كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 478 - مقهى الفردوس - دار ميوزيك
" أنني آسفةجداً, بوسعكما الاستمرار في توريداتكما لي. وسوف أتولى أمر سوء الفهم الذي حدث. وأشكركما على الحضور إليَ في بيتي ".
قال ويلر الذي كان متضايقاً لإضطراره إلى أن يحبطها علماً بما يجري حول تشغيل مطعمها:
" لسنا الوحيدين اللذين تسلما هذا الخطاب ".
كادت آبي أن تموت خجلاً. من هذان الرجلان صديقان لها. رأياها تنشئ الفردوس من لا شيء تقريباً ويحترمانها. رفعت رأسها متوجهة إلى الهاتف وبيدها قلم وإضمامة أوراق. سألتهما:
" بمن ينبغي علي أن أتصل؟ ".
أجرت آبي سبعة إتصالات هاتفية للإعتذار وإيضاح الموقف.كان صوتها صامداً على الرغم من إرتعاش جسدها. وبعدما تركت رسالة غاضبة على آلة الاستقبال الذاتي الملحقة بهاتف سايمون. إنهارت جالسة فوق أحد المقاعد. يا له من صباح فظيع.
تذكرت جاك! جاوزت الساعة الحادية عشرة ولم تذهب إليه. لقد نسيت أمره ببساطة تامة. أية حماقة تلك التي استبدت بها حتى تترك هذا الرجل الرائع الجميل الذي يتميز بكل هذا القدر من الشجاعة والإقدام منتظراً على قارعة الطريق.
أسرعت الفتاة إلى المستشفى ولم يمكنها العثور على جاك به لكنها التقت بلورين جربي تلك الممرضة التي عاونت جانيت على الخروج إلى الحياة منذ ستة عشر عاماً والتي بادرتها بقولها:
"آه , وصلت أخيراً آبي. لم يمكنك اللحاق بالسيد جالاجار ".
" أين هو الآن؟ ".
" حضرت جانيت وأنصرف معها. لم يمكنه الاتصال بك... ".
فقاطعتها آبي بقولها:
" مشاغل العمل ".
وكانت متوترة بحيث لم يمكنها من الاحتفاظ بتحفظها المعتاد.
"هذا ما ظناه. انصرفا منذ برهة طويلة. حدثيني عنه. إنه رجل رائع عالى نحو غير عادي صديقك هذا! ".
حدقت آبي النظر إليها بينما استطردت السيدة تقول:
" تزوجت منذ سبعة وثلاثين عاماً ولا زلت حادة الإبصار. من المستحيل أن يخطئ رجلاً مثله. حقيقة أن طول أهل كلورادو يفوق متوسط الأطوال هنا! ".
أكدت الممرضة حديثها هذا بضحكة ذات مغزى قبل أن تنصرف قاصدة غرفة العمليات.
***
نادت آبي وهي واقفة على الجسر المؤدي إلى القارب.
" جاك؟ ".
ظهر على عتبة الباب مستنداً إلى عكازين أشعث الشعر عاري الصدر.
" صباح الخير! ".
ترددت آبي بين الضحك والدموع.
" صباح الخير ياجاك. يبدو عليك التحسن, سامحني..وقعت لي مضايقات جسيمة في اللحظة التي تأهبت فيها للخروج للقائك صباح اليوم ولم يمكني المجيء إليك بناء على ذلك ".
" لا بأس, إدخلي ".
كان وجهه نتطية الظلال بالكامل بحيث لم يمكنها قراءة عينيه. لكن صوته كان فاتراً للغاية! لابد أن يكون غاضباً.
تبعته إلى الداخل وفي اللحظة التي استدار فيها ليواجهها اصطدم احد عكازيه بمنضدة صغيرة فسقطت زهرية على الأرض, صاح قائلاً:
" يا إلهي ".
|