كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 498 - من اجل قلب وحيد - ميشيل دوغلاس ( الفصل السابع )
يمكن لكينت ان يتصرف بتحفظ وبرودة حين يشاء . لكنها تعرفه وهي لا تنوي ان تسهل الأمور عليه. لوحت له بمرح وقالت " مرحباً كينت . أترغب في احتساء القهوة ؟"
مس طرف قبعته برفق وابتعد بسرعة . اغروقت عيناها فجأة بالدموع حين احست بطعنة ألم تمزق احشاءها . وفي هذه اللحظة , رأت بوضوح ما رفضت ان تراه من قبل. كان كينت محقاً. إن لم تستطع ان تحول دون ان يعني لها عناق بسيط الكثير , فكيف اذا ما تورطت أكثر؟ واستندت إلى غطاء سيارتها . كيف يمكن لها ان ترحل في نهاية عطلتها اذا ما تورطت اكثر ؟
لن تتمكن من الرجل , وهذه هي الحقيقة التي ادركها كينت . ستتعلق به فينتفض ويثور . ستبكي وسيكره نفسه. وشعرت برعشة هزت اوصالها . يا إلهي , ما الذي كانت تفكر فيه .منتديات ليلاس
اسست الايام الثلاثة الماضية لوتيرة ناعمة في حياة جوزي اليومية . فكانت تستفيق باكراً, تحتسي كوب القهوة الاول على الشرفة مع مولي والطيور ثم تحضر بعض الحلويات او بعض البسكويت والفطائر ثم تقود سيارتها إلى مارتين غولي حيث المتجر الكبير.
التقت نهار الاثنين ليز التي شفيت من الزكام الحاد وانسجمت على الفور مع هذه المرأة . وفهمت لما كينت يقدرها إلى هذا الحد. كانت ليز باركنز صاحبة قلب طيب, ترفض الثرثرة او ذكر أي شخص بالسوء. وهكذا, تناولت جوزي وليز وبريدجت الفطور معاً حيث اجتمعن حول طبق من الحلويات وابريق من الشاي.ريحانة
بعدئذ كانت تعود إلى المنزل لتغسل اطباقها وتنظف كوخها وترتبه وتقرأ الجريدة. وكلما خطرت لها اي فكرة مقلقة تعمد إلى طردها من ذهنها . ورأت ان مسألة ما ستفعله بما تبقى من حياتها يمكن ان تنتظر حتى منتصف الاسبوع المقبل. حينذاك , ستعمل على ايجاد جواب على هذا السؤال الذي يشغلها , لكنها صممت اولاً ان تستفيد من اسبوعين من إجازتها لتسترخي تماماً.
كانت تعود إلى مارتين غولي عند الظهر لتتناول الغداء مع كلانسي . وعندما تعود إلى المنزل مجدداً , كانت تقوم بنزهتها اليومية مع مولي .
كانت جوزي تتمكن في معظم الاحيان , خلال النهار من إبعاد كينت عن فكرها . ومما لاشك فيه ان هذا يتطلب منها جهوداً جبارة لكنها كانت تنجح في ذلك.
استيقظت جوزي نهار السبت وهي تعاني من السعال ومن ألم خلف عينيها فتجاهلت ألمها وامضت يومها كالمعتاد.
في صباح يوم الاحد , اجبرت نفسها على النهوض من سريرها , واخرجت الأدوات والمقادير اللازمة لإعدار الحلوى قبل ان تتذكر انه يوم الاحد وليس عليها ان تحضر الحلوى اليوم. فتحت الباب كي تتمكن مولي من الخروج ثم عادت بخطى بطيئة إلى سريرها وشدت الأغطية حتى غطت رأسها . ستقضي يومها في السرير.
استيقظ كينت في الثانية صباحاً على صوت انين وخدش بالأظافر تحت نافذة غرفة نومه . بعدئذ اطلقت مولي نباحاً قوياً. أبعد اغطيته وهو يطلق الشتائم ثم اتجه نحو الباب الامامي وفتحه على اتساعه . هل سمع احد يوماً بكلب يخشى الظلام ؟ دمدم " هيا ادخلي !"
لم تحاول مولي ان تطرحه ارضاً لتشق طريقها بابتهاج إلى الداخل كما اعتادت ان تفعل بل نبحت باتجاهه ثم ادارت رأسها نحو الاكواخ. باتجاه كوخ جوزي .
|