كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات ألحان
رد: 107 - باب النعيم ( من روايات الحان المكتوبة )
- ليس هؤلاء الذين يجب ان تحصيهم .
- ولم لا ؟
- هيا يا مات ! إن الحركة هي التي تجعلك ناجحاً , ربما تكون مكبوتاً بعض الشيء ولكنك سرعان ما ستعود إلى طبيعتك فور عودتك للعمل , انظر حولك , إنه ... إنه ...
نظرت حولها وكأنها تستطيع بذلك ان تحصل على الكلمة الناقصة من عبارتها ثم هزت كتفيها .منتديات ليلاس
- انه حقاً ذرة .
كانت كيزان الذرة الناضجة تتراقص مع الريح ومرت عربة من عربات الآميش عجلاتها تصر صريراً عالياً. رفع مات عينيه إلى السماء الزرقاء البلورية التي لا تظهر فيها اية ناطحة سحاب, بينما فراشة تحط على زهور الكريزانتيم الصفراء المزروعة على جانبي درجات الشرفة . بينما يمضغ بلوسوم فردة حذاء في نهاية الممر . حركت جوليا الأرجوحة بطرف حذائها وفي نهاية الفناء كانت سارة تقلم الزهور الميتة , سألته جوليا :
- ماذا حدث بينك وبين لورا ويلدر.
- ليس له أي اهمية .
زفرت وقد بدا عليها نفاذ الصبر :
- مات ! واجهني بما تفعله هنا.
- أنا في فترة نقاهة .
- انت تختبئ هنا , لقد نزعت نفسك ليس من المدينة فحسب وإنما من القرن الذي نعيشه , ثم يا مات انت طبيب ممتاز لا تستحق الاختفاء في الطبيعة .
كان عاجزاً على ان يجد رداً مقنعاً وحاول ان يدلك عنقه بينما مررت جوليا اصابعها في كتلة شعرها لتضبط وضعها , قال لها الطبيب مقترحاً:
- ما رأيك في جولة في البلدة ؟
قالت وهي تنهض :
- لا شكراً , لابد ان أعود , لقد وعدت ديبورا ان أحل محلها في ورديتها الليلة .
امسك مات بكمها عندما وضعت قدمها على آخر درج من السلم المؤدي للشرفة .
- لا يمكنك ان تتركيني هكذا دون ان تخبريني بما يجري معك.ريحانة
اجابته وهي تتجنب النظر إليه :
- كل شخص حر في تصرفاته .
بدا واضحاً انه من المستحيل ان يصارح كل منهما بما يخفيه . صحبها حتى سيارتها , وقبل ان تصعد جوليا إلى سيارتها الرياضية قالت له :
- اسمع يا مات , اعرف انك تمر بمرحلة صعبة وارجوك ان تتصرف تصرفاً حسناً , موافق؟
رد عليها وهو ينظر إليها طويلاً:
- وأنت كذلك !
قالت بابتسامة مرهفة :
- نعم .
عندما اختفت السيارة أعاد مات انتباهه إلى سارة التي بدت تعمل بنشاط أكثر من المطلوب قالت في نفسها : إنه يهزأ بها حتى انه يستقبل صديقاته الصغيرات . سخرت من نفسها لأن جوليا كافرون جميلة . كانت ترصد الحذاء الرياضي الذي ظهر في الفناء قال لها :
- إنك تحاولين تلميع الآنية حتى تصبح كالصيني !
|