-لماذا لم تخبرنا؟لماذا بقيت تعذب لوكان وتمثل عليه دور الشهيد؟كنت تطلب منه روحه لأنك مقعد.كان سيفرح كثيرا لو اعلمته بما حدث.
-لسنين عديدة كان لوكان يتمتع بحياته بينما انا مقعد فى كرسى متحرك.انا اريده ان يتألم.كنت اتمنى ان يتزوج كابريس المجنونة اللعوب.كانت ستطلب منه الكثير من الاهتمام ويترفض ان تعطيه الولد كى لا تخسر جمال جسمها.
ضحك برايد وصب لنفسه كأسا وقال:
-لوكان عاطفى ولكنه يخجل من ان يظهر عاطفته.كانت والدتى تفضلنى عليه لأننى اشبهها بينما لوكان يشبه والدى.لم تكن والدتى ايرلندية ولا عاطفية.كانت تحب السيطرة وتتمتع بكونها سيدة خليج التنين حيث الخدم والعمال فى طاعتها.وكان لوكان يهتم بالعمال من الناحية الاجتماعية...اى يهتم بايجاد العمل الذى يوفر راحة اكبر لعدد كبير من العمال وعائلاتهم
ضحك برايد من جديد واكمل حديثه:
-لوكان لا يحب العبودية كالأخوين الايرلنديين اللذين أسسا البيت الكبير فى خليج التنين.ولكننى انا جعلته عبدا لى.
ارتجفت كارا واحست ان الارض تهتز بالفعل تحت رجليها وقالت بصعوبة:
-انت الذى كنت تركب الحصان البارحة ليلا.وانت الذى ركض خلفى ليدهسنى قرب المصنع القديم.
قال يسخر منها:
-لقد اكتشفت سرى,ويا للأسف اردت ان اوهمك ان لوكان يريد بك شرا كى تكرهيه.انت انسانة غير عادية تقدرين الجمال ولك احساس مرهف.اننى أهواك وأريدك لنفسى.
Shell
اتسعت عينا برايد.كانتا مرعبتين.وادركت كارا انها لو حاولت ان تركض لأمسك بها بيديه القويتين.تذكرت ان لوكان سيحضر فى الرابعة.عليها ان تحادثه وتطرح عليه الأسئلة لتجعل الوقت يمر حتى يحضر زوجها وينقذها منه

- انت الذى تحديت لوكان لتتسلق الصخور.هل كنت تأمل فى ان يسقط؟
-يا عزيزتى , التنين يحرس آل سافدج.ألا تعرفين؟انت خائفة منى وتقفين أمامى تتحديننى كاللبوة.
-لقد قالت دا لوالدتك ان اللوم يقع على لوكان فى الحادث.هل تعرف دا انك تمشى من جديد؟
-طبعا.دا كانت دائما تحبنى وتخلص لى وتفعل كل ما اطلبه منها.لبنها هو الذى اشترى لى الفرس ساتان.الساتان الأصلى بيع خارج الجزيرة من اجل التناسل.كان الجميع يؤمنون اننى لن امشى من جديد او احب امرأة من جديد...
Shell
مشى برايد خطوة اخرى نحوها.وكادت تصرخ.قى تلك اللحظة لمع البرق قليلا فى السماء
-رأيت أجمل منك بين النساء ولكننى لم أر اية فتاة لها عينان سوداوان فيهما جاذبية غريبة كعينيك.عيناك بيزنطيتان مثل هذه المزهرية لا تقدران بثمن.
كانت المزهرية الى شمال كارا.امسكت بها بسرعة ورمتها فى المدفأة فتحطمت الى اجزاء صغيرة.ذهل برايد ولم يصدق ما حدث.ثم صرخ صرخة غضب وانحنى يجمع اجزاءها البلورية الثمينة اغتنمت كارا هذه الفرصة وركضت هاربة الى القاعة.
كان برايد يصرخ:
-دا.أين أنت أيتها الساحرة العجوز..لا تتركيها تهرب!فتحت كارا الباب وخرجت.ولحقت بها دا ولكنها كانت اعجز من ان تستطيع اللحاق بها.ركضت كارا باتجاه حقول القصب حيث يعمل لوكان..لوكان.لوكان.كانت ضربات قلبها تناديه وعلى شفتيها صلاة صامتة باسمه.
-لوكان!
ركضت نحو الفارس الذى رأته يسير باتجاهها.وكأنها فى حلم مريع,رفعها الفارس الى جواره بيديه القويتين وقد امسك بجسمها النحيل المرتجف وقربها الى صدره الدافئ القاسى.امسكت بكتفيه وهى ما تزال ترتعد.وغمرها الفرح لقربه منها.شعرت بالأمان.وسمعته يقول:
- يا الهى.هذا برايد واقف فى المدخل!
عاد برايد الى داخل البيت الكبير.والتمع البرق من جديد بينما كان الحصان يصهل وقد تسمر فى المدخل.دوى الرعد واخذ المنزل ينهار.تداعت الجدران وسقطت المدخنة الطويلة.وبدأت الصخور المرتفعة تتدحرج حاملة معها البيت الكبير الى البحر.

كان الصوت مخيفا كأنه وحش مجروح يتألم.تهدم المنزل.وادار لوكان فرسه عن رؤية المشهد المريع ثم سار الى بيت الناظر.ثم ترجل وحمل كارا بين ذراعيه وانزلها الى الارض.وقفا سوية متماسكين مدهوشين كأنهما طفلان. قال لوكان:
-على أن اعود الى هناك .ابقى انت هنا يا كارا.
ركب لوكان وعاد يفتش بين الانقاض قرب الشاطئ لعله ينقذ برايد.وعاد بعد ساعات وهو متعب حزين.لقد رحل عنهما برايد الى الأبد.
كانت المرارة عند برايد من جراء عجزه قد تحولت الى كراهية نحو لوكان ثم الى جنون أعمى.
كيف فقدت ثقتها بلوكان؟بقيت فى البيت الكبير وهى تعتقد ان لوكان يريد قتلها.كانت راضية ان تموت بيديه على ان تعيش بدونه.كان حبها له اقوى من ان تغرقه البحار الشاسعة التى تفصل اليونان عن البحر الكاريبى.

فى المساء حين عادت كلير برفقة رو ونلز اخبرها لوكان ان البحر قد جرف البيت الكبير واضاف:
- أتمنى أن لا يكون برايد قد تألم كثيرا.
Shell
وطلب من كارا ان تخبره عن الحلم المزعج الذى عاشته اخر ساعة امضتها فى خلوة برايد وما دار بينهما.ترددت قليلا.ثم اخبرته كل شئ.
كان عليه ان يعرف كل شئ.ولما انتهت من سرد قصتها دفنت رأسها فى صدره واخذت تبكى من جديد . قال لوكان بصوت حزين:
-هل حقا شككت فى حبى لك يا كارا؟
-وكيف لى أن أعرف انك تحبنى؟كل ما كنت تقوله او تفعله كان من اجل شقيقك برايد.
-ألم تشعرى بحبى لك فى الليلة التى امضيتها معك فى منزل الشاطئ؟
ما شعرت به نحوك أعمق من كل الكلمات.كنت دائما تتهربين منى ولقد انتظرت طويلا لأجعلك ملكى.
Shell
قالت كارا:
-اعتقدت ان ذلك تم ايضا من اجل برايد.كان عديم الشفقة .كان يتآمر عليك ليجعلنى أكرهك...لماذا لم تقل لى انك تحبنى؟
قال ضاحكا:
-نحن لا نتكلم عن الحب فى خليج التنين.
فقالت له بحنان:
- ولكننا نستطيع ان نفعل ذلك الآن! حاول يا عزيزى . قل لى انك تحبنى وتهتم بى.
نظر اليها لوكان بحرقة ثم جذبها الى صدره,وهدأ الألم . تعانقا .
ووعدها بالسعادة التى ستغمر خليج التنين.
- سنبقى هنا يا لوكان . سنبنى منزلا جديدا . العمال يحتاجونك هنا . وأنا أحتاجك أكثر من الجميع.


تمت

انتهت الرواية

قراءة ممتعة

مجهود تشكري عليه عزيزتي
بانتظار جديدك