لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

قصص من وحي قلم الاعضاء قصص من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-05-23, 08:42 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2021
العضوية: 337109
المشاركات: 85
الجنس أنثى
معدل التقييم: سارة منصور دوار الشمس عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سارة منصور دوار الشمس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سارة منصور دوار الشمس المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية جديدة " لم تكن أنثى "

 

الأمنية هى يد تقبض علي القلب كلما يتذكر محتواها المتمني ويعيش لحظات تحققها بعقله لثوان فيرسل العقل لذعات الفرح* فى ثوان معدودة وحين يفق المتمني تشتد القبضات على القلب فيعتصر بالم طويل المدى، لذا سميت أمنية لصعوبة تحققها..
* * * * * " الفصل السادس"
كانت أقدام أمين تتحرك بسرعة كبيرة وهو يهرب برفقة شقيقته منة ولكن، كلما يقترب من مخرج البوابة يشعر بالبعد الشديد فهل الخوف يلعب بعينيه . جز على أسنانه بحماس قاتل وأسرع من الجري لعله يطير إلى السماء ويصل إلى الاسكندرية بسرعة...
يعلم ان الخدم يرونه ولكن لا يهتم ومن يريد أن يوقفه* فليأتي ولا يندم على فعلته معه فأقل شيء قد يقوم بفعله بمن يحاول منعه هو القتل.
وصل إلى البوابة الضخمة السوداء المطلة على الشارع ولم يعد بينه وبين الهروب سوي القليل، ظهر الغفير فجأة ووقف أمام البوابة يمنعه بسبب الأوامر المشددة ولكن أمين قد حضر لتلك المواجهة كثيرًا فأخرج سكينًا من وراء ظهره كان يخفيه فى بنطاله القماشي ذا اللون الاسود ، سكينا مشرشرا يلتمع نصله تحت أشعه الشمس الساطعة حتي أعمى بريقها عينا الغفير وبدل ان يقوم أمين بتهديده فعل ما لم يكن بالحسبان أبدا.. مما جعل الفك السفلي من أفواه بعض الخدم تتدلى لأسفل بصدمة كبيرة* .
كانت منة شاردة تشعر بأنها جُنت بالفعل ولكنها تثق بشقيقها جدا ،هى أيضا تريد الهروب بعيدا عن مغتصبها وقاتل طفولتها برغم الخوف الشديد الا انها حين يعانق شقيقها يدها تستمد بعض القوة الخيالية... حتى!! اختفت حين رأت نفسها بين احضانه وتحت ذراعيه مهددة بسكين لا ترى بدايته من نهايته فقط صورتها المعكوسة داخله ،وضع لا يحسد عليه بضربات قلبها التى تهدد امانها وهل شعرت بالأمان قبلا من الأصل؟، تاه عقلها يطمئنها بأنها بحلم وستستيقظ الان ،وسبحان من جعلها واقفة جاحظة تنتظر ان تفق من نومها. همساته الراجية ..... القريبة من اذنيها "ارجوك لا تفقدي الوعي، ارجوكي لا تخافى.. انتظري قليلا"
الأجواء شاحنة الجميع ينظر إليهما بصدمة ،هلع.. والشيء الوحيد الذي يجول بخاطرهم* انه فقد عقله* بالتفكير بالهروب حتي وصل به الأمر أن يجعل شقيقته رهينة.
استسلم الغفير وابتعد عن البوابة ليأخذ امين "منة" ساحبا اياها تحت صمودها العجيب.
* * * * * * * * (16)
القلوب تخفق بخوف مميت كضرب الطبول في حفلة راقصة تتمازج مع صفارة القطار المزعجة وهما يجلسان على احد كراسي القطار وكل منها يرتفع صدره ويهبط من القلق واعينهما تتربص الهجوم عليهما فى اي وقت، مرت دقيقة شرود بعد ان غاص فى أعماق قسمات شقيقته* فشعر بإعجاب كبير ظهر بامتنان على وجهه* محاولا ان يصرح به لها* بسبب تمسكها حتي الان* وثقتها به ولكن، فجأة* لم تستطع* ان تمسك نفسها اكثر فارتمت على الارض بنوبة صرع أمام المسافرين الشعبين مخلعة قلب شقيقها عليها.
تابعها الجميع رافعين باطن ايديهم على قلوبهم وبسبب جهلهم بمرضها اعتقد البعض انها تخرج آخر أنفاسها..
ولج منهم شابا فى الثلاثين من عمره يرتدي عمامة على رأسه ويرتدي مثل الفلاح* بجلباب بني يتمايل على جسده الكبير بتيار الجو* ،محاولا ان يقوم بحملها بموقف رجولي امام الناس قائلا بصوت مرتفع لأمين الذي كان يحاول افاقتها" هيا بنا على مشفى البلد بسرعة يا صديقي ، متجلجش شقيقتك إن شالله بخير"
برغم الضغط* الشديد* الساقط على عقل امين الا انه حاول منعه بالقبض على يد الشاب وجذب منة منه ولكن بسبب قوة الشاب فشل فجري وراءه وهو يصيح "توقف.. إنها بخير
.." شعر ان خطته بالفرار قد تفشل بسبب ذلك الاحمق الفّار بشقيقته بعيدا عنه.
..* فى مشفى العزبة*....
لم يتركهما الشاب حتي يطمئن على حالها ،في تلك الأثناء كان أمين يجز على أسنانه بغضب بسبب اجبار الشاب على تأخيرها وتفويت القطار، فأضاف امين للمرة العاشرة* بنبرة مرتفعة وهو يلوح بيديه امام الرجل بقلة احترام " يا أخى اخبرتك اننا بخير فلتذهب الأن ونلحق المحطة الأخرى.. بسببك سنذهب إلى محطتين عشان نصل إلى الإسكندرية* لقد اصعبت علينا الامور أكثر "
" بدلا من ان تقول شكرا ..، خير تعمل شر تلقى"
فاقت منة على صوتهما المرتفع كما انتبه لهما الجميع ، وبكل قوة حمل امين منة على كتفيه يعلم انها بعد حالة الصرع تشعر بثقل بقدميها وعدم اتزان ، تابعهما الشاب وخطى خلفهما حتى استقلا سيارة الأجرة فدخل الشاب معهما بجانب السائق** أخذا امين يحدق بغضب ويزفر* وجانب ثغره مرفوعا بغل واضح حتى وصلت السيارة الى المحطة .
كانت المحطة محتشدة بالناس بطريقة غريبة والغريب انها لم تكن مزدحمة بهذا الشكل من قبل حتى وقع الخوف داخل قلبهما ان علم خالهما بالأمر بتلك السرعة. كانت منة قد استعادة رباط جأشها قليلا بعد ساعات من انتظار قطار آخر يوصلها إلى مدينة أخري حتي يستقلا منها قطار إلى الإسكندرية* فتركها امين تجلس براحة على الكرسي المقابل له ، بقى ينظرا الى بعضهما بخوف ،ورهبة صامتة ولكن اعينهما ثائرة بها الكثير من الحيرة على أجوبة لا يعلماها حتى يصلا الى الإسكندرية . وضع باطن يده على أطراف منة الباردة يحتويها بكل ذرة ألم تنهش كيانها لعله يعطيها امان قليلا ،بادلته بابتسامة مصطنعة ممزوجة ببعض القلق فهم فيما معناها هل سترحب بنا الخالة التي لم نراها في حياتنا ؟ فرمقها بنظرة مشبعة بثقة وهو يمسح بيديه حقيبة ظهره* ويهز رأسه بالإيجاب** ..
هنا تحرك القطار مع نشوة الحماس التي تداعب صدره ببعض الراحة عكس شعور الخوف الذي استحوذ على منة بالكامل وجعلها تقفز الى كرسي امين بهلع .
وما ان جاء ليقول لها اهدئ ظهر الشاب الذي كان قد اخذ منة إلى* المشفى من العدم أمامها، ينظر اليهما بحماس غريب وهو يقول بعيون ممتنة ويده تضرب* فخذه بعدم تصديق " لا اعلم ان لم تصابي بهذا الصرع ماذا كان سيحدث لي ،أخمن ان عائلتي كانت ستفقد الدرع الذي يزودهما بالمال " صمت قليلا وهو يري غفلهما عما يدور وبما يقصد فأضاف ببعض المرح لا يناسب الموقف تماما " الم تعرفا بعد ؟"
اضاف بعيون متسعة من هول الموقف "..لقد اصطدم القطار الذي كنا سنذهب به إلى الاسكندرية بقطار اخر لقد تفحم تماما .."
ضحك الرجل بقهقه وهو يري صدمتهما الكبيرة واعينهما الجاحظة* اندفع أمين منتفضا من الكرسي واقفا رغم سرعة القطار قائلا بعدم استيعاب بعد* " لما انت* جالس هنا اذهب بعيدا عنا* " وأضاف الى منة وهو يمسك بكلتا يديها يهدأ العاصفة التي تستحوذ عليها " لا تصدقي ما يقول انه يحاول استفزازي فحسب "
اهتز جسد منة وانتظرت ىحيل اشلاب ولكنه لا يزال باردا كالثلج امامهما فهل سقط لوح الثلج هذا على رأسهما؟.
ردت عليه منة بقلق منفعل لم تستطع إن تكتمه" انه يقول ان القطار احترق ..لقد نجونا يا امين تخيل ان نموت بعد هروبنا.. واحنا لسه فى البداية ارجوك لنرجع* سأموت ان حدث لك شيء، انا خائفة جدا اشعر اني ساموت* حقا" سب امين الرجل في سره ودار اليه بوجهه ناظرا بغضب فبكلامه* قد افسد الامر عليه بجعل القلق يهدد راحت منة ،فعقد الرجل حاجبيه من المعاملة السيئة والغير مفهومة التي يتلاقها من هذا الغلام فبعد ان وقف بجانبه يرد له الاحسان بتلك النظرة وقلة الادب* ، رفع قدميه على الأخرى* وقال معاندا " لن ابتعد هل اشتري ابوكما القطار ام هربتما قبل أن يقوم بشرائه لكما* ؟؟
ازدرد ريقه ببعض الخوف* ،هو لأيزال قاصرا ،ويمكن لهذا الشاب ان يقوم بتسليمهما إلى الشرطة بالقوة فالتزم الصمت وعض على شفتاه بغيظ بسبب كلمات" منة" هاربة منها دون إرادة ،تساءل امين وهو يحدق بالشاب محدثا نفسه بان عقله عقل طفل وهو لا يملك الوقت* سوي للهروب من عدو يحاول هتك عرض شقيقته .
اخذ امين بيد منة* بعد أن توقف القطار باحدى المحطات وقد بدأت بالارتجاف والبكاء* اعاد رفع الحقيبة على ظهره والتمسك بها جيدا ثم جذب يدها برقة* وجلسا في كرسي اخر بالقطار بعيدا محاولا ان يهدأ روعها .
* * * * * ** (17)
كان القطار سريعا بطريقة مهولة يصدر صوت طقطقته مع السكة الحديدية* وكأنه يهرب مثلهم ولكن مما يا تري هو الاخر؟. لايري الأن اي شيء سوي الخوف الذي يسيطر على كل منهما، وبالنسبة لمنة كانت المرة الأولى التي تركب فيها قطار فلم يكن سهل عليها أبدا فأربع ساعات تمسك بمعصم شقيقها بقوة ورجفة حتى أصيبت يده بعلامة حمراء* ، ولم يعبئ الى كل ذلك ..أربع ساعات كانوا كالجحيم بالنسبة له يشعر ان خاله سيظهر امامهما فجأة فبعد ان قام بفضحه امام منافسه الأقوى لن يكون تأنيبه حين يمسك به أحدي قراراته بل سيقتله ولا شيء اقل من ذلك فقد دمر مسيرته ولن يكن بمقدره ان يقدم فى أي انتخابات للعزبة ،يعلم انه لم يقم بفضحه فقط بل قام بفضح العائلة بأثرها ودفن ماء وجهم تحت الارض وجف للأبد بنفس اللحظة ، ذلك كان العقاب الذي توعده له فبعد ان اغتصب براءة شقيقته الغالية* يكون له حياة مثل البشر!بل سيجعله يتمني الموت* ،نعم يخاف منهم ولكن ان تم الإمساك به لن يموت بمفرده حتي يأخد خاله معه إلى المقابر.
هدأت أنفاسه قليلا بعد ان وصلا إلى محطة الخط الفاصل بينه وبين الإسكندرية* ولم يعد الا ساعة واحدة فحسب، يشعر بكل خطوة يخطيها ببداية جديدة تنتظرهما .
فكر بالقطار الاخر الذي احترق وبسببه انشق طريق حياته فى* بدايته* ، هنا هتف امين متحمسا* أمام مدخل القطار " منة القديمة وامين بكل مشاكلهم ماتا مع القطار الاخر ، هل تسمعيني يا منتي" ازدردت ريقها بخوف لا تعلم بما يدور برأسه ولكنه حبل نجاتها الأن* ، اضاف إليها بابتسامة مشرقة لم تعهدها من قبل مما تركت داخلها دافع للحياة ونسيان الماضي "أهلا بالدنيا الجديدة"
*وبعد مرور ساعة ونص*
ركب أمين سيارة اجرة وبجانبه منة هادئة بشكل غريب* ، حدث نفسه شاردا بأنه متأكد بنسبة كبيرة ان الخالة سترحب بهما وخاصةً بعد ان تري الهدية التي سيهديها إياها ..فتلك العائلة الكريهة تعشق السلطة والنفوذ وإن امتلكوها يمكنهم ان يبيعوا أي احد على حساب راحتهم** .
شرد بعيدا فى تلك الليلة حين قابل عاصم عند بيت خصم خاله شريف وبما حكى له عن* ماضيه مع والدته والذي لم يصدقه ابدا فقد رأي وتعايش مع كل ماهو سيء داخلها فهل يصدق إنها تمسكت بعاصم لأنها احبته رغم صعوبة الإنجاب** يكاد يجزم ان تلك المرأة لا تعرف الحب مطلقا حتى تضحى بعشرين عام لأجل رجل، ربما قررت ان تعيش معه بسبب أمواله وتتضحي بالإنجاب مثلا والدليل انها لم تبتعد حتى قام بطردها هذا هو الاقرب لصواب،* لم يسعد أبدا بالتحدث معه خاصة وهو يراه يلح عليه بالذهاب للعيش معه ألا يعلم انه يعرف نوياه جيدا بأنه يريد أن يأخذهما رهينة يقرص بها على خاله بالتأكيد ولكنه احمق فمن هما بالنسبة لشريف سوي قطعة لحم، فإن** يقدم معروف لأولاد طليقته دون مقابل لهو ضرب من الخيال، هل يحسبه احمق إلى هذا الحد حتى يصدق أقواله الكذبة بطريقة ظاهرة جدا لأي طفل ، تنهد بارهاق* وهو يحدق من نافذة السيارة الاجرة المسرعة قائلا فى نفسه انه* بسبب مقابلته لعاصم فى تلك الليلة* علم بعض الأشياء عن خالته التي تعيش بالإسكندرية بعد ان تخلت عن ماضيها وعائلتها بسبب الفضيحة التي اوقعتها باهلها بالعزبة ، فلن يصل ابدا الى الخال شريف انه قد هرب الى تلك الابنة المطرودة من رحمة عائلتها وبسبب انهما لم يكن يعلما عنها أي شيء فلم تأتى سيرتها على احد بالمنزل ابدا امامهما .
نزل من السيارة وقلبه يتقافز باحساس لا يعلمه ولكنه يشعر ان قلبه سيخرج من مكانه او سيفقد الوعي. وقف امام منزل خالته بالعنوان الذي حفظه عن ظهر قلب وبيده الحقيبة ممسكا بها على ظهره وكأن حياته الجديد بداخلها. مالت منة على احدى كتفيه بتعب فقد ارهقها قلبها والمواصلات ، اقترب امين... ومد يده يدق الباب حتى اوقفته منة قائلة " ماذا ان اتصلت بالخال واخبرته "
كان الكلام يخرج من شفتيها بخوف مرعب تعيش كل لحظات كل كلمة ليرد عليها امين بحزم " لا تكونى درامية ، لقد اخبرتك انها تكرهم ولا تتواصل مع أي احد منهما ..هل كنت من الأصل تعلمن ان لك خالة ؟"
مالت رأسها بالنفي ليأخذ امين بيدها ويدق بيده الأخرى على الباب فكما توقع تماما منزل قديم* * جدا بجانب منازل فخمة وكم يفسد منظر الحي.
حدث نفسه*
"لا أعلم كيف صدقتك يا عاصم* ولكن شيء كبير داخلي يصدق بوجودها، هذا ما جعلني* أصل إلى هنا** "


رايكم ��

 
 

 

عرض البوم صور سارة منصور دوار الشمس   رد مع اقتباس
قديم 22-05-23, 08:43 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2021
العضوية: 337109
المشاركات: 85
الجنس أنثى
معدل التقييم: سارة منصور دوار الشمس عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سارة منصور دوار الشمس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سارة منصور دوار الشمس المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية جديدة " لم تكن أنثى "

 

الفصل السابع
خرجت سيدة بالعقد الرابع بملامح شرقية غنية لا شيء ملفت فيها سوى عقد ثمين مرصع بالألماس الفاخر يحوط رقبتها لا يليق بملابسها العادية وبجسدها النحيف جدا وكأنها لم تأكل منذ شهور فبشرتها تفقد رونقها الخاص . ومن خلف الباب تحدق بأمين وبمنة بغرابة قائلة بتساؤل بنبرة غليظة " هل تريدا شيء ؟ ان كنتما ستعرضان بضاعتكما فرب البيت ليس موجود وبلتالى لايوجد فلوس ياحسرتي "
بدت السيدة ثرثارة للغاية تلقي كلام بنفس الدائرة ولا تعطي مجالا لكي يرد امين عليها، فاقترب من عتبة المنزل قائلا ينهي الحوار بنبرة متمرسة " اشتقت اليك ياخالة ...."
وهم بإعطائها عناقا كاذبا تحت مسمي اشتياق عائلي ..ولكن السيدة منعته من الاقتراب بتأفف برجوعها خطوة الى الوراء ورفع يدها امامها تصده حتي لا يقترب وبرجوعها فتح باب المنزل على مصراعيه ليظهر عجوزا تجلس على كُرسي متحرك بشعر ابيض اشعس قصير يبدو كقرص الشمس، بعض الشبه الكبير بملامحها المصرية الاصيلة تتشابه مع امه فرمقها بغرابة متمعننا في دقة عينيها البارزة و التي تشبه العائلة الى حد كبير وايضا سحنتهم الغليظة والتي لا يوجد بها اى عاطفة ، وبتلقائية قال أمين ببعض الرهبة من تلك العجوز " لقد اتينا من العزبة ومعي أمانة للخالة لميس "كان يوجه الكلام للجميع ولكن عيناه لا تفارق عين العجوز المتسلطة عليه ويده تشير الى السيدة ذا العقد الثمين .
" اخبرتى أنهما بنتان ؟"
هتفت بها العجوز فجأة بملامح عابسة بعض الشيء وعيناها تدور على منة وامين ،ساد الصمت لدقيقة كاملة رغم الشحنات المغمورة باعينهم اتجاه بعض وخاصةً منة التي شعرت بالخوف جدا من العجوز ، ليعلو صوت العجوز مردفا بتساؤل وبعض العاطفة الخشنة تلون كسرة عيناها " هل خافت مني من ان أقوم بحسدها لأنها أتت بالولد الذي حرمت منه ..،توقعتها من الجميع الا منك يانجلاء !" قالت جملتها الأخيرة وهى تبتسم بسخرية مريرة وتشيح بأنظارها بعيدا الى السماء وكأنها تتذكر الماضي تحت نظرات امين التائهة والمتسائلة . هنا ظهرت فتاة مراهقة بملامح اسيوية كانت تراقبهم من الركن البعيد فسرقت الكلمات من فيه أمين بسحرها الذي اعماه عن الجميع ، قائلة بصدمة " هل تعرفيهما يا لميس"
هنا انتبه أمين الى اسم لميس، وكما كان يتوقع انها السيدة الأربعينية خالته فناظرها بتركيز ،ردت العجوز " رحبي ياحسناء بأولاد خالتك نجلاء "
تفاجأ امين ورمق الفتاة الاسيوية من رأسها الى اخمص قدميها ليشرد قليلا بملابسها الجريئة ثم وجهه انظاره الى العجوز قائلا بغرابة فقد فقد التركيز ولم يعد يعلم من امامه من وراءه " لكن كيف تكون ابنة خالتى فلبنية ومن انت " ؟
ناظرته الاسيوية بغضب وبضحكة ساخرة قالت " فلبنية ؟؟؟؟ تقصد صينية منذ الوهلة الأولى وانا أقول من هذا الاحمق ، دائما اكن على صواب في حكمي على الاخرين "
رد امين بسخرية " صينية تتكلم المصرية بطلاقة يالا العجب" صمت قليلا وناظرها بنظرة اشعرت بدنها من جراءتها فاردف وهو يضع يديه فى حنبه "هاااححح ماذا ان اخبرتك ياعزيزتي اني منذ الوهلة الاولي وانا اعتقد انك الخادمة "
صعقت الاسيوية وبادلته بنظرة غاضبة وكأنها تريد الفتك به،
اقتربت السيدة ذات الملامح الشرقية ترنوا الى أمين ومنة بغرابة حتى تحولت نظرتها الى فرحة لم يتوقعاها ابدا وما جعلهما يتفاجأن اكثر هو اقترابها من منة وعناقها !
جحظت عين منة وبقت متجمدة وهي داخل عناق السيدة ،شيء ما يسري بعروقها لم تعلم ما هو ولكن دقه قلبها فسرتها على انه الامان!!، ربما هى مخطأة لانها لم تذق طعم الأمان من قبل ولم تستشعره فى احضان والدتها حتى.
قالت السيدة الشرقية لمنة التي تراقبها باستغراب " لقد كانت خالتى نجلاء لطيفة جدا ..لكن لما لم تاتى معكما ؟ "
هتف امين بعد فهم "خالتك ؟"
ردت العجوز بسرعة وكأنها تريد ان تخفى شيء" حسناء لن نبقى كل اليوم بالخارج صحيح ؟؟ ادخليهما وضيفي عليهما جيدا ثم نتحدث براحتنا لقد اتيا من سفر طويل .."
ارتفع حاجبا امين من الصدمة فكان يتوقع ان حسناء هي الفتاة الاسيوية ابنه خالته مع رفض العقل الا انه توقع ان الشرقية هى خالته و تزوجت من اسيوي كما يحدث مع البعض ..ولكن ان تكون حسناء هي السيدة الاربعينية ابنة خالته ! ..مهلا مهلا ...نعم فتلك العجوز تبدو في أواخر الستين تقارب عمر والدتهما المتوفاة، ضرب امين بباطن يده على حبهته فى الوصول الى نتائج تفكيره ولكنه اخطأ رغم التفسير الواضح امامه ،ربما تعسر في الاستنتاج بسبب توتر عقله من الاحداث التي مر بها في الصباح .
(18)
يجلس امام لميس في غرفة واسعة اضائتها خافته بعض الشيء اثاثها قديم جدا، بعد ان طلب ان يتحدثا اليها بمفردها، ازدرد ريقه وهو يدرس قسماتها يحاول جاهدا ان يقرأ لغز نظراتها الغريبة له و التي لا تظهر اى نوايا بعد ، وبنظرات حادة قال " سأدخل في صلب الموضوع ، لا أعلم ايتها الخالة ان كنت شخص طيب ام شرير ولكن اجزم انك مثل امي "
الجواب الذي وصل الى لميس منافيا تماما لما قصد به امين فردت العجوز بعفوية وهى تشيح بيدها بالنفي " وهل ابدو حمقاء الى هذا الحد؟، لا ..لا لاتشبهني بتلك الخرقاء ناكرة الجميل "
لم يفهم امين ما ترمى اليه لكن منة الفاطنة تفهم جيدا فناظرتها ببعض القلق من بعيد تريد أن تتحدث ولكنها لا تملك الجراءة مثل أمين مثلا .
جارها امين بالقول " أتيت بهدية ثمينة ياخالة ستعجبك جدا "
خارج الغرفة تتسارع الام وابنتها على سماع الحوار الذي يدور بالداخل حتي انفتح فجأة وظهرا امامهم فشعرا ببعض الحرج فأشار امين بسبابته بالنفي امام حسناء وابنتها صوفي قائلا بهدوء للميس" أريد أن اريها اياك في السر "
ببتسامة ارتسمت بجانب فم العجوز دلت على التقليل من شأنه ، علم في تلك اللحظة انها ليست هينة فقد ذكرته تلك الابتسامة في لحظتها بخاله شريف فعقد حاجبيه بشغف محدثا نفسه داخل عقله وهو يجر الكرسي المتحرك الخاص بخالته الى غرفة أخرى" سوف اشتريك بالمال يا لميس"
" هه ماذا جبت لي من العزبة يا ولد حتى تريه لي في السر ، سمعت ان والدتكما وهبت الميراث قبل ان تموت الى شريف ، ولم تتذكرني ببعض النقود حتى ،وهى تعلم مرضي ..حاولت ان اكذب نفسي وأقول ان شريف اجبرها على ذلك ..ولكن تلك الملعونة كانت لديها سبب قوي تعصر به رقبته وتأخذ الميراث كاملا كما ستحصل على المال من محفظته بزيادة ولكنها جبانة .."
هنا علم ان صندوقا مدفوننا مليء بالأسرار داخلها ولكنه لن يستفسر فهى ليست هينة، سينتظر حتي يأتي الوقت الذي سيفتح الصندوق بالضغط على تلك الضغينة داخلها .
قال واثقا وهو يجث على ركبتيه خلف الكرسي حتى يصل الى أذناها الكبيرة هامسا بخبث " لدي ما يشفي جرح الماضي يا لميس... "
رفعت لميس حاجبيها بتساؤل كم تشعر بالغرابة اتجاه هذا المراهق بالنفور وبالأعجاب في كل فترة تحدق به وكانه معادلة يصعب حلها .
أضاف امين هامسًا وهو يتلذذ بصمتها " خمسون ألف تكفى ؟"
جحظت عيناها والتفتت اليه قائلة بعد ثوان من الصمت " ماذا قلت؟"
قام امين بفتح الحقيبة وبيده بعض الرجفة ولكنه اطمئن حين رأى بعينها لمعة النقود التي لمست اوتارها تماما وبقت كالمسحورة ،هنا تأكد من نجاح خطته مائة بالمائة .
" كل ما اريده فقط ان تسمحي لنا بالبقاء معك لخمس سنوات حتى اصل الى سن الرشد طبعا دون علم أي احد من الأقارب وانت تعلمين من بالأخص "
كانت لميس تلمس النقود بذهول وتقوم بعدها بعدم تصديق ، فأضاف امين ، تلك مجرد دفعة ستحصلين على الضعف بعد انتهاء الخمس سنوات .."
هنا هتفت " من اين اتين بتلك النقود ياشيطان "
رد بجدية بالغة
" هناك شيء اخر ..لاتسألينى عن أي شيء ابدا "
كانت لميس تلزم الصمت وتعد النقود بسرعة ويدها ترتجف فسحب منها امين النقود ووضعها بالحقيبة مضيفا " هل اتفقنا ؟"
ازدردت ريقها بتوتر قائلة " اذا شريف لا يعلم مكانك .. هل انت متاكد انه لم يبعث احد ورائك ؟"
تلجلج في التحدث وابتلع ريقه قائلا
بحسم" لا ...؟ والان اريد جوابا ؟"
ساد الصمت ولا يعلم الحرب التي تشتعل في عقلها من التفكير والمساومة داخلها فهناك حرب بين الطمع والجوع والخوف تُرى من سينتصر داخلها ،الشيء الوحيد الذي تقتنع به انها ستحصل على هذا المال بأي شكل، خرج امين عن الصمت هامسا وهو يرفع حقيبته على ظهره بالمال " حسنا هناك الكثير سيرحب بوجودنا..مع السلامة يالميس اعتقدت انك ذكية ؟؟ وطلم اعلم ان دماء الغباء متوارثة بالعائلة؟
تلك الكلمات افاقت لميس من الشرود وهى ترى حقيبة الاماني تبتعد عنها فهتفت " موافقة ..تعال ..لا تدعوه يخرج " تهتف بكلماتها الأخيرة الى حسناء لكي تمنعهما من الخروج
يتبع ..

 
 

 

عرض البوم صور سارة منصور دوار الشمس   رد مع اقتباس
قديم 24-05-23, 10:03 AM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2021
العضوية: 337109
المشاركات: 85
الجنس أنثى
معدل التقييم: سارة منصور دوار الشمس عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سارة منصور دوار الشمس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سارة منصور دوار الشمس المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية جديدة " لم تكن أنثى "

 

غالبا من يعيش مع الذئب لابد وان يكون أسد فلم نسمع يوما عن غزالة راودت ذئبًا، فدائمًا ما تكون عشاءا لذيذ ،هكذا الانسان ان لم يكن بمخالب دعسه قانون الادغال البشري.
"الفصل الثامن "
خطي الى خارج البيت وهو يضع ذراعه على كتف منة وعلى وجهه بسمة ثقة وهو يستمع الى هتافهن بأن يعود الى الداخل، وبعد ان وقف امام عتبة الباب إلتفت إليهن فجاء تيار هواء فجأة مهللا بالسعادة والثقة الكبيرة مُطيرا شعره الثقيل مما تناثرت بعض الشعيرات على وجهة واصبح لديه غره تفتن من يراه، وبدقة الحسن المزينة لذقنه اظهرت سمرته المشعة بجاذبية ساحرة.
* * * * * * * * * * * * * * * * * (19)
اتفق امين مع لميس بالبقاء معهن خمس سنوات كالعائلة دون استفسار او أي تدخلات بأموره الخاصة ،مجرد صورة عائلية امام منة حتي لا يصيبها التوتر فيكفى ما تمر به ،كما اتفقا على ان امين مكلف بمنة وعليه ان يعيل نفسه فكما اخبرته لميس انهن بالأصل يحتجن الى المال ، وبالنسبة لطعام فابنة خالته حسناء هي من تنفق ولن يتحمل دخلها الشهري سواهن فقط. كان أمين لا يملك بجيبه سوى نقود قليلة* بسبب تهوره بالبداية فكما يظهر ان لميس كلبة مال ان أعطاها فى البداية عشرين ألف كانت لتوافق ايضا، ضرب بباطن يده على جبهته بضيق وهو يقف بالخارج يفكر بما سيحدث معه، هو لا يخاف من اي شيء بتاتا يحدث له او ما ستمر به الظروف هو فقط يخشى على شقيقته ولحالتها النفسية.
مضت ليلة دون ان ينام وبقي يراقب منة التي تغرق بثبات نوم عجيب أشعره بالغرابة. كانت الليلة طويلة جدا عليه ،ثقيلة على قلبة محملة بهموم السنين....
وفي الصباح الباكر* اشرقت الشمس على وجهه بحرارتها التي استفزته فقام فورا يغلق النافذة حتي لا تستيقظ منة ،وحين اقبل على اغلاقها لمح بناية طويلة بعيدا يظهر عدة ادوار منها بسبب البيوت المقابلة لهم ومن فوقها بيت لطائر السلام ، ودون سابق انظار اصطدمت حمامة بالنافذة امامه فصُدم بغتة من ظهورها الصادم ورجع عدة خطوات للوراء ،سقطت الحمامة داخل شرفة المنزل* بالأسفل وبقت اثار دماء على النافذة، نزل مسرعا الى الشرفة فى الطابق الارضي ونظر الي الحمام طويلا ، فقام بإمساكها والقاها فى الشارع حتي تلتقطها بعض القطط* ،ثم رفع بصره الى البناية ودوران الحمام الكثير حولها بالاعلي شعر بالحماس واراد ان يشاهد عن قريب فانتفض مسرعا الى سقف البيت مضيقا عيناه* ،لمح عده شباب احدهما يمسك بندقية، هنا شعر ببعض التوتر بعد ان اتضحت الرؤية امامه بهروب الحمام فور سماع صوت البندقية، قال أمين بحقد بعد ان تذكر خاله شريف وما كان يفعله من اصطياد الطيور المسالمة** " من الاحمق الذي يصطاد الحمام وفى الصباح ايضا، لعنة الله على الاغنياء ومزاجهم "
كان قد عزم على البحث عن عمل في الصباح الباكر فجيبة فارغ ولن يتحمل نفقة منة ، ارتدي ملابسه بخفة وخرج من المنزل تحت نظرات لميس التي راقبت ظلال تحركاته من باب غرفته الزجاجي ليلا وكم كان سهلا مع وهج النور بداخل الغرفة، لم تستطع ان تسأله الى اين يذهب فبينهما عقد الان* بألا تتجادل معه وتسأل عن اي شيء يخصه، ولان كل منهما يعلم انه ليس اهتماما وخوف بل حذر .
ولأن امين بطبعه يحاول ان يغوص فى مواكبة الاحوال المتغيرة من حوله، تمشي دون ان يسأل اي شخص عابر امامه عن السوق، هو لا يملك الخبرة حتي يعمل بوظيفة مرموقة كما يتمني وبسبب صغر سِنه لن توافق اي شركة على العمل لديها وان كان عامل نظافة حتى، فالشيء الموضوع امامه الان هو سوق عمل الصنايعية.
وبما أنه يعرف عنوان البيت كانت الرغبة تلحه على المضي قدما دون ان يعرف اسم الشارع الذي يمر به* ، وبقي سارحًا بين البيوت والدكاكين يلقى نظرة حوله ونسي تماما امر الوقت الذي مر، فلم يرى فى حياته ناس بتلك الاعداد الكبيرة وبتلك الملابس العصرية ،لم يشعر بالخوف ابدا بل بالراحة الكبيرة وحس المغامرة ، سرق اليوم ساعاته المهمة ومضي الى منتصف الليل وهو يبحث ويدور حتى..**
لمح من بعيد دكانا ضيقًا يقبل الناس عليه يشترون بعض البضائع فاقترب حتي يري اصله وفصله، ومع اقتراب خطواته عرف انه دكان بقالة، وبحبه الشديد لرقائق الذرة وبعض الحلوى احب ان يعمل به وخاصةً ديكوره فهو على طراز الدقة القديمة.* دخل الى الدكان وانتظر بعض المشترين حتى ينتهوا وبقي ينتظر وينتظر ولا يتوقف قدوم الزبائن فبرغم ضيق الدكان وطرازه القديم لكن يبدو انه مشهور بين الناس ،فطمع اكثر به.
اراد ان يري البائع فلمح وراء* البترينة رجل طويل غليظ الصوت رغم معاملته اللطيفة مع الزبائن* لم يشعر بالراحة مع حدة صوته فازدرد ريقة ووقف على اصابع اقدامه حتي* يطل قليلا ويري وجه ولكن لم يستطع* مع كثرة الزبائن وبسبب الإصرار الذي بداخله على* العمل بالدكان دفعه على البقاء والانتظار* . وبعد مرور ساعة ،كان امين قد جلس على عتبة الدكان وغلبه النعاس من التعب جالسا واضعا رأسه على راحة يده. شعر بهمهمات حوله فاستفاق قليلا ليجد صاحب الدكان واقفا امامه كان قد عرفه من ملابسه فانتفض واقفا رافعا بصره اليه بحماس قائلا " اريد ال..."
صدم* امين حينما تبادل النظرات مع الشاب فتوقف عن الكلام ومالت نظرات عينه من الصدمة الى العبوس وهو يري تلك السحنة التي يبغضها ،* كانت الكلمات تتدافع للوصول الى لسانه ليخرجها مفصحا عن صدمته* ولكن ابتلعها واختار ان يبتعد عنه دون كلمة فقط يرمقه بنظرات الغضب التى قابلها الشاب بلهجة غليظة " اهلا اهلا بصاحب وجه السعد ، اين شقيقتك.. "
توقف امين عن الخطي قدما ثم زفر بغضب واكمل المشي فى طريق العودة ليردف الشاب " ااه هل اتيت تبحث عن عمل رأيتك تنتظر كثيرا... ان كنت تريد العمل فتعال فى الصباح"
رد امين بغضب بعد ان التفت. اليه ورمقه بنظرات الكره والحنق" لا.. انت اخر شخص اعمل عنده "
" سانتظرك فى الصباح لدي الشرف ان تعمل عندي فمن وقت ما قابلتك* وشقيقتك ووجهكما* حلو عليا "
لم يرد عليه امين واكمل المشي وهو يفكر بكلمته ببعض القلق " وجهكما حلو عليا "
* * * * * * * * * * * * * * * * * (20)
*فى منزل شريف بالعزبة *
يبحث بسيارته بين الطرقات باحثًا عن التوأم بأصابع مرتعشة وذهن مشتعل بما قَصهُ عليك الغفير وما فعلته امنية بشقيقتها حتي تهرب فهل قتلتها حقا وتركت جثتها بين الارضي* ؟ هل حقا اختفت منة ولن تكون فى احضانه ؟
هل سيموت امله بحبه الجنوني لابنة شقيقته المراهقة ؟ كيف سيعيش من دونها وهي حبه وشغفه.. فمنذ ان جاءت للعزبة ورأها سقط فى دروب عشقه وشعر بالحياة مجددا، نعم يعرف انه من محارمها وان ما يفعله لهو جنون ولكن ماذا عن طفولته ألم تكن جنونية بتربية ابيه القاسية؟ ، احتاج ايضا ان يجد احضان بريئة لا تعرف عن حطام الدنيا اي شيء فقط يربيها على يديه وتظل كالخاتم في اصبعيه دون حول ولا قوة، وهي! هي الوحيدة التى فهمته وعاملته بكل لطف بنظرات حنونة لم يراها حتي فى أعين امه التى اورثته جنون عقلها بطمعها وغلظة قلبها.
يعلم انه اغتصب طفولتها وهتك عرضها بجسدها الذي لم يكن يمتلك اي معالم للانوثة لتغريه! ، نعم اخطأ ولكن حبه لم يستطع ان ينتظر، فكفر بالإنسانية ودعس طفولتها بأقدامه دون رحمة ولم يعبئ لحرمة انهاك جسد طفلة وليست اي طفلة بل ابنة شقيقته! و التى اعتبرته والدها....* ليته يقول لها ان حبها البريء له دغدغ قلبه وتحول الحب الى حب شهواني تمكن منه غصبا ،ليتا تعلم انه يفعل تلك الامور معها حبا وليس جشعا، كل تلك الامور داخل عقلة المريض اللا واعي بما هو اقدم عليه وفعله. ربما كان ليعلم ان كان هو من دفع الثمن.. ثمن سرقة براءة طفلة اصبحت تعاني من الصرع.
لن يترك مكان فى ارض الرحمن حتي يجدها سيبحث عن الابرة ولو سقطت فى بحيرة قش فهى حبه الاول والاخير
. بداخله ان تلك المتعجرفة* امنية* لن تقتلها ابدا فبداخلهما دماء مشتركة وقلب واحد .
وبعد تأكده طوال تلك الفترة انهما غادرا العزبة فلم يجد اي شيء ورائهما* وضع ملصقات بصور منة منتشرة فى العزب المجاورة ومبلغ نقدي لمن يجدها ، وبعد فترة جاء ذلك اليوم الذي سقط فوق رسه كاللعنة حين اراد فلاح من العزبة القريبة منهم ان يقابله بأمر ضروري يخص التوأم .. فوافق على قبول دعوة مقابلته مسرعًا فأوصله الغفير الى مكتبه في تلك الليلة المشؤمة.
"السلام عليكم يا حناب العمدة مبروووك اتيت اليك بسمن بلدي من صنع زوجتي.."
كان شريف على وشك ان يلتهم اظافره ويقفز من كرسيه من شده الخوف والتوتر البالغ فقد وصل اليه ان ذلك الرجل رأي التوأم فاندفع يقول مقاطعًا للفلاح* " ادخل فى صلب الموضوع واخبرني اين رأيت التوأم ؟"
تنحنح الفلاح ورفع أطراف اصابعه يهرش مقدمه راسه تحت عِمته قائلا بخبث وهو يرفع بصره لسقف المكتب" لو جولت ليك الحقيقة هل ستسلم لي المال؟"
أمال شريف رأسه بإيجاب مقتربا من الفلاح فأصابه التوتر بعد ان رد عليه " حتي لو."* قال شريف بصياح" اخبرني اين هما " فارتعش الفلاح وخشى من ان يفصح عما رأه فى ذلك اليوم* فنفسيه شريف لن تتقبل الامر بمظهره ذلك فربما ينصدم ويدفع هو الثمن وان لم يكن له اي دخل. كانت دقات قلب شريف تتصارع على الحياة للوصول الى أي معلومة فأمسك الفلاح من لياقة جلبابه وأقبل يهزه بعنف قائلا بغلظة* وهو يخرج مسدسه من جيبه " تكلم والا افرغ الرصاص فى رأسك الان" ارتعد الفلاح وقال مسرعا " رأيتهما داخل القطار الذي احترق يوم الحادثة" جحظت عين شريف بهلع بداخله نار تخرج من عيناه وقلبه يقنعه بألا يصدق الاحداث التى وصلت اليه متلاحقة مما يقصد الفلاح فاستنتج ما كان يخاف منه. حاول الفلاح ان يهرب من ايدي شريف ولكنه فشل* فتمسك به شريف اكثر وهو يقول معنفا " ماذا تقول..؟ هل تخبرني انهما ماتا "
رد الفلاح والخوف ينهش اضلعه من اقتراب المسدس من جسده بفضل يد شريف المتمسكة بجلبابه...* فجأة مر بخاطره* سؤال" لما يذهب التؤام الى الاسكندرية بالأصل، هل علما الامر؟" نسي امر الفلاح تماما* وبقي شاردا فهرب الفلاح منه كالمجنون الذي استعاد انفاسه مجددا بعد خنقه.
كان نجاح شريف بالانتخابات لهو امر غريب بسبب قوه خصمه وتهديده له ببعض الاوراق التي لا يعلم كيف حصل عليها منه* الا انه لم يكن مغفلا حتي يكون رهينة لبعض الورق بعد حلمه الطويل بالعمدية فكان اسرع منه و حصل ايضا على بعض الفضائح والاوراق الخاصة بخصمه بسبب دس بعض الجواسيس داخل بيوتهم فكانت القوة له.. الا انه نسي فوزه فى ذلك اليوم* حين عاد الى السرايا ولم يجد "منة" عشيقته فقد كان يحضر لليلة حمراء معها حتي يشعر بفوزه اكثر* ، فصعق من اختفائها وبقى كالمخبول* الذي يحطم كل شيء يقابله في طريقه حتي شعر اخوته بالغرابة من* ثورة غضبه الغير مفهومة فمن مصلحتهم جميعا هروبهما حتي لا يطلبا منهم ارثهما والغريب اكثر خطته بتأجيل كافة الامور الخاصة بالعمدية حتي يجد التوأم.
* * * * * * * * * * * * * * * * (21)
تقف فى المطبخ بملابس رثة تطبخ لأول مرة في حياتها بذلك الاتقان والتركيز فقد حصلت على ذلك العمل بأعجوبة كبيرة ولن تفشل تلك المرة حتي تأمن على حياتها وحياة والدتها التعيسة . رغم الشائعات الكبيرة التي سمعتها عن افراد الاسرة التى تعمل لديهم وهروب الخدم من بيوتهم الا انها لن تهرب ابدا. قامت بنقع الارز قبل تسويته ونجحت بصنع المسبك بعد ان بحثت بالأنترنت عن كيفية صنع الفتة باللحم نعم ستقوم بصنعها بنجاح دون ان تقوم بحرق شيء كما فعلت مع بعض العائلات مما تسبب بطردها ، انها تحاول وتحاول* فكيف لها ان تكون طاهية ماهرة وهي بسن المراهقة ،انكرت حين جاء ذلك بخاطرها فالسن لا يحكمه مهارة معينه فمن تعلم بجد نجح ،لم يكن سنها عائق لعملها كخادمة بل تربيتها بالتدلل وحصولها على كل شيء تريده فى الماضي جعلها مغرورة متعالية ولان استمرار الحال محال جاء اليوم لتسقط فيه الاميرة من القصر الى خيمة مؤجرة* لتكون خادمة فى احدي البيوت حتي تعيل والدتها المريضة.
شردت متناسية الارز على النار الى بحيرة الذكريات الأليمة فى اخر مرة تكلمت فيها والدتها معها على فراش المشفى قبل ان تفقد النطق "ابنتي الغالية لقد قمت بتربيتك على الغالي انا اسفة لما حدث لي وجعلني فقدت كل ثروتي لمعالجة المرض وبقيت يا حياة القلب دون قرش واحد يعيلنا كنت اعتقد ان زوجي سيساعدنا ولكنه هرب، ارجوك اتركيني فى المشفى واذهبي الى الاسكندرية الى والدك ،* هو سيقوم بتربيتك على النحو الذي اعتدتي عليه وانسيني لأني ساموت حتما خلال ثلاثة اشهر ،ان كنت تحبيني اذهبي.. كل شيء ستجديه فى حقيبتي السوداء، ولا تخافى سيهتمون بي فى المشفي جيدا* حتي اموت لقد كنت اعمل بها طوال العشرين سنة* ،اذهبي ولا تعودي ان سمعتي عن امر وفاتي ارجوك لا تعودي ، انسي ان كانت لك ام لم تستطع ان تتحمل المسؤولية "
لم تسقط دمعة واحدة* منها على مرور تلك الذكري الحية بعد* ،فقد جفت عيناها من كثرة الدموع وبقت صحراء ولكن قلبها لم يتوقف للحظة عن البكاء والعويل.
بين ليلة وضحاها انقلب الحال كانت صدمة قوية لها* فوالدتها كانت بألف رجل تعمل ليل نهار بين المشفى وعيادتها الطبية لتكسب الكثير من الاموال، حياتها كانت العمل فقط* لم تتوقع ابدا* ان بطولها وعرضها وبريق عيناها الذي ينبض بالصحة والجاه كل ذلك فجأة يختفى* واول شيء قام به* زوج والدتها بفعله الهرب بالمجوهرات واثاث المنزل.. وهى تزوجته ليكون سندا لهما، كم سخرت من تلك الذكرى حتي اصبحت ندبة جعلتها تمقت جميع الرجال، وصرفت نظر عن البحث عن والدها فان كان يحبها لم يتركها من الاساس فى البداية او كان ليطلب رؤيتها لمرة واحدة ،اوجدت ان سبب كل ما حدث هو ابيها الذي لا تعرف عنه اي شيء سوي اسمه فقط المرتبطة به فى شهادة ميلادها* ان كانت ستبحث عنه فى يوم من الايام سيكون السبب ان تحصل على اجابة سؤال معلق بذهنها ولن تغفر لها اي اجابة عما هو مكنون داخلها من آلام .
كل شيء خان ثقتها ايضا المشفى التي كانت تعمل به والدتها اعتقدت كما قيل لها سيقوم بالرعاية ولكن تضخم الامر* وتطور المرض ولابد للمشفى ان تحصل على مبلغ كبير لعمل العملية والا سيتم تحويلها الى مشفي المدينة المجانية، فجأة اختفى كل اصدقاء والدتها الذين كانوا يخبرونها انهم سيساعدونها فحين عرفوا المبلغ المطلوب لاستئصال الورم من مخها لم تجد لهم اثر مهما بحثت عنهم ، الجميع يهرب منها، وما قتلها اكثر اخبار الطبيب ان نجاح العملية واحد بالمئة فقد تمكن المرض من جسدها والحل الان هو مسكن يسكن الالم الشديد حتي تموت بسلام.
ولان ثمن الحبوب لا تقدر عليه قررت ان تقوم بالبحث عن والدها بالإسكندرية غصبا* ولا يمكن ذلك ان لم يكن معها المال فبقت تبحث عن عمل..
عادت لوعيها فجأة حين فارت ماء الارز فانتفضت وقامت بفتح الغطاء قليلا وبعد ثوان لمحت شيء يدور بسرعة داخل الارز المطبوخ وهي تقلبه بقشعريرة جحظت عينها حين اتضحت الرؤية برؤية برص صغير يهرع مصارعا للحياة ولكن الناء القليل بالأرز المغلي تمكن منه فمات امامها، انفجرت تصيح بصراخ قوي وتتلفت وجسدها ينتفض بالتقزز والقشعريرة* وخلفها شاب بالعشرين من العمر طويل القامة نحيف الجسد بشعر غجري طويل يصيح ضاحكا عليها* فتوقفت بعد ثوان فمن ينقذها من ذلك الموقف اللعين* إلتفت الى مكان القمامة فرات الشاب يضحك بهستيرية* فلم تنتبه له بسبب صدمتها من البرص ... هنا فهمت كل شيء فأوقدت نار الغضب داخلها واشتعلت بغزارة علمت ان ذلك الشاب هو من ألقاه عليها وهى تطهو ولكن بسبب قصر قامتها سقط داخل الارز ،عضت على شفتها بغضب شديد ليتها تقوم بقتله وتعنيفه بالكلام ولكنها مجرد خادمة ضعيفة مراهقة لا يوجد لها احد تستقوى به ، اكثر شيء يقتلها الان انها ستقوم برمي الارز بعد ان قامت بغسلة احدي عشر مرة وبنقعه لمدة نصف ساعة والان تعيد كل شيء من البداية* ،استدارت وهى تعض شفتاها السفلية بتقزز ورهبة، تلك الاميرة فى الماضي كانت تُأقلم اظافرها بمستحضرات التجميل الغالية بماركات الاغنياء والان تمسك الارز مطهو بالبرص بأظافر متكسرة وبأصابع نحيلة جلدها متقشر بسبب الانيميا.
كان الشاب يتابعها بكل سخرية* قائلا بقهقه وهو يقف بجانبها و يشاهدها ترمي الارز بالقمامة " منظرك وانت تقفزين هلعا وتصرخين قتلني ضحك"
كانت النيران تقفز من عيناها، آآه لو يراها فى الماضي وهي تسخر من زملائها فى المدرسة بسبب لون قميص غير متناسق مع البنطال فهل ذلك عقاب على افعالها السيئة فى الماضي.
"لم اقابل فى حياتي خادمة تدعى لولو من سماكي ذلك الاسم انه اسم راقصات حانة "
ليتها تقوم بصفعه بدل ان تجز على اسنانها، هنا علمت ان كتمان الصراخ والسب امام كائن مستفز اصعب مائة مرة من رؤية برص يطهو.
* * * * * * * * * * * * * * ** (ظ¢ظ¢)
رفع هاتف النوكيا على اذنيه وهو يستقل سيارته الفارهة قائلا بغموض" هل انتِ متأكدة؟ "
ليأتي صوت انثوي صادرا من الهاتف* بحذر* " لقد سمعتهما باذني ،انا متأكدة انه قال القطار الذي احترق* يا سيد عاصم"
ازدرد ريقة وقلبه يتواثب برعب وهو يرد قائلا " حسنا أغلقي الان وانتبهي من ان يكشفك احد، اي شيء جديد لا تتأخري عن اخباري به"
يتبع

 
 

 

عرض البوم صور سارة منصور دوار الشمس   رد مع اقتباس
قديم 25-05-23, 03:45 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2021
العضوية: 337109
المشاركات: 85
الجنس أنثى
معدل التقييم: سارة منصور دوار الشمس عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سارة منصور دوار الشمس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سارة منصور دوار الشمس المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية جديدة " لم تكن أنثى "

 

الفصل التاسع
رجع أمين الى منزل لميس بعد أن تذكر منة بقلق شديد فدخل لاهثا بعد منتصف الليل ليجد النور مغلقا بكامل المنزل الا الغرفة الصغيرة الخاصة بهما التي قدمتها لهم ابنة خالتهما حسناء ،كان قلبه يتواثب بجنون خِيفة من حدوث شيء ، ولكنه تفاجئ تمامًا حين وجد منة مستلقية باسترخاء على الفراش متدثرة بالغطاء وبجانبها الاسيوية صوفي وعلى الجانب الأخر تجلس لميس على كرسيها المتحرك وبجانبها ابنتها حسناء ، ازدرد ريقه بخوف من ان تخبرهن "منة" بأسرارهما، وما ان جاء ليتحدث خرجت همهمات لميس مع حسناء قد وصلت بعض الكلمات الى اذنه " لا تسأليه الأن "
كانت عيناهم تنظر الى الاخر بحذر الا منة التي باد عليها الاسترخاء بشكل غريب .هنا قفزت صوفي من على الفراش تخرج من الغرفة وتبادل نظرات احتقار لأمين الذى راقب قوامها الممشوق الظاهر من خلال بجامتها الضيقة ،هاتفه حين خرجت "غبي" ، تابعتها حسناء وهى تدفع كرسي لميس التى تراقب امين الأخري بنظرات لم تعجبه وما ابغضه اكثر كلمتها " لا تتاخر هكذا مرة أخري " ثم أغلقت حسناء باب الغرفة وراءها ، فاشتعل الغضب داخله من تدخلها بخصوصياته، هو يريد أن يمنع هذا الاهتمام الكذاب منذ البداية يريد ان يكون واضحا ، وما ان جاء ليفصح عن غضبه لهن منعته "منة " بعد أن اندفعت نحوه بحماس قائلة " لن تصدق ماذا اخبرنني الخالة لميس ..يا اللهي انها ممتعة جدا "
في تلك اللحظة تغيرت ملامح أمين مع دقات قلبه الخائفة وهو يمسكها من كتفيها بقوة ألمتها دون وعي منه متسائلا " هل اخبرتهن بأي شيء يخصنا " تآوهت بوجع فابتعد ، يعلم انها ستصدق أي كلمة او معاملة حسنة وكل ذلك بسبب الانغلاق عليهما وتربيتهما الغافلة عن وحوش العالم الخارجي ولكن بسبب محنة امين ومعاملة أمه السيئة له علمته التفريق بين البشر والافاعي .
ربت على ظهرها واخذها الى الفراش قائلا بعد التمعن فى عيناها الناعسة بخوف عليها " اسمعيني جيدا أنت فى البيت غزالة بنظر لميس وبنتها ،احذري من تلك الفلبنية ايضا انها خبيثة .."
ردت مدافعة ببلاهة " بالعكس ان لميس ممتعة، كما ان صوفي صينية"
أغمض امين عينيه بحسرة على شقيقته البريئة قائلا وهو يرفع يده امامها بالنفي قائلا بحسم " لا تتحدثي معهن ابدا فى اي شيء يخصنا مطلقا،... منة ارجوك .."
بادلته بتردد ولم يفهم لما تغيرت فجأة حين اتيا الاسكندرية بتلك السرعة فهل ظهرت شخصيتها حين ابتعدت عن مغتصبها وهاتك طفولتها .
ردت عليه بلطف ومالت رأسها بإيجاب حين وجدت صراع عقله بالتفكير وتشتته فى الأوان الاخيرة " لننم الان ولنتحدث غدا "
:" لا لا لن اغير رأي ابدا "
" فى الواقع يا امين اري ان لميس طيبة "
عض على شفتاه كاتما غيظه بصعوبة قائلا بغضب مكتوم " تلك المجرمة وافقت على بقائنا هنا امام حزمة نقود "
ردت بسرعة " ربما كانت تحتاج المال ؟؟"
هز رأسه بعصبية قائلا وقد تمكن الغضب منه بسبب اصرارها على موقفها الغير منطقى " لما تعصبيني ..قولى طيب وريحيني "
زفرت بهدوء قائلة " حسنا ..حسنا اهدأي "
جحدها بنظرة صادمة بعد تحدثه معه بصيغة انثى فتلبكت شفتها وتوترت وهى تعدل كلمتها الى " اهدأ"
عض شفتاه بعد ان اسبل اهدابه بتوتر فلم يتعود منها على ذلك ولم يرد ان يظهر غضبه او ضعفه بتلك الكلمة ، فلم يرى تلك القوة بعيناها من قبل ، فى ليلة وضحاها انقلب الوضع ..
" اصدقك يا أمين ..ولكنى اريد أن تغير نظرتك بهن ، فقد شعرت بالألفة معهن .."
رد مقاطعا " ماذا ؟ ألفة ؟ هل جننتي ؟؟"
زفر بقوة مردفا بحزم " منة ارجوك لا تتعبيني ..ركزي فقط على دراستك واتركي لي كل شيء ..وكما اتفقنا .؟"
أمالت منة رأسها بإيجاب متسائلة " ولكن كيف سأذهب الى المدرسة وانت لا تملك المال .."
رد ساخرا بعد ان لمعت بعقله فكرة " ما رأيك ان تطلبي من لميس ان تتكفل ربما تساعدك ،فقد شعرتي بالألفة، أليس كذلك"
لكزته بكتفه " هل تهزأ مني الان ؟"
أغلق امين نور الغرفة قائلا " نامي نامي ..الصباح رباح "
بعد مرور ساعات
حاول امين ان ينام ولكن عيناه أبت فعقله يفكر بأمر الشاب بدكان البقالة بكلمته له " وجهكما حلو عليا "
متسائلا بسبب معاملته الحسنة معهما ولم يرحب بوجوده معه؟.
(23)
مر يومين بالطول والعرض على امين وكأنهما سنة دون عمل ، جيبه لا يوجد به اموال وموسم الدراسة على وشك أن يبدأ. صادفه الكثير من العمل ولكن يري انه سيفشل به ولن يكمل ، وبعد تفكير طويل بصاحب دكان البقالة تولدت لديه بعض الألفة اتجاه بسبب موقفه معهما فى البداية فلم يجد منه سوى الخير واما عن المشاعر السلبية التى كانت لديه ترجمها على انها كانت خوف وتوتر من اكتشاف خاله شريف بهروبهما ذلك اليوم .
قرر فى الصباح ان يعاود الذهاب اليه ويبدأ العمل مع بداية جديدة معه معتقدا ان يبقي مع من يعرفه خيرا ممن يجهله فهو لا يضمن الظروف بعد.
خطى الى خارج شرفة المنزل يبحث عن شقيقته منة يعلم انها تجلس بمكانها المفضل بجانب المنزل داخل كافيتريا الزهور والتى تعمل بها حسناء وصوفي ، من ناحية يقلق بعض الشيء بقربها منهما ولكن تغيرها فى وقت قصير جدا لا يعجبه ابدا انها تعتبرهن عائلتها وتأخذ راحتها بقربها منهن حتي انها تذهب فى الصباح معهما الى عملهما بعد ان طلبت منها صوفي الذهاب . لمحها تجلس على كرسي بمفردها تحيطها نسمات البحر مطيرة شعرها الغجري مما اصبح منظره غير لطيف مقارنةً بشعره المتمرد والتى فشلت نسمات البحر ان تجعله منحرفا عن وضعه فكلما تسحبه الرياح الى جانب يعود مرة اخري الى وضعه منسدلا .كانت الكافتيريا دورين الدور الارضي مغلق باستايل حديث والدور العلوي يطل على البحر بمنظر عتيق وكان هذا تميزه ، لم يحدق امين بالبحر وبقى ينظر الى منة التى تغيرت ملامحها تماما فكان البؤس والتوتر مصاحبا عينيها كما خوفها الشديد من مقابلة الغرباء اصبح منعدما ، هاهى الأن بملامح مشرقة ومليئة بالأمل لم يعهدها فيها ابدا ، تنحنح حتى ينبهها انه يجلس بقربها ولكنها لم تلاحظ ، فنظر الى مكان شرودها فرأى البحر ثائرا بأمواجه بنشاط بهيجا وكأنه يخفى حكايات عنه مليئة بالسحر ، وجدها مستكينة بوضعها فهتف " يقولون ان البحر يخطف الحزن من العيون ، اعتقد اننى اصدق الان بعد تغيرك الواضح "
لم تنتبه له منة بعد، فأعاد النظر الى ما تنظر اليه مجددا ليجد بعض الشباب فى الطاولة المقابلة لهما يظهر انهم من الطبقة الغنية يحدقون بهما ببعض السخرية ، فازدرد ريقه ولكز منة بيدها قائلا بغيرة " هل تنظرين الى الشباب هناك " ؟
هنا انتبهت منة بوجود أمين جالسا امامها فاتسعت عيناها بحماس قائلة " أميين ، أنت هنا من امتى ؟"
" ساعة يا فتاة وانا اتحدث وانت ولا هنا "
صمت قليلا متصفحا اياها ثم اردف " أعوذ بالله كم أنت بشعة "؟
عبست منة قليلا وقالت بتساؤل " ماذا تقول يا أمين "
" شعرك يا ابلة منكوش ، اعتقدت ان الشباب هناك يعاكسونك ولكن بعد ان انتبهت لشعرك تأكدت انهم يسخرون، والله معهم حق " انتفض واقفا بتأفف وأخرج من جيبه منديلا قماشيا كان قد سرقه من شريف ،امسك شعر منة وربطه به بلطف ولم يعلم ما فعله من مصيبة حتي اخذت شقيقته تنهج فجأة وتسقط من على الكرسي مغشيا عليها .
تجمع الشباب الموجدين بالكافتيريا يرون منة بنوبة الصرع وكأن الكهرباء تصعقها بتمايل جسدها بسرعة منتفضا على الارض ، كان امين قد جثا على ركبتيه مقتربا منها محاولا تهدئتها ومدارية وجهها حتى لا يراها احد، دافننا رأسها داخل صدره ، فجأة خرج شاب من العدم قائلا باهتمام مبالغ به" ابتعد أنا طبيب " رغم صغر عمره من ان يكون طبيب شك امين انه طالب طب وبما انه يعلم انها مجرد حالة تأتى اليها وبعد قليل ستهدأ لم يحب ان يلمس شقيقته شابا ، فهتف به بصوت مرتجف من اجتماع الشباب حولهما " لا ابتعد أنها بخير .." بدى امين شابا مراهقا لم تكتمل عنده علمات البلوغ بنظر الشباب كخشونه الصوت والجسد القوي .
فاقترب منه شابا اخر يقول له مهدئا " لا تقلق انه الطالب المتفوق فى دفعتنا "
وجد الشاب الطبيب ان أمين يخنق شقيقته بضمها داخل صدره وهى تصارع النفس اصلا ، فأشار الى صديقه الشاب الاخر بأن يبعده ، وبحركة سريعة قبض الشاب على يد أمين وابعده عنه تحت صراخه ، فاقتربت منه حسناء بسرعة هى وصوفي بعد ان سمعا صوته فطلبت منه ان يهدأ فقال بصياح " انها بخير ..ابتعد عنها "
حمل الطبيب منة واجلسها على كرسي وضغط على اماكن بجسدها معينة وكأنه دارس الحالة مما جعلها تهدأ فورا ، وتغوص بنوم عميق، هنا نجح امين بالإفلات من الشاب وهجم على الطبيب بضربه على وجهه بقبضته بعنف ، فتجهم وجه الطبيب، فأسرعت حسناء تبعده عنه قائلة بأسف " اعذرنا ياعمر متأسفان جدا "
نظر عمر الى امين بغضب عارم فقد اراد ان ينقذ الفتاة حتى يحصل على انتباه احدي الفتيات وليس حسنة منه والان يتم اهانته امام الفتاة المعجب بها ، فرجع الى مقعده يطحن دروسه بغضب فلا يستطيع ان يضرب مراهق يصغره عدة سنوات فإن كان قد تحطمت اماله بالفوز بالفتاة المعجب بها الا انه سيظهر بدور الضحية ، فقال صديقه ساخرا بقهقه" لا تقلق يا عمر ستوافق على مواعدتك ، ماذا يعني ان ضربك مراهق امامها " .
ذهبت حسناء مرة اخري الى عمر تعتذر منه بعد أن هددها المدير،فلم يقبل اعتذارها قائلا بغضب مكتوم " سأجعلكى تدفعين الثمن ان لم يعتذر مني الان أمام الناس واسمي دكتور عمر "
عضت حسناء على شفتاها بتقزز من تكبر الشباب وذهبت الى امين الذي يهم خارجًا ومنة تستند على كتفه بتعب، وبتوسل قالت له حسناء " أرجوك امين اعتذر منه يملك صلة قرابه مع المدير سيقوم بطردي انا وصوفي .."
ملأه الغيظ فصاح بها قائلا.
" مستحيل ..لقد أهاننى اكثر هو وصديقه الم تشاهدي كيف كان يمسكني متفاخرًا بقوته ."
قالت باستسلام
" ارجوك يامنة اقنعيه "
ناظرها امين فعلمت منة ان بعناده لن يعتذر ابدا، ومر الوقت امام اقناعه بسرعة و بسبب تعب منة ومحايلتها له وانها لن تستلم وبشخصيتها الزنانة لن تتركه وافق مستسلما. وما ان صعد لدور العلوي للكافيتريا لمح فتاة تنزل مقابلة له، يكاد يجزم انه لم يري بجمالها إنسية ابدا بقى متوقفا يحدق بها بإعجاب شديد حتي توقفت عن المرور وبقت قبالته لأنه ببساطة يعطل الدرج .
" يا اللهى انت حورية ؟ هل اتيت من السماء ؟"
قالها امين بعفوية ولم ينتبه الى صديقاتها الواقفات ورائها وعمر الذي تابع الامر من اعلى السلم حتي شاط غيظا حين رأي تبادل النظرات بضحكات فتاته مع امين .
ردت احدي الصديقات على امين " لا من الارض ياعسل ، افسح لنا الطريق الان لدينا محاضرة "
انتبه امين الى تزاحم الدرج فنزل الى الدور الارضي حتى تنزل الحورية تحت نظرات منة ببعض الغيرة والسخرية .
اقترب عمر وصديقه من امين قائلا امامه بعد ان نزل الدرج " ان لم تكن طفل لكنت قتلتك " ثم ابتعد وتوقف صديقه امام امين بسخرية والذي لم يفق من سحر الحورية بعد " انت مجنون ياولد تعاكس فتاته أمامه "
ثم وجه انظاره الى منة مردفا " هل أنت بخير الان يا عزيزتى "؟
كانت منة تراقبه بخوف شديد وتمسك بيد امين بقوة حتي لا يتحمس ويفعل شيء يندمان عليه،
هنا فاق امين وناظر الشاب بوقاحة قائلا " عزيزتى ..؟؟ عزيزة دي تبقي امك ؟"
كان صديق عمر يحدق بأمين بسخرية على انه طفل فأمسكه من احدي خديه بسخرية وضغط عليه يقرص بهونة فرأي انه طريا بعض الشيء فقال يمط شفتاه" لم ارى مراهق يجادل من هو اكبر منه بتلك الوقاحة، انشف الاول وتعال اتكلم " ثم خبطه على صدره بخفه مردفا " يخليك لأمك " ولكن شعر بملمس غريب تحت قميصه فأعاد ضربه بخفه اخري متسائلا بغرابة عما شعر به ولكن امين دفعه من صدره بقوة تحت صدمته الكبيره وشعوره بالضعف امام هذا العملاق والذي وصل اليه انه ربما يكون فتاة متخفيه بلبس رجل فحدق بذقنه وشاربه عن قرب فلم يجد خيال لشعره واحدة فازدرد الشاب ريقه بعجب وناظره بغرابة ثم ابتعد عنه ...رافعا احدي حاجبيه هامسا " شباب تلك المدينة غريب حقا "
كل ذلك تحت نظرات هلع منة التى كاد قلبها يتوقف عن النبض.
"""""
وما ان وصل الشاب بجانب عمر الوالع بالغيرة ودخلا الى المحاضرة قال بصوت منخفض له " ان رأيت ذلك المراهق مرة اخري لا تتحدث معه"
عض عمر شفتاه بغضب ورد عليه بنبرة منخفضة.
"ساربيه ان صادفته مرة اخرى"
"اتعلم ربما يكون هذا المراهق فتاة "
بادله عمر بغرابة قائلا " ماذا تقول يا سامي " ؟
" الا تري ..أنهما توأم "
لم يعلق عليه عمر بعد ان رأي نظرات الدكتور لهما ولكن سامي لم يتوقف ولم ينتبه الى الدكتور مضيفًا " ربما تتهمنا تلك الفتاة بأي شيء وانت ابيك قاضي ،لابد وان نأخذ بالاحتياط فالعم عاصم لن يتهاون معنا، انسيت كم مرة يتطلب منا ان نكون نماذج مشرفة"؟
هنا علا صوت الدكتور مشيرا لهما بتوعد" الشباب بالخلف تعالا "
عض عمر على شفتاه متوعدا لسامي الذي وضعهما بموقف لا يحسد عليه وقال وهو يقف ويذهبا الى الدكتور امام زملائهما "انت بالأخص لا تتكلم على النموذج المشرف وانت ساقط خمس سنين جامعة " فهمس سامى ساخرا كعادته" هل هو اليوم العالمي للإهانة "؟
(24)
يجلس عاصم مضجعا على الفراش يفكر بأمر التوأم وبالحوار الذي دار بينهما و بأمر لميس بالإسكندرية هل حقا ماتا بالحادث ام استقلا قطار اخر، اخرج الهاتف من جيبه وقام بالاتصال ،وانتظر الاجابة....
دقات قلبه تتواثب بجنون
حتي خرج صوت من الهاتف يقول
"اهلا ياعاصم..."
ابتلع ريقه قائلا برجفة
"هل أتي اليك زائر يا لميس هانم" ؟
يشعر بتوترها بأنفاسها المتسارعة بالهاتف فأعاد السؤال مرة اخري فردت مسرعة "لا.. لا ياعاصم "
ساد الصمت لثوان، فخرجت عن صمتها حتى لا يشعر بكذبها فهي ايضا تسقط بين صراع الكذب واخباره ، لا تعلم بما تقول ايضا وهل سيطلب الاموال التي اخذتها من امين
" من تقصد بالظبط "؟
" التوأم"؟
يتبع....

 
 

 

عرض البوم صور سارة منصور دوار الشمس   رد مع اقتباس
قديم 25-05-23, 06:43 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2021
العضوية: 337109
المشاركات: 85
الجنس أنثى
معدل التقييم: سارة منصور دوار الشمس عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سارة منصور دوار الشمس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سارة منصور دوار الشمس المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية جديدة " لم تكن أنثى "

 

الفصل العاشر
ابتلعت غصتها و أطرافها تنتفض من التوتر لا تعلم كيف تتصرف فردت بشكل مباشر " لا أعلم عما تتحدث يا عاصم ، اعتقدت انك تتصل مثل كل مرة تتأكد من حصولي على المعونة التي تبعثها لي "
تنحنح بشرود مفكرا بأمر التوأم فهل ماتا بالحادث حقا، تسرب الخوف داخل عروقه ولم يركز في الحوار الذي يدور بينه وبين لميس ليختم الاتصال " حسنا يالميس سأتصل بك مرة أخري ، ولكن ان أتى ضيف فعليك بإخباري فورا "
ثم أغلق الخط وبقى يفرك اصابعه وبعض العبرات تتجمع بخيبة داخل مقلتاه قائلا برجفة " اختفيتي فجأة يانجلاء قبل ان اعتذر منك ..هل موتى غاضبة منى ياغالية ..اردت فرصة ان اعوضك ببناتك ..الله يستر ولا يتحقق ما ببالي* "
* * * * * * * * * * * * * * * * (25)
بعد موقف الكافيتريا عاش امين ومنة في توتر مرة أخري فقد شعرا بالضعف امام سامي وجرائته ، وخاصة أمين الذي أحس ان سره سينكشف عاجلا ام أجلا .
كان جالسين على الأرض بجانب الفراش، الكل منهما حائر بأمره ولكن منة قلقة جدا بأمر أمين أكثر من خيباتهما لتقول له بشفاه مرتعشة بعد تفكير طويل من الافصاح عما يجول بخاطرها " أمين ، لما اعطيت المال بالكامل للميس ألم تفكر بكلام الطبيب الذي اخبرك ان لك عملية وسيتم تصحيح العيب الخلقي ، كان يمكن ان يساعدك هذا المال ويجعلك تهرب من حياتك القديمة "
تفاجأ أمين من تحدثها فى هذا الموضوع بهذا الوقت بالذات ، فهل يشغلها سره بعد ما فعله سامي معهما ، ايخبرها انه نسى أمره تماما وما يمر به من تغيرات بسبب قلقه المفرط عليها وتفكيره الدائم بتكريس* حياته على بناء مستقبل بحياة جديدة جميلة بعيد عن المخاطر لها ، رد باستهتار امام خوفها عليه " اردت فقط ان اضايق امك بافتعال المشاكل ومشاكستها لكنى حقا لم اتخيل ان اقوم بعملية يتم فيها استئصال بعض الأجزاء من جسدي ، ردت وكلماته بالماضي تهيم بعقلها ودموعه التي حطمتها الف مرة من اغتصابها تحت يد الرجل التي اعتقد بيوم ما انه ابيها* " هل انت مجنون؟ ،نعم انت مجنون كيف تقول ذلك؟ ، اسمع سأنسي ما قولته الان ، سنسرق ذلك المال من لميس ونذهب الى الطبيب* ونبدأ من جديد " مالت عصبيتها الى رجاء وهى تمسك يده بتوسل ان ينصت الى كلامها تحت تبلده العجيب .
خرجت من شفتاه كلمه يخشاها فى الاوان الاخيرة " وان مت ما الذي ستقومين بفعله ؟،هل تستطيعي ان تعيشي بدوني* ؟* "
وصلت كلمة مُت الى اذناها كالبرق والرعد الذي تخشاهم حد الموت لتعيد ذكري وفاة والدتهما امامها ، ليردف امين بحسرة " ان جاوبتِ بالطريقة الصحيحة ، أعدك أنى سأذهب لطبيب"
رفعت بصرها اليه بخوف شديد يعلم ما ستقول الان فقال مقاطعا " انها ليست عملية سهلة يا منة، وانا لا استطيع ان اتركك فى تلك الحياة بمفردك ، انت يامنة من سأعيش لأجله* هذا قراري ولن اغيره ابدا "
نجح بوضع القلق والخوف من خسارته داخلها ليجعلها تسقط فى جوف الخوف ،فأمين حياتها الان* قلبا واحدا كيف تعيش ان حصل له مكروه، مجرد التفكير بالأمر يجعل قلبها يصرخ هلعا ، من الصعب ان تجد من حولك يعاني وانت لا تعرف كيف تساعده ، هنا يزيد الالم اضعاف والخوف من المستقبل ،مشكلتهما ان كلا منهما يري نفسه مسؤولا عن الاخر وهما بالفعل لا حول منهما ولا قوة .
مال إليها وضم يدها قائلا " لا تخافي علي ابدا ..أنا سأحميك ..أنت حياتي حقا فان نجحتِ تأكدي اني نجحت وان فرحتي فانا فرحت* ، امسحي دموعك ..تريدني ان ابكي الان؟ .."
قال كلمته الأخيرة وهو يمسح دموعها بأطراف اصابعه بحنية لتمسك باطن يده وتقبله بحسرة هامسة " ارجوك حب نفسك اخي، انت ايضا تستحق ان تكون سعيد "
* * * * * * * * * * * * * * * * (25)
فى اليوم التالي توجه أمين الى دكان البقالة ولا يعتري بذهنه سوي كلمات منة له البارحة " ارجوك حب نفسك أخي ".
وما ان وصل توقف قليلا على بُعد أمتار يحدق بشاب القطار وهو يقوم برص البضائع من رقائق الذرة واكياس الشيبسي وبعض اوراق البسكوت ، لا يعرف بما يبدأ معه من حوار خاصةً ان أخر مرة تحدثا معا أخبره انه لن يعمل لديه أبدا ، زفر باستعداد ثم خطى ناحية الدكان وجد نفسه يقف بجانبه ويساعده برص البضائع مما ذهل الشاب وبقى يحدق به قائلا ببتسامة "جيد انك اتيت ، كنت سأقلق عليكما ان اختفيت ولم تأتى مرة أخرى ".
لم يعيره أمين أي اهتمام لكلماته رغم دهشته بما يخرج من هذا الشاب* فرد عليه مغيرا للموضوع " بما يناديك الجميع؟ "
" رأفت "
ثم اردف بعد الانتهاء من تنظيم المشتريات " والأن سأخبرك بالنظام هنا والاسعار ، يكون بعلمك ان الاسعار تتغير كل اسبوع يعني عاوز دماغ شغالة "
مال امين رأسه بإيجاب يحاول ان يكون مطيعا حتى يتسنى له العمل والحصول على المال ليعيل نفسه وشقيقته
" هل العمل باليومية ؟"
رفع رأفت يده على ذقنه مفكرا بجدية فصمته استمر لثوان حتى رد عليه " ماذا تريد أنت ..؟"
استغل امين الفرصة قائلا بحماس " باليومية طبعا "
" لك ماتريد ..والله يا أمين الشغل... .."
رد امين مقاطعا " مهلا كيف عرفت اسمعي "
رد بسخرية " على اساس لم نتقابل من قبل فى المشفى او القطار .."
ليرد عليه امين بعجرفة بعد ما شك به " هل بعثك خالى ورائنا "
" ااه خالك الذي هربتما منه! "
خفقان قلبه يتسارع بجنون فاقترب منه بغضب وبقصر قامته امسكه من تلابيب قميصه محاولا ان يكون شرسا ولكنه كان كالضبع امام اسد وبرغم انيابه الضعيفة لم يتأثر بهول الأسد الذي راوده بهدوء قائلا "* ..لقد سمعتكما انت ومنة تتحدثا بالقطار* ياحبيبي"
مالت عيناه الى وضعهما وازدرد ريقه من طريقة رأفت المحترمة والتى تجعله يخجل من نفسه امام مساعدته التي قابلها بطريقة غير محببة ولكنه بالنهاية مستفز* قال وهو يبتعد عنه موليا ظهره بنظرات حنق" أسف .."
" لا عليك .. انا ايضا هربت يوما ما "
التفت اليه امين بانتباه شديد به دهشة ليردف رأفت " نعم هربت من أبي ..بعد أن علمت انه قتل امي ليخونها مع اختها وذهبت للعيش مع خالي ..، رأيت؟ عكس حكايتك، الفرق ان الخالة هى من خانتنا "
ساد الصمت لدقيقة حتي تصل الكلمات بهولها الى عقل امين لكي يستوعب ما ينصت اليه من صدمات ،ليخرج عن صمته قائلا
" الهذا انت لطيف معي؟ ."
"* فى الواقع ،لا، تعجبني شقيقتك وهي من اشفق عليها والله مسكينة "
فارت الدماء برأسه ليقول بغضب " انت مجنون كيف تتحدث عن شقيقتي هكذا وأمامي "
ابتسم رأفت ساخرا ثم عاد الى ترتيب بعض البضائع امامه قائلا بمرح " انت هو المجنون يا امين تتسرع فى الحكم على الاشخاص ..يعني كيف سينظر شاب مثلي بالثلاثين من عمره لطفلة! ،فقط اعلم انك رجل فلن نشعر مثل البنات، البنات عاطفيات بجنون ."
جحظت عين امين من تصريحه بكلمة رجل عليه ،فاخذ الكلمة على صدره مرحبا بسعادة لتهدأ قسماته الفرحة بتلك الكلمة بعد ثوان"
علم امين ان رأفت شخصية مرحة بشكل استفزازي فحاول ان يجاريه ليعلم باقي قصته " وهل عثر عليك ابيك "؟
"هل خانكما ابيكما ورماكم مثلي؟"
بادله امين بنظرة عدم فهم فرد عليه متسائلا باهتمام شديد" هل رماك ام هربت؟ "
" ليس لك شان ، تعالى الان لأعرفك على الاسعار* لا تهاون او لعب، هنا عمل فقط* "
عبست ملامح أمين هامسا بين نفسه " انه غامض يجب ان احذر منه، ولكن كيف يقتل الزوج زوجته لأجل شقيقتها؟ "ليأتي الجواب داخل ذهنه حين تبادر اليه* داخل عقله "كما يتحرش الخال بابنة اخته* " فكتم غيظه قائلا بعد شعوره بالضعف " أمثال شريف كثيرة ،الله ينتقم منك يا شريف* "
* * * * * * * * * * * * * * ** (26)
مرت الأيام متشابه* على امين فكان اليوم يهرول بسرعة امامه، فعند الساعة السابعة يكون بالدكان يعمل حتى الخامسة مساءا دون توقف ثم يذهب للمنزل ليجد منة تجلس بالكافيتريا ولا تأتى الا عند انتهاء عمل حسناء وصوفي بالتاسعة مساءا وكأنها اصبحت عاشقة لنسيم البحر لا تستطيع ان تتخلى عن رؤيته ليوم فتنتظر كل يوم حتى يأتي الظهر لتذهب معهما فاصبح أمين يتناول الطعام بمفرده* ، كان هذا يشعره بالضيق أحيانا ويجعله ينتظر موسم الدراسة حتى تبتعد منة عن مخالطهما .
ينام بعد تناوله لطعام ويأخذ غفوة ويستيقظ فى العاشرة ، المال الذي يقبضه من العمل لن يسعفهما مع دراسة منة فأراد ان يبحث عن وظيفة أخري ليلا لتسندهما قليلا* .
وبعد ايام قليلة ذهب امين ومنة مع حسناء حتى تقدم لمنة بالمدرسة ، كانت المدرسة بعيدة عن الحى الذي يقطنوا فيه فهما يعيشوا بحي الاغنياء والمداس التى تقربهم ليست مجانية ولأن صوفي ستكون بنفس المدرسة جعل منة تطمئن قليلا مقارنة بأمين الذي دس* الخوف والرعب بقلبه من اقترابها الشديد من صوفي ولكن وافق فى نهاية الامر لأنها ليست بنفس الصف ،ولم يكن امامه طريق اخر سوى تحذير منة من مخالطتها .
وجد أمين فور عودته من المدرسة معلق على جدران احدي المدارس* التى تقرب الحي الخاص بهما ملصق بالبحث عن موظفين نظافة بمرتب مجزي ، فقرر في الصباح ان يذهب اليها فان كان مرتبهم اكبر من صاحب الدكان سيتركه .
* * * * * * * * * * * * * ** (27)
تقف لولو في حوش المنزل الذي تعمل فيه تقطم اظافرها بين الحين والاخر بخوف من اقتراب ذلك المستفز منها وهى تكنس الارضية وتنظفها من سهرة البارحة من تجمع صديقات السيدة وعمل حفلة بمناسبة ترقيتها بالشركة الى رتبة اعلي .علمت لولو ان ذلك المستفز يجلس بالبيت ليل نهار يستمتع بإرهاق العمال وتطفيشهم لسبب مجهول* ولكن تبادر الى ذهنها انه مغرور* يستمتع بإهانة من هو اقل منه.
وبعد مرور ساعة من عدم ظهوره تأكدت انه ليس بالمنزل فركزت بعملها وبقت تنظف الحوش من بقايا البارحة وعند رفعها لإحدى النفايات ذات المشروبات الغازية لمحت شيء يتحرك بين العشب وبحركة سريعة استدارت يمينا ويسارا تبحث عن وجود الكائن الاستفزازي فلم تري أثر له،* وحين عادت بنظرها هنا وهناك فجأة شعرت بشيء يحاوط رجليها اليسرى فنزلت ببصرها بسرعة لتشهق قافزة بهلع تصرخ برعب، هنا لم تشعر بنفسها وهى تتسلق الشجرة المجاورة لها* فقد كانت حية صغيرة هذه المرة! ، هنا خرج من اللا مكان يصيح ضاحكا وكأنه كان يتابعها من خلف الشجرة قائلا بين ضحكاته العالية " والله ادفع ما بجيبي عشان اشوف صدمتك* منظرك بيبقي اهبل اووي "
تجمعت بعض العبارات على جفنه السفلي من كثرة الضحك لتجز لولو على اسنانهت قائلة بصراخ " احمق ..غبي متعجرف هل تفعل كل ذلك ، لكى يتم طردي اقسم ان امسكتك سأضربك " لأول مرة يتم اهانته والصراخ به ليحدق بها بصدمة ومن فتاة تصغره بأعوام، اجتمع بعض الخدم من شدة صراخها* ليخرج من خلفهم ما لم يكن بالحسبان ، كانت والدته تحدق بها وكأنها تهددها بالضرب فى ميدان عام حتى الموت وبتساع عيناها يجعل من يراها يخاف ويخشي اقترابها ، تصيح بصوتها المعروف حتى اهتزت ارضية المنزل الكبير بكل ما فيه "* ايتها الحثالة كيف تتسُبى* ابني ..انزلى الان هيا " اسبلت لولو اهدابها بخوف وقلق ونزلت من فرع الشجرة من شدة الصدمة* لتسقط من ارتفاع بسيط ولكن حسب قامتها كبير فتجزع قدميها وتنكسر تحت صراخها بألم .
" تلك الحثالة يجب عليها ان تخرج من هنا فورا ..كيف لها ان تهين ابني* يا مصطفي"
تهتف بها سيدة المنزل امام البواب الذي يضع رأسه بالأرض اسفا لسيدة بغرفة الجلوس داخل المنزل ،اردفت بحسم* " لم اكن لأوافق على عملها هنا وخاصة لصغر سنها لولا توسلك لي** "
" انها مسكينة يا ست مروة يتيمة ،اصلا هى الوحيدة التى اتت للعمل بعد الاشاعة التى انتشرت بسبب .."
عض على اسنانه وسكت لتبتلع السيدة غضبها خشية من استقالته هو ايضا فهي تعزه جدا رغم اخفاء ذلك عليه ،فقالت بغضب مكتوم " مشيها من هنا لن اوافق ابدا على دخولها مرة اخري "
بكت لولو وهى على الفراش بالمشفى بعد ما اخذها العم مصطفى البواب هناك لتتجبس اقدامها " حذرتك من البداية وانت صممتى على العمل "
" ارجوك ياعمي ..لا تتركني لا اعرف احد هنا "
زفر بشفقة عليها قائلا
" لا تقلقي سأحدث السيدة كي تعودي ،* عليكِ فقط ان تقدمي اعتذار وخاصة لابنها حسين* اعرف انه غبي ويفتعل المشاكل* ، فى الاخر لديه عذره، وبعدين الست مروة بالنسبة لها حسين خط احمر احذري، عامليه على انه طفل** "
لم تفهم المعني وراء كلمة غبي التي قصدها العم مصطفى فلها معني اخر عما تبادر بخاطر لولو، ردت ببكاء شديد وهى تمسح دموعها بهزيمة فكم شعرت بالزل والاهانة وهى التى تربت على العز* " حسنا حسنا ، سأفعل ما تطلبه مني "
* * * * * * * * * * * * ****
كان حسين يترجى امه كي لا تطرد لولو ولكنها متمسكة برأيها بجدية* فقال لها بنبرة تخشها حد الموت " ان جعلتيها تذهب سأخبر عاصم بأمر عمر "
جحظت عيناها واختفت قوتها امامه لتكون ضعيفة واهنة ،فقد قلد نبرة ابيها بكل كلمة ونظرة، ردت بتماسك تمنع دموعها التى تنهار على خديها* " حسنا ..حسنا ..لن ادعها تذهب "
عاد وجهه الى طبيعته وضحكاته التى لا تفارقه واخذ مسدسه اللعبة وبقى يضربه هنا وهناك قائلا بحماس "واخيرا وجدت صديق العب معه"* وضعت يدها على اذناها وتراقبه بحسرة بحركاته البهلوانية وصوته المرتفع بحماس ، فبلحظة انقلب حال ابنها الشاب الذكي المتفوق بليلة وضحاها بعد فقدان جده الحبيب اودعته الصدمة بحالة بأن يكون بعمر طفل صاحب عشر اعوام وبرغم العلاج المكثف لا يعود الى طبيعته ابدا ، اخبرها الاطباء انها حالة من الصدمة المفاجئة المميتة تستنجد منه نفسه فتبحث عن اجمل الاوقات التى قضاها بعمره فتجعله يفكر فيها دائما ومع الوقت يعيشها بجوارحه فينسي حاضره ويعيش ماضيه دون حول منه او قوة .
لا يعلم احد مقدار الألم الشديد الذي تعيشه غيرها وهى ترى ابنها الحبيب يتحول فجأة من عاقل رزين متفوق بشهادات تشهد له* الى احمق بتصرفات طفولية يأذي من حوله بمقالبه السخيفة ،فهل تحقق ما حذرها منه والدها بان افعالها السيئة ستنقلب عليها فى يوم* ما دون رحمة* .
رفعت الهاتف النوكيا على اذناها تتصل بالطبيبة النفسية تصب غضبها عليها قائلة حين ردت عليها
" الم تقولي انها فترة وسيعود الى طبيعته مرت سنتين وحالته اصبحت اسوء* هل تصبريني حتي تحصلين على المال ، هل تخشي من اخباري انه اصبح مجنونا .."
صدر صوت زفرة من الطبيبة النفسية باستسلام تحت زنها* المتواصل وتكرار كلامها لها وكأنها خادمة تعمل تحت قدمها ،فردت بنفاذ صبر هي الأخرى
" سيدتي .. اخبرتك مليون مرة انها صدمة* ..عقله رافض فكرة موت جده فعاده الى سن العاشرة* انها فترة وسيعود مجددا "
" لا تأتى هنا مرة اخري ....سمعتي لا تأتى .."
رمت الهاتف على الارض تصيح بأعلى صوتها بقهر وهى تقول بعقلها" لما فعلت يا ابي ذلك ..لما جعلته يتعلق بك ...ابنى اصبح مجنون بسببك ..لن اسامحك ابدا "
يتبع ..
رايكم حبايبي

 
 

 

عرض البوم صور سارة منصور دوار الشمس   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم قصص من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:09 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية