كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 440 - ابحت عن قلبي - هيلين بركوس ( الفصل الثامن )
وفي غرفتها , ارتدت كوري ثوباً بني اللون من دون كمين رسمت عليه خطوط غير متوازنة بنية اللون بلون شعرها . هذا هو الثوب الذي احضرته معها للأمسية وهو مناسب تماماً لغذاء يوم الأحد الذي ستحضره مرغريت . راحت تتمايل أمام المرآة . كان يناسبها بأناقته البالغة خصوصاً ليوم كهذا.
بعد أن زينت وجهها بعناية فائقة لتبرز عينيها , رفعت شعرها إلى أعلى وعقدته بشكل عفوي تاركة بضع خصلات تنسدل حول وجهها . وقفت ثم مالت إلى الخلف تتأمل مظهرها كله. وقطبت جبينها . هل عليها أن تظهر نفسها أكثر إثارة ودفئاً مما هي عليه الآن ؟ لكنها لا تستطيع أن تنافس مرغريت وقوامها الجميل ذي المفاتن المنيرة! ها هي ذي كوري جايمس , ولن تكون قط فتاة غلاف.
انتصبت واقفة , وحملت حقيبة يدها ثم ألقت على صورتها في المرآة نظرة أخيرة تقول إنها مستعدة للحرب مرة اخرى . ستعلم مرغريت , الأبنة المحبوبة , المحاضرة الذكية واللهب القديم ... أنها أخذت حذرها هذه المرة . الحذر يعني التشمير عن الساعدين .
كان منزل والدة نيك مكاناً قديماً ومؤثثاً بشكل رائع ببعض القطع الأثرية. لكن السجاد بدا مهترئاً في مكانه والأرائك من النوع الذي لا تقلق من إسقاط فتات الكعك عليه . ألوان نابضة بالحياة , لوحات رائعة على الجدران, بعضها من رسم كاثرين . كان نيك قد أخبرها أن أمه ناجحة في الرسم وأباه ماهر في الاستثمار ما يعني أن كاترين امرأة ثرية للغاية. لكن بدا ان المادة لا تعني لها الكثير. أما الألولويات لديها فهي كلابها السبعة وقططها الخمسة .
- كلما ظهر كلب أو قط لا يريده أحد , توجه إلى بيتنا لينضم إلى العصابة المجنونة .
هذا ما قاله نيك وهما يربتان على جيش الحيوانات التي انتشرت حول أقدامهما وهما يدخلان البيت . بعدئذ , توجها إلى الحديقة حيث قررت أمه أن تقيم حفل شواء.
- العصابة المجنونة ؟
كانت كوري تجلس ويدها في يد نيك وهما يتأرجحان تحت المظلة الكبيرة, فيما جلست كاترين أمامهما على كرسي. لم يكن أي من الضيوف الآخرين قد وصل بعد .
- هذا هو الاسم الذي يطلقه الأولاد على أطفالي.
وألقت نظرة صارمة على ابنها متابعة " حيواناتي ليست مجنونة على الإطلاق. واحد او اثنان كانا ... منزعجين قليلاً حين جاءا , ولكن مع الترويض والمحبة اعتدلت امورهما "
فقال نيك وهو يشير إلى كلب مستلق بجانب كرسيها " هذا برتي . اعتاد ان يأكل الصحف , أليس كذلك يا أمي ؟ الجرائد والمجلات والكتب . كان يبتلعها ثم يهضمها . وهو يأخذ عادة كتاباً من خزانة الكتب حين يريد أن يتسلى "
- لقد اعتادوا أن يتركزه وحده وهو جرو. كان يشعر بالضجر . لكنه سرعان ما توقف عن ذلك.
فقال " وتلك القطة السوداء هناك. إنها لا تسير سوى بشكل جانبي"
قال الأم وقد ازدادت حدتها " لقد صدمتها سيارة فأصيب مخها , وفيما عدا طريقة سيرها , هي بأحسن حال"
فقال وهو يشير إى كلب صغير خشن الشعر يبدو وكأنه يضحك ضحكة عريضة " وذلك الكلب ذو الضحكة العريضة , الذي يبدأ بالنباح كلما سمع موسيقى مهما كان نوعها ؟"
- نعم , حسناً . لا أدري لماذا يفعل ذلك؟ أنا أعترف بذلك. لكنني اعتدت عليه الآن .
- أمي , إنها جميعاً حيوانات غير طبيعية .
وأضاف بشيء من السخط " اسم العصابة المجنونة اسم لطيف . يمكنني أن أجد لها اسماً ملاءماً أكثر , خاصة ذاك "
|