لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-03-16, 12:49 PM   المشاركة رقم: 2701
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jan 2016
العضوية: 310486
المشاركات: 8
الجنس أنثى
معدل التقييم: مجد العوني عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 15

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
مجد العوني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيتامين سي مشاهدة المشاركة
  
هلا مجد البارت بكره إن شاء الساعة العاشرة مساء

شكراً 💘
ضيعت بالايام احسب امس الاثنين 🙊

 
 

 

عرض البوم صور مجد العوني   رد مع اقتباس
قديم 07-03-16, 04:19 PM   المشاركة رقم: 2702
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jan 2016
العضوية: 309928
المشاركات: 20
الجنس أنثى
معدل التقييم: اريج الجهني عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 37

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اريج الجهني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل الثاني واﻷربعون)

 

البارت كله اكشناات مثل العاده شي فوق الخيال

اعجبنتي شخصيه عم ترجمان حسيته انسان راقي وذوق
وغير كذا متاكده انه عاشق سواء لفتاه لم يرتبط فيها لسببب ما
او كان متزوج وماتت زوجته وعايش علي ذكرها
حسيت منه كلامه مع ترجمان انه كان واقف مع اياس لسبب ان اياس يحبها
لان اياس ذكره بحبه القديم .
وعندي احساس قوي انه عمة اواس لها دور بحياته مستقبل
او بينهم معرفه قديمه

 
 

 

عرض البوم صور اريج الجهني   رد مع اقتباس
قديم 07-03-16, 07:13 PM   المشاركة رقم: 2703
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قاريء مميز


البيانات
التسجيل: Dec 2009
العضوية: 154132
المشاركات: 669
الجنس أنثى
معدل التقييم: كيلوبتراء عضو سيصبح مشهورا قريبا جداكيلوبتراء عضو سيصبح مشهورا قريبا جداكيلوبتراء عضو سيصبح مشهورا قريبا جداكيلوبتراء عضو سيصبح مشهورا قريبا جداكيلوبتراء عضو سيصبح مشهورا قريبا جداكيلوبتراء عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 601

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كيلوبتراء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل الثاني واﻷربعون)

 

الفصل روعة كروعة كاتبته برد المشاعر 😘😘😘😘😘🌹أختك كيلوبتراء 🌹

 
 

 

عرض البوم صور كيلوبتراء   رد مع اقتباس
قديم 07-03-16, 07:18 PM   المشاركة رقم: 2704
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2013
العضوية: 254771
المشاركات: 153
الجنس أنثى
معدل التقييم: محمود أحممد عضو على طريق الابداعمحمود أحممد عضو على طريق الابداعمحمود أحممد عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 245

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
محمود أحممد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل الثاني واﻷربعون)

 

تسجيل حضور مستنيينك يا فيتو

 
 

 

عرض البوم صور محمود أحممد   رد مع اقتباس
قديم 07-03-16, 09:02 PM   المشاركة رقم: 2705
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متدفقة العطاء


البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 80576
المشاركات: 3,178
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسي
نقاط التقييم: 7195

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيتامين سي متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل الثاني واﻷربعون)

 





يسعد مساكم جميعا متابعي روايتي أينما يتم عرضها

وشاكرة للجميع تفاعلهم وحبهم للشخصيات



هناك نقطة أحببت أن أوضحها قبل أن نغوص في أحداث الفصول القادمة

بإذن الله ألا وهي مرض أواس وامكانيته وشكه حيال ذلك

طبعا المخدرات كما نعرف عنها جميعا وحفظني الله وإياكم منها ، فهي

أنواع وجرعات وحسب اعتياد الجسد عليها طبعا وأواس كشرطي لن

يفوته أبعاد ما تفعله بالإنسان وهوا الغياب التام عن استيعاب ما

يفعل وكيف يتصرف مثل الجرعات الكبيرة من الخمر وطبعا في

حال الجرعة الزائدة من المخدر يكون الغياب عن الوعي أو الموت في

أغلب الأحيان ونظرا للوضع الذي وجد أواس نفسه عليه بعد استيقاظه

وعدم معرفته إن كان نائما أو غائبا عن الوعي لأن كلاهما مرجحان في

مثل حالته ، ومعرفته بكره وجد له وسعي علي رضوان لفعل أي

شي للانتقام منه تأكد له مرضه الذي لا يعرف أحد صحته من عدمها غير

وجد عبدهم المأمور ، وقد يتبادر لذهنكم سؤال لما لم يحلل

أواس ويعرف وجوابه سيكون مع تسلسل الأحداث أما بالنسبة

لأعراضه فتظهر بعد الأسبوع الأول كزكام خفيف وطفح جلدي

أحيانا وأعراضه الفعلية لا تظهر إلا بعد الثلاث أعوام تقريبا حيث يتفشى

الفايروس مدمرا خلايا المناعة جميعها



بالبسبة للمتابعات الغاليات في المنتديات المجاورة فقد كانت لهم أيضا

توقعات جميلة أصاب بعضها والبعض سيحدث مستقبلا وبالنسبة للأخت

التي طالبت بظهور أرجوان وأبناء جابر فسيكون لهم حيز من أحداث

الرواية إن شاء الله فانتظروهم ودمتم في رعاية الله وحفظه جميعا أحبتي


الفصل الثالث والأربعون


المدخل : بقلم الغالية عبق حروفي

تمهل .. لا تقتلع الحب بخدعة.. فهو يسري بقبلة..
تمهل .. لا تزرع العاطفة بفكرة.. فقط انقلها بنظرة..
تمهل.. لا تقترب أكثر.. فقد دمرت كل صخرة..
تمهل.. لا تتحدث أكثر.. فحروفك تشعل كل جمرة..
تمهل.. لا تلعب بقلبي أكثر .. و أتركه و شأنه..
تمهل.. لا تبعثر مابقي .. فقد صرت بقايا متيمة..
توقف.. عن نشر حبك حولي.. فبه أصبحت أنثى مقيدة..

سلمت يداك

********

علت ضربات قلبي وعلا الضجيج في أذناي ورأسي وترنحت في وقفتي

لأجد نفسي في قبضة الواقف خلفي مطوقا عنقي بساعده ويضع فوهة سلاحه

على رأسي بيده الأخرى وقال جدي حينها " إن مسني ضرر ستموت قبلي "

فنزلت دموعي من فورها فهوا بالفعل على استعداد لبيع الجميع ومؤكد لن يغفر

لي ما فعلت الآن وسيأخذني من هنا ليكون مصيري مصير أواس في صغره

فمثلما قدّمته للموت قدمني هوا له الآن , تقدم بخطواته وبغيته طبعا باب السطح

الموجود خلفي بما أني رهينة لديهم عند الباب فنزولهم وخروجهم سيكون سهلا

ما أن اقترب أكثر ولم تعد تفصلنا سوا خطوات حتى ابتعدت فوهة المسدس عن

رأسي وتراجع بي ذاك الشخص للخلف خطوتين ودوت رصاصة من فوهته

صمت أذناي مع صوت صرختي ولم أرى سوا ترنح جدي وسقوطه على إحدى

ركبتيه ويبدوا أصاب ساقه فكيف يكون معه ويقتله !! هل هوا خائن لهم ؟ شعرت

أني سأسقط ولم تعد لدي قوى على الوقوف فأحكم قبضته على عنقي أكثر مثبتا لي

حتى شعرت أن الهواء لم يعد يجد سبيلا للدخول لرئتي وسأموت اختناقا وعيناي

تتنقل بين الواقفين بأسلحتهم بلا حراك ينتظرون نهاية هذا العرض , وما أن رفع

بعضهم أسلحتهم باتجاهه بعدما أصيب إلا وقد سبقت يده لجيب سترته وأخرج منه

مسدسا في أقل من جزء من الثانية وصوبه نحوي فأغمضت عيناي بشدة ليدوي

صوت رصاصة عم بعدها سكون تام حتى خيل لي أني مت وأنها أصابتني ففتحت

عيناي ببطء نصف فتح فلم تعد لدي قدرة ولا على فتحهما فوقع نظري على جدي

الممسك لكتفه ثم انهار أرضا وهمس الواقف خلفي قائلا " للجحيم يا وحش "

