كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات ألحان
رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
كانت تريشيا جالسة على سور المضمار وهي تمسك في يدها قطع السكر لتجذب الحصان المسمى القاهر إليها. كانت الليلة باردة وهادئة بشكل غير معقول.
بدا لها انها لم تتوقف دقيقة واحدة طوال هذه الايام الثلاثة الاخيرة . يالها من سلالة غريبة!
لكن بعد كل هذا ماذا تعرف عن الأسر؟ كانت متأكدة ان شوك يحب هذه الاسرة فقد كانت تفاجئه احيانا وهو يتفرس في اخويه بعينيه الشرهتين كما لو كان لم يستطع تأملهما بالقدر الكافي.منتديات ليلاس
لكن هناك شيء ما في هذا الحب الأسري يبدو انه يضعفهم ويجعلهم متأثرين بدلا من ان يجمعهم . لم تشعر تريشيا بالارتياح . إن بو يعرف كيف يمنع التجاوز في المشاعر عندما يبدو ان ابناءه يعرضون سلطته الى الخطر.
بدا ان جارات قد تعود على ذلك ويكتفي برفع كتفيه عندما يذكرهما بو بالنظام.
تذكرت تريشيا الوقت الذي ضيعته في تمنيها ان يكون بادي مختلفاً لكن فيم تفيد استنباطات آل كولبي إذا كان لا يمكن الاعتماد عليها؟ إن تريشيا تعرف على الأقل انه يمكنها الثقة بـ بادي.
اقترب القاهر ومدت تريشيا يدها لتقدم له السكر . جعلها فستانها الأسود الستاني غير مرئية تقريبا في الليل. لم يكن يبدو ظاهراً إلا صوت سياطها لكن صوتاً مخنوقاً لأقدام جعلها ترتجف و تتراجع.
ادرات تريشيا رأسها ورأت شوك الذي ظهر من الظلام.
- الوقت متأخر يا سيدتي. لماذا لم تعودي حتى الآن.
وجدته تريشيا وسيماً للمرة الأولى.
- لقد انجبت ساسي مهراً اصفر ولابد ان جراند كلاس ستضع مولودها الليلة.
استند شوك الى السور , احتضنها واحست بأنها تذوب.ريحانة
- هل هذا يعني انك ستبقين الليلة هنا؟
- لا اعلم , ربما.
- إنك ايضاً لم تعودي ليلة امس , إنني افتقدك يا تريشيا . احتاج إليك.
دفع نفسه نحوها .
- لا , ارجوك يا شوك.
كانت تنتحب تقريبا.
- ماذا حدث؟
امسك وجهها بين يديه.
- اخبريني . هل ضايقك احد من اسرتي؟ هل لهذا علاقة بناتان؟ لاحظت انه يقضي كل النهار معك هنا.
تنهدت وجبهتها على صدره :
- ناتان , لا , إنني احبه . إنه رائع.
- متفق معك لكن ماذا هناك إذن؟
كيف تعترف له بأنه أسرته افسدت احلامها؟ كيف تقول له إنها تشعر بأنها مسلوبة ؟ تمسكت بذراعي شوك قبل ان ايجتاحها إحساسها . فتحت يدها الممسكة بقطعة السكر واعطت الحصان إياها من فوق السور.
همست :
- تمكنت من إطعام هذا الحصان بيدي. ترى انني استطعت هذا.
- هل تعلمين انني لم أرك من قبل تفعلين هذا؟
- ماذا؟
- أتحداك , إنهم سيرحلون خلال يومين . هل يخفف هذا من ضيقك قليلاً؟
- شوك , أنا متأسفة , اعلم انك ستفتقد اخويك. وهذا مالا اتمنى حدوثه. ظننت دائما انه إذا لم تمت أمي ولم يكن لدي أخ او أخت أو أسرة حقيقة مثل اسرتك, كانت حياتي ستصبح عظيمة.
ثم قالت بصوت مرتعد:
- لكن كان لدي بادي لكن الأمر لم يكن بهذا السوء.
قال شوك لنفسه : لقد آن الأوان اخيرا.. بعد كل هذا الوقت . استسلمت للحزن حتى يمكنها من اجتيازه.
ايدها قائلا :
- لا, إنه لم يكن سيئا الى هذه الدرجة.
|