لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روائع من عبق الرومانسية > رومانسيات عربية > رومانسيات عربية - القصص المكتملة
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

رومانسيات عربية - القصص المكتملة رومانسيات عربية - القصص المكتملة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-07-16, 05:40 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2015
العضوية: 293756
المشاركات: 49
الجنس أنثى
معدل التقييم: وسن نن عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 53

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وسن نن غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نجمه الصباح المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
افتراضي رد: رواية .. خفقات هاربة .. بقلمي .. رقية سعيد .. الفصل الأول

 

فصل جميل بانتظار المزيد

 
 

 

عرض البوم صور وسن نن   رد مع اقتباس
قديم 30-07-16, 09:16 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2015
العضوية: 306524
المشاركات: 33
الجنس أنثى
معدل التقييم: نجمه الصباح عضو له عدد لاباس به من النقاطنجمه الصباح عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 115

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نجمه الصباح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نجمه الصباح المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
افتراضي رد: رواية .. خفقات هاربة .. بقلمي .. رقية سعيد .. الفصل الأول

 

السلام عليكم حبيباتي يلله نبدا الفصل الثاني
بسم الله الرحمن الرحيم








الفصل الثاني
جالس في مكتبه وهو يريح رأسه للخلف مغمض عينيه بتعب , يفكر بوالدته والضغط الذي بدأت تمارسه عليه لكي تجبره على الزواج .. كان دائماً يعرف كيف يتهرب من هذا الأمر لكن في الأونه الاخيرة بدات بمحاصرته اينما توجه لا تنفك عن مفاتحته بهذا الامر مراراً وتكراراً , فبالرغم من عمره البالغ الثلاثة والثلاثين إلا انه لم يفكر بالزواج كان كل ما يشغل باله هو العمل ولا شيء غيره ، تذكر كيف دخلت عليه قبل عدة أيام كانها عاصفة من الغضب لتقول له بصرامة وهي مقطبة الجبين
-هل فكرت بما أخبرتك به ؟
اعتدل بجلسته وتنهد بيأس فهو يعلم جيدا أن والدته إذا فكرت بشيء لن تتركه حتى يتم قال بسره الهي ليس مجددا .. نظر لها ببراءة
- أي أمر أمي ؟
أجابت بنفاذ صبر هي تعلم جيدا انه يتذكر لكن يحاول التملص لينهي الأمر لصالحه .. لكن لا وألف لا سيتم الأمر حتى لو رغما عنه
- مريم ابنه السيد بهجت صديق والدك لقد أخبرتك أننا سنذهب لزيارتهم لكي تراها و نطلبها لك
من اين ظهرت ابنة السيد بهجت تلك لتنغص عليه حياته وتعكر صفو هدوءه ..قال وكأنه طفل صغير وليس رجل خطا أعتاب الثلاثين ليستدر عطفها
- أمي أرجوك ليس الآن لم يحن الوقت بعد..
قالت بنبرة ألم لم تخلو من الصرامة
- إلى متى يا ولدي ستبقى عازفا عن الزواج ؟ فقط أعطني سببا واحدا مقنع وأنا أعدك أنني لن أزعجك ثانية.
لم يجبها بشيء عندها تشجعت وأضافت بصوت حاولت أن تجعله منكسر وقد نجحت بذلك
- إني اخشي الموت قبل أن أرى أولادك يا حسن هل يريحك هذا يا ولدي ؟
انتفض من مكانه وهب واقفا وهو يقبل جبينها
- بعيد الشر عنك أمي أطال الله بعمرك وتعيشين وتحملين أبنائنا جميعاً
قالت بعيون دامعة
- إذن أرح قلبي ولنذهب إلى هناك
فكر أنها لن تيأس أبدا أجاب بقلة حيلة
-حسنا موافق لكن بشرط..
ارتخت ملامحها وابتسمت بانتصار وهي تقول
- أي شيء المهم أن تذهب وتراها
أجاب بهدوء
- أذهب لكن لا أعطيك وعدا بالقبول فماذا إذا لم تعجبني ؟ هل سأتورط بفتاة بلهاء وغبية !
ابتسمت الأم وقالت بفخر
- أطمئن من هذه الناحية فهي جميلة وذكية و....
لم يدعها تكمل كلامها
- حسنا حسنا أمي فهمت سأذهب فقط من أجلك..
ربتت على كتفه وقالت
-رضي الله عنك يا ولدي وجعلها من نصيبك
بهذه الكلمات غادرت الغرفة وهي في قمة سعادتها فهذا بحد ذاته يعتبر انجازا عظيما لشخص عنيد مثله
استفاق من ذاكرته اثر صداع رهيب يكاد يفتك برأسه
مسد على جبينه بقوة وتنهد بصوت مسموع وهو يتمتم حسنا ساذهب وامري الى الله لنرى تلك المريم .. ثم وقف والتقط مفاتيح سيارته و هاتفه وخرج متوجها للمنزل و كل ما يفكر به هو حمام دافئ وقسط من الراحة
.............
على الجانب الأخر اتفق حازم على موعد لزيارة زياد في منزلهم ليتم كل شيء بشكل رسمي
ارتدت ياسمين فستاناً زهري اللون لينسدل على جسدها بنعومة وصففت شعرها بشكل أنيق يتلاءم مع المناسبة , لم يكن لها متسع من الوقت للذهاب لصالون التجميل تنهدت بيأس وهي تتذكر والدتها عندما منعتها من الخروج حاولت بشتى الطرق إقناعها لكنها لم توافق
وضعت مساحيق التجميل بشكل متقن لائم ملامحها الارستقراطية فبدت جميلة جداً ونضرة كزهرة برية تطلعت لصورتها في المرآة وهي تبتسم وتتمتم بغرور وهل يوجد من هي اجمل واعلى شئناً مني .. من حسن حظة اني وافقت على الزواج به ... لكن ملامحها بهتت وهي تتذكر ان اخيها هو من طلب منه ذلك .. تنهدت بيأس وهي تقول بصوت مسموع.. سامحك الله اخي لما تهدر كرامتي هكذا وتجعلني اشعر بالخجل..فقط لو طلبها حازم دون تدخل اخيها لكانت سعادتها الان مكتملة لكن ماذا ستفعل لن تستطيع ان تغير من الامر شيء .. ستحاول ان تبين لحازم انها الطرف الاقوى لن تسمح له بان يعايرها او يفكر بانه قد تكرم عليها بقبوله لهذا الزواج ستجعله يعشقها ويكون كالخاتم بأصبعها ..
عند وصول حازم و والدته
استقبلهم زياد بكل حفاوة و جلسوا جميعا بغرفة الضيوف .. دلفت ياسمين لصالة الضيوف بكل كبرياء كأنها ملكة متوجة كان سلامها بارداً ومتعجرفاً الشيء الذي لم يعجب الحاجة فاطمة لكنها أثرت السكوت وهي تفكر بسعادة ولدها غير ان قلبها لم يكن مطمئن لهذه الخطبة
جميلة لا بل رائعة الجمال وأنيقة أيضا فكر حازم بسخرية لكن لما لا يشعر بالارتياح ، لم تعجبه تحررها الزائد ولا طريقة كلامها مع والدته وجرأة حديثها معه وهذه الصفة التي لا يحبها ابداً .. فهو يؤمن ان جمال الفتاة ليس فقط شكلها بل خجلها وحيائها لا يدري لماذا تراءت أمامه نور برقتها وعذوبتها و وجنتيها التي تحمران كفاكهة ناضجة كلما رأته
طرد هذه الأفكار من رأسه وفكر في انه سيغير من طباعها اجل سيفعل ذالك بكل تأكيد
تم الاتفاق على كل شيء وجرت الأمور بكل سهوله ويسر واتفقوا على موعد الخطبة التي أصرت ياسمين أن يجري بأفخم الفنادق في المدينة وذلك لشكلها الاجتماعي أمام صديقاتها وأقاربها
لم يمانع حازم وهو يستقبل كل ما تطلب بابتسامة هادئة وأعزى ذلك على أنها عروس ومن حقها الفرح والتباهي أمام أصدقائها وهو ايضا قد من الله عليه بالمال الوفير فلما سيبخل عليها..
............................................................ ....................
في احد الإحياء السكنية البسيطة تجلس فتاة في بداية ربيعها الرابع والعشرين ذات ملامح طفولية وغمازتين تزيدان من جمالها الرقيق عيناها بلون العسل الذائب وجه مرمري انف صغير وشفتان كرزيتان ممتلئتان بشكل محبب
- هيا عزيزتي فلنكمل تنظيف المنزل سيزورنا اليوم ضيوف
هكذا قالت والدتها
أجابت بنبرة طفولية تتناسب مع رقتها
- حاضر أمي اذهبي وارتاحي قليلا وأنا سأكمل كل شيء
أجابت الأم بحنو
- وفقك الله يا ابنتي و رضي عنك لا بأس لا اشعر بالتعب
قبلتها مريم وبدأت بحملة من التنظيف بدون كلل او ملل فلطالما كانت مريم فتاة هادئة ومطيعة ذات وجه معبر.. تتميز بالطيبة والتواضع كل من يراها يشعر بالراحة فيها براءة نادرة وكأنها طفلة صغيرة .. راقبتها والدتها بحب ولسان حالها يلهج بالدعاء لها
في المساء كانوا يجلسون في صالة الضيوف ، عقدت جبينها الناصع بانزعاج عندما سمعتهم يتحدثون ، تذكرت والدتها التي أصرت على خروجها لكي تسلم على الضيوف وتقدم لهم الضيافة لم تفهم مريم ما السبب لكل ذلك زفرت بضيق فهي تكره مثل هذه المناسبات وتشعر بالخجل الشديد فهي بطبيعتها لا تحب المناسبات او الاختلاط بالآخرين تفضل العزلة والهدوء لا تمل من الجلوس لساعات طويلة وهي تمارس هوايتها المفضلة ألا وهي القراءة , ارتدت مريم لتلك الليلة فستاناً بسيطاً من الحرير الأزرق مع حجاب من نفس اللون .. لم تضع اي من مساحيق التجميل لأنها لا تحتاج لذلك فهي بطبيعتها موردة الوجنتين رقيقة الملامح ينبع جمالها من روحها الشفافة وشخصيتها الطفولية الفطرية , زفرت بضيق وهي ترص كؤوس العصير على الطاولة .. تتساءل وتتمتم بضيق .. ترى من هم هؤلاء الضيوف المهمين .. ولما تلح علي أمي بالخروج إليهم .. جاءت والدتها تكاد تطير من الفرح وهي تقول
- هيا مريم .. أسرعي عزيزتي الضيوف بانتظارك .. اقصد لا يجب ان ندعهم بدون ضيافة لوقت طويل أليس كذلك ؟ أومأت مريم وهي تتبع والدتها بضيق
دخلت تحمل صينية العصير وابتسامة عذبه تلوح على شفتيها الكرزيتين ..وهي تلقي السلام برقة
- السلام عليكم
رفعت بصرها فالتقت عينيها بزوج من الأعين السوداء التي كانت تحدق بها بقوة أخجلتها .. فاخفضنها بسرعة لم تكن تعرف ان معهم شاب أحست بحرج كبير وهي تهم بتقديم الضيافة لهم الى ان وصلت له .. انحنت تقدم له العصير بخجل شديد بينما قلبها يخفق بقوة .. سمعته يتمتم بخفوت وبنبرة جذابة
- شكرا لكِ
ذهبت وجلست قرب والدتها مطأطئه رأسها ووجهها يتوهج حرارة
لا تعلم ماذا أصابها عندما شاهدته بجسده الضخم ووسامته المفرطة , تغلغلت الى رئتيها رائحة عطرة النفاذة لم تستطع رفع رأسها لثانيه واحده تشعر بنظراته المسمرة عليها حاولت والدتها إشراكها بالحديث معهم لكنها كانت تجيب بصوت هامس ومرتبك تمنت الهروب بسرعة للتخلص من اسر عينيه التي لا ترحم خجلها .. وهو لا يزال يحدق بها بدون خجل ..
كان يشعر بالضجر و يتململ بجلسته لا يعرف لما يراوده شعور كمن وقع في فخ محكم اجل انه فخ نصبته له والدته .. يستمع لما يقولون ببرود وهو يهز رأسه بخفه أدار عينيه الى الناحية الأخرى ... عندما شاهدها تسير بهدوء فتاة برقة الفراشة كأنها نسمة صيف باردة هبت في صحراء قاحلة .. شعور لذيذ دغدغ قلبه عندما التقت عيناه بعينيها العسليتين وكأنها أحست به فخفضتهما بسرعة لتحرمه من هذا العسل المصفى ، جلست قرب والدتها بعد ان قدمت له واجب الضيافة .. ليستنشق عطرا خفيفاً برائحة الفراولة الشهية ..كان الحديث الدائر بينهم عادياً ومملا لم يهتم ولم يبالي بما يقولون وهو يختلس لها النظرات يعلم جيدا أنها قد أحست بعينيه المصوبة تجاهها والتي لم تغفل لحظه عن متابعتها شاهدها تتهرب من النظر تجاهه وهي تبتسم برقه لشيء قالته والدته تتظاهر بالحديث معها .. لا تعلم ما تفعله بتلك الحركات العفوية التي تصدر منها ابتسامتها وغمازتيها اطارت صوابة .. مالذي يحدث لي فكر حسن بسره هذه ليست المرة الاولى التي يرى فيها فتاة جميلة فقد راى الكثيرات ممن رمين انفسهن تحت قدميه لكنه كان يأبي ان يدخل بعلاقة من اي نوع مع اي فتاة وكأنه اراد ان يحتفظ بقلبه وحبه لها وحدها ..حب !! تعجب من المنحى الذي اتجهت اليه افكاره ابهذه السرعة شعر بانه احبها .. لم يختبر هذه المشاعر من قبل اي سحر القت عليه تلك المريم الجالسة امامه بلامبالاة وكأنه غير موجود.. الم تتشنج رقبتها وهي تلويها تجاه والدته طوال الوقت يا الهي فقط اديري وجهك قليلا لما هذا البخل منذ البداية ..كانها ليست من البشر رقيقة وهادئة حتى كلامها كأنه خرير ماء عذب ينساب الى الاذن برقة لتبث في النفس الصفاء والراحة .. اخرجه من سيل افكاره الحالمة صوت والده وهو يستأذن بالخروج على وعد بزيارة أخرى في وقت قريب
بمجرد دخولهم الى السيارة قالت والدته بدهاء وكأنها أحست بما يجول بفكر والدها
- ما هو قولك يا حسن ألا زلت مصرا على العزوف عن الزواج ؟
شبح ابتسامة لاحت على شفتيه التي قلما تعرف طريقه إليها .. ما الذي حصل له وزلزل كيانه لهذه الدرجة ... منذ ان دخلت الى غرفة الضيوف دخلت قلبه بدون استئذان .. لم يتصور بان هناك فتاة تستطيع اختراق حصونه الصلدة التي بناها حول قلبه لسنين عديدة لا لشيء فقط لأنه اعتاد على إعطاء كل وقته وتفكيره للعمل فقط .. استخرجته من دوامة شروده صوت والدته تحثه للإفصاح
- إذن !!؟؟
تنهد باستسلام وهو يقول بطوعية غريبة
- حسنا أمي مبدئياً أنا موافق ..
لا يدري كيف خرجت من فمه هذه الكلمات ويا للعجب فقد شعر بتلك الأحاسيس التي عادت تدغدغ جنبات قلبه عندما نطق كلمه موافق ..ارتفعت زاوية فمه وهو يتذكر عينيها الهاربتين اللتان تنظران بكل مكان عداه هو.. ما هذا يا حسن ؟ منذ متى وأنت تهتم بفتاة ! لكنها ليست أي فتاة ، إنها مريم !! أحس بانتعاش وهو يتخيل تلك المهرة الجامحة ستكون قريبا زوجته ، كان يعصف في صدره مختلف المشاعر التي لم يمر بها من قبل دفئ , حنان , احتواء ومشاعر أخرى لا يعرف تفسيرها ولم يرغب بتفسيرها
بينما كانت الأم بأوج سعادتها فبدت كأنها أصغر من سنوات عمرها التي قاربت على الرابعة والخمسين ، تنهدت بارتياح فكل ما خططت له يسير بنجاح وأخيرا ستحصل على حفيد يؤنسها و يملأ المنزل بضحكاته وشقاوته دمعت عيناها فرحا وهي تدعو له ولأخوته بدوام الفرحة والسعادة وان يتم الامر دون مشاكل وبسرعة قبل ان يغير ذلك العنيد رائيه
............................................................ .............................
قلبها يخفق بجنون حتى أحست انه يكاد يقفز من بين أضلعها وجهها تحول الى كتلة من اللون الأحمر وهي جالسة تستمع الى كلام أبيها يخبرها ان حسن قد طلب يدها للزواج
- حسنا ما هو رأيك يا ابنتي ؟
لم تجب ، كل ما فعلته انها أطرقت رأسها بحياء شديد وقد فقدت القدرة على الكلام , فقط ما ظهر ابتسامة رقيقة على شفتيها .. عبثت باناملها تشبكها ببعضها بارتباك .. وهي تفكر يا اللهي هل هذا الوسيم اسمه حسن ويطلبني انا للزواج .. احست بالاحراج كيف ستخبر والدها بموافقتها ..تشعر بالحراة تتصاعد لوجهها من مجرد التفكير به فكيف عندما يصبح زوجها ... قالت والدتها التي أحست بما تعانيه ابنتها من خجل
_ إذا كنت موافقة يا مريم قولي يا بنتي ولا تخجلي فانا وأبيك لا نتمنى في هذه الدنيا الا سعادتك
بذلت مجهودا جبارا لتومئ برأسها إيجابا لم تعرف ماذا تفعل او كيف تتصرف وهي تسمع والداها يهنئاها ويتمنيان لها حياة سعيدة , قامت و أسرعت الى غرفتها جلست على سريرها وضعت يديها على وجنتيها لتخفف من حرارتهما وفي شفتيها ابتسامة عذبه وعينيها تبرقان بريق السعادة ، بريق الحب ، بريق من وجد نصفه الآخر .. عندما شاهدته للمرة الأولى لا تعلم لما شعرت بالراحة تملئ قلبها .. كل شيء فيه يجذبه إليها بقوة تساءلت بخفوت يا الهي ما الذي يحصل لي هل أحببته بهذه السرعة .. ابتسمت بسعادة وهي تجيب نفسها بخجل اجل يبدو ذلك
............................................................ ...............
تنهد والدها بارتياح وقال
- الحمد لله الذي استجاب لدعائي كنت أتمنى ان أحظى بولد مثل حسن بأخلاقه والتزامه وطاعته لوالديه ولكم كانت فرحتي كبيره حين طلب يدها
قالت الأم وهي تعلق قميص زوجها
- فعلا وانا أيضا أحببتهم و ارتحت لهم كثيرا واشعر ان مريم ستكون بأيدي أمينة الحمد لله .. أرجو ان يحافظ عليها ويصونها مريم فتاة رقيقه كالنسمة وتستحق السعادة
ابتسم زوجها بحنان جارف وهو يتذكر ابنته الوحيدة التي رزقا بها بعد عناء طويل فلقد أوشكا على اليأس من فكره الإنجاب وجاءت مريم كمطر يروي أرضهم القاحلة
الان فقط يستطيع النوم وهو قرير العين بعد ان اطمئن على ابنته الوحيدة
............................................................ ....
الحب هو أسمى شعور يمكن للمرء ان يعيشه , الحب يجعلك ترتقي بمشاعرك فتزهد عن الأنانية والحقد تتمنى الخير لحبيبك حتى لو كانت سعادته مع غيرك
هكذا كان الحال مع نور وهي تتخذ قرارا بنسيانه وتدعوا الله بسرها ان يعطيها القوه والصبر, ولكن كيف و قلبها الخائن يفقد إحدى خفقاته بمجرد سماع اسمه كيف وهي تعشقة وتحبه منذ سنين كانت متأكده من انه يحبها .. يحبها !! هه هل انتِ متأكده نور.. لا لن تكذب على نفسها وتدعي انه احبها فهو لم يهتم بها يوماً دائما نظراته كانت اخوية واهتمامه نابع من المسؤؤليه التي يشعر بها تتجاهها لانها تكون اخت صديقيه ..اذن كفى نحيبا ايها القلب .. ولا ترمي اخطاءك على الغير انت من توهمت وانت من تتحمل نتيجة وهمك الزائف
تنهدت بخفوت وهي تجلس في كافتيريا الجامعة مع ندى التي لم تكف عن الثرثرة وهي تخبرها عن عروس أخيها وتجهيزات حفلة الخطبة ، كان يجب عليها الاستماع مع ابتسامة سعادة و قلبها يقطر آلما .. بينما كانت ندى تتكلم بمرح .. سمعت صوتا رجوليا من خلفها
- صباح الخير
أجابتا بنفس الوقت
- صباح الخير
أدارت نور وجهها إلى الناحية الأخرى وهي تتنفس بضيق
قالت ندى وقد شعرت بالحرج من تصرف نور
_ أهلا بسام تفضل بالجلوس
جلس بسام وعيناه لم تفارق وجه نور المتجهم
- شكرا لك ندى , كنت أريد التحدث إليك قليلا نور
أحست ندى انه يريد التكلم بشيء خاص فقررت ان تتركهما قليلا منعاً للاحراج
فوقفت بسرعة وقالت
- حسنا ساذهب لأحضر عصيرا هل تريد ان احضر لك شيئا معي ؟
شعر بسام بالحرج وقال
- شكرا ندى لا أريد شيئاً
- حسنا عن إذنكما دقائق وأعود .. ذهبت ولم تلقي بالا لنظرات نور الحادة التي رمقتها بها.. تلك البلهاء ماذا فعلت وايه ورطة اوقعتني بها فكرت بسرها وهي تتنهد بضيق
شعر بسام بضيقها لكنه فسره بالخجل ، لقد أعجب بهدوئها ورقتها وشيئا فشيئا تحول الإعجاب الى حب لكنها لم تعطيه الفرصة للتعبير عن ما يشعر به دائما كانت تضع الحدود والحواجز بينهما وتعامله بطريقه عمليه جدا كلما أراد مصارحتها يحصل شيء ليقرر على أثره تأجيل الحديث معها لكن اليوم عقد العزم على إخبارها .. وقد اتخذ قراره باتخاذ الخطوة الأولى , أجلى حنجرته قليلا وقال
- كيف أصبحت نور ؟ لقد سمعت بأنك كنت مريضة
أجابت نور بضيق
- الحمد لله انا بخير مجرد إرهاق بسبب ضغط الدراسة
ابتسم برقة وقد تشجع على الكلام
- حمدا لله على سلامتك
تململ بجلسته وقال بعد فتره قصيرة من الصمت ,
- حسنا انا لا أحب اللف ولا الدوران لذالك جئت اليوم لأخبرك بأمر يهمني جدا أنا معجب بك و أريد أن ...........
لم تدعه يكمل كلامه وهي تجيبه بحده لا تتلاءم مع رقتها وهدوئها
- أرجوك بسام ، يبدو انك أخطأت في فهمي فانا عندما أحدثك وأتناقش معك أعاملك كزميل ليس أكثر من ذلك وليس ذنبي انك فسرت اهتمامي خطأ
أجاب بسرعة
- لا تفهمي الموضوع خطأ نور انا أريد ان أتقدم لخطبتك
لم تتمالك نفسها فهي تمر بحالة نفسيه سيئة جدا وهذا ليس الوقت الملائم لمثل هذا الكلام أبدا ، هبت واقفة والتقطت حقيبتها وقالت
- أرجوك انا لا افكر بهذا الموضوع و أرجوك للمرة الثانية لا تفتحه معي مجددا والا اقسم بأني سأتصرف تصرفا لن يعجبك ابدا و أرجو ان تعتبر الصداقة التي بيننا منتهية
غادرت بسرعة وكأن الشياطين تلاحقها ، وقف بسام واجم الوجه وعابسا يتطلع في أثرها بهدوء عكس البركان الذي يغلي بصدره اثر كلامها الجارح الذي القته بوجهه وذهبت, جاءت ندى وقالت وهي تبحث عنها بعينيها
- أين ذهبت نور ؟
أجاب بسام باقتضاب
- لقد غادرت .
استغربت ندى فأخذت حقيبتها ولحقت بنور التي وصلت الى بوابه الجامعة , فقالت وهي تلتقط أنفاسها
- هييه على رسلك ماذا حدث ؟ ما الذي قاله لك بسام وجعلك غاضبة بهذا الشكل ؟!
نظرت لها بغضب وقالت
- كنت تعرفين أليس كذلك ؟ لهذا تركتنا و ذهبت
أجابت ندى ببراءة
- اعرف ماذا ؟
التفتت لها نور بسرعة وقالت بعد ان رفعت إحدى حاجبيها
- أن بسام يريد خطبتي
صفق بيديها وقالت بفرحه
- لقد كان حدسي صحيحا الم اقل لك ! يا لي من ذكيه
عضت نور شفتيها غيظا وقالت
-إذن كنت تعرفين !!
أجابت ندى بصدق
- لقد خمنت ذلك فلطالما لاحظت نظراته المتيمة لك , وأنت ماذا كان ردك ؟ هل وافقت ؟
قالت بحده
- طبعا لا ، كيف تفكرين ندى ! أنا اعتبره كزميل فقط لا أكثر من ذالك
أجابت ببراءة و عفويه
- امنحي نفسك فرصه حاولي التعرف عليه أكثر ، انا متأكدة من انك ستغيرين رأيك به فبسام شاب مشهود له بالأخلاق العالية والتفوق ومن عائلة معروفة بالإضافة الى وسامته
ثم غمزت لها بشقاوة ، مشت نور وتركتها وهي تقول
- لقد جننت بالتأكيد !
قالت ندى وهي تلحق بها
- حسنا انت حرة كنت أنصحك فقط
ابتسمت بغيظ وقالت
-شكرا للنصيحة لا أحتاجها
............................................................ ...................
على طاولة الطعام حيث رصت أشهى الإطباق التي أعدتها الحاجة فاطمة جلسوا يأكلون ، لم تخلو جلستهم من ثرثرة ندى ومرحها المعتاد , قالت بعفويتها المحببة
- هل تعرفين أمي ؟ حال نور لا يعجبني هذه الأيام
أجابت الأم باهتمام
_ ماذا بها نور هل تعبت مجددا ؟
أجابتها وهي تأكل
-كلا هي بخير لكن اليوم جاء زميل لنا في الجامعة من عائله محترمة وطلب يديها و..........
لا يدري حازم لما شعر بضيق مفاجئ فقال دون إعطائها فرصه لإكمال
-حقا !! وما كان ردها ؟
هزت ندى كتفيها بلا مبالاة وهي تقول
- رفضت بشدة و أحرجته ، قالت له أنها لا تفكر بالزواج
لم يكن يشعر انه يحبس أنفاسه إلا حين تنهد براحه ، قال باهتمام استغربت له ندى ورمقته بشك
- أرى ان تكمل دراستها أولا ثم تفكر بهذه الأمور
ثم تدارك نفسه وأكمل
- وأنت كذلك بالتأكيد
أجابت ندى وهي تعود لتكمل الاكل
- أرجو ذلك لكني متأكدة أن بسام لن يستسلم فالواضح انه معجب بها كثيرا
لماذا يشعر بتلك النغزة في قلبه من جديد ؟! قال وهو يحاول تغير مجرى الحديث
- الخميس القادم حفل الخطبة ألن تدعي احد من أصحابك ؟
- طبعا أخي لقد قمت بدعوة عدد من صديقاتي ، مبارك لك متأكدة من انه سيكون حفلا رائعا
ابتسم بحنان وقال
- العقبى لك صغيرتي ضرب رأسها برفق ثم أكمل
- اني أشفق منذ الآن على من سيتزوجك
قالت ندى بغضب مصطنع
- بالعكس سيكون محظوظا جدا فانا جميلة وذكية وخفيفة الظل
أكمل حازم بمرح
- ولا تفهمين شيئا في الطبخ ..
قلبت شفتيها بطفولية
- سأتعلم وسوف ترى
قهقه بصوت رنان وقالت
- الا تخجلين مني ولو قليلا ؟ كيف تتكلمين معي بهذه الأمور بكل أريحيه !
غمزت له بشقاوة وقالت
- لما اشعر بالخجل ؟ فأنت لست أخي فقط بل صديقي أيضا
ابتسم حازم واخذ نفسا عميقا ..لا يدري لما يزداد شعوره بالانقباض كلما تذكر ياسمين
..................
جلست مريم مطأطئة رأسها الى الأسفل و وجهها يتوهج احمرارا بينما لاحت على شفتي حسن ابتسامة تسلية لهذه الفتاة التي اجتمعت فيها الانوثه والخجل والرقة .. فقد أصر والده على زيارتهم للمرة الثانية ليطلب يدها بشكل رسمي .. طلب حسن ان يتكلم معها قليلا فوافق والدها على ذلك .. خرجو الى الغرفة المجاورة لاتاحة الفرصة لهما بالتحدث بحرية كانت طوال الوقت مطرقة الراس لا ترفع وجهها ابداً ، أجلى صوته قليلا وقال بصوت خشن و خافت لم تخلو من بحة مميزه
- إذن هل وجدتيه ؟
رفعت رأسها بسرعة في عينيها العسليتان نظره تساؤل زادتها جمالا فوق جمالها
ابتسم بعذوبة لأنه جعلها تنظر إليه لينصهر قلبه بعسل عينيها الأخاذ الذي إطار صوابه منذ اليوم الأول ..كأنها أحست بما يقصد ، ابتسمت بخجل وخفضت رأسها من جديد وقلبها يخفق بشدة من هذا الرجل الوسيم الذي لا يرحم خجلها و رائحة عطره النفاذة التي تغلغلت في رئتيها و حواسها قد أفقدتها صوابها فغدا وجهها كثمرة فراولة ناضجة
قال بخفوت وهو يتقدم بجلسته إلى الأمام متكأ بذراعيه على ركبتيه
- لا داعي للخجل مريم فأنت ان شاء الله ستصبحين زوجتي و أرجو من الله ان أكون جديرا بك ، صدقيني سأبذل ما بوسعي كي تكوني سعيدة وهانئة و أي مشكلة تصادف حياتنا الزوجية نحلها سويا دون تدخل احد ، ما قولك مريم ؟
لم تستطع الفتاة المقاومة امام هذا الكم الهائل و المتدفق من الحنان بل بقيت مسبلة الأهداب وعلى شفتيها ابتسامة عذبة قلبها يتقافز فرحاً وخجلا .. كيف تستطيع ان تتكلم وهو يجلس أمامها بكل هذه الجاذبية المدمرة ولما طال صمتها أكمل بخفوت يحثها للكلام
- ما قولك مريم هل انتِ موافقة ؟
يا الهي لما تشعر ان اسمها أصبح أجمل من ذي قبل ام لأنه هو بالذات من نطقها !! ابتلعت ريقها بصعوبة و بخجل شديد كاد ان يغمى عليها أومأت برأسها إيجابا و قبولا
تنهد حسن بارتياح وحمد لله ثم دعا لوالدته في سره على هذا الاختيار
ماذا تفعل و كيف تتصرف مع هذا الرجل الذي سيصبح بعد ايام قليله زوجها و مالكها و سيد قلبها ، لا بل أصبح سيدا لقلبها و تربع على عرشه منذ اليوم الاول الذي رائته فيه تريد ان ينتهي هذا الحوار المحرج بينهما بسرعة لتهرب من جاذبيته التي تجذبها اليه بقوة ، أنقذها دخول عائلتيهما فجأة لتتنهد براحة بينما حسن زفر بضيق وهو يفكر بسره .. لما اتيتم بسرعه هذا لم يكن وقته ابداً....انقضت بقيت الأمسية على الاتفاق بمستلزمات عقد القران فقد اتفقوا على ان يكون عقد القران في يوم الخميس القادم أي بعد خمسة أيام أما الزفاف فبعد عدة أشهر الشيء الذي اغضب حسن لكن والدها أصر على ذالك بحجه إكمال مستلزمات الزواج على مهلهم حاول أن يثنيه عن قراره لكنه لم يستطع فرضخ مجبرا على القبول

............................................................ ...........................
جلس الأصدقاء الثلاثة في مقهى يقع على ضفاف النهر حيث المناظر الجميلة كانت أشعه الشمس تتموج بانعكاسات براقة على صفحة الماء فأصبحت كسلاسل ذهبية تلقي ببريقها الوهاج على المكان .. الجو يبعث على استرخاء الأعصاب رائحة الماء المختلط بالجو أنعش الهواء اكثر , بعد ان طلبوا ما يشربون ابتدأ حازم موجها كلامه لحسن
- إذن سوف يتم عقد القران بهذه السرعة
أجابه حسن وقد لاحت على وجهه الوسيم ابتسامه عابثه
- كذلك انت لم يبقى سوى أيام قليله على خطبتك لم يبقى سوى احمد
وتوجه بنظره الى احمد الذي ارجع رأسه الى الوراء مقهقها باستمتاع
تخيل أمامه طيف فتاه خمريه البشرة بابتسامة خجولة وعينان متألقتان شرستان
- حسنا يبدو ان العدوى انتشرت
اعتدل كلا من حازم وحسن في جلستهم وقد استرعى بكلامه هذا انتباههم
قال حازم
- ومن تكون هذه الفتاة التي استطاعت ان تجعل زير نساء مثلك يقرر الزواج
قطب احمد جبينه فأخر ما يريده هو ان يفكر به حازم بهذا الشكل قال بجدية نادرا ما تظهر عليه
- أنا أبدا لم أكن زير نساء ولا عابث يا حازم وأنت خير من يعرف ذلك
أجاب حازم وهو يومئ برأسه متفهما
- اجل اعرف ذلك جيدا انا امزح معك فقط
تنهد احمد براحه فقد أحس لثانيه ان كل أحلامه ستتلاشى قبل أن تبدأ..فهو قد صمم على مفاتحه والدته بهذا الخصوص بمجرد زواج أخيه
قطع عليه استرسال تفكيره صوت حسن وهو يقول
- ومن تكون سعيدة الحظ هذه ؟
بينما أكمل حازم وغمز بإحدى عينيه
- متى وأين وكيف تعرفت عليها ؟ هيا اعترف بسرعة
قال احمد وهو يرفع يديه بطريقه مسرحيه
- لم يحدث شيء ولم أتحدث معها حتى أنها فتاة كالفراشة أسرتني بسحر عينيها وبرقتها .. من تكون فسوف تعرفون في حينها اما الآن فلن أخبركم أبدا
لم يعلقا على كلامه بشيء وهم يكملون جلستهم ما بين المزاح والضحك ويتبادلون إخبار بعضهم البعض
............................................................ ....................................
بعد مرور عدة ايام ما بين التجهيزات والتحضيرات جاء موعد عقد قران اليوم الذي ينتظره حسن بفارغ الصبر ، لقد أصبح مؤخرا كثير التفكير بمريم وكأنه قد أصيب بسحر او بمس ... بسمتها ورقتها لا تفارق خياله
اما نور وندى فقد ارتبطتا بمريم كثيرا وكأنهم يعرفونها منذ وقت طويل ، مريم فتاة حلوة المعشر محببة للنفس تدخل القلوب دون استئذان بعفويتها وطفوليتها
كان حفل عقد القران في منزل مريم حيث جلست النساء في غرفة بعيدا عن الرجال الذين جلسوا بغرفه الضيوف ... ارتدت مريم فستاناً وردي اللون له أكمام قصيرة يضيق عند منطقه الصدر والخصر ثم يبدأ بالاتساع بطيات عديدة عند الأرداف و ينسدل بنعومة ورقه على جسدها الفتي بينما صفف شعرها بطريقه رقيقه مبرزا عده خصل تلامس وجنتيها برقه اما بالنسبة لمستحضرات التجميل فقد وضعت لها خبيرة التجميل القليل وأخبرتها بأنها لا تحتاج إلى المبالغة لجمالها الطبيعي وبشرتها الناعمة التي تحسدها عليها نجمات السينما ، كانت جميله و متألقة كنجمه تشع في عتمه ليل عيناها تبرقان بلونها العسلي وجهها مورد من شده الخجل لا تستطيع التصديق بانها ستصبح زوجة هذا الحسن الذي اقتحم عالمها الهادئ فبعثرة بعثرة لذيذة
كانت نور قد قررت ان تتناسى أحزانها لهذا اليوم من اجل أخيها ومريم الفتاة الرقيقة التي أصبحت صديقتها بسرعة كبيره واستطاعت ان تغزو قلب اخيها المتحجر الذي أصبح لا يستطيع إخفاء لهفته وشوقه لها دون خجل , ارتدت نور ثوبا بلون ذهبي من الدانتيل والساتان محتشم مع حجاب بنفس اللون مطرز بخيوط من الفضة
فظهرت بغاية الرقة و العذوبة ، وضعت القليل من الكحل الأسود الذي اظهر زرقة عينيها وأهدابها الكثيفة اما لشفتيها فلم تضع اي احمر شفاه بل وضعت القليل من الملمع الذي زادها إغراء ودلال لم تتعمده
بينما كانت النساء يجلسن مع مريم وقد بدت والدة حسن متألقة بسعادة وكأنها عادت شابة في العشرين من عمرها لا تصدق ان حسن أخير سيتزوج ، كانت تبكي تارة وتضحك تارة أخرى فيما جلست والده مريم السيدة أحلام بجوار ابنتها سعيدة لسعادتها وبنفس الوقت لا تستطيع التفكير بانها ستفارقها قريبا ، ذهبت الفتيات لتحضير واجب الضيافة من الحلويات والمشروبات واصررن على السيدة أحلام بالجلوس مع ابنتها ، قالت نور لندى
- سأذهب وأنادي احمد ليأتي ويأخذ أطباق الحلوى
لم يمر على غياب نور سوى ثانيتين وبينما كانت ندى ترص كؤوس العصير سمعت صوتاً رجوليا عرفته بسهوله فارتجفت يديها وخفق قلبها بشده بينما زحف الاحمرار ليغزو وجهها الفتان ، رفعت عينيها بخجل كان يرتدي بدله رسمية بلون اسود مع قميص ناصع البياض بدون رابطه عنق يظهر عنقه البرونزي وعضلات صدره المفتولة
بعد الانتهاء من عقد القران الذي تم بسهوله فقد أصر حسن على ان يكون حازم واحمد الشاهدين على عقد قرانه طلب منه السيد بهجت الذهاب لإحضار واجب الضيافة فذهب باتجاه المطبخ عندما لمح طيفها كانت تنتقل برقه الفراشة وتضع الأطباق على الطاولة كأنها ترتب ألعابها او تصنع قطعه فنيه ، وقف واتكأ على اطار الباب و وضع يديه في جيب بنطاله ...ابتسامة تسلية ظهرت على شفتيه عندما أدارت وجهها و رأى كيف زحف الاحمرار لوجنتيها ، كانت ترتدي فستانا انيقا من الشيفون بين الأزرق والنيلي مع حجاب باللون الأسود مبرزا وجهها الرقيق بجمالها الهادئ الغير متكلف
قال لها بتسليه ظهرت واضحة بصوته
- كيف حالك ندى ؟
أجابت بصوت خرج هامس وهي مطرقة الرأس تعنف نور بسرها لتركها وحدها و وضعها بهذا الموقف المحرج
- بخير الحمد لله
تقدمت للامام تريد الخروج بسرعة إلا انه وضع يده على الباب ليسد عليها الطريق دون لمسها وقال برقه
- الى أين ؟ أين واجب الضيافة يا ندى انا لا افهم شيئا في هذه الأمور
لم تنظر إليه بل توجهت إلى الطاولة وبدأت بوضع الصحون بعصبيه وارتباك شديد
ارتجفت يداها وهو يقف جانبها ويساعدها بكسل وأريحيه وكأنه صاحب المنزل أرادت البكاء من شده الخجل توجهت نحو باب المطبخ تريد الهروب وتهدئة ضربات قلبها كنها توقفت فجأة وهي تسمعه يقول بجديه
_ ندى أنا معجب بك كثيرا ، لا اعرف كيف ومتى حدث ذلك ؟ لكن كل ما اعرفه انني بت افكر بك ليل نهار ، انت الفتاة التي كنت ابحث عنها طويلا وأريد ان أكمل معك الباقي من حياتي ، ما قولك ندى ؟
شعرت بالأرض تدور تحت قدميها بينما اندفعت الدماء الساخنة لتتجمع في وجنتيها لم تعرف بماذا او كيف تجيب على كلامه ! هي لم تتعرض في حياتها لهكذا موقف ، أنقذها وصول نور قائله بمرح
- احمد أين أنت ؟ لقد كنت ابحث عنك واتصلت بهاتفك أكثر من مره ولم تجبني , أجاب وعيناه لم تفارق وجه ندى المحتقن خجلا
- ها أنا ذا جئت ماذا تريدين ؟
أجابت بحيرة وهي تنتقل ببصرها بينهما
- حسنا تعال لأعطيك كؤوس العصير والأطباق لتأخذها لغرفه الضيوف هيا بسرعة
بقيت ندى على حالها متسمرة بمكانها بينما عاد احمد يكمل نقل الأطباق ببطء وتسليه وكأنه يستمتع بإحراجها ..
..................
تنفس حسن الصعداء فور انتهاء إجراءات عقد القران ، أخيرا أصبحت زوجته شرعا وقانونا استقبل التهاني بوجه مبتسم وعقله شارد بمن تجلس في الغرفة المجاورة ، أراد الدخول إليها ليأخذها بين أحضانه ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه ،عليك بالصبر يا حسن ، هكذا حدث نفسه تنفس بعمق لم يمضي وقت طويل حتى ..استدعته والدته ليلبس عروسه شبكتها و يسلم عليها كأنها أحست بما يعانيه ولدها فليحفظك الله أمي و يطيل بعمرك ، هكذا دعا لوالدته سرا
اخير ستشرق شمسك يا مريم في عتمة قلبي ، دخل الغرفة بطوله الفارع ، كان يرتدي بدله رسمية بلون رمادي أنيقة تظهر أكتافه العريضة ، كان كتلة من الوسامة والرجولة .
رافقه أهازيج و زغاريد النسوة مع مباركة هذه وتهنئة تلك ، لم يكن حتى يعرف بماذا أجابهم وهو يسلط نظراته على تلك الغزالة الجالسة بهدوء وكأنها تتفنن بتعذيبه ولا تعرف ما تفعله بقلبه من الأعاجيب بقي مسمرا لدقائق وهو ينظر لشعرها الحريري الذي يراه لأول مرة .. جسدها البض المرمري الظاهر من الفستان .. ابتلع ريقه بصعوبة وهو يتقدم للأمام ليجلس بجانبها ..أحست بقشعريرة باردة تمر بجسدها عندما لامس ذراعها العاري .. قلبها كان يخفق بجنون منذ دخوله ، البسها شبكتها الذهبية بمساعدة والدته ثم قبلها قبله طويلة على جبينها الوضاح دون مبالاة بالنظرات الفضولية او الغيورة من زواج هذا الوسيم بهذه الفاتنة ،قرب وجهه منها وهمس بجانب أذنها وأنفاسه الدافئة تلفح وجنتها القرمزية وقال لها بصوت أجش بفعل المشاعر التي تفجرت داخله
- مبارك لي وجودك في حياتي يا مريم
أحست أنها ستذوب خجلا من جرأة تصرفاته و من الأعين الفضولية التي تراقبهما .. إجابته بخفوت وهمس بالكاد يسمع وهي مطرقة برأسها
أراد أن يمسكها من وجهها الخجل هذا ويغرقها بوابل من القبلات المتشوقة لكن ما باليد حيلة . .. ليس الآن ومع كل هؤلاء النسوة المتربصات اللواتي يحملقن بهما دون خجل كأنهن يشاهدن فلما سينمائياً
....................
استلقت على سريرها عيناها تبرقان و تتذكران تفاصيل هذا اليوم ضحكة خافته صدرت منها وهي تضع يدها على فمها .. بخجل عندما تذكرت نظراته النهمة وهي تلتهم وجهها التهاماً ... رن هاتفها برقم غريب لم تتعرف عليه و لم تجبه
رن للمرة الثانية والثالثة وهي عاقدة العزم على الا تجيب
الى ان أتتها رسالة فتحتها فأشرق وجهها بابتسامه عذبه وهي تقرأ
"مريم هذا انا حسن حبيبتي ارفعي الهاتف و أجيبني وإلا اقسم ان آتي لمنزلكم للمرة الثانية و ليقولوا عني مجنون مريم"
..........
ابتسمت برقه عندما رن هاتفها , فأجابت بخفوت
- السلام عليكم
تنهد براحه وارجع رأسه الى الوراء
- وعليكم السلام كيف حالك مريم ؟
أجابت بهمس
- الحمد لله كيف حالك أنت ؟
قال بابتسامه عابثه
- أصبحت بخير عندما سمعت صوتك , ألن تقولي اسمي ؟ أريد سماعه من شفتيك
ابتلعت ريقها بصعوبة صمتت قليلا ثم قالت
- حسن
قال بصوت حالم
- ياااااااه لأول مره اسمع اسمي بهذا الشكل الجميل ألن تقوليها يا مريم
أجابت ببراءة
-أقول ماذا ؟
قال بصوت هامس
- الكلمة التي طالما حلمت بها تخرج من شفتيك ، قوليها يا مريم ودعي الربيع يحل بخريف قلبي ، قوليها واجعلي المطر يسقط على صحراء حياتي لتزدهر أيامي وتنجلي عتمة التي أرهقتني ، قوليها و أريحي قلبا أضناه الشوق والحرمان ولم يعرف انه يستطيع أن يحب ويشعر بهذه المشاعر التي تعصف به فسقط صريعا بمحراب بابك أسيرا لعينيك
ابتلعت ريقها وزاغت عينيها تتطلع حولها بارتباك لا تعرف ماذا تقول وهي تسمع كلماته التي أفقدتها القدرة على النطق !
أعاد من جديد بصوت أجش
- قوليها مريم
أجابت بخفوت
- حسن ..
أجاب برقه متناهية من يسمعه لا يصدق بأنه حسن القاسي الجلف الذي لا يعرف سوى العمل في حياته !
- قلب وعيون و روح حسن
أجابت بشقاوة
- انا ..انا ... يجب أن أنام تصبح على خير
أغلقت الهاتف بسرعة وعيناها تلمعان بشقاوة وقلبها يخفق بشده كأنها في سباق مرثوني لتقول بهمس وعينان براقتان "مجنون"..
لم يكن حال حسن بأحسن منها أراد الذهاب إلى منزلها في الحال وخطفها بالقوة كيف سيصبر هذه المدة فليكن الله بعوني ، تنهد براحه وقال بصوت حالم
- حسنا يا مريم بدأتِ للعب معي و سترين كيف أروضك و أجعلك كقطه وديعة تتمرغ بأحضاني
............................................................ ...............................

جالسه مع عبير في النادي تتحدثان عن الترتيبات التي أعدت للحفلة و الملابس والفساتين واحدث الماركات العالمية ، تكلمت عبير وهي صديقة ياسمين المقربة وبنفس عمرها لا تقل عنها جمالا ذات عيون سوداء و وجه مستدير ، بيضاء البشرة و شعر اسود حريري يصل الى أعلى كتفيها
- إذن غدا هو يوم خطبتك عزيزتي ، مبارك لك صيدك الثمين (ثم أكملت بغيره) محظوظة
أجابت ياسمين وهي تطلق ضحكة رنانة جذبت بعض الأنظار إليها
-اجل حبيبتي بالتأكيد ماذا كنت تظنين ! اتركينا من هذا الكلام و اسمعيني جيدا غدا أريد منك الحضور باكرا لكي تساعديني في بعض الأمور الضرورية
أجابت عبير وهي تومئ برأسها
_ بالتأكيد حبيبتي (ثم أضافت بخبث) أنت لا تضيعين الوقت أبدا ، لقد استطعت إيقاعه بشباكك بسهوله فهو يلبي جميع رغباتك ويشتري لك كل ما هو غالي وثمين دون مناقشه
أجابت ياسمين بلا مبالاة وغرور وهي ترفع حاجبيها الرفيعان
- و لماذا يعترض ؟ هل كان يحلم بان يتزوج فتاة في مثل جمالي ونسبي خاصة وانه من عائله ذات أصل متواضع
أجابت عبير بابتسامه هازئة
_اجل معك حق بالتأكيد لكن لا تنسي أيضا انه ليس بهين لقد صنع له اسما ومكانه يهاب منها الجميع و بوقت قياسي
قالت في محاولة منها لتغير الموضوع في لا تريد إن تشعر بأن حازم يمن عليها بالزواج أو أن أخيها هو من طلب منه ذلك قالت بصوت حاولت أن تجعله عاديا
- حسنا دعينا من هذا الكلام و اخبريني ما هي آخر تطوراتك مع فراس
تنهد بضجر وأجابت وهي تمرر إصبعها المطلي بإتقان على حافة كأس العصير
- لا شيء ، الوغد كان يريد التسلية ، ما إن فاتحته بموضوع الزواج حتى فر هاربا لا بل أصبح لا يجيب على اتصالاتي أيضا
قالت ياسمين بدهاء
- لا تهتمي ، ما قولك في عريس غني و وسيم و من عائله معروفه
اعتدلت عبير بجلستها وقالت باهتمام وقد راقت لها هذه الفكرة
- من هو ؟ هل اعرفه ؟ هل هو معنا في النادي ؟ ماذا يعمل ؟ تكلمي بسرعة
أجابت بتمهل وهي ترمقها من بين أهدابها الكثيفة
_ لا ، أنت لا تعرفينه ، ليس بعد انه احمد صديق مقرب جدا من حازم
يعتبر بمثابة أخ له وصندوق أسراره يعمل مع أبيه وأخيه بتجاره الأخشاب , ها ما رأيك بهذا الخبر ؟ ألا استحق عليه هديه قيمه ؟
ابتسمت ابتسامه عريضة وغمزت بعينها
- طبعا حبيبتي تستحقين لكن عندما يتم الأمر و ارتدي خاتمه بإصبعي (ثم قطبت حاجبيها وقالت ) لكني لم أحبذ عمله ، ماذا أقول أمام صديقاتي كيف سيكون شكلي !
أجابت ياسمين بخبث
- أيتها الغبية تستطيعين تغيره بعد الزواج اجعليه كالخاتم بيديك
قالت عبير وعلى شفتيها ابتسامة لعوب
- فكره رائعة أين سألتقي به ؟ بل كيف ستعرفينني عليه ؟
أجابت ياسمين بدهاء
- في حفل الخطبة ، لقد دعاه حازم لحضورها ولا أظنه يرفض سأقول لك ماذا يجب أن تفعلي
اقتربت عبير تستمع لما تقوله ياسمين وهي ترسم ابتسامه خبيثة على شفتيها
............................................................ ...............

هتف احمد بعصبيه مبالغ بها
_ أنا لا افهم ما الداعي لذهابها إليهم ؟ لما لا تأتي هي لمنزلنا
أجابت والدته بتمهل كأنها تحاول إفهام طفل صغير
- كيف تأتي لمنزلنا بالله عليك ؟! انه حفل شقيقها هل جننت ؟ ثم إن والدتها قد طلبت مني ذلك يا بني إن حازم غير موجود في المنزل سيكون منشغل طوال الوقت فما هي حجتك !
زفر بضيق وهو يمسح وجهه و يستغفر
_ حسنا بسرعة فانا لن انتظر طويلا
نزلت نور بسرعة البرق وهي تحمل أغراضها التي ستأخذها وقالت باعتذار
- أسفه أخي جعلتك تنتظر هيا الآن أنا جاهزة
لم يجبها ونظر لها بحده وخرج مسرعا فنظرت لوالدتها التي رمقتها بنظره متفهمه وقالت
- لولا الألم المفاجئ الذي أصابني لذهبت معك حبيبتي ، اعتذري من والده حازم وانقلي لها تهنئتي وأنا سأتصل بها قريبا إن شاء الله
قالت بابتسامه وهي تقبل وجنة والدتها
- حاضر ماما سأبلغها ....
*********
ذهبا الى منزل حازم وعندما وصلا ترجل من السيارة و وقف أمام المنزل وهو يدور بعينيه كأنه يبحث عن شيء ، قالت نور وهي ترمق أخاها باستغراب
_ ماذا احمد ؟ لما وقفت ؟ هل تريد الدخول معي ؟
أجاب بسرعة وهو يحاول إخفاء ارتباكه فمرر أصابعه بشعره
- كلا كلا اذهبي كنت أريد التأكد من دخولك لأطمئن عليك
نظرت له بشك وهزت كتفيها بغير اقتناع ثم توجهت لداخل المنزل
استقبلتها ندى عند الباب بترحاب شديد ، شعرت بأن هناك من يرقبها أدارت رأسها فشاهدت احمد يقف وهو يرمقها بنظرات صقريه أسبلت أهدابها بسرعة و قد توهج وجهها بحمره قانية افسحت المجال لتدخل نور ثم أغلقت الباب وقالت بنبره حاولت أن تجعلها طبيعية
- أهلا نور تفضلي حبيبتي لا يوجد احد بالمنزل أنا و أمي فقط
خرجت الحاجة فاطمة فاستقبلتها بود كبير وسالت عن والدتها وعن سبب عدم قدومها
قالت نور برقه
- أمي تعتذر بشده فقد تعرضت لوعكة صحية وطلبت مني الاعتذار وستتصل بك في اقرب فرصه
أجابت بتفهم
- لا باس عليها حبيبتي المهم ان تكون بخير
قالت ندى بسرعة وهي تسحب نور من ذراعها فقد شعرت بالملل من هذا الحديث
- هيا نذهب لغرفتي لنتحدث قليلا ونجهز أنفسنا
أحست نور بقبضه تعتصر قلبها عندما ذكرت ذلك فابتسمت بشحوب و أومأت برأسها
ذهبت معها كالمنومة لا تدري كيف و متى انقضى الوقت ؟ أحست بصداع رهيب أرادت مكانا تختلي فيه لتبكي براحة دون ان يزعجها احد وندى تتحدث و تتحدث دون انقطاع لا تنفك تخبرها عن ياسمين وكل ما اشترته وكيف تكلم حازم امامهم بكل وقاحة ودون حياء وكأنه زوجها وليس خطيبها .. وعن انزعاج والدتها وعدم رضاها على كل ما تقوم به ، أرادت أن تصرخ بوجهها وتقول كفى أنت لا تعرفين ما تفعليه بي بحديثك هذا .. انت تدمين قلبي تغرسين سكيناً صدئاً به بلا رحمه فاسكتِ ارجوكِ ويكفيني ما انا فيه من هم وحزن ، لكنها لم تستطع النطق وهي تراقبها تتحدث بكل هذا الحماس
نهضت ندى فجأة وقالت بسرعة
- لقد سرقنا الوقت ، هيا فلنجهز أنا سأبدل ملابسي هنا اذهبي أنت إلى غرفه حازم
قالت نور بحده ( لا ) فأخر ما تريده هو الدخول لغرفته
تداركت نفسها بسرعة و أكملت بنبره اقل حده
- كلا اذهبي أنت ، أنا سأبقى هنا ماذا لو عاد و رآني !
أجابت ندى برجاء
- لكن يا نور أنا أشيائي وملابسي كلها في هذه الغرفة و أنت لم تحضري معك الكثير سيصعب الأمر علي وأنا انقل أغراضي هناك هيا أرجوك اذهبي فحازم لن يأتي الآن أرجــــــــــــوك
رضخت نور لطلبها بعد إلحاحها الشديد و توجهت لغرفته ، دخلت بهدوء وقلبها يكاد يقفز من أضلعها و استحكمتها غصة ابتلعتها بصعوبة وهي تشاهدها لأول مره ، فراشه الذي يتوسط الغرفة ، الألوان الداكنة الرجولية ، رائحة عطره ، قميصه المرمي بإهمال على السرير ، رمشت بعينيها عدة مرات لطرد الدموع التي تجمعت بمقلتيها ، خلعت حجابها بتعب و وقفت أمام المرآة تراقب انعكاسها فشاهدت فتاة بائسة تثير الشفقة ..
هزت رأسها بيأس و بدأت بحل شعرها فنزل شلالا حريريا من العسل يلامس خصرها ، أدارت وجهها ناحية السرير فسارت ببطء و جلست تتلمس قميصه برقه وهي تتنفس بصعوبة ، نقلت بصرها على الطاولة الجانبية فشاهدت صورته وهو يبتسم ابتسامه عريضة ، أمسكتها بأصابع مرتجفة وهي تتلمس ملامحه من خلف الزجاج البارد ، اه كم تحبه ومازالت ( حبك لعنه قد أصبت بها ولا أريد الشفاء منها) هكذا فكرت نور و انحدرت دمعه ساخنة حاولت منعها لكنها أبت إلا النزول متحدية عنفوانها الزائف ..
تنهدت بصوت مرتجف و إعادتها لمكانها ثم أغمضت عينيها بألم واحتضنت وسادته التي لا زالت تحمل رائحته وبكت بصمت كاتمة أنفاسها بشده
وبعد ان انتهت من موجة البكاء المثيرة للشفقة تنهدت بتعب وتمتمت بخفوت - غبية ، انسيه لا يحق لك ان تفكري به بعد اليوم ، تمني له السعادة مع من اختارها و أفيقي من أوهامك أجل هذا ما يجب علي فعله ..
اتجهت للحمام فغرفه حازم كانت تحتوي على حمام داخلي خاص به ارتدت فستانا من الحرير عاجي اللون انساب على جسدها برقه مع صندل يتناسب معه ثم توجهت للمرآة و بدأت تمشيط شعرها ببطء وهي شاردة الملامح تحرك يدها بالية كأنها مجرد جسد بلا روح
............................................................ ....
أحس بإرهاق شديد دلك رقبته بتعب وقرر الذهاب إلى المنزل مبكرا ليأخذ حماما دافئ يعيد به نشاطه ، فكر وهو يقود سيارته شاردا لماذا هو غير سعيد ؟ أليس من المفترض أن يكون هذا هو شعوره في مثل هذا اليوم ! لما إذن يشعر بان ياسمين ليست المرأة التي يريدها شريكه لحياته ؟ أو يتصور بأنها ممكن أن تكون أما لأولاده ! الكثيـــر من الأسئلة تدور بعقله لا يجد لها تفسيرا ، تنهد بيأس وتمتم بخفوت - يبدو إنني تسرعت بقبولي لهذه الزيجة ، حسنا الأيام كفيله للتأكد من صحة قراري ..
وصل الى المنزل ليفتح الباب بهدوء البيت كان هادئاً نوعا ما جالت عيناه هنا وهناك يبحث عن والدته .. لكنه لم يجدها اتجه إلى السلم يصعده بتعب وهو يفكر متى ينتهي هذا اليوم المرهق .. فتح باب غرفته ببطئ وهو شارد الملامح ، ليقف مسمرا من هذا المشهد الذي أمامه ، كانت نور تقف أمام المرآة وهي تسرح شعرها الطويل ، كانت أشبه بجنيه خرجت من كتاب الأساطير شعرها طويل ينسدل بنعومة ، حريري الملمس استطاع الشعور بذلك ، نظر لها من رأسها حتى أخمص قدميها ببطء وكأنه بعالم السحر والخيال .. يا الهي هل هذه نور ... أرتعاشة هزت كيانه بقوة واحتبست انفاسه بصدره كأنها لا تريدها ان تعلم بانه ينظر لها لتبقى هذه الصورة امامه الى الابد .. أحست بأنها مراقبة ملئت الغرفة موجة من الشحنات لا تعرف كيف تصفها عطر رجولي عبق بارجاء الغرفة فملئ حواسها واتخمتها حد الثمالة لكن كيف من الموكد انها تتوهم او اصيبت بالهذيان ... أدارت وجهها ناحية الباب فاتسعت عيناها الفيروزيتين بصدمة تواجده تسمرت تنظر له لوهلة تتأكد هل هي في حلم أم أن وجودة هنا حقيقة خفق قلبها بعنف واحتبست أنفاسها .. مرت عدة دقائق وهما ينظران لبعض كأنهما قطبي مغناطيس يجذب احدهما الآخر انعقد لسانها عند الكلام .. تداركت نفسها وشعرت بسخفها وبلاهتها ...وضعت يدها على شعرها بفزع فانطلقت .. تلفه بالحجاب كيفما اتفق توجهت إلى الباب تريد الخروج لكنه كان يسد الطريق بجسده الضخم ، لم يفق من صدمته إلا عندما طلبت منه أن يتنحى جانبا لتمر قال بارتباك فقد أحس بأنه يبدو كالأبله
- آسف ... آسف جدا نور لم أكن اعرف بوجود احد في غرفتي
لم تجب بشيء ووجهها متوهج من الخجل بينما ضربات قلبها تكاد تصم أذنيها ، انتبه إلى انه مازال يسد الطريق أمامها تنحى جانبا بحرج
ففرت هاربة بسرعة البرق ، كان منظرها مضحك تسللت ابتسامه لشفتيه بقي فتره ينظر في أثرها وهو شارد صورتها لا تفارق خياله .. بها شي ما يحرك بداخله مشاعر غريبة .. بعيدة عن الأخوة ما الذي يصبيه عندما يراها براءة وجهها تضيق أنفاسه يشعر دائما بأنه المسئول عنها .. تنهد وهو غاضب من نفسه ، كيف يفكر هكذا أنها كشقيقته ندى اجل وكل ما يشعر به هو نابع من خوفه عليها كشقيق اكبر لا غير !
طرد هذه الأفكار من رأسه بقوه وأغلق الباب توجه للحمام ، أحس باسترخاء أعصابه وهو يقف تحت الماء الدافئ الذي ينساب على جسده لتزيل عنه التعب والتشنج ، بعد فترة طويلة أحس باسترخاء والنشاط يدب في جسده من جديد ... انتهى من حمامه ولف خصره بمنشفه كبيره ، توجه إلى الغرفة وهو يمسح شعره بمنشفه أخرى وصوره نور لا تفارق خياله مهما حاول طردها من مخيلته ..
............................................................ ......
دخلت إلى الغرفة بسرعة وقلبها يخفق بشده وضعت يدها على قلبها لتهدأ من ضرباته المجنونة وهي تتمتم يا الهي لقد رآني وأنا بدون حجاب لقد رأى شعري ياالهي يا له من أمر مخجل ماذا سيقول عني ؟ لترجع وتجيب نفسها من جديد ... وما ذنبي أنا هل كنت اعلم بقدومه ؟!! أخذت تذرع الغرفة ذهابا وإيابا وهي تقضم أظافرها مرة بتوتر ومرة أخرى بخجل
تمتمت بذهول وكأنها تذكرت شيئا مهماً ..يا إلهي الحمد لله ندى غير موجودة وإلا ماذا كنت سأقول لها !
شعرت بحيرة هل تخبرها أم لا حتى وان أخبرتها فماذا بإمكانها أن تفعل ؟ أخيرا وبعد تفكير طويل استقر رائيها على أن لا تخبرها بشيء و هي تقول بصوت هامس
- حسنا انه سري الصغير سأحتفظ به لنفسي
............................................................ .........................
لم يصدق أنها تجلس معه في سيارته وحدهما أخيرا بعد عناء طويل استطاع إقناع والدها بالسماح له باصطحابها معه لحفله خطبه حازم ، ففي كل مره يذهب لزيارتهم يكون بحضور والدها .. الذي لم يكن يسمح له بالاختلاء مع زوجته الفاتنة مع وقف التنفيذ ، تذكر في إحدى المرات الكثيرة التي كان يذهب بها إلى منزلهم
كان والدها يجلس معهم مثل كل مره بكل أريحية وهو يتكلم معه عن صولاته وجولاته عندما كان بمثل عمره .. كان حسن متجهم الوجه يزفر بضيق وهو يركز بصره على تلك الحسناء التي تجلس أمامه كأنها تستمتع باللعب بأوتار قلبه المعذب ، كانت ترتدي فستاناً بسيطاً اصفر اللون لا يخفي منحنياتها الخلابة التي سلبت لبه وأفقدته التركيز عما يقوله والدها ترسم على شفتيها المكتنزتين الشهيتين بلونهما الطبيعي ابتسامه رقيقه فعلت بقلبه الأعاجيب وهي تتحاشى النظر إليه
وكأن القدر قد استجاب لدعائه فقد جاء لعمه اتصال من احد أصدقائه الأمر الذي دعاه الى الاستئذان معتذرا ، أحست بما يريد فعله فأسرعت متجه إلى الباب تريد الفرار لكنه كان أسرع منها فسحبها من خصرها النحيل بيد واليد الأخرى تتخلل شعرها الحريري قالت بصوت هامس ومختنق من الخجل و قلبها يقرع بشدة كطبول الحرب
- حسن أرجوك أبي سيأتي ويراك دعني اذهب
لم يلقي بالا لاعتراضها أسكتها وابتلع باقي كلماتها بقبله أودع فيها كل ما يجيل بصدره من حب ولوعه واشتياق .. يتعمق بقبلتها أكثر فأكثر ويده تغوص بشعرها الكثيف الحريري بينما يده الثانية تقربها من جسده الساخن بقوة حتى التصقت به فبدا كجسد واحد ، لم يتركها إلا لاستنشاق الهواء ، كانت متقطعة الأنفاس شفتيها متورمتان من اثر قبلاته المتعطشة ، أسبلت أهدابها برقه ووجهها يكاد ينفجر خجلا وضع جبينه على جبينها وأنفاسه الدافئة تلفح وجنتها المرمرية ، بقيا على هذه الحالة مده من الزمن كأنهما في حلم لا يريدان الاستيقاظ منه ، لكن هيهات لهما فقد انتفضا فجأة على صوت والدها وهو يتحدث مع والدتها فأسرعت تجلس وهي مطرقة الرأس محمرة الوجه جسدها يرتجف بشدة من الخجل والارتباك . بينما جلس هو بكل كسل ووضع ساقا فوق الأخرى وابتسامه شقيه ظهرت على شفتيه كأنه قطه قد التهمت وجبه دسمه .....
عاد من شروده على صوتها الخافت وهي تتكلم معه و تسأل عن حال نور
- كيف هي نور ؟ لقد اشتقت إليها كثير
أجاب بتنهيده خرجت حارة بحرارة شوقه إليها
- بخير الحمد لله وهي أيضا اشتاقت لك كثيرا وتتساءل متى تأتين لتنيري حياة أخيها المسكين ؟
ما إن قال هذا الكلام حتى توهج وجهها خجلا وخفق قلبها بشده ، تحبه لا بل تعشق لهذا الرجل المسمى زوجها الذي اقتحم عالمها الهادئ فقلبه رأسا على عقب ، حاولت إخفاء ارتباكها وخجلها قائله بطفولية وبرائه أفقدت حسن تركيزه أراد ان يوقف السيارة ويلتهم شفتيها الشهيتين التهاما
- لم تخبرني ما هو رأيك بفستاني ؟ هل هو مناسب ؟
غامت عيناه بشده من فرط المشاعر التي عصفت بقلبه امسك يدها متخللا أنامله السمراء الضخمة بأناملها الرقيقة البيضاء فأصبح التناقض واضحا بينهما
رفعها لفمه وقبلها قبله طويلة حاولت سحب يدها فلم يسمح لها بذلك قال بصوت خرج مبحوحا
- كل ما تلبسين يليق بك حتى لو كان رداءا منزليا بسيطا
كانت ترتدي فستانا ناعم بنفسجي اللون يلتف حول جسدها برقه وقد زادها حجابها جمالا وبرائه خلابة
ابتسمت بخجل شديد يا الهي انه لا يرحم خجلها ، ظل يمازحها طول الطريق الى ان وصلا عند منزل حازم فخرجت نور بسرعة البرق كأنها كانت تقف خلف الباب ، نزلت مريم من السيارة وسلمت عليها بحرارة , جلست نور في المقعد الخلفي وهي تتنفس الصعداء تتذكر إلحاح ندى لتذهب معهم برفقة حازم وكيف رفضت بشده متعللة بان حسن قد وعدها بالحضور فرضخت لها ندى مجبره .. يا الهي كيف تجلس معه بمكان واحد من المؤكد ستموت خجلا وتنهار جميع حصونها ...
نهاية الفصل الثاني

 
 

 

عرض البوم صور نجمه الصباح   رد مع اقتباس
قديم 31-07-16, 07:35 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئ مميز


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 174082
المشاركات: 4,029
الجنس ذكر
معدل التقييم: fadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسي
نقاط التقييم: 4492

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
fadi azar غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نجمه الصباح المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
افتراضي رد: رواية .. خفقات هاربة .. بقلمي .. رقية سعيد .. الفصل الثاني

 

فصل رائع جدا

 
 

 

عرض البوم صور fadi azar   رد مع اقتباس
قديم 06-08-16, 09:14 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2015
العضوية: 306524
المشاركات: 33
الجنس أنثى
معدل التقييم: نجمه الصباح عضو له عدد لاباس به من النقاطنجمه الصباح عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 115

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نجمه الصباح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نجمه الصباح المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
افتراضي رد: رواية .. خفقات هاربة .. بقلمي .. رقية سعيد .. الفصل الثاني

 

السلام عليكم ... كيفكم حبيباتي ان شاءلله بخير
الفصل الثالث يلله نبدأ
بسم الله


الفصل الثالث
أقيمت الحفلة في فندق فاخر حيث يعد إحد أفضل عشرة فنادق في المدينة و قد تم اختيار قاعة ضخمة لتضم عدد المدعوين الكبير الذين قامت بدعوتهم ياسمين فلم يبقى صغير ولا كبير من أصدقاءها وأقاربها إلا وتمت دعوته .. وكأنها بذلك تحاول إثبات شيء ما لهم .. انتشرت الطاولات بشكل مرتب وقد فرشت بطريقه أنيقة ورصت عليها كؤوس الكريستال التي كانت تلمع تحت الأضواء الساطعة ووزعت باقات الزهور في أرجاء القاعة فأصبحت منعشه وذات رائحة تشبه رائحة زهور الربيع
كان حازم وياسمين يجلسان على كرسيين أنيقين بمستوى أعلى من بقية الضيوف البسها شبكتها المصنوعة من الألماس الحر ببريقه الذي يخطف الأنفاس
كانت ترتدي فستاناً من الساتان والدانتيل تركوازي اللون عاري الكتفين وضعت فوقه شالا خفيفا أمرها حازم بصرامة أن ترتديه بعد مشادة عنيفة بينهما فياسمين كانت متحررة في طريقة لبسها الامر الذي لم يعجب حازم ابداً فكثيرا ما كان ينتقد طريقة لبسها ويحاول نصحها باللين واليوم تفاجأ بما كانت ترتديه فهو لم يتصور ابداً ان تتجرأ وتلبس مثل هذا الفستان المكشوف وامام الكثير من المدعوين .. غلى الدم في عروقه ما ان رأها بهذا المنظر وامرها اما بتغييره او بوضع شال على كتفيها... لم تستطع اقناعه بالعدول عن رأيه، وهكذا اضطرت لوضعه على مضض وهي تنظر له بحقد وتتوعده بسرها على تغيير طباعه بعد الزواج ..
صففت شعرها بطريقه مناسبة تتناسب مع زينه وجهها الأنيقة الناعمة أما حازم فقد ارتدى بدله رسمية أنيقة رمادية اللون أظهرت عرض كتفيه وجسده الرياضي فبدا بغاية الوسامة ، أحست ياسمين بالفخر عندما لاحظت عيون النساء كيف يرمقونها بغيره ..فهذا هو المهم لها نظرة صديقاتها وأقربائها وكأنها بذلك تخبرهم ...انظروا إلى من اختارني أنا دون كل النساء .. له من المال والوسامة ما يفوق توقعاتكن ..حمقاوات هل كن يظن أن ياسمين بجلالة قدرها تتزوج كيفما اتفق .. ابتسمت ببرود وهي تنقل بصرها بين المدعوات وتنظر لهن نظرة غرور وكبرياء .. لكن يبقى هناك شيء ما ينغص عليها فرحتها ألا وهي كيفية إتمام الأمر فقط لو لم يطلب زياد منه أن يتزوجها ..لكان الان كل شيء متكامل .
ذهبت نور لتهنئتهما فأجابتها ياسمين بصوت بارد وهي ترمقها بنظرات حادة جعلتها تندم على ذهابها ..عادت لتجلس في مكانها وهي تجاهد لتبقي ابتسامتها مشرقه الكل سعيد الا هي قلبها يقطر الما وتعاسة ..اليس من الظلم انه هناك سعيد ومبتسم وهي تتلوى الماً كانها عصفور جريح هل من العدل ان تحبه كل هذا الحب وقلبها لم ينبض لسواه واقسم على حبه مدى الحياة فتكون ياسمين هي من تستحل قلبه وعقله يا الهي اي عذاب واي امتحان صعب هذا الذي تعيشه ، تمنت أن تنتهي هذه الحفلة البائسة بسرعة لتعود لغرفتها وتبكي بصمت
..........
يقف في ركن بعيد واضعا يديه في جيبي بنطاله ويراقبها كيف تنتقل برقة بين الطاولات لتسلم على الحضور ، أحس بغضب شديد وهو يرى عيون الرجال كيف تلاحقها هنا وهناك على الرغم من فستانها الطويل المحتشم وحجابها الذي لف بطريقه أنيقة زادتها حسنا وجمالا إلا أنها كانت جذابة جداً .. بها شيء ما يجعل الشخص يطيل النظر إليها .. ربما براءتها أو ربما هذه البشرة الخمرية الرائعة التي تتوهج بتوهج لذيذ مع التورد الطبيعي لوجنتيها فيجعل منها مزيج من الدلال والرقة و الأنوثة ، قطب حاجبيه و تغضنت ملامحه الوسيمة وهو يحدث نفسه , "إن نظرات الرجال غير مطمئنة والنساء أيضا كن يراقبنها كأنما يدرسن تصرفاتها ويقيمونها كأنها بامتحان بالتأكيد سيتقدم لخطبتها الكثيرين بعد هذا الحفل كما وان النساء سيتسابقن بطلب يدها لأبنائهن أو أقاربهن .. ما هذه الورطة متى ينتهي هذا الحفل المشئوم ليستطيع التفكير بهدوء ليسرع بإيجاد حل لهذه المشكلة ، يجب ان أتحدث مع والدتي بسرعة تمتم بذلك وهو ينتفض بشده عندما اصطدمت به فتاه جميلة جدا تحمل كأسا من العصير ترتدي فستانا احمرا ضيق يكاد يكون جلدا ثانيا فوق جلدها .. تزين وجهها بزينة مبالغ بها جدا ابتسمت ببراءة وهي تقول بنعومة و رقة
_ أسفه جدا لم انتبه حالا سأنظفه لك
وشرعت بمسح قميصه بمنديل ورقي كان بيدها تعجب احمد من جرأتها فابعد يدها برفق وقال
_ شكرا لك لكن لا داعي لذلك لم يحدث شيء
قالت بغنج وهي مصممه على بدء الحوار معه فمنذ أن عرفت بهويته ازدادت إصرارا على الفوز به
- أنا عبير صديقة ياسمين المقربة سررت بمعرفتك
ثم مدت يدها ذات الأظافر الطويلة المطلية باللون الأحمر القاني
صافحها بملل وعيناه تبحثان عن ندى
- تشرفت أهلا وسهلا
قالت بصوت ناعم
- ماذا ؟ ألن تعرفني بنفسك
أجاب بابتسامه مهذبه
- احمد رأفت صديق حازم المقرب
هتفت بدهشة مصطنعه
- اوه .. يا لها من صدفه جميلة
بقيت تثرثر معه وهو يجيب على أسئلتها باقتضاب إلى أن شعرت بعدم تجاوبه معها فغادرت حانقة وغاضبه وقد زاد إصرارها على إيقاعه بشباكها
...............
نظرت له بطرف عينها و أحست بغيظ شديد
حسنا أستاذ احمد أنت لا تضيع جهدا أبدا ما أن رأيت فتاة جميلة حتى زاغت عيناك عليها وتقول انك تحبني ! هه أحمق ماذا يظن بأنني سأصدقه زير النساء هذا .. لا يستطيع المكوث بمكان دون أن يتحدث مع فتاة ما لتسلي وحدته مرهف المشاعر جدا حضرة الأستاذ احمد .. يا حبيبي ويريد الزواج مني وكأنني يجب أن ارقص فرحا بهذا التنازل الذي سيقدمه لي ، ذهبت بغضب وسرعه لتجلس بقرب والدتها التي كانت متجهمة الملامح هي الأخرى .. فلم تكن تعجبها تصرفات ياسمين ولا غرورها الذي تصبه على المدعوين خاصة أقربائهم ..حسنا ستصمت وترى ما تؤول إليه الأمور فيما بعد .. لا تريد ظلمها ستعطيها فرصة أخرى لعلها تكون مخطئة بظنها .. بينما كانت والدة ياسمين تجلس برفقتها تثرثر معها بالكلام وهي غير راضية عن كل ما تفعله ابنتها ، تنهدت وهي تتوعدها بحوار طويل في البيت , كانت ندى تلهي نفسها عن مراقبته احمد بالحديث مع نور لكن هيهات فعينيها تخونانها وتتجه نحوه دون إرادة منها
...........
زياد كان سعيداً جداً أخيراً يشعر ببعض الراحة فحتى الآن حازم لم يتذمر من تصرفات شقيقته وهذا مؤشر جيد بالنسبة له لقد كان يلبي جميع رغباتها بدون نقاش مما بعث الطمأنينة لقلبه ، تنهد بسعادة وهو يدعو بسره على إتمام الأمر بدون مشاكل تذكر ... خاصة مع زيارات عمه التي زادت في الآونة الأخيرة .. وكأنه يتحين الفرص لإحداث المشاكل .. لكن الآن هو مطمئن على شقيقته فحازم رجل لا يهاب احد وهو على ثقة بأنه الرجل المناسب لياسمين من جميع النواحي ..سيحافظ عليها ويقف بوجه عمه ان تطلب الأمر تنهد بارتياح وهو يجول ببصره في أرجاء القاعة بفرح .
................................................
أخيرا انتهت الحفلة و رجعت نور برفقه احمد إلى المنزل بينما ذهب حسن ليقل مريم الى منزلها .. طوال الطريق وحسن لم يبعد عينيه عن حبيبته فتارة ينظر إلى الطريق وتارة ينظر لها .. امسك يدها بقوة وهو يتخللها بين أصابعه ... لتظل حبيسته طوال الطريق .. قام بتشغيل أغنية وبدأ يدمدم ويرددها و عيناه تخبرها بان كل كلمة موجهة لها كان قلبها يخفق بعنف بينما تصاعد الاحمرار لوجنتيها .. تكاد تذوب خجلا وعلى شفتيها ابتسامه عذبة عيناها تراقبه بحب و خجل ، سعيدة لا بل تكاد تطير فرحا بهذا الحسن الذي أغدقها بكل هذا الحب والحنان التي لم ولن تعرفه مع احد سواه...
عند وصولهما قام بالترجل من السيارة مصرا على إيصالها إلى الداخل وهي يرمقها بنظرات ماكرة .. ينوي على عمل شيء ما وقبل أن تدخل إلى داخل المنزل تفاجأت به وهو يجذبها إلى ركن مظلم من الحديقة الجانبية حاصرها بين جسده والحائط حتى باتت أشبه بالفريسة التي وقعت بالأسر .. رفع كفه يلامس نعومة وجنتها بصمت ينظر لعينيها المتلألئتين تحت الضوء الفضي للقمر ، كانت شهية جدا خاصة وهي تنظر له بهذه الطريقة ... وكأن البراءة تجسدت بهذه المرأة الطفلة الماثلة أمامه شفتيها تقدم له دعوه صريحة لتقبيلها وان لم تقصد ذلك .. لم يفكر كثيرا وهو أكثر من سعيد لتلبيه هذا النداء ..هبط برأسه يقبلها بنعومة .. انتقلت قبلته إلى وجنتيها بتمهل .. لم يكن حالها أفضل منه فقد كان قلبها يقرع بشدة في جنباتها .. وهي تحاول دفع صدره الصلب بيديها .. لكن عبثا تحاول كأنها تزيح جبل عن مكانه ليتركها أخيرا متقطعة الأنفاس .. مرر إبهامه بجانب فكها وهو يقول بنعومة
- سامحيني حبيبتي اشتياقي لك فاق قدرتي على التحمل
ثم امسك بكفها ووضعه على خده الخشن حيث نبتت لحيه خفيفة مشذبة بعناية زادته وسامه و رجولة وهو يقول بخفوت
_ متى يا مريم ؟؟ متى تأتين لتنيري حياتي بوجودكِ
لم تعرف بما تجيبه ! هي تريده راحته أكثر من أي شيء و قبل أن تتكلم فتحت أضواء الممر المؤدي إلى البيت فابتعد عنها بسرعة وهو يزفر بضيق ويدعو بسره أن تنقضي الأيام القادمة بيسر
...........
- متى عدتما ؟ و لما تقفان في الظلام ؟
قالتها بصوت خرج حادا
ابتعد عنها بسرعة وزفر بضيق , أحست مريم بالارتباك وشرعت تعدل حجابها الذي تهدل بفعل عبثه به .. بينما تصاعد الاحمرار يغزو وجهها بالكامل وهي تشاهد والدتها ترمقهما بريبه .. ابتلعت ريقها بصعوبة لم تعرف ماذا تقول .. أحس بخجلها فأجاب بسرعة وهو يلف ذراعه و يسحبها من خصرها بجرأة غير مهتم بعيون والدتها التي اتسعت من تصرفه
- كنت اتفق معها عن موعد للذهاب إلى السوق لشراء بعض الحاجيات الخاصة بزواجنا
عقدت ذراعيها وقالت بنبره حادة
- ولماذا لم تدخل و تتحدث معها في الداخل ؟ هل من الضروري الوقوف هنا في هذا الوقت المتأخر من الليل !
أجاب ببراءة زائفة
- كنت في عجله من أمري يا أمي و الوقت متأخر كما قلتِ لم أرد إزعاجكم وأنا اعرف بان أبي ينام مبكرا
ثم التفت إلى مريم و قبلها من جبينها بعمق وهو يستنشق عطرها كأنه إكسير الحياة له قائلا برقه
- سأذهب الآن ونكمل كلامنا في الهاتف تصبحين على خير حبيبتي
ثم التفت لوالدتها وقال لها بخفه
-تصبحين على خير أمي
واستدار ذاهبا بكسل تاركا إياها كالمخدرة فهو لا يعلم ما فعله بها عندما نطق بكلمه حبيبتي بهذه الحميمية ، هدر قلبها بشده وتفجرت ينابيع حبها وزادت أضعافا مضاعفه تنهدت بخفوت وحالمية تتبع خطواته وهي تبتعد عنها .. والدتها كانت لا زالت مندهشة من المشهد الذي قام به حسن أمامها تمتمت وكأنها تخاطب نفسها
- وقح ، كيف يفعل ذلك أمامي ! يا له من جيل
التفتت لابنتها الساهمة بأثره كالبلهاء لتقول بحده أجفلت لها مريم
- هيا إلى الداخل هل يعجبك الوقوف هنا كثيراً؟
طأطأت رأسها ودخلت بسرعة كتلميذه معاقبه وعلى شفتيها ابتسامه سعادة
....................
لم تستطع نور النوم تلك الليلة ، كل شيء يمر بمخيلتها كشريط سينمائي تقلبت كثير كأنها نائمة على فراش من الجمر.. كلما أغمضت جفنيها يتراءى لها وهو يلبسها شبكتها .. ليندلع نار حارقة تحرق جوفها بلا رحمة وتلتهم أحشائها بضراوة .. نهضت بتعب لتجلس على طرف الفراش وعينيها مغرورقتين بالدموع غيرة ..الم .. حسرة جميعها مشاعر اجتمعت وتكتلت لتشكل غصة بعثت بطعم المرارة في فمها فابتلعتها مرغمه .. مسحت دموعها بقهر وهي تنهض متوجه إلى الحمام لتتوضأ و تصلي لله ركعتين .. وتدعوه لعل النار التي تنهش قلبها تهدأ قليلا لبست الإسدال وشرعت بالصلاة ...
رفعت يديها بالدعاء من أعماق قلبها أن يكتب لها الخير وان يعينها على نسيانه واقتلاع حبه من قلبها.. تمنت له السعادة وسلمت أمرها إلى الله ..فان كان من نصيبها لن تقف قوة في وجه الأرض على ما هو مكتوب .. ألا يقولون " إذا أحببت شيئاً فاتركه طليقاً، إذا عاد إليك فهو لك للأبد، وإذا لم يعد فهو لم يكن لك منذ البداية "
قرأت بعض الأذكار ثم بدأت بتلاوة القران بصوتها الشجي بعد فتره من الوقت أحست براحه عجيبة تسكن قلبها وروحها ، تنهدت براحه وتوجهت إلى الفراش أغمضت عينيها ولم تمضي سوى دقائق حتى ذهبت بسبات عميق
.............
دخلت عليها والدتها وهي مصممه على أن تفهمها خطئها ، اجل لقد بالغت هي و زياد بتدليلها هي تعلم ذلك جيدا ولكن ليس إلى حد الوقاحة والاستخفاف بمعاملة الناس ، قالت وهي تعقد ذراعيها على صدرها
- هل لي أن افهم ما الذي فعلتيه اليوم ؟
أجابت ياسمين بدون اكتراث وهي تجلس أمام المرآة تقوم بمسح ماكياجها ببطء
- ماذا أمي ؟ ماذا فعلت ؟
أجابت وهي تتقدم وتقف أمامها بنفاذ صبر
- ألا تعلمي ماذا فعلتي ؟ لم يعجبني تصرفك في الحفل ، كنت بغاية البرود والوقاحة مع الحضور وكذلك مع والدة حازم وشقيقته
تنهدت وأكملت بنبره خافته كأنها تكلم طفله صغيره فهي تعرف مدى عناد ابنتها
- يا ابنتي لا يجب أن يأخذوا عنك انطباع خاطئ ، كوني طيبه وابعدي عن أصدقائك الذين لم نرى منهم الخير أبدا فمنذ أن أصبحت صديقه عبير أصبحت لا تهتمين سوى بالأمور التافهة ، أنت لست كذلك حبيبتي ما الذي أصابك !!
أجابت ياسمين باندفاع
- وهل الاهتمام بمظهري وشكلي أصبح أمرا تافها ! أنا لا أفهمك أمي ! أليس إهمال أبي ( رحمه الله ) لكِ كان بسبب قلة اهتمامك بمظهرك و انشغالك بتربيتنا ؟ الم تخبريني أنت بنفسك وقد نصحتني كثيرا بهذا الشأن ؟
ثم سكتت فجأة وقد رأت تغير ملامح والدتها ، أحست بأنها آلمتها فتقدمت إليها بسرعة وهي تقول
- أسفه أمي سامحيني لم اقصد
قالت والدتها بصوت منكسر
- وهل أخطأت عندما أخبرتك ؟ أتعايرين والدتك ياسمين ؟ هل هذا آخر ما جنته يداي ؟ أصبحت وقحة حتى مع والدتك ؟
عانقتها ياسمين وهي تقول بندم صادق
- أسفه ماما سامحيني أرجوك لا اعرف كيف تكلمت هكذا لكن علاقتي مع حازم لا أريد لأحد أن يتدخل فيها ألا يكفي بان زياد أجبرني على الزواج منه
صاحت أمها باستنكار
- لم يجبرك ياسمين لقد خيرك و أنت قبلتِ بملأ إرادتك ، بل كنت سعيدة أيضا بالهدايا والمجوهرات التي لم يبخل بها عليك يجب أن تكوني ممتنة
تنهدت ياسمين بضجر وهي تترك والدتها وتجلس على سريرها ذو الشراشف الوردية
- انا سعيدة أمي فقط لا أريد لأحد ان يتدخل بيني وبينه ، هل ما اطلبه كثير ؟
أجابت الأم بصبر
- حسنا ولكن عديني أن تحسني معاملة والدته وشقيقته ، أرجوك ياسمين
أجابت بلا مبالاة وهي تستعد للنوم لتحتضن دبها الكبير وتتثاءب بنعاس
- حسناً.. حسنا ماما لك ذلك فقط دعيني أنام أنا متعبه
تقدمت والدتها وأحكمت الغطاء عليها ثم قبلتها من رأسها بحب وقالت
- فليهديك الله يا ابنتي أنا لا أتمنى لك غير السعادة
استدارت على عاقبيها ونظرت لها بحزن ثم هزت رأسها بيأس قبل أن تطفئ الضوء وتغلق الباب ..
..................
تمضي الأيام برتابة , جميلة على البعض وتعيسة على البعض الآخر
نور تحسنت نفسيتها قليلا تشغل نفسها ما بين الدروس والمحاضرات فالامتحانات أصبحت قريبة
بسام لم ييأس من التقرب إليها ، كل يوم يذهب ويحاول الحديث معها بأية وسيلة لكنها كانت كمن يصم أذنيه ، إجاباتها باردة ومختصره تنصحها ندى بان تمنحه الفرصة لكنها كانت تنهي الحوار بحجج واهية .. كيف تشرع قلبها لآخر وهي مازالت متعلقة بحبه يجري بدمها كالسم الزعاف .. لا يوجد ترياق يمكن أن يشفيها منه
كانت تجلس قرب النافذة في غرفتها تضم ساقيها بذراعيها ساهمة تتطلع إلى الفضاء شاردة الملامح عندما دخلت والدتها وبيدها كوب من الحليب الدافئ ، لم تشعر نور بوجودها فتنهدت بيأس ولوعه وهي ترى حال ابنتها الذي تغير بين ليلة وضحاها ، تقدمت من مكان جلوسها وضعت يدها على كتفها فأجفلت نور وابتسمت
_ أمي حبيبتي لما تتعبين نفسك استطيع عمل ذلك بنفسي
أجابت بحنان وهي تضع الكوب على المنضدة التي بجانبها
_ ليس بالشيء المهم يا ابنتي
جلست قربها وهي تمد يدها و تضع خصلة شاردة خلف أذنها وأكملت
- والآن أريدك أن تعتبريني صديقتك وليس والدتك ، اخبريني بنيتي ما الذي أصابك لماذا أرى الحزن بهاتين العينين الجميلتين هكذا ؟ أين ضحكاتك الرنانة التي كانت تملأ المنزل ؟ أين مرحك الذي كان يبهج القلب ؟ اخبريني حبيبتي قد استطيع مساعدتك ، لا تقولي إنها عجوز ولا تفهم شيء من أمور الشباب
أجابت بنبره طفولية وهي تحتضن والدتها وتريح رأسها على صدرها الدافئ
_ أنت لست عجوز ماما بل ما زلت بريعان شبابك
ثم ابتسمت وهي تندس أكثر بحضن والدتها الدافئ ..
_ لا تشغلي فكرك أمي ليس بي شيء أنا بأحسن حال فقط أنا قلقه من الدراسة والامتحانات ولأنه العام الأخير يجب أن ابذل مجهودا اكبر
قبلتها والدتها على مقدمه رأسها وهي تشدها إليها بحنان
- وفقك الله يا بنتي أنت ذكية لا داعي للقلق أنا أثق بك كثيرا واثق بتفوقك مثل كل عام
أومأت رأسها بالإيجاب وقالت
_ان شاء لله أمي أتمنى ذلك
أغمضت عينيها بألم تحاول ان تتناسى بعض احزانها الدفينة.. وتبث الطمأنينة الى قلب والدتها التي باتت كثيرة السؤال عن سبب حزنها وتجهمها في الاونة الاخيرة..
في الأيام التي تلت كانت التحضيرات لزفاف حسن ومريم تجري على قدم وساق , حسن منهمك في إتمام ما يلزم من تحضيرات نهائية لزفافه الذي ينتظره بفارغ الصبر.. أصبح يتصرف كمراهق صغير يستجدي الحب والغرام من محبوبته .. هو لا ينكر ان مريم تحبه ولا تتوانى عن إظهار ذلك حتى لو كان بخجل ..لكن المشكلة كانت بوالدها الذي كان له بالمرصاد فما ان يذهب إلى منزلهم حتى يجلس معهم بكل حرية .. لا يترك لهم مساحة من الخصوصية إلا نادراً .. حتى عندما يطلب الخروج معها دائما كان يقابل طلبه بالرفض .. لا يصدق انها اخيرا ستكون له بين يديه وبمنزلة دون تدخل او ازعاج من احد.
كان ممددا على فراشه وهو يضع إحدى يديه تحت رأسه واليد الأخرى يمسك بالهاتف وهو يتكلم مع مريم بصوت مبحوح وخافت
_- متى يأتي اليوم الذي تنيرين فيه حياتي وتكونين أما لأولادي ؟ يااااااه احلم بطفله جميله تشبهك بكل تفاصيلك ، بملامحك وطيبتك .. لا أكاد اصدق انه بات قريباً جدا .. أخشى أن يكون هذا حلم .. احبك مريم ولن أتوانى عن إسعادك وحمايتك
كانت تستمع لكلماته وخفقاتها تزداد وقلبها يتضخم حبا لهذا الرجل حتى فكرت بأنه على وشك الانفجار من فرط المشاعر الجياشة التي تعصف بقلبها الصغير الذي لم يتعود على هذا الكلام تحبه ....... اجل تحبه كثيرا جدا لا تخجل من أعادتها آلاف المرات فهو الحب الأول بحياتها ، على يديه عرفت معنى الحب الحقيقي هو وحده من ملك قلبها البكر الذي لم يعرف الحب قبله ، كانت دائما خلال دراستها في الجامعة تغض البصر وهي ضد العلاقات بين الشاب والفتاة قبل الزواج ، لم يكن لها اي ارتباط مع اي زميل إلا في حدود الدراسة فقد حاول الكثيرون استمالتها وعبروا عن إعجابهم بها و بأخلاقها لكنها أبدا لم تضعف ، كانت دائما حاسمة بردها رغم رقتها وهشاشتها كانت تؤمن أن الحب الذي يأتي بالحلال وبمباركه والديها له مذاق أروع وقد كان ، فقد جاء حسن واحتل قلبها بعد ان كان لا يعرف الحب سوى لوالدها الحبيب و أغدقها بأمواج من المشاعر من كل حدب وصوب حتى أصبحت لا تعرف كيف تستقبلها ، قطع عليها سيل أفكارها صوته الحنون وهو يقول
_مريم حبيبتي أتكلم معك أين شردت ؟
أضاف بخبث
_ تفكرين بي أليس كذلك حبي ؟
احمرت وجنتاها وعضت على شفتيها يا الهي هل لهذه الدرجة أفكاري واضحة له ! تنفست بعمق وأجابت
-احم كيف حال نور و أمي ؟
ضحك بصوت مرتفع فهو يعلم جيدا أنها تحاول تغير مجرى الحديث كلما أحست بالخجل ، يعشق هذا اللون الذي يلون وجنتيها كلما تغزل بها قال بصوت حنون وقد فاضت به المشاعر الصادقة
- حبيبتي لا تخجلي مني أبدا ، أنا زوجك وحبيبك وصديقك وكل ما تريدين , وبعد أيام قليله ستكونين في منزلك الذي لن يكتمل إلا بوجودك
ابتسمت برقه و التمعت عيناها بالدموع وقالت وهي مأخوذة بدفء صوته وبتدفق حنانه وقد فقدت التركيز
- احبك حسن ، احبك أكثر من اي شيء آخر
سكتت فجاءه وهي تغلق فمها بيدها يا الهي ما الذي قلته ؟! تمتمت بخفوت
ازدادت خفقات قلبه وجلس بسرعة واختنقت أنفاسه وهو يقول
- ماذا قلت ؟ أعيديها مريم
أغمضت عينيها بشده وقالت بصوت مرتعش
- ت..ص..ب.ح على خ..ير
وأقفلت الهاتف بسرعة وهي متقطعة الأنفاس لا زالت لا تصدق كيف أتتها الجرأة وقالتها صريحة ، وضعت يديها وغطت وجهها وضحكت بخفوت وقالت
- لقد جننت بالتأكيد
تنهدت بحب وهي تحتضن وسادتها وأكملت
_ لكني أحبه
نامت ليلتها ملئ جفونها وعلى شفتيها أروع ابتسامه ...
..............
زفرت بضيق وهي تخرج من بوابه الجامعة تفكر انه يوم ممل وكئيب لقد علمت ذلك منذ الصباح فحازم منشغل ولديه زيارات لمواقع في العمل ونور لم تأتي اليوم فقد اتصلت صباحا بها لتخبرها بأنها ستذهب مع مريم لمساعدتها في شراء بعض الحاجيات لقد اقترب موعد زفافها, إذا عليها العودة وحدها إلى المنزل ، كانت المحاضرات مملة وطويلة.. كأنها لن تنتهي أبدا مشت بخطوات متعبه وهي تعدل من حمل كتبها الثقيلة عندما رفعت عينيها وهي مقطبة الجبين عرفته على الفور يقف متكأ على سيارته يرتدي نظارته الشمسية يتكلم في الهاتف ما إن رآها تخرج من البوابة حتى انهي اتصاله بسرعة وظهرت على شفتيه ابتسامة رائعة خفق له قلبها بشده ما الذي أتى به هنا هذا المجنون ، كان يرتدي بنطال من الجينز وقميص ازرق ضيق يظهر عضلات صدره القوية
أطرقت رأسها وتمتمت بحنق "يا الهي هذا ما كان ينقصني "
في الصباح بينما كان متوجها ليتناول الفطور سمع نور تتحدث في الهاتف مع ندى وهي تقول ضاحكه
- لا تكوني غيورة وتتصرفي كالأطفال ماذا؟
سكتت قليلا لتكمل بمرح
- سأساعدها باختيار الملابس لقد أصرت على ذلك
سكتت قليلا يبدو كأنها كانت تستمع لما تقول ردت ضاحكة
- يا مسكينة يبدو انك ستعودين وحيدة اليوم
لم يسمع شيئا بعد ذلك يبدو أنها أنهت الاتصال جلس في مكانه كأنه لم يسمع شيئا بينما كانت نور تشرب الشاي قال ببراءة مصطنعه أدهشته هو شخصيا
- ماذا هناك ؟ ما بها ندى ؟
أجابت بعفوية
- لاشيء إنها تتذمر كالأطفال لأنها ستمضي اليوم وحيدة في الجامعة وكذلك ستضطر للعودة بمفردها
أجاب بلامبالاة
_ وأين حازم ؟ لما لا يوصلها ؟
قالت نور وهي تنظر إلى معصمها لترى الوقت
- تقول أن لديه أعمال ضرورية جدا لا يستطيع التخلف عنها
ثم قالت بسرعة
- عذرا أخي سأغادر الآن مريم تنتظرني للذهاب إلى التسوق أنت تعلم لم يبقى الكثير على زفاف حسن
أومأ برأسه واخذ يفكر بسرعة أنها فرصة ذهبية عليه أن يستغلها ، سيذهب لرؤية ندى ويتحدث معها عن موضوع الخطبة فهو جاد جدا في ذلك ويجب ان يعرف رأيها بالأمر ليشرع بالتكلم مع والدته بسرعة ، ابتسم ابتسامه ماكرة ونهض وهو عازم على إتمامها
............
وصل مبكرا قليلا لأنه كان يخشى أن تخرج ولا يراها فاتكأ على سيارته يتكلم مع صديق له عندما رآها تزفر بضيق وهي تتمتم بكلام حانق كم بدت جميله وهي تلبس هذا الحجاب الأسود الذي يظهر حمره وجنتها يا الهي هل تريد لفت الأنظار ؟ عقد حاجبيه وتمتم بصوت خافت حسنا ندى فقط عندما تصبحين زوجتي سترين ما الذي يمكنني فعله، تنفس بعمق و اعتدل بوقفته .. ابتسم لها بخفه التقت نظراتهما فأشاحت وجهها بسرعة وأكملت طريقها كأنها لم تره مشى بسرعة يلحق بها
أحست به يسير بجانبها لكنها لم تلق بالا له بينما قلبها يكاد يتوقف من الخفقان قال بخفه
- كيف حالك ندى ؟
عقدت حاجبيها ولم تجب
أعاد سلامه مره ثانيه بصوت أعلى بقليل ظناً منه أنها لم تسمعه
- ندى الم تسمعي ! أسالك كيف حالك ؟
أجابت بغيظ
- الحمد لله
قال بسرعة وهو يحاول إيقافها دون ان يلمسها
_ تعالي لأقلك ندى
توقفت فجأة عن المشي والتفتت إليه قائله بنبره حادة
- أسفه أنا لا استقل السيارة مع الغرباء
تصنع الاندهاش والصدمة
- غربــاء ! غرباء يا ندى كل هذه السنوات ونحن نعرف بعضنا اقصد مع حازم طبعا و الآن تقولين عني غرباء ! لا لقد صدمتني
وضع يده على قلبه بطريقه مسرحية مضحكه تسللت بسمة إلى شفتيها رغما عنها لكنها قالت بجدية
- أسفه إذا آلمك هذا الأمر لكنني لن آتي معك
أجاب بصوت منخفض هامس
- أرجوك ندى لدي كلام هام جدا أريد ان أخبرك به ولا يحتمل التأجيل
قالت بنبره حاولت أن تجعلها جارحه لكنها خرجت غيورة
- لماذا ؟ يبدو أن سحرك لم ينفع بإيقاع تلك الفتاة الجميلة في الحفلة فأتيت كي تمارس ألاعيبك معي أليس كذلك؟
عقد حاجبيه وقد غادره المرح وفكر قليلا
- عن أي جميلة تتكلمين ؟
أجابت بغيظ
- طبعا أنت لن تتذكر من هي .. فأنت محاط بالفاتنات أينما التفت
استدارت لتكمل طريقها لكنه أوقفها بصرامة
- انتظري لحظه ندى أنا لم أكمل كلامي إياك أن تذهبي وتديري ظهرك لي مفهوم ؟ تعلمي كيف تعاملين زوجك المستقبلي أنا أحب أن تكون زوجتي هادئة ومطيعة
فتحت عيناها على اتساعها وقد احمرت وجنتاها بشده ، ما الذي يهذي به هذا المتعجرف المغرور؟!!
قالت بغيظ وهي تضم كتبها لصدرها بقوه
- ما الذي تفوهت به الآن ؟ هل جننت ؟ من سمح لك بان تتكلم معي بهذه الطريقة ! ومن هي التي ستكون زوجتك؟ حتى في أحلامك لن يحصل هذا
أجاب بنبره رجولية و واثقة أرسلت قشعريرة لجسدها
- أنت ستكونين زوجتي تأكدي من هذا الأمر وضعيه في راسك الجميل ، مفهوم ؟
لم تجبه وقد امتزج غضبها مع خجلها فتلون وجهها بشده وكأنها بركان على وشك الانفجار تمتمت وهي تستدير
- متعجرف مغرور
أكملت سيرها بسرعة جنونية حتى اختفت من أمامه كأنها سراب تاركه خلفها زوبعة من المشاعر التي اقتحمت قلبه وفعلت به الأعاجيب وألهبت حواسه
ابتسم بحب وقال
- حسنا ندى ستكونين زوجتي وفي الواقع وليس في عالم الأحلام ، وقريبا جدا أعدك بذلك حبيبتي
..............
كانوا يجلسون في حديقة المنزل والهواء الربيعي المعطر برائحة الورد يلف المكان بسحر خاص ، كان رأفت يجلس بكل وقار وهيبة وهو يرتدي جلباباً ناص البياض وبيده سبحته المصنوعة من الكهرمان يتمتم بالتسبيح عندما ابتدأ حسن الكلام
-أبي كنت أفكر ببعض التعديلات التي ستطور مصانعنا إلى الأفضل وتزيد من الإنتاج كما ستساهم بتوفير العمل للكثير من العمال العاطلين
قال والده وقد أولاه اهتمامه
- وما هي هذه التعديلات ؟
أجاب وهو يشرب قهوته
- أفكر بفتح فرع جديد في المنطقة المجاورة كما أنني انوي شراء بعض الماكينات والآلات التي تساعد على السرعة والزيادة في الإنتاج بالإضافة إلى الدقة في العمل
-وهل أخذت رأي احمد بذلك ؟
أجاب وهو يومئ برأسه إيجابا
- اجل ابي وهو يتفق معي بالرأي
أجاب والده برضا وابتسامه تزين وجهه السمح
- على بركه لله افعل ما تراه مناسبا يا ولدي فانا قد قررت أن اترك أداره المصانع لك ولأخيك ، أريد أن ارتاح قليلا صحتي بدأت بالتراجع يبدو أن نهايتي قد حانت
أجاب حسن وهو يلتقط يد والده بسرعة ويقبلها
- أطال الله بعمرك أبي لما تقول مثل هذا الكلام ؟ وأكمل مازحا
- لازلت شابا وأفكر بان ابحث لك عن زوجه صغيره لتجدد شبابك
أجاب والده بحب مغلف بصدق واضح
- أنا لا أبدل والدتك بنساء العالم كلها ولو بحثت ألف سنه لن أجد مثل قلبها المتسامح أو صبرها على عصبيتي وتهوري بأمور كثيرة
ابتسم حسن وقال
- فليحفظكما الله ويطيل بأعماركم و يديمكما فوق رؤؤسنا
امن وراءه بصوت خافت وعاد ليكمل تسبيحه بصمت
...............
ذهبا للعشاء في إحدى المطاعم الراقية والفخمة المطلة على النهر حيث كان منظره غاية بالجمال ، طلي سقف وأرضية المطعم بألوان دافئة تبعث على الراحة والاسترخاء مع مئات النجوم ذات الألوان البراقة التي انتشرت في كل مكان
جلسا بركن قريب من إحدى النوافذ الكبيرة حيث كان منظر النهر واضحاً بدا كلوحه بديعة يعجز امهر الرسامين على رسمها
قالت ياسمين بإعجاب وهي تتناول طعامها
- لقد أحببت هذا المكان كثيرا إن ذوقك رائع في الاختيار هل تأتي هنا كثيرا ؟
أومأ برأسه وهو يقول
- نعم في بعض الأحيان عندما أكون متعباً جداً وأريد الاسترخاء آتي إلى هنا ، المكان يبعث على الراحة خاصة مع وجود هذا المنظر الرائع
ثم أشار برأسه إلى النهر
ضحكت برقه وهي تقول
- يسعدني جدا انك تهتم بمثل هذا الأمور ولست كزياد لا يهتم إلا بالعمل
قال بهدوء :
- كلا طبعا أنا اهتم بالعمل كثيرا لكن لا يضر أن يكون هناك متسع من الوقت للراحة ,أنا لست آله ياسمين أنا إنسان لدي مشاعر وأحاسيس واشعر بالتعب أيضا
استرسل بالكلام يريد أن يبدأ بالحوار معها ويبني بينهما جسور التفاهم عله يكسر القليل من هذا البرود الذي يغلف علاقتهما التي أتت بظروف غريبة
- اخبريني عن نفسك قليلا ياسمين
أجابت بلا مبالاة وهي تشرب القليل من العصير
- ماذا تريد أن تعرف؟
نظر لها بتركيز وهو يضيق عينيه
- حسنا كلميني عن دراستك هواياتك ماذا تحبين ماذا تكرهين أشياء من هذا القبيل
أجابت وقد اعتدلت بجلستها
- أنا خريجه كليه التربية قسم اللغة الانكليزية ، لا توجد لدي هواية معينه أحب أن اقضي أوقات فراغي بالتسوق اهتم كثيرا بالعناية ببشرتي و...
قاطعها حازم بضيق وقد شعر بالملل من حديثها
- لا اقصد هذا النوع من الهوايات ألا تحبين القراءة أنا اعرف أن الكثير من الفتيات يحببن القراءة كقراءة الروايات الرومانسية على سبيل المثال
أجابت وهي ترفع حاجبيها ببرود
- انا لا أحب القراءة أبدا اعتبرها مجرد تضيع للوقت
أكملت بنبره مبطنه بالسخرية
_لا تقل لي انك من محبي قراءه الروايات !
أجاب بصبر وتأني وهو يضع شوكته جانباً
- ان القراءة لا تقتصر فقط على الروايات ، يوجد كتب أدبية وعلمية ,أساطير , تاريخ انا شخصيا أحب قراءة الكتب التاريخية كثيرا ,هل تعلمين يا ياسمين أن الكتب لها دور أساسي في ثقافة كل إنسان وبناء ثروة من المعلومات كما أنها وسيله لشغل الفراغ وقتل الملل
أجابت وقد بدأت تسأم من الحوار
- وهل لديك أوقات فراغ ؟
تقدم للأمام بجلسته وهو يتكأ على الطاولة بمرفقيه ليقول مؤكدا
- حتى وان لم يكن لدي أنا اخصص ساعة أو ساعتين يوميا قبل النوم للقراءة لما لا تحاولين التجربة صدقيني ستستمتعين كثيرا
أجابت بضجر بدا واضحاً في نبره صوتها
- لا شكرا لقد حاولت مره وشعرت بالملل أنها هواية لا تناسبني أبدا أرجوك حازم فلنتفق على شيء منذ الآن لكي لا نختلف مستقبلا ، حياتي عبارة عن تسوق وذهاب إلى النادي والجلوس مع صديقاتي أرجو أن تضع هذه الأمر نصب عينيك
شعر بالإحباط فالأمور حتى الآن لا تبشر بالخير أبدا لم يعلق على كلامها ، كان ينظر لها نظرات غريبة أربكتها بشدة أحست أنها قد تمادت معه لكن لا فليعلم جيدا أنها لا تحب أن يلقي عليها احد الأوامر أو يكبت حريتها .. يجب أن توضح له الأمور منذ البداية ..قضيا بقية السهرة بكلمات مقتضبة وحازم يفكر هل تسرع بقبول بهذا الارتباط ؟؟ لكن لا باس هو لا يريد ظلمها سيعطيها فرصه أخرى عله يكون مخطئا
...................
تتطلع لانعكاسها بالمرآة وهي لا تصدق بأنها هي نفسها مريم فقد قامت خبيرة التجميل بوضع لمسات من مستحضرات الزينة التي زادتها جمالا وإشراقا .. لفت لها الحجاب بشكل أنيق ووضعت فوقه طرحتها التي زادتها رقة فستانها كان حكاية أخرى يضيق عند الصدر ثم يبدأ بالاتساع كالأميرات الخيالية .. قلبها يخفق بشدة لا تعرف ما الذي يصيبها عندما تتخيل نفسها مع حسن لوحدهما خليط من المشاعر .. ارتباك خجل خوف ..ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تحاول التماسك وطرح الدموع عن عينيها
قالت ندى وهي تلكز نور برفق فقد حاولت بمرحها المحبب تلطيف الأجواء خاصة وهي تلاحظ ارتباكها وخوفها الواضح على معالم وجهها الرقيق
- متأكدة ان حسن سيصاب بالإغماء ما ان يراها
احمرت وجنتا مريم خجلا وطأطأت رأسها بحرج
قالت نور تنهرها بخفه
- اسكتي ندى هذا لا يصح مازلت صغيره على هذا الكلام
وهنا كادت مريم أن تبكي لشده إحراجها لولا دخول والدتها الذي أنقذها من الرد
كانت والدتها دامعة العينين تقدمت منها و عانقتها بشده لا تستطيع التخيل ان ابنتها الصغيرة ستتزوج وتغادر عشها الذي تربت ونشأت فيه .. كيف ستعيش دون وجودها في المنزل كيف ستصحو صباحا دون أن تسمع صوتها الرقيق وهي تلقي عليها بتحية الصباح بل كيف تستحمل فراقها ليوم واحد ..
ترقرقت عينا مريم بسرعة مهدده بسقوط أمواجا من اللآلئ تضامنا مع والدتها فسارعت ندى تقول بمرح
- لا نريد الدموع مريم ستفسدين الماكياج ويبدو شكلك مريعا عندها يمكن لحسن ان يغير من رأيه وتنتهي الليلة بهروب العريس
ضحك الجميع على كلامها نظرت مريم لندى بامتنان لتغييرها مجرى الحديث فيبدو أن والدتها قد استعادت نشاطها قليلا حيث قالت لها بضحكه خافته رغم الدموع التي غشت عينيها
- إنها دموع الفرح يا حبيبتي فليوفقك الله ويرزقك بالذرية الصالحة وليحمك أنت وزوجك من كل شر
آمن الجميع بعدها وقد ترقرقت الدموع بعيني نور وندى تأثرا
تابعت وهي تحثها على السير
- هيا حبيبتي والدك بانتظارك
هزت رأسها إيجابا .. التقطت باقة أزهارها البيضاء ذات الرائحة المنعشة ، تنفست بعمق وقبل أن تخرج ألقت نظره أخيرة على غرفتها ، أشيائها ، ألعابها التي مازالت تحتفظ بها ، ذكرياتها المؤلمة والسعيدة وكأنها تودعهم بصمت
كان والدها يقف بكل هيبة و وقار وهو يرتدي بدله رسميه زادته وسامه فرغم عمره الذي قارب على الستين إلا انه لم يفقد من وسامته شيئا عانقها بحب وقبل جبينها قائلا بصوته الحنون
- مبارك طفلتي فليحفظك الله و لتعيشي حياة سعيدة و هانئة حسن شاب طيب وأنا متأكد من انه سيحافظ عليك ويحبك ..
نظر لها قليلا كأنه لا يريد فراقها وقال أخيرا بصوت خنقته العبرة
- والآن هيا حبيبتي عريسك بانتظارك
أطرقت رأسها خجلا وتأبطت ذراع والدها وهي تسير بصمت ورهبة من الحياة الجديدة التي ستقدم عليها
..............
كان يقف أسفل السلم ينتظرها بنفاذ صبر قام بتعديل ربطه عنقه وهو يفكر دقائق ...... فقط دقائق وستكونين لي يا مريم زوجتي وحبيبتي وشريكه حياتي
وهناك ظهرت كأنها أميرة هربت من كتب الأساطير أو كأنها شمس أضاءت المكان بعد ان كان معتماً .. نظر لها وقد التمعت عيناه وراودته مختلف المشاعر حب حنان لهفه وشوق كلها امتزجت مع بعضها لتعطيه خليطا من المشاعر الفياضة التي اكتسحت كيانه كالطوفان اقترب والدها قائلا له هو يضع يدها بيده
- أوصيك بها يا حسن لقد أعطيتك جوهره نادرة وأميرة متوجه فحافظ عليها وأحسن معاشرتها يا ولدي
أجاب حسن بصدق وهو ينظر لها بحب جارف
- لا توصيني بها يا أبي أنها أمانة في عنقي فليقدرني الله على إسعادها
قبل جبينها بخفه شاعرا بخجلها ولا يريد أن يزيدها أكثر , عندما تأبطت ذراعه استطاع أن يشعر بارتجاف يديها أراد أن يضمها لصدره ليطمئنها ويهدئها لكنه كبح هذه الرغبة و نجح بالسيطرة على نفسه .. بينما مريم تكاد تصرخ رعباً وتعود أدراجها مرة ثانية قلبها يخفق بجنون .. وجسدها يرتجف بقوة .. عندما أوصى والدها حسن أحست بأنها انسلخت عن جلدها كأنها ذبيحة تقاد لحتفها .. رمشت بعينيها عدة مرات تطرد تلك الدموع التي تهدد بالسقوط وهي تسير متأبطة ذراعه باستسلام .. توجها إلى الخارج حيث تنتظرهم السيارة المخصصة لنقل العروسين إلى القاعة التي سيقام فيها الحفل وقد زينت بإتقان ..
بدت أجواء الزفاف رائعة وزعت باقات الزهور بزوايا القاعة بألوانها المبهجة ورائحتها العطرة
جلس العروسان في المكان المخصص لهما
تعالت أصوات الموسيقى الشعبية التي شٌغلت بطلب من احمد الذي كان يرقص فرحاً بزفاف أخيه وقد شاركه بالرقص بعض اصدقائه، عمت الفرحة بين المدعوين بينما كانت والدة حسن تجلس بخفه و قد تألقت عيناها فرحاً بزفاف ولدها البكر بعد أن كان مضربا عن الزواج .. تنظر لهما بحب وهي تقرأ الآيات القرآنية خوفا عليهما من العيون المتربصة ولسان حالها يقول .. لم يبقى الكثير ليتحقق الحلم بان احمل بين ذراعي أول حفيد لي .
رقص العروسان على الموسيقى الهادئة احتضنها حسن مقربا إياها من صدره دون أن يلقي بالا لعيون الضيوف التي كانت تراقبهم باهتمام .. يقبلها قبلات كأنها رفرفة الفراشات على جبينها وهي تكاد تذوب خجلا أسندت رأسها على كتفه لتختبئ من تصرفه الجريء .. بينما قلبها الصغير يخفق بعنف .
عيناه لم تفارقها لحظه كان يراقبها بنظراته الصقرية أينما ذهبت حاول أن يكلمها أكثر من مره لكنها كانت تبتعد عنه وهي عاقدة الجبين
كانت ترتدي فستاناً بلون البنفسج مع حجاب من نفس اللون التف حول جسدها برقة.. تاركة إياه يغلي من الغضب والغيرة .. حسنا لم يعد باستطاعته الانتظار سيخبر والدته قريبا ليتقدم للخطبة ..
يا الهي ما الذي تفعله به هذه الفتاة ! اشتعلت عيناه ببريق خطر وهو يتذكر عندما أخبرتهم نور بعفوية قبل عدة أيام .. أن ندى قد تقدم لخطبتها شاب من عائله مرموقة عندها جن جنونه أراد الذهاب إليهم ومنعهم بأي طريقه حتى لو اضطر إلى افتعال فضيحة و لم يهدأ إلا عندما علم أنها قد رفضته عندها فقط أحس بالراحة
لكن لا هذا ليس حلا ماذا إذا تقدم لخطبتها آخرون ، لن يقف مكتوف اليد وهو يراها تتسرب من بين أصابعه كالرمال .. وتصبح زوجه لرجل آخر عند هذه الفكرة التمعت عيناه وظهر بريق الاشتعال شد على نواجذه بغضب وقد تحركت عضله في فكه
لن يحدث ذلك....... لن يحدث أبدا ليس وهو على قيد الحياة ، سينهي هذا الأمر و سيتحدث مع والدته بأقرب فرصة ممكنة
...........
عيناها الخائنتين الغادرتين تهفوان إليه ، تلتفتان ناحيته ، تراقب سكناته ، حركاته ، تقطيبه حاجبيه ، آه أيها القلب الم يحن الوقت لنسيانه !
تنهدت بتعاسة كيف تنساه وقد بات حبه متسللا كمرض عضال ينخر عظامها ؟! أحبته عندما عرفت معنى الحب ، كانت تعتقد أنها عندما تمتنع عن رؤيته سيساعدها ذلك لكن كانت مخطئه فما أن رأته حتى خفق قلبها بخفقات موجعة تصرخ باسمه بكل ثانيه عيناها تتشربان ملامحه الحبيبة ..
تطلعت له مره أخرى لماذا يبدو واجماً وعابساً ؟ بدا وكأنه يكلم ياسمين في أمر ما لم يعجبه , ياسمين أيضا كانت تبدو غاضبه جدا.. وبينما هي شاردة تتطلع إليه كالبلهاء أدار وجهه ناحيتها , التقت عيناهما لثانية واحده فقط ، أبعدت عينيها بسرعة وأخذت تعدل حجابها بيد مرتجفة ، احمرت بشده ودقات قلبها تتسارع كأنها في سباق ماراثوني ، يا الهي لقد راني أراقبه ! وقفت بسرعة الأمر الذي جذب أنظار والدتها فقالت لها معلله خروجها
- ماما سأذهب لأصلح زينتي
لم تجبها والدتها فقط أومأت برأسها
اتجهت بسرعة خارجاً تسير بتشتت والأصوات بدأت تتضاءل من حولها ، وبدأ تنفسها بالانتظام وهدأت دقات قلبها قليلا لتعود لمعدلها الطبيعي , قادتها قدماها إلى إحدى الشرفات الخارجية للفندق ، وقفت قرب السور الرخامي واتكأت عليه ، أخذت نفساً عميقاً تهدئ بها أعصابها المنهارة .. أحست بالراحة عندما لفح وجهها الهواء الربيعي البارد .. أخذت تنظر إلى الأضواء المبهرة للمدينة تسمع أصوات الموسيقى البعيدة وكأنها تأتي من عالم آخر ، عضت شفتها السفلية بقوه لتمنع من ارتجافها في حين تسللت دمعه يتيمة على خدها الساخن مسحتها بسرعة ابتسمت بشحوب.. غبية !! لما تبكين كفى بكائاً وكوني اكثر شجاعة .. شجاعة !! اجابت نفسها بسخرية ..اي شجاعة تلك التي تملكها فما ان تشاهده حتى يرتعش قلبها ويستسلم في الحال معلن حبه وتملكه له ... تنفست شهيقا و زفيرا عدة مرات ، استكانت دقات قلبها العاشقة و تهيأت للعودة مره أخرى للداخل لكنها تجمدت مكانها عندما سمعت صوتا رجولياً كان يقض مضجعها لسنوات فوقفت مذهولة فاغرة فمها بصدمة ..
....................
نهاية الفصل الثالث....








ارجو ان يعجبكم بأنتظار تعليقاتكم يا قمامير

 
 

 

عرض البوم صور نجمه الصباح   رد مع اقتباس
قديم 07-08-16, 10:24 AM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Sep 2014
العضوية: 277449
المشاركات: 12,423
الجنس أنثى
معدل التقييم: همس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 17240

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
همس الريح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نجمه الصباح المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
افتراضي رد: رواية .. خفقات هاربة .. بقلمي .. رقية سعيد .. الفصل الثالث

 
دعوه لزيارة موضوعي

ان شاء الله اتابع معش حبيبتي

الروايه شدتني

موفقه

 
 

 

عرض البوم صور همس الريح   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
...., خفقات, رواية, هاربة
facebook



جديد مواضيع قسم رومانسيات عربية - القصص المكتملة
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:40 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية