نام الجميع بسلام تلك الليلة. وفي الصباح الباكر. اجتمع الجميع في "اليخت قسمة" ليقرروا ما سيفعلون وكيف سيخرجونهم. قالت لميس أمامنا "قبة" في "مستوى ثاني" في "أعماق المحيط" وتحت القبة ما يزيد عن المئة ألف شخص في تلك المدينة. سألت آيتن "علا فارس" هل كانت القبة على المدينة قبل ان تغرق. استغربت "علا" أيضا من القبة وقالت لم نرى هذه القبة في الطبيعة إلا أثناء حربنا ضد "المرتزقة". السؤال كيف حصلت هذه المدينة على هذه التقنية. قال وليم القبة التي حول المدينة أكثر تطورا من القبة التي لدين. فهي تضع المدينة البحرية وكأنها "لعبة كرة الثلج الزجاجية". فمن صنعها كأنه يريد أن يدفن المدينة في الأعماق، وليس فقط في الأعماق بل اخفاها تحت الأعماق. فنحن ربما نتكلم عن مركبة فضائية. فكيف بمدينة تغطيها قبة قبل أن تغرق ثم تنزل في الأعماق ونجدها 15 كيلومتر بعيدا عن موقعها الرئيسي. وأراهم صور محتملة لما جرى في المدينة قبل غرق الجزيرة.

شكره الجميع على مجهوده في تحليل أسباب غرق الجزيرة. قالت آيتن لنركز الآن في كيفية الوصول إليهم وإمدادهم بالمياه والطعام حتى نجد الطريقة المناسبة لإخراجهم. قالت ديانا لما لا نستخدم الحفار الذي استخدمناه في عمل الأنفاق لحفر نفق تمر منه مركبات نقل الطعام والغذاء بمساعدة رومي.

في نفس الوقت نحن بحاجة لصناعة مصعد يقوم بنقل الجميع من الأعماق إلى سفن الإنقاذ على سطح المحيط. أما آيتن فقالت أنا اقترح أن نجد طريقة في إعادة المدينة إلى سطح الماء. ردت عليها "مي" قالت سيحتاج ذلك تكسير الكثير من الجبال في قاع المحيط. فهذه الفكرة قد تكون صعبة. قالت سارة أهم شيء الآن أن نحاول أن نتواصل مع رومي وحشني صوته. نحن نفكر هنا لكن لا نعلم قد يكور رومي له أفكار أخرى أو طرق أسهل.

تنظر لميس إلى الشاشة فترى رومي وقد استيقظ. قالت سنراقب تحركات رومي فربما نجد طريقة لنتواصل معه. قالت آيتن الأفضل ألا تعرض الكاميرات التي تتابع رومي على موقع الشركة. لتكن فقط على شاشة خاصة بنا وسنشاهد ما يحدث كأننا نشاهد فيلم من الأفلام، لأننا قد نرى أشياء قد لا نحب أن نشاهدها ولكن محتاجين نعرف أي شيء قد يساعدنا لننقذ رومي والمدينة. قالت لميس نحن بحاجة إلى ادخال كاميراتنا إلى داخل القبة، قد نجد طريقة للتواصل مع رومي.

يستيقظ رومي كالعادة ثم يذهب للجري مع "منة" ثم يذهب للجيم ثم يعودان إلى المنزل ثم يبدئان العمل على الأسماك. يستعد رومي للخروج خارج المدينة للبحث عن المزيد من الأسماك. يأخذ "منة" إلى منزل "ميليسا" لتبقى معها ثم يذهب إلى بوابة المدينة يملأ أوراق الخروج. ثم يفتحون له البوابة الأولى ثم تغلق خلفه ثم يفتحون له البوابة الأخرى لتغمر غرفة الموازنة بالماء ثم يفتح باب آخر ليخرج من المدينة.

فرح الجميع في اليخت وقالوا الأن نستطيع أن ندخل "الكاميرات المضيئة" معه عندما يعود إلى المدينة. خرج رومي يسبح كالعادة تتجمع حوله "الأسماك المضيئة". يلامسها وتحيط به وتنور طريقه بعد قليل تختفي الأسماك. وتأتي "أصلة البحر" خاف الجميع على رومي. صعد رومي على الأصلة وبدأت تتجول به في المحيط. أخذو يتابعون رومي بـ "الكاميرات المضيئة" فلاحظوا أنه يجمع أنواع مختلفة من الأسماك ثم يعود إلى المدينة. تدخل ديانا العديد من "الكاميرات المضيئة" مع رومي إلى المدينة. فأصبح الآن يتابعونه ويسمعون صوته. ذهب رومي إلى منزل ميليسا، ليأخذ "منة" ثم عادا إلى المنزل. تسأله "منة" هل وجد أنواع جديدة. فيجيبها نعم. قالت إذا فلدينا الكثير لنعمله. دخل رومي يستحم. شاهدوا الكثير من التغير في جسم رومي فقد أصبح أكثر تناسقا. وقد زادت بنيته الجسمية. يخرج رومي من الحمام. فيجد منة تعمل على الأسماك تدندن "Yalan Yalan Yalan" إحدى أغاني آيتن ينظر إليها باستغراب قالت لم تتنظر إلي هكذا. قال هل تفهمين ما تقولين قالت "كذبة، كذبة، كذبة إذا قلت أنني لا أحبك" قال كيف عرفتي بهذه الأغنية. هذه الأغنية فقط آيتن من كان يغنيها لي. قالت أنا نفسي لم أكن لأعلم أين سمعتها وبأي لغة.

ابتسم رومي وقال هل تعرفين ما يحدث. هنالك انتقال للمعلومات من رأسي إلى رأسك وكأنك بدأتي تقرئين أفكاري. ابتسمت "منة" وأخذا يقبلان بعضهما. ثم تسأله: هل انزعجت أني أغني مثل آيتن. قال لكل وحدة من زوجاتي ركن في قلبي وفي ذاكرتي.

فلو رأيتِ آيتن وهي تغني أو تتكلم ثم ابتسم ويتخيلها وهي تتراقص في الحلبة، تحفة من الجمال فيها ذلك الخجل الجميل والأحاسيس التي تجعلني كل مرة أحبها أكثر من التي قبلها. تنظر إليه آيتن خلف الشاشة وتنزل رأسها خجلا، وينظرون إليها الفتيات بابتسامة

أما مي فلديها تلك المشاعر والحب العميق الذي لا تأثر فيه المواقف. حتى لما تغضب تزداد جمال. لا أحب أن اراها مهمومة فرغم قوتها إلا وتجدين دموعها قريبة.

أما سارة فهي خليط من النعومة والرقة والحب والحنان. وعدتها أن آخذها في رحلة قادمة إلى الثلوج. لأول مرة أشعر أني سأخلف وعدي لها.

أما ديانا فهي آية في الجمال، بوجودها أصبح كل مستحيل سهل. ابتسامتها تكمل يومي. ينظرون الفتيات إلى بعظهم البعض ويقولون سنخرجك من هناك وستعود لحياتك الطبيعية.

يكمل رومي أما انتِ. فجمعتي كل الصفات الي أحبها فيهم. قالت لم أجمعها، حبك لهم وشوقك إليهم هو من جعلك تشكلني كيفما تشاء. زرعت في مهارات ديانا ورقة سارة وقوة آيت" ومشاعر مي. أتمنى أن اراهم وأقول لهم كم أنتم محظوظين برومي. قال لها: وأنا أتمنى أن أراهم لأخبرهم كم أنا محظوظ بوجودك معي.

قالت له لنذهب للمختبر ولنكتشف ما في هذه الأسماك من صفات. يدخلان إلى المختبر وتبدأ "منة" بدراسة الأسماك. شاهد وليم طريقتها في تحليل الأسماك وكيف تتعامل معها بيدين عاريتين ثم تلمس يد رومي بعد كل مرة.
سألهم وليم هل تلاحظون ما ألاحظ. أولا الفتاة رائعة في أعمال المختبر، ثانيا أرى انهما كلما ينتهيان من تجربة يلامسان أيديهما وكأنهم اكتشفا أن الصفات السمكية تنتقل عبر مسامات الجسم. وتنتقل بينهما. الأسماك ليس لديها أعضاء تزاوج مثل البشر فبعضها تعرف بعضها البعض وتتواصل بالملامسة. لذلك بعض المعلومات والتي كانت "تشغل فكر رومي" أثناء أو قبل ما يلامسها تنتقل إليها مباشرة متل ال "بلوتوث". أتوقع بعد كذا يمكن لرومي نقل المعلومات إلى تلك الفتاة بمجرد أن يركز في شيء معين ثم يلامسها ينتقل إليها مباشرة. مثل التخاطر بين "رومي وآيتن".

أنهما يعملون على نظرية "نقل المعلومات من شخص إلى آخر". لكن المختبر الذي يعملون عليه بسيط. لكن فيما بعد عندما ننتقل إلى مختبر "برج فرح" بإمكانهما يحددون أي من الأسماك تفعل هذه الخاصية، لا عجب أن رومي أعجب بها. أنها رائعة وجميلة ومبدعة. همزته لميس وقالت انتبه لكلامك. نظر إلى الفتيات وقال أنا آسف.
تعود ديانا إلى الجزيرة ثم تجمع فريق ليبدأ بتطوير حفار الأنفاق ليعمل في أعماق البحار. قالو لها الخبراء قد يستغرق تطوير ذلك ثلاثة شهور. رجعت إلى الجد وأخبرته. فقال الحل الوحيد أن تنتظرين حتى تتصلون برومي..
استمر رومي مع منة في أبحاثه. سألته لما لم تحاول أن تلحق برفاقك بعد تفجير الغواصة وقتل الأصلات. قال لها كانت هنالك فتحتان واحده سألحق بها برفاقي من حيث انطلقت الكبسولات. وكانت الفتحة الأخرى تؤدي إلى "المدينة المفقودة" اخترت اللحاق برفاقي دخلت مع النفق لكن سمعت صوتا كالزلزال ثم بدأت الأحجار تتساقط فتوقعت أن الطريق الآخر سيقفل هو أيضا وبينما أنا أحاول الهرب وجدت كبسولة ميليسا. فأخذتها ونزلت إلى النفق السفلي. كان نصيبي أن أجد لمدينة المفقودة وألتقي بك. قالت لميس لقد كان عائدا إلينا في نفس الوقت الذي كنت في "مثقاب البحر" أحاول الدخول إلى ذلك المكان فتراجع لما كادت الصخور تسقط عليه، كدت أقتل أخي.
.
سأل رومي "منة" وأنتم لما أتيتم هنا. قالت كان ولدي كثير الانشغال بعمله فأنا التي أصرت عليه أن يحضرنا إلى هذه المدينة. ثم ندمت على ذلك. ثم سألته عن القبة؟ قال ما شأنها؟ قالت ألا ترى من الغريب أن تبدأ الأمواج في يوم هادئ ولم يكن هنالك تحذير عن أمواج أو تسونامي. وفجأت نشاهد الأمواج ترتفع ارتفاع عمارة بعشرة أدوار ثم في عشر ثواني تنزل القبة وتحيط بالمدينة. وتنزل المدينة إلى المحيط تدريجيا. وتسير كأنها سفينة تحت البحر وتدخل تحت المحيط ثم بعد شهور قليلة تتفجر البراكين وتكون الجبال حول المدينة. عرفنا بعدها أنه مستحيل نخرج من المدينة.

قال رومي هذه القبة ليست من صنع أهل الأرض. ولكن بالوصف الذي ذكرتيه نزول السفينة إلى البحر مخطط له. وأي محاولة لإخراج الناس قد تكون خطيرة. هنالك من لا يريد الجزيرة أن تظهر على سطح البحر. وأن تبقى في الخفاء وربما يكونون سبب اختفاء الكثير من أهل المدينة. هنالك لغز وراء غرق المدينة. وهذا ما سنحاول أن نكتشفه. أنا بحاجة للتحدث مع جدي. هذه التقنية صنعت في كوكبنا أورايون. لابد أن يكون أحدهم سبقنا واستخدم هذه التقنية لإنقاذ المدينة من الغرق أو لإخفائها.

سمع اللذين في اليخت كلام رومي فأوقفوا أي محاولة لإنقاذ المدينة. وانتظروا حتى يكونون متأكدين.
اتصلت آيتن بالجد. قالت هل سمعت ما قال رومي. قال نعم سمعت يا أبنتي. ثم سألته هل من أحد غادر كوكب أوراين قبل أكثر من 10 أعوام. صمت الجد قليلا. ثم قال في الفترة التي كان جدك الأكبر يقتل فيها الشباب اللذين ليس فيهم ملامح الجمال. اختفت بعض العائلات في أماكن لا يعرفها جدكم ولا جنوده. سمعت أنهم تمكنوا من صنع مركبة وتركوا الكوكب بسبب الظلم الذي ساد في تلك الفترة. كان منهم الكثير من الخبراء والتقنيين الذين كانت يعتمد عليهم الكوكب. سمعت أنهم غادروا ليبنوا عالم جديد بعيد عن جدكم الأكبر. ومنذ ذلك الحين لم نسمع عنهم. قالت: هذا يعني قد تكون هذه المدينة من صنعهم والآن يديرها أحفادهم. يجب أن يعرف رومي بهذا الموضوع. قالت آيتن هنالك حل واحد ولن أسمح لأحد بأن يعترض. نظر إليها الجميع مستغربين وقالوا ما هو.

قالت سيوصلني وليم إلى النفق وسأغطس إلى "المدينة المفقودة". آن الأوان ليأخذ أحدنا خطوة جريئة. قالوا نخاف عليك من حيوانات البحر قالت بما أن رومي استطاع التخاطر معهم أستطيع أنا أيضا التخاطر معهم. نزل "مثقاب البحر" إلى المكان وخرجت أيتن حاملة معها أجهزة تواصل. بدأت تسبح خلال النفق المظلم تراقب لها لميس المكان عن طريق "الكاميرات المضيئة". استمرت في النزول لمسافات طويلة والرعب بدأ يأخذ منها كل مأخذ. حتى قربت من نهاية النفق. فلما خرجت من النفق واقتربت من المدينة المفقودة. بدأت تحاصرها الأسماك المضيئة. شعرت بالخطر توقفت وبدأت تخاطر رومي أرجوك أنقذني. شعر بها رومي وتوجه مباشرة للبوابة وخرج ووصل أليها قبل أن تهاجمها الأسماك فلما رأت الأسماك رومي توقفت وغادرت المكان. عانقها وقبلها، فرح الجميع بلقائهم أخذها رومي الى المدينة فتحت لهم الأبواب ثم ذهب بها إلى منزله.

فرحت "منة" بلقاء آيتن، رحبت بها وصافحتها، وابتسمت آيتن لها وقالت لها: مرحبا بك في العائلة. شعرت "منة" بالخجل فلم تتوقع هذا اليوم ثم خرجت، تركتهم وقالت أنا سأكون في المختبر.

أخذت آيتن تتعاتب مع رومي لماذا تركتنا لنذهب، وبقيت لوحدك في قاع البحر. هل تعلم كم بحثنا عنك وبكينا عليك وكم تعبنا ومرضنا. تعذبنا من غيرك لم يعد للحياة طعم أو لون ستة شهور ننتظر أي شيء أو إشارة أو أمل يحي آمالنا. تركها رومي تتكلم وتفضفض عما في نفسها لما انتهت حضنها وقال هيا لنستحم لنتخلص من ملوحة الماء. خرجا من الاستحمام، وبقت آيتن في حضنه لا يريدان أن يفارقا بعضهما.

ارتاحا قليلا نام رومي ثم قامت آيتن وذهبت إلى "منة" وبدأت تتعرف عليها وتتحدث معها. ثم قامت بتشغيل وحدة الاتصال صوت وصورة مع الفتيات في اليخت. رحبوا بها في العائلة. تحدثوا كثيرا وضحكوا ثم قالوا هنالك شخص يريد أن يتحدث إليك. فلما رأت والدها في الشاشة بكت وبكى والدها تحدثت معه وأخبرته بوفاة أمها. فبكى أكثر وبكى الجميع لبكائهما. ثم قال لها أنا أعلم أنك في ايدي أمينة. ثم قال لها سنلتقي قريبا ان شاء الله. فرحت "منة" بلقاء الفتيات. وشكروها على الاعتناء برومي. كانت منة تتكلم بخجل تام وبإحراج. قالت لهم لا أعلم بمصيري مع رومي لما نخرج من هنا، لكن أتمن أني لم أجرحكم أو أدخل الحزن إليكم. قالوا لها أنتِ الآن من عصابتنا لن نسمح لرومي أبدا أن يجرحك أو ينزل دمعه على خديك.

بعد لحظات استيقظ رومي فوجدهما يتحدثان مع الفتيات. فلم ظهر في الشاشة. كانت لحظة من أسعد اللحظات على الفتيات. بكي رومي لما شاهدهم وبكت الفتيات من الفرحة. الكل ينظر إليه بشوق أن يرتمين في أحضانه من جديد. أخذ يطمئن عليهم وحده وحده ويتبادلون نظرات الشوق، ثم يسأل عن أحوال الجميع.

بعد لحظات تدخل ميليسا فتعانق آيتن وتسلم على الفتيات في اليخت. قالت كنت واثقة أن هذا اليوم سيأتي وسنلتقي مرة أخرى. الفضل يعود لرومي الذي أنقذ حياتي وأعاد الحياة إلى هذه المدينة.

قالت: لميس كفاية درامة آن الأوان لتعود يا رومي إلى السطح لتقود عملية الإنقاذ. جلس رومي يفكر للحظات ثم قال نقل الناس إلى سطح المحيط قد يستغرق شهور. وقد تعم الفوضى إذا عرفوا بأمر عمليات الإنقاذ كل واحد يتمنى أن يكون بأول مجموعة. سنصعد الليلة بعد أن تنام المدينة. وسنفكر في الموضوع. ونخطط لإخراجهم. فرحت منة بهذا الخبر فكانت تحلم بالصعود إلى سطح الماء من احدى عشر سنة. دمعت عيناها فأخذ رومي يضمها إلى صدره.
يصلح رومي الكبسولة ثم يضع فيها "منة". ثم يزودها بأكسجين إضافي. وينتظرون حتى المساء. وفي المساء يتسللون بخفة. تستغرب "منة" عن الاتجاه الذي يسلكه رومي. قال هنالك مخرج آخر. لا يعلم به الجميع قمت بإصلاحه ولم أستعمله قط. قالت "منة" لما لم تخبرني به. قال كان ذلك قبل أن أعرفك. قالت وكيف سنعود. قال زودته بريموت سنستطيع فتحه من الخارج.

خرج رومي وآيتن سباحة وسحبوا معهم كبسولة "منة" حتى وصلوا إلى حيث تفجرت الغواصة. حيث كان بانتظارهم وليم ولميس. بكت لميس بكاء شديدا لما شاهدت رومي وارتمت في حضنه كالطفل الصغير ثم حضن وليم رومي ثم رحبا بـ"منة" ثم صعدوا إلى السطح. يفتح باب المركبة ثم تخرج "منة" مع رومي. تستنشق الهواء الطبيعي. تصورهما كاميرات الإعلام ثم يصعدان إلى اليخت لتستقبل والدها بالدموع وتتعرف بعد ذلك على زوجة والدها وأخواتها. بينما رومي يرتمي في حضن زوجاته ورفاقه كلهم يعانقه ويقبلهم بشوق. ثم يلتفتون إلى "منة" فيسلمون عليها ويعانقونها ويرحبون بها في العائلة. شعر الجميع بأن العائلة اكتملت من جديد والرفاق زادوا واحد. تناولوا العشاء وسهروا تلك الليلة ثم نام الجميع وبقي رومي مع "منة" فهي بحاجة إليه في أول ليلة لها على السطح منذ الإحدى عشر سنة الماضية. كانت ليلة عاطفية لم تستطع "منة" مفارقة حضن رومي حتى الصباح. استيقظت من النوم فلم تجد رومي على السرير. خرجت من غرفتها وجدت الجميع وقد استيقظ ورومي يلاعب الأسماك بأشكالها وألوانها في المحيط.

فطر الجميع، وعلى مائدة الإفطار بدأوا يناقشون خطة انقاذ المدينة. قالت "ديانا" جهزنا فريق ليجهز الحفار ليعمل في أعماق البحار. قال هذه فتاتي. حتى ينتهي اعداد الحفار. علينا ان نفكر في حلول قريبة المدى. تساءلت "سارة" قال رومي. أريد احضار "المركبة كارمن" مع فريق من الخبراء والتقنيين. سننزل به إلى أكثر عمق ممكن تصله المركبة ومن هنالك ستبدأ خطة الإنقاذ.

قالت مي هل لديك خطة. فأجاب رومي ستنزلون إلى المحيط وستقومون بعمل صورة لأعماق المحيط. ستعرفون منها أين المناطق الأقل كثافة لندخل خلالها. قالت "منة" ليست كل الصخور قابلة للاختراق. سنبحث عن الأماكن التي فيها درجة حرارة عالية. سألتها سارة لما؟ قالت تلك أماكن قد تكونت حديثا بسبب "الحمم البركانية". فصخورها ليست بتلك القوة لأنها تعرضت للتشوه بسبب التبريد السريع للماء في قاع المحيط. وغالبا ما تتكون على شكل طبقات غير ملتصقة فوق بعضها وقابلة للتفتت. نظر إليها الجميع بإعجاب لمعلوماتها. قالت لا تستغربون لم يكن عندنا تلفزيونات ولا انترنت سوى الكتب نقرأها. قالت لميس إذا ستكونين في القيادة لهذه المهمة.

أما رومي فقال سأعود إلى المدينة المفقودة. لا أريد أن يشعروا بعدم وجودي. قالت "منة" ستأخذني معك. نظر إليها وقال نحتاجك هنا لتساعديهم في إيجاد تلك المنطقة. سآخذ "ديانا" معي. سنبحث عن مصدر القبة ونحاول أن نعرف من خلف تلك التقنية وسنستمر في التواصل معكم. فرحت "ديانا" وقالت سأعد نفسي.

أخذ رومي "المركبة الثاقبة" واتجه إلى أعماق المحيط. قالت له "ديانا". ها نحن هنا في الأعماق مرة أخرى. قال لقد افتقدتك كثيرا. قالت وأنا أكثر. قال سندخل من الباب الخلفي وستبقين تعملين في الخفاء. حتى نعلن للناس خطة الإنقاذ. دخلت ديانا للكبسولة ونقلها رومي إلى المدينة ودخلا من الباب الخلفية. وذهبا إلى المنزل.

بينما انطلق رفاق رومي مع الخبراء والتقنيين على متن "السفينة كارمن" من الجزيرة. تدخل السفينة الى المحيط متجهة إلى الأعماق. وعندما وصلوا بدأوا يأخذون صور جغرافية للمحيط. كانت "منة" تقوم معهم بدراسة الصور وتحاول أن تجد الصخور الأقل سماكة وتلاحظ المناطق الحرارية في المحيط. حتى وصلوا الى المكان المناسب. وهو عبارة عن منطقة بركانية.

تكونت صخورها قريبا ومساحتها كبيرة كفاية لتكون فوهة مناسبة للنزول للمستوى الثاني من المحيط. قالوا لها الآن ما العمل. قالت لنتصل برومي.

اتصلت لميس برومي وأخبرته أنهم وصلوا إلى المنطقة التي يبحثون عنها وتبعد اثنان كيلو ميتر من المدينة. قال رومي لم أسبح لتلك المسافة لكن سأحاول الوصول إليها على حيوانات المحيط. خرج رومي إلى المحيط متجها إلى المكان المحدد. في نفس الوقت التقت ديانا بميليسا وشرحت لها خطة الخروج من قلب المحيط وأن عندهم شكوك أن هنالك من يتحكم في الجزيرة. قالت. لها ميليسا هنالك مبنى القيادة في قلب المدينة لا يستطيع أحد أن يدخله. المكان الوحيد الذي بقي بكهرباء طول تلك السنين. قد تكون كل عمليات التحكم بالمدينة والسيرفرات فيه. طلبت ديانا من مليسا أن تدخلها إلى ذلك المبنى. قالت سأحاول ولكن أفضل وقت يوم الأحد عندما يكون رومي يغني فالكل يكون مشغول معه. فتقل الحراسة وينشغل الجميع، فتلك أفضل فرصة. لكن عليه أن يبهرهم ليبقوا مشغولين.

انطلق رومي على حيوان الأصلة متجها إلى المكان المحدد تحت مستوى الأعماق. وحينما اقترب من المكان توقف الحيوان ولم يكمل لأن بدأت الحرارة بالازدياد. وبدأ يشاهد الحمم البركانية من بعيد تتوهج. والجبل البركاني يدمع من كل مكان فعرف ان الصخور هنالك ضعيفة والبركان قابل للانفجار في أي لحظة. فقال هذا المكان المناسب.

عاد رومي إلى "المدينة المفقودة". وجد ميليسا عند ديانا. فقال لها أنا أدين لك بإخراجك من هذه المدينة بسلام. قالت: أعلم ومتأكدة أنك ستفعل. أنا هنا فقط لأساعدكم. ثم شرحت له أمر مبنى القيادة. نظر إلى ديانا وقال له هل تستطيعين عمل هذا. قالت لا تقلق فقط اذهب وأبهرهم.

ثم تواصل مع "مي" ومن في "السفينة كارمن" شرح لهم أن الوضع تحت سطح الأعماق ثم طلب منهم تفجير البركان. قام وليم بتوجيه صواريخ "السفينة كارمن" إلى البركان وكلها لحظات حتى تحطم الطبقة العليا لفم البركان ثم بدأ الحمم بالصعود فأرسلوا صواريخ أخرى متتالية حتى تشققت جنبات البركان ثم انهار الجبل البركاني في الأعماق. صانعا فوهة بركانية أكبر

أصبح الآن هنالك ثغرة بين سطحي الأعماق لكن غير كافية لدخول "السفينة كارمن" أو خروج "المدينة المفقودة". استمر وليم في ارسال الصواريخ البحرية حتى تساوى البركان بأعماق المحيط وبدأت الحمم البركانية تسير في أودية أعماق المحيط. شاهد رومي ما فعله رفاقه. ثم قال احسنتم ثم التفت إليهم وقال الآن نحاول أن نزيد من اتساع الحفرة إلى أقصاها.
بدأت ترتفع حرارة المياه في المكان فاختار الرفاق الابتعاد حتى تنتهي الحرب بين المياه والحمم.

جلس الجميع حول "منة" منبهرين من معلوماتها الجيولوجية ثم بدأوا يسألونها كيف تعرفتي على رومي؟ فأخبرتهم بقصتها القصيرة. ثم بدأت كل واحدة منهم تشرح لها أيضا كيف التقت مع رومي. ثم قال لها "وليم" لاحظت أن لديك اهتمام بالمختبرات. فلدينا على متن المركبة مختبر متطور. هل تحبين الذهاب إليه. فرحت "منة" واتجهت معه إلى "جناح المختبرات" في "السفينة كارمن". قالت السفينة فيها كل شيء. قال السفينة كارمن عبارة عن مدينة صناعية، هنا يتم تصنيع كل شيء مهما كان صغيرا أو كبير. فقط جناح المختبرات يحتوي على المختبرات الطبية والكيميائية والإلكترونية والحيوانية وغيرها.

دخلت "منة" المختبرات وانبهرت بما فيها من معدات وأجهزة متطورة لم ترى لها مثيل ولم تسمع عنها قط. قال بإمكانك تكملي مشروع الأسماك هنا. كنت سأعمل على المشروع مع رومي، لكن رأيت مدى التقدم الذي وصلتم إليه وبإمكاننا أن نتشارك المعلومات ونطورها فيما بعد. قالت بكل سرور وليم.

يأتي يوم الأحد المنتظر يعود رومي بالمركبة صباحا إلى السفينة كارمن يستغرب الجميع عودته. قال جئت لآخذ "منة" تعود الناس وجودها معي، قد تكثر التساؤلات إذا لم يشاهدونا مع بعض. فرحت "منة" قالت: لم أتمنى أن تفوتني أي حفلة من حفلاتك. قالت آيتن هل نستطيع أن نحضر نحن ايضا الحفلة. قال رومي من أراد ان يحضر فليحضر. فرحت الفتيات وقالوا اشتقنا لحفلاتك. قالت لميس أذا سأكون مع ديانا في مهمتها ووليم سيرافقنا ليحمينا. قال رومي بما أننا الآن نستطيع الوصول بالمركبة إلى المدينة فنحن بحاجة إلى صنع جسر بين المركبة وبين بوابة الدخول. قالت "مي" أنا سأخبر الفريق بأن يصنعوه بأسرع وقت ممكن. بدأ الفريق برسم التصميم وإعداد القوالب وبرمجة المكائن لعمل الجسر وبعد ساعات قليلة تم تركيب الجسر في المركبة.

انتقل الجميع إلى "المدينة المفقودة" ثم عن طريق جسر الركاب دخلوا إلى المدينة. وانتشروا فيه بينما ذهبت لميس و "منة" مع رومي إلى المنزل بدأ رومي و"منة" يستعدان للحفلة ثم انطلقا. بينما اتجهت ديانا ولميس ولحقهما وليم للمبنى انتظروا حتى قل عدد الحراسة ثم دخلوا إلى المبنى. مباشرة اتجهوا إلى "الأدوار تحت الأرض" حيث "غرفة التحكم". دخلوا غرفة التحكم ولم تكن غريبة عنهم فكانت قريبة من نظام التحكم في المركبات الفضائية. "كارمن" و "هيدارا" وبينما هما هنالك وجدوا شاب أمام الشاشات يتابع حفلة رومي. سألهم: من أنتم؟ وماذا تفعلون هنا؟ قال له لميس. جئنا لنخرج الناس من المدينة إلى سطح الماء. قال قد حاولت ولكن بدون حلول. قالوا من أنت قال: اسمي "لويس" قام والدي ببناء هذه المدينة ثم ولدت على أرضها. وعشت طفولتي حتى صار الي صار وغرقت المدينة. غرق والدي مع غرق المدينة حاولت قيادتها كما علماني لكني كنت صغيرا وقتها. فحاولت أن أتحكم فيها حتى رست في هذا المكان.

قال له وليم ماذا تفعل في هذا المكان. قال "لويس" أحاول أن أحافظ على "غرفة التحكم" حتى أجد حلا للخروج من هذا المأزق. سأله وليم هل تسمح لنا المحاولة. أخرج الشاب سلاح وقال لن تقتربوا من هذه الأجهزة. قالوا له توقف لسنا هنا لنقبض عليك أو ندمر المدينة. اقترب الشاب وأقفل أبواب غرفة التحكم. والمبنى كامل. وقال بما أنكم عرفتم بهذه الغرفة فلن تخرجوا من هنا أحياء. أطلق النار فأصاب لميس في ساقها فسقطت متألمة ذهبت إليها ديانا لتساعدها. انطلق إليه وليم أسقطه وبدأ العراك بينهما حتى تمكن وليم من أخذ السلاح منه. ثم قام بربطه في زاوية غرفة التحكم. قامة ديانا بربط ساق لميس وهي تتألم بشدة اقترب إليه وليم وحملها ووضعها على إحدى الكراسي أخرجوا منها الرصاصة ثم ضمدوا الجرح لم يكن لديهم مهدئات كان وليم كثيرا ما يحمل الإبر الصينية معه فأخرجها وقام يضع الإبر في أماكن معينة حتى سكنت أخته.

أنتظر الجميع حتى أنهى رومي الحفلة، أثناء ذلك قامت ديانا بتوصيل جهاز اللاب توب المخصص. بغرفة التحكم. ثم بدأت هي ولميس بدراسة تكوين المدينة. لم يكن صعبا عليهم الدخول إلى النظام لأن نظام المدينة هو نفسه النظام المستخدم في "السفينة كارمن". يشاهد الشاب ما تعمله لميس وديانا شعر وكأنهما يعرفان ما يقومان به.

"في الحفلة" استمتعت الفتيات رقصوا وفرحوا برفقة رومي حتى انتهى من الحفلة. سبقوه إلى المنزل ثم عاد رومي مع "منة" إلى المنزل فلم يجدوا لميس وديانا ووليم. اتصل بهم. رد عليه وليم وشرح له ما حصل. قلق رومي على لميس تحدث إليها والعبرة تنزل من عيونه. شعرت لميس بخوف أخوها عليها وطمأنته. أنهم بخير. وألا يقلق مجرد جرح وهي تشعر بتحسن. طلب من بقية الفتيات مساعدة "منة" لنقل المختبر والأسماك إلى "السفينة كارمن" وينتظرونه حتى يعود.

ذهب رومي إلى المبنى وجده محاصر بفرانك وجنوده. قال رومي لفرانك لابد ان نتحدث. قال فرانك فيما بعد فلدينا أمر خطير ممكن يهدد المدينة. قال له رومي لأجل هذا أريد أن أحدثك. أخذ فرانك رومي إلى منزله وبدأ رومي يحكي له ما يجري. وأنهم يحاولون أن يخرجوا الناس من المدينة. فرح فرانك فرحا شديدا بالخبر. طلب منه رومي ألا يخبر أحدا حتى تتم تجهيزات الإنقاذ.

سحب فرانك قواته من المبنى وأبقى القليل ليحرسوا رفاق رومي هنالك حتى يقوموا بعملهم. قامت لميس بفتح الأبواب لرومي وفرانك وميليسا ليدخلا إلى المبنى ثم أقفلته عن المتطفلين. دخل رومي غرفة التحكم وبالفعل وجدها قريبة من السفينة كارمن. رأى أخته وديانا عانقهما واطمئن على أخته ثم ذهب إلى الشاب "لويس" كان رومي غاضبا قال له وليم انه مجرد شاب فقد والديه لم يقصد إيذائنا.

ثم التفت رومي إلى ديانا وسألها هل وجدتم شيئا؟ قالت: ما زلنا نبحث عن أي شيء يخبرنا كيف صنعت المدينة أو كيف اشتغلت القبة. تلتفت إلى الشاب وتسأله معدل الطاقة في المدينة ثابت لكن لماذا لم تكن المدينة مضاءة. قال الشاب أنا أوقفت الإضاءة عن المدينة كن أحاول أن أحافظ على الطاقة لأجل القبة.

اتصل رومي بالرفاق في "المركبة الثاقبة" وطلب منهم الذهاب إلى "السفينة كارمن" ومحاولة زيادة اتساع الحفرة. عاد الرفاق وبينما هم في طريق العودة. لاحظوا أن ثوران البركان في ازدياد وبدأ يقذف الحمم البركانية. أخبرت "مي" رومي بالمستجدات وأن عليهم أن يسرعوا وإلى الجبل البركاني سيتكون من جديد.

في "غرفة السيرفرات" في المدينة المفقودة. وجدت ديانا الطريقة لتحريك المدينة. قال لها رومي لنبدأ في تشغيل المحركات. اشتغلت المحركات انتظروا حتى تصل المحركات إلى الحرارة المناسبة.
في "السفينة كارمن" أطلقت الصواريخ المتتالية. على جوانب الحفرة لزيادة حجمها. لكن ما يزال البركان ثوران مستمر يكاد يضيء المحيط من قوته.

في "المدينة المفقودة" بدأت المدينة تتحرك وتسير ببطيء شديد لم يشعر به أحد باتجاه الفتحة. ابتسم الجميع. ثم اتصلت به "مي" وقالت وصلنا إلى المساحة المطلوبة لعبور السفينة لكن عليكم ان تسرعوا قبل أن ينفجر البركان.

سأل رومي ديانا هل نستطيع أن نزيد في السرعة. قالت سأحاول. ثم بدأت بزيادة السرعة. لكن المدينة لا تستجيب. قال لها إذا استمري على نفس السرعة. قالت لميس أخشى أن السفينة قد لا يكون عندها القدرة الكافية للارتفاع إلى سطح البحر فالقبة ثقيلة وهي ما كان يبقي السفينة في الأعماق.

قال الشاب أستطيع أن أتحكم في كثافة القبة. لترتفع في المحيط. قال ثقوا بي فأنا من استطاع قيادة المدينة إلى هذا المكان الآمن.

قام رومي بفك وثاقه. جلس الشاب بجانب لميس على لوحة التحكم. اعتذر منها ثم بدأ يتحكم في كثافة القبة بدأت المدينة في الارتفاع التدريجي. حتى وصلوا إلى الحفرة التي ستنقلهم إلى العمق الذي قبله. طلب رومي من "مي" إنارة المكان فالرؤية صعبة. بدأت لميس و"لويس" بتقليل السرعة حتى استقروا فوق البركان الذي كان يثور باستمرار والحمم في تطاير استيقظ الناس في المدينة بسبب الحرارة. طلب رومي من فرانك الذهاب لتهدئة الناس.

بدأت لميس ولويس الارتفاع ومحاولة العبور من الحفرة الكل خائف ألا تعبر المدينة من الفتحة. بدأت ترتفع شيئا فشيئا حتى بدأت تحتك بجنبات الحفرة. بدأ القلق يسود المكان. الحرارة في تزايد قد تؤدي إلى حرق المعدات. قال رومي للميس ولويس، تصرفا بسرعة وإلا سنموت ويموت الجميع. قالت لميس للويس لنحاول في تقليس القبة بحذر. وفعلا كلما بدأوا يضيقون المدينة ترتفع المدينة أكثر وأكثر قالت لميس قد نخسر أطراف المدينة. قال رومي افعلي المهم نخرج من هذا المكان. بدأت قراءات درجة حرارة المحرك ترتفع وبدأ الناس في الخوف حتى خرجت المدينة من الحفرة تنفس الناس الصعداء وفرح الجميع بالخروج من هذا الخطر. قالت لميس ما زلنا نواجه مشكلة في رفع السفينة إلى السطح قد نحتاج الى السفينة كارمن لتسحبنا.

قامت "مي" بإنزال جميع "سلاسل المرساة" من كل الجهات في "السفينة كارمن".

ثم نزلت تدريجيا على المدينة. نزل رومي من المدينة ونزلت معه آيتن من السفينة كارمن وقاما بربط السلاسل حول المدينة. وبعد ان عادا إلى المدينة بدأت السفينة كارمن بسحب المدينة الضائعة إلى سطح الماء تدريجيا. بدأ الظلام يتلاشى وبدأ انارة الشمس تتضح شيئا فشيئا وبدأت الابتسامة تعلو وجوه الجميع وبدأ التفاؤل يصل إلى أعلى مستواه بدأت تخرج السفينة كارمن من البحر ثم تتبعها المدينة حتى استقرت على سطح الماء. نزل رومي وآيتن مرة أخرى لفك السلاسل. ضج الناس بالفرح وأخذوا يتراقصون في المدينة اقتربت السفن والإعلاميين من المدينة. بدأت لميس ولويس بفتح القبة تدريجيا فشعر الجميع بدفيء الشمس الحقيقية وبتلاعب الهواء بوجوههم وبأجسامهم. أمر رومي أن ترسو المدينة بالقرب من الجزيرة. ذهب رومي وآيتن إلى غرفة القيادة، شكر الجميع في غرفة القيادة وفي السفينة كارمن على المجهود الذي عملوه في رفع المدينة إلى سطح الماء. ثم تم تأمين المبنى جيدا، ثم حمل لميس وصعدوا إلى سطح المبنى ليشاهدوا فرحة الناس. طلب رومي من "مي" إعادة "السفينة كارمن" إلى موقعها الطبيعي.

بينما أرسل الجد جميع الإمدادات بالماء والعلاج والطعام لأهل المدينة. ثم أرسل الطائرة لتعيد رومي ومن معه إلى الجزيرة. طلب رومي من "لويس" أن يذهب معهم إلى الجزيرة.

نزل رومي إلى الجزيرة استقبله الكثير بالفرح والسعادة، وعم الفرح كل العالم ومن كان لهم عائلة أو أحباب في تلك المدينة عادوا إليهم. وصلت المدينة إلى حدود الجزيرة. سلم فرانك مفاتيح المدينة لرومي وقال إنها الآن تحت تصرفك فأنا اكتفيت من البحر. ضحك رومي وودع فرانك وودع ميليسا.

استقرت المدينة. وامتلأت بالكثير من السياسيين والصحفيين والإعلاميين. اللذين قدموا ليلتقوا بالناجين. ويعيدونهم الى بلادهم.

اما في الجزيرة شعر رومي بالأمان والاطمئنان. ذهب الى جده وبقي يحضنه ويقبله ويعتذر لأنه لم يأخذ كلامه بجدية.

ثم ذهب مع رفاقه الى "قصر الألماس". احتفل الجميع بعودة رومي وبقدوم منة التي قالت لهم لم أتوقع أن ألتقي بكم. كنتم بالنسبة لي كالأبطال في الروايات. كان رومي يحكي لي قصصكم ومغامراتكم كنت أستمتع بقصصكم. والآن سعادتي لا توصف أرى ديانا ومي وسارة وآيتن ولميس ووليم وعفراء ونهاد. لن يرتاح بالي حتى أشاهد أفلامكم ومغامراتكم.

شكرها الجميع على مشاعرها الصادقة وتمنوا لها أن تقضي أوقات سعيدة ومغامرات قادمة. كانت ليلة يعمها الهدوء والفرح في جو عائلي. كان رومي ومنة يشعران بتعب شديد فدخلا ليرتاحا. بقيت الزوجات يتناقشون عن وضعهم الحالي. تتساءل سارة نحن الآن أربع زوجات ومنة تصبح الخامسة. هل سيستغني رومي عن احدانا أم ماذا سيفعل. قالت مي لا أتمنى أن يتخلى عن أي واحدة منا فاحنا تعودنا على بعضنا. قالت ديان والبنت منة تبدوا طيبة ومكسورة. قالت آيتن لم ألاحظ على رومي أنه في رغبة للتخلص من أي وحدة منا. لننام نحن أيضا مرهقون من المغامرة. وغدا صباحا سنفتح الموضوع ونرى ما سيقرر.

وبينما هم يهمون للذهاب للنوم. يعود رومي ومنة ويقول لهم. كانت منة تناقشني عن وضعها بين أربع زوجات. ويمكن أنتم ايضا تتساءلون ما الذي يجري. أنا أقول لكم أني تزوجت من منة في ظروف لم نكن نتوقع أن نخرج من ذلك المكان ومن الظلم أن أتخلى عنها. لتطمئن قلوبكم لن أفرط في أي واحدة منكم ستبقون كلم زوجاتي وسنعيش بحب وأمان. ابتسمت الزوجات وضموا بعضهم بعض ثم طلبوا من منة أن تنضم إليهم، وتعاهدوا أن يبقون كالإخوات لا يفرقهم إلا الموت. ابتسم رومي وشعر بسعادة لا توصف. ناموا الفتيات مع بعضهم تلك الليلة بينما ذهب رومي لينام بجانب أخته لميس المصابة.

أخذ وليم لويس عند جدة. تحدث الجد مع لويس واعتذر له على ما بدر من "الجد الأكبر". وأنه كان ضحية قوانين دكتاتورية. واعتذر لويس على ما بدر منه من إطلاق الرصاص إلى رجل لميس. رحب به الجد في الجزيرة، وقال له اذهب لترتاح. سيرافقك وليم غدا في الجزيرة.

استيقظت الفتيات في الصباح وأخذوا "منة" في جولة في الجزيرة. تنقلوا من البرج إلى المدن السبعة إلى حديقة التنانين والدينصورات إلى القاعدة إلى اليخوت. استمتعت "منة" بالجولة مع الفتيات. ثم عادوا إلى القصر بعد منتصف النهار. وجدوا رومي ما يزال نائما في غرفة لميس. سألتها آيتن هل هو بخير. قالت لميس انه بخير. بقي الليل يتكلم ويحكي لي كل شيء حتى غلبه النوم.

استيقظ رومي ثم تناول معهم الغداء. ثم طلب إلى وليم طلب منه تجهيز مختبر لـ "منة" في البرج ليكملا ما بدأوا عليه في المدينة المفقودة. وبالفعل قام وليم مع منة بتجهيز المختبر. وبدأ رومي ومنة ووليم باستكمال التجارب على الأسماك. ثم قاموا بعمل حوض أسماك ملائم لمثل هذه الأسماك.

عاد رومي إلى طبيعته وحياته في الجزيرة وكان تركيزه الأكثر على المختبر. مرت شهور ولم يقوم بأي مغامرات أو يستجد في حياته شيء. حتى يوم من الأيام كان يسهر في شقته الخاصة في البرج وكانت تصحبه "سارة" في ذلك اليوم استيقظت في منتصف الليل وجدت رومي يربط قدميها ويديها إلى السرير. ثم ذهب إلى المطبخ وأحظر سكين حادة ثم أخذ ينظر أليها، لم تقاومه فكانت تثق فيه. صعد رومي فوق صدرها ثم بدأ بغرس السكين في قلبها أخذت تنظر إليه لم تصدق نفسها حتى فارقت الحياة.

خرج رومي من شقته الخاصة ثم اتجه إلى "قصر الألماس" حيث زوجاته الأخريات. دخل على "منة" في غرفتها. قالت ممكن يكون اشتاق لي رحبت به لم يتكلم صعد رومي على صدرها وخنقها ظنت أنه نوع من المتعة. استمر يضغط على عنقها وهي مستسلمة له حتى لفظة أنفاسها.

خرج من غرفة "منة" واتجه إلى غرفة "ديانا" دخل عليه. فرحت بقدومه ........ وبهذا ينتهي هذا الجزء.

انتظروني في الجزء لقادم لنرى لماذا قتل رومي "سارة" و"منة" وماذا سيحصل هل سيقتل باقي الزوجات وهل سينجو منه أحد. وماذا سيحصل له؟
أتمنى تكونوا مستمتعين بالرواية.