لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-02-20, 05:54 PM   المشاركة رقم: 221
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2018
العضوية: 330628
المشاركات: 159
الجنس أنثى
معدل التقييم: وطن نورة ،، عضو على طريق الابداعوطن نورة ،، عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 176

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وطن نورة ،، غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وطن نورة ،، المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي

 


أتمنى لكم يوم جميل و قراءة ممتعة مقدما ❤


# الفصل السادس عشر،،
" أَشيَاءٌ بدِيهيَّةٌ ، لَا تَحدُثْ "

.
.
.



عقلها لا يكُّف عن التفكير، عيناها تحدّق في ظلام الغرفة، تسمَع انتظام أنفاسه.. تنظر بين الفينَة والأخرى ناحيته، حيثُ ينام على جانبه، يعطيها ظهره.. وكم ودّت لو ينقلب على جنبه الآخر، ليقابلها.. علّها تشبع عينيها بتأمل وجهه.. لكنه اعتاد منذ أن أصبحت معه على أنْ ينام معطيًا إياها ظهره..

اليوم تنظرُ له نظرةً مختلفة، وكأنها تشعر بانجراف مشاعرها ناحيته، انجرافًا خطيرًا لا يمكن التصدّي له.. أو السيطرة عليه.. أو منعه..
لكنه كان يقوم بكلِ هذا ببراعة.. يتصدى له، يسيطر عليه، ويمنَعه.

حدث ذلك باكرًا هذا اليوم ، عندما كانت تقف قريبًا من أحد النوافذ التي تغطي جدران البرج العالي، تنظر لأوكلاند من أعلى نقطةٍ فيها. تشعر بالسكينة والهدوء إلى أن وصلها صوته مناديًا.. : الجادل.
لتقول بعد أن التفتت له بلهفه : لبيه.

تبسّم لها يقف من مكانه ، عند النافذة الأخرى : بالله عليك أبي صورة احترافية. عجزت أخذ وحده سنعة، كلها الصعرورة طالعة فيها.
ضحكت، تعلم أنه يبالغ.. مع ذلك ضحكت.. واقتربت منه.. تأخذ هاتفه الذي مدّه لها قبل أن تعود بضع خطواتٍ للخلف.. تقول بهدوء بعد أن رفعته قليلاً توجّه عدسة الكاميرا باتجاهه : استعد.

ابتسم حاكم بدوره، واقفًا أشعة الشمس تلوّن ملامحه، لتعلَق عينيها به، وارتفاع حدود فمه بابتسامة.. تنظر لوجهه متناسيةً الهاتف بين يديها، تقول بهمس مرتفع : ابتسم حاكم .

اتسعت ابتسامته أكثر، حتى بدا وكأنه يضحك.. يقف بشموخٍ وأكتافٍ مشدودة مخفيًا عينيه بنظارته السوداء، ينظر لها كما تنظر له، فقد خلعت غطاءَ وجهها لعدم وجود أحد في هذه الزاوية، لكنّ الفرق بينهما أنه جبان فضّل التخفّي، وهي أعطته هذه النظرة المهلكة بكل صراحة ودون تردد.

أقترب منها ومشت هيَ الكَم خطوة الفاصلة بينهما لتلتقي به في المنتصف، بعد أن انتهت من التقاط عددٍ من الصور، يقول مبتسمًا بهدوء : كيف بالله؟ طالع سَبَك؟
اقتربت منه،، التصقت به.. تقولُ مقبلةً خدّه تهتف برقة : طالع تهبل.
ابتسم وهو يعرف أنها تتعمد إغاضته بهذه الكلمة : طيب أعطيني أشوف و أحكم بنفسي، لأني لازلت أشوف الكلمة ذي سبّه.

كان ينظر للصور، يتنقل بينها مقوسًا شفتيه بإعجاب، يهز رأسه برضا..
يشعر بعينيها التي تتأمله بشكلٍ واضح.. شكلٍ فاضح جعله يشعر بالعرق يتشكل أعلى جبينه رغم برودة المكان.
مع ذلك وجد نفسه يُساق لنظرتها، يميل بعينيه المخفية خلف نظارته ناحية وجهها، يقول بهمسٍ باسم : والله وطلعتي فنانة يابنت..
كانت قريبةً منه للحد الذي جعله يرى رموشها المتداخله ببعضها البعض بوضوح، ليتعثر بها نبض قلبه ويتسارع بجنون كمراهقٍ قابل لاعبه المفضل .
ابتسم مجاملاً ما إن شعر بيدها تشد كمّ جاكيته، يرى إصراراً غريبًا في عينيها.. مما جعله يقول ممازحًا : وش ناوية عليه؟ اعقلي حنا بمكان عام!!

ليصله صوتها تعني كل كلمةٍ فيه : حاكم، ترى كنت جادة يوم قلت إني مَنيب سامحة لكلمتك اللي قلتها أول يوم تأثر علينا.. بسوي اللي أقدر عليه وزيادة لين يرجع كل شي مثل ماكان أول، وأحسن.
رفع حاجبيه، بتفكّر.. قبل أن يقول ضاحكًا بهدوء : وأنا بعد كنت صادق يوم قلت الله يقويك....
سكت قليلاً قبل أن يتابع بهدوءٍ باسم : أنا ما أبي الحياة بيننا تنتهي يالجادل.. ولو خيروني كان اخترتك مرّه ثانية...
برقَت عينيها وكأنها تشكك بكلامه، غير مصدقهً بلبلته! مما جعله يردف يحاول التبرير : لكن مثل ماقلت لك، نحتاج وقت عشان نبني اللي خرَب من جديد.
تقوست شفتيها بحزنٍ رغمًا عنها : أنا بس أخاف يجي اليوم اللي نصير فيه أغراب .
ليهتف بصدق : مستحيل..
ثم أردف بتبريرٍ آخر.. مترددًا هذه المره : ترى مكانك محفوظ......
لتكمل نيابةً عنه بعدما سكت، تقول بحسرة : .. بس ماعدت فيه،،، صح؟
ابتسم بأسى : يمكن ماعدتي فيه،، بس انه محفوظ..
تجمّع الدمع على سطح عينيها، تقول بعبرة واضحة : كم يبي لي عشان أرجع طيب؟
ليس لئيمًا، وعبرةً كهذه أثقلت صوتها تقتله، كيف بدموعها معها.. ابتسم لها، يفرد يديه بالقدِر الذي تسمح به عظامه، بعد أن حرر كمّه من أصابعها المتشبثه به، يقول ممازحًا علّه يُبدّل التقوس الحزين بآخر أقل كآبه : قد كذا..
ضحكت مختنقةً بدموعها، تجد نفسها تلُف يديها حوله،، تحتضنه بكامل قوتها، تهمس بأملٍ ويأس : والحين؟
لف ذراعيه حولها بعد أن شعر بها تنخرط في بكاءٍ صامت.. يربت على ظهرها يواسي نفسه قبل أن يواسيها : يعني.. كأنه أشوى..

.

تهدجت أنفاسها في الغرفة المظلمة، بضيقٍ من وضعٍ كهذا..
يتصرفان وكأن كل شيءٍ طبيعي، لكن لا شيء طبيعي بينهما البتّه..
يتمدد بجوارها يوميًا.. يعطيها ظهره مخفيًا عنها وجهه..
في كل ليلة... دون أن يخطئ في إحداها ليقابلها، وكأنه يخشى منها شيئًا..
تقول له بضعفٍ وبؤس، وأكتافه العريضة هي الشيء الوحيد الذي يقابلها منه : حاكم ترى والله العظيم أنا مالي ذنب باللي صار، أنا بريئه منه كله.
ليقول بهدوء يرفع الغطاء حتى يغطيه تمامًا : وأنا مصدقك..

.
.


السودان..
صباح السبت،،

تحرّك عزام بضيقٍ في سريره، يتوعى من نومه شيئًا فشيئًا. يشعر بألمٍ وخدرٍ في ذراعه نتيجة نومه الخاطئ عليها.
اليوم هو يومه الثاني في السودان،
بعد أن وصلوا بالأمس، ليتفرق كلاً منهما وجوار في أول الممر المؤدي لغرفهم، وكانت هذه آخر مره رآه فيها، فبعدها اختفى جوار تمامًا.. لا هاتف يرد عليه ولا باب غرفة يفتحه رغم طَرق عزام المتواصل.
لدرجة أن عبدالله قال بملل : وحنا بنقعد عند بابه إلى متى؟ قلعته..
ممسكًا بعزام من ذراعه يسحبه خارجًا من الفندق. ليقضيا الباقي من اليوم في اكتشاف الخرطوم وشعبها الودود البشوش.

وما إن عادا في وقتٍ متأخر من الليل، إلا وارتمى عبدالله في سريره دون أن يخلع حذاءه حتى، وارتمى عزام على السرير الآخر في نفس الغرفة، ليغرق كلاهما بالنوم العميق الذي امتد لصباح اليوم التالي. رغم أن الرحلة من جدة للخرطوم لا تتعدى الساعتين، لكنها كانت رحلة متعبة جدًا خصوصًا بعد الساعات الطويلة التي قضوها ينتظرون في مطار الملك عبدالعزيز بجدة.

خرج من دورة المياة يسحب كم قميصه بعد أن توضأ : عبدالله.
ثم أردف عندما لم تصله إجابة : قم ياعبدالله، كافي نوم..
تحرك عبدالله للجهة الأخرى بانزعاج، يعتدل بنومه ويغطي جسده كاملاً دون أن يجيبه ليقول عزام قبل أن يكبّر : قم صل على الأقل، فاتتنا الفجر ياخيشة النوم.

انتهى عزام من قضاء صلاته، مستغفرًا لذلك فقد غلبه النوم دون حتى أن يوقّت منبه هاتفه. يشعر بثقلٍ في رأسه وخدرٍ في عظامه ، فلم يعتد على نوم ساعاتٍ طويلةٍ هكذا، على عكس عبدالله الذي بدا معتادًا جدًا، حيث دخل دورة المياة وكأنه يمشي على السحب من خفة عظامه وفرط شعوره بالراحة .

استغل عزام انشغال الرجل الآخر بدورة المياه بتفقد هاتفة، كان ينوي الاتصال بأمه لكن الوقت لازال مبكرًا لهذا، يبتسم لا إراديًا متذكرًا اتصاله بها البارحة يطمئنها بوصوله للصين. ثم حديثه القصير مع شعاع الذي انتهى بتهديدٍ ظريفٍ ضاحك : الصينية ياعزام، انتبه من الصينية.
كانت الابتسامة لاتزال تلوح على وجهه إلى أن وردَه اتصال من جوار، يخبره بأنه موجودٌ بالأسفل ويريد أن يلاقيه بمفرده.

خرج من الغرفة الصغيرة نسبيًا والتي كان يتشاركها مع عبدالله، بعد أن قرع باب دورة المياه عليه : خلص والحقني أنا تحت.

.

"وينك من أمس؟"
كان هذا أول ما نطق به عزام بعد أن جلس أمام جوار، تفصل بينهما الطاولة. عاقدًا حاجبيه باستياء لايعرف سببه وهو يرى جوار يأكل بأناقه من طبقه، ممسكًا شوكته وسكينه.. ليجيب بهدوء بعد أن انتهى من مضغ لقمته : رحت أأمن وضعي..
ليقول عزام وعقدة الحاجبين اشتدت : وضع وش اللي رحت تأمنه؟ أنت وش تخطط عليه؟
فأجاب جوار ببساطة مما أثار قلقًا في نفس الآخر الجالس أمامه : دبرت لي سلاح... لأني متأكد إني بحتاجه!
ارتخى حاجبي عزام، وانفكّت العقدة بينهما.. ولم يسأل عن أي شيء إلا : و أعطوك؟
ارتفع طرف فمه بابتسامة بدَت باهظة الثمن : ادفع ويصير اللي تبي.

أطبق عزام على فكيّه، لا يعرف ماذا يقول، جانبٌ فيه ناقم, والجانب الآخر يرى أن جوار رجل له كامل الحق بفعل مايشاء كي يستعيد زوجته.. ومع كامل الاسف الجانب الآخر يطغى.

ولم يدرك بأنه كان يتأمل الفراغ بحيرة حتى أتاه صوت جوار هادئًا : عزام.
رفع حاجبه كإجابه، مركزًا نظرته على وجه جوار بعد أن كانت خلفه، ليتابع الآخر : وش تبي من ورى ذا كله؟
عزام بعد ثانية صمت : مافهمتك!
فقال جوار مبتسمًا بتهكم : داري إن فزعتك وحماسك مو عشان عبدالله بس.
ثم أردف بعد أن عقد حاجبيه : ولد الذيب مايهرول عبث.. وش بغيت مني؟

تردد عزام بإجابةِ سؤالٍ ملغومٍ كهذا، لكنه قال بعد دقائق صمت طويلة.. بهدوء : زوجتك..
احتدت نظرة جوار، و أُظلمت ملامح وجهه بشكلٍ واضح، وشدّ على مابين يديه من شوكةٍ وسكين بقوة حتى كاد المعدن يتفتت بين أصابعه، يقول بانفعال : نعم!!
ضحك عزام، متعمدًا إغاضته : زوجتك، بنت ساطي.
ارتفع صدره وانخفض، بغضبٍ لا يخفى : تكلم مثل الرياجيل ياعزام أحسن لك....
سكت عزام قليلاً متفكرًا بنظرته الحارقة، أنفاسه الهائجة، بالانفعال الواضح على ملامحه الغاضبة،، ليقول بعد كل هذا بابتسامة : هد أعصابك، الله يستر عليك وعلى زوجتك ويردها لك بالسلامة،، وصدقني أنا متعاطف معك وحاس فيك...
قاطعه بحدّة : قول اللي عندك واعفيني من سماع الكلام الفاضي ذا.
عزام بهدوء رغم أن نبضات قلبه تعالت، خشيةً مما سيسمع كإجابةٍ على سؤاله : اللي أبيه هو أبوها ساطي،، وينه؟
تبدلت ملامح وجه جوار لشيءٍ آخر غير الغضب الذي كانت تغرق به، ليحل محله تساؤلٌ واضح، سائلاً باستنكار : ليه؟ وش تبي فيه ، ومن وين تعرفه أنت؟
عزام بتوجس : وين ألقاه؟ حي ولا ميت؟..
ثم تابع : أنا أعرف إنه طلع من السعودية بعد ما قدم تقاعده.. وبعدها أختفى.
رفع جوار حاجبًا : وش تعرف بعد؟
ليقول عزام بجمود : كل اللي ماتبيني أعرفه.

وجد جوار نفسه يصمت، رغم أنه فتح فمه وأغلقه، يترك ماكان يمسك بيديه على الصحن أمامه، معيدًا مع ذلك ظهره للخلف مرخيًا كتفيه على الكرسي خلفه،، ينظر لعزام لثواني ونظرة عزام القوية لم تتغير، قبل أن يقول بهدوء مريب : شف عزام,, أنا ما بيني وبينك عداوه، وعلى إنك جيت تبي تضرني وتبحث وراي لكني عجزت أخذ الموضوع بشكل شخصي وأضمر لك الشينة.... شفت إني أحسن منك؟
ليقول عزام بنبرة باردة كالجليد ، فيها لذعة سخرية : شكرًا،، هذا من طيب أصلك.. بس وش مناسبة الكلام ذا؟
تبسّم يرفع كلا حاجبيه : مناسبته يا طويل العمر ،، انتبه من اللي حولك، ترى مو كل صديق في صفك، ولا كل عدو ضدك.. حط في بالك إن بين كل عشرة أشخاص فيه تسعة خونَه، عشان كذا خوّن ولا تأمن، خليك دايم بالظلما لجل تضمن إن حتى ظلك مايلحقك.

ابتلع عزام ريقه ولا يعرف لماذا كل هذا التوتر : وش قصدك؟ وضح أكثر.
اتسعت ابتسامة جوار حتى كادت حدود شفتيه تخرج من وجهه : اعتبرها نصيحة لا أكثر ولا أقل، وحطها حلقة بإذنك، وقِس عليها قبل لا تقدِم على أي شي!
مضت دقائق قبل أن يضحك عزام بقلق : أنت كذا بتخليني أشك بالكل، حتى عبدالله..
جوار : لااا عبدالله على بربرته بس ماعنده سالفة.
قالها وابتسامته اتسعت، يرفع بصره لشيءٍ خلف عزام مما جعله يستدير في جلوسه، ليجد عبدالله واقفًا بوجهٍ لا تعبير فيه ، يقول بتهكم : أي عبدالله؟ ليكون أنا؟
ثم يستريح جالسًا بعد أن سحب كرسيًا بجانب عزام، مصدرًا بسحبه صوتًا يفجّر طبلة الأذن دون أن يكترث.. قبل أن يعم الصمت من جميع الأطراف حتى قطعه عزام سائلاً : تأخرت!
عبدالله بتجاهل تام لجوار : كلمت أهلي... أكلت ولا تنتظرني؟
ابتسم عزام رغمًا عنه : انتظرك.
عبدالله : حبيبي والله..
كان سيقف لولا صوت جوار الذي قال باسمًا : استريح،، أنا قايل لهم إن اكتملتوا يجيبون فطوركم، ماني قليل ذوق للدرجة ذي.
ليقول عبدالله بتهكم.. يوجه بصره لطبقه الذي أصبح فارغًا تقريبًا : أنا أشهد.

صدق جوار في قوله فبعد عشر دقائق تقريبًا من جلوس عبدالله والذي أحضر بحضوره الصمت، أتى النادل يحمل صينية بين يديه رغم أن نظام الإفطار في الفندق يتبع نظام الخدمة الذاتية.
ليستغل عزام تشاغل عبدالله بالطبق بين يديه ويسأل بهدوء موجهًا سؤاله ونظرات عينيه للجالس أمامه : وش كنت تقصد بكلامك ياجوار؟ إن كان قصدك ترهبني عشان ما أكشف اللي تحت راسك أنت وأبو عارف اب...
ليقاطعه جوار بابتسامة : أنا مشكلتي ماهي معك ياعزام، نهائيًا... مشكلتي مع اللي أرسلك،، اللواء راكان بنت سعد.
لم تتحرك عضلة في وجه عزام، ولا حتى رِمشٌ واحد, بل بقت ملامحه مستوية ببرودٍ رهيب رغم القلق الذي أصابه.
ابتسم جوار وهو يرى ثبات ملامحه.. والبرود خلف العينين الحادتين وكأنه لم يسمع شيئًا مما قيل له..
لكن لم تلبث عيني جوار إلا وتحركت لعبدالله الذي سأل : وش يطلع أبو عارف ذا؟
ابتسم : وليه تسأل؟
عبدالله وقد انعقد حاجبيه حتى كادا يلاصقان بعضهما : اسمه شبهه، وكأنه اسم حركي لشي ماهو نظيف.

قهقه جوار ضحكته، يرمي رأسه للخلف دون أن يكترث بنظرة عبدالله التي احتدت، ولا حتى بنظرة عزام التي لازالت مثبته على وجهه ببرودٍ ظاهري كما كانت قبل دقائق، وما إن عاد من سلسلة القهقهات وهبط برأسه للمستوى الطبيعي لبقية البشر، وجد أنّ الرجلين ونظراتهما لازالت مصوبةً ناحيته، كفوهّات المدافع، مما جعله يبتسم بسخرية لازالت بقايا الضحكة عالقة بصوته : أبو عارف صاحب المؤسسة اللي نشتغل فيها أنا وعزام الحين.
ارتفع حاجبي عبدالله باستغراب ، ثم التفت ينظر لعزام ليرى أنه ينظر له الآن، بابتسامةٍ أقرب للاعتذار..
ليقول جوار بنبرة لا تنم إلا عن خبث صريح : استغربت؟

زم عبدالله شفتيه بعدم رضا، ينظر لوجه ولد إبن خاله علّه يجد تفسيراً لكل هذا، لكن ما إن رأى عيني عزام والعذر الصادق فيها، تنهد قائلاً بقل حيلة : أبد، ما فيني خير لو استغربت بعد كل ذا..
أنا بس أنتظر اللحظة اللي تعلموني فيها أنكم راضعين من نفس المرَه.

لم يستطع عزام إلا أن يضحك، بخفوتٍ وضيق. على عكس جوار الذي تعالى صوت ضحكته بشكلٍ ملفت، يقول لازال يضحك : الله يقطع شرّك...
ثم يردف متعمدًا ما إن رأى الاستياء الواضح على وجهه : حبيتِّك ياعبدالله.
كان تقلب وجه عبدالله الغير راضي بإطراءٍ كهذا شيئًا يراه الأعمى، بل أنه لم يحاول أن يخفي سخطه منه بل قال يدعم ملامح وجهه بصوته : المهم، وش عندنا اليوم؟
تلاشت ابتسامة جوار في ظرف ثواني، يقول بجدية : عندنا إنك يا وحش بتوديني للمكان اللي شفته فيها أول مره.
عبدالله بجدية مماثلة : تبي أعلمك المكان علمتك ، لكن إني أروح معك اسمح لي.
ليقول جوار يجاريه بطولةِ بال : طيب وينه؟
عبدالله : قرية قادو، حقها أبو ساعتين بالسيارة.

ظل جوار يتأمله لبرهة وهو يعاود الأكل من صحنه ببرود، ثم حرك عينيه لعزام الذي كان ينظر له مركزًا بنظرته عليه وكأنه سيكتشف شيئًا ما فيه، لكن جوار لم يأبه كثيرًا به ولا بنظرته، بل عاد ينظر لعبدالله يقول بنبرة على الرغم من البرود فيها إلا أنها كانت تخفي تهديدًا صريحًا : ترى معك ضابط استخبارات سابق، يعني أعرف اللي تفكر فيه من هدَب عينك،، لا تفكر تضحك علي.
عبدالله بابتسامة شامتَه : ذي عاد أدري عنها،، وماعليه واعذرني على سؤالي إن كان فيه تعدي على خصوصياتك يا حضرة الضابط السابق، بس ليه أعفوك؟
ارتفع حاجب جوار، وظل مرفوعًا إلى أن قال بهدوء : اتهموني إني قتلت زوجتي.... اللي أنت شفتها.

لم يدع صوت عزام الحازم مجالاً لعبدالله الذي اتسعت عينيه بذهول فاغرًا فاه بصدمة ، أن يعلق، أو أن يتشرّب الصدمة حتى : جوار.... أبو زوجتك ساطي!! وينه؟
عقد جوار حاجبيه، قائلاً بتحفّز : تعرفه أنت؟ وش بينك وبينه؟
لكن عزام قال : أحتاج أوصل له بأي طريقة كانت.
ثم أردف برجاء : تكفى ياجوار.

لفهم الصمت الثقيل لدقيقةٍ بدت وكأنها دهرٌ كامل، ليقول جوار قاطعًا إياها بنبرة هادئة واثقة : فيه أشياء كثيرة أنا بعد ما أدري عنها،، بس ساعدني أخلص من اللي أبيه، وبعدها أبشر باللي تبيه أنت .
قالها ونظر لعبدالله وكأنه يعنيه بالكلام!

.

تركهم جوار وذهب في طريقة، مبتعدًا عن مكان جلوسهم بخطى ظاهرها ثابت غير مبالي لكنها تبطن التشوّق واللهفة للقاء النذلة!

بدأ عزام أخيرًا بأكلِ طعامه الذي أصبح باردًا بصمت، وهدوء وسرحان. واحترم عبدالله رغبته بذلك وصمَت هو الآخر، رغم تزاحم أسئلةٍ لا حصر لها على طرف لسانه..
كان ذلك إلى أن عاد كلاهما بعد جولة سريعة للأماكن القريبة من فندقهم، قريبًا من الساعة العاشرة مساءً.

وقتها كان عبدالله سيسأل، بعد أن رتّب أسئلته خلال الساعات الماضية مستغلاً بذلك صمت عزام وسرحانة طوال فترة خروجهم وكأنه يحمل همّ شيءٍ ما، على عكس يومهم الأول..
وإن تكلم فكان فقط ليسأل بقلق " تهقى لقاها؟..قدر يوصل لها؟؟.. قل يارب ياعبدالله "... وكأنه مهتمٌ لأمرها أكثر من زوجها نفسه.. مما أثار شيئًا في نفس عبدالله،، شيئًا غير فضوله المعتاد...
فتح فمه : ع..
لكن جوال عزام الذي رنّ جعله يصمت، يرى الآخر يجيب من الرنّة الأولى.. بهدوءٍ وسكون : هلا والله ومسهلا، حي ذا الصوت... هلا أمي.
كان عبدالله سيخرج من الغرفة كي يأخذ الرجل راحته بالحديث مع والدته، ثم زوجته التي سيطلبها بالتأكيد ، لكنه ما إن سمع ضحكته الهادئة يقول بإرهاقٍ واضح في نبرته : هلا والله ميمي... هلا بأميرة البنات كلهم.
إلا وجلس على سريره. يعطي عزام ظهره متشاغلاً بهاتفه وكأنه لا يسمع شيئًا، رغم أن صوت عزام الغارق باللين وهو يحادث مريم والتي بدت وكأنها توصيه على أشياءٍ عدّة، جعله يبتسم..
طالت المكالمة لثواني إضافية، و عزام يجاري فيها مريم وكأن لديه طولة بال أهل الأرض جميعًا، إلى أن سأل : أمي وينها؟....
ثم قال بعد أن وصله رد مريم : اها، طيب مِن عندك؟......
ليتابع : أعطيني اياها....

لم يتحرك عبدالله ولم يتزحزح،، ربما لأن عزام لم يظهر أي حركة تدل على أنه مستاء من وجوده معه بنفس المكان وهو يتحدث مع زوجته، وفهم عبدالله سبب ذلك، إذ أن المكالمة كانت عادية جدًا،، رسميةً جدًا،، جدًا...
كان ذلك إلى قال عزام بحنينٍ واضح : وأنا بعد..
مما جعل عبدالله يغرق بثيابهِ من الإحراج، فكلمةٍ كهذه لا تحمِل إلا معنيين.. إما أنها قالت له "أحبك".. أو "اشتقت لك"..
وبكلا الحالتين وأيًّا كان ماقالت ليبادلها عزام نفس الشعور، شتم عبدالله نفسه الوقحِة التي لم تنهره كي يخرج من المكان منذ أول المحادثة، وجعلت منه كالمهووس المنحرف .... والتي لم تنهره الآن أيضًا.. حتى بعد أن قال عزام ضاحكًا بهدوءٍ وخمول : أبشري.....
ثم يردف بعد ثانية صمت : منيب متأخر إن شاءالله.....
ثم يتابع بنبرة خفيضة تحمل رجاءً وتمنّي : ادعي لي شعاع.. اللي قلت لك عنه قرّب يصير.

ابتلع عبدالله ريقه مرتبكًا ما إن أنهى عزام الاتصال، وعم الصمت المتوتر المكان.. يجد نفسه في اليومين القليلة هذه، يعرف رجلاً آخر غير عزام الذي توقع أنه يعرفه.. لا ينكر بأن رفقته ممتعه.. وأنه سعيدٌ برفقةٍ كهذه،، لكن هناك شيء غريب يخصّه.. وغموض لا معنى له يلف حياته،، وعلاقة غريبة مليئة بالأكاذيب تجمعه بجوار.

وقتها سأل عبدالله والسؤال أصبح ضروريًا الآن، بعد أن استدار ليرى الآخر يتمدد على سريره متأوهًا بتعب من كثرة المشي : عزام أنت تعرفها؟
نظر له عزام عاقدًا حاجبيه مستنكرًا سؤالاً كهذا : أعرف مَن؟
عبدالله : زوجة جوار...
زفر عزام، مغمضًا عينيه : لأ.
عبدالله بحيره : أجل؟
ثم أردف عندما لم يبدي عزام أي رد فعل : تعرف أبوها؟
ليقول عزام بضيقٍ واضح : لأ يا عبدالله،، لأ.
ارتفع حاجبيه رغم أن الآخر لا يراه : وش السالفة ياعزام؟ وطالبك طلبه تقول الصدق المره ذي...

