كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل السادس )
تعمدت غرايس تجاهل الصحيفة التي امسكها خافيير ومدها نحوها, لكنها لم تتمكن من السيطرة على اللون الخفيف الذي غمر وجنتيها, فقالت " سأصدق كلامك بهذا الخصوص"
التوهج الذي ظهر في عينيها أثار اهتمام خافيير . لابد انها تدرك تأثيرها عليه, فقد لاحظ نظراتها قبل قليل , واتساع عينيها عندما انتبهت الى المرآة فوق سريره . ولابد انها مدركة ايضاً للجاذبية التي تغلي على مهل بينهما , تماماً كما يدركها هو . لكنه لم يفهم لماذا لم تستطع ان تقر بها بكل صراحة وصدق , عوضاً عن القيام بكل هذه الألاعيب . كانت غرايس قد انهت كوب العصير وراحت تنظر في ارجاء المطبخ , فسألها خافيير بفضول " ما الذي تبحثين عنه؟"
جاء جوابها فورياً" اتساءل اين هي مدبرة المنزل. أنا لم ارها بعد"
- اخبرتك ان يوم الامس كان يوم عطلة بيلار , وهي لن تعود قبل المساء .منتديات ليلاس
لفت هذا الأمر اهتمام غرايس , فادرات رأسها وحدقت بخافيير قائلة" من قام بنزع الملابس عني ووضعني في السرير مساء الامس ؟ لا تقل لي إنك انت من فعل ذلك؟"
التمعت عيناها بدموع الغضب والحنق , فرمشتهما بصعوبة حتى تتخلص منها, ثم تابعت " اللعنة, كم انت مغرور! تظن ان بمقدورك ان تفعل ما شئت , لكنك لا تمتلكني"
تمتم خافيير بنبرة عذبة " ليس بعد , عزيزتي"
في تلك اللحظة سمع رنين جرس الباب , فقال خافيير " اعتقد ان مصممة الأزياء قد وصلت "
تمهل في المدخل وحدق بغرايس قائلاً" لماذا كنت تبكين ؟"
- أنا لم أكن ابكي.
الالتواء الخفيف الذي ظهر على حاجبي خافيير اظهر بوضوح عدم تصديقه لكلامها . اما غرايس فهزت كتفيها وفكرت , ما الهدف من الكذب على خافيير في حين ان عينيه الذهبيتين تخترقانها وتشاهدان مافي داخل روحها؟ قالت بمر ارة" انا قلقة على والدي. اعرف رأيك به , وأعلم انك لا تتفهم مشاعري, فالحب شعور غريب جدا عليك خافيير , أليس كذلك؟"
- اسقطت جميع التهم الموجهة ضد انغوس . اتصل المحامون بي في وقت سابق من هذا الصباح واعلموني بذلك .منتديات ليلاس
لاحظ على الفور ان الارتياح ظهر بوضوح على وجهها . همست غرايس بحماس " الحمد لله! هل يمكنني على الأقل ان اتصل به لأطمئنه بأنني على مايرام ؟"
ابعد خافيير عينيه بالقوة عنها, فمشى بخطوات واسعة الى خارج المطبخ وقال " لاحقاً . اما الآن فهنالك امور اكثر اهمية يجدر القيام بها "
***
في فترة متأخرة من بعد الظهر انضمت سيارة الليموزين الى طابور السيارات المتوجهة نحو المطار. امضت غرايس الرحلة محدقة خارج النافذة , ضائعة في افكارها, غير مدركة لتحديق خافيير المتفكر الذي يتفحص وجهها الباهت اللون. تكلم خافيير فجأة وهو يقلب حقيبة اوراقه فيفتحها, ويخرج جواز سفر غرايس بارتباك " لن احتاج الى إظهاره خاصة بانتظارنا لتقلنا الى إنكلترا . سوف نصل في وقت متأخر من هذا المساء , ثم نعود لنطير عائدين الى غرناطة مساء الغد , لكنك سوف تحظين بنهار كامل تمضيه برفقة والدك".ريحانة
اخبرها خافيير ذلك بنبرة صوت تحذرها من سؤاله عن سبب تغييره المفاجئ لخطته . ابتلعت غرايس الكتلة التي كانت تسد حلقها , ثم لفت اناملها حول جواز سفرها , واظهرت له ابتسامة غير واثقة فيما قالت " لست ادري ما اقوله ... وكيف اشكرك"
نصحها خافيير ببرود" لا تقولي شيئاً , عزيزتي, سوف يكون هنالك متسع من الوقت لتشكريني خلال ليلة زفافنا , وأنا أقر انني اتلذذ بانتظارها وتوقعها "
|