لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-11-17, 01:02 PM   المشاركة رقم: 116
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: Aug 2016
العضوية: 319977
المشاركات: 394
الجنس أنثى
معدل التقييم: نغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 848

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نغم الغروب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نغم الغروب المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي

 

نظرت إلى البنات و النساء حولها ، كل واحدة فيهن كانت تتكلم ، تبتسم أو تغني.
هي الوحيدة التي كانت تائهة …
بلطف أبعدت خصلة شعر فرّت من مكانها ثم رفعت عينيها تنظر إلى وجهها الشاحب في المرآة و هي تحاول أن تلاحق ثرثرة الكوافيرة التي لا تتوقف :
- لا تنظري إلي هكذا يا حبيبتي ، قالت المرأة و هي تقترب منها تتأمل وجهها بتفحص ، مكياج خفيف ، أذكر تماما ما تريدينه ، الفتاة التي قبلك أرادته ثقيلا
لديها حق المسكينة ، أنت لم تري وجهها قبل أن أضع لمساتي عليه
حين جاءتني في البداية أتعرفين ماذا فكرت بيني و بين نفسي :
قلت لها في سري : حبيبتي ! أنت لا تحتاجين مكياج فاخر! أنت تحتاجين معجزة

توقفت لتضحك على نكتتها فقد كانت كما هو واضح من الأشخاص الذين يغنون و يردون على أنفسهم.
- لكن أنت جميلة بالفعل ، واصلت تقول و هي تختار أدواتها. جمال هادئ ، لكن موجود
- الحمد لله ، طمأنتني طمأنك الله

تجاهلت تعليقها و هي تمسك ذقنها بأصابعها و تدير وجهها تتفحصه من كل الزوايا.
- أتعلمين ، كل ما أتأملك أكثر أكتشف أنك أن كل ما تحتاجينه هو شغل بسيط ، بسيط جدا ،
و لكن هذا لا يعني أني سأخفض لك في الفاتورة أو أني سأقبل الدفع بالتقسيط
كلا يا حبيبتي ، أجري آخذه حالما أنتهي منك و على آخر مليم

اهتز جسمها بضحكة راقصة أخرى قبل أن تكمل بشغف :
- حبيبتي عندما أنتهي منك سيعض بقية الرجال أصابعهم لأنهم عميوا عنك كل هذه المدة

رفعت ليلى عينيها تنظر إليها من خلال المرآة ، تبتسم لها و هي تهز رأسها .
تعرف واحدا على الأقل يعض على أصابعه الآن لأنه سيتزوجها.
قال لها أنه سيترك كل شيء للأيام و على ما يبدو أيامه قالت له عكس ما أوهمتها بها أيامها.
على مدى ستة أشهر لم يتصل بها مرة واحدة.
حتى موعد الزفاف و جميع التدابير اتفق عليها مع والدها
كل ما دلها على وجوده في حياتها هو بضع الرسائل التي وصلتها منه
تهنئة رسمية بالعيد الأصغر
تهنئة أخرى بالعيد الأكبر
سؤاله إحدى المرات عن مقاسها و لكن ليس عن حالها
ما عدا ذلك لا كلمة
لا تصرف
و لا أي شيء
يدل على ترحيبه بها في حياته.
وهي ليست جمجمتها سميكة إلى ذلك الحد ، تستطيع أن تفهم تماما حين تكون مرفوضة .
جذبتها المرأة بقوة من أفكارها و هي تحاصرها بسيل أوامرها التي لا تنتهي :
- أغمضي عينيك ، الآن افتحيهما ، كلا لا تنظري إلي ، انظري إلى السقف ، نعم هكذا ، الآن ضمي شفتيك ، أكثر ، افتحيهما قليلا ، جيد ، جيد

أذعنت ليلى باستسلام تام و هي تتمنى أن لا تضطر أن تغسل وجهها بالماء و الصابون كما أقسمت أن تفعل لو كانت زينتها مثل تلك التي في زفافها السابق.
الكوافيرة الأخرى اعتقدت على ما يبدو أن وجهها غير مناسب لذلك صنعت لها وجها آخر من المساحيق.
و تلك الرموش الثقيلة !
ثقيلة إلى درجة أنها كلما حاولت أن تبتسم كانت تبدو و كأنها تغمز.
- تستطيعين أن تنظري الآن ، قالت المرأة بانشراح
- أخيرا !

 
 

 

عرض البوم صور نغم الغروب   رد مع اقتباس
قديم 16-11-17, 01:16 PM   المشاركة رقم: 117
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: Aug 2016
العضوية: 319977
المشاركات: 394
الجنس أنثى
معدل التقييم: نغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 848

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نغم الغروب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نغم الغروب المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي

 

رفعت عينيها فوجدت وجهها الجديد ينظر إليها في المرآة.
بدت ملامحها في غاية الرقة .
هل حقا هاتان العينان المتسعتان هما عيناها هي؟ ساحرتان ، غامضتان ، كأن بداخلهما لغزا يعجز الزمان نفسه عن حله .
انتقلت نظراتها إلى شفتيها
شفتاها اللتان بدتا كأنهما خلقتا لهذا اللون بالذات
شفتاها اللتان على عكس عينيها باحتا بجميع أسرارهما
و درجة القرمزي فيهما تخبرها ماذا تريدان و من تنتظران ...
رأت وجهها الجديد يبتسم لها.
ابتسامة قصدت أن تكون جافة ، غير مبالية
لكن ما رأته هو ابتسامة شوق ، و في عينيها رأت شيئا يشبه الانتظار.
فجأة لم تعد ترغب في النظر في المرآة.

- ليلى ؟
التفتت إلى الخلف و هي تسمع أختها فرح تناديها.
ابتسمت و هي تنظر إليها واقفة تنقل نظراتها بحيرة بين الوجوه.
ابتسمت أكثر و هي تراها تتعداها دون أن تميزها .
- ليلى!! قالت أخيرا و هي تفغر فمها على آخره.
بسم الله ، ما شاء الله ، كررتها عدة مرات و هي تشد على يديها بقوة.

ثم رفعت نظرها إلى السماء :
- يا رب عريس من أجلي أنا أيضا يا رب ، عريس مثل عريس أختي ليلى يا رب ، عاجلا غير آجل يا رب
- أكيد من خلقه خلق غيره ، عريس أختك ليلى هذا، علقت الكوافيرة و هي تنزل الخمار الشفاف تغطي به وجه العروس
- من حقك أن تقولي هذا فأنت لم تريه ، عريس بحق ، عريس طول و عرض ، أختي ليلى تبدو كاللعبة بجواره

توقفت لتكمل بابتسامة حالمة :
- و كله في كفة و عيناه الزرقاوان لوحدهما في كفة

رافقتهما المرأة إلى الباب و هي تقول بأسلوبها الصاخب :
- بالرفاء و البنين يا عروسة

ثم أضافت وهي تغمز للأخت الصغرى :
- و أنت لا تنسي أن تسلمي لي على العينين الزرقاوين و صاحب العينين الزرقاوين.
- و أنت لا تنسي أن تحجزي لي مكانا لديك منذ الآن

عندما وصلتا إلى البيت و بعد أن تكرر موقف أختها فرح مع كل أحد آخر رآها، أخذتها فرح من يدها إلى غرفتها ، أغلقت الباب و استندت عليه ثم وقفت مطرقة .
- خيرا يا فرح

بعينين ترفضان مقابلة عينيها أجابتها بصوت مرتجف :
- هناك كلمتان في قلبي لطالما أردت أن أقولهما لك يا ليلى
لم أقلهما من قبل ليس لأني فاقدة الإحساس ، ليس لأني لم أشعر بك يا
أختي
لكن لأني أعتقد أن الكلام في الذي فات لا يفيد و لأني لم أرد أن أعيد فتح
جراحك أختي
و لكن الآن بعد أن رأيتك عروسا للمرة الثانية أريدك أن تعرفي أني كنت دائما
أدعو لك ، دائما أدعو الله أن يعوضك عن كل ما فات

توقفت قليلا ثم أضافت بصعوبة :
- أنت بالذات لا تستحقين ما حصل معك يا أختي ، لا تستحقين

ثم و على عكس ما تعود الجميع أن يروها تنفجر بعاصفة من الضحك ، هذه المرة انفجرت بعاصفة من البكاء.
- فرح ، نادتها ليلى و هي تنظر إليها بذهول

في الثانية التالية كانت تضمها بقوة إليها تحاول أن تطفئ شهقاتها بهمساتها الحانية :
- أيعقل أنك تخفين كل هذا بداخلك يا حبيبتي
اش ، اش ، لا تبكي و إلا سأبكي معك
و أنا لست متأكدة إن كانت المرأة استخدمت كحلا مقاوما للدموع أم لا

و كالعادة في هذه المواقف ، اختلطت الضحكات بالشهقات.