دقائق الصمت كانت طويلة ثقيلة وكأنها لا تمشي، مما جعل عبدالله يقول بيأس : عزام!!
فتح عزام عينيه، ينظر له مجيبًا بتعب : نعم ياعبدالله!!
زم عبدالله شفتيه بجديه، قبل أن يقول : وش اللي ما أعرفه؟ أنت متورط مع أحد بشي؟ جوار يهددك وماسك عليك شي؟
سكت عزام قليلاً، ينظر في صمته لوجه عبدالله الجاد تمامًا، ولم يرى عبدالله جديًّا هكذا في حياته أبداً : مافيه شي..
عبدالله : أنا صحيح ملقوف، بس ماني نقّال حكي.. جربني..
قالها يبتسم، مما جعل عزام يبتسم... قبل أن يصرف بصره عن عبدالله رافعًا هاتفه : أتصل على جوار ولا رضى يمسك الخط، تهقى ليش؟
لم يجبه عبدالله، الذي تلاشت ابتسامته وتحولت ملامح وجهه لشيءٍ آخر لا شيء فيه إلا الضيق وعدم الرضا.. ولاحظ عزام ذلك فقال بابتسامة اعتذار صريحة يحثه على إجابة سؤاله : هاه؟
زفر عبدالله، يتمدد على سريره هو الآخر معطيًا عزام ظهره معلنًا بذلك استياءه منه : القرية اللي هو رايح لها مافيها شبكة..

: تهقى لقاها؟
فتح عبدالله عينيه على صوتِ عزام وسؤاله القلِق بعد أن بدأ النعاس يداهمه، ليقول لازال على وضعه... بهدوء : ما أظن.
شيءٌ يشبه الخيبة خالط صوت الآخر عندما قال : ليه؟
عبدالله بتهكم : لأن خويك المتحيذق أبو استخبارات بيسأل عنها باسمها الحقيقي... وهي دخلت بينهم باسم ثاني غيره..
عزام بعتب : وليش ماقلت له؟
عبدالله بتشفّي : بحسّر به شوي،، خليه يلف حول نفسه لين ينهبل..
ثم وجدَ عبدالله نفسه يستدير رغمًا عنه عندما وصله صوت عزام المتوسل : تكفى يا عبدالله حسّر به بموضوع غير ذا..
عبدالله باستياء : وأنت ليه مهتم فيها أكثر منه؟؟ يلقاها ولا عسى عمره مالقاها حنا وش علينا فيه؟؟ يكفي إنه ساحبنا معه زي الخرفان ولا قلنا شي.... ويحمد ربه دليته بعد كل اللي سواه..
عزام بانفعال : مهتم لأني أبي ذا الموضوع يخلص ونرجع, ولا عاجبتك قعدتنا هنا؟ حنا ماجينا سياحة ومضيعة وقت ياعبدالله.
عبدالله بملامح جامدة : وغيره؟
ثم أردف عندما لم يجد أي استجابه من عزام : تصبح على خير أجل..

.

السودان..
اليوم التالي،،
صباح الأحد،،

خَطا عزام خطواتٍ محمومة ما إن فُتح باب المصعد، خارجًا منه.. يبحث بعينيه عن جوار الذي اتصل عليه قبل دقائق قائلاً بحدة : عزام أنزل لي تحت.. والحين..

وما إن وجده يجلس على أحد الجلسات المتفرقة في بهو الفندق، حتى وسارع بخطاه، ليلحظ باقترابه الغضب المجنون الذي يلف وجه الآخر.. مع ذلك، جلس على الكرسي الآخر يسأل : بشّر؟
كانت عيني جوار الحمراء كالدم، ونظرته الغاضبة كالنار التي ستحرق كل شيءٍ أمامها دون أن تأبه بشيء : وش أبشّر عنه!!! ولد عمتك قاعد يلعب معي وصدقني وأقسم بالله إنه ماهو قدي.
ابتلع عزام ريقه بارتباك، وقد فهم كل شيء.. رغم ذلك سأل : وش صار؟
جوار بإنفعال : وش صار؟؟؟ وش صاار؟؟؟.... مابقى حجر ولا جحر إلا ودورت فيه.. ولا بقى زفت إلا وسألته والكل إجابته وحده..
عزام بانفعال مشابه : وعبدالله وش دخله؟ قال لك مكانها وش تبيه يسوي زود؟؟
جوار بحدة : أبيه يجي معي وهو بنفسه يوريني وين شافها .. والحين...
عقد عزام حاجبيه قائلاً بقهر : مو لأني جاريتك بالأولى تقعد تتمادى... إلى هنا وكافي ياجوار ، عبدالله ماهو لعبة عندك تحركه مثل ماتبي وتقعد تتأمر وهو يقول سم و أبشر.
انقض عليه جوار كإنقضاض النمر على الفريسة، يشده من ياقة قميصة ، يهمس ضاغطًّا على أسنانه بغضب : عزام.. ليّن راسه أحسن لك وله.. الموضوع الحين ماعاد فيه مداراة خواطر،، أنا وباللحظة ذي ماعندي شي أخسره.. ومستعد أسوي أي شي عشان يصير اللي أبيه..

تسارعت أنفاس عزام، وعينيه رغم الغضب الذي اُضرم فيها بهتت بهزَل أمام الغضب المتأجج بعيني جوار.
دفعه جوار بعيدًا عنه عندما طال الصمت، يقول لازال منفعلاً ثائرًا : اطلع ناده..
شدّ عزام على فكيه، وعلى قبضة يده كي لا تنزل مباشرةً على أنف الجالس أمامه وتهشمه، تفقده حاسة الشم لبقية حياته..
جوار سيحصل على مايريد بكل الحالات، إنسانٌ صار متجبّرًا غضبه لا يرحم.. وقد تأكد من ذلك سابقًا!
وعزام في هذه اللحظة، سمح لنفسه بأن يكون خسيسًا، يسخر من قليلين المروءة ليصبح واحدًا منهم، بل ويتقدم صفوفهم.
لكن لا بأس.. عبدالله سيعذره، بالتأكيد سيعذره إن عرف أسبابه.. يتمنى فقط ألا يقع من عينه وتتبدل نظرته ناحيته. يكفيه السقوط من عين نفسه في هذه اللحظة، ما إن قال يزفر بقل حيله : وش لي؟
عقد جوار حاجبيه ولم يفهم، فغضبه في هذه اللحظة عطّل جميع خلايا عقله... فبعد البحث الغير مجدي والذي استمر لساعاتٍ طويلة أصبح لا يرى أمامه سوى لون الدماء : شلون وش لك؟
عزام بهدوء مناقض تمامًا لما يشعر به من انفعال : بطلع أنادي عبدالله.. وبنروح معك..
ليقاطعه جوار : بسرعة.
عزام : ...بس قبل أبيك من تلقى حرمتك تنسى شي اسمه عبدالله، ماتتعرض له أبد وتمحيه من عقلك وكأنك ما التقيت فيه... أبيك تختفي من حياته وكأنك ما انولدت.
جوار بإندفاع : تم،، قم ناده.
تبسم عزام ناقدًا : اصبر مابعد أخلص..
جوار بغيظ : وش باقي بعد؟
عزام بعد صمت ثواني : زوجتك..
ثم أردف ببطءٍ متعمّد ما إن غطّى الغضب وجه جوار : أبيك توعدني وعد رجّال حر إنك تخليني أقابلها.

لم يستوعب عزام إلا وأصابع جوار تلتف حول عنقه بعد أن انقض عليه.. يصرخ بغضبٍ مدمر : تخسى يالواطي.
دفعه عزام بعيدًا عنه، غاضبًا هوَ و جدًا هذه المره، غضبًا يفوق غضبه .. يقول بحدة : والله مالواطي إلا أنت وأفكارك..
جوار بنبرة مشتعلة مرتفعة لفتت واحدًا أو اثنين ممن يعبرونهم : أنت سامع وش تقول؟
ليقول عزام بغضب وانفعال واضح : وأنت وش شايفني؟ أنا يمكن أكون قليل مروّة لأني قاعد أجاريك باللي تبيه، بس ماعمري كنت قليل أصل وعديم رجولة،، واللي ما أرضاه على بنات أهلي وجماعتي منيب راضي به على بنات الناس ياجوّار..
جوار بأنفاس متسارعة : قل اللي عندك وخلصني..
عزام بقرف : أبي اسأل وهي تجاوبني وحضرتك موجود عشان تتأكد إن أفكارك الوصخة ماتتعدى راسك الفاضي.
ثم أردف : وراكان بن سعد...
جوار من وراء نفسه : وش طاعونه ذا بعد الله * ؟
عزام بثبات : أبيك تعلمني كل اللي تعرفه عنه وعن غيره ياجوّار.
ليقول الآخر على مضض : يصير خير..... والحين قم نادي الزفت الثاني.
عزام بملامح جامدة : وش يضمنك لي؟
احتدت نظرة جوار : ربي الشاهد علي وعليك .
عزام : وإن أخلفت؟
جوار بثقة : يشهد علي الله إني أعطيك كل اللي تبي.. ولَا بعد الله ضمان...
ثم أردف ممسكًا بطرف شاربه : وذا الشوارب مهيب على رجّال كاني أخلفت..

.

كانت أنفاس عزام الهائجة هي الصوت الذي يتردد بعلوٍ مزعج بين جدران المصعد المعدنية، وكأنه في تابوت، يشعر بالغضب من نفسه والقهر من ضعفه.. يشعر بالعار وكأن الخطيئة تغطيه من رأسه وحتى أخمص قدميه.. ليست هذه أطباعه ولا هذه صفاته. أن يكون خسيسًا دنيئًا جبانًا هكذا..
يشعر بنارٍ حارقة تتصاعد في جوفه، تحرق عينيه وكم يتمنى أن يكون بجانب أمه الآن كي يبكي أمامها إلى أن تغسل الدموع قلبه،، يشعر بأنه في أكثر أيام حياته ضعفًا ويحتاجها بجانبه فهي قوته بعد خالقه.

تداهم الشكوك روحه كالجيوش، تحاصرها حتى ضيّقت عليها وذبحتها، ماذا لو كانت نهاية كل هذا سراب؟ ماذا إن كان كل هذا عبثُ شياطين فقط كي يسخط على قضاء ربه وقضائه؟ يشعر بأنه تائه، تائه ومتخبط ولا يعرف مالذي يبحث عنه!
تائه ويشعر بأنه وحيدٌ في عرض البحر، قلة الحيلة والعطش سيقتلانه، رغم أن المياه تحيط به، لكنها ستعجّل بموته إن شرب منها.
عزاؤه الوحيد هو إحساسه، وماقالت شعاع يومًا تطبطب على قلبه المثقل بصوتها " الأرواح ماتكذب، الله لا يخيب أمانيك ياعزام.. ".. تبثّ بنبرتها الواثقة ونظرتها الحانية حياةً في الأمل المتهالك في قلبه، وكأنه كان يحتاج كلماتها فقط كي يسعى ويثق..

فُتح باب المصعد وتمتم عزام بنفسٍ مثقل، عل الغمامة التي غطت عينيه وأَظلمت قلبه تنجلي : يارب..
يخطو خطواتٍ واسعة سريعة حتى وصل الممر المؤدي لغرفته، حيث عبدالله كان سيغلق الباب خلفه قبل أن يصله صوت عزام مرتفعًا : عبدالله،

عقد حاجبيه باستنكار، يرى اقترابه السريع إلى أن وصل له بوجهٍ مظلم وعينين غائمة.. وأنفاسٍ مضطربة. فقال بقلق : وش فيك؟ ص..
لكن عزام قاطعه، يدفع باب الغرفة الذي فُتح على مصراعيه ويدخلها، وينتظر دخوله خلفه.
.

مضت أكثر من ربع ساعة وعزام يجلس على سريره، يقابله عبدالله على السرير الآخر.. بقلبٍ ضربه القلق والخوف دون رحمة..
ينظر له بتوتر، لم يكن عزام طبيعيًا.. جالسًا مطرقًا رأسه بعروقٍ بارزة في عنقه وجبينه وكفوفه، وكأنها ستنفجر ليسبب دمه طوفانًا يُغرق المكان، يسند كوعيه على فخذيه، ويدفن أصابع يديه بشعره،*يشعر به عبدالله سيقتلع خُصله من جذورها من قوة شدّه عليها.
كان قد سأله ما إن دخل : ولد وش صاير؟
ظنًّا بأن مكروهًا قد حلّ بأحدٍ من أهلهم، إلا أنه وبعد دقائق قليلة تأكد من أن المكروه لم يُصب إلا عزام الذي بدأ يتحرك بالغرفة كالأسد الجريح.. يفتح فمه ويغلقه بأنفاسٍ متسارعة ضائقة، قبل أن يجلس صامتًا أمامه ويستمر صامتًا لما يزيد عن الدقائق المعتادة للصمت الطبيعي قبل الإعلان عن أي خبرٍ سيء.
ابتلع عبدالله ريقه الذي جفّ بقلق، يهيئ نفسه لسماع خبر مفجع قبل أن يقول : عزام والله صبّت عظامي، تكلم وش العلم تكفى!
عزام بتردد واضح وانفاس مخنوقة : اسمعني ياعبدالله..
عبدالله بنبرة متزنه تخالف ما يشعر به، يقول بثبات : قول اللي عندك، وعهد علي ما يدري عنه أحد.
رفع عزام عينيه، ينظر له بنظرة غريبة جعلت برودةً تسري بأطرافه، ليقول هامسًا بخوف : تكلم..

كان سرًّا بينه وبين نفسه فيما مضى، يخجل منه ولم يُطلع عليه أحدًا سوى شعاع في تلك الليلة عندما كشف لها قلبه... ولم يندم على ذلك أبداً..
ثم عبدالإله،، لأنه......... عبدالإله.
والآن عبدالله ونظرته الوجله القلقه..
استمر ينظر لعبدالله دقائقَ أخرى.. وما إن قال الآخر : اقلقتني،،، انطِق ياخوي.
إلا وقال : ساطي يعرف أبوي.
عقد عبدالله حاجبيه بعدم فهم : الله يرحمه.....؟
مسح عزام وجهه بكفه، تتبدل نظرته لشيءٍ آخر بدا كالقلق من منظور عبدالله، لذا التزم الصمت، ولم يعلّق.. ينتظر عزام المشتت أن يجمع أنفاسه، وكلماته... وربما شجاعته فكما يبدو أنه بصدد خوض معركة..
عزام بزفرة : جوار لازم يلاقي حرمته ياعبدالله، وأنا محتاج أوصل لأبوها..
عبدالله وقد عقد ذراعيه على صدره : وش يضمن لك أنه حي؟
احتدت أنفاس عزام من توقعٍ كهذا كان يتجنبه طيلة الفترة الماضية، لكنه قال : بنته موجودة..
عبدالله بإصرار عاقدًا حاجبيه : أنا ماني فاهم ياعزام وش تبي توصل له؟
ليقول الآخر : أبي أوصل لابوها، أو لها.. أي طرف فيهم يقدر يوصلني لأبوي.. أو أي شي عنه..
تراخى شد عبدالله لذراعيه، وحاجبيه.. تبرد ملامحه بهلع وكأنه رأى شبحًا.. يقول بتلعثم : ذيب؟
ثم تابع بصدمة : صاحي أنت؟.. ذيب...
ليقاطعه عزام بحدّة : أدري ياعبدالله ولاني محتاج أحد يعيد علي، هو شي في نفسي وأبي أتأكد منه عشان أرتاح..
ثم أردف : وطالبك طلبه تساعدني.. تكفى ياعبدالله طالبك.
عبدالله بذهول : وأساعدك كيف؟

ليقول عزام بثباتٍ بعد ثوانٍ طويلة.. جمع فيها شتات نفسه، يبدد نظرة عينيه الضبابية قبل دقائق، لتعود كما كانت واعتاد عليها الجميع، نظرة باردة حادة واثقة.. وكأنه شخص آخر غير الذي كان قبل ربع ساعة : جوار تحت.. وينتظر.

.

زفر عبدالله بعدم رضا.. يجلس في المقعد الخلفي لسيارة بيضاء متهالكة بجانب عزام، كانت تنتظرهم هي وأخرى خلفها أمام باب الفندق.

يرى السائق والذي يبدو من أبناء البلد، وجوار الجالس بجانبه.. ينظر من نافذته بصمت..
ليقول مقترباً من عزام المتشاغل بمستندٍ يقرأه بهاتفه، يهمس بتبرم في سكون السيارة المرعب : عاجبتك أشكالنا وهو ماخذنا معه زي البزارين؟ كان ركبنا بالسيارة اللي ورى على الأقل بدل ماهي فاضية.
لكن من أجاب كان جوار الذي قال بهدوء : اللي ورى عشان ترجعك أنت وعزام.
زم شفتيه ولم يدرك بأن صوته كان مرتفعًا لهذه الدرجة، أو أن جوار يسترق السمع.. مرجحًا الاحتمال الثاني لأنه متأكد من أنه كان يهمس كالعصافير..
أشار بيده للمساحة الصغيرة الفارغة بينه وبين عزام، يقول بامتعاض : هه تفضل ماشاءالله، شف أذنه.
مما جعل عزام يضحك رغمًا عنه.. وجوار يبتسم بتهكمٍ رغمًا عنه.

كانت أطول ساعتين يمكن أن تمر على أي كائن حي.. لدرجة أنها لم تمضي إلا و أعصاب الجميع قد ذابت.
توقفت السيارتين بالقرب من البئر الذي أرشدهم عليه عبدالله.. وأطلق نفسًا براحه عندما لم يجد مصطفى.
جوار بهدوء : جيت هنا أمس ولا لقيت أحد!...
ثم أردف : هات مكان غيره .
نظر عبدالله لعزام بغيظ، قبل أن يعاود النظر لجوار الذي أدار رأسه ناحيته منتظرًا إجابته : هي موجودة حول المنطقة ذي.. اسأل وبتلاقي .
جوار بحدة : عبدالله....

صمت عبدالله ، يزم شفتيه غير قادر على التفوه بكلمة يشعر بأنه خائن دنيء.
عزام ببرود : حوّس حول المنطقة ذي وبتلاقيها.
جوار بانفعال : تستخف دمك علي أنت وياه!!
عبدالله : قلت لك كل اللي أعرفه.... أكثر من كذا ماعندي.
زفر جوار لهيبًا حارقًا بغضب، يقول ضاغطًا على أسنانه : أنت وين شفتها؟
أشار عبدالله بيده، يقول بتفكير متعمدًا إغاضته : يعني قريّب،، هه.. هه.. هنا.. هناك،، يعني.... حول المكان ذا.
تبسم عزام وهو يرى ملامح جوار التي اشتعلت، يقول بانفعال : تبي تذبحني أنت؟
ليقول عبدالله ببرودٍ رهيب : نعنبو حيّك، وش تبيني أسوي لك أكثر من اللي سويته جعلك الماحِق؟... أخلق لك مرَه يعني؟

لم يشعر عزام سوى بالضحكة تخرج من بين شفتيه،، ما إن عاد جوار لوضعه، يسند ظهره على كرسيه ويفتح أزرار قميصه العلوية يتنفس بقوة وغضب.. يقول بقهر : دامك تبيها كذا أجل أبشر.. بنقعد هنا لين يطيح اللي براسك ياولد علي.. ويا أنا يا أنت الليلة .
ابتسم عبدالله بتشفّي، يشير بيده لعزام قريبًا من رأسه محركًا شفتيه : بهبّل فيه..
ليبتسم له عزام مجاملاً ابتسامةً لم تصل لعينيه.. فهو يرى شيئًا غير الذي يراه عبدالله.. شيئًا أكثر أنانية!

مضت نصف ساعة تغرق بها السيارة بالصمت القاتل، إلا من أنفاس جوار الثائرة بين وقت وآخر، ينظر للأرض الواسعة المبسوطة أمامه كأرضٍ جرداء لا حياة فيها تغطيها الرمال، بعينين حادتين مترقبتين كعينَي النسر.. على عكس عزام الذي عاد للمستند في هاتفه يتصنع الانشغال به.. وعبدالله الذي أسند رأسه للخلف مغمضًا عينيه بهدوء ظاهري منافي تمامًا لما يشعر به في هذه اللحظة ..

كان هذا إلى أن وصلهم صوتٌ يخترق السكون.. صوت خطواتٍ يخالطها صوت عربة تُسحب على الأرض..
جعل دم عبدالله يسري باردًا في عروقه، وجوار يشتد جالسًا بتوجس بعد أن كان مرخيًا جسده.. يفتح نافذة بابه كلها فوصلهم الصوت مرتفعًا واضحًا.

قُذف الرعب في قلب عبدالله وهو يتعرف على صوت عربة الكارو، ثم بالصوت السوداني المميز الذي خالطه.. صوت مصطفى يشدو بكلماتٍ شعبية، لم يسمعها قبلاً منه لكنه يعرف بأنه صاحبها فلا أحد يقود العربة غيره..
ثم بصوت طفلٍ صغير : مَتسيب بتول تغني يازول. ده صوتك عامل زي الحُمار لما بينهق.
ثم بالصوت الضاحك الذي جعل أنفاسه تعلق في حنجرته : عيب ياعثمان .
وقعت عينيه بنظرتها الوجلَه بعيني عزام التي ترجمت القلق الذي يشعر به بكل وضوح..
وإن كان الخوف والقلق يسيطر على راكبي الصف الثاني.. فإن ماكان يحصل في الأمام شيءٌ آخر.

سرت قشعريرة باردة في جسد جوار ما إن وصل له صوتها الذي يميزه بين ألف صوت، وارتجف قلبه بين ضلوعه منتفضًا بغضب..
غضب..
غضب..
غضب..
غضب لا يضاهيه شيء.. أتضحك بعد كل الذي فعلته؟ لا يعرف من أين يبدأ؟ هل يقتلها أولاً ثم يشرب من دمها؟ أم يشرب من دمها أولاً كي تتلوى من الألم وتتعذب قبل أن تطلب الموت؟... ولن تجده؟!!

فتح جوار بابه ما إن رأى قدومهم من بعيد.. عربة وحمار وثلاثةٌ عليها.. رجل صبي وامرأة ترتدي قماشًا فيروزيًا بدوائر ذهبية تلتثم بطرفه.. وقد عرِف من تكون.. دون أن تكشف عن وجهها حتى..

وضع عبدالله يده على الباب، ينوي فتحه وهو يرى اقترابهم، عله يمنع كارثةً من أن تحدث.. حتى وإن كان لا يعرف كيف!..
لكن أطرافه تيبست، وكادت عيناه أن تخرج من محاجرها عندما رأى السائق يفتح الصندوق بينه وبين جوار، مخرجًا منه مسدسًا صغيرًا يعطيه إياه، وكأنه يمد له حلوى.

حاول عزام أن يفتح بابه ما إن ترجّل السائق الذي وقف بجانب بابه كالحارس الشخصي من السيارة.. جوار كذلك، مغلقًا الباب خلفه، ينوي الشر كما هو واضحٌ بين يديه.. يحاول أن يمنعه عن أي تصرف جنوني.. لكن الباب الموصد منعه،، حاول فتحه وتحريك مقبضه أكثر من مره ولكن دون جدوى..
استدار لعبدالله الذي لازال شاخص النظرة، يقول بصراخ : بابي مقفل ياعبدالله ..افتح بابك..
وعى عبدالله على صوته المرتفع، محاولاً فتح بابه الموصد أيضاً ولكن دون جدوى.. فكما يبدو جوار قد أخذ احتياطه. وأمّن نفسه حقًا..

وقبل هذه المحاولات بثوانٍ قليلة.. تقدم مصطفى بعربته المحمّلة ببعض قوارير الماء لتعبئتها، يرافقه كالعادة عذوب وعصمان فمنذ أكثر من أسبوعين وهما يساعدانه رغم عدم حاجته لذلك، لكن الرفقة الممتعة دائًما مرحبٌّ بها...
لكنه توقف فجأة ما إن لمح الواقف البعيد أمام سيارته.. والسيارة خلفها.. ولم تنتبه عذوب التي كانت تضاحك عصمان إلا بعد وقوفه المفاجئ، لترفع رأسها، وتسقط عليها الصدمة كجبلٍ من جليد سحق عظامها.. بُترت ضحكتها، وتلاشى بريق عينيها.. وحلّ محله فزعٌ رهيييب.. وكأن الستار كُشف عنها ورأت شياطين الإنس والجن تتراقص حولها.
شدّ مصطفى لجام الحمار، يضرب مؤخرته بعصاته ما إن هتفت برعب : ارجع يا مصطفى.. بسرعة.
لينهق الحمار هائجًا بذعر بعد طلقَةٍ خرجت من فوهة مسدس جوار صوبها للأعلى.. يقترب بخطى هادئة، صارخًا بغضب مدمر : عذوووب.

ركلت عذوب الهلعَه مؤخرة الحمار بقدمها، بقوة، ليتقدم هائجًا للأمام بعد أن سكنت حركته. بشكلٍ أعمى.. تسحب اللجام من مصطفى الذي فقد السيطرة عليه.. وصوت بكاء عصمان المرعوب والذي تشبث بذراعها خائفًا لا يُساعد.. ارتمى جوار جانبًا حين كادت المجنونة وحمارها أن تدهسه.. واستدارت للخلف تنظر له يعاود الوقوف وكأن وقوعه على الرمل الحار والأرض تحته لم يكن.. ثم نظرت للأمام بسرعة بعد أن صرخ مصطفى بهلع متمسكًا بحدود الكارو بيد، وبالأخرى يحاول أن يثبّت جسد عصمان كي لا يطير منها : حاسبي يابتول.. العربية..
إلا ورأت عبدالله الذي تعرفه والتقت به قبلاً، يركض وبجانبه رجلٌ آخر للجهة الأخرى، ناحية جوار.. بعد أن قفزا كلاهما من باب جوار.. والسائق لازال يقف مكانه، ينظر للمشهد بثبات وكأنه في صالة سينما.. فهو مجرد سائق أمّن سلاحًا بطريقة غير قانونية بعد أن قبَض مبلغًا وقدره، أعطى صديقة الواقف بالسيارة خلفه نصفه، وليس حارس شخصي.
لكن ملامحة تبدلت للذعر ما إن رأى تقدم الحمار الغاضب ناحيته، ليركب سيارته على عجل محاولاً تحريكها..
سحبت عذوب اللجام بقوة وبصرخة موجوعة عندما كادت الحبال أن تنسّل من بين يديها لتشعر بسلاسلٍ من نار تشتعل بكفيها.. بكت بهلعٍ وخوف.. ولم تستطع أن تمنع نفسها من الشعور بالموت حقيقيًّا هذه المرّه عندما لم تقوى التحمّل،، لتترك الحبال من يديها بضعف، تغطي وجهها بكفيها التي شمّت فيها دمًا,, بتسليمٍ تام لنهاية واقعة لا محاله،، تجهش بالبكاء بشكلٍ مرعب..

لكن الحمار توقف عن الحركة تمامًا تفصله عن السيارة أمامه خطواتٍ بسيطة،، فجأة.... والمقصود هنا تمامًا بمعنى تمامًا.. حقًا... بعد أن أطلق جوار طلقةً أخرى ناحية جسده.. ليقع هامدًا يسحب الكارو المربوط فيه معه.

نجح عزام بأن يصل لجوار الذي ابتعد في خطاه باتجاهٍ معاكس عندما رأى اقترابهم منه.. يركض مسرعًا كالمجنون بلياقة عالية لا تُقهر.. بينما عبدالله لازال يركض كالأبلة عله يلحق بهم بعد أن كاد يتعثر أكثر من مره وبلياقة في الحضيض.

اتسعت عيني عزام بهلع ما إن أطلق جوار من مسدسه، يلتفت بذعرٍ خلفه والمسافة بينهم أصبحت شبه كبيره،، ليجد أن الطلقة كانت من نصيب الحمار المسكين والذي لاقى مصرعه دون وجه حق..
عاد ينظر لجوار.. بأنفاسٍ لاهثه، بعدم تصديق : جوار تعوذ من إبليس لا تتهور.. أترك اللي بيدك خلاص اللي تبيه وحصلته..
لكن دماء جوار التي كانت تفور في عروقه جعلت صوته يخرج مجلجلاً لا يرى أحدًا أمامه : عزام ابعد من قدام وجهي لا افضيه براسك الحين..
حاول عزام الاقتراب خطوة، لكن جوار أطلق رصاصةً قريبةً من أقدامه كي يفزعه فقط.. نثرت الرمال أمامه مسببةً سحابة غبارٍ هائلة، أرعبت عبدالله الذي ركض بالاتجاه الآخر عله يلحق على الواقعين من الكارو.. وافزعت عزام الذي صرخ بسخط بعد أن قفز مبتعدًا : مهبول أنت!!! اللي معك مهوب لعبه تقعد تطلق به يمين ويسار...
تقدم جوار ولا يرى بين عينيه سوى الكارو الواقعة والثلاثة أجساد التي تحاول الحركة بصعوبة واضحة بعد السقوط المؤلم، الرجل السوداني يحاول إجلاس الصغير بعد أن نجح بالوقوف على أقدامه.. وعبدالله الواقف قريبًا من زوجته ينحني وكأنه ينوي مساعدتها.. لكنها بصقت عليه بعد أن سقط ماكان يغطي شعرها و وجهها، تصفعه بكامل قوتها، قبل أن تنثر حبات الرمل التي جمعتها في قبضتها على وجهه، ليصرخ شاتمًا إياها يغطي عينيه،، قبل أن تعاود وضع يدها على كاحلها تبكي بنحيبٍ مسموع : ساعدني يا مصطفى.

ترنح جسده بعد أن دفعه عزام للخلف، صارخًا بوجهه : جوار أنت معصب الحين ولا أنت بوعيك،، هذا هي قدامك خذها واذلف.. بس عطني اللي معك لا تذبح أحد.
لم يجد عزام سوى لكمةٍ قويةٍ كالمطرقةِ في منتصف وجهه, جعلته يرى نجومًا في وضح النهار.. ليسيل معها أنفه دمًا، ويغطّي السوادُ نظرته وكأنه أُصيب بالعمى؛ وكأنها كانت ردًّا من جوّار على الحاحه، وتدخله بما لايعنيه.. والذي أطلقَ طلقتينِ أخرى بشكلٍ عشوائي قاصدًا بها تخويف مصطفى وردعِه عندما أمسك بجسد زوجته يحاول أن يوقِفها على أقدامها ويرفعها من على الأرض..

ولم يتوقع أبدًا بأن طلَق النار العشوائي سيخلّف هذا الكم الهائل من الخسائر.. آذى حمارًا نعم.. لكنه لم يكن ينوي هدر أي روحٍ أخرى.. حتى روح عذوب الغاضب منها وبشدة.. لازال أمامها طريقٌ طويل ، صعب وشاق قبل أن تصل للموت..
كانت مجرد ثواني يمكن عدها بأصابع اليد الواحدة، قبل أن يحصل كل هذا.. قبل أن يعمّ الصمت الرهيب بعد الرصاصتين التي خرجت بشكلٍ أهوجٍ طائش تخلى معها عن عقله وجعل الشيطان يسيطر على أطرافه..
هو ليس بمجرمٍ في المقام الأول، لم ولن يكون.. بل كان رجل دولة نزيه وشجاع ولا يرضى بالظلم.. ولم يحمل سلاحًا معه الآن إلا كي يهددها به ويخوفها في حال مقاومتها القدوم معه والرضوخ له ..
فكيف بالوضع الآن الذي تسبب به ..
اثنان يغرقان بدمائهما..
وبقية الأعين شاخصة،، تنظر بفزع..
الأنفاس لاهثه تتسارع،،،
يصاحبها نحيبٌ مفزوع.
ثم بصوتِ عزام المرتفع،، ينادي بنبرةٍ هلعَه خرجت مع بكائه : عبدالله..

.
.


كان عبدالإله جالسًا في غرفته، ممداً أقدامه على سريره بخمول بعد أن عاد من عمله لازال يرتدي ثوبه، لا ينوي النوم فلم يتبقى الكثير ويدخل وقت صلاة المغرب..
يمسك هاتفه بيده محاولاً الاتصال بعزام لكن دون فائدة.. يبدو وكأنه في منطقة لا ارسال فيها..

كان مستمتعًا بالهدوء إلى أن فُتح الباب بقوة، وكأنها مداهمة شرطة الآداب لأحد الوكور المشبوهة. اعتدل جالساً لا إراديًّا بفزّه، يرى شقيقتيه الواقفات عند الباب، ومشاعل بالتأكيد هي صاحبة الاختراق الهمجي لخلوته.. ليقول بتوجس ما إن دخلتا واغلقتا الباب : خير اللهم اجعله خير؟
مشاعل بخبث : كَبسة... طلع كل اللي عندك.
عقد حاجبيه ولم يفهم : وش عندي؟
فتحت الخزانة : مِن مزبّن هنا ؟
عبدالإله ينظر لصيتة التي جلست أمامه بابتسامة، قائلاً ببهوت : وش السالفة ؟
اقتربت مشاعل منه مبتعدةً عن أبواب الخزانة التي فتحتها كلها، وتركتها مفتوحةً خلفها.. تشير بسبابتها عليه : افصخ.
طارت عينيه، يلف ذراعيه حول جسده بدفاعٍ تلقائي، لتضحك صيتة من أعماق قلبها : الله يقلع شرك يامشاعل. مافيه شي جايين ناخذ رأيك.
نظر لمشاعل بإزدراء لازال يطوق جسده بذراعيه كعذراء في شرنقة : في وش؟
ثم أردف متنرفزًا : ارجعي اقفلي بيبان الدولاب زي مافتحتيها، ديني ودين الحركة ذي.
لكن مشاعل قالت بحزم : باختصار وبدون مقدمات حنا قررنا نخطب لك لولو.
عقد حاجبيه : قررتوا تخطبون لي لولو؟ أنتم مقررين وخالصين ماشاءالله،، هذا إجبار وفرض راي وش باقي تاخذون رايي فيه؟
مشاعل بابتسامة : بالضبط، لأنها الوحيدة اللي نشوفها تناسبك.
عبدالإله بتملل : تكفين مشاعل فكينا من نظرة الأمهات الثاقبة ذي!! الوحيدة اللي تشوفونها تناسبني؟ حشى قميص ماهي لولو.
صفعت صيتة ذراعه بخفه : احمد ربك ياللي ما تستحي قاعدين ندور لك.
ضحك : احمدي ربك أنتِ لأني كنت بقول فردَة نعل....
عادت تصفع ذراعه مجددًا، ومشاعل هي من وبخّت هذه المره : اقسم بالله منت كفو.. وش قلة الذوق ذي؟؟
فقال عبدالإله ممازحاً ينغز خصر صيتة بأصابعه : شدعوة حبي.. جوكي جوكي..

كان قاصدًا نطقها بهذا الشكل الخاطئ عوضًا عن (جوكنق)، لأنه يعلم بأن صيتة ستنفجر ضاحكة.. وقد انفجرت تضحك تدفع أصابعه بعيدًا عنها.. تحاول أن تلتقط أنفاسها تحت كلمات مشاعل الناقدة : أنت يبي لك وحدة عاقلة تقضب اللي بقى من عقلك..
عبدالإله باستمتاع : ولا لقيتي إلا لولو عاد؟
هذه المرة كانت صيتة من ردّت عليه منفعله، تتلاشى الضحكة من صوتها تمامًا : وليه إن شاءالله وش فيها لولو مو عاجبك؟
عبدالإله ببساطة : توها صغيرة..
اتسعت عيني مشاعل بذهولٍ مضحك : وش صغيرة!! لولوة كبر بنتي شعاع، عادها أكبر منها بكم شهر،، هذا إن ماكانت دخلت الثمان وعشرين خلاص .
ارتفع حاجبي عبدالإله يقوس شفتيه بتأمل : أمّا،، يعني عمر عبدالله ثمان وعشرين!!!
مشاعل بانفعال : عبادي لا ترفع ضغطي.
لتتابع صيتة : عبادي صدقني والله إنها الوحيدة اللي تناسبك. ثقل وعقل وتكانة بسم الله عليها كأنها ماخلقت إلا لك...
ضحك : صحيح لأني الرجل الوحيد بالعالم.
مشاعل بغيظ : هذا اللي بذبحه الحين.
ليقول عبدالإله بابتسامة : وش اللي جاب ذا الطاري فجأة؟...
ثم أردف ممازحًا : بعدين مشاعل أنتِ متى جيتي؟ و وش جابك أصلاً؟ أدري مايوّز صيتة غيرك.
مشاعل بإزدراء تضع يدًا على خصرها : جيت أغيّر أفكارك المخيسة يالتعبان. ولا تحاول تصرّف الموضوع.. عرس وبتعرس، وغير لولوة بنت علي منت ماخذ.
نظر عبدالإله لصيتة بتوسّل علها تقول شيئًا وتنقذه، لكن ابتسامتها قالت عكس ذلك : وهي صادقة، طيع شوري ومنت نادم إن شاءالله...
زم عبدالإله شفتيه، ينقل بصره بين الاثنتين بفقدان أمل، قبل أن يقول: بشوف ميمي.....
مشاعل بحدة : وش تشوف ميمي فيه؟
عبدالإله بتبرم : باخذ رايها.. بشاورها.. أنا وبنتي متعودين نتشاور قبل كل شي.. ديمقراطية،، قد سمعتي فيها؟؟...
دفعته من كتفه بخفه : ولد كلمني زين.. شوية احترام لأختك الكبيرة.
ضحك : الزبدة، بشوف ميمي وش تقرر وعلى قرارها يتم إتخاذ القرار.
مشاعل باستهجان : صاحي أنت تربط مصيرك بقرار بزر ماتفقه شي؟
هز رأسه بإصرار : الصغيرة اللي ماتفقه شي على قولك بنتي،، وبنتي لازم تكون مرتاحة وموافقة ومقتنعة باللي بتصير مكان أمها.
سحبت مشاعل أعلى بلوزتها بعيدًا عن جسدها بقوة، تقول بيأس : لااا ذا حالف يسدحني بالعناية المركزة الليلة.

ضحك عبدالإله مستمتعًا جدًا، تضحك معه صيتة قائله بمودة : خليه وأنا أختك يظن ميمي بتقول لأ!! ما يدري إنها من تشوف لولوة تلصق فيها ولا تفك عنها إلا بالقوة.
ضوّق عينيه بإزدراء، يقول محاولاً إخفاء ابتسامته : بنتي الخفيفة.... هذا والله اللي ماحسبت حسابه..
اتسعت ابتسامة صيتة وهي ترى ابتسامته التي يحاول باستماتةٍ أن يخفيها، تشعر برضاه المبطن رغم تصنعه الرفض، لتقول بحنو : خلاص عبادي بكلم عمتي صيتة ونشوف وش تقول.. والله يكتب لك اللي فيه الخير حبيبي.
.
.



وبينما كانت قرية قادو السودانية تعيش يومًا كارثيًا برائحة الدم بعد أن كانت آمنةً مطمئنة..
كان الآخر يعيش وضعًا مختلفًا..
يقف أمام المرآه عاقداً حاجبيه ،
بشعرٍ كثيفٍ اختلط فيه السواد بالبياض ،،،
متأملاً ملامح وجهه..
عاري الصدر رغم برودة الأجواء ،،
تتدلى من على رقبته سلسلةٌ تنتهي بنجمةٍ سداسيةٍ فضيةٍ لامعة.


يسمع الإزعاج القادم من الخارج، ثم الصوت الأنثوي المسبب له ينادي : ...






ذيب..



.
.
.
.


# نهاية الفصل السادس عشر
نلتقي السبت القادم إن شاءالله


سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك ♡.

 
 

 

عرض البوم صور وطن نورة ،،  
قديم 15-02-20, 11:06 PM   المشاركة رقم: 222
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متدفقة العطاء


البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 80576
المشاركات: 3,164
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسي
نقاط التقييم: 7195

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيتامين سي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وطن نورة ،، المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: أَحلَامٌ تَأبَى أنْ ’ تَنْطفِئ ،، / بقلمي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وطن نورة ،، مشاهدة المشاركة
  
أسعد الله اوقاتكم بكل خير ❤
لعلي أخطأت في تقدير الوقت بعض الشيء*
> > حسينوه هو حسينوه*x,x

اعتذر منكم جدًا وشاكره لكم جدًا جدًا صبركم علي وتقديركم التاخير الحاصل.. عشان كذا أنا ما أحب احدد يوم لأني ادري بنفسي أقص الوجه والوقت عندي مشقلب فوق تحت :(

فصل اليوم اعتبره تتمه للفصل السابق اللي للحين ما انتهى مع نهاية تعتبر بداية للفصول القادمة*:b
اتمنى يعجبكم ويرتقي لذائقتكم ويكون قد الانتظار وغير مخيب للآمال*:)

وعندي طلب ، ياليت ماتحرموني ردودكم والله إنها تسوي بّي سوايا مايعلم بها الا الله*❤*ترفعني من عز الإحباط لقمة البسطَه والانشراح.
وأصدقكم القول رغم أني قلت لا للحلطمة لا لا لا، لكني اعتبركم مثل خواتي ولابد من الفضفضة أحيانا*...
والله إني ساعات أحس بالتحطّم التام بعد كل جزء.. وماهي قصور بحبايبي اللي يردون بالعكس والله إني ما أصير إلا بهم ولا أقدر اكتب حرف إلا بهم وبقعد شاكرة وممتنة لهم للأبد ❤❤❤❤.
لكن بني آدم طماع عاد الشكوى لله

اترككم مع الفصل السادس عشر.. وتلتقي الأحلام مجددًا السبت القادم ♡
> لازالت مصره تحدد وقت بكل وقاحة ههههه
ان شاءالله اكون على الموعد، وكونوا انتم أيضا على الموعد*.

قراءة ممتعة مقدمًا ❤


أسعد الله أيامك ياعسل
لك حق تزعلين ولك حق نرضيك
لكن أصدقك القول والله للآن ماقرأت البارت السابق مشاغل وضيق وقت
رغم استعجالنا لك لكن مالحقت أقرأ وإن شاء الله أقرأ البارتين وأعلق عليها قبل ماينزل
البارت القادم

 
 

 

عرض البوم صور فيتامين سي  
قديم 16-02-20, 09:02 AM   المشاركة رقم: 223
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئة مميزة


البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 190192
المشاركات: 574
الجنس أنثى
معدل التقييم: أبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 748

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أبها غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وطن نورة ،، المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: أَحلَامٌ تَأبَى أنْ ’ تَنْطفِئ ،، / بقلمي

 


أسعد الله صباحكم،، وطن نورة ومتابعاتها الكريمات.🍃🌸
وأرحب بالغالية فيتامين سي . فاقدينچ 💐


الموساد ،،،✡ 😎
ما بدهاااش ،،، ما في غيرها. 😬

ذيب متورط مع الموساد ،،، 💡.
مو بغسيل أموال 💵💰، ولا بغسيل المواعين 🍽، 😁
لاااا، الجماعة غاسلين دماغه 🧠وصاير جاسوس لهم .
وهذا يفسر انقطاعه عن أهله سنين طويله، ولا هو سائل عنهم ، رغم إنه حيّ يرزق 🤔
لأن غسيل الدماغ يتطلب سجنه مدة طويلة، وعزله عن العالم الخارجي، إلى أن يتم تغيير أفكاره ومبادئه ومعتقداته .
( عسى ما تسوين لي بلوك على هالتوقع يا وطن نورة ) 😁

ذيب&

أفا بس يا ذيب معلق نجمة سداسية على صدرك، 😡
وحنّا اللي ننتظرك سنين وبنين ، ونبني أحلام على اللقاء اللي راح يجمعك مع عزام وصيوت !! 😖
تدري ما راح نستعجل ونحكم عليك ،، بننتظر شوي لين الجزء القادم إن شاء الله.


السودان &

لأ ،، لأ ،، لأ يا وطن نورة ما اتفقنا على كذا !
إلا عبدالله الحبيب خيشة النوم لا تموتينه ،، 😨😰
ما أبي أتوقع منو اللي تصوّب ،،
بس أرجو إن الإصابات ما تصل إلى حد الموت ،، 🤲🏼
وأرجو إن بركة الدماء تكون خاصة بالحمار،
ومع إنه طيّب و خدوم وما منه شرّ إلا إن موته أهون عليّ من موت الباقين 😏



استفسار يا وطن نوره ،، 🤔
الحين يوم إن عزام وعبدالله يتصلون بأهلهم ما لاحظوا إن رقم فتح الخط ما هو للصين ،، فتح خط الصين 0086 وفتح خط السودان 00974
وللا هم يتكلمون مكالمات واتس اب ؟ 😇

شكراً للمبدعة وطن نورة ،، 💐
رغم إنه جزء قصير ، إلا إن الأحداث دسمة ، وفيه من الحماس الشيء الكثير .
🍃🌸🍃

 
 

 

عرض البوم صور أبها  
قديم 16-02-20, 05:48 PM   المشاركة رقم: 224
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مشرفة منتدى الحوار الجاد


البيانات
التسجيل: Apr 2008
العضوية: 70555
المشاركات: 6,386
الجنس أنثى
معدل التقييم: شبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسي
نقاط التقييم: 5004

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شبيهة القمر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وطن نورة ،، المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: أَحلَامٌ تَأبَى أنْ ’ تَنْطفِئ ،، / بقلمي

 

مرحبا وطن ..
ابشري بالردود وان شاءالله اننا معك للاخر ..
مابعد قريت الجزء بس استوقفني ردك على غاليتنا أبها (الصدق إني للحين محتارة بموضوع ذيب*
ياشيخه لاتحتارين اهم شي يكون حي ان شاءالله فاقد الذاكره ..او عايش بنص راس مايهم اهم شي يكون حي لاتخيبين أمالنا واحلام عزام حطي فرحته وفرحة صيته وفرحتنا قبلهم قدام عينك
بيجيك الاجر ان شاءالله ولاتنسين اجر من فرح مسلما 😁😁

 
 

 

عرض البوم صور شبيهة القمر  
قديم 17-02-20, 01:24 AM   المشاركة رقم: 225
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئة مميزة


البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 203368
المشاركات: 938
الجنس أنثى
معدل التقييم: missliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1391

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
missliilam غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وطن نورة ،، المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: أَحلَامٌ تَأبَى أنْ ’ تَنْطفِئ ،، / بقلمي

 

ما لكم علي يمين يا قماعة الربع اني ما ان قريت وصف مزدوج الكشة حتى اقتحمت خشتي هذه الصورة😂😂🙈🙈

 
 

 

عرض البوم صور missliilam  
 

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:33 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية