لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-12-17, 06:14 AM   المشاركة رقم: 66
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 399 – خفقات فى زمن ضائع - ديانا هاملتون

 
دعوه لزيارة موضوعي


11- لعبة القدر
منتديات ليلاس

حالف الحظ ليزا في رحلة السفر, و مع ذلك كان الوقت متأخراً عندما اوصلتها سيارة الأجرة امام المستشفى. راحت طيلة الوقت تصلي كي يتمكن بن من النجاة, و كي تكون العملية قد تمت بنجاح. جرت ليزا نفسها و جرت حقيبتها نحو المبني الأساسي علي ساقيين متعبتين لم تصدق انهما قد يحملانها.
حتي لو كان بن بصحة جيدة, و قادراً علي استقبال الضيوف, فان الوقت متأخر جداً لرؤيته. لكن على الأقل, يمكنها ان تطمئن عن حالته, من المؤكد ان هناك من يستطيع اخبارها, حتى لو لم تكن قريبة له.
لو ان دييغو معها لتمكن من الحصول على كل المعلومات المطلوبة, فهو من ذلك النوع من الناس الذين يملكون سلطة طبيعة في شخصيتهم.
انعصر قلبها بألم..... عليها ان تتوقف عن التفكير به. ذكرت نفسها بذلك و هي تراجع كل ما حدث معها. إن لم تفعل فسوف تتحطم لإشلاء.
اقتربت من الأبواب المزدوجة التي تُفتح تلقائياً, و رأتهم هناك.... جميع افراد عائلة كليتون, هونور, آرثر و صوفي كانوا جميعاً متوترين. راح قلب ليزا يضرب داخل ضلوعها.
ادركت بعد اتصال صوفي انهم يلقون اللوم عليها بشأن ما حدث لـ بن. عليها ان تواجههم بكل ما لديها من شجاعة. رفعت كتفيها ما إن ساروا باتجاهها, و التوي قلبها تأثراً عندما رأت عيني هونور الحمراوين و فم صوفي المرهق.

منتديات ليلاس

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 27-12-17, 06:16 AM   المشاركة رقم: 67
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 399 – خفقات فى زمن ضائع - ديانا هاملتون

 
دعوه لزيارة موضوعي

كانت تشعر بالرعب حقاً, متوقعة ان تسمع اخباراً سيئة. ظهر القلق في صوتها حين سألت:
- كيف حاله؟
اجابها والده:
- كانت العملية ناجحة, و الحمد لله. من المحتمل أن يصبح اعرج حتي آخر حياته, لكنه لن يفقد ساقه.
بدا صوته رصيناً بسبب التوتر, و كتفاه العريضتان منحنيتان.
- هل سيكون بخير, مع ذلك؟
اجابت والدة بن:
- إنه نائم الآن. سُمح لنا فقط بأن ننظر إليه لعدة لحظات.
بدت هونور كليتون أكبر بعش سنوات عن آخر مرة شاهدتها فيها ليزا, و ذلك في حفلة الخطوبة.
- غداً, إذا سارت الأمور جيداً, سيسمح لنا برؤيته لعدة دقائق. كان ذلك, اقصد....
تلعثمت بالكلمات قبل ان تتابع:
- كم هو رائع من قبلك ان تصلي بهذه السرعة.
ارتجفت ليزا ما إن حرك الهواء البارد تنورتها على جسمها. انحنت برأسها كرد على شكر هونور, لأنها لم تكن قادرة على الكلام. و ادركت فجأة ما الذى ترتديه.
مع أنها نوت تبديل ثيابها لترتدي بنطلون جينز و قميصا ما, لكنها لم تعد تستطيع التركيز على ما تفعله بعد ان تخلي دييغو عنها ببساطة, من دون ان يعطيها فرصة لتقول له كم هي آسفة , في تلك التنورة الناعمة و القميص الجميل لم تكن مستعدة ابداً لطقس إنجلترا البارد في الربيع.
قالت هونور محاولة لم الشمل من جديد:
- حسناً, لا يمكننا الوقوف هنا لنصاب بالبرد. اقنعنا صوفي بالبقاء معنا إلى ان يتمكن بن من تجاوز محنته. و انت ايضاً يمكنك استخدام غرفتك القديمة.
هزت ليزا رأسها بصورة لا شعورية. كيف يمكن لها أن تقبل بذلك بينما هم يلقون اللوم عليها لكونها السبب الغير مباشر في حادث بن؟
تحدثت صوفي للمرة الأولي:
- أرجوك وافقي! نريدك معنا. نحن حقاً نريد ذلك.
عيناها الزرقاوان التقتا بعيني صوفي المليئتين بالدموع, و سألتها:
- أحقاً؟
هزت صوفي رأسها بالموافقة بقوة. بدت متأثرة جداً لا تستطيع الكلام. حل آرثر المشكلة, بحمله الحقيبة من يدها و وضع يده الأخرى على كتفها و هو يقول:
- لنذهب إلى السيارة. لا جدوى من بقائنا هنا. فليس هناك ما نستطيع القيام به. و كل ما نحتاج إليه الآن هو شراب ساخن.
لطالما كانت هذه الغرفة غرفتها بعد وفاة والدتها, و اثناء العطل المدرسية, حتى السنة الأولي لعملها في "لايف ستايل" لم يتغير فيها شيء على الإطلاق, اوراق الجدران الجميلة نفسها, الستائر نفسها, غطاء السرير المناسب لها نفسه, و قطع السجاد الصغيرة البيضاء الموضوعة هنا و هناك فوق الموكيت الأزرق الشاحب نفسها ايضاً.
كانت قد توقعت ان تكون الغرفة مختلفة تماماً, و أن تكون هونور قد غيرت طرازها بعد ان انتقلت هي و صوفي إلى شقة بالإيجار رغم معارضة بن, لأنهما كانتا ترغبان بالاستقلال.
فتحت حقيبتها, لتبحث عن حقيبة تنظيف الوجه. شعرت بتعب كبير و بأنها مستنزفة عاطفياً, بالكاد تستطيع ان تعرف ما الذي تفعله.
مرت الأمسية بين الانشغال بالعمل و المشاعر المضطربة. انشغل آرثر بالرد على اتصالات الأصدقاء الذين يشعرون بالقلق على بن و يريدون الاطمئنان على صحته, اما هي و هونور فذهبتا إلى المطبخ لإعداد الشوربا و تسخين التوست, بينما اعدت صوفي الشاي للجميع, و قامت بالاهتمام بهم.
تركز الحديث على حادث بن:
- من الواضح, انه تفاجأ بشاحنة عند منعطف مغلق, فيما كانت عربة نقل تمر إلي جانبه.
ارتجفت هونور بعنف, كانت يدها ترتجف و هي ترفع فنجان الشاي إلى شفتيها. تابعت:
- و كما قالت الشرطة, لو لم يتمكن من الانحراف في اللحظة الأخيرة لكان الحادث اسوأ. لحسن الحظ ان سائق العربة لم يصاب بأي أذى. لكن بن لم يكن يضع حزان الأمان. و أنا ببساطة لا افهم ذلك, فهو دائما سائق منطقي و واع.
منتديات ليلاس
و بشكل محتم ايضاً, التقت عينا ليزا بعيني صوفي. و ادركت ليزا ما الذي تفكر به صديقتها القديمة. لكن الفتاة الأخرى ضغطت على شفتيها و هزت رأسها بينما كانت الدموع تنهمر من عينيها كالشلال.
بعد تناول الوجبة التي تم إعدادها كيفما اتفق على طاولة المطبخ, دفعت صوفي كرسيها إلى الوراء, و نظرت إلى ساعتها.
- اظن ان جيمس عاد الآن. كان يقوم بالمناوبة مكان الطبيب المسؤول الذي سيغادر. لم يشأ ان يذهب إلى هناك, لكني طلبت منه الذهاب, إذ لا شيء يستطيع القيام به لمساعدة بن. إلا أنني وعدته أن اتصل به و اخبره بكل ما يحدث.
كتمت صوفي تنهيدة و غادرت المطبخ. ساعدت ليزا هونور على وضع الصحون في آلة غسل الصحون, ثم اعتذرت و ذهبت إلى غرفتها. لكنها تمنت لو أنها لم تفعل.
الآن, عندما اصبحت بمفردها, عادت افكارها إلى مأساتها الخاصة. كانت تعلم ان عملها هذا بمنتهي الأنانية, لكنها ببساطة لا تستطيع تبديل الأمر. ما الذي يفكر فيه دييغو عنها؟ هل صدق تلك الكذبة الحمقاء التي سمعها؟ هل اساء فهم يأسها بسبب الحادث الذي اصاب بن؟
من الطبيعي ان تشعر باليأس, فـ بن هو صديق عزيز و منذ وقت طويل جداً. لكن دييغو لا يعرف القصة كلها, لا يدرك كيف تمكنت صوفي من جعلها تشعر بالذنب اللعين, محملة إياها المسؤولية, مما ضاعف رغبتها بالعودة إلى انجلترا على الفور لأن بن كان يسأل عنها. كيف له ان يعذرها و هو لم يعطيها فرصة لتشرح له أي شيء على الإطلاق؟
هل تبقي لها و لو زاوية صغيرة في افكاه؟ هل قرر اخيراً أنه لا يريد أية علاقة بها بعد ما أتهمته به؟
- هل استطيع الدخول؟
بعد لحظة من التردد دفعت صوفي بنفسها إلى داخل الغرفة, و بعد مرور ثانيتين كانت تضم ليزا إليها بعناق اخوي حار و هي تابع:
- إنني آسفة جدا, ليزي! فالذي قلته على الهاتف كان كريهاً. هل يمكنك مسامحتي؟
- أنسي ذلك.
تابعت ليزا بنفس قصير هو آخر ما تبقي لها:
- سامحتك و انتهي الأمر. كنتِ منزعجة.....
- لا, كنت كريهة جداً!
انكرت صوفي ذلك بسرعة. ابتعدت عنها قليلاً و وقفت و عيناها طافحتان بالدموع.
- كنت قلقة, بل كنت كالمجنونة لشدة قلقي, لكن هذا لا يعطيني الحق بأن ألقي اللوم على صديقتي المفضلة!
أنه الاحساس الأول بالدفء الذي شعرت به ليزا منذ ان استيقظت هذا الصباح! دفعت صديقتها صوفي دفعة لطيفة جعلتها تجلس على آخر السرير بينما احاطت نفسها بالوسائد و قد شبكت ساقيها تحتها, تماماً كما كانتا تفعلان في الأيام الماضية حيث تجلسان معاً و تثرثران حتي منتصف الليل.
- عندما اعتقدت ان أخي التوأم سيموت, و طلب مني والدي ان احصل على رقم هاتفك من والدك كي اتصل بك و اخبرك ان بن يسأل عنك, ببساطة اندفعت بعنف و لم ابالِ. كنت سأخسر أخي, او هكذا اعتقدت, و انت كنت تتجولين تحت الشمس مع ذلك الاسباني الضخم. بدا ليّ ذلك امراً غير عادل و خاطئ, إذ يبدو أنني كنت غاضبة جداً منك لأنك فسخت خطوبتك من بن.
تنفست صوفي بصوت مسموع قبل ان تتابع:
- كنت اريد أن ابقيك في عائلتنا. لكن بن شرح ليّ الأمر, بعد ان قررت الرحيل إلى اسبانيا. قال إنكما كنتما ستعيشان زواجاً مملاً قاتلاً, زواجاً خالياً من العاطفة و الشغف.
راحت صوفي تفتل حاشية كنزتها بين اصابعها, اكملت قائلة:
- ثم عدت و التقيت بالحب الحقيقي الوحيد في حياتك, و حصلت على الجائزة الكبرى.
رفعت عينيها المتورمتين من البكاء معتذرة, و تابعت:
- إنني مجنونة بحب جيمس, لذلك انا حقاً افهم ما الذي حدث معك.
قالت ليزا بلطف:
- اصمتي!
حاولت ان تبتلع غصة في حلقها. على الأقل, عادت إليها صديقتها المفضلة, و هذا امر كبير يستحق ان تشكر الله عليه.
سألتها صوفي:
- كيف تجري الأمور مع الاسباني العظيم؟ اعتقدنا انه قد يأتي معك, لذلك جهزنا غرفة الضيوف تحسباً لحضوره. صممت أمي على بقائك معنا هنا و ليس بمفردك في تلك الشقة البائسة.
تنهدت قليلاً و تابعت:
- اتوقوع أنك ستعودين سريعاً, ما أن يصبح بن بخير, و يزول عنه الخطر.
بتصميم قوي عمدت ليزا إلى تبديل الموضوع:
- لا اهمية لتلك الأمور الآن.... لنتحدث عنك و عن جيمس. اخبريني, ما اخبار ذلك المنزل الريفي؟ و هل ما زالت مصممة على إقامة الزفاف في منتصف الصيف؟
لا كجال مطلقاً للتحدث عما يجري بينها و بين دييغو. ربما ستتمكن من التحدث عن الأمر مع صديقتها فيما بعد, عندما يصبح الألم أقل عذاباً.... لكن بالتأكيد ليس الآن

منتديات ليلاس

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 27-12-17, 06:17 AM   المشاركة رقم: 68
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 399 – خفقات فى زمن ضائع - ديانا هاملتون

 
دعوه لزيارة موضوعي


مرّ يومان قبل ان يُسمح لـ بن برؤية الزوار. في الصباح اليوم التالي تم نقله من غرفة العناية المركزة إلى غرفة خاصة, و اصبح بإمكان والديه و شقيقته زيارته لمدة نصف ساعة. بدا انه في تقدم مستمر, و هو مقيد في الفراش في قفص يغطي القسم الأسفل من جسمه.
اصبح الجو أكثر ارتياحاً في المنزل. غادرت صوفي من أجل دوامها المسائي في المجلة, أما ليزا و هونور فبقيتا في البيت لإعداد فطيرة التفاح المفضلة لـ آرثر بالإضافة إلى وجبة للاحتفال من اللحم المشوي. كان والد ليزا يتصل يومياً بعائلة كليتون ليتتبع آخر اخبار بن اليومية. تحدث معها مرة واحدة فقط, ليقول إنه سمع بعودتها و إنه يتمني ألا يستاء رافاكاني بسبب مغادرتها. لم يقترح عليها أن يلتقيا, و لم تتوقع ليزا منه ذلك. و لأول مرة في حياتها, لم يكن هناك مكان في قلبها لخيبة الأمل.
اقتربت ليزا من سرير بن بخوف و ذعر. لم تستطيع ان تفهم لماذا كانت في اولويات افكاره عندما اعتقد انه سيموت. احتفظت بابتسامة على وجهها, و اتسعت ابتسامتها عندما اعلنت بفرح كبير:
- أنت افضل حالاً مما كنت اظن.
انحنت لتعانقه, و وضعت الزهور التي احضرتها على الخزانة بجانب سريره.
- ما كان عليك إزعاج نفسك.
و قال ذلك مشيراً بيده إلى باقات الزهور المنتشرة في كل مكان في الغرفة, و تابع:
- كل ما كان عليك القيام به هو الحضور فقط.
- صحيح!
اخذت ليزا وقتها لتتمكن من إحضار كرسي إلى جانب سريره. في نهاية المطاف, طلب رؤيتها و عليه أن يخبرها لماذا. خشيت أن تسمع أنه كان مغرماً بها و بعمق طوال حياته, لكنه فعل الشيء الصحيح و وقف جانباً عندما استنتج أنها مغرمة برجل آخر.
منتديات ليلاس
لم يُظهر بن مرة واحدة أية اشارة و لو صغيرة عن حبه, ما كانت لتوافق ابداً على الزواج منه لو أنها اعتقدت و لو للحظة واحدة أنه كان مغرماً بها بجنون. لكن بعض الناس ماهرون بإخفاء مشاعرهم الحقيقية.
قالت بهدوء ما إن جلست على كرسيها:
- حسناً! انا هنا الآن. اخبرني لماذا اردت رؤيتي عندما اعتقدت انك قد تموت؟
نظر إليها نظرة مستغربة, و بسرعة انكر التفكير بمثل هذه الأمور:
- من الذي تحدث عن الموت؟ بعض الناس يبكون و ينتحبون و يفكرون بالأسوأ, لكنني كنت اعلم أنني سأكون بخير.
اصبح صوته مرتاحاً و هو يخبرها عن حالته الصحية:
- تعرضت لكسر في ساقي, و قد وضعوا بعض المسامير المعدنية فيها, لكن ما تبقي من جروحي هي بسيطة جداً. لذلك أجد انني أكثر حظاً مما اعتقدت. المسألة هي أنني وقت وقوع الحادث كنت أفكر بسؤال والدك عن رقم هاتفك. و كان الموضوع لا يزال يدور في رأسي.
مد يده و امسك بيدها, و ربت عليها بود قائلاً:
- كنت قلقاً عليكِ, كنت اريد أن اعرف إن كنتِ بخير, و أن كان رافاكاني يعاملك معاملة جيدة. لدي فكرة واضحة عن شعورك نحوه, لكنني لم أكن متأكداً من شعوره نحوك. اقصد, جاء ذلك الشاب ليقول لكِ تعالي و عيشي معي.... هذا ما كان يزعجني عندما أفكر في الأمر.
ابتسم لها بقلق, و تابع:
- لقد اعتدت على الاهتمام بك. و كثيرا ما تصبح العادات جزء من شخصيتك. كنت أريدك ان تعرفي ان لا داعي للخوف من العودة إذا لم تسر الأمور كما تشائين. كنت سأعمل مع والدينا على إيجاد عمل مناسب لك و هكذا لن تخشي ان تكوني بدون عمل. اعترف لك ان اهلي تضايقوا جداً عندما علموا بفسخ خطوبتنا. شرحت لهم السبب و لم اذكر مطلقاً تهديد رافاكاني بفسخ عقد الشركة, لكنهم تقبلوا الأمر في النهاية. اردت ان تعرفي اننا جميعاً نرحب بك, إن احتجت للعودة.
قالت ليزا بصوت فرح:
- انت صديق جيد, بن.... الصديق الأفضل.
امتلأت جوارحها بعاطفة كبيرة. رمشت بعينيها و لاحظت شحوب وجه, فشعرت بطعنة من الذنب لأنها سمحت له ان يتحدث كثيراً.
تابعت:
-علي الذهاب, فأنت تبدو متعباً. لقد جعلتك تتحدث لفترة طويلة. سأزورك غداً, إذا وافقت عائلتك على زيارتي.
نهضت واقفة. علمت أنها لو بقيت دقيقة بعد فسوف يسألها عن علاقتها بـ دييغو.
ليست مستعدة بعد للتحدث عن تلك العلاقة مع أي كان, حتي مع اصدقائها المقربين, من دون أن تجعل من نفسها حمقاء بالكامل.
لكن بن حرك رأسه على الوسادة, و قال:
- لا تذهبي! فأنا مصاب بملل كبير. لن يأتوا ليطلبوا منك الرحيل قبل عشر دقائق اخرى.
بدا حزينا جدا, فلم يطاوعها قلبها ان تغادر. لكن عليها أن تُبقي النقاش بعيداً عن علاقتها المدمرة مع دييغو و بأي طريقة كانت.
عادت و جلست على كرسيها, ثم قالت بسرعة:
- إذا, لدينا عشر دقائق لتخبرني لماذا بدأت تُظهر نزعة من القيادة بسرعة جنونية. لطالما تذمرنا أنا و صوفي بشأن قيادتك, فكنا نشبهك بالمربية العجوز و هي في طريقها إلى التسوق! لم يفهم أياً منا لماذا فعلت ما فعلته.
عبس بن و قد ظهر الاحراج على وجهه:
- لن يحدث ذلك ثانية, صدقيني. عندما حصل الحادث كنت شارد الأفكار في كوكب آخر.
في كوكب آخر!
قالت بنعومة:
- هذا أمر جديد عليك, بن. فأنت دائما تسير بخطي ثابتة.
غزا اللون الأحمر وجهه قال لها:
- ألا أعلم ذلك! لكنني أفكر يوماً أنني قد اقع في الحب.... بمجرد نظرة إليها حدث ما حدث. اخترق حبها قلبي على حين غرة.
شعرت بالسعادة من أجله, فظهرت على وجها ابتسامة حقيقية هي الأولي منذ ايام, فقالت:
- بن, هذا خبر رائع! من تكون تلك الفتاة؟
- سارة دايفيس.
لفظ اسمها بنوع من التبجيل, و تابع:
- أنت لا تعرفينها, بالطبع. أنها واحدة من المحررين الذين احضرهم رافاكاني, و هي تكتب في قسم البيئة. إننا نتوسع بشكل دائم, و لم يعد اهتمامنا محصوراً فقط في الأزياء. فتلك المواضيع لم تعد ذات فائدة للمجلة, و قلة من الناس يهتمون بها. كذلك الأمر بالنسبة لأخبار المجتمع التي تخلق اهتماماً حقيقياً لمعظم القراء.
استجمعت ليزا قوتها و سألته:
- و هل تبادلك هي الشعور نفسه؟
آخر ما تريده أن تراه مصاب بالأذى. فـ بن كان حتي وقت قريب يسخر من فكرة الحب و الرومانسية. و قد يسبب له الوقوع في الحب الأذى.
رفع بن كتفيه, و اجفل عندما شعر بالألم في بعض جروح صدره.
– كيف ليّ أن اعرف؟ مع أنني عندما استجمعت شجاعتي و سألتها أن نتناول العشاء معاً بدت مسرورة بذلك. كان ذلك ليلة الحادثة. هل تصدقين ذلك؟ كنت مشتتاً الذهن في تلك اللحظة, منشغلاً بالتفكير فيها, متسائلاً كيف سأتصرف. فلا خبرة لدي مطلقاً بمثل هذه الأمور, كما تعلمين. و هكذا اصطدمت بشاحنة كبيرة بيضاء. اعتقدت أنني قد افسدت الأمر نهائياً إلى ان وصلني هذا.
اشار برأسه باتجاه بطاقة جميلة وضعت على الخزانة, و تابع:
- اقرئي ما كتبته ليّ, و اعطيني رايك في الموضوع.
- إنها ما زالت في انتظار موعد ذاك العشاء, و تتمني أن تزورك ما أن يُسمح لها بذلك.
اكدت له ليزا ذلك بعد أن قرأت تلك الرسالة المفرحة. نهضت و وضعت البطاقة بين يديه قائلة:
- لا اعتقد انك افسدت الأمر. في الواقع, أنا متأكدة من ذلك.
انحنت و ودعته بعناق سريع, ثم قالت:
- أما كيف ستتمكن من القيام بذلك فلا تفكر بالأمر. فقط اتبع قلبك, و افعل ما يطلبه منك.
××××

سار دييغو عبر الممر بخطوات واسعة, الجدران الحجرية للدير القديم التي تلمع تحت ضوء القمر تخلصه من افكاره التي تعذبه.
لم يكن هناك أي أمل بتحسن حالته. فلقاءهما القصير الذي كان يفترض به ان يشفي الجراح القديمة, فتح جراحاً جديدة. جراح طرية مؤلمة لا تسمح له بأن يرتاح في النهار أو ينام في الليل.
قال لنفسه من قبل أنه يستطيع أن يضع كل ما حدث وراءه, فينساها, و يتابع مسيرة حياته. لكن ذلك لم يحدث! أنه لا يريد العودة إلى منزله في حريز, أو إلى متابعة اعماله, أو حتي البقاء هنا. يريد فقط أن يكون مع ليزا..... إنه بحاجة إليها. مهما كانت اخطاؤها, فهو يريدها في حياته, يريد أن يقنعها أن بإمكانه ان يجعلها أكثر سعادة معه مما ستكون عليه مع كليتون.
لكي يحقق ذلك عليه القيام بأمر جيد. عليه أن يذهب إليها ليحضرها إلى هنا, و يجعلها ترى ما معني أن يكونا معاً. هذا هو قدرهما منذ أن رفعها علي قدميها في ذلك الممر الجبلي منذ خمس سنوات, و منذ اول نظرة إلى عينيها الجميلتين. لقد اصبح رجلاً ضائعاً منذ ذلك الوقت, و هو سيعمل جاهداً على ايجاد نفسه ثانية معها, و معها فقط....
تأرجح على عقبي قدميه, و سار بخطوات واثقة نحو المنزل. راح يصعد درجتين في كل خطوة, و بدأ بترتيب حقيبته بوضع بعض الأشياء القليلة التي قد يحتاجها.
أول ما سيفعله في الغد, هو الصعود على متن أول طائرة متجهة إلى لندن!


نهاية الفصل الحادى عشر

قراءة ممتعة



 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 27-12-17, 06:19 AM   المشاركة رقم: 69
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 399 – خفقات فى زمن ضائع - ديانا هاملتون

 
دعوه لزيارة موضوعي


12- و انتصر الحب!
منتديات ليلاس

بدأت معدة ليزا تزداد تشنجاً ما إن صعدت بسيارتها المستأجرة الطرق الجبلية الملتوية.
لا شك انها تقوم بالعمل الأنسب. عليها أن تؤمن بذلك و إلا ستجد نفسها و قد عادت أدراجها متجهة مباشرة إلى سيفيل.
نشرت على المقعد الأمامي بجانبها خريطة مفصلة للمنطقة, لكنها لم تشعر أنها بحاجة إليها فعلاً إلا عند بداية الرحلة من المطار. احست كأنها تملك بوصلة داخلية تجذبها نحو منزلها, و نحو الرجل الذي تحبه.
خففت سرعة السيارة عند منعطف ضيق لتتمكن من مشاهدة المناظر التي تخطف الأنفاس. راقبت المنحدرات الجبلية التي تنتهي عند واد عميق يخترقه نهر كبير, و رأت عددا كبيراً من المنازل البيضاء المنتشرة هناك تحيط بها اشجار الكرمة و الحامض و الزيتون.
ما إن اتسع الطريق قليلاً حتي بدأت بالنزول و ازداد تشنج معدتها. اصبحت رقبتها و كتفيها مشدودين كالأسلاك من التوتر, و على الرغم من جهاز التبريد في السيارة بدأت ليزا تشعر بحبات العرق على جبهتها. بعد ميل أو اكثر ستصل إلى الدير و إلي دييغو.
لكنها تقوم بالعمل الصحيح.....!

منتديات ليلاس

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 27-12-17, 06:20 AM   المشاركة رقم: 70
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 399 – خفقات فى زمن ضائع - ديانا هاملتون

 
دعوه لزيارة موضوعي


ما ان وصلت إلى منزل عائلة كليتون في هولند بارك بعد زيارتها إلى بن مساء البارحة, حتي اخذت الكلمات التي قالتها لـ بن ترن في رأسها بوضوح لا مفر منه: (فقط اتبع قلبك, و افعل ما يقوله لك.)
وقفت جامدة كأنها تمثال من حجر عند مدخل الباب تصغي إلى قلبها. عليها أن تعود إلى اسبانيا, و ان تجد دييغو, لتخبره كم تحبه. جاء الصوت واضحاً مليئاً بالإصرار.
توهج جسمها, و شعرت بكل عرق و كل عصب فيها, كل عضلة و وتر تستجيب إلى نداء لا مر منه, و كأن دييغو يناديها من مخبئه وراء تلك الجبال البعيدة.
الآن ها هي ترى تلك التجربة الغامضة التي حدثت لها البارحة بطريقة جديدة. قد لا يكون دييغو في الدير القديم, لكن روزا و مانويل قد يستطيعان اخبارها أين تجده, سيعطيانها عنوان منزله في جريز و مكان عمله ايضا.
هي تعلم عندما تعترف له بحبها قد لا يستجيب لهذا الحب, و ربما يقول لها بكل بساطة إنه غير مهتم لأمرها. عندها عليها ان تتقبل ذلك.
لو كان هذا هو موقفه, فهي تقوم بالعمل الصحيح. فهناك منطق عليها اتباعه. إذا تركت الأمور مبهمة, فهي لن تحصل على السلام الداخلي في فكرها.
الحياة دائما محفوفة بالمخاطر و المجازفات و إذا حدث شيء لها أو لـ دييغو لا سمح الله, قبل ان توضح له الأمور فلن تحصل ابداً على السلام .
بللت الدموع وجهها, ما أن اطفأت محرك السيارة في الباحة الأمامية. اغمضت عينيها لفترة قصيرة, و اعطت نفسها بضع لحظات لتهدئة اضطراب افكارها, قبل أن تمسح دموعها بمنديل ورقي. خرجت و مددت اطرافها المتشنجة, ثم اخذت نفساً عميقاً, و سارت بعزم و قوة فوق البلاط الحجري باتجاه الباب الرئيسي.
شعرت بجفاف في فمها, و دقات قلبها تضرب بعنف في صدرها. هل سيرفض السماح لها بالدخول؟ هل سيرف الإصغاء إلى ما ستقوله؟ اتراها اقدمت على عمل احمق؟
لا تفكرى حتى بذلك, لا تقبلي بالهزيمة حتى اصبح امرا محتما, فكرى بأي شيء آخر, او لا تفكري نهائياً!
اخذت اشعة شمس بعد الظهر المتأخرة تتسلل عبر قميصها القطنية الناعمة. في هذا الوقت من السنة تمتاز الأمسيات في الجبال ببرودتها المنعشة.
- سنيوريتا!
فُتح الباب و اشرق وجه روزا الجميل بابتسامة كبيرة. تنفست ليزا و عملت ما في وسعها لتتمكن من رد الابتسامة بمثلها.
- سمعت السيارة. إذا هذه أنت....! هل ستبقين هنا؟
وضعت ليزا خصلة كبيرة من شعرها وراء اذنها, تنفست بهدوء و قالت:
- لست متأكدة من ذلك.
أليست تلك هي الحقيقة؟ فمن الممكن أن تُرمي خارجاً في غضون ثانيتين فقط.
- لكنني اريد التحدث مع السنيور. هلا اخبرتيه أنني هنا, من فضلك.
- تفضلي بالدخول.
دعتها روزا للدخول
غلى الفسحة الباردة في القاعة الكبيرة و تابعت:
- سأبحث عن مانويل. فهو يجيد الإنجليزية. انا لست مثله.
هذه ليست بفكرة سيئة, هذا ما فكرت به ليزا و هي تجلس على كرسي ثقيل منحوت وضع تحت النافذة الطويلة المواجهة للباب. تمنت لو أن اضطراب اعصابها لا يجعلها تشعر بكل هذا الغثيان.
في الوقت الذي ظهر فيه مانويل كانت ليزا تذرع الغرفة ذهابا و ايابا, و في فكرها رغبة بخرق الجدران, لتبحث عن دييغو بنفسها لأن هذا الانتظار بدأ يقتلها.
استدارت على عقبيها لمواجهته, و اعصابها تتفتت. قريباً جداً سترى حبها.
- قالت لىّ روزا إنك اتيت من انجلترا لرؤية السنيور.
بدت ملامح وجهه الداكن متعاطفة و هو يتابع:
- لكنه ليس هنا. لقد غادر في الصباح الباكر من هذا اليوم قبل شروق الشمس.
- فهمت.
غادرها كل التوتر, ليحل مكانه إحساس عميق بالإحباط. لكن على الأقل, لا شيء يدعو للإحساس بالرعب. لقد توقعت ذلك تقريباً و اعدت نفسها لتقبل ذلك الاحتمال, أليس كذلك؟
- إذا, هل بإمكانك إعطائي العنوان حيث يمكن أن اجده؟
بدا لها كأنه يفكر في طلبها لوقت طويل, ثم ابتسم و قال:
- ربما استطيع القيام بأفضل من ذلك! ستعد روزا القهوة لك, ستحضرها إلى الصالون الصغير, أما أنا فسأقوم بالاتصالات المطلوبة. من الأفضل ان نعرف بصورة مؤكدة أنه في منزله, فمن المحتمل ان يكون قد ذهب إلى أي مكان في الالم, فأعماله المتشعبة تأخذه إلى اماكن عديدة و مختلفة.
اشعرتها هذه الفكرة بالغثيان.
بإندفاع و تهور, امسكت بذراع مانويل ما إن تحرك ليغادر. كانت عيناها مليئتين بالتوتر, و كانت يدها التي تمسك بذراعه ترتجف قليلاً, قالت له:
- احب أن اتناول القهوة. فلقد قدت السيارة لمسافة طويلة جداً, لكن, هل يمكنني أن اتناولها مع روزا في المطبخ؟
بدت عينا مانويل لطيفتين و قال:
- بالتأكيد. تعالي معي. ستشربين القهوة بينما اجرى الاتصالات.
كان المطبخ الكبير مغطي بالأحجار الناعمة و هناك مدفأة كبيرة على إحدى جدرانه. غير أن الجو العام بدا عائلياً, مع اللحم المقدد, و الأعشاب المجففة المعلقة على النوافذ الكبيرة, و رائحة القهوة التي تجعل كل شيء مباركاً.
تحدث مانويل مع زوجته بالإسبانية, ثم استدارت روزا قرب الفرن الكبير و هي تحمل وعاء القهوة في يدها و قالت:
- بالتأكيد.
ابتسمت روزا كإجابة على كل ما قاله زوجها, ثم وضعت القهوة على طاولة خشبية ضخمة قرب مزهرية تحتوى على ورود صفراء.
تابعت روزا تحدث ليزا:
- كلنا سنشرب القهوة! هل تريدين الجلوس سنيوريتا؟
جلست على الكرسي الذي اشارت روزا إليه, و اغمضت عينيها المتعبتين للحظة, ساعدها الجو الهادئ المريح لترتاح قليلاً. احضرت روزا ثلاثة فناجين من القهوة و صحن حلوى, امسك مانويل بقائمة و اقترب من الهاتف المثبت بالحائط, و بدأ بالاتصال.
شربت ليزا القهوة الشهية و رفضت تذوق الحلوى. تمنت لو تستطيع فهم النقاش الدائر مع مانويل بعدما اجري ثلاثة اتصالات منفصلة. من الواضح ان ملاحقة دييغو اصعب بكثير مما اعتقدت و تمنت.
رغب مانويل في ضرب الحائط و هو عائد ليأخذ فنجان قهوته من على الطاولة. رفع كتفيه بتعب, و قال:
- لقد اتصلت بمكتب السنيور, و هو ليس هناك. اخته لم تراه منذ ان غادرت من هنا مع زوجها. و مديرة منزله هي الوحيدة التي اعطتنا معلومات قد تفيدنا بشيء.
مد يده الفارغة كأنه يريد القول إنها لا تستحق المعاناة ثم تابع:
- اتصل السيد بمنزله في منتصف هذا النهار ليطلب منها إلغاء موعد العشاء الذى كان متفق عليه مع والديه الأسبوع القادم.... هذا كل شيء. لم يقل إلى أين سيذهب. فقط قال إن لا فكرة لديه متي سيعود.
بدا اليوم رائعاً, لكن ليزا لم تستطيع ان تستمتع به. فشيء ما بداخلها قد مات. قد يكون دييغو في أي مكان في العالم. ها هو قد استعاد حياته المليئة بالعمل و النجاح, و هو لا يحتاج إليها في حياته.
البارحة, و في وقت متأخر من بعد الظهر, اقدمت ليزا على شكر روزا و مانويل لمساعدتهما و لم تستطيع ان تخفي خيبة املها, و همت بالرحيل.
لكن مانويل جادلها بحزم عن رغبتها بالعودة إلى سيفيل, مشيراً إلى انها قامت برحلة طويلة بقدومها من إنجلترا, و أن الظلام سيحل بعد قليل, و أن بإمكان روزا ان تعد لها غرفة بسرعة في الجناح الذى كانت تقيم فيه.
اصرّ أنه لن تكون هناك أي مشكلة في ذلك.
لذلك يقيت ليزا و امضت الليلة هناك, على الرغم من حاجتها للابتعاد عن هذا المكان الجميل حيث كانت سعيدة و مليئة بالأمل و لو لفترة وجيزة جداً. إن قضاء الليل هنا أمر منطقي, لكنها تمنت لو لم تنم حتي ساعة متأخرة بسبب الساعات الطويلة المليئة بالقلق و التعب.
رتبت غطاء فراشها بسرعة, و اعادت الأشياء التي احتاجت إليها إلى حقيبتها, ثم حملتها و توجهت إلى سيارتها المستأجرة.
كانت قد ودعت روزا و مانويل, و شكرتهما اثناء تناول الفطور المتأخر الذي اصرت مدبرة المنزل على تحضيره, و عرض عليها مانويل اعادة محاولة معرفة مكان دييغو لأجلها.
بإمكانه ان يتصل بوالديّ السيد, لماذا لم يفكر في ذلك من قبل؟ فهناك أمل و لو ضئيل. فالسنيور لا يخبرهما ما الذي يفعله, لكن قد يكونان على علم بمكانه, مع انه يشك في ذلك. ألم تخبره مدبرة منزله في جريز أن السنيور كلفها ان تبلغهما رسالته؟ هذا يعنى أنه لم يتكلم معهما بنفسه, أليس كذلك؟
مهما يكن سيحاول من اجل السنيورة.
للآسف ظهرت هناك مشكلة في إجراء الاتصال, إذ يبدو ان الهاتف مُعطل. هذا يحدث دائما! قال مانويل ذلك و هو يرفع كتفيه مستسلما.
و هكذا خاب الأمل الضئيل الأخير الذي كان سيوصلها إليه. و لم يعد هناك مبرر لوجودها هنا.
ادارت محرك السيارة, و قالت كلمات الوداع بصمت. لن تكون هناك نهاية سعيدة في حياتها, و عليها ان تعيش مع ذلك. عليها أن تواصل حياتها, تمامً كما فعل هو.
منتديات ليلاس
اجبر دييغو نفسه على السير ببطء ما إن اخذت الطرقات تزداد حدة في انعطافها, فأخذت عجلات السيارة تتهادي على الطريق الناعمة. فهو لا يرغب بالانتحار, إنه فقط على عجلة من أمره!
افرغ جام غضبه بإطلاق سيل من الشتائم. بدت ملامح وجهه قاسية و مضطربة, فكل شيء يعمل ضده. تذكر ما قاله لـ ليزا منذ خمس سنوات, قال لها إن حبه لا نهاية له, و هو يعني ذلك تماماً.
عليه أن يجدها و يبرهن لها عن حبه, طالباً منها ان تعطيه فرصة جديدة. يريدها ان تفهم أن بإمكانها ان تجد السعادة معه كزوجة له و لس لـ كليتون. تحولت هذه الفكرة إلى مشكلة و كابوس دائما له.
البارحة وصل إلى شقتها في منتصف النهار, و لم يحظ بأي جواب. و بعد الاتصال بوالدها, اخبره انها تقيم عند عائلة كليتون في هولند بارك, إلى ان يزول الخطر عن بن. بدا له موقف الرجل العجوز مدافعاً, كأنه متردد بإخباره عن مكان ابنته.
اثناء وجوده في سيارة الأجرة التي أقلته إلى هولند بارك, اصيب بالإحباط بسبب ازدحام السير الكبير. و ما ان وصل إلى هناك حتي بادرته صوفي, توأم منافسه, و هي تنظر إليه بحدة:
- أين ليزي؟
- هذا تماماً ما اريد معرفته.
أتراها لا تزال جالسة قرب سرير كليتون, تمسح جبهته, و تطعمه العنب و تعانقه؟ مجرد التفكير في ذلك اثار غضبه.
- هي ليست معك, إذاً؟
- من الواضح أنها ليست معي.
امضي وقت صعباً هناك, محاولاً ان يتمسك بآخر ما لديه من صبر.
سألها:
- لِمَ يجب ان تكون معي؟
- لأنها سافرت إلى اسبانيا هذا الصباح لتراك. قالت إنه ما زال لديها اعمال غير منتهية معك. اسمع! هي لم تخبرني بأي شيء, لكنها قالت أنها لا تعرف متي ستعود. بن في صحة جيدة, لذلك اعتقد أنها تظن أن لا حاجة لها هنا.
فتحت الباب جيداً و تابعت:
منتديات ليلاس
- هل تريد الدخول؟
اجبر نفسه على الابتسام و قال:
- لا, لا! شكرا لك.
اكمل بعد ان فكر للحظة:
- هل ما زالت خطوبة ليزا لـ بن مستمرة؟
حدقت به صوفي كأنه يتلفظ بكلام مجنون, بعدها قالت:
- لا! بالطبع لا! اعتقدت.... أنك انت من بين كل الناس تعرف ذلك.
دفعه كلامها إلى المزيد من التفكير, تماماً كما اتي من لندن ليجدها, طارت هي إلى اسبانيا باحثة عنه. من المحتمل أن طائرتيهما مرتا بالقرب من بعضهما في اتجاهين متعاكسين! هذا يعني أنها لم تتخل عنه بسبب تصرفه الفظ في الساعات الأخيرة التي امضياها معاً.
كما ان خطوبتها من كليتون مازالت مفسوخة. لماذا قالت لـ إيزابيلا انها ستتزوج قريباً من الرجل الذي تضع خاتمه في إصبعها؟
لابد أنه اعتذر من صوفي و هو يغادر, لكنه لا يستطيع تذكر انه فعل ذلك. كل ما يتذكره هو انه عاد إلى الشارع, منادياً سيارة اجرة لتعيده إلى المطار, استعمل هاتفه النقال ليتحدث مع مانويل ككي يطلب منه ان يُبقي ليزا هناك حتي عودته.
كان الخط مشغولاً, و بقي كذلك لمدة عشرين دقيقة اخرى. حاول ثانية عندما وصل إلى المطار, و كاد ينفجر من الغضب و الإحباط لأن الخط كان مقفلاً. لم يعد هناك اتصال بالدير. عندما تجد ليزا انه رحل, و لا احد يعلم اين مكانه. فلابد أنها ستحاول العودة و الرحيل. فكر ان لديه خياران لا ثالث لهما: الجلوس على عتبة باب آل كليتون حتي تقرر العودة, أو العودة إلى اسبانيا, متمنياً ان يجدها هناك بانتظاره. حتي لو غادرت منزله, ربما تكون قد اخبرت مانويل و روزا عن مكان وجودها, سواء عادت مباشرة إلى منزلها أو إلى أي مكان آخر.
كان دييغو يعيش حالة صعبة من التوتر, بحيث لم يعد يستطيع البقاء حيث هو. حجز مقعداً على اول طائرة مغادرة إلى سيفيل, ثم توجه إلى قاعة الانتظار آملاً ان تكون ليزا في تلك الطائرة القادمة إلى لندن.
لكنها لم تكن هناك.
و الآن ها هو يأمل و قد أصبح على بعد عدة أميال فقط من الدير, أن يجدها هناك. أخذ يفكر كيف سيعيش بانتظار أمل بعد أمل. كانت افكاره منشغلة جداً مما اجبره على الضغط على المكابح بقوة كي لا يصطدم بالسيارة القادمة بالاتجاه المعاكس. تباً! كان السائق يقود سيارته عبر المنعطف الضيق بسرعة جنونية. بعض الناس يجب ألا يصعدوا وراء المقود!
لم يكن هناك مجال يسمح لـ دييغو ان يمر, فالطريق ضيقة جداً. على السائق الآخر أن يتراجع, و بسرعة فهو على عجلة من امره!
ظهر الضيق على وجهه الذي كساه الشعر النابت بعد ليلة البارحة المضنية. خرج من السيارة, و سار خطوتين واسعتين و.... توقف قلبه عن الخفقان.
ليزا!
شعر يقلبه يضطرب ثم يذوب و هو يراقبها تفتح الباب من جانبها. و ببطء تدلت ساقاها إلى الأرض. وقفت و قد رفعت وجهها إليه. بدت شاحبة, تحيك بعينيها الجميلتين ظلال سوداء, و شعرها مشعث و خصلاته متدليو بأشكال مختلفة حول وجهها. ارتجف فمها ما إن التقت عيونهما... لم يشعر دييغو في حياته بهذا الفيض من مشاعر الحب كما يشعر الآن.
تلك النظرة التى ظهرت في عينيها, و ذلك الاضطراب الذي علا وجهها الملائكي, جعلها يضع يده على غطاء السيارة و يقفز بخطوة واحدة فقط لكي يصل إليها. خطوة واحدة كبيرة و إذا به يمسك بها بين ذراعيه و يضغطها بقوة إلى قلبه. اصدر صوتا و هو يشعر بارتجاف جسمها الناعم.
اقتربت منه ليزا أكثر, و وضعت ذراعيها حول عنقه, و رفعت وجهها الجميل إليه. ما أن رأى الدموع في عينيها حتي شعر بقلبه يتلوى. يجب ألا يكون هناك حزن في حياتها..... ليس بعد اليوم..... لن يسمح بحدوث ذلك لها ابداً.
- دييغو!
قال بقوة, بلهجة آمرة:
- صه! لا حاجة للكلام. فقط هذا.
و اخفض راسه و عانقها.
شعرت ليزا انها بالجنة. تسلل الفرح إلى كل عصب و كل شريان في جسمها, مخترقاً خلايا جسمها كلها.
رفع يده ليلامس شعرها, فشعرت بتوتره و قوة احاسيسه و هو يقول:
- ستتزوجين بيّ.... و ستنسين كليتون.... ستنسين انك عرفتيه يوماً. لو لم يكن مستلقياً في السرير في المستشفى بسبب جروحه, لضربته حتي يصبح كالعجينة.
عاد يعانقها برقة كأنه يؤكد لها ما قاله. انفجرت ليزا بالضحك و نظرت إلى وجهه لترى رأسه ذا الشعر الأسود يتراجع إلى الوراء, و الغضب يلمع في عينيه السوداوين.
هذه ليست مسألة مضحكة. أنتِ ليّ, و انا رجل متملك. و انا اقصد تماماً ما اقوله. اتقد طالباً يدك للزواج و انت تضحكين!
كبرياء رجل متفاخر قد اُهينت!
اكمل بغضب:
- لكن هذه المرة لن ادعك حتى اضع خاتم الخطوبة في إصبعك, لن يكون لك مهرب مني بعد ذلك.
- لا مشكلة في ذلك, فأنت لن تتمكن من التخلص مني بعد اليوم.
اكدت له ليزا ذلك و هي تبتسم ابتسامة عذبة و تابعت:
- دع المسكين بن خارج نقاشنا. لقد خُطبت له لعدة ساعات فقط. و لا رغبة ليّ مطلقاً بالزواج منه, و لا داعي لتغار منه. و طلبك هو تحقيق لرغبتي.
اضافت ذلك و هي تمازحه. شعرت بالأمان الآن لأنها لم تخسر حب حياتها. كان هذا الحب مضللاً لفترة فقط.
امتدت يداه النحيلتين على كتفيها. رفع حاجباً اسود و هو يسألها:
- إذا لماذا عرضت خاتمه متباهية به امامي. و قلت لـ إيزابيلا إنك ستتزوجين منه قريباً؟
و قرر في قرارة نفسه انه سامحها منذ الآن, و من دون ان يعلم ما فكرت به في ذلك الوقت. أم تعد إلى اسبانيا باحثة عنه؟ مع أنها لم توافق رسمياً على طلبه. إلا أنها قالت ان طلبه تحقيق لرغبتها, كما أنها لم تستطيع إخفاء ما تشعر به نحوه عندما عانقها!
عاد لونها إلى حالته الطبيعية و هي تتذكر كم كانت حزينة و بائسة هذا الصباح. نظرت إليه مباشرة و هي تقول:
- كان ذلك عملاً غبياً مني. لكن في ذلك الوقت بدا ليّ الطريقة الأسهل لإسكاتها. كنت يائسة جداً و متأكدة أنك لا تريد أية علاقة بيّ بعد كل تلك الاتهامات التى\ي رميتك بها. لم أكن استطيع ان اشرح لـ إيزابيلا أنني كنت اضعه من اجل الحفاظ عليه فقط. كانت أختك لتسأل المزيد من الأسئلة.
- لم تتعلم إيزابيلا كيف تسكت منذ اليوم الذي تعلمت فيه الكلام, بالإضافة إلى ذلك, فأنت ما كنت تطيقين الانتظار للمغادرة عندما علمت ان بن قد اصيب بجراح خطيرة. عندما سألتك إذا كنت تحبينه قلت إنك تفعلين. لا يمكنك أن تتخيلي ما الذي شعرت به بسبب ذلك.
همست بتأثر, و رفعت يديها لتلمس وجهه النحيل الوسيم قائلة:
- آهـ! بل استطيع. عندما فكرت انك ادرت ظهرك ليّ تشتت كل عالمي, حبيبي. أنا حقاً احب بن, لكنني احبه كـ أخ ليّ, لا كما احبك.
تنفس بقوة, و لمعت عيناه و هو يقول آمراً :
- قولي ذلك ثانية. قولي انك تحبيني!
- و لأي سبب آخر أنا هنا؟ كنت اعلم أنني لن استطيع مواصلة حياتي بدون أن لك إنني احبك بعمق شديد. لكنك لم تكن هنا. أين كنت؟
شعر أنه لم يعد بحاجة لأية مواساة. طبع دييغو قبل ناعمة على يدي ليزا و تمتم هامساً:
- في لندن, باحثاً عنك. أنا ايضاً, كان علي أن اقول لكِ أنني احبك أكثر من حياتي كلها.
اكمل و هو يعانقها:
- نحن نقطع الطريق, ملاكي. يجب أن نذهب. انتظريني في سيارتي, و انا سأركن السيارة السيت في مكان آمن.
م إن قال ذلك حتي اصبح وراء المقود, و اخذ السيارة الصغيرة مع سحابة من الغبار. و في غضون دقائق قليلة كان يسير عائداً إلى حيث كانت لا تزال واقفة في مكانها, و قد تجمدت بسبب سحر ما يجري معها.
دييغو يحبها! و هي ستصبح زوجته! ستبقي معه إلى آخر يوم في حياتهما. كيف يمكن لأي شيء في العالم أن يكون افضل من ذلك؟
بكل ثقة بالنفس, فتح دييغو باب سيارته الجانبي, و ساعدها بلطف لتجلس قربه, و اضعاً إياها في جو من البرودة المثالية قبل أن يسير خلف السيارة و يصعد وراء المقود. قال لها:
- لقد وضعتها في مكان مناسب, و ستبقي هناك.
من دون ان يفكر ان عليها إعادتها إلى مكتب التأجير في المطار.
- و أنت حبيبتي الأغلى, لن تذهبي إلى أي مكان. و هذه المرة سأبقيكِ هنا. فتصرفي السيء اصبح شيئاً من الماضي.
وضع يده على مفتاح المحرك, ثم استدار نحوها و عيناه تطفحان بالنعومة و اللطف:
- مرت السنوات الخمس و طيفك يلاحقني و يعذبني, و عندما رأيت انني استطيع الحصول على ما هو حق ليّ من خلال الانتقام, فعلت ذلك. هل يمكنك مسامحتي؟
اعترفت ليزا بصدق:
- لا استطيع إلقاء اللوم عليك لأنك فكرت بيّ بشكل سيء. لقد تصرفت منذ خمس سنوات كفتاة مدللة فاسدة. رأيتك مع تلك المرأة الرائعة الجمال مرتين. مرة و انت ذاهب إلى متجر المجوهرات و مرة ثاني في ردهة الفندق. اعتقدت انك تخليت عني من اجلها, و انك لم تقصد ما قلته عندما قلت إنك تحبني. قمت بتصرف طفولي كي انتقم منك.
امسك بيديها و طبع قبلاُ, على راحتي كفيها, قال:
- عزيزتي, هذا كله اصبح نسياً منسياً الآن. لكنني اريد ان اسمعك تقلين انك سامحتني على تصرفي السيء. كنت اريدك كالمجنون, و كنت اعلم انك تكنين ليّ المشاعر, لذلك قررت ان اجعلك تتوسلينيّ. فكيف لك ان تحبي شخصاً متوحشاً هكذا؟
اجابت و الصدق يطل من عينيها:
- كيف يمكنني ان اتوقف عن حبك؟ كما انك اعطيتني الخيار عندما اصبحت الأمور جدية بيننا. اتذكر ؟ لذلك لا يمكن ان تكون سيئاً!
ابتسم لها تلك ابتسامة التي تحول ركبتيها إلى ماء, و ادار المحرك و انطلقا.

منتديات ليلاس

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ديانا, خفقات, هاملتون, ضائع
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:49 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية