كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 26 - وعاد في المساء - ماري ويبرلي - روايات عبير قديمة
ووجدت ساشا مارك في انتظارها عند الباب الأمامي وقد ارتسمت على وجهه امارات عدم الاهتمام... فشعرت ساشا بالحزن لذلك لأنه برغم أي شيء ، كان من الممكن ان تكون صحبته لطيفة.
وجهه امارات عدم الاهتمام...فشعرت ساشا بالحزن لأنه برغم أي شيء كان من الممكن أن تكون صحبته لطيفة.
و بينما هما في الطريق سألته ساشا:
"ألن تسبح معي ؟"
فرد باقتضاب بالنفي فسألته من جديد:
"ولمادا لا تسبح؟"
"لأنني لا أريد ذلك."
فقالت ساشا و قد ضايقها موقفه:
"و...و هل تستمر على صمتك هذا طوال الطريق."
"أعتقد أن هدا أفضل ...فإننا نتشاجر كل مرة نتحدث فيها معا."
ثم هز كتفيه و هو يسرع الخطى لينزل الممر الحجري مما اضطر ساشا الى الإسراع للحاق به ...ثم أضاف:
"و لذلك ، أوثر التزام الصمت حتى لا نتشاجر من جديد ، وأعتقد أن ذلك سيجعلك سعيدة".
كانت ساشا تشعر بتعاسة حقيقية في هذه اللحظة و كانت تود لو تقول له ذلك و لكنها قالت في سخرية باردة:
"حسنا...إنني أشكرك لأنك أخبرتني بذلك".
و لم يرد مارك و سارا في صمت و هي تفكر في هذا الوضع الشاذ و الموقف الغريب بينما تسير في أجمل بقعة في الريف الفرنسي الى جانب مارك وأخذت تفكر ماذا يكون الوضع الآن لو أنها تسير في هدا المكان متجهة الى احد الشواطئ الهادئة مع الرجل المناسب...ولكن من هو الرجل المناسب؟هل هو نيجل الرجل الدي جاءت الى فرنسا في محاولة لنسيانه ،من المؤكد انها لا ترحب في هده اللحظة بالبقاء أسيرة في ايدي الرجال الروس الثلاثة اذا كان ذلك سيساعدها على نسيان نيجل...ووجدت ساشا نفسها تفكر في نيجل...
ترى مادا يفعل الآن؟انه يعرف أنها تقضي عطلتها في هدا المنزل و لا بد انه يعتقد الآن انها تمضي اياما سعيدة مع أصدقائها و تمضي أمسياتها في الحفلات، إنه لا يعرف للأسف أنها اسيرة يقوم بحراستها ليلا و نهارا ذلك الدب الروسي الدي يمشي الى جانبها.
و نظرت ساشا الى مارك بطرف عينيها ،انها لم تقابل في حياتها من قبل رجلا بمثل هده الخشونة و القوة، وفكرت أنه ربما لا يعرف السباحة و لكنها كتمت ضحكة كادت تفلت منها و هي لا تكاد تصدق ان مثل هدا الرجل الحائز على الحزام الذهبي في الكاراتيه لا يعرف السباحة، اذن لماذا يرفض في مثل هذا المساء الحار و قد اكتمل القمر منيرا المكان عاكسا ضوءه على البحر الدي بدا كبساط جميل ... لكنها لن تسأله بل لن تجروء على ذلك و لو أنها تود ان تعرف السبب.
كان الشاطئ صغيرا في تلك المنطقة محاطا بالصخور لدرجة أنه من الصعب على اي شخص لا يعرف المنطقة ان يجده، و صلا الى الشاطئ اخيرا بعد ان عبرا الطريق الرئيسي ،وكان مارك يمسك بذراعها و هما يعبران الطريق لكنه تركها بمجرد الوصول الى المرحلة الأخيرة.
و أخيرا قال مارك و هو يشير الى احدى الصخور المنبسطة:
"سأجلس هنا في انتظارك...يمكنك ان تذهبي للاستحمام...ولكن لا تغيبي عن نظري، هل تفهمين؟"
"أعرف ذلك جيدا، في اي حال ان طريقتك في توضيح كلامك تجعلني أفهمك حتى و لو كنت تتحدث بلغة اخرى"
|