كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات ألحان
رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
قالت متلعثمة :
- في الحقيقة , أنا .. أنا لا اذكر جيدا . اعتقد أننا كنا نحتاج إلى إجازة .
حتى لو كان ما قالته من الحقيقة , فلم تستطع مع ذلك البوح بأنها وليل كانا يسعيان للاختفاء في رود ايلاند للفرار من الصحفيين ومناوشاتهم حتى بعد كل هذه السنوات , ما زالت شيلا تشعر بالحزن عندما تفكر في هذه الفترة الرهيبة , إنها لازالت تسمع في اذنيها الأصوات الصاخبة التي لا تكف عن طرح الأسئلة ..
ليليان , ماذا تتناولين ؟ هل أنت مدمنة ؟ لماذا ادمنت ؟ هل ذلك نتيجة صدمة عاطفية ؟
عادت إلى ذاكرتها صورة والدتها وهي منفعلة , وشفتاها ترتعشان , دموعها تنهمر.
ارتجفت وطردت هذه الذكريات من رأسها , عاد بها إلى أرض الواقع صوت نباح أت من بعيد . أدارت شيلا البطارية في اتجاه النباح , ظهر المنزل خلف الكلبة , لقد وصلا, دفعت شيلا الباب الخارجي ودخلت إلى الحديقة يتبعها جايسون , جرت الكلبة في سعادة نحوهما , صعدا السلم , اخذت سكينا تثب إلى صاحبتها بينما كانت تضع المفتاح في الباب , فقدت شيلا توازنها وكادت ان تقع لولا ان امسك جايسون كتفيها من الخلف. شعرت سكينا انها ارتكبت حماقة , أسرعت إلى الداخل واختبأت تحت احد المقاعد في حجرة الصالون . لأول مرة تشعر بالأمان ويداه فوق كتفيها , استدارت نحوه ونظرت إليه في عرفان بالجميل, ربت على شعرها الأشقر الحريري وأرجعه إلى الخلف في حنان , سألها :
- هل تشعرين انك بخير ؟
هزت رأسها . كانت تريد ان تستكمل حديثها معه عن اشياء كثيرة . لكنها لم تستجب لنداء عقلها واراحت رأسها فوق صدره . وكلما مضت الثواني وجدت صعوبة في ان ترفع رأسها وتبتعد عنه , كما لو كان خوفها من أن تسقط ليس سوى مجرد حجة , همس:
- هذا غريب , أشعر انني غريب الأطوار اليوم.
ثم احاطها بذراعيه , تصارعت دقات قلبها واغمضت عينيها , اعتراها شعور بالسكينة . إنها لا تريد ان تقاوم مشاعرها , إنها لا تريد سوى شيء واحد. ان يظل رأسها فوق صدره , تسمع دقات قلبه وتشعر بدفئه .ريحانة
ابعدته برفق هامسة :
- دعني من فضلك.منتديات ليلاس
ولكن كان صوتها يشير إلى عكس ذلك. همس بصوت أجش وهو يحتوي وجهها بين يديه :
- شيلا ..
ولكن فجأة سمعت اسمها من جديد ولدهشتها لم يكن نفس الشخص الذي يحدثها . إنه نداء من قلب المنزل, شخص يبحث عنها ويقترب ببطء.
- شيلا ! شيلا !
فزعت عندما تعرفت على هذا الصوت . إنه نيد , كان ذلك متأخراً جداً, إنه امامها ! وجه إليهما مصباحاً كهربيا, تلعثمت :
- نيد , كنت اعتقد أنك قد نمت منذ وقت طويل.
ابتعدت شيلا عن جايسون خافضة رأسها . كانت تشعر بالذنب بالنسبة لنيد وبالنسبة لجايسون في نفس الوقت , لقد وضعته في موقف لا يحسد عليه عندما توردت وجنتاها خجلا كأنها فتاة في الثانية عشر! لم تستطع ان تلتفت نحو جايسون خشية أن تقرأ في عينيه عتاباً او احتقاراً . لقد اخطأت عندما فزعت عند ظهور نيد وتصرفت كصبية بغتت في وضع خطأ.
اجاب نيد بفتور:
- هذا صحيح , كان لابد ان أكون في سريري منذ وقت طويل , وانت ايضا , لقد اصابني القلق عندما احضرت الحطب ولم اجدك قد عدت بعد , لكني أرى أن كنت في صحبة طيبة .
|