كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات غادة
رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
" تصرفا وكأنكما في منزلكما " قال انطوني وهو ينطلق بالقارب بعيداً عن الشاطئ.
نزلت كارمن الى المقصورة وبقيت ناتاشا الى جانب انطوني قرب الدفة .
" هل ترغبين بالقيادة ؟" سألها .
" آه وهل استطيع ذلك فعلاً ؟ هذا القارب ليس ملكك صحيح ؟"قالت وهي تستلم الدفة منه حيث ظلت يداه فوق يداها لحظات .
ضحك وقال " آه كلا وهل ابدو ثرياً لهذه الدرجة ؟ انه لطوم وبيتر , يتشاركان بامتلاكه ويحضرانه الى الجزيرة بين الحين والآخر"
الرياح جعلت شعرها يتطاير ويدخل عيونها فسارع انطوني لإبعاد خصلاتها الجامحة .
" عندي قبعة في حقيبتي " قالت " سأحضرها حالاً"
" كلا, ابقي مكانك سأحضرها أنا لك" قال واختفى.
وشعرت ناتاشا بالذعر للحظة لادراكها انها وحدها المسؤولة عن تسيير القارب لكن الاثارة تملكتها وركزت على القيادة وشعرت بالسحر والجمال والقارب يشق عباب المياه بحدة القاطع تاركاً خلفه خطاً ابيضاً " هذا رائع"
" انه كذلك فعلاً! انت لا تعرفين ما الذي كنت تعتقدين اليس كذلك؟" نظرت اليه , جملة بسيطة , المعنى بسيط ويستحق جواباً عادياً اعطته وهي تضحك بموافقة . لكن حقيقة عميقة كانت تكمن داخل هذه الكلمات , لأنها لم تدرك فعلاً ما الذي كانت تفتقده بحياتها قبل وصولها الى مارغريتا . بالرغم من كل شيء , بالرغم من عدائية الرجل الذي يسكن قربها والذي لا يغادر افكارها رغماً عنها ولا للحظة واحدة الا انها لم تشعر بالرضى والقناعة التي تشعر بها على متن مارغريتا . الحياة في روما لن تكون كسابقة عهدها . الحياة في روما , يالهذه الفكرة الغريبة.
" هل ترغب بالقهوة ؟" سألت ناتاشا .
" اذا ما شاركتني باحتسائها . هل بإمكانك تدبر امرك بمفردك؟"
" بالطبع , فوراً سيدي" قالت وهي تسلمه الدفة وتنزل الى المطبخ .
وصلوا بسرعة الى المدينة استطاع انطوني ان يرسو بالقارب بمهارة وسط المراكب الأخرى في الميناء. الشمس كانت ساطعة والسماء صافية وكل شيء كان مثالياً.
" اسمعا سأترككما لشراء حاجياتكم قيما اشتري أنا حاجياتنا و .. سنلتقي هنا بعد ساعة من الآن؟ بعدها سنضع الاغراض في القارب وسأريكما بعض معالم المدينة "
" يبدو هذا رائعاً وافقتاه الصديقتان . واضافت ناتاشا " وماذا عن الغداء؟"
" سنتاول ذلك قبل القيام بجولتنا والتبضع سيفتح شهيتكما على الطعام . اعرف مطعماً رائعاً هنا . حسناً؟"
تركهما انطوني بأول السوق وتجولت الفتاتان داخل المحال الرائعة الصغيرة والتي كانت تعرض عشرات الاشياء الساحرة .
" المكان هنا يختلف تماماً عن مارغريتا صحيح ؟" سألت كارمن .
" اجل , صحيح " ردت ناتاشا .
كل شيء كان يسير على مهل هنا , النسوة تثرثرن عند ابواب المتاجر وكان الجميع يبتسم لها ويفسح لهما الطريق. الناس كانت ودودة وطيبة . لربما هم معتادون على السواح ويرحبون بهم . وكان من الممتع الاستماع للغتهم وهم ينطقون باللغة الايطالية.
|