كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 478 - مقهى الفردوس - دار ميوزيك
قالت بثقة بالغة بذاتها:
" مطعمي ".
قال مرددا بنبرة المرتاب:
" مطعم؟ ".
فقالت بتصميم:
" مطعمي, انه ملك لي, كان حلما, اما الآن فيقصده اناس من اماكن بعيدة جدا ومن جهات لا تعرفها ,لكنني اعرفها. لا شيء غيره يعتبر ذا قيمة في نظري ولا اتوقع منك ان تتفهم ما عني ".
" انت لا تتركين لي الفرصة. يا إلهي! يا لها من عادة قبيحة ".
" قيل لي ذلك من قبل ".
" حاولي ان تشرحي لي الأمر ".
قالت رافعة كتفيها:
" ولماذا؟ ".
" لأنك مدينة لي بذلك. تقول اسطورة هندية قديمة انه اذا انقذت حياة شخص ما فإن قدرا من ذلك الشخص يبقى معك الى الابد. ولا احب ان اعيش حياتي حتى نهايتها حاملا في قلبي شخصية امرأة مجهولة. وانت؟ ".
اختنق حلق آبي جلست على احدى الصخور مطوقة ركبتيها بذراعيها:
" امتلك مطعما في جبل دورا بالقرب من عالم والت ديزني بوسط فلوريدا, انه مكان هادئ دافئ يبعث السرور في النفس بحق. اطلقت عليه اسم "مقهى الفردوس" , انا طاهية متميزة...افتتحت هذا المطعم منذ اربعة اعوام واقترضت نفقات انشائه بالكامل. تغيرت تماما منذ ان نجح المشروع وتعاقدت في الآونة الاخيرة مع شريك لديه مال يرغب في استثماره بهدف توسيع المشروع واعادة تصميم ديكوراته وتنفيذها سوف تكون اعادة الافتتاح في بداية الصيف وستكون حدثا رائعا, هذا ما يمكنني ان اقوله عن نفسي ".
واتقدت عيناها اعتزازا بذاتها, قال:
" يبدو ذلك رائعا , سوف احرص على ألا اقول شيئا سيئا عن مطعمك ".
مررت آبي يدا فوق شعرها محولة انظارها الى الطريق:
" فهمت ما تعنيه نهركم ليس سيئا لنقل إنه مقبول ".
انفجر جاك ضاحكا من اعماقه وما كان منه إلا ان جثا بالقرب منها:
" الا يمكنك القول بأنه مذهل؟ ".
ومد لها يدا:
" هيا ساعمل على مصالحتك مع الصحبة ".
" لا داعي الى ذلك جاك لم ارغب في ان اغضب احداً ومع ذلك لن يجدي ما ابديه من اعذار لن ارى احداً منهم ثانية بأي حال من الاحوال, ولهم ان يظنوا بي كما يتراءى لهم ".
احتقن حلق جاك الى حد غريب:
" لماذا لا تبقين يوماً آخر حتى تتحسن حالة ركبتك؟ ".
فقالت وهي تهز رأسها نفياً:
" وحتى اجلب لنفسي متاعب اخرى؟ ".
" لكن تبدو على صديقتك الرغبة في ان تبقى بيننا فترة اطول ".
" هذا افضل بالنسبة اليها لسنا صديقتين حميمتين جداً، إلين تعمل بأحد المحال الصغيرة المجاورة وقد اقنعتني بالقيام بهذه الرحلة عندما علمت بأمر إغلاق المطعم مؤقتاً لإجراء تلك التعديلات, لم اقم بمثل هذه الرحلات من قبل وكان حديث الين لي عن كولورادو مشوقاً بحيث اذعنت لرأيها. لكن كما سبق ان قلت لك لست شخصية مغامرة ".
|