كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 4 - ليل المرايا
توقفت في المطبخ.
- انا لا أشعر بأني على ما يرام يا سالي، لا أريد تناول العشاء.
ودون توضيح ذهبت إلى غرفتها وأقفلتها، للمرة الأولى من الداخل وهي تقول بصوت مرتفع في منتصف الغرفة:
- لقد جعلتني أكرهك يا برايان ما عدت أسعد امرأة.
ولم تستطع تجنب التفكير ببرندا وأريك، اللذين سيخسران كل شيء برحيلها، لكن هل يخسران هما المزرعة أم تخسر هي عقلها؟ سوف يخسران بسبب حبها لرجل يستخدم جسدها في سبيل إشباع رغبته وشوقه إلى امرأة أخرى. وها هو يعاقبها لا لأنها خدعته بل لأنه يريد الانتقام بواسطتها من تلك المرأة.
استلقت في فراشها إلى أن طلع النهار. انتظرت خروج برايان من الباب الخلفي لتنهض من نومها ناظرة إليه من نافذتها. فلم تلبث أن رأته وكوري يركبان الشيروكي ويتجهان نحو جبال جيمز جنوباً. راحت تفكر بأن على أريك أن يحل مسألة القرض مهما كانت فلن يبقيها شيء، مهما كان غالياً على قلبها، في هذه الأرض لأن ذلك سيحطمها ويدمرها. لقد آن لهذا النفق الطويل المظلم الذي لن ينتهي إلا إلى هوة لا قرار لها، أن تكون له نهاية.
لم تستغرق وقتاً طويلاً في ملء حقيبتين بملابسها القديمة وبعض الثياب الجديدة التي أعطتها لها جولي. نظرت إلى المعطف الجلدي الذي أهداه لها برايان في الميلاد: هذا لي.. سآخذه.
فتحت الدرج الأعلى في خزانتها، فوجدت دفتري البنك اللذين لم تفتحهما قط. فتحت الدفتر الأول ذا الجلد الأخضر لتقرأ رقم الحساب فإذا هو عشرة ألاف دولار. ثم فتحت الثاني وإذا باسمها كاملاً يطالعها في الصفحة الأولى وحسابها فيه خمسون ألف دولار.
ذهلت كارين لكن سرعان ما أبعدت الدفترين ورمتهما في الدرج ثانية. فهذا المبلغ قد يعيلها سنين عديدة وقد يسدّ الدين الملقى على كاهل مزرعة بار, لكن الخوف فيما لو أخذتهما أن يتهمها برايان بالسرقة. إنه قادر على فعل أي شيء مهما عظم.
حملت حقيبتها إلى السيارة، ثم عادت إلى المطبخ:
- سالي؟
استدارت سالي مبتسمة :
- سأجهز فطورك بعد لحظة يا كارين.
لا بد أن المرأة التي رضيت بها دون سؤال ستفتقدها بينما الرجل الذي تحبه لم يرض بها يوماً.
- لا يا سالي...أنا ذاهبة.
- متى ستعودين؟
- لن أعود... سأرحل نهائياً .
اتسعت عينا سالي المذهولة:
- لماذا؟
- ليس لي مكان هنا.
- لست أفهم... هل يعرف برايان؟
- أنا لا أفهم أيضاً، أما بالنسبة لبرايان فأنا واثقة من أنه يتساءل عن سبب بقائي لا عن عدمه... لقد كنت رائعة يا سالي وسأبقى على اتصال معك.
ركضت خارج المطبخ... فتبعتها ألسي على أمل مرافقتها لكنها احتضنت الكلبة مودعة وهي ترفض التفكير بما ستتركه هذه الكلبة من شوق في نفسها.
قادت سيارتها على الطريق الرئيسية باتجاه سانتا فاي وهي تعض على شفتها، فالمستقبل أمامها غامض وفارغ لكن ليس الوقت وقت دموع الآن فأمامها الحياة كلها.
|