يا لهذه الدنيا ! كلما ظنت أنها فهمت شخصا ما يثبت لها الزمن أن لا أحد يفهم الخلق فعلا غير الخالق.

 
 

 

عرض البوم صور نغم الغروب   رد مع اقتباس
قديم 16-11-17, 01:20 PM   المشاركة رقم: 118
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: Aug 2016
العضوية: 319977
المشاركات: 394
الجنس أنثى
معدل التقييم: نغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 848

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نغم الغروب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نغم الغروب المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي

 


- ليلى ، ارتفع صوت أمها و ارتفعت معه كفا أختها تمسح بسرعة دموعها و آثارها على خديها فهي تعرف تماما ما ينتظرها لو علمت السيدة جميلة أن هناك من سولت له نفسه أن يبكي يوم الزفاف.
دخلت أمها و أنظارها مركزة على وجه العروس :
- بسم الله ما شاء الله ، ابتسمي يا بنت ، نعم هكذا ، هيا حبيبتي اتبعيني عريسك ينتظرك في سيارته
- و أنتم يا أمي؟
- نحن سنلحقك فورا ، لا تقلقي
- أمي أرجوك لا تتأخروا ، أفراد عائلته سيكونون هناك ، لا أريد أن أكون الغريبة الوحيدة التي بينهم

نظرت لها أمها تلك النظرة التي لا أحد في العالم يجيدها أكثر منها :
- ليلى أنت ستكونين مع زوجك ، ستكونين في بيتك و هم من سيكونون ضيوفا عليك و الآن تحركي فالرجال يكرهون أن ينتظروا.

قليل من الانتظار لن يضره ، بالعكس الانتظار مفيد لتهدئة البال و ضبط معدل الضغط . هذا ما تعلمته من سنواتها الحلوة مع المواصلات العامة.
……………………………………………………………………………………

كان بصدد تفقد الوقت للمرة الخامسة حين سمع طرقة خفيفة على النافذة ، بعدها مباشرة رأى أخاها الأصغر يفتح الباب و هو يقول له بابتسامة في شفتيه و عينيه :
- ألف مبروك يا عريس
تنحى بعدها جانبا لتظهر هي وراءه بفستان عسلي ، الحمد لله أنها لم تختر اللون الأبيض .
- تفضلي يا عروسة ، خاطبها أخوها و هو يمسك يدها بلطف
راقبها تجلس و تسوي فستانها ثم تهمس لأخيها بشيء ما ، رآه يبتعد ليغلق الباب ثم يتراجع في آخر لحظة ليرفع عينيه إليه في اعتذار و هو يقول :
- شيء أخير فقط ، قالها و هو يرفع الخمار عن وجه شقيقته
أليس هكذا أفضل يا عروسة

ثم أغلق الباب و ابتسامته تنتقل إلى ركن شفتيه.
يا لشقيقها و حركاته !
شعرت بخديها يتوهجان تحت نظراته.
انتظرت دون جدوى أن ينطلق لكنه لم يبدو أنه ينوي ذلك.
كان عليها أن تتكلم الآن و إلا ازداد الموقف غرابة
التفتت له ببطء و باعدت بين شفتيها لكن الصوت توقف في حلقها و عيناه بنظراتهما الغريبة تجبران عينيها على تكلم لغة أصعب بكثير من تلك التي تجيدها الشفاه.
لم تفهم ما رأته داخل عينيه و لا تعرف إن كان هو فهم ما قالته له نظراتها
لكنها فهمت ، و هو يحدق داخل عينيها و هي تُسَلِّم قياد نظراتها إليه ، أن الأبد قد يتلخص في ثانية و أن ثانية قد تبدو كأبد.
- هل أنت جاهزة ؟ سألها أخيرا بصوت غريب كنظراته.
أومأت برأسها دون كلام .
رأته يمد يده إليها بعلبة صغيرة ، تناولتها منه في صمت ، فتحتها و أخرجت الخاتم دون أن تهتم بتأمُّله.
- اسمحي لي ، قالها و هو يأخذ الخاتم من بين أصابعها و يحضن كفها بيده الأخرى.

أسدلت جفنيها و هي تنظر إلى أصابعه تشبك إصبعها بقيده بينما لمساته البطيئة المتمهلة تخبرها أن هناك أشياء أخرى بداخلها يتم أسرها في الوقت ذاته .
بلطف سارعت إلى سحب راحتها من كفه و هي ترفض أن تترك نفسها فريسة لأوهام أخرى بسعادة ستخطئ كالعادة الطريق إليها.

تمالك نفسه أخيرا و استطاع أن يتذكر أن من المفروض أن ينطلق بالسيارة لا أن يظل جالسا فيها.
جالسا يحدق في المرأة التي تحتل الكرسي المجاور و التي منذ هذه الليلة ستحتل جزءًا من حياته.
اختلس نظرات أخرى إليها و هو يتذكر ملمس كفها الباردة في يده.
لا يدري لماذا تَذكّر فورا المثل الفرنسي الذي يقول الأيدي الباردة يكون معها قلب دافئ .
لماذا تَذكّره معها هي بالذات ، مع أنه أمضى نصف عمره يصافح الأيدي الباردة .
تَذكّره و وجد نفسه يتساءل رغما عنه كيف هو قلبها يا ترى ؟
ضغطت قدمه بشدة أكبر يريد أن يسرع ، يصل إلى منزله و واقعه و لا يدع فرصة لتلك الأفكار لأن تلاحقه و تلحقه .
ماذا يهمه من قلبها ؟
ماذا يهمه من قلبه ؟
ما دخل القلوب في الموضوع ؟
قلبه شخصيا مات بموت كاميليا.

 
 

 

عرض البوم صور نغم الغروب   رد مع اقتباس
قديم 16-11-17, 02:58 PM   المشاركة رقم: 119
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: Aug 2016
العضوية: 319977
المشاركات: 394
الجنس أنثى
معدل التقييم: نغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 848

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نغم الغروب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نغم الغروب المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي

 

أوقف السيارة أخيرا ، خرج و اتجه إلى الناحية الأخرى ليفتح لها و لكنها سبقته و نزلت دون مساعدة ،أغلق الباب خلفها و قال لها بهدوء :
- تفضلي

لا يدري لماذا يخاطبها بتلك الطريقة ، لماذا لا يستطيع أن يتجاهلها كما كان يفعل من قبل
هل هي تلك الهالة التي تشع من كل عروس ؟ ذلك المزيج من الرهبة و التبجيل الذي يشعر به و هو يتأملها بثوب زفافها ؟
أكيد.

نظر إليها من الأعلى و هي تسير بجانبه ، حتى و هي بالكعب العالي بالكاد تجاوز رأسها حدود كتفه بقليل.
يجب عليه أن ينحني قليلا إذا أراد تقبيلها.
تقبل من يا أخ ؟ نهر نفسه و هو يسرع الخطى ليتقدمها و يفتح لها باب قاعة الاستقبال حيث ينتظر الحضور.

شعرت بيده تستقر على خصرها و رغما عنها ارتجفت
ارتجافة استجاب لها بضغطة خفيفة على نفس الموضع.
هل هذه الحركة عادية في مجتمعهم ، هل يجب عليها أن لا تقرأ ما بين السطور
هل يجب عليها أن تتجاهل ذلك الدفء الذي انبعث من راحته ليتسلل غير مباليا بطبقات الأقمشة التي تفصله عن بشرتها.
لم يُعلِّمها أحد كيف توقف هذا الدفء عند حده ، كيف تمنعه أن يحيط و يحاوط قلبها ، كيف يذيب كل الحواجز التي تقف في طريقه ، كيف يؤثر فيها إلى درجة أن عينيها دمعتا دون أن تشعر.
- ليلى ، انحنى عليها ، صوته في دفئ أنفاسه التي داعبت خدها ، هل تحتاجين لحظة قبل أن ندخل ؟

هزت رأسها و هي تسدل جفنيها قليلا لتغلق الطريق أمام الدموع ، لا دموع أخرى
يكفي ما ذرفته إلى حد الآن
لا دموع و لا توقعات ، رفعت رأسها إلى الأعلى و انسلت من قبضة يده على خصرها و هي تتقدمه بخطواتها إلى عالمه الذي سيظل منفصلا عن عالمها.

 
 

 

عرض البوم صور نغم الغروب   رد مع اقتباس
قديم 16-11-17, 03:11 PM   المشاركة رقم: 120
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: Aug 2016
العضوية: 319977
المشاركات: 394
الجنس أنثى
معدل التقييم: نغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 848

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نغم الغروب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نغم الغروب المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي

 

كان الحفل ظريفا على عكس ما توقع
و تلك الشركة المتعهدة التي اختارتها أخته كانت جيدة بالفعل
بضعة أناشيد هادئة ، بضعة لمسات هنا و هناك نجحت في تجسيد جوّهم الشرقي بأصالته و بساطته .
و حتى ذلك الرجل الذي أحيى الحفل استطاع بروحه و نكاته أن يمتص شحنات التوتر التي كانت تدور بينهم .
حتى هي ابتسمت .
رغم أنها كانت في مزاج أبعد ما يكون عن الابتسام
عرف ذلك من طبقها الذي تسلت بمشاهدته قليلا ثم أبعدته دون أن تمسه.
أخيرا أخذهم الرجل ليسلموا على المدعوين .
تبعتهما و هي تحاول أن تجاري خطواتهما دون أن تقع.
بدآ طبعا بالطاولة التي تشغلها أمه و أختاه و خالته و ابنتها.
- دون تقبيل يا عروسة ، قالت لها حماتها و هي تبتعد بوجهها عنها ، لا تريدين أن تفسدي زينتك أليس كذلك
لم تتخيل يوما أن كلمة عروسة تصلح لتكون سبة إلا بعد أن نطقتها حماتها بتلك الطريقة.
تحملي أمرت نفسها و هي تتلقى ضربة أخرى تحت الحزام حين انشغلت ابنة خالته بتأمل أظافرها متجاهلة يدها التي مدتها إليها مصافحة.
- شاهيندا ، سمعت صوته باردا بجانبها
- آه ، اسفة ، قالت و هي ترمش بعينيها ، لم ألاحظك

ستتعلمين كيف تلاحظنني يا حبيبتي لكن ليس الآن ، ليس الآن

راقبها بعد ذلك مع أفراد عائلتها و هم يحيطونها يشكلون جدارا حاميا لها من البرود و التجاهل الذي قابلها به معظم أفراد عائلته هو.
راقبها توزع ابتساماتها على من حولها ، ابتسامات تبدو غير مصطنعة رغم أنه متأكد مما يخفيه قلبها
راقب الحب الكبير الذي يحمله لها كل أفراد أسرتها
شاهده في الطريقة التي احتضن بها شقيقها الأكبر وجهها بين كفيه و هو يطبع قبلة طويلة على جبينها
شاهده في الحماس الذي يتسابق به أبناء أختها لطبع القبلات على وجنتيها
شاهده في الدموع التي رافقت دعوات والدتها لها و في الرجاء الصامت الذي نطقت به عينا والدها.
شاهده في التفاتاتهم إليها حتى ابتلع الظلام ملامحهم.
و أخيرا ظلا لوحدهما
لا أحد سواهما في كل هذا البيت
حتى ابنته رافقت جديها بناءًا على رغبة والده.
رآها تستند على حافة النافذة تودع بعينيها و أفكارها آخر الخارجين.
ثم التفتت إليه و ابتسمت .
و في تلك اللحظة ضاع المنطق و ضاعت الخطط و لم يتبق سوى الحقيقة الواضحة أمامه : هو رجل و هي امرأة ، هو حِلٌّ لها و هي حِلٌّ له
الحقيقة التي أحسها بجسده و هو يتقدم منها و يقول لها بصوت جاء خشنا رغما عنه :
- ليلى

الحقيقة التي لم تعد حقيقة حين تراجعت و هي تكلمه برسمية :
- تصبح على خير و شكرا على كل شيء.

لا يدري إن كان أجابها أم لا
و لا يدري إن كانت استطاعت قراءة ما أراده منها في لحظة الجنون تلك.
جنون لن يتكرر بالتأكيد لأنه لا يريد أن يدمر ما تبقى منها.
كلها كم شهر ، خاطب نفسه بصوت خافت
شهور ستمضي كما مضت غيرها
ربما ليس تماما لكنها ستمضي.

 
 

 

عرض البوم صور نغم الغروب   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
موزة, الأبيض, الشاي
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 08:49 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية