كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل الرابع )
عندما أتى الطبيب النفسي ليراها لأول مرة في البيت الذي احتضنها, اخبرها انها ذات يوم عندما تنضج ستصطدم بالجدار الذي اقامته حول نفسها , ونصحها بكتابة أفكارها وكل ما تحس به من مشاعر فستكون هذه الملاحظات مفيدة لها ولها تأثير إيجابي , لكن لوريل رفضت هذه الفكرة ونسيتها في وقتها . أفكارها تقو حتى على مناقشتها .
انهت لوريل تنظيم المكان باقتلاع الحشائش , وأسرعت إلى الداخل. وأصغت السمع للحظة فلم تسمع صوتاً في غرفة الجلوس إلا خشخشة أوراق , هذا يعني أن اوليفر ما زال يعمل ولا يريد أحداً ان يزعجه وهذا يناسبها .
صعدت إلى الطابق العلوي , غسلت يديها ونظرت في المرآة ووجدت ان وجنتيها لم تكونا متوردتين كما الحال الآن , وبدت عيناها واسعتين لامعتين , حتى فمها بدا مختلفاً نوعاً ما , اصبح أكثر رقة, وهي ايضاً احست انها تشعر شعوراً آخر لم تعتده من قبل.
وفي غرفتها , اخرجت لوريل لفافة أوراق تحتفظ بها دائماً في حقيبتها وجلست قرب النافذة واخذت تكتب ببطء في البداية ولكنها بدأت الآن تسرع عندما تدفقت أفكارها بغزارة .
كتبت كل شيء عن حياتها منذ ان دخلها اوليفر وكيف يحاول الآن تغييرها . وكتبت عن رغبتها بالانتقام , وعن أول برعم يتفتح فجأة في مشاعرها منذ ست سنوات .
وأخيراً انتهت ووضعت قلمها جانباً وكانت مقطبة الجبين , إنه لشيء غريب, إنها تحس وكأنها في بيتها , تحس ان لها الحق ان تعيش كأي فتاة , إنه شعور لم تجربه إلا منذ ساعات .
وجلست تفكر بأوليفر, إنه يحاول استفزازها وإثارة غضبها في كل لقاء وكأنه يتعمد هذا , ومن ثم يعاملها بحنو أوي, إنه يفعل هذا كعلاج , إنها تفهم ما يعني , فهي ليست غبية , إذاً هناك ما يخطط له , وفي ذهنه شيء نحوها أعمق من ذلك, ربما لا تعرف بعد ما هو , لكن على الأقل عليها ان تأخذ حذرها وتحتاط للأمر , وتدعم نفسها بالشجاعة ضده .
ويجب ان تتذكر دائماً انها هنا في مهمة وأنها وحيدة , وهذا لا علاقة له بتجارب اوليفر كما اوضحت تصرفاته تجاهها. إنها لا تصدق ولا لدقيقة واحدة ان تصرفاته تدل على خوفه عليها كما يحاول أن يوهمها , إنها لا تصدقه , ليس بعد ما كتب عنها .
من المؤكد انه شخص ذكي حتى انها لوقت من الأوقات كادت تقتنع ولكن كيف لها ان تعرف ان هذا حقيقي ؟ كيف لها ان تعرف انه ببساطة لا يحاول استدراجها فقط ليكتب قصة جديدة؟
إذا حدث ونشر كتاباً عنها فلابد ان يلاقي رواجاً, لأنه رجل لا يضاهي في كتابته ولأنه اسلوب جوناثان كرافيس.
خرج اوليفر من غرفة الجلوس ووجد لوريل قد حضرت السلطة للغداء. وكانت لوريل قد اكتشفت مطبخاً صغيراً في الحديقة .
اخبرها اوليفر انه كان قد استأجر رجلاً للعناية بالحديقة لكنه توفي حديثاً لذا فإن الحدائق بقيت مهملة .
اقترحت لوريل قائلة :
- يمكنني ان افعل القليل بالحديقة خلال وجودي هنا .
رمقها اوليفر باستغراب وقال :
- اتحبين العناية بالحدائق؟
اجابته بغموض:
- يمكن ان يكون هذا كجزء من العلاج وبالاضافة لهذا ...
|