منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء (https://www.liilas.com/vb3/f498/)
-   -   (رواية) حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل الثاني والستون واﻷخير) (https://www.liilas.com/vb3/t202620.html)

برد المشاعر 22-11-15 02:58 AM

حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل الثاني والستون واﻷخير)
 


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




أسعد الله صباحكم وكل أوقاتكم بكل حب وها قد عدت لكم

كما وعدت وأتمنى أن أكون عند ظني بكم


بداية أحب أشكر كل من قدم لي يد العون فيها , أختي الغالية

طعون ودفعها التشجيعي لي لأني كدت أوقفها والعزيزة على

قلبي الأخت فيتامين سي لما قدمته من الكثير والكثير لي الآن

وسابقا وجميع من انتظروا الرواية وشجعوني على المضي فيها


الرواية لم تكتمل عندي بعد ومن أجلكم قدمت وقت تنزيلها وآمل

أن تنال استحسانكم وأن نقضي معها وقتا كأوقاتنا الجميلة السابقة



الغلاف هدية الأخت فيتامين سي جزاها الله كل خير هي وكل

من تعب عليه لكي تقدمه لي وكانت أروع هدية لي بعد قصيدتها

السابقة الرائعة عني وعن كتاباتي فلك جزيل الشكر والعرفان




http://i.imgur.com/svw3yuY.jpg



ولنبدأ بعون الله الواحد الأحد



روابط الفصول

المقدمة والفصل اﻷول في الصفحة اﻷولى
الفصل الثاني
http://www.liilas.com/vb3/t201397-28.html#post3576469
الفصل الثالث
http://www.liilas.com/vb3/t201397-53.html
الفصل الرابع
http://www.liilas.com/vb3/t201397-73.html#post3577976
الفصل الخامس
http://www.liilas.com/vb3/t201397-94.html#post3578794
الفصل السادس
http://www.liilas.com/vb3/t201397-106.html#post3579407
الفصل السابع
http://www.liilas.com/vb3/t201397-114.html#post3579945
الفصل الثامن
http://www.liilas.com/vb3/t201397-130.html#post3580820
الفصل التاسع
http://www.liilas.com/vb3/t201397-168.html#post3581966
الفصل العاشر
http://www.liilas.com/vb3/t201397-169.html
الفصل الحادي عشر
http://www.liilas.com/vb3/t201397-182.html
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر والخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الحادي والعشرون
الفصل الثاني والعشرون
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
الفصل الخامس والعشرون
الفصل السادس والعشرون
الفصل السابع والعشرون
الفصل الثامن والعشرون
الفصل التاسع والعشرون
الفصل الثلاثون
الفصل الحادي والثلاثون
الفصل الثاني والثلاثون
الفصل الثالث والثلاثون
الفصل الرابع والثلاثون
الفصل الخامس والثلاثون
الفصل السادس والثلاثون
الفصل السابع والثلاثون
الفصل الثامن والثلاثون
الفصل التاسع والثلاثون واﻷربعون
الفصل الحادي واﻷربعون
الفصل الثاني واﻷربعون
الفصل الثالث واﻷربعون
الفصل الرابع واﻷربعون
الفصل الخامس واﻷربعون
الفصل السادس واﻷربعون
الفصل السابع واﻷربعون
الفصل الثامن واﻷربعون
الفصل التاسع واﻷربعون
الفصل الخمسون
الفصل الحادي والخمسون
الفصل الثاني والخمسون
الفصل الثالث والخمسون
الفصل الرابع والخمسون
الفصل الخامس والخمسون
الفصل السادس والخمسون
الفصل السابع والخمسون
الفصل الثامن واالخمسون
الفصل التاسع والخمسون
الفصل الستون
الفصل الحادي والستون
الفصل الثاني والستون واﻷخير










برد المشاعر 22-11-15 03:15 AM

رد: حصون من جليد
 




~ رواية حصون من جليد ~




المقدمة







غرفة ذات جدران قاتمة اللون رغم طلائها الفاتح ومكتبة برفوف

ضخمة خشبية مدعمة بالحديد كي لا تتآكل مع مرور الزمن ورجل يليق

بهذا المكان بمعطفه الخريفي الرمادي رغم أننا في فصل الصيف وطاولة

واحدة أمامها كرسيان فقط ليس لضيق المكان لكن لأنه لا يدخله أكثر من

شخصين, أخرج ذاك المجلد الكبير الذي أكله الغبار وإهمال ما فيه مع

مرور السنين ثم رماه على الطاولة ليصدر صوتا ثقيلا غليظا وكأنه

كيس رمل سقط عليها ثم نفخ جوانبه بشفتيه بقوة نثرت غباره عليهما

ليزيد سوء هذا المكان الكئيب الذي يسبب الاختناق بسبب الحرارة

وانعدام ضوء الشمس والهواء النقي فيه

فتحه وورق بضع أوراق حتى وصل للرقم المطلوب ( مجموع

القضايا المدونة والموثقة من القضية 1577 إلى القضية 1597)

تتبعها بإصبعه حتى وقف على الأرقام المطلوبة ثم أغلقه من جديد

وقلبه وفتحه من الجهة الأخرى وورقه حتى وصل لصفحاتهم ثلاث

قضايا متشابهة ومتتالية في نفس اليوم وبأوقات مختلفة وها هوا

يُفتح ملفها المنسي منذ عشرين عاما , نظر لهما ثم قال

" ها هوا المطلوب القضايا والمحاضر وأسماء الشهود

وكل ما يتعلق بها مدون ومثبت بالوقت والتاريخ "

ثم نظر للصفحة مجددا وتابع " 22/ 5 / 1990 الساعة السابعة

صباحا اختفاء الطفلة ( ترجمان أحمد صياد ) العمر 4 سنوات

الظروف غامضة والأسباب غامضة وبعد ثلاث أعوام أغلقت

القضية ودونت ضد مجهول

22 / 5 / 1990 الساعة الثالثة ظهرا اختفاء الطفلة

( سراب حلمي نصران ) العمر3 سنوات الظروف غامضة

والأسباب كذلك مجهولة , بعد عامين أغلقت القضية

ودونت ضد مجهول

22 / 5 / 1990 الساعة الثامنة مساءً الطفلة ( دُرر علي رضوان )

العمر 5 سنوات اختفت تحت ظروف غامضة أيضا لتُغلق القضية

بعد أربعة أعوام ودونت ضد مجهول كسابقتيها "

ثم رفع رأسه لهما وقال " أروني الإذن من المحكمة لفتح

ملف القضية مجددا لو سمحتما "









الفصل الأول







وضعت يدي على كتفه ونحن ننظر للثلاثة القادمين جهتنا ببذلتهم

العسكرية والنجوم التي تزين أكتافهم بأجساد بناها كثرة التدريب

الشاق لسنوات على الأرض وفي الجو وفي البحر في هذه البلاد

وخارجها لنصنع منهم ما نريد جيلا سيحمل رايتنا في المستقبل

فكل بطل عليه أن يورث البطولة لغيره كي لا يحدث شرخ لا

يمكن ترقيعه ويبقى التاريخ يحكي عن أمجاد القدامى ويتحسر

المستقبل عليهم

شددت على كتفه أكثر وقلت بفخر " ها هم عادوا كما نريدهم "

قال بابتسامة جانبية " لا أعلم لما أشعر أن الآمال التي تعلقها

على هؤلاء الضباط تحديدا وتجعلك تميزهم عن غيرهم هي

التي سترمي بك وبنا للهلاك "

ضحكت وقلت " سترى ما سيفعلون وكما تعرفني لا أثق بأحد عبثا "

وصلوا عندنا ليضربوا التحية بوقفتهم المستقيمة الصلبة ونظرتهم

الشامخة وابتسامة الفخر والانتصار على أنفسهم فبدأت بمصافحة

كل واحد فيهم بيد واليد الأخرى تقبض على الذراع الآخر بقوة وكأني

أقول لهم بها نعم هكذا أريدكم أجل أنتم من سيأخذ مكاننا في المستقبل

القريب جدا ومن سيسجل لكم التاريخ بطولات جديدة تضاف له

قلت بعدها بثبات " طبعا حفل التكريم سيكون غدا وأنتم على

رأس القائمة لكني فضلت استقبالكم هنا ما أن تنزل طائرتكم

العسكرية الخاصة لأنكم صنع يداي "

ازدادت ابتسامتهم التي أراها واحدة رغم اختلافها , ابتسامة القوة لدى

( آسر ) وابتسامة الثقة والاعتزاز بالنفس لدى ( إياس ) والابتسامة

الغامضة التي تُفَسر بملايين التفاسير فيها القوة والحدة والتحدي وحتى

الشراسة وهي لـ ( أواس ) فلطالما رأيت أن لكل واحد منهم من اسمه

نصيب , قال العقيد شاهين بجانبي " وطبعا العشاء على

شرف رئيسكم رفعت الليلة "

ضحكت وقلت " بالتأكيد فهناك مهمة مستعجلة في انتظار

فريق المهمات الصعبة فقد اشتاقت المداهمات لكم "

ثم نظرت لإياس وقلت " أما أنت فوالدتك لن ترحمني معك

إن لم تذهب لها أولا لتراك "

ثم نظرت للاثنين المتبقيان وقلت " ولنرى في ظروف البقية "

قال آسر مبتسما " أواس أيضا ستقول أنه متزوج وعمته مشتاقة

له يعني بقيت وحدي في مصيدتك "

ضحكت وقلت " بلى أنت ابني الذي لن تحده الظروف

عن المهمات الصعبة "

ليشع وجهه فخرا فآسر من فقد حنان الوالدين وعزوة الأهل

والأقارب ورغم ذلك لا تراه إلا شامخا عزيز نفس يكره حتى

كلمة يتيم وهوا من احتضنته الشرطة منذ كان ابن الخامسة عشرة

وتحمل ما عجز الرجال عن تحمله في تلك الكلية وفاجئ الجميع

ولا يقِل عن الاثنين الآخرين في شيء , إياس الشخصية الهادئة

لا يتحدث إلا للضرورة وبالمفيد فقط فيحكم عليه من يراه دون أن

يعرفه أنه مغرور , أواس الغامض صاحب ردود الأفعال الغير

متوقعة الشخصية الصلبة التي لا ترفض المهمات ولا تخاف .

نظرت لهم واحدا واحدا وقلت " دعوني أسجلها لثلاثتكم

غدا إذا وسأطلق سراحكم الليلة "

ليضربوا التحية دليل الانصياع للأوامر ومهما كانت الظروف

ثم أعطونا ظهورهم مغادرين وقال العقيد شاهين " أنت منحاز

وغشاش هل لاحظت ذلك "

ضحكت وقلت " أجل لاحظت لكني لم أقصد ما فهمت فأنا خفت

فقط من شقيقتي فهي تهددني إن حدث لابنها شيء بسببي قاطعتني

لآخر العمر واليوم تتوعدني لأتركه لها تراه ما أن يرجع وتنزل

طائرته , أما أن يكون بينهم فرق عندي فمستحيل "





*~~***~~*





فتحت الباب ودخلت المنزل كان الهدوء والسكون يعم المكان

غريب ألا يعلمون بوقت عودتي !!! كنت سأنادي عليهم لولا

أن أوقفتني اليدان التي احتضنت خصري وعرفت صاحبتها من

الخاتم الموجود في أول سبابتها فشددت يدها وسحبتها أمامي

قائلا " كم مرة قلت لا تلبسي الخاتم هنا كبنات الشوارع "

قفزت لحضني وتعلقت بعنقي قائلة " حمدا لله على سلامتك

اشتقت لك وأنت اشتقت فقط لتوبيخي ومراقبة تصرفاتي "

ضممتها برفق وقلت مبتسما " لأني أخشى أن أجدك المرة

القادمة تعلقين مشابه له في أنفك وحاجبك , أين تؤمك ووالدتك "

ابتعدت عني وقالت وهي تفرقع العلكة في فمها " سلسبيل في

غرفتها ووالدتي في المطبخ فلم تترك شيئا لم تعده لك اليوم "

ثم مدت يدها لي وقالت " الهدية "

ضربتها لها وقلت " هل تريني كنت مسافرا للتنزه أين

رغد أليست هنا "

هزت رأسها بلا لحظة قدوم والدتي نحوي تمسح يديها بمنشفة وعلى

وجهها تلك الابتسامة التي تعيد الحياة لهذه الروح المتعبة التي أنهكتها

المسئوليات الملقاة على عاتقها , وصلت عندي وقد غزت الدموع تلك

المقلتين التي لا تعرف غير الحنان والرقة فاحتضنتها وقبلت رأسها وقلت

" لما الدموع يا أمي , هذا وأنتي تريني أمامك بكامل صحتي وعافيتي "

ابتعدت عن حضني وقالت وهي تمسح دموعها " هوا الشوق لك

بني وقد أقسمت على خالك أنها آخر مرة يخرجك فيها دورة

تدريبية يكفي كل حين يرسلك لمكان جديد تغيب عني لأشهر "

أبعدت يدها عن خدها وقبلتها لها وقلت وأنا أمسح بقايا دموعها

من على خديها " لن أسافر مجددا اطمئني يا أمي "

ضمت يدي لصدرها وقالت " بلى مع عروسك وتُفرح قلبي "

ضحكت وقلت " وهل ستفكرين أن تحرميني من ذلك "

ثم نظرت حولي وقلت " سلسبيل أين ورغد لما لم تأتي "

قالت أمي للخادمة التي اقتربت منا " نادي سلسبيل من

غرفتها "

ثم نظرت جهتي وتابعت " كنا نظن أن طائرتك ستنزل بعد ساعتين "

قالت الخادمة " حاضر سيدتي وحمدا لله على السلامة سيد "

قلت " سلمك الله خذي حقيبتي لغرفتي وجهزي لي الحمام بسرعة "

غادرت من فورها وقلت مجددا " أين رغد أم ستأتي بعد ساعتين "

نظرتا لبعض ولاذتا بالصمت فقلت بريبة " ماذا هناك !! "

قالت أمي بتردد " هي .... أعني مشغولة اليوم ولديها ضيوف

وقالت ستأتي فيما بعد "

قلت بضيق " مشغولة أم أن زوجها يمنعها من المجيء "

قالت بسرعة " بل مشغولة كيف تبقى عنك فأنت تعلم كم تحبك "

قلت بجدية " لا أعلم حتى متى ستتسترون عنه أقسم إن اشتكت

لي فقط ولو بحرف واحد أن يرى حسابه مني "

قالت بخوف " إياس بني لا تجعل المشاكل تبدأ بينك وبين

نسيبنا , لا توجد حياة بين زوجين تخلوا من المشاكل البسيطة

وتدخُّل الأهل قد لا يزيدها إلا تعقيدا "

قلت بغضب " ونسكت له ويكبر رأسه أكثر , لي حديث آخر

معها ما أن تأتي وأقسم لولاها ما رضيت به وأنتي أكثر من يعلم

بذلك يا أمي وكان أكبر خطأ ارتكبته في حياتي ولن يتكرر ثانيتا "

اقتربت حينها سلسبيل منا قائلة " ما أكثر صحتك يا أخي

تصرخ وأنت منهك وقد عدت من السفر للتو "

ثم احتضنتني قائلة " حمدا لله على سلامتك حضرة الضابط إياس "

مسحت على ظهرها وقلت بهدوء ممزوج بالضيق

" سلمك الله , نزعت شقيقتك وزوجها راحتي ومزاجي "

ثم غادرتُ من عندهم وللسلالم فورا قاصدا غرفتي





*~~***~~*







غادر إياس مستاء ولوت سلسبيل شفتيها وقالت " لا يكن قصد

ابنك أنه سيضع خطيبي تحت المجهر ويفتشه "

قلت بضيق " شقيقك وكلمته نافذة على الجميع ومعه حق

فقد أطاع رغبتها وها هي النتائج أمامكم "

قالت بضيق أكبر " لا يوجد رجل كما يريده هوا لقد انقرض

ذاك النوع وعليه أن لا يتحكم في خصوصياتنا أيضا "

قالت سدين " يبقى يفكر في مصلحتنا وهذا اسمه خوف وليس تحكم "

نظرت لها وقالت " لا تتبجحي فأنتي لم تقفي موقفنا بعد "

قالت بجدية " أقسم إن رفض شخصا سيرتبط بي لكنت

سأرفضه ولو كنت أعشق التراب الذي يمشي عليه "

ثم قالت مغادرة " لأني أعرف جيدا أنه لن يرفضه كرها لي

بل حبا لي ولمصلحتي واسألي رغد أمامك "

ثم اختفت خلف السلالم حيث مكانها المفضل هناك وقالت

سلسبيل " أقسم يا أمي أني لن أسكت أبدا "

قلت بضيق " يكفيك جنون ثم هوا لم يتحدث عنه بشيء "

قالت باستياء " وما قصده بأنه خطأ لن يتكرر "

قلت بحدة " إن كنتِ متأكدة من أن خطيبك يعيبه الكثير فتلك

مشكلتك ولن أعانده وأقف معك كما حدث مع رغد هذا شقيقكم

الذي رباكم ويخاف عليكم وتحمل مسئوليتكم صغيرا فقدروا

على الأقل تعبه لسنوات من أجلكم "

قالت مغادرة وهي تنفض ثيابها " تحمل وربى وصرف

ووووو , أزعجتمونا بهذه الاسطوانة "

ثم صعدت السلالم غاضبة أيضا وهززت أنا رأسي بقلة حيلة

ثم تبعتها لكن ليس لنفس وجهتها بل لغرفته , طرقت الباب

ودخلت فكان ينزع سترة بذلته العسكرية وقال مبتسما ما أن

رآني " زارتني البركة واشتقت لهذه الزيارات "

اقتربت منه وأخذت السترة من يده وقلت " وما سأقول أنا , إياك

والابتعاد عني مجددا يا إياس وارحمني من الانشغال عليك طوال

الوقت فحتى نومي تنغص منذ أول يوم سافرت فيه "

نزع القميص تحتها وقال " أقسم لن أسافر مجددا لكل هذا

الوقت , انتهى تدريبنا يا أمي "

وضعت السترة على السرير وجلست عليه وقلت " لا أعلم لما

وحدكم من بين رجال الشرطة يتنقلون بكم كالحقائب ؟ أعرف

أخريات أبنائهم درسوا معك ولم يسافروا "

ضحك ورفع السترة مجددا وأخرج منها هاتفه ومفاتيحه ووضعهم

على الطاولة ثم قال وهوا ينزع قميصه الداخلي " ومن يرفض

الترقية والخبرة يا أمي أنظري لمن تتحدثين عنهم

لازالوا برتبهم ذاتها حتى الآن "

قلت ببرود " المهم أن بالهم مرتاح عليهم "

ثم تابعت بضيق " وكم مرة قلت لك لا تنزع كل ثيابك وتبقى هكذا

صدرك عاري أمامي احترمني يا ولد أنا لست زوجتك "

ضحك كثيرا وقال " وما في هذا ألستِ من أنجبني ورباني

بل وحممتني بيديك "

قلت بذات الضيق " ذلك وأنت طفل ليس رجلا هكذا ثم أنا

أخاف عليك حتى من عيني وأنت بهذا الجسد "

حملها مجددا وقال وهوا يلبسها " ها قد لبستها فقط لا تغضبي "

قلت " نعم هكذا وإن كنت لست راضية حتى عنها هي "

ضحك وتوجه نحوي وجلس بجانبي وقال " وكيف تدخلين

غرفتي وتشترطين علي ؟ هل ذهبت لك لغرفتك هكذا "

ضحكت وقلت " معك حق يعني أنا المخطئة "

قبل يدي وقال مبتسما " بل أنا المذنب لكني سأكررها "

ضربته على رأسه وقلت " لن تتغير أبدا عنيد وتتجاهل

مالا تريده منذ كنت طفلا "

قال بعد ضحكة " أمري لله لا أحد غيرك يشهد على طفولتي "

قلت بهدوء " أعلم أنك متعب وتريد أن تستحم وترتاح لكن علينا

أن نتحدث في موضوع رغد أولا فقد تأتي في أي وقت "

غزى الضيق ملامحه وقال " أمي لا تعانديني هذه المرة أيضا "

تنهدت وقلت " بني شقيقتك لديها طفلة منه ماذا إن كثرت

المشاكل بينكما وبينهما وطلقها وأخذها منها "

وقف وتوجه للخزانة وفتحها وقال " وذلك يوم المنى ولا

تخافي فذاك المستهتر لن يتحمل مسئولية ابنة أعرفه جيدا "

قلت بدون يأس " إياس أعلم كما يعلم الجميع أنك تفكر في مصلحة

كل واحدة منهن لكن لا تجعل التهور والحمية يتغلبان عليك "

التفت لي وقال بضيق " متأكدة إذا أن الأمر سيصل بي للتهور "

ثم أغلق بابها بقوة وقال بحدة " هل رأيتم النتائج يا أمي هل أتاكم

كلامي لما لا يفكر أحد بأني أريد مصلحة كل واحدة منهن وأخاف

عليها أكثر من نفسي وأنا من ربيتهم بيداي بعدما مات والدي وترك

رغد أكبرهم ابنة العشر سنين , حرمها ذاك الصعلوك من دراستها

وقلنا لا بأس رأيه وله فيه نظر , يمسكها عن زيارتك بالأسابيع وقلنا

زوجته ولا يريد أن تخرج كثيرا لكن أن يسخر منا ويضن أنه لا

أحد ورائها ويهتم لأمرها فلا يحلم بها وعليكم اطلاعي على كل

شيء أو عرفته بطريقتي "

قلت " ولكن .... "

قال مقاطعا لي " من غير لكن وإن لم تأتي اليوم ذهبت

لها بنفسي في أقرب وقت "

تنهدت باستسلام وقلت " و سلسبيل إن كنت ستقرر رفض خطيبها

فدعنا نمهد لها الأمر أولا ونذكر السبب فهي تصر عليه "

قال بضيق " عشنا ورأينا وهل سنترجاها أيضا لتوافق رأينا

أمين من خيرة ما رأت عيني خطب رغد ورفضَته ابنتك من أجل

ذاك الصعلوك فقال لا بأس أنا لا أريد إلا أن أناسبك فتحدث مع

سلسبيل ورفضناه من أجل من خطبها قبله وبرضاها فقال أخاف

أن أطلب الثالثة وترفضني فخجلت حتى أن أقول له شيئا فهوا

يرى بعينه أنه لا رأي لي في شيء وسترفضه سدين أيضا "

قلت بهدوء " سدين تعرفها جيدا لا ترفض لك طلبا

ولو فيه قطع عنقها "

قال متوجها جهة الحمام " ولما أُجبر أعقلهن فلتختار بنفسها أيضا "

ثم دخل وأغلقه خلفه فوقفت وتنهدت بضيق وقلة حيلة وخرجت

من غرفته ونزلت للأسفل وتوجهت لغرفتي , حملت هاتفي واتصلت

برغد فأجابت سريعا قائلة " مرحبا أمي كيف حال إياس هل وصل "

تنهدت وقلت " نعم ويسأل عنك كثيرا "

قالت ببكاء " كم اشتقت له ولو بيدي لاستقبلته معكم "

جلست وقلت " هوا غاضب وشعر أن ثمة شيء بينك وبين

مصطفى وقال أنه سيذهب لك بنفسه إن لم تأتي "

قالت مباشرة " لا كيف يأتي تصرفي يا أمي وأنا

سآتي له فيما بعد "

قلت بضيق " اسمعي يا رغد أنا أيضا بث مقتنعة بكلامه وعليه

أن يوقف زوجك عند حده ويجد لما بينكما حلا "

قالت ببكاء "وما الحل برأيك وأنا من اخترته وأصررت عليه

كيف سأقول الآن لإياس ما يفعله بي "

قلت بضيق " وإن يكن فشقيقك مستاء منه وليس منك وتبقين

شقيقته وأراه على حق فزوجك يبدوا يرى أنه لا

سند لك يردعه عنك "

قالت بذات بكائها " أخاف أن تكبر بينهما ويأخذ مني ابنتي

تصرفي يا أمي فإن جاء الآن هنا ستكون مصيبة "

قلت " وكيف تريدي أن أمنعه ؟ جربت التحدث معه وما ازداد

إلا غضبا فجِدي حلا لتأتي أنتي وأخفي ما يمكن إخفائه

حتى نرى ما سيفعل شقيقك معه "





*~~***~~*





دخلت الجناح مباشرة لأني لم أخبر أحدا بقدومي ولا بوقته

فتحت الباب ووجدتها جالسة على الكرسي ساق على الأخرى

وتنظر لي بتلك النظرة التي أعرف معناها جيدا , فتحت أزرار

سترتي وأنا أبادلها بنظرة توعد إن كان ما في بالي صحيحا وفعلَتْه

رميتها على السرير وكنت سأنزع القميص ثم غيرت رأيي ورفعت

السترة ولبستها مجددا وخرجت من هناك ونزلت السلالم وأنا أغلق

أزرارها وتوجهت لغرفتها طرقت الباب ودخلت فكانت تجلس على

سجادتها وبملابس الصلاة فنظرت لي مباشرة ووقفت بسرعة

وتوجهت نحوي مبتسمة وحضنتني قائلة " أواس حمدا لله على

سلامتك بني لما لم تخبرنا بقدومك "

قبلت رأسها وقلت " ولما أشغلك ثم أنا أعرفك ستقضين

يومك في المطبخ حينها "

ابتعدت عني وأمسكت يدي وقالت وهي تسحبني منها

" تعال طمئني عليك واحكي لي كل ما حدث معك "

وقفنا حيث الأريكة التي تريد أن نجلس عليها وقلت

" لاحقا يا عمتي أنا الآن متعب وأريد أن أستحم وأنام "

مسحت على ذراعي وقالت بحنان " وهوا كذلك بني لكن عليك

أن تعلم أولا أن والدك يسأل عنك ويريد رؤ .... "

قاطعتها بضيق " كم مرة قلت أنه لا والد لي ولا أعترف

به فهوا لا يعرفني إلا إن أراد شيئا "

قالت بحزن " أواس بني يكفيك من ربط الماضي بالحاضر

فكما الزمن يتغير البشر يتغيرون أيضا "

تأففت وقلت " عمتي هل هذا وقته أريد أن أرتاح أولا "

تنهدت وقالت " كما تريد بني "

قلت بجدية " هل خرجت وجد من المنزل وقت غيابي "

هزت رأسها بلا وقالت " لم تعتب قدمها خارجه وحتى

والدتها زارتها هنا بنفسها كم مرة "

قلت بريبة " ولا أعطيتها هاتفك , تحدثي بالصدق يا

عمتي فأنا أعرفك لا تكذبين "

قالت مغيرة مجرى الحديث " بني سجنها وحرمانها من التواصل

مع العالم هكذا لا يجوز هي بشر في النهاية وزوجتك وإن كانت

أخطأت في شيء رغم أني لا أعلم السبب "

قلت بضيق " أعطيتِها الهاتف أم لا عمتي تكلمي أرجوك "

قالت بعد صمت " قالت تريد أن تتحدث مع والدتها "

قلت بحدة " نبهتك كثيرا يا عمتي , ألم أنبه على هذا "

أمسكت يدي وقالت مباشرة " تحدثت به مع والدتها وأمامي "

قلت بغضب " ثم ابتعدت عنك أليس كذلك "

قالت " والدتها ومؤكد تريد أن تقول لها شيئا خاصا بينهما "

نفضت يدي من يدها وخرجت ركضا للأعلى حتى وصلت الغرفة

وفتحت الباب بقوة وغضب فوقفت من فورها فتوجهت نحوها وأمسك

ذراعها وهززتها وقلت " هكذا إذا يا وجد تعصين أوامري ككل مرة "

قالت ببرود " واضربني أنت ككل مرة فلم يعد يؤثر بي

وطلقني إن كانت لك ذرة رجولة "

صفعتها حتى وقعت أرضا وقلت " لأنه لدي ذرات وليس ذرة

واحدة لن أطلقك لتفعلي ما تخططين له من قبل أن تتزوجيني

وتسرحي وتمرحي كما تريدين وأقسم إن علمت أن هاتفا لامس

أذنك مجددا زرتِ تلك الغرفة في الملحق وأضنك تذكرينها جيدا

وطلاق لن أطلقك وستبقي هكذا حتى تموتي هنا وتتعفني "

قالت بسخرية وهي تمسك خدها ولازالت جالسة على الأرض

" أنت مريض يا أواس هل أخبرك عقلك بذلك وتلك الغرفة

والدماء التي فيها أكبر دليل "

ركلتها بحدائي العسكري على ذراعها حتى وقعت بصرخة متألمة

وقلت بغضب " أنا المريض أم أنتي يا بائعة الشرف يا من لم

تعفي نفسك وتصوني عرض زوجك وتتخيلي بأنك ستتخلصين

مني لتعيشي حياتك كما تريدين , لا ... لا تحلمي بها ثم كم مرة

قلت لا ترتدي هذه الخِلق أمامي ولا تحلمي أن أقترب منك "

عدلت جلستها تمسك ذراعها وتتألم ثم قالت " غرفتي وسجني

وألبس ما أريد أم أنك تخاف على نفسك من الاقتراب

مني وتتحجج "

قلت بسخرية " هه أنتي ..!! أقسم أن تنقطع يدي ولا

أدنسها بجسدك مجددا "

وقفت بصعوبة وتوجهت للسرير وجلست عليه وقالت ونظرها

للأرض " لعلمك فقط أنا لم أتحدث إلا مع والدتي لتعلم

أنه إن أردتُ شيئا فسأفعله ولن يمنعني شيء "

قلت بغيظ " أقسم يا وجد وقسما بمن خلقك وخلقني من لا تعرفيه

وقد بعتِ دينه بالفجور أني سأسجنك هناك إن فكرتِ ثانيتا باستدراج

عمتي بأكاذيبك لتساعدك في شيء مجددا وأرني ما تستطيعين

فعله لأريك ما أستطيع أنا "

ثم تركت الغرفة بعدما أخذت ثيابي ككل مرة ودخلت حمام الجناح

رميت الثياب من على جسدي ودخلت تحت الماء لينساب على رأسي

وعضلاتي وكل خليه في جسدي وهوا ينهمر عليه وكم أتمنى أن

يطفئ النار في داخلي ولو قليلا , أغمضت عيناي بقوة وأنا أتذكر تلك

المشاهد التي وجدتها تخزنها في ذاكرة هاتف خارجية وتخفيها في مكان

لن يخطر على الجن الأزرق أن يجده , لا وبكل فخر تصور نفسها معهم

وتحتفظ بالأفلام , إن كنت تزوجتها عذراء فهذا يعني أمرا واحد وهوا أنها

فعلت كل ذلك وهي زوجتي وتعيش معي هنا وأنا في سبات عميق بل في

عمل يطول ليلا لساعات وأغلب الأحيان لا أرجع إلا فجرا وسفر لدورات

تدريبية بالأشهر, ضربت الجدار أمامي بقبضتي بقوة متمنيا أن أسقطه

عليها لتموت لكن ليس قبل أن تندم وتنطقها بنفسها نادمة على استغفالي

لك وبيع شرفي وديني فأنا أرها لا تزداد إلا صلابة وتتحداني بأنها

ستتغلب علي يوما وما يسكتها أمام عائلتها معرفتها التامة أن سلاح

جرمها في يدي فلتفتح فمها بحرف وأقسم أن يروه جميعهم في جلسة

واحدة مجتمعين وبحضوري





*~~***~~*





شعرت بحرارة نفسها على أذني وهي تقول بهمس

" ترجمان ماذا حدث فيما اتفقنا عليه "

حركت كتفي لتبتعد وقلت بضيق " كم مرة قلت لك لا تحدثيني

بفحيح كالأفعى وما تريديه لن أفعله لك "

ضربتني على كتفي وقالت " وأين وعدك لي يا غادرة "

قلت ببرود " غيرت رأيي وهل كل من يعد ينفذ "

وقفت وقالت " العجوز لن ترحمك إذا "

قلت بسخرية " بل لن ترحمك أنتي إن سمعت كلامك "

جاء صوت دخل على حديثنا من بعيد حيث الجالسة هناك يخفي

وجهها عنا الكتاب الذي في يدها متكئة على الأريكة " بل سمعها

أشعب بالأمس ولك أن تتخيلي يا ترجمان وجه سراب كيف أصبح "

قالت سراب وقد أشارت لها برأسها " وما أنطقك أنتي يا وسادة

الأريكة تسكتين دهرا وتنطقين شيئا أبعد ما يكون عن اسمك

وشكلك ثم لو سمعك أنتي تقولين عنه أشعب لرأيت حسابك منه "

أبعدت دُرر الكتاب عن وجهها وقالت بسخرية " ومن أطلق عليه

هذا اللقب أليس أنتي يا من اسمك له منك نصيب كبير "

نظرت لي وقالت من بين أسنانها " ترجمان جِدي لنا حلا مع تلك

بما أن العجوز لا تفكر في تزويجها وهي أكبرنا سنا قبل أن

يتعفن هذا الجمال الذي لا تستحقه "

ليتحول الأمر لصرخة حين نزل ذاك الكتاب الصلب على

رأسها وخرجت ضحكتي الهستيرية وغادرت دُرر ضاحكة وتركت

ضحيتها خلفها والعصافير تدور حول رأسها ليتحول ضحكها لركض

حين انطلقت سراب خلفها وبدأتا بالدوران حول الصالون الكبير الذي

يتوسط المكان وأمسكتها سراب أخيرا , دُرر شخصيتها هادئة للغاية

درجة أنها تشعرك بالغموض ونادرا ما نراها هكذا تركض وتضحك

أو تتدخل في أحاديثنا وتسميني أنا وسراب بالجاسوستين من كثرة

ما نجلس نخطط ونتحدث في المفيد وغير المفيد وأكثر ما يعجبني

فيها قوة صبرها على أي شيء تتعرض له

أسكتهما صوت الباب الذي انفتح ويعرفان جيدا باب أي غرفة

يكون وسمعنا تلك الصرخة " ترجماااااان "

يا حظك يا ترجمان ما ذنبي أنا وأنا أبعد من يكون عن كل هذه

الأصوات أم أنها اعتادت أني سبب المشكلات دائما , قلت صارخة

" ماتت ماتت وأراحت البشرية منها أقيموا العزاء يا خالة "

قالت بصوتها الرنان " إذا عزاء سبعة أسابيع بلياليها

وبالذبائح أيضا ما رأيك "

قالت سراب ضاحكة " واجلبوا المغنيات أيضا "

خرج ذاك الصوت مجددا وهي تقول " وأنتي يا حبيبة خالتك

متى ستموتين أيضا أغلقي الباب بسرعة وأنتن توقفن هججتن

المرأة التي خرجت هاربة من صراخكم "

ضحكت وقلت " ستعود بعدما تتشاجر مع زوجها مجددا "

أُغلق الباب كما كان وتحركت دُرر قائلة " لا أعلم متى ستشعر

بها الشرطة وشلة سحرتها وتأخذهم "

قالت سراب ويداها وسط جسدها " كيف تتمنين لها هذا وهي

من ربتك وآوتك وانتشلك من الشارع وحمتك أيضا "

عادت لجلستها السابقة وأمسكت كتابها وقالت وهي تفتحه

" الساحر حده القتل لا أعلم حتى متى سنبقى نعمل بالقوانين

الوضعية فبدلا من أن القاتل يقتل والسارق تقطع يده والزاني

يرجم يسجنوهم لسنوات قليلة ويخرجونهم ليعود السارق لسرقته

وأهل المقتول يرون قاتل ابنهم ويتحسرون والزاني طبعا لم يسجن

من أساسه ويتزوج العفيفة والساحر يعتوا في الأرض فسادا كما كان "

قالت سراب ملوحة بيدها بضيق " أف صدعتنا يا مفتية البلاد ما

رأيك لو ترسمين لثورة شعبية وتسقطين نظام الحكم هنا "

تجاهلتها وعادت لكتابها ولصمتها الدائم , دُرر الوحيدة التي ترتدي

الحجاب بيننا ثلاثتنا وتحافظ على الصلاة أكثر منا وتعشق قراءة

الكتب الدينية خصوصا الردود على أولئك الذين لا أعرف اسمهم

عادت سراب جهتي وجلست بجانبي مجددا وقالت بإلحاح

" هيا ترجمان أنتي وعدتني "

هززت رأسي بلا دون كلام فقالت بضيق " ستندمين يوم

تحتاجين لخدماتي وسترين "

ضحكت ولم أعلق فقالت واضعة يدها وسط جسدها

" لا تسخري مني لأنك الأشجع والرأس المدبر دائما "

نظرت للمبرد وبدأت أبرد به أظافري وقلت " ذاك العجوز لا

يصلح لك لا تصدقي أكاذيبه عليك "

قالت بضيق " هذا ليس من شأنك أنتي فقط تصرفي كيف

تجلبي التوكيل وكل شيء سيسير على ما يرام "

نفخت على ظفري وقلت ونظري عليه " لن توافق تعلمي

أنها لم تزوج ولا حتى دُرر أكبرنا لتزوجك أنتي "

تأففت وقالت " ولما ؟؟ هل تجلب العرسان للفتيات الآتي

يزرنها بخزعبلاتها ونحن تمسكنا عندها "

ضربت لها رأسها بطرف المبرد وقلت " من يسمعك لا

يصدق أنك سراب التي لا يعجبها العجب العجاب وفي

الرجال خصوصا "

قالت ببرود " نعم لكن هذا ليس زواج هذا كيس مال متحرك

حتى متى سنعيش في الفقر والبخل سأضعه جانبا وأعيش حياتي

فهذا عجوز لا يمكنه السعال بقوة ليستطيع النوم مع امرأة "

ضحكت بقوة ولم أتوقف إلا على صوت باب آخر فُتح

ودخل منه رجل وقال " ترجمان تعالي أريدك "

قلت ببرود " ما بكم على ترجمان اليوم ؟ أمامك دُرر

هناك أنا ظهري يؤلمني "

وقفت دُرر ورمت كتابها وقالت مغادرة " تصبحون على خير "

دُرر طبعا لا تعترف به وهوا شقيق العجوز التي ربتنا وترفض

أن يكونا معا وحدهما في مكان واحد وإن كان المطبخ أو وسط

المنزل وتراه رجلا محرما عليها , اقترب منا وقال

" أنتما الاثنتين أخرجا معي حالا "

قالت سراب " وكم ستدفع لي أعلم أنك تريد منا أن

ندفع لك سيارتك الخردة "

شهق وقال " مال يا عقربان ثمنا لمساعدتك البسيطة "

قالت ببرود " مقابل فضيحتي في الشارع "

قال " نحن في الليل الآن ولا عذر لك "

ثم أشار لي برأسه وقال " وأنتي .. هناك مهمة أخرى تنتظرك "

قلت وأنا أشير له بالمبرد " سرقة لن اسرق لك شيئا

سبق وقلتها مرارا "

قال بسخرية " ولما "

قلت بجمود " لأني تُبت هل لديك مانع "

قال باستهزاء " لا يكن شيخك دُرر أعطاك درسا من دروسه

في الأخلاق والمحرمات "

تجاهلته ونظرت لسراب وقلت " لم تخبريني أي ساعة تريدين

أن نخرج غدا "

قفزت وصفقت قائلة بحماس " واااااو رائع وأخيرا وافقتِ "

خرج حينها قائلا " أنتظركما في الخارج "

نظرت لي سراب وقالت " ترجمان لما لا تخبريه سبب

أنك لم تعودي تريدي أن تسرقي له "

رميت المبرد ووقفت وقلت مغادرة " لا علاقة له لأقدم له أسبابي

يكفي أنه من علّمها لي ورباني عليها وأنتي أيضا تخلصي من

الخصلة التي غرسوها فيك وهي حبك المبالغ فيه للمال والثراء "

ثم دخلت الغرفة وأغلقتها خلفي , سراب الصغرى فينا طفولتها

في المدرسة وحرمانها من مستحقاتها التي بين يدي الجميع إلا

هي جعلها ترى الحياة بمنظور مختلف حتى أصبح الأمر بالنسبة

لها أن ذلك هوا متعة الحياة أما أنا فأشعب البخيل ذاك علمني

كيف آخذ كل ما أريد بطريقته ولم أعاني ذاك الحرمان لأن ما

لديهم كان يصبح لدي أيضا وبسهولة , نظرتُ لدُرر التي

تنزع حجابها فهي لا تنزع إلا هنا وقلت متوجهة لسريري

" اسمعي لا تتركي النور طويلا أريد أن أنام "

نظرت لي وقالت " والصلاة يا سيدة ترجمان "

قلت وأنا أدخل السرير " ساعتين أو ثلاث واستيقظ لا تخافي "

فتحت الخزانة وقالت ببرود " المهم لعلمك فقط أنها إن

تجاوزت الثانية عشرة فلن تُقبل منك ولا تتعبي

نفسك وأكملي نومك "

انحنيت للأسفل وأخذت علبة الكريمة من تحت السرير وعدت

لجلستي وقلت " عُلم سيدتي ومسبقا ومرارا هل من أوامر أخرى "

هزت رأسها بيأس وأطفأت النور وجلست تقرأ على النور الخفيف

عند المكتب الوحيد هنا فقلت وأنا أدهن يداي " والقراءة في

نور ضعيف تُضعف النظر دُرتي هل لديك علم بهذا "

قالت ببرود " أعلم نامي ولا تضيعي الوقت فسأوقظك

عند الحادية عشرة ونصف لتُصلي "

ارتميت على السرير وقلت وأنا أرمي اللحاف فوقي " شكرا دُرتي

علمت أن قلبك لن يتركك تنامين قبل أن توقظيني "

تنهدت بضيق ولاذت بالصمت فقلت ونظري للسقف " دُرر هل

ستطاوعين العجوز هذه المرة أيضا في رفض من تقدم لك "

قالت باختصار " لا أعلم "

جلست مجددا وقلت " هل تحدث معك "

قالت " مرتين ونبهته أن لا يعيدها مجددا "

قلت بحماس " وما في الأمر أخرجا وتعرفا أكثر لتعرفيه جيدا

فقد تحدث معجزة وتوافق عجوزنا العنيدة "

قالت ببرود " في أحلامه وخيالك فقط , لن اجلس معه في مكان

إلا وهوا زوجي فليتقدم لها ويطلبني رسميا هذا فقط ما أعرفه "

ارتميت على السرير مجددا وقلت " غبية هذا الشاب لا يفوّت

تاجر وكله مميزات "

ورقت الكتاب بسرعة وقالت " وإن يكن "

تنهدت ولذت بالصمت , متأكدة من أنه يعجبها ومقتنعة

به وتعرف أن تلك العجوز الشمطاء لن توافق , قلت بهدوء

" دُرر لما لا تهربي معه هذه ليست والدتك لتتحكم بك

هي ربتك كيتيمة فقط "

تأففت وقالت " ترجمان إن كنتِ أنتي متمردة وتعشقين

التحدي فأنا لست مثلك , ماذا أهرب معه هل هي غابة "

عدلت نومتِ وقلت " أنتي حرة وما عليا فعلته "

قالت بسخرية " أفعليها أنتي أولا لنرى "

قلت لاعبة بيدي في ظلام الغرفة " إن أردت شخصا

معينا سأفعلها دون أدنى تراجع أو تفكير "

قالت ببرود " نامي نامي ضاع عليك الوقت "

غطيت نفسي باللحاف وقلت " نعم معك حق "

انفتح حينها الباب وأشعلت يد الضوء وهي لسراب طبعا فادعيت

النوم مغمضة عيناي وقالت هي بتذمر " آخر مرة تهربان وأدفع

علبته الصدئة تلك وحدي , لا وصدق نفسه الأستاذ جالس

بداخلها يظن نفسه نحيفا ويقول ادفعي بسرعة "

ضحكت حينها رغما عني فقالت بضيق " أهلا وتدّعين النوم أيضا

لا أعلم حتى متى سيعيّشان نفسيهما ونحن معهم في كل هذا الفقر

غرفة واحدة لثلاثتنا وخزانة واحدة حتى المكتب واحد , منزل أكل

عليه الدهر وشرب وهما يجنيان أموالا كثيرة من الخزعبلات

التي يفعلونها "

غطيت وجهي باللحاف وقلت " أطفئي النور واصمتي لن

تغيري من واقعك شيئا بهذا التذمر الغير مجدي "

تأففت وأطفأته وقالت " نامي نام عليك جبل وكسر عظامك

ولا تنسي سأوقظك باكرا لنذهب للمكان الذي اتفقنا عليه "

قلت من تحت اللحاف " إن أخبرت العجوز أننا ذاهبتان هناك

فلن أذهب معك تفهمي , لا أريد أن توصيني على أعشابها

الكريهة لأشتريها لها "





*~~***~~*





دخلت أنفض التراب من على ثيابي وقلت بضيق " تلك العقربان

سراب أوقعتني وتدعي البراءة , سترى حسابها مني "

قالت ببرود وهي تخلط أعشابها في كيس " هذا لأنك لن تتوقف

عن طلب دفع سيارتك البالية وتعرف درجة تمردهن "

قلت مباشرة " معك حق يبدوا عليا شراء سيارة جديدة "

قالت بصدمة " ماذا سيارة جديدة !! إياك وفعلها فلن يدفع لنا

أحد شيئا إن رأوا الخير علينا "

قلت بسخرية " لا تقلقي ولا أنا لدي مال لأشتري جديدة كنت

أقصد واحدة نصف عمر لكن أفضل من هذه "

هزت رأسها بحسنا فجلست وقلت " أريد أن أعرف

سبب سؤالك عن تلك الأمكنة تحديدا "

نظرت لي وقالت " لأن ساعة الصفر باتت تقترب وما

خططت له لسنوات سنفعله قريبا "

قلت باهتمام " تقصدين زج الفتيات في قضية شبهة وشرف

وشوشرة , لما هذا الوقت تحديدا "

حركت الأكياس أمامها تبحث فيهم وقالت " ليس الآن ولكن ليس

بعيدا جدا فقد علمت أن ملف قضيتهم ثمة من فتحه مجددا "

قلت بصدمة " ممن علمتِ ومن فتحه بعد كل هذه السنوات "

قالت " من مصادري الخاصة ولا يهم كيف ولا أعلم من قام

بفتحها المهم علينا التحرك واختيار المكان المناسب

والتنفيذ لن يكون الآن "

قلت باهتمام " وما علاقته بما تسألين عنه "

قالت بابتسامة ماكرة " بيت دعارة هوا المكان الأمثل "

قلت بصدمة " بيت ماذا !! "

قالت ببرود " ما سمعته فأنا أريدها فضيحة مرتبة ثمنا

لما فعله أهلهم بزوجي وأبنائي الثلاثة من عشرين عام "

هززت رأسي وقلت " أخشى أن لا تجني شيئا فدُرر جدها كان

قاضيا وقتها وتقاعد وسافر منذ مدة طويلة , سراب والدها توفي

ترجمان فقط من عمها لازال موجودا حتى الآن بل وترقى كثيرا

في الشرطة أي ستضربين جبهة واحدة فقط "

قالت " في خيالك فسمعة الرجل لا تموت وإن مات ثم سراب

لديها عم ويكفي القاضي والضابط وقتها أما المدعي

العام سبقه اجله فلا بأس "

قلت " الخوف يبقى منهن خصوصا تلك الشرسة ترجمان

وحتى طويلة اللسان سراب لا تختلف عنها "

أغلقت الكيس وقالت " بل دُرر هي من أفكر فيها فسترفض

الذهاب مهما احتلنا عليهن وعلينا أن نحبكها جيدا ونفكر في

خطة من هنا حتى يحين ذاك الوقت "

قلت بهدوء " لكنهن بذلك سيعلمن أنهن لسن يتيمات جلبناهم

من ميتم وسيعرفون عائلاتهم "

قالت بخبث " لا يهم وقتها ستكون الفضيحة شاعت وانتشرت

وتعفنّ في السجن وأنا وأنت خارج البلاد "








وهنا انتهى بي وبكم الفصل وكما قلت سابقا لا تقيموا روايتي من

فصلها الأول فالأحداث لم ترسم مساراتها بعد ولم تتضح معالمها



الفصل القادم سيكون يوم الخميس إن شاء الله أما باقي الفصول سيتم

تنزيلهامرة في الأسبوع حتى تنتهي الرواية ونعود للتنزيل فصلين

أسبوعيا كما اعتدنا ولي بكم لقاء قريب إن شاء الله




تفاحة فواحة 22-11-15 03:22 AM

رد: حصون من جليد
 
الف الف مبروك مزول الروايه الخامسه وبالتوفيق ولي عوده بالتعليق والرد

طُعُوْن 22-11-15 03:46 AM

رد: حصون من جليد
 
ميشوو.. والله من الفرحة شوي و اصارخ.. وعلى طول قلت أكتب لك تعليق
قبل حتى أقرأ من الحماس.. وه بس فقدت كتاباتك بشكل..

الحمدلله رجعتي لنا ومتأكدة رح تكون أفضل من سابقاتها..
لي عودة بعد القراءة بإذن الله💜

فيتامين سي 22-11-15 04:27 AM

رد: حصون من جليد
 

ألف ألف مبروووووووووووك مولدتك الجديده ميشو
وأتمنى لها النجاح كسابقاتها وإن شاء الله نراها في صفوف المكتملة
لي عودة بعد القراءة


الساعة الآن 03:45 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية