كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 58 - طائر بلا جناح - مارجري هيلتون - عبير القديمة
" اذن, خذني معك ... ارجوك دعني اذهب معك .دعني اساعد "
" لا يا هيلين, اريدك إن تظلي هنا. ان لم يقع زلزال يضرب جميع انحاء الجزيرة, فانك هنا في مأمن تام نسبياً"
" انا لا اريد إن اكون في مأمن! "
صرخت هيلين بتلك الجملة الرافضة وقد امتقع لونها وكادت ان تصاب بأنهيار عصبي. لم يعد يهمها شيء في الدنيا اكثر من وجودها قربه. وكررت جملتها بأسى:
" لا اريد ان اكون في مأمن ... ما لم تكن انت كذلك"
تطلع روجر بعيداً ثم سار نحو الباب, مفسحاً المجال للزوجين لكي يتبادلا كلمات خاصة بهما وحدهما, اما جستن فقد ضم زوجته بحنان قائلا لها:
" اسمعي الآن يا صغيرتي. إنا لست ذاهبا إلى حتفي. انا ,بكل بساطة, ذاهب لكي احاول تأمين سلامة الآخرين"
" ولكن اذا بدأ البركان يقذف حممه ومواده الملتهبة عندما تكون ... تكون قرب..."
واختنق صوتها وتعلقت به بقوة. فما كان منه الا ان اجابها بهدوء وثقة :
" هذا يعود إلى الله عز وجل. والآن, عديني بأنك ستبقين هنا وتهتمين بجولييت, لا تذهبي إلى المرفأ. ساعود بمجرد انتهائي مما علي القيام به.اتفقنا ؟ "
"اتفقنا"
قالتها بصوت هامس ومرتجف. وللمرة الاولى قبلها بمحبة ثم عانق ابنته وضمها اليه بقوة وحنان ...وودعهما مبتسماً ومشجعاً. احتضنت هيلين الفتاة المذهولة وأخذت تتأمل ذلك الافق البعيد بذهول مماثل. هل ستدمر هذه الحقول الجميلة والبساتين الرائعة قوة غاضبة, لا يعرف الانسان قوتها او يمكنه التكهن بمداها؟ وهل هذا هو انعكاس لضوء الشمس الغاربة على تلك القمة المظلمة, أم انه ألسنة اللهب التي بدأت تتصاعد من النار المتأججة في الداخل ؟
نهاية الفصل
|