فنزلت دمعتي هذه المرة جمرة من نار حين علمت من يكون هذا وانسدل ستار

عيناي رغم كل محاولاتي لمنعه ولم يصدر مني سوا همس خافت مناديا

" أواااس "

ولم أعي بعدها شيئا من حولي وغبت في ذاك الظلام








*~~***~~*










نزلت السلالم وتوقفت في منتصفها حين رأيت آسر يقف مع إسراء وهي

تحكي له عن القلوب القماشية التي تمسك إحداها في يدها وكيف جعلت

منها أسرّة للدمى التي اشتراها لها سابقا وهوا ينظر لها بجمود بدون ولا

حتى ابتسامة كعادته حين تتحدث معه هي خصيصا دونا عن باقي شقيقاتها

حتى إن كان حديثا عاديا , ثم تحولتْ نظرته للصدمة حين قالت

" وأعطت صفاء وداليا خاتما وسوارا ذهبيان "

ثم تابعت بعبوس " ليثها أعطتهم لي , لما تمنع عنا لبس الذهب ؟ "

رفع حينها نظره لي وأنا أنزل باقي عتبات السلالم غير مبالية ولا مكترثة

لما قيل وسمع فهوا يكرس حياته لهم وما يعنيه هم فتلك الأشياء لهم وليست

لي ولا من حقي , ما أن مررت بجانبه لأخرج من الباب حتى كانت ذراعي

في قبضة يده القوية وقال بجمود " إسراء أخرجي مع باقي شقيقاتك "

فخرجت من فورها راكضة وسحبني هوا معه لأقرب غرفة وأغلقها علينا

وكانت غرفة الضيوف فاستللت ذراعي منه وقلت بضيق " ماذا تريد ؟ "

دفعني ليصطدم ظهري بالجدار ووقف أمامي يكاد يكون ملتصقا بي

وقال من بين أسننه " ما معنى ما فعلتيه بما أرسلتهم لك ؟ "

قلت بجمود " وما معنى إرسالهم لي ؟ "

ضرب كفه على الجدار بقوة بجانب وجهي حيث كان يستند به

وقال بحدة " جاوبي على السؤال "

قلت بضيق " وجاوب أنت , هل تسخر من مشاعري اتجاهك يا آسر ؟ "

قال بسخرية " جيد أنك فهمتها هكذا "

نظرت له بصدمة فأضاف قائلا بجمود " كنتِ أخبرتني أنك

سترمينها لكنت استفدت بها إن تزوجت "

شعرت بشيء ضرب قلبي بقوة علا معه تنفسي وقلت بجمود مماثل

أخفي تأثير كلامه علي " لن تكون أفضل من صديقك بالتأكيد "

أبعد يده عن الجدار وقال وعيناه في عيناي " قسما أني مثله

بل ولن أكون إلا مثله "

ثم ابتعد عني وفتح الباب وغادر تاركا لي في صدمتي من كلامه , فما

معنى أن يقسم أن يكون مثله ؟ هل سيتزوج عليا أيضا ويجلبها هنا ؟؟

نزلت على الجدار حتى وصلت للأرض ونظري لازال معلقا في الفراغ





*~~***~~*








تأففت ناظرة للسقف فقالت بضيق " لا وقت أمامك أخوات زوجك

على وصول وأنتي مكانك حتى ملابسك لم تغيريها "

قلت ببرود " لازال هناك وقت ولا داعي للاستعجال "

كم كرهت وجود هذا الزوج في حياتي ولم أعد أتقبله وعليا إيجاد حل

لكل هذا وسريعا فأن أكون كما يريد هوا فقط ليرضى عني فهذا أمر لن

تقبله نفسي , نظرتْ والدتي جهة طاولة التزيين ثم نظرت لي وقالت ما

أتوقعه جيدا الآن " متى أعدتِ هذه الأشياء وأنا ما صدقت أنك

تخلصتِ منها "

قلت ببرود " لم تتخلصوا منها كانت فترة ومرت وسدين هي

ذاتها لم ولن تتغير "

قالت بتحذير " لا يكون تريدين مقابلة شقيقاته بمظهرك ذاك ؟ "

قلت بذات برودي " نعم "

قالت بحدة " من أين ألاقيها ؟ منك أم من شقيقك الذي جن جنونه ويريد

اللحاق بخالك ولا نعرف له أرضا منذ خرجت زوجته من هنا "

قلت من فوري " ابنك من جنا على نفسه وخسرها بسببه هوا

فليريني بما نفعته خطته الفاشلة "

وضعت يداها وسط جسدها وقالت " احترمي شقيقك يا سدين فليست

عادتك , لاحظي أنك مؤخرا أصبحت تتواقحين عليه كثيرا "

قلت بضيق " هل أرى الخطأ أمامي واسكت ؟ هل يرضيك ما فعل بابنة

شقيقك ؟ لما لا يشعر بها أحد ؟ وها هي غضبت مني أيضا ولا تجيب

على اتصالاتي مهما حاولت والسبب ابنك وأفكاره "

قالت مغادرة الغرفة " عجزت معك ومعه ومع الثالثة التي

تريد رفض خيرة أبناء عمها "

تأففت ووقفت وتوجهت للخزانة وأخرجت ما أراه مناسبا جدا لتنقلاه له

فمؤكد كما يأتيان لتصرعاني بما يحب ويكره تذهبان وتخبرانه بكل شيء

حدث هنا وعليه أن يعلم أني لن أكون كما يتخيل لا وضيفة لي سوا إنجاب
الأبناء وطهي الأكلات الشعبية حتى عمل بشهادتي لن أحلم به , جهزت

نفسي كما أريد وكنت أحب طبعا ونزلت لهم ما أن علمت بوصولهما ولم

تفتني نظرة الاستغراب وبعض الصدمة في عينيهما لمظهري ولا نظرة

الغضب في عيني والدتي لكني تجاهلت كل ذلك وانضممت لهم وتحدثنا

وتسامرنا سدين التي يعرفوها سابقا مع مظهرها الذي كانت لا تريه لهم

نزولا عند رغبة والدتي لكن هذا لم يعد يجدي فوحدي من ستعيش معه لا

والدتي ولا غيرها وعليه أن يتنازل قليلا إن كان يريد أن أتنازل أيضا فلو

أخبرني من البداية أنه مجبر علي لما وافقت عليه وعليه هوا أن يجد حلا

لنفسه الآن أو وجدته أنا فتجربة ترجمان علمتني الكثير فلا أتخيل أن

أصبح ضحية لأفكاره ومخططاته مثلما حدث معها ليغيرني كيف يريد






*~~***~~*







مسحت بيدي برفق على طرف وجهها أنظر لملامحها الجميلة بحزن

فقال الواقف خلفي " يبدوا علينا نقلها للمستشفى "

أمسكت يدها بين كفاي وقلت " لا يا قصي الطبيب قال أنها بخير وأنها

متعبة ومنهارة فقط وتعد نائمة وستفيق في أي وقت "

قال بشيء من الضيق " كله بسبب زوجها ذاك , كيف يضعها في كل

هذا وكيف يقحمها في انتقام بينهما حتى دمر نفسيتها بالكامل "

قبضت على يدها وقلت بدمعة محبوسة " المهم أن ابنتي عادت لي أخيرا

لتراها عيني ولو يوما في عمري , وأننا تخلصنا من ذاك الكابوس

المسمى علي رضوان الذي عشنا في رعب منه كل سنين حياتنا "

قال من بين أسنانه " كم تمنيت لو كنت أنا من أطلق تلك الرصاصتين

بدلا من ذاك لكنت أصبتهما في قلبه مباشرة بدلا من تركه على

قيد الحياة "

تركت يدها ومسحت عيناي وقلت " وما فعلوا له ؟ "

قال بسخرية " خرجوا به من هنا طبعا وعلى الفور وهوا في بلاده

هناك من صباح اليوم وما أن يشفى سيحاكم هوا ومن أمسكوا بهم معه "

تنهدت وقلت " وأخيرا يا قصي بعد كل هذه السنوات تحررنا من محاصرته

لنا هنا وسنرجع لبلادنا على الأقل فكم عشت في رعب من كشفه لحقيقتك

وحقيقة مهنتك السرية فسنرجع أخيرا بلا خوف من تهديداته "

قال من بين أسنانه " ولأستعيد هويتي وقسما أن أسعى خلف مشنقته

ولن يرضيني فيه السجن فقط ولا مدى الحياة "

تحركت حينها شفتيها الجافة المتشققة التي لم أنجح في ترطيبها بالماء

مهما فعلت وحاولت وقالت بهمس مرتجف " أواس "

فنزلت دمعتي ومسحتها فورا وقلت بعبرة وقد عدت لإمساك يدها

مجددا " أين هوا ؟ لما لا يأتي لها وهي لا تتوقف عن ذكره "

قال ببرود " لا أعلم وما شأني أنا به , فما أن اطمئن أنها

بخير غادر ولم يظهر مجددا "

قلت بهدوء " لا تنسى أنه من سعى لإعادتها لنا وساعد في رؤيتي

لها من جديد ومؤكد لديه أشغاله التي ذهب لإنهائها "

قال بسخرية " لا شيء يشغله عنها وهي بهذه الحالة ولعلمك فهوا

سافر فجرا وعاد هناك وتركها هنا تناديه في الفراغ "

رفعتُ يدها لحضني ثم قبلتها وقلت بهمس مبحوح

" حمدا لله الذي أعادك لي يا دُرر "








*~~***~~*









دفعت باب المنزل الخارجي بيدي ودخلت الحديقة الخالية الكئيبة وسحبتني

خطواتي نحو المنزل الذي عاد مهجورا من جديد بعدما خلّف أكواما من

الذكريات المؤلمة ككل مرة فقد تركته أول مرة من عشرين عام بعدما فقدت

فيه والدتي واختُطفت منه دُرر وغادرته بذكريات سيئة بشتى أنواعها منها

الضرب والتعذيب ومنها خسراني لمن أحب وأسوئها ذكرياتي معهما التي

كنت موقنا أنها لن تعود وأصبح بعدها هذا المنزل مهجورا لسنوات قبل أن

أفتحه مجددا وتذب فيه الحياة من جديد وبدأت بجمع من تبقى لي فيه عمتي

ثم حبيبتي لكن مع وجود ذاك الوحش ما كان سيكون ذلك كما أريد وها أنا

أخرج منه بخسائر جديدة وفقد جديد وأخير والسبب ذاته في كل مرة وهوا

علي رضوان القاضي رجل القانون من حمل كفتي الميزان يوما ليقيم العدل

فكان أسوء رجل عرفه القانون بأكمله , ورغم أني حققت ما صبوت له كل

حياتي وكنت أنا وراء القبض عليه وبنفسي فقد خسرت مثله تماما وأكثر منه

ومكسبي الوحيد أنه انتهى معي ولم أتركه يشمت بتدميري فهوا الآن مُدمر مثلي

فتحت باب المنزل ودخلت متجنبا النظر لتفاصيله طاردا لذكرياتي فيه مع جميع

من مروا بي هنا كل حياتي لتأخذني قدماي فورا لغرفتنا في الأعلى , فتحت الباب

لتستقبلني رائحة عطرها فرغم الأميال التي تفصلنا الآن بقيتِ هنا يا دُره .. بقيتِ

مكانك .. بقيتِ حيث بقيت والدتي قبلك , وفي أي أرض وأي بلاد ستكونين قريبة

لأنك سترحلين معي في قلبي وكم أخشى من أني حين سأترك هذه الحياة سأكتشف

أني أخذتك معي هناك وسيرافقني طيفك حتى لقبري , توجهت للخزانة فورا فتحتها

وبدأت بجمع أغراضها وثيابها وكل ما وقع عليه نظري محتضنا جسدها يوما , جميع

الأشياء التي تحمل رائحتها أُخرجهم وأدسهم في حضني حتى جمعتهم جميعهم ولم

يتبقى إلا ما لم تلبسه سابقا ثم خرجت بهم من هناك وغادرت المنزل وتوجهت لمنفى

ذكرياتي للمكان الذي حوا كل ما يعني اسم أواس , حيث ذاك الفتى الصغير المحطم

حيث والدتي وحيث ستكون دُرر الآن لأنها معهم ومثلهم تماما أصبحت شيء من

الماضي لا يمكنني استعادته ولا امتلاكه ولا الرجوع له , تماما كما مات أواس ذاك

الفتى وماتت والدته ولن يرجعوا أبدا فها قد ماتت دُرر من عالمه أيضا ولن تعود

دخلت الملحق ورتبت أغراضها في الخزانة مخلوعة الأبواب الموجودة فيه عكس

أغراضي وأغراض والدتي المبعثرة أرضا , أرتبها ببطء وشوق وكأني أضع بينها

أحلامي وأماني تلك بحياة سعيدة معها , جميع ما حلمت به وتمنيته ها أنا أطويه الآن

مع طيي لثيابها , منزل وأولاد وضحكاتها وحضنها الدافئ ونظرتها الحنونة التي

أعشق وتكفيني وحدها من الحياة , كل شيء تبخر كل شيء أصبح محالا وأبعد من

المحال , رتبتها جميعها هناك ووضعت معها آخر أحلامي ثم توجهت للجدار المعلق

به ذاك الحبل وفككته منه فلم يعد لوجوده من داعي بعدما انتقمت ممن علّقه هنا

جلست بعدها على الأرض مستندا عليه بظهري ورأسي ناظرا للسقف وأغمضت

عيناي ببطء فها قد وصلت وحيدا يا أواس كما كنت وكما أخبرك ذاك الحلم فأنت

لم تُخلق إلا لتكون هكذا ظل رجل وبقايا إنسان عليه أن يعيش وحيدا وبعيدا عن

الجميع وكما قال ذاك المتوحش وأنا اثبت الأصفاد على يديه بصوته الكريه ذاك

( افعل الآن ما شئت فالمهم أننا كلانا خسرناها وكلانا خسرنا الحياة )

ورغم تجاهلي حينها لجملته تلك فأنا أعترف بأنها حقيقة وواقع لا يمكنني

نكرانه ولا تجاهله









*~~***~~*










رفعت هاتفي وأجبت عليها فوصلني صوتها الباكي قائلة

" أمي خذيني معك أرجوك لم أعد أحتمل هذه الحياة "

قلت بضيق " غدير وما في حيلتي أفعله أنتي تعلمي أن أواس لن

يوافق وهوا مسافر الآن والخطأ كان خطأك من البداية "

قالت بذات بكائها " أعلم ولن أكررها مجددا , أقسم أنه كان مخطط جمانة

ووالدتها هما من أدخلتا الفكرة لرأسي بأنه لديه المال وأني في منزله وهوا

وزوجته ليسا على وفاق وأنتي مقربة له وأخبراني ما أفعل وما ألبس حين

أكون هناك وعندما وقعت الأمور الآن على رأسي أصبحتا تبحثان عن

طريقة أخرى للتخلص مني "

انقبض قلبي حزنا على ابنتي الوحيدة عديمة الحيلة كوالدتها

وقلت بحزن " وأين والدك عنهما ؟ "

قالت بعبرة " لن يصدقني مهما قلت فأنتي تعرفيه جيدا , خذيني

معك أمي أرجوك فزوجة والدي ستتكفل بموافقته ولن يعترض

على ذهابي معك "

مسحت دمعتي وتنهدت بحزن وحيرة فلأعلم أنا أين سأرسى أولاً فغياب أواس

قد طال ولم يتصل بي والله أعلم يرجع حيا أم لا , قالت بحزن " خذيني معك

أمي أرجوك وأقسم أن ما حدث لن يتكرر , لا أريد البقاء هنا ولا الذهاب

لمنزل خالي سالم فزوجته وأبنائه أسوء من والدي وزوجته وابنتهم "

تنهدت وقلت " أخبرتك أنه مسافر وما أن يرجع سأتحدث معه وسأعمل

جهدي وسأطلب من زوجته أن تقنعه فهي ستنجح أكثر مني "

قالت من فورها " حاولي يا أمي أرجوك "

أنهيت المكالمة معها ومسحت بقايا دموعي من خداي , مصيرك يبدوا

كمصير والدتك يا ابنتي , عشت حياتي في بؤس منذ صغري وبعدما تزوجت

رأيت الأمرّين من زوجي وعشت معه عشر سنين لا يعلمهن إلا الله وبعد طلاقي

منه ذهبت لمنزل شقيقي سالم الذي رأيت المرّ من زوجته حتى خرج ابنه أواس

كالنور في الليلة السوداء المظلمة وانتشلني من تلك الحياة البائسة وكل مخاوفي

أن أرجع لشقيقي مجددا وتستمر معاناتي ومعاناة ابنتي وحياتي التي لم أعرف

فيها حنان الرجل ولم أسمع فيها الكلمة الطيبة ولا ابتسامة من شفتين محبة

لم أعرف إلا رجالا قساة عابسين ولم أسمع إلا الإهانات والتهميش









*~~***~~*









نظرت للجالس أمامي مطرقا برأسه للأسفل ثم لوالدتي فهذا حال إياس منذ

غادرت ترجمان مع خالي رِفعت فقد تغيّب عن المزرعة يوما كاملا لا نعلم

أين ذهب فيه وعاد بعدها ومزاجه هكذا سيء للغاية فهل سيكون خسرها بذات

الطريقة التي جعلها بها تحبه ؟ كانت خطته ناجحة جدا لكن مع شخصية مثل

ترجمان فإن العواقب من الطبيعي أن تكون وخيمة وما كان عليه أن يتخيل أنها

ستركض لحضنه فرحة بأنه لم يتزوج عليها وأن تترجم كل ما فعل بأنه يحبها

ويريدها أن تشعر بمشاعر توازي مشاعره نحوها فهذا كان سيصدر من شخصية

تشبهني أو تشبه حتى سدين أما ترجمان فالمستحيل بعينه , ووقوف خالي رِفعت

معها هذه المرة زاد الأمر سوءا فلو تركها هنا لوجد إياس طريقة للتفاهم معها

مهما احتدت خلافتهما ومهما صرخت واعترضت فقربها منه سيوفر له فرص

أكثر لتغيير رأيها وهذا كان مخططه وخالي باغته بقراره ولم يحتمل رؤية دموع

ابنة شقيقه التي ما توقع أحد أن يراها يوما , فهذه هي المرأة مهما كانت قوية فهي

حمقاء وضعيفة عندما تحب عكس الرجل الذي فُطر على كبت مشاعره مهما

تعاظمت , قلت بهدوء " ماذا حدث بشأن عملك اليوم لم أراك ذهبت "

رفع نظره بي وقال " هل لهذا أحضرتماني هنا ؟ "

نظرت له بحيرة ثم لوالدتي التي نظرت لي نظرة أفهمها جيدا فتنهدت بأسى

منها ومن إصرارها وقالت هي حينها " عمك تحدث مع رغد يريد خطبتها لبسام

بما أن عدتها انتهت وابنتها لن يأخذوها منها وطبعا قبل أن تتغير قراراتهم فجميعنا

نعلم أن خالد من يمسكهم عنا وإن لقي مصير شقيقه وجدنا أنفسنا في مشاكل

جديدة معهم وبزواجها وتنازلهم عنها ستنتهي كل تلك المشاكل للأبد "

نظر لي حينها بصمت فأرخيت نظري حين تذكرت كل ما قال سابقا عندما

أعادني لمنزلنا رغما عن أنف مصطفى وهذا ما قرأته في عينيه الآن

فقلت بشبه همس " الذي تريده سأفعله يا إياس وإن كان القفز في النار "

قال حينها بهدوء " وعمي تحدث معك يومها بهذا الخصوص ؟؟ "

أخفضت رأسي أكثر وقلت " نعم وقال يريد رأيي قبل أن يتحدث معك "

قال من فوره " وما رأيك أنتي ؟ "

جاهدت دموعي كي لا تسقط وقلت ببحة " لا أريد أن يأخذوا مني ابنتي

هذا فقط ما أفكر فيه والباقي لا يهم عندي ولا أريد نموذجا آخر عن

مصطفى وكل ما تقرره سأفعله "

وقف حينها وقال " إذا سأتحدث مع خالد كما وعدته لأخذ رأيه أيضا "

ثم غادر من فوره بعدما وضع النقاط على الحروف وبات رأيه واضحا لنا

وهوا موافقته التامة على بسام دون حتى أن يسأل أو يستفسر عن أي شيء

نزلت دمعتي ومسحتها سريعا فقالت والدتي بهدوء " ليس جميع الرجال

متشابهين يا رغد وبسام نعرفه من صغره لا يقارن بمصطفى أبدا

ولن يظلمك أنتي ولا ابنتك "

وقفت حينها في صمت وغادرت من هناك لغرفتي وأمسكت هاتفي أمسح

دموعي لتتوقف عن الجريان أكثر لأتصل بعمي الذي ماطلته طويلا وأعطيه

موافقتي واضعة مصيري بين يدي ابنه وكل مخاوفي من أن نعود للمحاكم

مجددا لأنتزع طلاقي منه , على الأقل عمي هناك ووعدني أنه سيكون معي

عليه فهوا يعلم أني إنسانة هادئة وخجولة حقي مهضوم دائما ومنذ صغري

وهذه المرة لن أسكت وسألجأ له ولإياس في أي شيء وأكون مطلقة ولا

أن أتحمل المهانة والضرب كالسابق ولنرى يا بسام ما سبب تمسكك

بي وأنا سبق ورفضتك وتزوجت غيرك








*~~***~~*










تعالت ضحكات الجميع لما يعرض على هذا المسرح الروماني لأشخاص

بلباسهم وأدواتهم وقد نجحوا في إضحاكي فعلا , ففترة بقائي هنا خلال هذين

اليومين عشت عالما مختلفا وكأن الزمن عاد بي للوراء ولولا أن الجالسين

حولي من الحاضر لضننت أني عدت لتلك الحقبة بالفعل , وأكثر ما يضحك

في هؤلاء الممثلين تعثرهم بهذه الثياب وسقوطها وعدم معرفتهم باستخدام

الأسلحة , نظرت للجالس بجانبي يتابع ما يجري مبتسما ثم عدت بنظري لهم

كم هوا شخصية مختلفة بل ورائعة لتعيش امرأة معه فلما حرم إحدى النساء

من رجل مثله لم يعد لهم وجود إلا نادرا ؟ علت التصفيقات والممثلين يحيون

الجمهور معلنين عن نهاية المسرحية وقال عمي رِفعت " الآن سيبدأ عرض

حقيقي للمبارزات قديما وصراع الثيران والأسود هل تريدين مشاهدته

أم نعود للفندق "

نظرت له وقلت بحماس " حقا يعرضون هذا أيضا ؟ "

ضحك وقال " نعم لكن ليس هنا "

قلت بذات حماسي " أجل فمسارح القتال لديهم مخصصة لذلك

وليست كهذه "

وقف وقال " ظننتك ستخافين كأغلب النساء ؟ فهيا فالعرض

مشوق وحقيقي أيضا "

وقفت من فوري ولحقته أسأله عن هوية من يُقدِمون على هذا ولا يخافون

وعلمت أن في الأمر مغريات مالية وأغلب من يفعلها ليسوا عرب وهم حقا

أغبياء ففي تلك الحقبة كان الرجال يتمتعون بالقوة البدنية ويبنون أجسادهم من

الصغر على القتال فما يدفع هؤلاء لفعل أمور شاقة هكذا ويواجهون أسدا

شرسا أو ثورا هائجا , وصلنا هناك مبهورة من المبنى ومن إتقانهم في بنائه

حيث كان دائريا وله أبواب عديدة تحيط به تليها سلالم توصلك للمقاعد الحجرية

التي تطل على الساحة الرملية الدائرية المحاطة بالمدرجات من جميع جوانبها

جلسنا هناك حيث انتشر في باقي المدرجات رجل كثر ونساء بلباس كلباسهم

ذاك الوقت والتيجان التي تأخذ شكل غصن الشجر على رءوس البعض ومنهم

من يمسك أغصانا للزيتون أو سعف نخيل يلوحون بها وما هي إلا لحظات

وأعلنوا عن بداية الجولة وفتحت الأبواب في الأسفل ودخل من أحدها رجل

نحيل شديد النحول فنظرت له باستغراب بل وصدمة فما في هذا الرجل ينفع

للقتال , ودخل من الباب الآخر رجل بدين بالكاد يمشي فتعالت الضحكات

ونظرتُ حينها لعمي بنصف عين فضحك وقال " من عقلك صدقتِ أنه

هناك من سيضحي بحياته لمنازلة أسد أو مبارزة شخص حتى الموت "

قلت ببرود " المشكلة أني صدقتك وفي القادم لن أصدق منك شيئا "

ضحك مجددا وقال " نتابع أم تريدين الخروج "

قلت مبتسمة " بل نتابع إلا إن أردت أنت أن نذهب "

قال مبدلا لي الابتسامة " لا بأس كنت فقط أريد أن أريك شيئا

عند الشاطئ لكن سنتركه للغد "

وقفت وقلت " هيا إذا فمن قال أنه سنبقى لغد "

نظر لي مستغربا فسحبته من يده قائلة " قد يجدّ أي أمر ونغادر

وأنا أريد أن أرى كل شيء هنا "

وقف حينها وغادرنا ذاك المسرح وخرجنا للرمال حيث الأمواج وانعكاس

ضوء الشمس عليها ينسيك حتى البرد وأنك في فصل الشتاء فمن يصدق أنه

قد يزور البحر في هذا الوقت من العام !! سرنا مسافة حتى وصلنا لما يشبه

القلاع الصغيرة أو منصات المراقبة في حصون القلاع القديمة التي يستخدمونها

لمراقبة قدوم العدو فركضت نحوها صارخة بحماس وصعدت سلالم إحداها حتى

كنت في الأعلى أشاهد منظر البحر واليخوت والقوارب البعيدة بعض الشيء , كان

منظرا رائعا ومكانا يشرح النفس وينسيك كل شيء كما سبق وقال , نظرت جانبا

حيث الذي جلس بجواري على أحد المقاعد الحجرية الصغيرة الموجودة فيها وقلت

بحماس " عدني أن تحضرني هنا في الصيف فالبرد لم يتركني أستمتع كما أريد "

قال بضحكة " تعالي أنتي وزوجك ما شأني أنا وما موقعي من هذا ؟ "

ماتت ابتسامتي ونظرت للأفق وقلت " عمي لا تقل أنك ستجبرني

لأني لن أرضى "

قال بصوت مبتسم " ومن قال ذلك ؟ أنا أعني بملء إرادتك "

قلت مغيرة مجرى الحديث " لما لم تتزوج بعد زوجتك ؟؟

ما يعجبك في الوحدة "

لاذ بالصمت ولم يعلق فقلت " سنوات كثيرة مرت على طلاقك

لها , لو كنت تزوجت لكانوا أبنائك في عمري "

تنهد وقال " أخذت نصبي ومقتنع بوحدتي "

كنت سأتحدث فسبقني قائلا " أنهي الموضوع أو عدنا

لموضوع زوجك "

رفعت قدماي وضممت ساقاي متكئة بذقني على ركبتي أراقب

البحر وقلت " لا بالله عليك "

فضحك ضحكة صغيرة ووقف قائلا " سأذهب لأحضر شيئا

نأكله ونتناول غدائنا هنا "

وغادر بعدها تاركا إياي وحدي أهيم بنظري في ذاك الأفق البعيد لتعاودني ذكرى

ما حدث مجددا فتأففت وخبأت وجهي في ركبتاي فمنذ متى كانت ترجمان هكذا ؟

لم أكن حياتي أعرف معنى أن أشرد بنظري في الفراغ أسبح في ذكريات مرت

ومضت ولم يسيطر رجل يوما على ذرة من تفكيري , شعرت بيده على كتفي

فرفعت رأسي ونظرت للبحر مجددا قلت " عمي لما أنتم الرجال لا تعرفون

الحب وتريدون انتزاعه بشراسة من المرأة لتستعبدوها "

لم يجب طبعا فقلت بحنق " أعلم دون أن تجيب لأنكم متملكون وأنانيون "

تحركت يده ماسحة على ظهري وخرج صوته قائلا " بل نحب بتملك وأنانية "

فوقفت من فوري والتفت لصاحب الصوت الذي لم يكن من ظننت بل ...

قلت بضيق " ماذا تفعل هنا وماذا تريد مني ؟ "

توجه بخطواته نحو حافة المنصة وقال ناظرا للبحر " المكان هنا

جميل , خالي رِفعت رجل لا يستهان به "

ضغطت قبضة يداي بقوة ناظرة لظهره وخصلات شعره التي تحركها

الرياح البارد وقلت بضيق " هوا من أخبرك عن مكاننا أليس كذلك ؟ "

التفت لي وقال " أينما كان سيأخذك كنت سألحق بك "

قلت بذات ضيقي " لماذا ؟ "

ركز نظره وعيناه العسليتان الواسعة على عيناي وقال بهدوء

" عودي معي للمنزل "

هززت رأسي بلا بقوة فقال " عودي لنتفاهم وحدنا بعيدا

عن الناس يا ترجمان "

قلت بإصرار " لن أعود معك ولا حياة لنا معا "

بقي ينظر لي بصمت تاركا المجال لنظراتنا فقط تتحدث واقفا أمامي موليا

رياح البحر ظهره تحرك ياقة معطفه الشتوي وخصلات شعره الناعم القصير

وتتلاعب بخصلات شعري الطويل وكل واحد يرسل الكثير بنظراته الجامدة

حتى سرقنا الصمت وصوت الموج فقلت " لن أرضخ لك يوما يا إياس "

قال بابتسامة تهكم " لكنك لي ملكي وسترجعين لي "

قلت هامسة ببرود " مغرور "

ابتسم وقال برقة " وأحبك "

تراجعت للخلف خطوة وقلت بحنق " كاذب "

قال بذات ابتسامته " وتحبينني "

صرخت رامية بيدي " أصمت "

ففتح ذراعاه لي وقال " تعالي ويكفي مكابرة "

فقلت بحدة " من تضن نفسك ؟ "

رفع ذراعيه أكثر وقال " تعالي ولك ما تريدين "

كرهت حينها ذاك الشعور الذي ناداني لذاك الحضن وكرهت رؤيتي

لذاك الصدر العريض بشكل مختلف عن السابق بصورة تحكي المعنى

الحقيقي للاحتياج والبحث عن الأمان , لكني لا أحتاجه لا أريده وفي غنى

عنه فلطالما كنت نفسي ولم أحتج لأحد , قلت بجمود " لم يولد

بعد من يكسرني وأرضخ له "

أنزل ذراعيه وقال ببعض الضيق " ترجمان توقفي عن

قول الحماقات "

قلت بحنق شديد " أجل فأنا التي لا أتوقف عن فعلها "

اقترب مني حينها وأمسك ذراعاي وقال ووجهي في وجهه رافضة

أن أحني رأسي وأنزله " ما فعلتُه كان من أجلنا "

قلت بهمس " أخرج من حياتي "

قال بجمود " لا تنتظري ذلك ولا تفكري فيه "

أبعدت يداه وقلت " إذا أنا من سأفعلها "

وتابعت وأنا أنزل السلالم الدائري " وإن كان لك كرامة فطلقني "

وأكملت باقي الدرجات راكضة أشعر أن كل حرف قلته خرج بخنجر في

قلبي فإن كان يريد النطق بها فلا أريد سماعها من شفتيه , وصلت للأسفل

وخرجت وكان عمي واقفا هناك وفي يده أكياس طعام فاجتزته راكضة

وقائلة بضيق " أخرجني من هنا فورا وخذني لمنزل شقيقتي "

وتابعت ركضي ووجهتي مبنى الفندق








*~~***~~*









راقبتها باستغراب وهي تركض مبتعدة بخطواتها فوق الرمال ثم توجهت

بنظري للذي نزل من البرج الحجري فقلت ما أن رأيته " ما جاء بك ؟ "

وقف أمامي يديه في جيوب معطفه وقال ببرود

" زوجتي ما جاء بي طبعا "

قلت بضيق " ألم أخبرك أن تتركها وكنت سأتحدث معها

ولكن ليس الآن وليس وقته يا إياس "

قال بضيق مماثل " خطأك يا خالي إخراجك لها من منزلي , لو

تركتها لكنت حللت الأمر بسرعة "

قلت بحدة " نعم منك أتعلم الصواب من الخطأ "

قال بذات ضيقه " لما تفهم كلامي دائما على أنه إهانة لك "

قلت بجدية " وقفت معك ضدها كثيرا وصدّقت أنك تحبها وكل كلامك

ذاك سابقا والآن أثبت لها بنفسك ذلك واجعلها ترضى عنك "

ثم تابعت بجمود " وأحذرك فترجمان ليست من النوع الذي تعرف من

النساء ورضاها عنك لن يكون بالأمر السهل حتى إن سجنتها في

غرفة معك وليس في منزل "

ثم تركته وغادرت حيث ذهبت تلك هاربة وما سيخلصني منها الآن

فمؤكد تضن أني من أخبره عن مكانها وأن كل شيء حدث باتفاق بيننا

فما أتعسك من بشر إن وجدت نفسك بين حبيبين متخاصمين فستكون أنت

المتهم في كل شيء وممسحة لأخطائهم , وصلت الفندق ودخلت غرفتها

فكانت تجمع ثيابها وأغراضها فقلت " لما تتركيه يفسد رحلتنا تجاهليه تماما "

رمت الثياب في الحقيبة وقالت بحنق " أنا غاضبة منك أنت أيضا مثله

وأكثر منه فلا تتحدث معي "

قلت بضيق " ترجان احترميني "

فهذا طبعي أكون سمحا في كل شيء إلا إن قلل مَن أمامي مِن احترامي

قد يكون عيبي الوحيد لكن هذا الأمر يضايقني حقا وأكره أن يعتقد من يقترب

مني أني متهاون في كل شيء , نظرت لي بعينيها التي بدأ يشوبها الاحمرار

وأعلم تماما لما فهي الآن تمسك دموعها فلازالت هذه الطفلة الشرسة مجروحة

منه وتشعر بالإهانة وترفض الرضوخ والبكاء , قلت مغادرا الغرفة

" سنغادر إذاً ولا تحلمي أن أجلبك هنا مجددا "

وغادرنا بعد قليل ولم أرى إياس ولست أعلم بقي هنا أم غادر قبلنا وكانت

الجالسة بجواري صامتة طوال الطريق وتفرك يداها بقوة وغيظ وكأنها

تفرغ شيئا من انفعالها بهما فتنهدت وتابعت قيادتي في صمت فأمامنا وقت

طويل حتى نصل ورفيقتي يبدوا ستقضيه في الصمت , شغلت حينها المذياع

وبدأت أدندن مع أنغامه وأصابعي تتراقص على المقود الممسك له فمن قال

أننا رجال الشرطة والجيش بلا قلوب ولا نستمتع ببهجة الحياة !! بلى نحن

أكثر من يحتاج ذلك ويستمتع به








*~~***~~*










فتحت عيناي ببطء أشعر بضبابية تغشوهما وأشعر وكأن ثمة من يكبل

يداي وساقاي وعاجزة عن تحريكهما سوا حركة بسيطة لأطراف أصابعي

حاولت أن أجول بنظري في السقف فوقي وقد لاح لي خيال ما بقربي لا

أتبينه جيدا فقلت بكلمات مخنوقة بالكاد استطعت إخراجها " مااء "

فشعرت فورا بيد رفعت رأسي وبشيء لامس حافة شفتاي واندفع ماء بارد

شعرت وكأني لأول مرة في حياتي أشربه , كان طعمه مختلفا عن كل الماء

الذي شربته فما أروع الماء على العطش الشديد , أعادت تلك اليد رأسي

للأسفل وابتعد واختفى عن ناظري , رفعت يدي ببطء ومسحت عيناي

ويبدوا أن جرعة الماء تلك أعادت لي شيئا مما فقدته من وعيي وتلاشت

الضبابية عن عيناي قليلا وانفتح الباب حينها ودخل جسد لرجل فقلت من

فوري هامسة ولم أرفع عيناي لملامحه " أواس "

لتقف جميع حواسي وتسمرت عيناي حين وقع بصري على ملامحه , ذاك

الشاب صاحب العينين الخضراء الذي رافقني في رحلتي لكن ما يفعل هنا بل

أنا ما الذي أفعله في هذه الغرفة التي لا أعرفها ؟؟ دخل من الباب شخص آخر

بل امرأة وقالت مبتسمة " هل رأيت استعادت وعيها كما أخبرتك "

ثم اقتربت مني وجلست على طرف السرير وقالت ماسحة على شعري

" دُرر هل أنتي بخير هل تشعرين بشيء ما ؟ هل نستدعي الطبيب "

جلست حينها بمساعدتها دون أن أجيب على سيل أسألتها القلقة ثم مددت

يدي لحجابي الموضوع على الطاولة بجانبي فهرعت لمساعدتي على

ارتدائه ودخلت حينها امرأة أخرى دفعت الشاب قليلا لتعبر قائلة

بابتسامة واسعة " ابتعد بني دعني أراها وأسلم عليها "

ثم اقتربت مني وأمسكت ذرعاي وقبلت خدي قائلة بسعادة

" حمدا لله على سلامتك يا دُرر , كم سعدنا بعودتك "

نظرت لهم باستغراب واحدا واحدا ثم قلت بشبه همس

" أين أنا ومن أنتم ؟؟ "

أمسكت تلك المرأة صاحبة النظرة الحنونة الحزينة بكفي وقالت

" أنا من حرمني جدك منك لسنوات طوال منذ كنتِ في الثالثة من

عمرك وأضاعك وحرمني حتى من البحث عنك "

ازدادت نظرتي صدمة وحيرة وقلبي بدأ يقرع بقوة وعقلي يحاول

ترجمة كل هذا , نزلت دموعها ترافق ابتسامتها الحزينة فملأت

دموعي عيناي فورا وقلت بهمس مصدوم " أمي "!!

ضمتني لحضنها بسرعة وقالت ببكاء " يا قلب أمك يا قطعة منها

فقدتك لسنوات , ما أسعدني بهذه الكلمة من شفتيك يا ابنتي "

انهرت حينها باكية وقد عجزت حتى عن تحريك يداي المرميتان بجانبي

لأبادلها هذا العناق وهي تضمني لصدها بقوة , أمي وحضن الأم ورائحة

الأم وحنانها وصوتها أشياء لا يمكن وصفها ولا تعويضها , آه كم فقدتك

يا أمي كم نمت أحتاجك وكم استيقظت أشتاق لك لأنك كنتِ طيف بعض

أحلامي ورأيت وجهك في منامي بجميع وجوه النساء إلا هذا الوجه لم

أراه , ضمتني لصدرها بقوة أكبر قائلة " يكفي بكاء يا صغيرتي فأنتي

ما تزالين متعبة ولا أريد أن أخسرك بعدما وجدتك "

لكن بكائي لم يتوقف ولم يخف أبدا بل ورفعت يداي أخيرا وتعلقت

بثيابها بقوة وكأني أخشى أن تكون خيال ووهم ويختفي وأجد نفسي

في العراء وحيدة وبسبب الجوع والعطش أتخيل وأتوهم كل ما يحدث

الآن , جلست المرأة الأخرى بجنبها ومسحت على ظهري قائلة

" حمدا لله الذي قرّ عين والدتك برؤيتك فدمعتها لم تنشف لسنوات

منذ أخذك منها ذاك الطاغية المتجبر وحرمها حتى من العيش هناك

ورؤيتك ولو من بعيد وازداد حزنها وبكائها بعد اختطافك "

ابتعدت عن حضنها ومسحت دموعها ثم قبلت يديها وقلت بعبرة

" ما أسعدني بلقائك , ظننت أني لن أراك أبدا وأنك ميتة "

قبلت يداي المحتضنة ليديها ثم ضمتني لحظنها مجددا وقالت بحزن

" حرمني منك حرمه الله من حياته , وأشاع خبر موتي هناك كي لا يبحث

عني أحد , ومن سيبحث عني ووالدك مات بعد ولادتك وقد هربت هنا مع

جدتك وخالتك فوجدنا جدك بعد ثلاث سنين وأخذك من حضني وهددنا

وسجننا في هذه البلاد وحاربنا كل هذه السنوات لنبقى مختبئين في

مكاننا كالأرانب في جحورها "

تعلقت بحضنها مجددا وقلت ببكاء " أذاه طال الجميع كسر الكثير من

القلوب وأبكى العديد من الأعين , هذا ليس ببشر أبدا وكان سيحرمني

من رؤيتك باقي حياتي ومن معرفة أنك على قيد الحياة "

أبعدتني عن حضنها قائلة " أمسكوا به وسينال جزاء أفعاله "

ثم أمسكتْ كتف الجالسة بجوارها وقالت " وهذه خالتك راحيل "

حضنتها مبتسمة بحزن وقالت وهي تطبطب على ظهري

" ظننت أني سأبقى في طرف الصورة "

ثم ابتعدت عني ونظرت للواقف هناك في صمت وقالت

" قصي اذهب وأحضر جدتك بسرعة فستغضب منا "

قلت من فوري " هل هي جدتي ؟ "

فيبدوا هذا ابنها من أعينهم الخضراء ويبدوا أني أخذت هذا اللون من

عائلة والدتي وإن كانت جدته فهي جدتي التي قالت أنها هربت معها

إلى هنا , غادر حينها قائلا ببرود " نعم فهذه حصتي من كل هذا "
نظرت لهما باستغراب فقالت خالتي مبتسمة " يبدوا غضب

لأننا لم نعرفك به وتركناه للأخير "

قلت باستغراب " أليس ابنك ؟ "

هزت رأسها بلا وقالت والدتي " بلى ابنها للأربع وعشرين سنة

مضت ومن الآن لن يكون إلا ابن والدته وشقيق ابنتي بعدما

اختفى جده من حياتنا "

زحفت حينها من السرير صارخة " قصي "

وغادرته بخطوات مترنحة أستند بكل ما أمر به في طريقي في هذه

الشقة الصغيرة حتى وصلت عند الواقف أمام الباب ينوي الخروج

وارتميت في حضنه سريعا لتطوقني ذراعاه القويتان وقال بصوت

مبتسم " تذكروا أن يعرفوا عني أخيرا "

دسست وجهي في صدره أبكي وأشهق بكلمات لم يفهمها بالتأكيد فما هذا

اليوم الرائع الذي جلب لي كل هذا .. أُم وشقيق وخالة وجدة .. أي عائلة يا

دُرر !! لك عائلة ولستِ وحيدة كما ضننتِ كل هذه السنوات , لك أهل

وليس جدك المجرم ذاك فقط , قبّل رأسي وقال بصوته الجهوري

" يكفي بكاء يا شقيقة قصي فها قد أضافوا على عنقه امرأة أخرى "

سمعت ضحكات من خلفي فابتعدت عن حضنه وقالت خالتي

" أنكر أنك كنت تبحث عنها سرا وأنه جن جنونك حين علمت

أنها هنا ووسيلة للقبض على جدكما "

قال بضيق " لا تقولي جدكما نحن بريئان منه "

ثم فتح باب الشقة وقال مغادرا " لأذهب لإحضار عروسي

الرابعة قبل أن تقلبها على رأسي "

وغادر مغلقا الباب خلفه على نظراتي الغير مصدقة ودموعي المتناثرة

بعده حتى شعرت بيد أمسكت كتفي وذاك الصوت الهادئ الحنون

قائلا " ادخلي لترتاحي يا دُرر "

التفت لها ومسحت دموعي وقلت " وأين أواس ؟هل أصيب هل

هوا بخير ؟ هوا زوجي وجاء معي هنا "

نظرت لخالتي ثم لي ولم تتحدث أيا منهما فقلت بريبة

" ماذا يا أمي لما لا تجيبين ؟ "

سحبتني من يدي قائلة " عودي لسريرك أولا وسنتحدث "

تبعتها بصمت وحيرة حتى أجلستني على السرير مجددا وغطت

جسدي باللحاف فقلت " ألم تروه ؟ ألم يأتي هنا ؟ "

قالت بشيء من التردد " بلى جاء وهوا من أحضرك مع قصي ووضعك

على هذا السرير بنفسه ومن بحث عنا ووجدنا وأخبرنا عنك "

قلت من فوري " وأين ذهب ؟ "

نظرت لخالتي ثم للأسفل وقالت " غادر البلاد وعاد لبلاده "

قلت بصدمة " ماذا !! غادر وتركني هنا ! كيف ؟؟ "

نظرت لي وهزت رأسها بحيرة وقالت " لا أعلم كان مع قصي

وهوا من أخبرني عن مغادرته و...... "

توقفت ولم تتابع كلامها فقلت بنظرة رجاء معلقة بعينيها

" وماذا يا أمي ؟ "

تنهدت وتوجهت لدرج طاولة التزيين وفتحت الدرج وأخرجت منه

ظرفا ورقيا واقتربت مني ومدته لي قائلة " ترك هذا وقال لي أسلمه

لك في يدك فمؤكد ستعلمين شيئا بعدما تري ما فيه "

أخذته منها بسرعة وفتحته بقلب نبضاته تقرع بجنون وكل ظنون العالم

لعبت بي فما معنى أن يذهب ويتركني مع هذا الظرف الورقي ! أن يوصلني

لعائلتي ويرحل وهوا من قال أني سأكون مستقبله إن بقي حيا وانتقم من جدي

فها هوا سلمه للعدالة ولازال على قيد الحياة , فتحت الورقة المطوية على أربع

بعدما أخرجتها منه وتركت البقية متأملة أن يكون فقط يريد تخييري لأن عائلتي

قد يكونوا رفضوا العودة للوطن , بدأت القراءة بحدقتين تائهتين ويد تمسك الورقة

برجفة خفيفة وكان فيها ( دُره حبيبة أواس وعدّتك أن لا أتركك بعدي مجهولة

المصير , وعدتك بالكثير وقد أكون وعدت بأشياء فوق طاقتي أو هكذا اكتشفت

دُره طفلتي وحبيبتي منذ رأتها عيناي أول مرة وفقدتها في حياتي أكثر من فقد

جميع عائلتها لها , كوني سعيدة هذا فقط ما أريد وهذا فقط ما يهمني , تركت

لك معرض السيارات ونصف محلاتي بيعا وشراء باسمك لتضمني وعائلتك

مستقبلكم ما أن ترجعوا للبلاد )

ملئت دموعي عيناي محاولة فقط أن لا أفسر وأحلل شيئا حتى أفهم سبب كل هذا

رغم وضوحه جيدا , مسحت عيناي بقوة وتابعت قراءة كلماته ( لم أستطع تحريرك

مني لم تطاوعني نفسي فاصبري قليلا حتى يحدث ذلك وتري مستقبلك , سامحيني

يا دُره فلا يمكننا الاستمرار معا ولا شرح أسبابي فأعدّيها كما تريدين لكن لا

تكرهيني أرجوك وكما سبق وأخبرتك لو تركتك يوما فلن أتركك

إلا من أجلك ... أحبك )

صرخت حينها بقوة " لاااااا لن يرحل ويتركني "

فأمسكت أمي بذراعاي وكانت تقول شيئا لم أفهمه من بكائي الهستيري

وصراخي فضمتني لحضنها بقوة فقلت بنحيب " كيف هذا لما تركني

ولماذا ؟؟ لا يمكنني العيش بدونه يا أمي , لما لا يفهم ذلك لما "








*~~***~~*









كنت أستمع بانتباه للواقف بجانبي يسرد متطلبات الحظائر وما يلزم القطعان

والمزرعة ونظري على الأبقار المصفوفة أمامي في الأماكن المخصصة

لها وآلات الحلب الصناعية معلقة بضروعها والعمال يتنقلون بينها فإنتاجنا

في تطور ونستعد لزيارة اللجنة من حماية البيئة والحيوان للفحص وتقديم

النتائج عن منتجنا لوزارة الصحة في عملهم السنوي وكنت سأقول شيئا

لولا أوقفني الطيف الذي وقف بجانبي لرجل بلباس أسود من معطف طويل

وبنطلون فنظرت له سريعا فلم يكن إلا آسر الذي كان نظره على الأبقار

الكثيرة المصطفة أمامنا ورفع يده أماما لأفاجئ بالمسدس الموجود فيها

ففتحت فمي بصدمة وهوا يصرخ قائلا " ابتعدوا جميعكم "

فتحرك العمال بصراخ وعشوائية وفي ظرف ثواني معدودة كان المكان خال

منهم لتنطلق الرصاصات تباعا من مسدسه تسقط الأبقار واحدة بعد الأخرى

بإصابات مباشرة في الرأس ولم أفق من صدمتي إلا وهوا يخرج مخزن

المسدس ويضع غيره وعاد لرمي الأبقار فشددت له يده وقلت صارخة

" هل جننت ؟ ماذا تفعل "

دفعني قائلا بغضب " نعم جننت والمواشي سبقتها منذ قليل وأحرقت

حقول الشعير والقمح أيضا وإن كنتِ تستطيعين شيئا فافعليه "

قلت بصراخ غاضب على صوت تغو الأبقار الهائجة بسبب ما يجري

" بلى لدي وهوا قسم الشرطة يا رجل القانون "

فاستمر فيما يفعل دون حتى أن يلتفت لي ورمى المخزن الفارغ وأخرج

ثالثا من جيبه فتحركت ووقفت بينه وبينهم رافعة ذراعاي جانبا وقلت

بحدة " أقتلني معهم إذا لما تنتقم مني بهم وتتركني "

بقي ينظر لي بصمت ومسدسه موجه لوجهي فقلت بغضب " افعلها الآن

فأنا جزء مما ورثت من تلك العائلة الجشعة محبة المال فتخلص مني "


تقدم نحوي حينها وأمسك يدي وسحبني منها بقوة لم تجدي معها لا مقاومتي ولا

صراخي ولا ضربي ليده حتى أخرجني من الحظيرة ودفعني خارجها لأسقط

أرضا وعاد هوا للداخل وأغلق بابها خلفه ولم أعد أسمع سوا صوت الطلاقات

المتلاحقة في الداخل فوقفت وتوجهت للباب أدفعه وأضربه بقدمي بقوة وأصرخ

منادية له حتى توقف صوت إطلاق النار وصوت ثغاء الأبقار وانفتح الباب حينها

وخرج وغادر مارا من أمامي وكأنه لا يراني فدخلت للداخل وشهقت بصدمة لمنظر

جثث الأبقار التي ملئت الحظيرة تسبح في دمائها ولم يبقي ولا حتى واحدة فخرجت

راكضة حتى وصلت حظيرة المواشي وكان بابها مفتوحا والعمال يقفون في الخارج

منهم من يهز رأسه بأسى ومنهم من يضرب كفيه ببعضهما فدفعت من كان أمامي

حتى وصلت الباب ووقفت أنظر بصدمة للمشهد المشابه لما رأيت منذ قليل فانهرت

على الأرض وبدأت دموعي بالسقوط , لا ... مستقبلي مستقبل شقيقتاي كله ضاع

كله اختفى ومؤكد أحرق الحقول أيضا كما قال , صرخت ببكاء أضرب الأرض

بكفاي وقد غادر جميع من كان يقف هنا فهم يعلمون أنه لم يعد لهم عمل في هذه

المزرعة ولا داعي لبقائهم ولم تبقى سوا سراب وأطلال كل ما كان هنا , كل تعبي

وجهدي وأحلامي بمستقبل مضمون لي وشقيقتاي , فقط هذا كل ما أردت فهل هوا

كثير علي ؟ ألا أستحق هذا ؟ مؤكد الآن سيطالب التّجار بأموالهم والعمال برواتبهم

التي لم يأخذوها بعد وسنضطر لبيع المصنعين والمزرعة للسداد ولن يبقى لي سوا

نصف ذاك المنزل وبعض المال في المصرف , هذا إن لم ندفعه أيضا كي لا يكون

مصيرنا السجن , وقفت بعدها وتوجهت للسيارة التي لازالت تنتظرني وركبت في

صمت موحش لا أعلم بما أصف شعوري حينها .. قهر وحسرة وغضب وأمور

لا يمكنني وصفها , قلت ما أن تحرك " عد بي للمنزل "

ولا خيار غيره أمامي وقسما لولا العائلة التي تعتمد عليه لرفعت عليه قضية

ليدفع لي حصتي أو يتعفن في السجن , رن هاتفي فأخرجته من حقيبتي وكان

مدير المصنع وقال ما أن فتحت الخط " سيدة سراب جاء شريكك منذ قليل

وسكب جميع ما في الخزانات في الأرض واغرق أرضية المصنع والمعامل

بالحليب وأشعل النار في مشتقاته التي تم أنتاجها خلال هذا الأسبوع "

أمسكت جبيني بقوة وتابع هوا قائلا " واتصل بي السيد بشير وقال أنه فعل

ذلك بالدقيق والمنتجات في مصنع المخبوزات والمطحن أيضا "

فأغلقت الخط في وجهه دون رد ورميت الهاتف جانبا واتكأت بجبيني على

ظهر الكرسي الموجود أمامي وتركت العنان لدموعي في بكاء صامت فما

أقسى ضربتك هذه لي يا آسر وما أقسى أن يواجَه الحب بأفعال لا تنم إلا

عن الكراهية , وصلنا المنزل وكان ثمة سيارة تخرج منه لا أعرفها ولم

أرها سابقا وقد ابتعدت في الاتجاه الآخر ولم أتبين هوية راكبها فيبدوا شخصا

واحدا , دخلنا سور المنزل ونزلت بسرعة حين رأيت الواقفة تولي ظهرها

لي وبجانبها حقيبتها وصرخت متوجهة نحوها " ترجماااان "

فالتفتت لي من فورها وضممنا بعضنا بقوة لتنطلق باقي دموعي التي لم أسكبها

بعد فها هي غادرت من جحيمها وتركت لهم حياتهم البائسة تلك وتحررت أخيرا

من قيودهم , أبعدتها عني ونظرت لوجهها وقلت بصدمة " ترجمان تبكي !! "

مسحت دموعها بقوة وعادت لمعانقتي مجددا فضممتها بقوة وقلت ببكاء

" دمرونا وابكونا لا وفقهم الله جميعهم "



المخرج : بقلم الغالية أغاني الوفاء

لففت حبالك حول قلبي واحكمت شده،، بات قلبي ملتهب بالمشاعر مهيج بالأنفعالات،، قيد الإنفجار في أي لحظة...
ياساجني تمهل ،تريث ، الرحمة أرجوك...
نهايتي باتت وشيكة ،،نهاية مقاومتي باتت تتضح ..
كرهتك ،ثم عشقتك ،ترنمت بحبك ..
الايكفي هذا لتخفف من حدة الاعيبك ،،براثن خبثك،، شباك فخك..
فلاتزيدها لكي لاتنقلب الأمور ضدك
<فالنار لاتحرق الا واطيها>

سلمت يداك



نهاية الفصل .... موعدنا القادم مساء الخميس إن شاء الله

 
 

 

عرض البوم صور فيتامين سي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
جليد, حسون
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:15 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية