توقفت كليو عن البكاء فجأة, و هى تشعر بالدهشة. رفعت لوسي نظرها, و رأت أرمانو حارسها الشخصى السابق, واقفاً قرب طيار ماكسيمو الخاص. مسحت دموعها على الفور, و نظرت بكل الاتجاهات خائفة من ان تجد رئيسهما فى مكان ما.
"ماذا تريد؟ و كيف تمكن من إيجادى؟"
"تبعك صحافى إلى المطار. طلب منى الأمير ان اقدم لك ككل مساعدة."
احنا الطيار الاسترالى رأسه باحترام, و تابع: "أنا جاهز لأقلك إلى منتديات ليلاس اى مكان ترغبين فى الذهاب إليه."
قد ما ارمانو إليها مغلفاً, و قال: "و هذا لكِ."
"ما هذا؟"
رفع كتفيه كأنه يقول, ا اعرف.
فتحت زهرة منسية المغلف فإذا به يحتوى على معلومات عن حساب مصرفى فى سويسرا, و يحمل رقماً مالياً. ثم رأت المبلغ المودع فيه. همست: "لا افهم ما يجرى."
قال: "هناك رسالة صغيرة فى المغلف."
خافت لوسي مما ستكتشفه. مدّت يدها داخل المغلف, فوجدت رسالة قصيرة بخط يد ماكسيمو.
"وضعت المال المتفق عليه فى العقد فى حسابك المصرفى. ثلاثون مليون دولار, بالإضافة إلى الثمن المتفق عليه فى الأسواق العالمية لشركة فيرازى, التى تساوى ثلاثمئة مليون دولار.
شكرا لكِ لأنك كنتِ لطيفة و رائعة جداً معى. أنا لا استحقك مطلقاً, و لن انساكِ ابداً. زوجتى, و حبيبتى. المرأة الوحيدة التى ملأت حياتى."
لم يكن هناك اى توقيع على الر سالة. شعرت لوسي ان انفاسها حُبست فى صدرها. ضمت الورقة إليها و قالت: "اين هو؟"
قال الطيار: "رحل. نقلته إلى روما لكى يحول شركة فيرازى إلى جدك."
شهقت قائلة: "هل تخلى عن فيرازى, و اعادها إلى جدى؟"
هز الطيار رأسه, و قال: رأيت السنيور فيرازى فى روما, بدا حزيناً و معتل الصحة. لا يمكننى ان اضيف انه بدا على وشك الموت." هز رأسه من جديد بإستغراب, و قال: "الحمد لله إننى مجرد طيار عادى, و ليس جزءاً من عالم الأزياء و الحقائب."
فجأة ضرب ارمانو يده على جبهته, و قال: "مي سكيوزى, برنسيبيسا! لقد طلب منى الأمير ان اعطيكِ هذه ما ان اراك. قال انكِ تريدينها اكثر مما تريدى المال. تفضلى!"
مد يده داخل جيب معطفه الجلدى الكبير, و سحب قطعة قماش حمراء اللون بالية. ما إن رأتها كليو , حتى صفقت على الفور, و هى تزعرد. شعرت لوسي بتنهيدة تخرج من حلقها. إنه حصان ابنتها الأحمر!
ماكسيمو وجد الحصان, و علم ماذا يعنى لـ كليو . لقد انقذها, تماماًكما انقذ لوسي فى شيكاغو.
هو لم يدمر حياتهما, بل اعتنى بهما. حماهما من الكس, و عامل كليو كأنها ابنته. امطرها بالحب و الهدايا. اعد لهما الطعام. قرأ الكتب لـ كليو, و تودد إلى لوسي بكل الحب و الحنان اللذين لم تتخيل ابداً وجودهما. و فى النهاية, و بعد ان تركته, تخلى عن شركة فيرازى, الجائزة الكبرى التى سعى إليها طوال حياته.
لماذا يفعل ذلك؟
هناك تفسير واحد لهذا كله: ماكسيمو لم يكن يتظاهر بحبها. إنه يحبها حقاً!
هو يحبها, و هى أذلته. رمت الخاتم بوجهه امام العالم كله. من هو المتوحش فى الواقع؟ اخذت لوسي نفساً عميقاً, و نهضت بسرعة على قدميها. كانت كليو سعيدة جداً بحصانها الأحمر, فما كان منها إلا ان صرخت معترضة, ما ان استدارت لوسي بقوة نحو الطيار.
"اين هو؟"
بدا الطيار مندهشاً لكنه اجاب: "الأمير لا يرغب ان يعلم احد اين هو, سمو الأميرة."
تقدمت نحوه بإندفاع. انها قادرة على القيام بعمل متهور لمعرفة مكانه.
"اخبرنى الآن فوراً! قى لىّ!"
هز الطيار رأسه بآسف و قال: "آسف! امرنى سموه ألا اخبر احداً بمكانه."
ارادت لوسي ان تهزه, لكن ما الغاية من القيام بذلك؟ تلك لست غلطة الطيار, فالرجل يتبع اوامر سيده. بتعب و إرهاق, و بحزن لا يوصف, غطت وجهها بيديها. يا لها من حمقاء! لقد حصلت على حب ماكسيمو, و رمته بعيداً. والآن فات الأوان على ذلك. لقد خسرته إلى الأبد.
فجأة استدار حارسها الشخصى السابق بجسده الضخم نحو الطيار, و قال بصوت كـ الزئير: "قل لها اين هو."
رفعت لوسي نظرها إليهما, و قد حبست انفاسها. اجاب الطيار النحيل, و هو يبدو مندهشاً: "لا استطيع, فالصحافيونكـ النسور المتوحشة. همسة واحدة و يعلم الجميع بذلك. إنه يريد ان يُترك بسلام. اعطته وعداً بذلك."
"حسناً! لا تتفوه بأى كلمة."
قال ارمانو ذلك, ثم ضغط على اصابعه مصدراً صوتاً واضحاً, و هو يتابع: "خذها إليه فقط."
"حسناً! أنا....."
تردد الطيار قليلاً, ثم نقل نظره بين ارمانو و لوسي و كليو. تنهد و تابع: "حسناً, اميرتى! لا استطيع مقاومة الحب الحقيقى."
منتديات ليلاس
منتديات ليلاس