قال ( ممتاز )
قالت كاترينا لمارى لو تلك الليلة ( ما كان يجب ان تخبريه اين مكانى ! او على الاقل كنت اتصلت بى وسألتينى عن ذلك) نظرت اليها مارى لو وقالت( اعرف , اعرف , ولكن المتعهدين كانوا هنا وكنت انا مشغولة ولم اعطى الامر الكثير من التفكير.لقد قلت له العنوان فقط,وكنت ذاهبة لأتصل بك هاتفيا ولكن هناك شيئا صرفنى عنك .ولماذا لم تخبريننى كم هو بهى الطلعة ؟ )
كاترينا ( لا يهم الامر )
( الامر دائما يهم بصورة او بأخرى.أوه , خمنى من الذى زارنى اليوم ؟ ستيفان !عاد من روما ,دعوته الى الحفلة ,انه يموت شوقا لرؤيتك , قال ذلك)
تحدثتا عن الحفلة التى تعدها مارى لو لها . كاترينا , يجب ان ترى اصدقاءها ثانية وتقابل بعض الناس الجدد , كانت تتطلع الى ذلك
كاترينا سامحت مارى لو على عدوانها.عموما, من يكون كاملا؟
الصباح التالى , فى التاسعة الا ربع , مارى لو ايقظت كاترينا بأن دخلت حجرتها وقامت بتشغيل جهاز التليفزيون
مارى لو ( انه هو ! انظرى !)
اعتدلت كاترينا ونظرت الى شاشة التليفزيون وقالت انه هو صحيح.
ماكس لوريللو , الملئ بالحيوية.
استيقظت كاترينا على الفور ودق قلبها بسرعة.
من الواضح ان ماكس يتحدث عن كتابه الرابع, موجود الآن على الارفف,لكنها سمعت بعض الجمل فى المقابلة التليفزيونية متضمنة الاشارة الى فيلم قادم فى الطريق.وصورة الغلاف الامامى للكتاب ظهر على الشاشة:السعى وراء بيبى بلاك تأليف:ماكس كيلين. ماكس كيلين,وثب قلبها داخل صدرها.
كاترينا ( أوه يا الهى , انه ماكس كيلين!)
اغلقت مارى لو تشغيل الجهاز,كاترينا حملقت فى مارى لو بذهول.ونظرت مارى لو الى كاترينا بنفس الذهول.
مارى لو ( لا استطيع ان اصدق انه هو.ألم يكن مصورا صحفيا قبل ان يبدأ فى كتابة الروايات؟)
هزت كاترينا رأسها وقالت ( نعم , اخبرنى عن ذلك)
(لكنه لم يخبرك ابدا بأنه كيلين؟) (لا)
مار لو( يا الهى,يا كاترينا , فالرجل مشهور!كل كتبه على قائمة الكتب المشهورة! ان هناك فيلما سينيمائيا للقصة التى هو بصدد الانتهاء منها!)

واضافت(ان لم يكن قد اتى امس لزيارتى كى يسأل عنك ما كنت قد تعرفت عليه .أندهش لماذا لم يخبرك؟)
واندهشت كاترينا ايضا.لكن مارى لو لم تندهش طويلا. لمع وجهها اشراقا عندما جاءتها فكرة . وقالت( ويجب ان تدعوه الى حفلة الليلة ! انها فكرة جيدة جدا ! ستيفان وروكسبيرجز وسارنيا, وكاسيندرا وجان-بول سيكونوا هنا وأراهن انه سيحب الحديث مع كاسيندرا . هل قرأت اخر مجموعتها ؟ سوف)
كاترينا( لن يحضر.انه ليس من النوع الذى يستمتع بأن يكون محل استعراض المساء )
(حسن , يمكننا ان نحاول بالطبع , ولكن...)
كاترينا ( لا اريده هنا)
حملقت مارى لو فيها وقالت
( انها مجرد حفلة صغيرة – لقد دعوت اقرب الاصدقاء فقط)
كاترينا ( انت تقيمين هذه الحفلة من أجلى , قلت ذلك , ولا اريدك ان تدعوه , يا مارى لو)
( ولما لا؟ )
( لا اريده هنا ! وانت تعرفين ذلك! لقد كشفت عما فى نفسى لك عنه والآن تريدين ان تدعوه الى منزلك! اظن انك فهمت ما اخبرتك به!)
( لم اكن اعرف انك كنت تتحدثين عن ماكس كيلين!)
( وما الفرق فى ذلك ؟ فالرجل ما زال هو نفسه!)
( لا , ليس هو , فهذا فرق كل الفرق فى العالم.هو ماكس كيلين, كاتب الروايات الشهيرة وليس بكاتب امعه يعيش على الثانويات)
كاترينا ( يا الهى , انت مقلده يا مارى لو)
مارى لو ( لا يمكنك انكار فرصة التعارف على ماكس كيلين بالنسبة لنا واصدقاءنا! ولا تكونى أنانية جدا يا كاترينا!)
تساءلت كاترينا عمن هو الأنانى , ولكنها سكتت عن القاء السؤال.
فهناك ان مارى لو تقيم هذا الحفل من أجلها, وتنفق الوقت والمال لجعل اصدقائها معا وكذلك بضعة ناس جدد بالنسبة لها أن يلتقوا.
ولا شك ان لديه خططا للمساء فعلا وان لم يكن لديه فانه يبدو عذرا
كاترينا( أوه , فلتذهبى وتدعوه)
لحسن الحظ ان كاترينا ظلت طوال الوقت تحاول ان تتعود على فكرة ان ماكس لوريللو هو الكاتب الشهير ماكس كيلين.استطاعت ان تتعامل مع الموقف

كاترينا ( شاهدت لقاءك التليفزيونى هذا الصباح , على الاقل الدقيقتين الاخيرتين منه , تهانئى )
ماكس ( أشكرك)
( قرأت كتبك وتأثرت جدا)
(كنت اخشى ذلك)
لم يكن هذا النوع من الاجابة قد توقعته كاترينا
كاترينا (ألا تودنى أن أتأثر؟ )
(لا)
(ولما لا؟)
(لأن الناس الأكثر ملاطفة يريدون شيئا منى)
(نعم , بالطبع)
كاترينا عرفت انه على صواب لاندماجها بين الأثرياء والمشاهير
وقالت ( حسن , اعيد التأكيد على اننى لا اريد اى شئ منك)
ابتسم ماكس ابتسامة ظريفة ولمس خدها باصبعه فى ايماءة رقيقة غير متوقعة وقال(هذا ما وددته فيك يا كاترينا.انت لا تريدين شيئا منى)
قالت (لماذا لم تخبرنى من انت؟)
(كان هذا سيولد فيك انطباعا مؤثرا)
قالت(هاه!)
كانت ستتأثر الى درجة ما,عموما انها تحترم الكلمة المكتوبة , خاصة عندما تكون فى روايات ذات امتاع كبير.
قال : وانا لدى نساء بقدر كاف تأثرن بى , فما كانت هناك دقيقة هدوء
قالت ( الحياة جحيم خاصة بالنسبة للأثرياء والمشاهير , انا فى الواقع سعيدة لأن اكون فقيرة)
(والآن اسمحى لنا بجولة فى القصر , يا أميرة)
انه تم ازالة طبقة الاتربة تحسبا لزيارات عملاء الxxxxات وخبراء التنمية وخبراء الفن وغيرهم . صار كل شئ لامعا فى أبهة.
واخذا يجوسان فى الحجرات والمكتبة والمكتب وحجرة الموسيقى وغيرها من حجرات.

قال ( انه من الصعب ان يعتقد الواحد انك نشأت هنا)
(لماذا؟)
(انت لا تبدين ملائمة لكل هذا)
(لما لا؟)
(لست متأكدا(
حدثته عن طفولتها وهما يتجولان وعن امها الفنانة وعن اخيها الذى يحاول انقاذ اعمال العائلة. جعلته يشاهد رسومات امها والاماكن المفضلة لديها لتعتكف فيها. والكرسى العتيد من القرن الثامن عشر الذى كانت تقوم بحفر اسمها سرا عليه وهو يقدر بالآلاف من الدولارات.
shell
وقال ( ألا يهمك بيع المنزل؟)
( لا اهتم بقدر ما افكر فى بيعه,انه مجرد منزل, بجاني انه ضخم.والاثاث – كما لو انه ينتمى الى المتحف . وهو ليس مريحا.انه كله للاستعراض)
ابتسم ماكس ولم يقل شيئا.
وقالت ( ألا توافقنى؟)
(نعم فى الواقع , وهذا هو السبب فى انك لا تلائمينه .فأنت لست طموحة ولست مكن النوع المتسم بالأبهة)
(انه خطأ والدتى,لم تكن متأثرة جدا بهذا.فكانت تحب الطهى وقضاء الوقت فى المطبخ مما جعلت هيئة افراد المطبخ فى حالة جنون.لم تكن متلائمة مع هذا كله كذلك)
ثم عاد الى حجرتها القديمة حيث ترك ماكس معطفه.

سألها ( وهذه الحجرة كانت حجرتك؟)
قالت ( نعم , حتى وصلت الثامنة عشر)
)ألم تذهبى الى الكلية؟)
(ذهبت الى كولومبيا وعشت هناك فى منزل السنة الأولى.ثم تزوجت وعشت فى المدينة , وأنهيت الكلية بينما كنت متزوجة)
(ألم تعيش حياتك حينئذ؟)
(عشت فترة بمفردى)
قال(لماذا تزوجت؟)
(لأن والدى طلب منى ذلك . وكان الزواج نوع من انواع الصفقة التجارية)
قال (وتركت هذا يحدث لك ؟)
قالت ( كان حلم أى فتاة . أرادنى ان اتزوج باستيان ماكينزى.تخيل هذا!)
(باستيان ماكينزى؟هل كنت متزوجة من ذلك الولد عديم القيمة؟ام اكن اعرف ان كان له زوجة)
(من فضلك لا تخبرنى بمدى اسفك لى)
ضحك ونظر اليها فى استرخاء
قال ( لقد افتقدتك)
ارادت ان تضع ذراعيها حوله وتقبله.
أضاف ( متى عدت؟)
قالت ( ربما لم اعد)

ستبدأ عملا تجاريا وتزرع الاعشاب فى سان بارلو . ارادت الدفء واشعة الشمس ونسمات البحروالهواء النقى.مرضت وتعبت من البرد والمطر.
قال ( ما رأيك فى العشاء الليلة؟)
قالت ( لا أستطيع . مارى لو تقيم حفلا لى الليلة.وطلبت منى ان ادعوك . شاهدتك على شاشة التليفزيون هذا الصباح . واذا حضرت فستكون نجم الليلة.ستكون هناك نساء اخريات متأثرات جدا ايضا)
قال( اخبريها بأن ذلك سيكون من دواعى سرورى لأن احضر)
وقفت كاترينا امام دولاب ملابسها لتختار ما ترتديه فى الحفلة. فالحفلة على اية حال لها وهى تتطلع لرؤية صديقاتها.ارادت ان تمتع نفسها.واخذت نفسا عميقا.حسن,ولتمتع نفسها بوضوح وببساطة .كل ما كان عليها هو تجاهل ماكس.
كانت مائدة البوفيه تسر الناظرين ومعداتهم,كان الماس يلمع مع الضيوف ويتلألأ ودارت المحادثات من اى نوع.كل واحد كان مسرورا لوجود ماكس كيلين.خاصة النساء اللاتى كن متأثرات ويتنافسن على جذب انتباهه.
سارينا , الكونتيسة الابطالية الرقيقة , كانت المحظوظة فى تلك اللحظة.
shell
كان ماكس يبدو رائعا فى ملابس السهرة,من النوع الصامت الذى تحب النساء جذب انتباهه. وانه مثلما قالت كاترينا,لم تستطع اى واحدة منهن النجاح فى جذبه.ظل ماكس مؤدبا مبتسما ابتسامة مهذبة.
كاترينا( اهلا يا ماكس .كانت مقابلة تليفزيونية لطيفة هذا الصباح لا استطيع انتظار الانتهاء من الكتاب)
ماكس ( اهلا يا كاترينا . هل قابلت سارينا؟)
كاترينا ( لقد تقابلنا) ابتسمت ابتسامة حلوة الى الكونتيسة حيث ردت عليها بابتسامة ايضا حلوة. انضم اليهم الكثير من الناس ودارت المناقشة.
ونظرت كاترينا الى سيدة بدت مألوفة لها.حاولت تذكرها فعرفت انها كاسندرا ماربل , المؤلفة المشهورة للروايات فى نيويورك وهوبيوود ولندن وباريس وروما وريو وهونج كونج واماكن اخرى.
شعرت كاترينا باحساس مفاجئ وشاذ نظرت الى ماكس فرأته يحملق فى كاسندرا.
ونظرت كاترينا الى كاسندرا التى استقرت عيناها عللا ماكس.
بدأ الناس الحديث . واستمعت كاترينا ولاحظت.
كاسندرا وماكس عرفا بعضهما البعض لوقت طويل على ما يبدو.