لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روائع من عبق الرومانسية > رومانسيات عربية > رومانسيات عربية - القصص المكتملة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

رومانسيات عربية - القصص المكتملة رومانسيات عربية - القصص المكتملة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-08-16, 05:55 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئ مميز


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 174082
المشاركات: 4,031
الجنس ذكر
معدل التقييم: fadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسي
نقاط التقييم: 4492

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
fadi azar غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نجمه الصباح المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
افتراضي رد: رواية .. خفقات هاربة .. بقلمي .. رقية سعيد .. الفصل الثالث

 

فصل رائع جدا

 
 

 

عرض البوم صور fadi azar   رد مع اقتباس
قديم 13-08-16, 09:20 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2015
العضوية: 306524
المشاركات: 33
الجنس أنثى
معدل التقييم: نجمه الصباح عضو له عدد لاباس به من النقاطنجمه الصباح عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 115

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نجمه الصباح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نجمه الصباح المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
افتراضي رد: رواية .. خفقات هاربة .. بقلمي .. رقية سعيد .. الفصل الثالث

 

السسسسسسسسسلام عليكم يا اجمل عضوات
كيفكم وحشتوني كثير
نبدأ بسم الله الفصل الرابع
تفضلووووووووووو









الفصل الرابع
اتصل بها ليخبرها بموعد الزفاف وبرغبته بمرافقتها له ، ثارت ثائرتها لأنه لم يعلمها قبل الحفل بوقت مناسب .. قائلة له بحدة
- بالله عليك حازم تخبرني الآن ولم يبقى على زفاف صديقك اقل من يومين فقط !!
قال بتعجب شديد
- ماذا هناك ياسمين ؟ لم كل هذا الغضب ؟ ومتى تريدينني ان أخبرك على سبيل المثال قبل شهر !!!
أجابت وهي ما تزال غاضبه
- ليس قبل عدة أيام ، أنت لا تعرف شيئا عن هذه الأمور ، يوجد الكثير لتحضيره
قال بنفاذ صبر وقد أحس بسخافة الحوار
- حسنا والآن ماذا ؟ إذا كنت لا تريدين الحضور لا باس سأعتذر بالنيابة عنك
أجابت بسرعة وقد لاح أمامها وجهي ندى و نور وهما مسرورتثن بعدم ذهابها لكن لا لن تدع الفرصة لهما لتسخرا منها فهي تعلم جيدا ما الذي تكنه نور لحازم هي ليست بلهاء لكي لا تشعر بذلك , و بنعومة مفاجأة وكأنها لم تكن غاضبه أبدا منذ دقائق قليله
- بالطبع أريد الحضور حبيبي كنت امزح معك سأكون جاهزة بالموعد المحدد
لم يعلق بشيء ، أنهى المكالمة مذهولا من تصرفاتها .. هز رأسه وهو يقلب شفته فقد بات يعرف مزاجها الغريب والمتقلب .....
عند وصولهم إلى الحفل توجها لتهنئة العروسين ، باركت لهما بشكل بارد وخالي من الذوق , أما بالنسبة لنور و ندى فلم تحيهما إلا عندما شاهدت عينا حازم وقد اشتعلت غضباً وتوعداً ، الأمر الذي أدى إلى الشجار بينهما ولحسن الحظ بان الموسيقى كانت عاليه فلم يسمع احد صوته الغاضب ولا صوتها اللامبالي ، التفت بغضب شديد لا يريد النظر لوجهها فرغم جمالها الأخاذ الا أنها باتت بنظره بشعة الملامح بأنانيتها وغرورها الزائفين , تصاعد شعوره بالندم والاستعجال بالموافقة على خطبتها فمنذ ارتباطهما لم يرى منها شيئا ايجابياً بتصرفاتها كل يوم يكتشف ما هو اسوأ والادهى من ذلك انها لاتعترف بخطئها .. تنهد بضيق وهو يدير وجهه الى الناحية الاخرى وما كاد أن يلتفت حتى التقت عيناه بفيروز عينيها الجميلتين ، كانتا حزينتين تنظران إليه بشرود أحس بخفقة ألم تتسلل لقلبه ، لقد اشتاقها كثيرا ، اشتاق لملامحها البريئة ، لخجلها ، لطيبتها و نقاء قلبها الذي تفتقده ياسمين ، كانت تتجنب لقاءه بالفترة الماضية لا يعرف السبب ! فكر لما هي حزينة ؟ أتراها تحب هذا المدعو بسام أم شخصا آخر ؟ لما لا ! فهي جميلة جدا بالإضافة الى أدبها وحسن تربيتها التي يشهد بها الجميع ، لا يدري لما شعر بالاختناق من مجرد الفكرة ؟لما لا يردها ان ترتبط ؟ اليست هذه هي النهاية الحتميه لاي فتاة خاصة لو كانت بمثل جمالها من المؤكد سيتهافت العرسان عليها من كل حدب وصوب ؟ اذن لما هذا الالم والاختناق الذي يداهمة ما ان يفكر بذلك !! شاهدها وهي تقف تكلم والدتها وتتجه بسرعة إلى الخارج ، شيئا ما دفعه للحاق بها ، نظرت له ياسمين ببرود وهي تساله بلا مبالاة
- الى اين تذهب ؟
اجابها ببرود جليدي يماثل برودها
-لاجري اتصالا مهما
قالت بغيظ
ولم تتذكره الا الان ؟ كيف سيكون شكلي وانا اجلس هكذا وحيدة !!
نظر لها بنظرة فارغة دون ان ينطق بشيء وهو يتحرك ويتجه الى الخارج بهدوء ولامبالاة فأثار غضبها وحنقها حتى باتت تغلي وتتميز غيظاً من بروده الجليدي
خرج يبحث عنها تقدم ببطء عندما شاهدها تسير باتجاه الشرفة كانت تقف وهي توليه ظهرها بالرغم من ان المكان كان شبه مظلم الا انه استطاع ان يلاحظ جيداً يدها الصغيرة وهي ترتفع وتمسح دمعه انسابت على وجنتها ! قطب حاجبيه ترى لما تبكين يا نور و ما هو سرك ؟ لما بات قلبي يخفق بشده كلما ذكر اسمك ؟! هل تبكي من اجل شخص ما يا الهي امن المعقول ؟!!
تقدم نحوها بهدوء ، سعل قليلا ليعلمها بوجوده ... قائلا بهدوء معاكس لبراكينه الداخلية
- مرحبا نور كيف حالك ؟ لم أرك منذ زمن طويل
التفتت إليه بسرعة وقد اتسعت حدقتا عينيها ...
...............
دخل العروسان إلى جناحهما الخاص حيث خصصت لهما والدة حسن جناحا كبيرا كانت عبارة عن غرفة كبيره صممت كصالة للجلوس بتصميمات عصريه وألوان هادئة ، استعان حسن بأفضل مصممي الديكور في البلدة .. اما الغرفة المجاورة فكانت للنوم لا تقل رقي عنها بأثاثها الفخم و سريرها الواسع ذو الشراشف الفضية المطرزة بإتقان وقد نثرت فوقها بتلات الورد الأحمر
دلفا الى الغرفة كانت يداها باردتين ترتجف من شده الارتباك والخوف أطرقت رأسها بخجل ودقات قلبها تتسارع
تقدم نحوها ببطء وعيناه تلتهمها التهاماً وقف خلفها يستنشق عطرها مغمضاً عينيه
أدارها لتكون أمامه مرتبكة ، بشده استطاع الإحساس بذلك من تنفسها المضطرب ويديها المتشابكتين بقوه كطفله صغيره تائهة أضاعت والديها ..رق قلبه لحالها كثيرا قال مطمئنا إياها بنبرته الحنونة ذو البحة المتميزة
- لا تخافي أبدا وأنت معي مريم
التصق لسانها بسقف حلقها لا تعرف ماذا تجيب !
رفع رأسها بكلتا يديه يريد النظر لعسل عينيها
لكنها أسبلت أهدابها و وجهها يتوهج احمرارا أطار صوابه
فقال بصوت مبحوح
- انظري لي مريم
رفعت عينيها المغرورقتان بالدموع ببطء شديد لتذهل من كم الحنان والحب المتدفق من عينيه الأبنوسيتين رفع يديه يحتضن وجهها يلمس بابهامه وجنتيها كأنه يختبر نعومة بشرتها الشبيهة ببشرة الاطفال
قبل عينيها ملتقطا دمعاتها برقه وهي مستسلمة خاضعة لكل ما يفعله بها.. تململت بخجل تريد ان تبتعد عنه قليلا لتسترد انفاسها المكتومة.. لكنه لم يسمح لها بذلك كيف يسمح ؟ وهو لم يصدق انها اخيرا قد انارت حياته وهاهي تقف امامهُ بكل فتنتها و وجمالها ! لا والف لا....
كانت ترتجف بين يديه كعصفورة صغيرة لا حول لها ولا قوه ، وضعت يديها الصغيرتين على صدره العريض تحاول ان تتخلص من اكتساحه المدمر لمشاعرها الوليدة .. لتتفاجىء بضربات قلبه الهادرة و كأنها تتضامن وتتحالف مع دقات قلبها المسكين ..
أحست بان قدميها أصبحتا كالهلام لا تقويان على حملها لولا ساعده القوي الذي يلفه حول خصرها لسقطت أرضا , رفع رأسه وهو مازال يمسكها بقوه ليلتقط أنفاسه بصعوبة وهو يمرر إبهامه على شفتيها المثيرة
- أبدلي ملابسك هنا حبيبتي وأنا سأذهب لأبدل ملابسي في الغرفة المجاورة, تركها على مضض لو كان الامر بيده لن يبعدها عنه ثانية واحدة لكنه لا يريد اخافتها يكفيه هذا الذعر المرسوم بعمق في عينيها العسلية ..نظر لها بعينين داكنتين بحب وهي تهز رأسها بخجل استدار ليخرج من الغرفة وهو يصبر نفسه ويهدىء من تسارع نبضه .. وقفت مبهوته وهي ترتجف وعيناها تحدقان بأثره بذهول ، وضعت يدها على شفتيها المنتفخة من اثر قبلاته ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تشعر بالخجل كلما تذكرت لمسته لها ... توجهت للخزانة لتأخذ لها ثوبا للنوم فتصاعد الاحمرار لوجهها وهي ترى ملابس النوم الفاضحة ، فكرت بسرعة من أين أتى كل هذا ! هي لا تتذكر أنها ابتاعت مثل هذه القمصان ! يا الهي كيف سأرتديها ؟!
بقيت في حيره من أمرها وهي تتطلع إليها بعينيها البريئتين تتمتم بخفوت "جميعها مكشوفة بطريقه جريئة ماذا سأفعل ؟
" بعد فتره قصيرة من البحث استقرت على قميص نوم ابيض مطرز بتطريز ذهبي رقيق، كان قصير جدا بفتحة صدر كبيره للغاية ، احمر وجهها بشده كيف ستقف أمامه بهذا الشكل ؟!
عضت شفتها خجلا وتوجهت الى الحمام لتبدل ملابسها , و هناك وقفت تنظر لانعكاسها.. وجهها يشع تألقا وعيناها تبرقان ببريق الحب بينما كان شعرها المتموج بخصلاته البنية ينساب بحريه على كتفيها وذراعيها العاريين ، لبست الرداء الخاص بقميص النوم والذي كان شفافا أيضا ، حسنا ما باليد حيله وضعت القليل من عطرها المميز من اللافندر و تنفست بعمق عدة مرات قفز قلبها عندما سمعت صوت حسن وهو يطرق الباب
- حبيبتي هل أنت بخير ؟ هل تحتاجين مساعده ؟
احتبست أنفاسها وقلبها بدء بالخفقان من جديد
استجمعت شجاعتها وقالت
- آتيه ، ثانيه واحده فقط
أدارت المفتاح وخرجت ببطء ، بحثت عنه بعينيها ولم تجده لكنها أحست بساعديه القويين من خلفها يلتفان حول خصرها و يشدها لصدره مع كل لمسة من يده كانت تشعر كأن تياراً كهربائياً يسري الى جسدها الغض
قال لها بصوت هامس
_ استعدي للصلاة لنصلي ركعتين ليبارك لنا الله في حياتنا القادمة معاً
أومأت بصمت وهي تكاد تذوب خجلا من هذا العاشق المجنون وفعلت ما أمرها بها وكم كانت فرحتها عظيمة لأن حبيبها و زوجها سيكون إمامها ، فلطالما تمنت وحلمت بذلك
شرعا بالصلاة وقلبها يرفرف بحب وهي تستمع لصوته الشجي وهو يتلو آيات القران بكل خشوع ، بعد ان انتهيا وضع يده على رأسها يقرأ الدعاء المأثور الخاص بالزواج
لا تعلم كيف ومتى ؟ وضعها حسن على السرير وهو يمطرها بوابل من الكلمات الرقيقة ليأخذها إلى عوالم لم تعرفها أبدا ..
كان يعلمها أبجديات العشق والغرام بكل صبر وحب وهي تتلقاها منه بكل خجل و رقه كتلميذة مطيعة ..
لم يناما إلا حينما تسللت خيوط الفجر الفضية على استحياء عبر الستائر المخملية معلنة عن بداية يوم جديد ..
..............
تجلس بغرفتها , خلف مكتبها الصغير ، تسند رأسها بيدها بينما اليد الأخرى كانت تمسك القلم بشرود ترسم على ورقه بعض الخطوط والدوائر بملل ، وقفت وهي تتجه الى النافذة شرعت بفتحتها على مصراعيها ليلفحها الهواء المعبئ برائحة الزهور بينما الظلام الدامس يطغى على المكان واصوات حشرات ليلية تنساب الى مسامعها بهدوء اغمضت عينيها واستنشقت الهواء لتعبئ رئتيها بهذا الاريج المنعش عله يخفف من وطأة ما تشعر به من ألم واحتراق .. وما زادها الماً هي تلك الانقباضه التي تعتصر قلبها لا تفارقها ابداً ... فتحت عينيها ببطئ وهي ساهمة ...عضت شفتيها واختنقت انفاسها وهي تسند راسها على اطار النافذة ..تتذكر تلك الليلة في زفاف أخيها حسن عندما اقتحم حازم خلوتها وهو يلقي السلام بصوته الرجولي المميز
- مرحبا نور كيف حالك ؟
نظرت له وقد اتسعت حدقتي عينيها بذهول الجم لسانها عن الكلام كأنها غير متأكدة من وجود هذا الكيان الرجولي الضخم الذي ملأ الشرفة بهيبته ورجولته الخشنة لا تعرف كيف ردت على سلامه بأنفاس متقطعة وقلب ينبض بجنون كأنها كانت تمشي مئات الأميال
سكتت وهي تشبك يديها بارتباك مطرقة الرأس .... تقدم ببطء نحو سور الشرفة ويديه بجيبي بنطاله نظر إلى الأضواء البراقة وقال بخفه ليزيل من حرجها قليلا
- لقد شعرت بالاختناق وفكرت باستنشاق بعض الهواء النقي ..إذا كان وجودي يزعجك يمكنني المغادرة في الحال
أجلت صوتها وأجابت بخجل
- كلا طبعا ... لا يزعجني ذلك
تقدمت قليلا تحذو حذوه وقد حافظت على وضع مسافة مناسبة بينهما .... تنظر إلى الأمام وهي مازالت غير مصدقه من وجوده معها ...بقيا فتره من الزمن والصمت رفيقهما الثالث وكأن المكان لف بهالة من السحر....لا يسمع الا صوت الموسيقى الآتية من بعيد ... كأنها تذكرهم بأنهما ما زالا على كوكب الأرض
قطع الصمت صوت حازم وهو يسألها بشرود دون النظر إليها .... كأنه يحدث نفسه
- هل يمكنني ان أسألك سؤالا نور ؟ و لكن أرجو ان تكون إجابتك صريحة و واضحة
نظرت له باستغراب بينما ضربات قلبها عادت لتطرق جنبات قلبها من جديد بعد ان كانت قد هدأت قليلا ، أجابت بصوت مرتبك وهي مازالت متأثرة بهالة الرجولة التي فرضت نفسها بقوه وملأت المكان
_- ط..ب.عا.... بكل تأكيد
التفت لها وقال بلطف بعد أن اخذ نفسا عميقا , استطاعت أنت ترى لمعان عينيه العسلية الدافئة وهي ترمقها بحنان
- حسنا ..لقد لاحظت في الفترة الأخيرة انك تتجنبين رؤيتي باستمرار .... راقب تعبيرات وجهها بدقه وكأنه يريد أن يدرس تأثير كلماته عليها و أكمل بتساؤل ..
- هل حدث شيء ما ؟ هل تفوهت بشيء أزعجك ؟ .
وكأن دلوا من الماء البارد قد صب فوق رأسها .. هل كان واضحاً لهذه الدرجة أنها تتجنب رؤيته !! هوى قلبها عند قدميها .. بذلت مجهوداً جباراً لإبقاء تعبير وجهها هادئا... بينما راح عقلها يفكر بأقصى سرعه ممكنه بحثا عن إجابة مقنعه ... أخيرا بعد فتره من الصمت...قالت وهي تحاول أن يخرج صوتها هادئا لكنه خرج بأنفاس متقطعة
_أنا...أنا لا افعل ذلك أبدا ..و..ما الذي يدفعني لأتجنبك ؟
أجاب بلطف اكبر ليزيد شعورها بالإحراج
- هذا ما أريد معرفته ....... صدقا نور ..اخبريني ما الذي يدفعك لتجنبي .. ؟
ابتلعت غصة مؤلمه وهي تشيح بعينيها بعيدا عقدت ذراعيها على صدرها بقوه لتمنع ظهور ارتجافها ... التفتت إليه قليلا وقالت بلهاث كأنها كانت تقطع أميالا طويلة
- أنا...أنا ...أنت مخطئ تماما صدقني أنا...لا أتجنبك إنها اقصد أنا منشغلة ببعض الأمور الخاصة
لا تدري هل توهمت أم خيل إليها بتحرك عضله بجانب فكه وكأن كلامها أغضبه لو ان احد آخر يراه لقال انه شعر بالغيرة !
أشاحت وجهها بعيدا عنه بمرارة وهي تذكر نفسها بياسمين الجميلة بأناقتها ورقتها من المؤكد أنها بقمة سعادتها لارتباطها بشخص مثل حازم وكذلك هو فياسمين وجه مشرف أمام المجتمع الراقي منمقه الكلام تختار مفرداتها بعناية لها شخصيه قوية تفرضها أينما تذهب وليست مثلها هي ما أن تراه حتى تتصرف كالبلهاء ولا تستطيع النطق بجملة واحدة مرتبه ......
قطع سيل أفكارها صوته ... وهو يقول بهدوء
- إذا كانت لديك مشكله وتشعرين بالحاجة للحديث مع شخص ما يمكنك إخباري بما تريدين
نظرت له وقد تتدلى فكها ببلاهة تريد التأكد هل هو جاد فيما يقوله أم هي بدأت تتوهم ؟! هل يريد أن يعرف من فعل بها كل هذا ؟ هل يريد أن يعرف لمن يدق قلبها كل ثانيه ؟ تخبره عن سهادها ، دموعها التي لا تجف ولا تنتهي وكأنها خلقت للبكاء ، فقط أرادت الضحك بهسترية ... أرادت أن تصرخ بأعلى صوتها وتقول أنت .... أنت مشكلتي الوحيدة فأعطني السبيل لأنساك .... وكيف أنساك ؟ هل تنسى الشمس أن تشرق صباحا ؟ أم هل ينسى الشتاء سقوط المطر ؟ أم ينسى الربيع عبق الزهور ! عندما شاهد تعبير وجهها ضحك بعصبيه وهو يشيح بيده كأنه قد شعر بسخف ما تفوه به أكمل كلامه وقال
- آسف ... أنا آسف انسي ما قلت ، يبدو إنني بدأت افقد صوابي و أتفوه بالحماقات
تجاهلت ما قال و أجابت بصوت بدا واثقا وهادئاً رغم قلبها الهادر بعنف
- صدقني لا شيء مهم لأخبرك به انه فقط ضغط الدراسة لا أكثر من ذلك
أومأ برأسه واستند على السور يتطلع بشرود .. راحت تختلس النظرات لجانب وجهه الوسيم وهي مسبلة أهدابها الطويلة .......
لم يتكلما أكثر من ذلك ، أطبق الصمت عليهما فجأة و كأن للصمت سحر خاص لف به المكان لا يسمع غير أصوات الموسيقى التي باتت تشبه تراتيل عشق تلقي عليهم بتعاويذها التي لا يفهم لغتها سوى القلوب العاشقة ...
قالت بعد فتره قصيرة من التردد لتكسر هذه الهالة من السحر الذي بات خطرا عليها
- احم .. أنا .. سأذهب لقد تأخرت وستبدأ أمي بالقلق
أومأ برأسه دون النظر إليها .. انسحبت بهدوء وصوت كعب حذائها وهو يطرق على الرخام يسمع بوضوح
تنهدت بيأس وهي تعود من رحلت أفكارها التي تدور كلها حول فلكه ..اغلقت النافذة وهي تعود ادراجها لتجلس على طرف الفراش ، لقد تعبت من كثره تفكيرها وهي تحاول تفسير سبب تغير تصرفات معها في الآونة الأخيرة ... وكأنها طلاسم يصعب فكها ، تمددت على سريرها وهي تنظر إلى سقف غرفتها بشرود انقلبت للجهة الأخرى ولم تمضي سوى دقائق ليغلبها النوم و تذهب بسبات عميق..........
...................
تململت هي تشعر بيده القوية تلتف حول خصرها بقوة ..تطلعت تنظر لملامحه المسترخية بكل حب تقتنص هذه الفرصة لتشبع جوع عينيها من تقاطيع وجهه الوسيمة المسترخية براحة .. فهي لازالت تشعر بالخجل كلما ضبطها تختلس النظرات إليه ، كان مسبلا أهدابه الكثيفة ... ! يا الهي تحبه وتعشقه بجنون.. شعرت بالخجل وهي تتذكر تفاصيل الليلة الماضية ، كم كان حنوناً ومراعياً وصبوراً معها ، كيف سحبها لتنام بأحضانه الدافئة طوال الليل محيطا خصرها بذراعه السمراء القوية .. مانعا إياها من الحركة بعيدا عنه ...رفعت أناملها الرقيقة تتحسس بها وجنته الخشنة .. أحست به يتململ أبعدت يدها بسرعة ووجهها يتوهج احمرارا....أغمضت عينيها بقوه مدعية النوم ، اندست بين طيات الشراشف الحريرية عندما سمعت ضحكته الخافتة فتحت عينيها ببطء لتشاهده يتكأ على ذراعه وهو ينظر لها بتسليه
- صباحيه مباركة يا عروس
أجابت بصوت مبحوح وقد زادت حمره خديها حتى صارت كأنها ثمره ناضجة
- صباح النور
قال لها برقه وهو يمرر أصابعه الطويلة على وجنتها و شفتيها باعثا بجسدها ارتعاشه قويه خفق لها قلبها بشده
- كيف تشعرين حبيبتي هل أنت بخير ؟
لم تستطع النطق من شدة الخجل فاكتفت بإيماءة صغيره وهي تغطي وجهها بيديها . ضحك بقوه ثم ابعد إحدى يديها و هو يقول
- فات أوان الخجل حبيبتي أنت الآن زوجتي قولا و فعلا .....
قبل جبينها برقه هو يبعد خصلات من شعرها الحريري الذي كان ينتشر بفوضوية يحجب عينيها الذهبيتين عن مدى رؤيته ، جالت نظراته الولهة على وجهها المورد وشفتيها الشهيتين كانت عيناه تعكس مدى عشقه وغرامه لهذه المخلوقة الرقيقة اقترب يلتهم شفتيها التي طالما حلم بامتلاكهما وهو يأخذها برحله جديدة فوق السحب والنجوم التي لا يسمع فيها سوى همسات العاشقين
بعد فتره طويلة قضاها العروسان في جناحهم الخاص نزلا بعد الظهر لتناول وجبه الفطور التي أصبحت وجبه الغداء لهم و استعدوا لاستقبال الضيوف بمن فيهم والدي مريم ، شاركت ندى بتقديم المساعدة لنور لأنها كانت منهمكة باستقبال الضيوف مع والدتها وتقديم الضيافة لهم
يراقبها بشغف كمراهق صغير عيناه تتابعانها أينما ذهبت وما يزيد من توترها ابتسامته الكسولة التي يخصها بها كلما التقت عينهما ... الغبي كيف يفعل ذلك امام الضيوف ماذا لو انتبهوا لنظراته الولهة ماذا سيكون موقفها بالتأكيد سيظنون بانها هي من تشجعه على ذلك تأففت بخفوت وهي تتمنى ان تنتهي بسرعة لتستأذن بالعودة الى منزلهم والتخلص من ذاك المتطفل الاحمق .
كانت في المطبخ تتمازح مع نور بشقاوة وهما تقومان بجلي الأطباق عندما دخل عليهما وهو يرتدي قميصا ضيقا و بنطالا من الجينز الأسود كان وسيما جدا بشكل يخطف الانفاس .. أحست ندى بالحرارة تزحف لوجنتيها وضربات قلبها تتسارع بسرعة مهوله حتى خشيت أن تسمعها نور الواقفة بجانبها
قال بتسليه وهو يصوب نظراته الصقرية عليها
- هل تحتاجون لمساعده
أجابت نور بمرح وهي تضع يديها على خصرها
- شكرا لك سيدي لا نريد منك شيئا لأنني متأكدة من انك ستتسبب بكارثة من الدمار الشامل فإلى الخارج من فضلك سيدي .
التفتت لندى التي كانت تشغل نفسها بتجفيف الأطباق وأكملت بشقاوة وهي تغمز لها
- هل تعلمين ندى آخر زيارة له للمطبخ ماذا فعل ؟ ثم التفتت تنظر لاحمد مرة اخرى وهي تقول ... هل تحب أن اخبرها بمغامراتك أم تخرج من هنا بكرامتك
ضحك بقوه وهو يرفع يديه محدثا زلزالا قويا في قلبها الضعيف
- حسنا حسنا سأخرج لكن قبل ذلك أمي تحتاجك بأمر ما
وبعفويه شديدة قالت لندى المتسمرة تراقب ما يجري بينهما بذهول وكيف انتهى الأمر بخروج نور
- سأعود حالا ندوش لن أتأخر
خرجت بسرعة البرق دون أن تعطيها فرصه للرد تركتها معه هكذا ببساطة
أطرقت رأسها تواصل ما كانت تفعله وهي تحاول أن تتجاهل وجوده قدر الإمكان لكن هيهات أن تتمكن من ذلك مع كل ما يفعله فقد كان يتحرك هنا وهناك بخفه وهو يصفر بمرح و يرمقها بالنظرات الجانبية لا يعرف لما يشعر بالسعادة عند رؤيته لتلك الحمرة اللذيذة التي تزين وجهها ما ان يمازحها او يتكلم معها ..
تقدم أمامها وهو يفتح الدرج ليخرج علبة القهوة من أمامها وهو يقول بمكر
- لا تصدقي نور إنها كاذبة .. انظري سأصنع فنجاني قهوة رائعة لم تتذوقي مثلها في حياتك وستشكريني على ذلك وتدمني عليها بحيث تاتين الى منزلنا خصيصا لتطلبي مني صنعها لكِ وسترين .. وما كاد يكمله كلامه إلا وانقلبت العلبة من يده لتقع بأكملها على الأرض ...فتناثرت القهوة على أرضية المطبخ محدثة فوضى كبيرة .. لم تتمالك ندى نفسها فانفجرت بالضحك حتى أدمعت عيناها
فقال متصنعا الغضب
- ليس هناك ما يضحك !!
لكنها ما إن رأت ملامح وجهه العبوسة حتى ازدادت ضحكاتها ارتفاعاً لتطرب قلبه وما كان منه إلا أن شاركها الضحك بصوته الرجولي الجذاب ....
بعد أن هدآ قليلا من نوبة الضحك تلاقت نظراتها العسلية مع نظراته القاتمة كأنهما يقولان الكثير من الكلام الذي يعجز اللسان عن التعبير به كان تشعر بشيئ غريب نبضات قلبها تخفق بشده بينما ارتعاشة باردة سرت بطول عمودها الفقري .. اسبلت اهدابها بخجل وادارت وجهها الى الناحية الاخرى وهي متكأه على حوض المطبخ ..قال احمد برقه قاطعا الصمت
- كيف حالك زوجتي المستقبلية ؟ اشتقت لك
تورد وجهها بحياء بينما شعور بالتوتر والدهشة من جرأته وثقته المبالغ بها .. والتي وصلت حد الغرور ...الجم لسانها عن الرد لعدة دقائق وهي تنظر له بذهول لتتدارك نفسها اخيرا وهي تقول وقد التمعت عيناها بتحدي لذيذ
- لست زوجه احد ولا تبني الكثير من الآمال على ذلك
ارتفعت زاوية فمه بابتسامه عابثه بينما رفع حاجبيه بعجرفة تليق به وهو يقول مؤكداً
- ستكونين زوجتي و والده أطفالي أعدك بذلك و سترين صغيرتي
عضت شفتيها بغيظ من هذا المغرور الذي يتحدث بكل ثقة وكأنها ستوافق على الجنون الذي يتفوه به .. تقدمت لتخرج بسرعه وتتخلص من هالة الرجولية التي تخرسها وتجعلها مرتبكة ومبعثرة المشاعر .. لكنها توقفت عندما سمعته يقول بصوت رجولي أمر
- لا ترتدي حجابا اسودا مرة أخرى لأنه يزيد من جمالك وإذا رايتك ترتدينه سأقوم بعمل شيء لن يعجبك أبدا ، فهمت يا ......... زوجتي ؟
اتسعت عيناها بذهول لا تصدق ما تسمع هل يملي عليها اوامره ذلك المستبد وكأنه صدق كذبته .. التفتت اليه وخفقاتها تزداد مع كل كلمه نطق بها لتقول له بكبرياء وعناد
- البس ما يحلو لي لست وصياً علي هل هذا واضح
اولته ظهرها وهي تبتسم بشقاوة عندما رأت ملامحه المندهشة من ردها الحاسم الذي لم يكن يتوقعه...
هه ماذا كان يتوقع ذلك المغرور بانها ستسكت له!
أنت تتوهم استاذ احمد لم تعرف ندى بعد ..
أسرعت بخطواتها تريد الهرب من هذا الرجل الذي بات يهدد استقرارها الداخلي ويعبث بمشاعرها ايما عبث
بينما احمد متسمر مكانه يطالع اثرها بذهول وهو يزداد اصراراً على امتلاك هذه الفرسه الجامحة التي كبلت قلبه بين ليلة وضحاها حتى بات يفكر بها بطريقه مرهقه لاعصابه
..............
انقضى الوقت بسرعة وهم يستقبلون المهنئين من الأهل والأقارب لم تخلو الجلسة من همسات حسن التي يسرقها بين فتره وأخرى ليبثها اشتياقه في هذه اللحظات القليلة...وخجل مريم الفطري من تحديقه المستمر لها أمام الضيوف لكنها كانت سعيدة وهي ترى هذه النظرات الدافئة التي تشعرها بالامان والاحتواء .. فما كان منها الا ان تبادله الابتسامة لكن بخجل كبير ووجه متورد .. في المساء تجهز العروسان للسفر إلى إحدى المناطق السياحية لقضاء شهر العسل
سافرا بالطائرة وكانت هذه هي المرة الأولى لمريم ، تشبثت تمسك ذراعه بقوه كأنها طفلة صغيرة .. طمئنها بحب وهو يضغط على يدها برفق أحس بمدى رقتها وهشاشتها منذ ان وقعت عيناه عليها اجتاحه شعور بالمسؤولية تجاهها لا يعرف لما وما السبب لذلك لكنه يحب هذا الشعور ويرحب به فهي ليست زوجته فقط بل طفلته الصغيرة ايضا ، كانا محط أنظار الجميع في المطار هي بفتنتها وحيائها وهو برجولته ووسامته الشرقية الملفته ، ارتدت فستانا كريمي اللون مع حجاب بنفس اللون كانت مثال للبراءة والطفوليه التي المنبثقة من عمق روحها الشفافة ... أما حسن فقد كان يرتدي بنطالاً من الجينز الأزرق مع قميص بلون السماء وستره سوداء تبين عرض كتفيه
عند وصولهما توجها إلى الفندق الذي تم الحجز فيه مسبقا والذي يعتبر من أرقى الفنادق الشمالية حيث كان قريباً من مناطق الشلالات .. بحيث يمكن رؤية مناظرها الرائعة من شرفة الجناح الذي سيقيمان فيه ، كان من المقرر ان يبقيا لمده أسبوعان لكن حسن أصر على تمديد فتره إقامتهم أسبوعا آخر ، ذهبا لجميع المناطق السياحية فشاهدا أروع الشلالات كانت تشكل كقطعة فنية تخلب الألباب وقد انتشر حولها أريج الزهور الربيعية والأشجار اليانعة بأوراقها الخضراء .. الهواء المنعش والمناظر الطبيعية الآسرة كانت متعه للناظرين .. كما ذهبا بجولة إلى المزارع المنتشرة وهي تمتد كبساط اخضر فيما انتشرت حولها أشجار الجوز و واللوز والتفاح.
كان ينظر لها بحب وهي سعيدة تطرب أذنيه بهمساتها الخجولة وضحكاتها الرقيقة .. أتت كقطرة ماء بارد لقلبه المتعطش أضافت السعادة والنقاء على حياته التي قضاها بالعمل ...أكثر ما كان يشده إليها براءتها وابتسامتها الطفولية لا يتصور حياته بدونها .. أصبحت جزء لا يتجزأ من كيانه مع كل ضحكه كانت تطلقها يخفق قلبه بحبها
قضيا أمتع الأيام التي لا تنسى كانا يخرجان صباحاً لزيارة كل الاماكن السياحية الموجودة في المنطقة الشمالية بدءً من الشلالات وانتهاءاً بالاحتفالات الليلية والكرنفالات التي تقام في اعياد الربيع ولا يعودان إلا بوقت متأخر جدا فتبدأ رحلتهم الليلية التي لا تخلو من شغف حسن وخجل مريم
.............
كان يجلس خلف مكتبه منكباً على مجموعة من الاوراق عندما سمع جلبه في الخارج والباب يفتح بقوه لتدخل ياسمين والشرر يتطاير من عينيها ومن خلفها سكرتيرته وهي تحاول إيقافها هتفت بصوت مرتفع
_ هذه السكرتيرة يجب أن تطرد وفي الحال
وقف بسرعة ليصبح بمواجهتها بينما الفتاة المسكينة كانت ترتجف خوفا من ياسمين التي بدت كأنها إحدى الساحرات الشريرات في القصص الخيالية ..
نظر حازم إلى سكرتيرته بإشفاق وأمرها بالانصراف
قالت ياسمين وقد جحظت عينيها
- أهذا كل ما استطعت فعله ؟ ألن تطردها ؟
أجاب بهدوء وعاد يجلس خلف المكتب
- ما الذي فعلته تلك المسكينة يستوجب طردها ؟
قالت وهي لا تزال ذاهلة من تصرفه
- لقد قامت بإهانتي ولم تدعني ادخل إلا بموعد مسبق حتى عندما أخبرتها إنني خطيبتك لم تصدق كلامي وكأنني اكذب عليها
أجاب بنبره مبطنه بالسخرية
- سامحيها ياسمين لم اخبر احد هنا بخطبتي الميمونة ..ونعم أنا من أعطاها أوامر بان لا تدع أي احد يدخل إلا بعد علمي ، ماذا تظنين ياسمين هل نحن في سوق لبيع الخضار أم ماذا ؟ ثم أكمل ببرود
- أعدك في المرة القادمة سوف تدخلين فورا بدون استئذان ..والآن اخبريني ما هو سبب تشريفك لنا بالزيارة
تقدمت وجلست في المقعد المجاور له وقالت وهي تضع ساقاً فوق الأخرى وقد هدأت ثوره غضبها قليلا
- لقد كنت اشتري بعض الحاجيات من السوق فمررت من هنا وفكرت أن نخرج سويا لتناول وجبه الغداء معا ما رأيك ؟
أجاب بلا مبالاة
_ حسنا لكن يجب أن تنتظري ريثما انتهي من بعض الأعمال الضرورية
أجابت بدلال وهي ترمش بعينيها المطليتين بإتقان
- لا بأس حبيبي انتظرك
جلست تتصفح بعض المجلات الهندسية بملل بينما أكمل حازم عمله بتركيز دون يوليها أدنى اهتمام شعرت بالغيظ من تصرفاته اللامبالية والباردة تجاهها .. فهل هذا هو استقبال خطيب لخطيبته .. كانت تظن انه على الأقل سيكون سعيدا برؤيتها لكنه بارداً كالجليد زفرت بضيق وهي تجول بعينها بأرجاء المكتب و تتوعده بسرها .. اقسم أن أجعلك تجثو على ركبتيك أمامي لتستجدي الحب مني عندها ساتصرف تصرفاً ثانيا فقط فليتم الزواج وعندها لكل حادث حديث ..
لم يمضِ وقت طويل على وجودها عندما دخلت ندى بصخبها ومرحها المعتاد وهي تجر خلفها نور وأصوات ضحكتها تملأ المكان لكنها تسمرت وانطفأ وهج عينيها ما أن رأت ياسمين جالسه بكل غرور وكبرياء وكانها صاحبة المكان ترمقها بنظرات مشمئزة من راسها حتى اخمص قدميها وكانها تشاهد حشرة مقيته امامها
وقف حازم بسرعة ولا يعلم لما تهللت أساريره وهربت خفقة خائنة من قلبه
برؤيته لها تقدم باتجاه شقيقته يحتضنها بينما عيناه لم تغادر ملامح نور المحمرة خجلا يبدو أنها لاحظت نظراته المسلطة ناحيتها فأطرقت برأسها أرضا سمعته يقول لها بصوت هادئ ورزين
- كيف حالك نور
أجابت بخفوت وقلبها يطرق بشده
-بخير الحمد لله
قالت ندى بطفولية
- لقد اتصل احمد بنور وابلغها أن تعود إلى المنزل وحدها
لكنني اغتنمت الفرصة وجررتها رغما عنها لنأتي ونفاجئك لكن يبدو أن البعض لم تعجبه المفاجأة ثم نظرت لياسمين ببرود
قال حازم بصدق واضح وهو يعود للجلوس خلف مكتبه
- أجمل مفاجأة أتمنى أن تكرري هذه المفاجآت كثيرا
وقفت ياسمين تنظر لحازم نظرات ناريه فلم تعد تتحمل أن يتم تجاهلها بهذه الطريقة المهينة .. قالت بحده
- الم تقل انك قد أعطيت أوامرك بعدم دخول احد دون استئذان فكيف سمحت لها سكرتيرتك الغبية تلك بالدخول
أجاب ببرود وقد عقد حاجبيه الكثيفين
- سهى تعرف شقيقتي جيدا وقد أتت عدة مرات للشركة
ثم أكمل بسخرية
_ أما أنت فهذه أول مرة تشرفينا بالزيارة على ما اعتقد أليس كذلك ؟
لم تعلق على كلامه وهي تعود للجلوس بغضب وغيظ .. بقيت صامته ترمق ندى ونور اللتين توجهتا للجلوس على الأريكة الجلدية التي وضعت قرب النافذة بنظرات باردة.... لو كانت النظرات تقتل لوقعتا صريعتين على الفور فكرت ندى بسخرية وهي تبادله النظرات بتحدي
قال حازم بمرح وهو يوجه كلامه لندى
- حسنا عزيزتي بما إنها المرة الأولى التي تقوم بها نور بزيارة شركتنا المتواضعة ما رأيك بان نذهب جميعنا لتناول الغداء ؟
أجابت ندى وهي تصفق بيديها بحماس
- اجل أخي موافقة فانا اشعر بالجوع الشديد
رمقتها نور بعتاب وهي تلكزها بذراعها قال حازم بلطف وهو يوجه كلامه لنور التي بدا جليا عليها الانزعاج والخجل
- لا تقلقي نور سأتصل بأحمد ابلغه بذهابك معنا
حاولت الاعتراض لكنه أوقفها وهو يتصنع الصرامة فما كان منها إلا أن أومأت رأسها بخجل وقلبها يكاد يقفز من بين أضلعها......
اصطحبهم حازم إلى مطعم فخم كانت جدرانه مغلفة بالخشب المزخرف بإتقان مما أضفى على المكان طابعاً حميماً
أما الطعام فقد كان شهيا قدم فيها أطباقا من اللحم المتبل مع السلطات المتنوعة و المشروبات اللذيذة ، أكلت نور بصمت ولم ترفع عينيها عن الطبق فقد أحست بنظرات حازم كلما رفعت وجهها أما ندى فلم تكف عن ثرثرتها المعتادة والمرحة والطُرف التي تلقيها على مسامعهم مما جعل حازم يقهقه بصوت مرتفع
لم يخفى عليهم انزعاج ياسمين طوال الوقت .. الأمر الذي بعث السرور في قلب ندى أما نور كانت تشعر بالحرج من تطفلها عليهم ، فقد أحست بان وجودها غير مرغوب فهذه خطيبته وتلك شقيقته فمن تكون هي لتفرض نفسها وتشاركهم خلوتهم ، كان حازم مرحاً على غير العادة الأمر الذي زاد من ضخ المزيد من حبه في قلبها وازدياد خفقاته فوق المعدل الطبيعي...احس حازم بحرجها وخجلها لذلك لم يضغط عليها لتشاركم بالحديث لكنه لم يستطع ان يمنع عينيه من النظر لها باستمرار .. كانت نور مندهشة من تصرف حازم مع ياسمين كانت علاقتهما تتسم بالبرود والامبالاة وان كانت ياسمين تحاول ان تتقرب منه بدهاء وغنج مبالغ به وهي ترمقها بنظرات حادة وكانها تحاول اثبات ملكيتها له اختنقت وحاولت الابتسام وهي تهمس بسرها فليسامحك الله ندى على هذه الورطة التي وضعتني بها

بعد انتهاء الغداء قام حازم بإيصال نور لمنزلها ... طوال الطريق كانت ياسمين تتحدث بغنج مع حازم متعمدة ان تتجاهل ندى ونور .... مع كل كلمة تسمعها نور كانت تشعر بالاختناق .... لكنها تحاملت على نفسها وحبست دموعها وهي مطرقة الراس.. اما ندى فكانت تقوم بتقليدها بهمس مما بعث الابتسامة لوجه نور المتجهم لم تكن تعرف بانها مراقبة من عينية العسليتين .. يراقب كل حركة تقوم بها رغماً عنه لما لا ترفع وجهها قليلا
تباً مالذي دهاه ليتصرف هكذا تلك الفتاة تحيره وتثير داخله موجه من المشاعر التي لم يختبرها من قبل ترى لما اشعر كأنني مسؤول عنها لما احزن لحزنها واطير من السعادة عندما المح بسمتها اين كانت هذه المشاعر من قبل ولما ظهرت هكذا فجأة ودفعة واحدة الشيء الوحيد المتأكد منه مئة بالمئة انها ليست مشاعر اخوية ابداً ولا تمت لها بصله اذا ماهي ... زفر بضيق واستغفر ربه بسره وهو يعود بتركيزه الى الطريق بوجه عابس ومتجهم
...................
دخلت نور المنزل وألقت التحية على والديها اللذان كانا يجلسان في غرفه الجلوس جلست معهم قليلا ثم توجهت إلى غرفتها وهي تنتابها مشاعر مختلطة بين السعاده لرؤيته و الحزن من ياسمين ، توقفت أمام المرآة تخاطب انعكاسها وهي تخلع حجابها
- مجنونه لما أنت الازلت تفكرين به ؟ أنسيت انه مرتبط وسيتزوج قريبا !
عادت ملامحها الفتيه للتجهم مرة أخرى .. تذكرت ياسمين بكل كبرياءها وغرورها بالإضافة الى شخصيتها القوية وغنجها ودلالها المستفز الذي يغوي الناسك ويدعوه للخطيئة .. زفرت بضيق وهي تقول بصوت مسموع
- لا مجال للمقارنة .. انسي هذا الأمر كلياً
............................................................ .......................

كان يذرع الغرفة ذهابا وإيابا وهو يتصل بها مرارا وتكرارا وهي لا تجيب ، لقد أصبحت تتمادى بتصرفاتها كثيرا ...أنانيتها وغرورها أصبحا جزء لا يتجزأ من شخصيتها ، لا يدري لماذا كلما يحاول التفكير بياسمين يتراءى أمامه خيال نور بابتسامتها الخجولة و وجهها المشرق !
استلقى على فراشه وألقى هاتفه بعنف ، تذكر عندما كانا يقفان في شرفه الفندق في يوم زفاف أخيها كم بدت بريئة وخجولة .... لا يعلم لما يشعر بالغضب وبكتله من النار تلتهم أمعائه عندما يتخيل أنها ممكن أن تكون على علاقة مع هذا المدعو بسام أو أي شخص آخر .....
مسد رأسه بتعب وما يزيد تعبه تلك المدعوة ياسمين باستهتارها وعم مبالاتها تقود به إلى حافة الجنون ، فجاءه أضاء هاتفه بمكالمة منها
أجاب بحده
- أين كنت يا آنسة ؟ لقد اتصلت مرات عديدة ! الم تشاهدي عدد المكالمات الفائتة أم انك لا تجيدين القراءة ؟
أجابت بملل وهي تنظر إلى أظافرها المطلية بعناية
- كنت اجلس مع صديقاتي والهاتف لم يكن بجانبي إضافة لذلك فقد كان على الوضع الصامت
أجاب بفحيح
- لا تتكلمي معي بهذا الأسلوب ياسمين افهمي ذلك جيدا
قالت وهي تعتدل بجلستها
- ماذا هناك حازم ؟ قلت لك لم اسمع صوت الهاتف لم يكن معي أم انك تريد خلق مشاجرة وكفى
مسح وجهه بكفه واخذ نفسيا عميقا وقال بتوعد
- حسنا ياسمين سأصدقك هذه المرة لكن اقسم بأنني لن أتهاون معك في المرة المقبلة سترين مني وجها غير الذي تعرفيه فهمتي فحذار من إغضابي
لم تعلق على كلامه فقد أصبحت تعرفه جيدا وتحاول بدهائها أن تتفادى إغضابه فأكملت بصوت ناعم
- حسناً حبيبي أعدك أن تكون المرة الأخيرة ........
أجاب بجمود
- أتمنى ذالك
أنهت المكالمة وهي تتمتم غبي ومتعجرف يظن أن بإمكانه إخضاعي وإذلالي لا يعلم من هي ياسمين لم يخلق من يفرض عليها شيء.. توعدته بغضب
- اقسم أن أغيرك يا حازم وأجعلك كالخاتم بإصبعي
...............................
في احد أركان النادي تجلسان وهما تحتسيان القهوة تتجاذبان أطراف الحديث .. بدأت عبير الكلام وهي تقول
-كيف هو حازم معك ؟
أجابت ياسمين بغموض وهي تسبل أهدابها الطويلة من خلف نظارتها الشمسية
- جيد .. لا باس به
هتفت عبير باستنكار وهي ترفع حاجبيها
- لا باس به !!.... يا الهي كوني منصفه ياسمين ...لما أنت دائما التذمر هكذا ! لقد حصلت على شاب وسيم وغني وذو سمعه ممتازة فلما....
قاطعتها بحده وهي تعتدل بجلستها
- أنا لا أتذمر أنا فقط .................
سكتت فجأة كأنها لا تجد كلمات تعبر عما يجيش بصدرها .....شردت ياسمين وقد تذكرت تفاصيل خطبتها منه وكيف أتت بظروف غريبة .. وكأنها فيلم من أفلام الأبيض و الأسود التي كانت تعرض قديماً
ربما لهذا السبب هي غير مرتاحة ، لان حازم خطبها بطلب من أخيها ربما لو التقيا بظروف اعتيادية ربما كانت قد أحبته حسناَ ....هي لا تنكر بأنها منجذبة له بشدة فهو ذو شخصية قوية بالإضافة إلى تلك الهالة من الرجولة والغموض التي تلفه أينما ذهب ......تحبه ! رنت هذه لكلمه كأجراس الإنذار في رأسها....ربما أحبته ..... لكنها لا تريد الاعتراف بذلك ، حتى مع نفسها تماطل بالاعتراف لكن الحقيقة ,أكثر ما يؤذيها هو طريقه خطبتها التي تعتبرها مهينه لها ..... اه أخي لما فعلت ذلك ....
أفاقت من شرودها على صوت عبير وهي تحثها على إكمال حديثها
-فقط ماذا ؟!!
أجابت بارتباك وهي تحرك فنجان القهوة بتوتر
-لا اعرف .... لا اعرف ممكن بسبب أخي زياد...
ثم سكتت وهي تتنهد بشرود .. قالت عبير وهي تقطب جبينها
- وماذا به زياد ؟ تابعي
انتبهت ياسمين على فداحة ما تفوهت به , يا الهي لقد كادت أن تكشف الأمر قالت بسرعة لتتدارك الأمر
- لا شيء انسي .. أكملت بمحاوله منها لتغير مجرى الحديث ....الأسبوع المقبل هو عيد ميلادي وأنت ستحضرين بالتأكيد لا تحتاجين لدعوه
قالت عبير وهي ترتشف القليل من القهوة
- بالتأكيد عزيزتي ...كل عام وأنت بخير .. سكتت قليلا وأكملت بمكر ..أنت أبدا لم تخبريني عن والدته أو شقيقته كيف هما معك ؟ وأنت كيف تتعاملين معهما ؟
أجابت ببرود
_- لا علاقة لي بشقيقته إطلاقا فقط أحاديث عاديه أنها فتاه غبية وبلهاء.....طوال الوقت تتكلم مع تلك الغبية الأخرى نور ... تظن إني لا اعرف بأنها متيمة بحب حازم المسكينة لا اعرف كيف ممكن ان يخطر ببالها , انه من الممكن أن ينظر لفتاة ساذجة مثلها هذه
أجابت عبير بخبث
-وكيف اكتشفت ذلك ؟
أجابت ببرود
- اعرف تلك النظرات التي تخصها له ما أن تراه وكأنه شيء ثمين أو هبه نزلت عليها من السماء ، تتحول نظراتها إلى نظرات حالمة ومتيمة لدرجه تثير الشفقة.... قالتها وهي تبتسم بسخرية
ضحكت عبير وقالت
- لا يضر أن يكون لخطيبك معجبات أم انك تشعرين بالغيرة ؟ ثم لا تنكري بان الفتاة جميله لا بل فاتنة أنا لا افهم لما لم يتقدم حازم لخطبتها
قالت ياسمين بغيظ وهي تعقد حاجبيها
- و لماذا اشعر بالغيرة ؟ هل هي أجمل أم اغني مني ؟ ثم أنت مع من ؟ معي أم معهم لا أفهمك ؟
ضحكت عبير بخبث فهي تعرفها جيد ... لا تريد الاعتراف بان هناك من هي أجمل منها دائما تريد أن تكون هي محط أنظار الجميع .....تحب أن تكون الأضواء مسلطه عليها هي فقط دون غيرها وهذا ما يجعل الكثيرون ينفرون منها ومن تكبرها إلا هي كانت تعرف كيف ترضي غرورها بكلماتها المنمقة فهي لا تنكر فضل ياسمين ... فلولاها لما استطاعت الحصول على هذه الوظيفة المحترمة , كسكرتيره لشركه سياحية تعتبر من أهم الشركات في المدينة.....إجابتها بمكر
-لا تنسي أنها شقيقة احمد وارغب بان أتقرب منها علها تمهد لي الطريق إلى قلبه فمنذ لقائي به في حفله خطبتك وأنا صرت أفكر به كثيرا ..
ثم قالت بشرود وهي تركز نظراتها على طفل صغير يلعب بالكره
-هل تعلمين أن فراس اتصل بي قبل يومين طلب مني طلبا غبيا مثله
تساءلت ياسمين بفضول
-ماذا طلب ؟
تكلمت عبير بلا مبالاة وهي تعاود النظر إليها
- طلب أن يتزوجني بعقد عرفي
قطبت ياسمين حاجيها وقالت
- الم تقولي بأنك ما أن طالبتيه بالزواج حتى فر هارباً ؟
أجابت وهي تومئ برأسها
- اجل حدث ذلك ... لكنه عاد من جديد وهو يقول بأنه غير قادر على نسياني وقد فكر بهذا الحل إلى أن يجد الوقت المناسب , لمفاتحة والده بأمر زواجنا
قالت ياسمين باهتمام
- وما هو قرارك ؟
تنهدت بضجر
-لست موافقة طبعا ، إن فراس إنسان مستهتر وكاذب وأنا أبدا لن اصدق أي كلمة أو وعد يقطعه لي
قالت ياسمين
- إذن هل واجهتيه بقرارك ؟
هزت رأسها وهي تقول
- كلا .. قلت له سأفكر .. كان شكله مخيفا لقد تغير جدا بدأت اشك بأنه يتعاطى شيئا ما
فتحت ياسمين عينيها برعب وقالت
- كوني حذره ولا تتعاملي معه ... لقد سمعت أن أمثاله يكونون خطرين , ولا يقيمون وزنا لأفعالهم
أجابت وهي تبتلع ريقها بصعوبة
- اجل لا تخافي لقد أخذت جميع احتياطاتي .... ثم أكملت بمرح زائف بينما الخوف بدا يتسلل داخلها من هذا المدعو فراس ، لقد أصبح مهووسا بها و يكلمها باستمرار , تارةً بلين وأخرى بتهديد وتوعد
-والآن اخبريني عن طريقه جديدة للإيقاع بهذا المتعجرف لقد صرت أكثر إصرارا على إيقاعه بشباكي
قالت ياسمين بدهاء وهي تغمز لها بإحدى عينيها
-لقد وجدت لك طريقه مناسبة لكن أرجو أن تتصرفي جيدا وليس مثل المرة السابقة!
................
نهاية الفصل الرابع

 
 

 

عرض البوم صور نجمه الصباح   رد مع اقتباس
قديم 14-08-16, 09:28 AM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Sep 2014
العضوية: 277449
المشاركات: 12,423
الجنس أنثى
معدل التقييم: همس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 17240

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
همس الريح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نجمه الصباح المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
افتراضي رد: رواية .. خفقات هاربة .. بقلمي .. رقية سعيد .. الفصل الرابع

 
دعوه لزيارة موضوعي

بارت جديد و ممتع و مثير حبيبتي

انفجارات علي كل المستويات
ربي يبارك لش

شريره طبعا كعادة الكاتبات ..
فراس و انا بعد ماني متطمنه له ..و ياسمين تكون غبيه لو فكرت ان احتياطاتها اللي تقولها ذي بتوقفه ..

حازم و خطيبته ..الصراحه ..شخصيتها فريده من نوعها
غرورو و استهتار و عبث
ما اقول الا عسي اشوف راسش مكسور
و حازم بعد
للحين ما حدد مشاعره لندي
مالت بس ..
الاعمي يشوف انه يحبها
لا و اهو بعد معترف ..ان خفقة هاربة من قلبه يوم يشوفها

شكل الخفقات الهاربه واجد حبيبتي نجمة الصباح ..

العرسان .ربي يسعدهم ..اتقنتي وصف مشاعرهم اثنينهم ..

في انتظار البارت الخامس و ان شاء الله قريب تتصمم الصفحات

 
 

 

عرض البوم صور همس الريح   رد مع اقتباس
قديم 20-08-16, 09:10 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2015
العضوية: 306524
المشاركات: 33
الجنس أنثى
معدل التقييم: نجمه الصباح عضو له عدد لاباس به من النقاطنجمه الصباح عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 115

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نجمه الصباح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نجمه الصباح المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
افتراضي رد: رواية .. خفقات هاربة .. بقلمي .. رقية سعيد .. الفصل الرابع

 

السلام عليكم
مساء الخيرات والسعادة على اجمل منتدى واجمل عضوات عسولا
الفصل الخامس
نبدأ تنزيل الفصل
يارب يعجبكم
بسم الله

الفصل الخامس
صاحت عبير بفرح وهي تتقدم بجلستها للأمام
- وما هي ؟ هيا بسرعة
قالت ياسمين وهي تريح ظهرها على الكرسي بغرور
- عندما أقيم حفلة عيد ميلادي , سأطلب من حازم أن يدعو احمد وتلك الغبية نور .. وهناك حاولي التقرب منه بدهاء أرجو أن تستغلي هذه الفرصة جيدا وتقدري حجم التضحية التي أقدمها لك بدعوة تلك البلهاء نور
تهللت أساريرها وهي تجيب بفرح
- شكرا لك أنت فعلا صديقتي الوفية ... وهل ستقيمين الحفلة في إحدى الفنادق مثل كل عام
أجابت بملل
- لا , أفكر بان أقيمها بحديقة الفيلا ، أريد التغيير لقد مللت من التكرار .. أريدها أن تكون رائعة وأدعو الكثير من صديقاتي ليتعرفوا على حازم
قالت عبير
- فكرة جميلة خاصة وان حديقة منزلكم كبيره جدا .... انك عبقرية ومتى ستبدئين بالتجهيز لها
أجابت ياسمين بعجرفة
- لقد بدأت فعلا عزيزتي واتفقت مع عدد من المصممين ومجهزي الحفلات ليكون كل شيء جاهزا في الموعد المحدد
نظرت لساعتها الثمينة وقالت حسناً لقد تأخرت ..فكري فيما أخبرتك به وجدي طريقه مناسبة للحديث معه فهمتي
أومأت عبير برأسها وهي تراقبها تغادر ببطء بينما كانت تفكر بإيجاد طريقه للإيقاع بذلك المتعجرف الوسيم المدعو احمد رأفت
......................
عاد العروسان من شهر عسلهما فاستقبلوا بفرحة عارمة ..كأن حسن قد عادا شابا في العشرين ، السعادة لا تغادر وجهه وهو يرمق زوجته بين حين وأخر بتلك النظرات الخاصة التي لا يفهمها سوى هذين العاشقين .... جلست بجانب نور وهي تحكي لها عن كل الأماكن التي زاراها وتريها بعض الصور التي التقطوها هناك ....ونور تستمع لها وهي تبتسم بحب فهي من ناحية سعيدة لسعادة أخيها .. مريم فتاة رقيقة ومرحة وقد بدا جليا على وجهها الفتي عمق الحب الذي تكنه لأخيها ومن ناحية أخرى أحست أن الله قد مَن عليها بأخت محبه مثلها .
وبعد عده دقائق رن جرس الباب توجهت نور بعفويتها المعتادة , راسمه على شفتيها ابتسامه رقيقه لتفاجأ برؤيته وهو بأبهى حلة ، تسللت الدماء مثل كل مره تشاهده فيها لتتجمع بوجنتيها وقلبها الغبي بداء يفقد دقاته كالمعتاد ..ألقى عليها السلام بصوته الرجولي المميز أجابت بخفوت
- وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته ....
اجاب بلطف
- كيف حالك نور
قالت بخفوت وهي تتحاشى النظر اليه
- بخير الحمدلله
ثم قالت بسرعة وأنفاس متقطعة
- س...سأنادي احمد
انطلقت تسير بخطوات مسرعة بينما كان فستانها الربيعي بألوانه الزاهية يهفهف حول ساقيها بنعومة
لاحت على شفتيه ابتسامة كسولة وهو يراقب طيفها يغيب عنه يا الهي كم هي جميله ورقيقة ، أحس بتلك الخفقة التي باتت تلازمه باستمرار كلما رآها .. تساءل لماذا لا اشعر مع ياسمين بهكذا مشاعر ! لماذا دائما مشاعري باردة وكأنني مسير ولست مخير , تنهد بيأس وهو يمرر أصابعه في طيات شعره الكثيف وهو حائر مشوش ..
انتبه على قدوم احمد الذي رحب به بحرارة ودعاه للدخول
جلسوا بصالة الضيوف الواسعة ..يسود بينهم جو من المرح والمزاح , كانا والدا نور يعاملان حازم كفرد من أفراد الأسرة... لم يكن حازم يشعر بالغرابة وهو يجلس بينهم بالعكس كان يتصرف باريحية .. يمازح احمد ويشاكس حسن ... اما من ناحية نور كان واجبها تقديم الضيافة لهم وهذا كان ما يسعدها جدا ... بينما كانت تقدم له الضيافة التقت نظراتهما صدفة فاحتقن وجهها بحمرة قانية بينما تعالت ضربات قلبها بشدة حتى صمت أذنيها اسرعت الخطى لتهرب من امامه وهي تردد داخلها بلهاء وغبية الى متى ابقى هكذا .
جلست مع مريم في الغرفة المجاورة لغرفة الضيوف لم يكن بامكانهم سماع ما يقولون لكن يكفيها ان تشعر بوجوده قريباً منها ... قالت نور بعد فترة قصيرة من الزمن سأذهب لأعد القهوة اشعر ببعض الصداع هل ترغبين أن تشاركيني
أجابت مريم وهي تبتسم
-حسنا سآتي معك
دلفتا الى المطبخ الواسع .. وضعت الابريق المخصص للقهوة على الموقد فيما رصت مريم فنجاني القهوة على المنضدة الرخامية التي تتوسط المطبخ .. وهما تتجاذبان اطراف الحديث بعد دقائق قليلة , دخل حسن وهو يقول بخفة ومرح
لقد دعانا حازم إلى عيد ميلاد ياسمين لكنني اعتذرت له ..احمد سيذهب ثم وجه كلامه لنور
-وأنت كذلك نور إذا أردت يمكنك الذهاب
ابتسمت بشحوب وهي تومئ برأسها وكأنها جسد بلا روح .. واصل كلامه بعفوية
-يبدو انه شعر بالغيرة لقد قرر الزواج قريباً ... لم يكمل كلامه وهو يلتفت لنور التي أسقطت فنجان القهوة على الأرض قائلة بارتباك
-آسفة لم انتبه
قال حسن باهتمام وهو يتقدم للأمام ليمسك نور من ذراعها
-لا باس ..المهم انك لم تتأذي
هزت رأسها وهي تجاهد لمنع عبراتها من السقوط لا تعرف كيف نظفت الأرض من بقايا الزجاج المهشم وكيف تسللت لتخرج من المطبخ بهدوء انطلقت تعدو بخطوات متعثرة تنشد الوحدة لتسكب دموعها بصمت .. لحسن حظها أن حسن كان منهمكا بالحديث مع مريم فلم ينتبه لها , فقط مريم هي من انتبهت كانت تراقبها وهي مقطبه الجبين ..لاحظت تغير وجهها الجميل ما أن سمعت باسم ياسمين وعن عقد القران , قررت أن تلحق بها وقلبها ليس مطمئن فهيئتها تبين أنها ..أنها..... وضعت يدها على فمها وهي تشهق بخفوت ...يا الهي يجب أن تعرف بسرعة وقبل فوات الأوان ..طرقت الباب بخفه سمعت ردها المتحشرج فخمنت بدون شك أنها تبكي .. دخلت بهدوء
لتجد نور منخرطة ببكاء مكتوم يقطع نياط القلب توجهت لها بسرعة واحتضنتها بشده وهي تقول
- يا الهي ما الذي أصابك نور ؟ لِمَ البكاء حبيبتي !
لم تجب نور بل لم تكن قادرة على الكلام فقط صوت شهقاتها المتقطعة يُسمَع بوضوح
أبعدتها مريم قليلا عن صدرها واحتضنت وجهها بيديه تمسح دموعها برقه وأخذت تمعن النظر فيها
قالت بهدوء بعد فتره من الصمت وقد تأكدت بالفعل من سبب بكائها
- نور .. أنت تحبينه .. أليس كذلك ؟
لم تجبها بل انفجرت بنوبة جديدة من البكاء المرير ..ارتمت بأحضانها وهي تقول بصوت متقطع
- أحببته منذ سنوات ... كنت بلهاء وغبية ظننت أن اهتمامه وكلامه الرقيق معي يعني انه يبادلني شعوري لكن اتضح ... إنني ....إنني وأكملت البكاء بنشيج اكبر احتضنها مريم بقوه وقلبها يتقطع ألماً لحالها , تريد مساعدتها لكنها لا تعرف كيفيه ذلك ، ربتت على ظهرها بحنو وهي تقرأ عليها بعض الآيات القرآنية , وبعد فترة قصيرة من الوقت هدأت قليلا وهي تبتعد عنها و تقول بابتسامه مريرة ودموعها تنساب وتحفر وجنتيها المرمريتين بقسوة
- غبية وحمقاء أنا أليس كذلك ؟ بنيت أحلاما ورديه ... صدقت كلام الروايات التي اقرأها
صدقت بأنه يمكن أن يحبني .... لا ..ليس هذا فقط بل ....بل... كنت انتظر اليوم الذي سيتقدم فيه لخطبتي
أجابت مريم بحنان وهي تمسح شعرها الحريري
- لا حبيبتي أنت لست حمقاء ولا غبية ، أنت فقط حالمة وحساسة كثيرا ما كان يجب أن تأخذي اهتمامه على انه حب ، لقد فهمتي الأمر خطا و اختلط عليك الأمر .. ستنسينه ، صدقيني نور ما أن تتزوجي ستنسينه
هزت نور رأسها بعنف وعادت الدموع لتغرق عينيها من جديد....وهي تقول بألم
- لا استطيع مريم ، حاولت صدقا ... حاولت بشتى الطرق ولم استطع ...أبدا لم استطع ....اش..عر بألم كبير هنا
أشارت لقلبها وهي تعتصره بقوه
غامت عينا مريم الجميلتين وقد ملأتا بالدموع ألما لحالها ، ابتلعت غصتها بصعوبة وقالت بقوة وهي تحتضن وجهها وتنظر لعينيها الحمراوتين بثبات و عزيمة
- ستنسينه ..وستنجحين وتستمر حياتك وتتزوجين وتنجبين أطفالا وسيكون حازم من الماضي و سترين... والآن اخبريني هل ندى على علم بأنك تحبـ.......
قاطعتها برعب وهي تهز رأسها بعنف
- كلا ....كلا لا احد يعرف ، فقط أنت أرجوك مريم لا أريد لأحد أن يعرف عديني بذلك
أجابت مريم تهداها بسرعة وهي تمسك بيدها
- ابد أبدا لن افشي سرك ... أنا هي شقيقتك الكبرى هل فهمتي ذلك ؟
ابتسمت نور برقه وقالت وهي تمسح بقايا دموعها
- لا تتصوري مدى الراحة الكبيرة التي شعرت بها عندما أخبرتك كنت بحاجه إلى احد لأتكلم واطلب النصح منه ... شكرا لك مريم ، شكرا كثيرا لا حرمني الله منك .. حسن محظوظ أن لديه زوجة جميلة ومحبة مثلك
ابتسمت مريم بمودة وقالت بمرح
حسنا دعينا من هذا الكلام وهيا اغسلي وجهك الجميل ولنعود إليهم سيتساءلون عن سبب غيابنا
هزت رأسها بالنفي وقالت بخفوت
- اذهبي أنت أنا لا استطيع النزول الآن
تفهمت مريم موقفها ولم تضغط عليها أكثر قبلتها بحنان وقالت
- لو احتجت أي شي فقط ناديني
أومأت رأسها بامتنان
قالت مريم بمرح وهي تحذرها بإصبعها
- عديني نور
تسللت ابتسامه لشفتيها الكرزيتين وقالت
- أعدك سيدتي
...................
جرت تحضيرات حفل ميلاد ياسمين على قدم وساق ففي اليوم المحدد كانت الحديقة تبدو بديعة التصميم حيث وضعت الانارة بشكل متناسق على الأشجار المحيط , فيما وزعت الطاولات بشكل مرتب على الجانبين بينما انطلقت أصوات الأغاني الصاخبة تصدح في المكان , كانت ياسمين ترتدي ثوبا حريريا ياقوتي اللون ..انساب فوق جسدها يحتضنها برقه ذو فتحه دائرية واسعة بعض الشيء وقصير يصل إلى ما بعد الركبتين مظهرا نعومه ساقيها ..الشيء الذي اغضب حازم كثيرا لكنها لم تهتم ولم تلقي بالا لغضبه ... اصبح حازم اكثر تحكماً واستبداداً لكنها لن تخضع لم يخلق بعد من يستطيع ذلك هذا ما فكرت به وهي ترسم ابتسامة باردة على شفتيها خصتها لندى التي تجلس على إحدى الطاولات بملل واضح ، كانت ترتدي ثوبا احمرا طويلا يصل إلى كعبيها مع حجاب اسود اللون تبتسم بتحدي فقد علمت من حازم أن احمد سيحضر ... أرادت أن تغيظه قليلا لأنه حذرها من ارتداء حجابا اسود ، شعور بالانتصارتسلل لقلبها واثلجه عندما رأته ينظر لها وعينيه تتقد شرارا لكنها لم تهتم وأخذت تدندن مع الإلحان المنسابة
كان يقف وهو عاقدا حاجبيه ينظر لها بغيظ ، كم كانت شهيه و جميله أراد الذهاب إليها وجرها عنوة أمام أنظار الجميع ، وهزها لكي تستفيق و لا تجرب أن تتحداه ثانية ..
سمع صوتاً ناعماً بجواره يلقي عليه السلام ، التفت إليها فشاهد فتاة بدأت ملامحها مألوفة ترتدي فستانا تركوازي ضيقا أثار في نفسه الاشمئزاز وهي تمد أصابعها الرقيقة
-مرحبا احمد كيف حالك ؟
أجاب وهو يصافحها باستغراب
- أهلا وسهلا آنستي
قالت بنعومة وغنج
- ما هذا احمد ! أنت لم تتعرف إلي لا اصدق ذلك , من يراني مره لا يستطيع نسياني أبدا
شعر احمد بالحرج لأنه لم يتذكرها قال باعتذار شديد
- آسف أنا عادة لا أتذكر الأسماء بسهوله
أطلقت ضحكة ناعمة وهي تكمل بخفوت
- أنا عبير صديقة ياسمين .... لقد التقينا في حفله خطبتها ألا تتذكر ؟
قطب احمد جبينه وهو يحاول التذكر ثم هتف بابتسامة بشوشة
- اجل ..اجل عبير تذكرتك آسف جدا ... كيف حالك عبير ؟
قالها بابتسامة واسعة وهو ينظر لندى بتشفي ، إذن هذه هي الجميلة التي كانت تقصدها في المرة الماضية ......
فليتسلى وليشعل فتيل غيرتها قليلا ... كانت ابتسامته كشعله أمل لعبير التي بدأت تتحدث معه بأريحية كبيرة ... فاسترسلت معه بالكلام كأنها تعرفه منذ سنين
أخبرته عن تخصصها و عملها وعن عائلتها وإنها الوحيدة لوالديها ، توفي والدها قبل عدة سنوات وهي تعيش مع والدتها ليس لها الكثير من الأقارب .. كان يستمع بملل وهو نادم على فتحه المجال إمامها ، لم يعلم أنها قد تنخرط بالحديث عن حياتها الشخصية بهذا الشكل ... هو فقط أراد أغاظه ندى ليس أكثر , تململ وحاول الانسحاب بأدب ... لكنه تفاجأ ورفع حاجبيه عندما طلبت منه رقم هاتفه
-من فضلك احمد هلا أعطيتني رقم هاتفك ........
عندما شاهدت ملامحه المندهشة أسرعت بالتبرير
-فقط لنتكلم كأصدقاء لا غير ..أرجوك ... في بعض الأحيان احتاج لشخص أتكلم معه بحرية أرجوك احمد صدقني لن أزعجك
قالت ذلك وهي ترفرف برموشها الكثيفة
تنهد بإحراج وأملاها رقم هاتفه مضطرا لذلك
ابتسمت بانتصار قبل أن تتوجه إلى ياسمين فقد أخذت رقم هاتفه وهذا أول خطوة للإيقاع بك يا احمد
انظم احمد إلى حازم و زياد وهم يمزحون ويتجاذبون أطراف الكلام بينما ندى تراقبه وتتمتم بغيظ
-لماذا لم تأتي نور أوف ؟ اشعر بالملل متى تنتهي هذه الحفلة الكئيبة ؟
لمحت ياسمين تسير باتجاهها بكل عجرفة
جلست بجانبها وهي تبتسم برسمية شديدة قائلة لها
- كيف حالك ندى ؟ لم أرك منذ مدة
أجابت بابتسامه باردة
الحمد لله بخير مشغولة بأمور الجامعة ، تعلمين أنها المرحلة النهائية ويجب التركيز جيدا
أومأت ياسمين برأسها الجميل وقالت بنبره ذات مغزى
- أين نور لما لم تأتي ؟ لقد أبلغت حازم أن يدعوها لو كنت اعرف رقم هاتفها كنت دعوتها بنفسي
أجابت ندى وهي تبتسم ببرود
- إنها مريضه لقد تعبت فجأة ، أصيبت بتلبك معوي
أجابت ياسمين وهي تتصنع الحزن وتضع يدها على صدرها
- أوه ... مسكينة ابلغيها سلامي وتمنياتي لها بالشفاء العاجل
وقفت فجأة كما أتت فجأة وقالت
- سأذهب لأحيي ضيوفي .... استمتعي بوقتك عزيزتي و اعتبري المنزل منزلك
ذهبت وهي تتبختر بمشيتها بميوعله مقززه
تمتمت بغيظ وهي تراقبها تبتعد
- مغرورة ..متعجرفة .. كر..(قاطعها صوت عن متابعة كلامها )
- هل أصبحت تتحدثين مع نفسك ندى !
التفتت ودقات قلبها الخائنة بدأت بالقفز رمقته بنظره باردة , تجاهلت وجوده وهي تشيح بوجهها إلى الجهة الأخرى
سمعته يقول بخفوت لكي لا يلحظه احد
- الم أنبهك من أن لا تلبسي حجابا اسود ؟ ها ! هل تتحديني ندى ؟ انتبهي لأني زوج غيور جدا وقد بدأت افقد صبري
تورد وجهها بشده وهي تتمتم من بين أسنانها
- ابتعد عني وإلا افتعلت فضيحة واتهمتك بالتحرش
ضحك بخفة وقال
-لن تستطيعي فعلها
أخذت تكيل له الشتائم بسرها وعادت لتقول له
- ما الذي تريده مني ؟ اذهب إلى تلك البلهاء التي كنت تتكلم معها
أجاب بمكر
- هل تشعرين بالغيرة ندى ؟؟ ...
وضعت يدها على صدرها وهي تشهق باستنكار
- أغار... أنا أغار من تلك .. لا يوجد وجه مقارنة بيننا حتى أغار منها
أجاب بإعجاب وعيناه تلتهمانها
-بالتأكيد لا يوجد .. إطلاقا لا يوجد مقارنة... قطب جبينه وكأنه تذكر شيئاً
- لم تردي على سؤالي ؟ الم أحذرك من ارتداء..............
لم تدعه يكمل كلامه ... وقفت فجأة وهي تلوح بيدها لشقيقها الذي لمحته من بعيد وذهبت مسرعة تتعلق بذراعه , وهي ترفع حاجبيها و تنظر له بتحدي
زفر بغيظ و هو يتوعد لهذه الحسناء التي ستفقده صوابه بقصاص لذيذ وقريبا جدا جدا .......
.........
انخرط كل من حسن واحمد بالعمل حيث كانا مشغولين جدا بالآونة الأخيرة خاصة بعد أن توسعوا بعملهم وأصبحوا يتعاملون مع أكثر الشركات شهرة في صناعة الأثاث لتزويدهم بأجود أنواع الأخشاب ..فأصبحوا يقضون الكثير من الوقت في المصانع التي يملكوها وفي بعض الأحيان لا يعودان إلا في المساء ، كانت مريم تستقبل , زوجها وعلى وجهها ابتسامه جذابة ، ترتدي له أجمل الثياب ما إن يراها حتى ينسى كل تعبه .
دخل الغرفة فوجدها تجلس أمام المرآة وقد لبست قميصا للنوم ذو لون ازرق باهت له حمالات رفيعة وقصير يصل إلى ما فوق ركبتيها بقليل
عطرها أسكرت أنفاسه ، كانت تمشط شعرها البني الحريري عندما انتبهت لدخوله وهي تبتسم له ابتسامة عريضة ..وقفت بسرعة واتجهت إليه تتعلق بعنقه ، ضمها بقوه مشدداً على خصرها دافنا وجهه بعنقها يقبلها بشوق وهو يستنشق عطرها الشهي تمتم من بين قبلاته
- اشتقت إليك مريم
فكت عنقه من اسر ذراعيها المرمريتين وهي تنظر له بحب وتهمس برقه
- وأنا اشتقت لك أكثر حبيبي
داعبت جانب فكه وهي تقول
- سأذهب لأحضر لك العشاء بالتأكيد أنت جائع
اتجهت لتلبس إسدال الصلاة عندما أحست بيده تطوق خصرها بقوه ويقبلها وهو يقول بصوت أجش
- لا أريد طعاما حبيبتي لقد أكلت مع احمد شيئا خفيفا في العمل
استدارت تنظر له بعتب لذيذ وهي تضم شفتيها المكتنزة وتقول
- لماذا تأكل في الخارج ؟ أنا انتظرك لنأكل سويا ثم إن الأكل خارج المنزل مضر بالصحة ومليء بالجراثيم عدني انك لن تفعلها ثانية
ضحك بعذوبة وهو يقبل شفتيها ويقول
-لن استطيع أن أعدك بشيء حبي ، ماذا لو تأخرت ؟ هل تريديني أن أموت جوعاً ؟
وضعت يدها على فمه بسرعة وهي تقول
- بعيد الشر عنك حبيبي أنا سأجهز الطعام ، و أنت فقط أرسل احمد ليأخذه ، أرجوك
تنهد بقلة حيله فهي تعامله كأنه طفل صغير أجاب بتذمر
- لماذا تتعبي نفسك حبيبتي ؟ صدقيني الطعام هناك نظيف جدا كما أن كل العمال يأكلون منه
قالت وهي ترفع حاجبها بصرامة رقيقة
- ليس كل العمال حسن ، أنا لدي حسن واحد وهو حبيبي الذي أخشى عليه .... والآن عدني بذلك أرجوك ... أرجوك
نظر لها بحب وقال بينما يداه تضمها أكثر لصدره العضلي الصلب
- أعدك بذلك حبيبتي
غامت عيناه بالشغف لهذه المخلوقة الهشة بين يديه
- سأذهب لاستحم ... إياك أن تنامي
أومأت بخجل شديد وهي تراقبه يدخل الحمام ، تنهدت بسعادة وهي تفكر يا الهي كم تعشقه وتحبه ، لم تتصور أبدا بان وراء هذه الجثة الضخمة والملامح المنحوتة بصرامة كل هذا الشغف والحنان , كل يوم تكتشف شيئا جديد بشخصيته فتحبه أكثر فأكثر , لقد مر شهران على زواجهم وكل يوم يثبت حبه بطريقه مختلفة..
تنفست بعمق وهي تضع رأسها على الوسادة ، أحست بخروجه أدارت وجهها ناحيته تنظر له بحب.. استلقى على الفراش وهو يتنهد براحة .. بينما يده تسحبها لأحضانه اندست تدفن وجهها بخجل في عنقه وهي تعرف تماما كيف ستنتهي ليلتهم كما حال الليالي السابقة
.........................
كانت تجلس تقطع الخضراوات بينما مريم تجلي الصحون عندما دخل احمد عليها
المطبخ وقد اعد العدة لإخبار والدته بأمر ندى ... لن يستطيع الصبر أكثر من ذلك .. يخشى أن تتم خطبتها وهو مازال في مكانه لا يتحرك ..ذهب إلى البراد واخرج زجاجه الماء شرب القليل منها وأعادها مكانها بتوتر, بينما عيناه تراقبان والدته وهي منخرطة بتقطيع الخضراوات .... جلس أمامها على الطاولة وقد كتف يديه يراقبها باهتمام لا يعرف كيف يبدأ الحديث معها .. انتبهت والدته لوجوده, فقالت وهي تكمل تقطيع الخضروات
- ماذا هناك احمد ؟
منحها أجمل ابتسامه لديه وهو يقول بليونة
-لا شيء فقط أحب أن اجلس معكِ قليلا
قالت بصرامة محببة
- لا تكذب احمد أنا أعرفك جيدا .. هناك ما تريد قوله
أجاب ببراءة وهو يرفع حاجبيه
- ألا يستطيع الشخص الجلوس مع أجمل امرأة في الوجود إلا لو أراد منها شيئاً
نظرت له بابتسامة تعرف .. بأنه يريد التحدث بأمر ما لكنه محرج ربما من وجود زوجة أخيه قالت توجه كلامها لمريم وقد توقفت يدها عند التقطيع
-مريم يا ابنتي تعالي وأكملي تقطيع الخضار عني و ريثما أتكلم مع احمد قليلا
أومأت برأسها وهي تجفف يديها
- حالا أمي
وقفت وأمرته بصرامة
- اتبعني يا ولد لأرى ما ورائك
تبعها كأنه ولد صغير معاقب
ذهبا إلى الصالة.. جلست بهدوء وقالت بمكر
-هيا اخبرني ماذا تريد ... ولما يبدو وكأن القطة قد التهمت عشائك !
ابتسم بتوتر وهو يخلل أصابعه بشعره
- حسنا أمي انه بخصوص ..ندى
رفعت حاجبيها وابتسمت بدهاء
- تريد خطبتها أليس كذلك ؟
اتسعت عيناه بدهشة وهو يهتف
- وكيف علمت ذلك وأنا لم اخبر احد بعد؟
قالت بحنان
- أنا أم واعرف جيدا ما يدور بخلدك قبل أن تنطق
ثم أكملت بمكر
-وقد لاحظت نظراتك المتيمة التي تخص بها تلك المسكينة أينما ذهبت
قهقه ضاحكا بفرح وهو يقول
-اجل أمي ...أنا أحبها كثيرا وقد كنت أريد خطبتها بعد خطبة حسن مباشرة لكنني
فضلت الانتظار بعد زواجه ..والآن انا أريدها أمي وبشده ، أخشى أن يتقدم لها احد غيري وتوافق عليه
قالت وهي تبتسم بحنان
-اطمئن ولا تقلق لن توافق على احد , ولن تتزوج غيرك
قال باستغراب
- وكيف تعلمين ذلك أمي ؟ إنها لا تطيقني ، ما أن تراني حتى تتحول لقطه مشاكسة
أجابت بثقة وقد التمعت عيناها بشقاوة
- اعرف وكفى ... لا تطرح المزيد من الأسئلة وهيا الآن اذهب لعملك ...واترك هذا الأمر لي
هب واقفا بنشاط وابتسامه عريضة تزين وجهه الوسيم
- لا حرمني الله منك أمي
ثم تقدم وقبل يديها ورأسها بينما لسان حال والدته يلهج بالدعاء له و لإخوته.
غادر وهو بقمة سعادته وكيف لا وقد أوشك حلمه الذي ارقه ليالٍ طويلة على التحقق
............................................................ .........................
كان جالسا مع احد المحاسبين وهو يراجع بعض الفواتير الخاصة بمعاملهم عندما رن هاتفه معلنا عن رقم عبير الذي احتفظ فيه على مضض ونسي أمره تماما
اتصلت به وهي تذرف الدموع بمهارة وبصوت يقطع نياط القلب قالت له
_ أرجوك احم.....د ا....أمي ....أغمي عليها ولا اعرف كيف أتصرف لم أجد غيرك لاتصل به أرجوك ساعدني
قال احمد بقلق حقيقي
- حسنا عبير اهدئي واسمعيني أعطني عنوان منزلك وسآتي ومعي الطبيب على الفور
هتفت بسرعة
- لا لا اق....صد .....لا تحضر الطبيب معك أنا اتصلت بطبيب العائلة لكنني بمفردي وأخشى استقباله وحدي
قطب جبينه وقال وبدا الشك يتسلل لقلبه
-هل آنت متأكدة عبير
قالت بلهجة منكسرة
- أرجوك احمد إذا لم تكن تريد الحضور لا باس سأبقى وحدي , اسفه على إزعاجك
أجاب بسرعة
- لا اقصد ما فهمته لكن ، تردد قليلا قبل ان يكمل بشهامته المعتادة... حسنا لا تقلقي سآتي على الفور أعطيني العنوان
أملت عليه العنوان وهي تبتسم بانتصار فقد نجحت أخيرا باستدراجه بعد أن وضعت لها ياسمين هذه الخطة المحكمة ... بان تتصل بأحمد وهي وحيده في المنزل ليأتي خالها بعد فتره قصيرة ويجدهما معا فتهب عاصفة من الشجار وتمثل هي دور البريئة , خصوصا وان خالها رجل عصبي المزاج جدا وملتزم بالعادات القديمة سيجبره على الزواج لاسترداد شرفه المهدور .
أطلقت ضحكة رنانة وهي تطالع انعكاس وجهها بالمرآة... لقد تخلصت من والدتها باعجوبه عندما أخبرتها بأنها ستقضي باقي النهار خارج المنزل من اجل العمل وهي تخشى عليها من نوبة السكر التي باتت تصيبها بالإغماء مؤخرا .... وهكذا وقعت في الفخ بإرادتك يا ... احمد المغرور
............................................................ .......................
وصل إلى المنزل بسهوله كان في منطقه هادئة وتعتبر راقيه نوعا ما .... وقف عند باب الشقة وقلبه غير مطمئن ..رن الجرس عده مرات ولم يجيبه أحدا ! طرق الباب وتفاجأ به كان مفتوحا .. دخل ببطء وعيناه تتجول باستغراب وهو ينادي عليها بريبة لكنه تسمر في مكانه لعدة دقائق وقد اتسعت حدقتا عينيه يريد ان يستوعب ما يرى هل هو في كابوس .. استعاد بعض من وعيه وهو لا يزال غير مصدق ليسرع ويجثو أمامها كانت ، مضرجة بدمائها مرمية وسط الصالة وقد طعنت عدة طعنات بأجزاء متفرقة من جسدها بطريقه وحشيه وهي تلفظ أنفاسها بصعوبة
ما جرى بعد ذلك كان كحلم بشع في غضون ثوان معدودة تعالت أصوات صافرات الشرطة مع صوت سيارة الإسعاف مع هتافات الجيران ...وما زاد الطين بله ..هو هذا الرجل الذي يبدو انه يقرب لها ....كان يهزه من ياقة سترته وهو يصرخ بهسترية ويتهمه بقتلها ..
- قتلتها أيها الحقير المجرم .. لن تنجو من قبضتي سأجعلك تتعفن في السجون اقسم على ذلك
حاول الكلام لكنه لم يستطع كأن لسانه ربط من هول المصيبة ينقل بصره بينهم بذهول وعدم تصديق ... تم نقلها إلى المشفى فورا بينما ألقت الشرطة القبض عليه وهي تقيد يديه بتلك القيود الحديدية الباردة
-اخبرني بما حدث بالضبط أرجو ألا تغفل عن ذكر أدق التفاصيل
قالها المحقق وهو يشعل سيجارته بكل برود
أجاب بثبات
- سيدي لقد أعدت سرد ما حدث أكثر من مرة
ضرب المحقق سطح المكتب بقوة وهو يقول بعنف
- هل سيأتي أمثالك ويعلموني كيف أدير عملي ؟! اجب دون نقاش وكما ذكرت بأدق التفاصيل
أعاد سرد كل ما جرى من أول اتصالها وهي تبكي وتستنجد به إلى أن شاهدها وهي ملقاة في صالة منزلها مضرجة بدمائها
-هل هذا كل ما عندك لتقوله
أجاب بثقة
- اجل سيدي هذا كل ما عندي ولا يوجد شي لأضيفه
ضغط على جرس الاستدعاء وأمر بحبسه وهو يقول بعمليه وصوت بارد
- يحبس أربعه أيام على ذمة التحقيق إلى أن يصدر تقرير الطب الشرعي لرفع البصمات عن السكين.......
نهاية الفصل الخامس..

لا تحرمنوني من تعليقاتكم القيمة

 
 

 

عرض البوم صور نجمه الصباح   رد مع اقتباس
قديم 20-08-16, 09:35 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Sep 2014
العضوية: 277449
المشاركات: 12,423
الجنس أنثى
معدل التقييم: همس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 17240

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
همس الريح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نجمه الصباح المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
افتراضي رد: رواية .. خفقات هاربة .. بقلمي .. رقية سعيد .. الفصل الرابع

 
دعوه لزيارة موضوعي

منورة حبيبتي ..
جاري القراءه

 
 

 

عرض البوم صور همس الريح   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
...., خفقات, رواية, هاربة
facebook




جديد مواضيع قسم رومانسيات عربية - القصص المكتملة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 08:11 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية