وأقبلت تسحبه من معصمه بقوة ،فمنعها امام الباب ..وابعدها عنه ..
تحول وجهها الى حمرة الغضب* ،فهدرت به "اتعرف انا من اخبرت عاصم عنكما ...."
جحظت عينيه متسائلا ببعض الاشياء الكثيرة ولكن رمقها بغضب قائلا "امورنا الشخصية لا دخل لك بها ابدا "
حدقت به بابتسامة شيطانية قائلة "اتعلم بما اخبرني ...!!
قال انكما فتاتين .."
قلبه يكاد يقتلع من مكانه وكأن العالم كله اسود وهي الوحيدة امامه متلونة بالأحمر الناري* التى تكاد* تلتهمه نيرانها .." لن اتدخل بأمورك ولكن انا ساعدتكما .ويحب عليكما ان تسانداني الان ... اعطيني مما اعطتكما عاصم انا احتاج المال .."
حدق بها امين بعيون متسعة يملأها الشرار هادرا بها " ايتها الحقيرة انا لا اخذ المال من عاصم .."
تحركت صوفي ناحية امين تشد خصلات شعره بقوة فدفعها بعيدا بسهولة فردت بصياح " بلي بلي ..تأخذين منه ...اعطيني ... المال "
دفعها امين من صدرها مرة اخرى لتندفع بقوة ساقطة على الارض فارتطمت راسها بالخزانة بقوة ،ولكنها قاومت الوجع وقامت تهمس بالسب ناحيته تحاول ان تعنفه فامسكها من رقبتها ضاغطا عليها بكل قوته تحت تأوهاتها فكانت حريصة حتي لا تسمع حسناء صوتها فتعرف انها قد بدأت بتخطيط ما نهته عنها . جعلها تنزل على الارض بظهرها وهو يطوق رقبتها بعنف حذر ،كم كانت قوية مثابرة فلم يجد امين حل معها سوى ان يحكم حركتها بجلوسه فوقها ليجعلها تستلم عن الحركة وتتوقف عن المناهدة* ،في تلك اللحظة ظهرت حسناء امامهما تحدق بهما بصدمة ....
* * * * * ******
جلست منة وليندا في غرفة الانتظار امام مكتب المدير الخاص بالبنك ينتظرا لجنة التحكيم التي ستقوم بإمتحانهما ،ومع مرور الوقت ببطء والانتظار بالساعات* اخبرتهما احدى الموظفات أن المعاد سيكون غدا وليس اليوم ..
تتنهد منة براحة قائلة وهما يتحركان نحو السيارة بعد ان خرجا من البنك تحت نظرات الناس الغريبة لهما** " كنت سأموت من التوتر الحمد لله انها ستكون بالغد حتي أهيئ نفسي .."
تأففت ليندا بضيق ترد* " بالعكس عشان نرتاح من حملها ..ما يغضبني اكثر انني قابلت العم رشيد صباحا ولم يخبرني بذلك ،اعتقد ان عامر هو من اجلها للغد .."
اخذت منة ريموت التحكم بالسيارة من ليندا ودخلت الى السيارة لكي تقود هي ،فقد علمتها ليندا مؤخرا القيادة فقامت بإنزال الكرسي لكي يكون مناسبًا لتحكم بالمكابح بسهولة ولان ليندا قصيرة القامة كانت السيارة متغيرة الاعدادات لتناسبها بالقيادة* .وبعد مرور دقائق قالت منة "* ما أحمل همه حقا هو تصفيف شعري مجددا بالصباح لقد قضيت ثلاث ساعات لأصل الى تلك النتيجة .."
"يا بنتي هذه الايام البنات تقوم بفرد الشعر بالبروتين وغيره .."
ردت منة مقاطعة* بالنهي "لا* ،لا أجد نفسي جميلة الا بالكيرلي* ..انا فقط قمت بفرده* بالمكواة لكي يناسب الزي الرسمي وحين يقبل بي بالعمل سأرجع الي ما تعودت ..."
"انت حرة "
"اتعرفي ان اخي التوأم لديه شعر حريري ناعم جدا ... مع اننا كنا ببطن واحدة"
رمقتها ليندا بانتباه قائلة بتبسم"** ... اريني صورته .."
ابتلعت منة ريقها ترد بتوتر " فى الواقع لا يوجد صورة ..ان اردتي رؤيته تعالي عند خالتي ..."
عبست ليندا ورمقتها بغرابة قائلة " الان تريدي ان اقابل عائلتك بعد رفضك لكل تلك السنوات.."
تنحنحت منة بحرج ترد بعد صمت لثوان " كان لدي ظروف وانا اخبرتك ..."
ردت ليندا مقاطعة " حسنا حسنا لا تبدأي بشرح موقف اخر لا افهم منه شيء "
ثم اردفت حين رأت حرج منة ظاهرا " بيوم اخر سأذهب معك .. تعلمين خطبة اخي اليوم ولم نذهب بعد لشراء الفساتين ."
رفعت منة حاجبيها بدهشة قائلة بتردد وبعض الحرج يلون وجنتيها بالحمرة " بالواقع لا يوجد معي المال حاليا لشراء فستان* ،ساذهب بعض التبضع معك الى البيت لارتداء اي فستان عندي* "
" لا تقلقي الفستان عليا .. ولما تذهبين من هذا الطريق "
انتبهت منة انها تقود الى الطريق المؤدي الى منزل ليندا فغيرت المسار وتحركت بالسيارة الى اماكن الخاصة بالملابس بالمدينة قائلة بسخرية "يا اللهي لقد نسيت تماما "
* * * * * * ** ( ٤١)
غابت الشمس عن محيط السماء الشاسعة* وبقي القمر مزينها بنجومه الساطعة بغياب السحب التى ساعدت بظهور صفاءها الليلة بشكل خيالي مريح للعين . لم ينسى امين نظرات حسناء* له وخاصة انها لم تنطق بأي شيء فقط* ظلت صامتة تحدق بإبنتها بحنق وكأن بينهما حوار ثم رمقته بنظره ألمته حقا ،فهل اخبرها عاصم هي ايضا* ...؟*
حتى كان ردها بوقتها مقتضبا جدا حين قالت له بعد تحرك صوفي من أمامهما الى غرفتها " اتصل عاصم وقال انه ينتظرك بمنزله "
لا يعرف حقيقة شعورها نحوه وهى لا زالت تكلمه على أنه ذكر فهل تحاول ان تخفي ما عرفته حتي يفصح هو عن حقيقته امامها ؟ ..ام انها تراه رجلا حقا ؟ربما يظهر أن الأمر لا يهمه أمامها ولكنه بحق يريد ان يرى حقيقة نظرتها به ..
كانت الساعة قد وصلت الى الثامنة ليلا ومنة لم تعود الى البيت حتى الان وهو لأول مرة ينسى امرها تماما ..
ذهب الى منزل عاصم راكبًا دراجته النارية كان قد اشتراها لذهاب الى عمله دون اللجوء الى سيارات الأجرة .
وما إن وصل الى المكان كان صوت الاغاني بتلك الڤيلا المجاورة لمنزل عاصم* صاخبة للغاية، مشى الى البوابة ناحية البواب قائلا "اريد مقابلة السيد عاصم* "
جاءه رد البواب مقتضبا " اسمك ايه يابني "
"أمين"
قام البواب من الكرسي وترك سيجارته تشتعل داخل المطفئة حتى يعود بعد تصفحه لأمين قليلا بغرابة يتجه الى الداخل ،لم يمر الكثير من الوقت حتي عاد اليه قائلا باحترام" اتفضل يا استاذ "
دخل امين الى الڤيلا يرمي بنظره هنا وهناك متصفحا الحديقة تحت المصباح القوي المعلق على الأشجار الطويلة المزدهرة بأوراقها الخضراء النضرة وجد المكان هادئا خاليا من الحياة تقريبا .. سوى هذا الصوت الصاخب الآتي من الجيران .
وجده ينتظره بباحة المنزل مقابل الباب قائلا بترحاب " أهلا أهلا* اتفضلي "
قطب امين جبينه فتحول وجهه من الهدوء الى الغضب ، فتنحنح عاصم مردفًا وقد فهم سبب تحول قسماته " اتفضل .."
مد امين يده مقابله له يرد " من بعدك "
جاءه الرد سريعا وعاصم يسبقه الى الداخل الڤيلا تحت الأضواء الخافتة تقريبا "يا سلام ياسلام على الاحترام ..الحمد لله انك أتيت قبل ذهابي الى خطوبة ابن اخي "
من الغريب ان أمين لم يكن يشعر بالتوتر ابدا بل بالهدوء والسكينة مختلفًا عن آخر مرة قابله به* ،دخل ورائه حتي صعد الى الدرج المؤدي الى غرفته ،كانت الڤيلا خالية تماما عن اي بشري مقارنة بالأمس حين أتى ورأي الڤيلا مليئة بالخدم..
جلس مقابلا له على مكتبه العتيق الذي يظهر انه كان ملكا لجد جده مثلا وبعد صمت دام لثوان قطعه عاصم قائلا " ربما تتساءل لما لم اظهر امامك مجددا ،ولكن كنت محيطا بك دائما اقرب اليك مما تتخيل "
رفع امين وجهه اليه بعد تفكير طويل بما يبدأ بالقول فلديه الكثير من الاسئلة ،قرر اخيرا ان لا يسأل عن امر شريف ويدخل بالموضوع مباشرة قائلا " لن اطول عليك* ،ان كنت تريد ان تساعدني ساعدني بالحصول على بطاقة مزيفة .."
تحول وجهه عاصم الى الغرابة متسائلا " ماذا ؟"
ليرد عليه مسرعاً" صدقني بهذا ستقوم بمساعدتي بحق ولن احتاج الى شيء اخر .."
"على الاقل اريد ان اعرف السبب "
"ليس الان .."
تنهد عاصم يرجع ظهره الى الكرسي يريحه قليلا بعد تفكير دام لدقائق وهو يتصفح امين من رأسه الى اخمس قدميه " ارجح انك تريدي هوية لرجل "
حاول امين ان يتمالك غضبه امام استفزاز عاصم الظاهر يرد عليه باقتضاب.
"نعم "
ارتسمت ابتسامة بسيطة على محياه وبعينيه يدور حوار داخلي مع ذكريات مؤلمة* قائلا " اعلم ان الحياة صعبة وانك تريدي ان تحمي شقيقتك ..ولكن* لك كامل الحق بان تعيشي حياتك ايضا وتتمتعي بانوثتك* .."
رد امين مقاطعا بغضب " تكلم معي على انني رجل ، ثم ليس لك شأن بما اريده بحياتي ..انا حر "
ابتلع عاصم ريقه وقد شعر بالتوتر خيفة من ذهابه وفشل خطته بالتقرب منه و تغير امين لرأيه فرد بهدوء "* لأجل ان احصل على بطاقة مزيفة لهو شيء صعب جدا وبأموال طائلة لا تتخيلها حتى .."
نجح عاصم بتسلل التوتر الى خافق امين فأردف وهو يري نظارات الخيبة به " ولكن ... سأفعل كل ماتطلبه مني* ،ولكن ..بشرط "
عاد ماء وجهه الى طبيعته ببعض الامل يتولد داخله ولكن تلاشي مجرد لفظ كلمة شرط* ،فتساءل للحظات بشك وخيفة* ،فرد عليه متسائلا بغرابة وبعض التوتر يلون وجنته " شرط؟"
فرد عاصم بحذر ..
"نعم ...اريد ان اتبناك انت ومنة وسأربيك على انك بنتي او ..ابني ..كما تريد ..وتكونا هنا بقربي .."
لم يستوعب امين ما يسمعه الان فسبلت اهدابه بتوتر قائلا " تبني ؟"
رفعا* حاجبيه بجدية* وبعيون متسعه قائلا بحنين .
"ليلة البارحة حلمت بنجلاء لأول مرة ،كم كنت سعيدا .. المسكينة كانت تتوسل لي بان أحميكما من شريف .. كانت تردد اسمك كثيرا* لي ؟
ثم استيقظت صباحا على اتصال من العزبة يخبرني ان شريف قد استقر بالإسكندرية فقد انضم منذ سنوات بالاستثمار العقاري ببعض الأعمال الخاصة بالمقاولات** .!."
كان أمين يتابع حديث عاصم* بالبداية على انه نكتة سخيفة حتي تردد حديثه بشأن شريف بأذنه كالصدى فجحظت عيناه من الصدمة ..!!
.......في تلك الاثناء*
انتهت ليندا ومنة من تصفيف شعرهما بالكوافير كانا مختلفتين جدا بوضع المساحيق وباختيار الفساتين المتشابهة بالتصميم بدقة ..
ابتسمت ليندا بسخرية وهي ترى نفسها بالمرآة وتتصفح وجهها قائلة "وكأنني طفلة تضع المكياج .."
ومن ثم التفتت لترى منة التى كانت تبدو غريبة جدا وكأن المكياج لا يليق بها ...فملامحها البريئة الناعمة افضل بكثير .. فدرجات بعض مستحضرات التجميل لم تختار بعناية بوجهها ..
بادلتها منة النظرات وهي تري صمت ليندا فقالت ببعض الاطمئنان المخالف للموقف " اعلم انه لا يليق، كنت اريد ان ارى نفسي وانا بيضاء البشرة.."
ردت ليندا بتلقائية وهى تبحث عن هاتفها وترى الساعة "لايزال لدينا وقت يمكنها ان تجعله هادئ قليلا "
شهقت وهى تري ان الوقت مر سريعا ولم يشعرا به ، سبت نفسها بسبب اختيار وضع الصامت بالهاتف فقد فاتتها اكثر من عشرين مكالمة ..
فأردت بتوتر "لقد تأخرنا كثيرا .. الساعة التاسعة الان .. "
لمعت عينا منة بالأمل تهتف مستغلة الموقف
"اذا هيا بنا .."
عبست ليندا وهي ترى مكياج منة غير مناسب فهمست " لا ابقي هنا حتي يصلحون هذا المكياج .."
"لا لا بالعكس ارى انه جميل "
لم تعلم ليندا ان منة أرادت* ان تبدو مختلفة قدر الامكان* حتى لا يتم التعرف عليه من قبل فارس ويتكرر مثل ماحدث بالماضي* ."
قادت منة السيارة مسرعة الى منزل ليندا ليجدا ان الحفل قد بدأ بصدور الاغاني الرومانسية وصياح بعض الشباب بالداخل بالصفير* ،اعتقدت منة ان حفلات الاغنياء تبدأ سهرتهم بعد منتصف الليل كما ترى بالتلفاز ..
نزلت من السيارة ببعض القلق وما ان تحركت ناحية البوابة حتي تعرقلت حركتها بسبب غلقها باب السيارة على ديل الفستان دون انتباه ، كانت ليندا قد سبقتها لداخل مسرعة معتقدة ان منة خلفها حتى انها لم تراها وهى تسقط على الارض* ،قامت منة بنفض التراب من الفستان بعد وقوفها بصعوبة ورفعت رأسها تتجه ناحية البوابة لكن فجأة قلبها خفق بقوة بتوتر وخوف فالتفت اتوماتيكي الى الخلف لتري ڤيلا عاصم ،ضيقت عيناها لتلمح من يخرج من البوابة .... لترى من لم تتوقع وجوده ابدا هنا ...فسقطت الحقيبة الصغيرة من يدها على الارض وبقت كالمصعوقة تماما امام شقيقها امين ببوادر وجهه التى لا تبشر بالخير .... مر بجانبها راكبا دراجته النارية لم يفرق بينهما الا خطوات* من السهل رؤيتها حتى دون تركيز* ،ولكن لم يعيرها اي اهتمام ..هل حقا لم يتعرف عليها ؟ ..!! ام لم يراها من الاساس..؟
سقطت على الارض باستسلام بعد ابتعاده* فلم تتحمل رعشة اقدامها هذا العبء الكبير ، فجأة وجدت نفسها تُحمل من قبل احدهم رفعا اياها من معصمها فعادت نبضات قلبها الى الخفق بجنون من جديد فهل عاد اليها ..؟؟ كانت الدموع قد اغرقت عيناها قائلة بأسف ونبرتها تشهق فإحساسها بالخيانة اتجاه شقيقها يؤلمها حد الموت فالمسكين لا يستحق هذا وهو من افنى حياته لأجلها ...
...همست بشهقات بكاءها* تضع وجهها الأسفل فلا تستطيع حقا ان تنظر بعينيه ...وهي امامه خائنة** " والله يا أمين لم اقصد ان اخرج من وراءك ..كنت سأخبرك .."
ليأتيها الرد سريعا " هل خرجت من وراء حبيبك ام ماذا* .."
جحظت عيناها حين سمعت هذا الصوت فرفعت وجهها اليه تحدق به بغضب وهو لا يزال يمسك معصمها* بنفس الطريقة التى حدثت بحمام السباحة البارحة..
جفت دموعها المنهمرة كالأنهار على وجنتيها وهي ترمقه بعينها الواسعة بكره شديد على انه حشرة ،فشدت معصمها من يده بغضب فرمقها بسخرية يتصفح وجهها قائلا باستفزاز " هل تنظري الى منقذك هكذا ؟*
هل تعرفي يا شريرة انت لقد فقدت اغلا شيء بحياتي وانا انقذك .."
يتبع ...
رأيكم ❤️

 
 

 

عرض البوم صور سارة منصور دوار الشمس   رد مع اقتباس
قديم 19-06-23, 09:49 AM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2021
العضوية: 337109
المشاركات: 85
الجنس أنثى
معدل التقييم: سارة منصور دوار الشمس عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سارة منصور دوار الشمس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سارة منصور دوار الشمس المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية جديدة " لم تكن أنثى "

 

فى فصل هينزل اليوم ان شاء الله..
مين منتظرررررر

 
 

 

عرض البوم صور سارة منصور دوار الشمس   رد مع اقتباس
قديم 19-06-23, 05:36 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2021
العضوية: 337109
المشاركات: 85
الجنس أنثى
معدل التقييم: سارة منصور دوار الشمس عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سارة منصور دوار الشمس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سارة منصور دوار الشمس المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية جديدة " لم تكن أنثى "

 

الفصل الثامن عشر
كانت اصوات الاغاني عالية ولكن كلماته وصلت اليها بشكل جيد ..فهتفت بضيق .
"تبا لك ولهذا الهراء الذي فقدته "
لفظت تلك العبارة التي وضعته بصدمة ،ظل يتابع خطواتها بغرابة وهي تدخل الى الحفل بفستانها الذي يظهر نحافتها بشكل ملحوظ .
دخلت منة إلى الحفل لترى المكان مملوء بالشباب والفتيات اكثر من العائلات حتي أنها لم تجد مكان تقف فيه تبحث عن ليندا لتخبرها بذهابها فورا الى بيتها كي لا يكتشف امين غيابها ،ومع توترها الشديد من تلك الوجوه التي تظهر بكل مكان حاولت التماسك حتى تصل الى غرفة ليندا بالخوض بتلك المعركة والدخول فلا يوجد امامها حل آخر فعليها الآن ان تغير تلك الملابس التى تخنقها والتي ستضعها بموقف غريب مشكوك ان رأها اخيها ، حاولت خرق هذا* الحشد ونجحت بسبب نحافتها واتجهت بصعوبة نحو غرفة ليندا ،ومع مرور الوقت لم تجد اي ملابس تليق بقامتها بخزانة ليندا فزفرت بقوة ، ندمت على نسيانها لملابسها فى الكوافير ، هنا ..اتسعت عينها بفكرة واقدمت على تدبيرها حيث خطت نحو الغرفة المحظورة الخاصة بوالدة ليندا والتي تخفيها عن الجميع* الا هى كانت تعرفها جيدا منذ ذلك اليوم ...!
طرقت الغرفة عدت طرقات ثم انتبهت الى ان ام ليندا لن تسمع الصوت بسبب شدة ارتفاع الاغاني ، فانتظرت دقيقة واحدة ثم قامت بفتح الباب باستسلام ،ستفعل المستحيل حتى لا يراها أمين بذلك الفستان ..فى تلك اللحظة توقفت الاغاني فجأة .. وصدر صوت انفاس احدهم داخل المكبرات ،يبدو ان احد يستعد لإلقاء بعض الكلمات ..
دلفت الى الغرفة تبحث عن والدة ليندا والتي لم تجد لها أي اثر بالغرفة ..بعض التوتر انتابها وهي ترفع معصمها تنظر الى الساعة ،كان الوقت يمر بسرعة رهيبة مقارنة بتحركاتها ، أغلقت الغرفة ورائها وأخرجت الهاتف تجرى إتصال بصوفي ويدها تنتفض من الخوف من وصول امين الى البيت مبكرا على غير عادته ...
صدر صوت شاب من المكبرات قائلا بمرح وسعادة " اهلا بالأصدقاء والاحباب ..اليوم خطبتي على اجمل فتاة بالمجرة .."
علمت منة أن الذي يتحدث بمكبرات الصوت هو فارس فاستمعت بانتباه الى كلماته المعسولة الموجهة لخطيبته والتى رأتها مبالغة جدا بعض الشيء ،حتى نست أنها تقوم بإجراء اتصال بصوفي التي أجابت وظلت تتحدث دون ان تتلقى اي رد فأغلقت الاتصال ، وبقت منة تستمع الى كلمات فارس عبر المكبر لعدة دقائق وكأن الامر يهمها باكتشاف شخصيته التى كانت تعتقد بمخيلاتها انه لعوب خبيث ولكن بعد تلك الكلمات استنتجت انه شخص بريء لدرجة كبيرة تجعله مطمع لأي انثى ..
وما إن انتهى من إلقاء كلماته وعادت الأغاني مرة اخرى شهقت منة وهى تتذكر شقيقها ،* شيء بداخلها يخبرها انها ستمسك لا محالة* بخروجها الليلي من وراءه* فقد وضع لها امين مواعيد مثبتة منذ دخولها الجامعة ومواعيد محظورة لا تخرج فيها مهما كانت الظروف وهي بعد الساعة الخامسة مساءا .وجدت نفسها تهرول الى الخارج وسط الحشد الكبير من الشباب والعائلات ..يلتفون حول فارس وخطيبته وهما يرقصان رقصة رومانسية تجمعهما بعاطفة .وبعد صراع خروجها وحدوث* تلامس مع الجميع* فقد كان الوضع اسوء من كثرة الشباب عما قبل دخولها** فلم يهمها ، فاكثر ما يشغل بالها فى تلك اللحظة هو الخوف من معرفة امين بخروجها .
نجحت بالخروج الى باحة المنزل وهي تلتقط انفاسها بتوتر ،
ارتفعت صوت الاغاني الشعبية اكثر فأكثر تحت هتاف الشباب بترديد الاغاني وكأنهم بحالة سُكْر ، تحركت نحو البوابة وببالها يدور حجة قوية ستخبرها لليندا غدا ..
فجأة اتسعت حدقتيها بصدمة قوية تشهق وهي ترى ام ليندا جالسة على كرسيها المتحرك وشاب ناضج يبدو بالخمسة والعشرين عاما يدفعها من الكرسي بسرعة ويجري بها ذهابا وايابا بشقاوة بحديقة الع¤يلا وهي تضحك بعفوية ..
نظرت نحو اجتماع الناس بالحفل كان امر مستحيل ان تدخل مرة اخري وتخبر ليندا او اي احد ..كان الامر ميؤوس منه* ،الحل الوحيد امامها الآن لا يعجبها ولكن ليس امامها حل اخر ،فقامت برفع فستانها قليلا وبدأت تجري وراء الشاب لكي تحاول ان توقفه وتمنعه من دفع الكرسي بغشم فبالتأكيد ان لم يتوقف ستسقط ام ليندا وستتأذى بشدة ..
كان صوت الاغاني يمنع هذا الشاب من سماع هتافها بصياح خلفهما* "توقف .. ستؤذيها .."
لم يشعر الشاب بجريها خلفه من الاساس فهتفت بصراخ " لما لا يوجد أمن هنا ..لإيقاف هذا المعتوه "
وبعد شعورها بالتعب توقفت تلهث بشدة وظهرها منحنى بثقل* فلمحت حجر على الأرض صغيرا ،التقطته مسرعة وجرت خلفه لتصيبه به ...
فشلت عدت مرات ...
كزت على أسنانها واخذت نفسا عميقا وهرعت وراءه بسرعة اكبر وكأنها تستغل الكبت والخوف الموجود بداخلها ليخرج على هيئة طاقة ، رمت الحجر الصغير ليطير مندفعا نحوه بسرعة كبيرة حتى... اصاب رأسه ..
توقفت عن التحرك فجأة* وجدته يلهث باهتزاز جسده العلوي بجنون فرفعت يدها على فاها بصدمة وهى تراه يلتفت هنا وهناك يبحث عمن اذاه حتى وقعت عيناه عليها فتحولت قسماته الى غضب عارم فأزاح الكرسي من امامه بعصبيه فسقطت ام ليندا من الكرسي على وجهها* ومن حسن حظها كانت ارضية الزهور من لامست جسدها بأرضية الطبيعة فكان افضل مئة مرة من البلاط المرصوف بباقي الحديقة كان ليؤذيها بشدة ،ارادت منة ان تجري نحوها وتقوم بمساعدتها ..لكنها خافت من نظرات الشاب لها وهو يضع يده على رأسها التى تصبغت بالدماء بشكل واضح ...
عقلها يخبرها أن تهرب من ردت فعل ذلك الشاب الذي لا تبشر بالخير ..كل شيء يظهر ان الشاب ليس طبيعيا. .. فهل هناك احد عاقل يفعل مثل ما اقدم عليه ...
تحرك نحوها* بغضب شديد فعادت خطوات الى الوراء برعب ، ايماءات وجهه لا تليق على بذلته الانيقة والمختارة بعنايه لقامته الفرعة ..
فجأة جرى نحوها بعصبية وكأنه ثورا هائج قام احد باستفزازه باللون الاحمر لم تشعر بقدمها وهي تلتفت تهرع بأقصى قوتها للخارج* ولا شيء يدور بعقلها* بما سيفعله معها سوى القتل و الاغتصاب ..
هرعت والدموع تغرق خديها لا تعلم الى اي مكان تهرب وما ان لمحت بوابة احدي الع¤يلل المجاورة باباها مفتوح دلفت تصيح بقوتها لكي تحصل على النجدة من أي احد ،وكأنها سقطت بالصحراء لا يوجد اي بشرى هنا* ،الظلام وحده من تراه ..* تسمع خطواته خلفها ولهاثه ،علمت انها على وشك ان يقوم بإمساكها ، كانت على وشك أن تموت بنوبة قلبية فحين هرولت مبتعدة بالبداية لم تحسبها دون تفكير فلو كانت دخلت الى الحفل كانت لتختبئ بسهولة منه وسط الحشد ومائة شخص سيقوم بإيقافه ،الخوف قيد ضلوعها* ليجعلها تهرب الى خارج البوابة مبتعدة عن الحفل دون تفكير ..!.. عادت إليها ذكريات خالها شريف وهو يتسلل لغرفتها ساحبا اياها وهى نائمة الى غرفته بالظلام دون ان تشعر والدتها او امين ويقوم بفعلته الدنيئة معها دون حول منها او قوة ..شعرت أن الإعياء يسرق وعيها تدريجيا فعلمت انها ستفقد ثباتها بأي لحظة ..حاولت التماسك فقد وصلت الى باب الع¤يلا الداخلي فدلفت اليه بعد جريها بطريق طويل بحديقة الع¤يلا صاحت بالداخل والظلام يملأ المكان تحت صدى صوتها المهزوم* " انقذوني ..ارجوكم .."
لم تكمل الجملة بسبب ارتطام رأسها بصدر أحدهما فسقطت على الارض بالظلام ...
قالت تحت لهاثها "ارجوك احدهم يحاول قتلي .."
لم تلق إجابة حتي اشتعلت الاضواء بالكامل ..
كانت مرمية على الارض تلهث بخوف بذلك الفستان ووجهها قد تشوه بفضل المكياج الذي تدمر بسبب دموعها ..
أقبلت تمسك أقدام الشاب برجاء الواقف امامها دون حتي ان ترفع بصرها اليه لتردف مرة اخرى "ارجوك انقذني ..هناك أحد يريد ان يقتلني .."
عبست ملامحها وهي لا تلقى اجابة منه فأمسكت بأقدامه بقوة بعد أن استمعت الى صوت خطوات أقدام قوي يقترب ،ابعد الشاب يدها عنه بعكازه بخفة لكي لا تلمسه ..قائلا بنبرة رجوليه " مصطفى ..من أدخل تلك الحثالة الى هنا ..اخبرت ان لا تدخل المتسولين .."
رفعت بصرها إليه بغرابة بعد أن رأت العكاز لتتلاشي ضباب دموعها وتتضح الرؤية جيدا ...، شهقت بقوة فلم تتوقع ان يكون هذا الشاب عامر ابن عم ليندا ..!! والذي سيقوم المقابلة غدا ..!
لم يلقى عامر اجابة من مصطفى ،فكان مختفيا بشكل عام عن الع¤يلا بترك باباها مفتوح .. فأردف بغضب* مقتربا منها بتقزز " من الاحمق الذي يحاول ان يقتل شبحا مثلك ... ابعدي يدك القذرة هذه واخرجي من هنا ايتها المتسولة .."
تصفحته منة قليلا بعد تأكدها انه متكبر مغرور شيء ما اشعرها بالراحة فهو لن يقوم بأذيتها وايضا حين يعلم انها صديقة ليندا .فقالت برجاء
" انا ..انا صديقة ليندا ..صدقني ..
شاب كان يجرى ورائي يحاول ان يقوم بقتلي"
ابتعدت عنه بعد نظرته المشمئزة منها وهو يتصفح جسدها بنفور* ، لم تستطع ان تحاول حتى ان تقف على اقدامها لعدة ثوان.. بسبب خفقان قلبها الشديد .. فرمقها عامر باشمئزاز وتكبر " لا اعرف احد بهذا الاسم ..وهيا هيا اذهبي
قبل ان اتصل بالشرطة* "
"لا لا ارجوك ..سأذهب "
..حاولت ان تقف بصعوبة على اقدامها تخرج من الع¤يلا وقلبها يتواثب بخوف ان ترى ذلك الملاحق مرة اخرى ...
خطى عامر خلفها يتحامل على عكازه* حتى يتأكد من ذهابها ..كانت تلتفت بين الحين والاخر له ..
فجأة ظهر ذلك الشاب الذي اصابته برأسه خلف الشجرة وكأنه ينتظرها ان تخرج ...فهرولت بسرعة نحو عامر فجز على اسنانه يحدق بها بغضب فوقفت مستسلمة خلفه برعب قائلة** " هذا ..هو هو .."
رمقها بغرابة فلأول مرة أحد ما يتحامى به ولا ينظر اليه بشفقة ، التفت الي الشاب يصيح بغضب بعد ان دهش حين يراه* "* حسين ايها الغبي الاحمق ما الذي تفعله هنا ....* مصطفى ايها العجوز تبا لك ...."
خطى عامر بعكازه ناحية حسين الذي يرمقه بخوف تاره ثم يرمي بصره الى الفتاة* ..وجد عامر ان رأس شقيقه حسين ملطخه بالدماء فعبست ملامحه وهو يلمس الجرح قائلا " من فعل ذلك .."
أشار حسين نحو منة* التى فرت هاربه حين رأته يتحه اليه اراد حسين ان يتبعها ولكن عامر منعه بقوة ..
* * * *
* *.* * * * * * * * * * (ظ¤ظ¢)
وصلت منة الي المنزل بعد استقلالها سيارة اجرة ، كانت تبدو كالشبح المرعب ،اطلقت صوفي الصياح فور رؤيتها بهذا الشكل ولم تكن للتعرف عليها الا من خلال شعرها وصوتها ..
عادت انفاسها الى طبيعتها قليلا بعد ان عرفت ان امين لم يعود بعد الى المنزل ..
لم تعطي منة فرصة لصوفي لكي تعرف ما حدث معها* وتحركت الى غرفتها واغلفت الباب بوجه صوفي التى ارادت ان تخبرها بأمر ما ضروري ، بقت منة تبكي من شدة الاهانة التى تعرضت لها وخاصة ذلك العنف والتوتر الذي عاشته بسبب حسين ...* ربما ان لم تكن مرت بظروف صعبه بالماضي كانت لتقف امامه بجمود وتمنعه من اذيتها ولكن نفسيتها التى* كانت تحاول ان تشفيها* طوال السنوات الماضية* تأكدت الان انها كانت تخفيها فقط* ، علمت انها ستظل هكذا الى ابدا ..دون استشفاء .
حاولت كبت ما تشعر به ،واتجهت نحو المرآة وهى ترى نفسها بفستانها الذي غاب لونه بسبب الغبار ... ووجها الذي اختفت ملامحه البريئة تحت قناع الرعب هذا ..
" هذا المغرور لديه حق بعض الشيء بتذمره ..حقا ابدو كشبح ضال ولكنه افور جدا ..يجب علي ان احذر منه غدا .... بالتأكيد لن يتعرف عليا بهذا الشكل أليس كذلك ..!! .. "
ارتمت على الفراش بتعب وثقل شديد تردف بتنهيد مستسلم " لقد كان يوما حافلا لمقابلة الحثالة .. يا اللهي كل هذا مر بعدة ساعات ..."
انتفضت من الفراش وهي تتذكر والدة ليندا ...فأقبلت تبحث عن الهاتف من جيب فستانها فلم تجده مهما بحثت* ..عاد حادث الفرار امام عيناها وهي تتذكر سقوطها إثر ارتطامها بصدر عامر بالع¤يلا و التي علمت فور خروجها انها لعاصم ..
فصاحت بقوة خشية من سقوط الهاتف بحوزة عامر .
* * * * * * * ** *****
دقت ساعة منتصف الليل بساعة يده فخرج من شروده بانتباه بعد تفكيره بعرض عاصم ..
فكان مشتت بين خيارين احدهما ان يذهب الى مدينة اخرى متناسيا الماضي او العيش بجوار عاصم ...
ولكن عاصم رجل عجوز يبدو من حركاته وايماءات جسده انه لم يعد امامه الكثير ..الاعمار بيد الله طبعا ولكن ان قام عاصم بحمايته بأمواله ونفوذه لن يكفي ..فان عتر فيه شريف لن يتركه حيا ..
ايضا هو لا يريد ان يعيش هاربا طوال حياته فلم يفعل اي شيء خاطئ ،اراد فقط حياة خاليه من المشاكل.
رفع الهاتف يجري اتصال بحسناء لكي يطمئن على منة فلم يراها طوال اليوم بسبب ذهابها صباحا الى البنك بسبب مقابلتها ، فمجرد معرفة ان شريف موجود هنا بالإسكندرية كانت كفيلة لتتركه يتنفس بغياب عقله عن الجميع والتفكير بأمر واحد فقط .
لم يتلقى إجابة بالهاتف فتنهد بقلق وهو يعيد الاتصال مرة آخري ، دخل رأفت عليه بالدكان يعيد ترتيب بعض الكراتين التي تركها امين على عتبة الدكان متناسيًا أمرها تماما ،وجده يقطم اظافره وهو يحدق بالهاتف بتركيز منتظرا اجابة حسناء لم ينتبه لدخوله حتي* خطى رأفت على إحدى أكياس الشيبسي الفارغة المرمية على الارض فصدر صوتا مزعجا* ..
القى الترحاب على بعضهما البعض* بأيديهما دون النظر بعيون بعض ..وضع امين الهاتف بجيبه متنهدا يريح باله حتى يغيب عنه التوتر قليلا بأن منة نائمة الان ولا يوجد شيء للقلق ،فإن كان حصل شيء كانت ستعلمه حسناء بالحال .
عض على شفتاه يأنب نفسه بعدم شرائه لهاتف لها* ..بسبب ادخاره لكل قرش خشية الايام المقبلة .
كان قد وعدها بشراء هاتف جديد ولكنها رفضت رفض تاما بحجة انها لا تحتاج اليه وان اراد الاطمئنان عليها يتصل حسناء ،حتي بأيام الجامعة اعطته رقم صديقتها بحجة انها لا تفارقها ..
تساءل بأنه كيف سمع لها ولم يقم بشرائه مع ان الان وبهذا العصر لا يوجد اي احد لا يملك هاتف سواء أكان كبيرا ام صغيرا .لقد كان انانيا بهذا الشيء ..ربما لتوفير الاموال لاحتياجاتها بالجامعة بالماضي ...
كان رأفت يتابع تنهداته المسمعة فهتف قائلا باهتمام* " ما بك يا رجل .."
رفع امين بصره اليه مفكرا برد مناسب* " ..اتعلم من اين اقوم بشراء هاتف مستعمل ."
ابتسم رأفت يجيبه " لقد اعتقدت ان احدا قد مات بسبب نظراتك القلقة وتنهداتك ..كل ذلك كان لأجل هاتف ..يارجل ..طلبك عندي ...
الاسبوع الماضي اشتريت هاتف جديد والقديم انظر ..."
اخرج رأفت هاتفه القديم من جيبه وقدمه لأمين الذي تصفحه بإعجاب قائلا " بكم تبيعه اذا .."
"لا لا خده دون مقابل .."
عبس امين بوجهه قائلا* "حسنا اتفضل ..لن اقوم بأخذه .."
سحبه رأفت من يده ووضعه داخل جيب بنطاله قائلا بحسم* " اسمع انت مثل اخي الصغير ...تقبل الهداية ولو لمرة بحياتك ..انت صعب جدا .."
وجده أمين جديًا جدا بهذا الامر فكلما كان يقدم له رأفت اشياء من المحل لكي يتناولها يرفض ولا يأكلها حتى يدفع ثمناها ..
"حسنا سأقبله ولكن لن اخذ اجرة هذا الشهر ..وارجوك لا تقل شيء .."
رمقه رأفت بنظرة غريبة* يعلم انه لن يتوقف* فاستسلم قائلا "حسنا كما تريد"
وما ان انتهي وقت العمل أغلق الدكان بسرعة واستقل سيارة اجرة ، كان يفكر برد فعل منة حين ترى الهاتف يعلم انها ستفرح كثيرا* ..وما ان وصل حتي خرج من السيارة بسرعة ، فجأة تصلبت قدمه وهو يسمع الى صوت سيارة الاسعاف* التى كادت ان تدهسه لولا ابتعاده باللحظات الاخيرة ،اتجهت الاسعاف بطريق منزله* فخفق قلبه بقوة وهو يراها تقف امام الباب فهرول مسرعًا يكاد* قلبه ان يتوقف عن النبض واذنه تلتقط اصوات صياح داخل المنزل ...
يتبع ...

 
 

 

عرض البوم صور سارة منصور دوار الشمس   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم قصص من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:17 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية