لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-08-16, 11:02 PM   المشاركة رقم: 46
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2016
العضوية: 317702
المشاركات: 36
الجنس أنثى
معدل التقييم: خد العروس عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 61

االدولة
البلدAruba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
خد العروس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : خد العروس المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )

 


الفصل السابع

ذكريات مبعثرة



الذكريات كائنات لا تموت إلا بموتنا ، وعلى الرغم من ألمها إلا أنها أكثر وفاءً من أصحابها ، أكثر بقاءً من أوطانها ، أكثر وجعاً من رحيـل من تركوها وحيدة ، هي أشياء لا تنام ، لا تهدأ ،لا تنسى ...
تفرض نفسها في كل حين ومع كل نبضة .

*مقتبس



*


غرفة تملؤها الفوضى ، كتُب وأقلام متناثرة في كل مكان ، الملابس المرمية على السرير والمتساقطة منه ،كانت الغرفة مقلوبة رأساً على عقب ، كانت تلك الفوضى العارمة مصدرها هالة ، كانت فتاة فوضوية لأبعد حد.ـ


فتحت أم حامد الباب وتشهق بقوة لمنظر الغرفة : حسبي الله على ابليسك ..يعني لازم تقلبين الغرفة واللا ما ترتاحين ؟ أنا مادري بكرة اذا جا نصيبك وتزوجتي كيف بتدبرين امروك ؟
قامت بجمع بعض الملابس المرمية ، هالة وهي تمنع أمها : اتركيه عنك يومه أنا بخلص من اللي في ايدي وبرتبه

ام حامد : ما اقدر اشوف المكان بهالفوضى ... ما اتحمل .. أنا مادري انتي على من طالعة ؟ مادري متى بتتعودين على الترتيب

هالة : يومه حبيبتي لا تتعبي نفسك .. أنا اعفس المكان وبعدين أرتبه

ام حامد : طيب يومه خلصي اللي في ايدك وتعالي تغذي

هالة : ان شاء الله
كانت كل ما تحاول ان تكون مرتبة لتسعد والدتها ، تستمر على الترتيب لمدة يوم وخمس دقائق ثم ترجع للوضع القديم .ـ


خرجت من الغرفة متجهةً اليهم ، كانوا مجتمعين في غرفة الطعام ، تفاجأت بالظلام الذي يحيط تلك الغرفة اذ يبدو أن انوارها مطفأة ، خطت خطواتها اليهم ،

ليلى وهي تهتف : ـ surprise

كان جميعهم يقفون امام قالب الكعك الوردي المغطى بالشموع ، في هذا اليوم اتممت عامها السابع عشر ، ضحكت : اصلاً كنت أدري

أبو حامد يهتف : كل عام وانتِ بخير حبيبتي

هالة : وانت بخير يا الغالي

حمود : يلا عمتو طفي الشموع بسرعة عشان ناكل الكيكة

وأطفأت شمعة عيد ميلادها السابع عشر ، ام حامد وهي تعانق هالة : هالسنة وكل سنة حبيبتي

نور وفي يدها كيس : هذا الفستان عجبني واحسه حلو عليك .. شوفيه اذا مو مقاسك عشان ابدله

هالة وهي تأخذ الكيس وتطلع على ما في داخله : واااو ولونه أحمر بعد .. احب هاللون .. مشكورة نور

نور بابتسامة : تلبسينه بالعافية

ليلى وهي تقدم علبة حمراء صغيرة : هاذي الهدية مني أنا وأمي افتحيها

أخذتها هالة بلهفة وفتحتها وكان سلسال من الذهب معلق عليه أحرف اسمها ، قالت بفرح : مررة حلو عجبني ، احتضنت اختها وهي تقول : احبك ليول

ليلى تضحك : اهم شي تحافظين عليه مو تضيعينه
ام حامد تؤيدها : أي حافظي عليه .. أعرفك فوضوية وبسرعة تضيعين اغراضك

هالة : بحافظ عليه مابضيع
ابو حامد وهو يخرج محفظته من جيبه : أنا ما افهم في الهدايا وفي هالسوالف ، مد عليها مبلغ من المال : خذي هذا واشتري به اللي تبغين هدية مني
هالة وهي تقبل رأس والدها : مشكور يوبه الله لا يحرمني منك

التفتت الى حامد الذي يجلس بجانب زوجته يتناول طعامه : وانت ؟؟؟ وين هديتي بسرعة طلعها
حامد : ههههههه ما جبت لك شي

هالة : اقول بسرعة طلعها
حامد :ههههههههههههه والله ما جبت لك شي ... امك وابوك وخواتك عطوك .. انتي ماتشبعين من الهدايا
هالة : لا ما أشبع .. وماراح اتنازل عن الهدية ، التفتت الى الهنوف : وين هيدتك انتي وزوجك

الهنوف تضحك : هههههههه اتفاهمي مع اخوك ... أنا مالي شغل
هالة وهي تمسك يد حامد : انت كيف تنسى ؟؟
حامد : خلاص يالبثرة ..اختاري دولة من دول الخليج وانا باوديك نهاية الاسبوع
هالة بفرح : أي الحين تعجبني

*

معتكفين أمام التلفاز ، البطل والبطلة في المسلسل التركي كانا مصدر الهامهن ، كانت هالة تحتضن الوسادة وعينيها غارقتين في شاعريَة ،اما ليلى تحدق في الشاشة وتبتسم لا إرادياً ، كانت الأجواء الرومانسية المنبعثة من شاشة التلفاز تسيطر عليهن ، قالت نور بغيظ : المفـروض أخلي منصور يتفرج على هالمسلسل لعَل وعسى يتعلم شوي

أمسكت بجهاز التحكم وأطفأت تشغيل التلفاز لتفسد اندماج اختيها ، صرخ الفتاتان بقوة : لااااا

ليلى وهي تصرخ : نــور يا حيوانة

هالة وهي تحاول سحب جهاز التحكم من نور : عطيني اياه حرام عليك ... انجين كان بيطلب ايد توبا .. بسرعة هاتي الرموت

نور وهي ترفع الجهاز بيديها : يكفـي هالمسلسل كله رومانسية فاضية وأصلاً بعيدة عن الواقعية .. صياعة وقلة أدب

انقضت ليلى على نور في محاولة سحب الجهاز من يديها ، استغلت هالة فرصة انشغال نور بردع ليلى لتقذف نفسها في حضن نور وتأخذ الجهاز أخيراً لتشغل التلفاز بسرعة ، نور وهي تصرخ : وجع هالة قومي عنِي تراني حامـل يا غبية

ليلى : فكيـنا زين توك في بداية حملك وعن الدلع .. يعني وش صار لو هالعصلة ركبت عليك

نور : بدل ماتخافون علي وتداروني ... مالت عليكم من خوات

هالة وهي تنظر الى الشاشة بإحباط : خربتي علينا المشهد .. كنت ابغى اشوف ردة فعل توبا

ليلى بخيبة : وأنا كنت ابغى اشوف انجين وهو يلبسها الخاتم

هالة وهي تنظر الى نور بحقد : وجع نـور يعني وش دخّلنا احنا في مشاكلك انتي و منصور وش دخَل المسلسل ؟

ليلى : مريـضة .. هذا يسموه مرض .. ماتقدر تشوف أحد مستانس ومبسوط وهي لا
نور : أي ما اتحمـل اشوف رومانسيتهم الزايدة .. وابو الشباب اللي عندي الرومانسية في جهة وهو في جهة ثانية
هالة : واحنا وش دخلنا ؟ خربتي علينا الجو
نور : بكرة تتزوجون وتنصدمون من الواقع المر
ليلى باعتراض : لا حبيبتي .. مو شرط يكونوا ازواجنا المستقبليين مثل زوجك
هالة : أي أنا عن نفسي ما بوافق الا على واحد اسمر وطويل وحليو واهم شي يكون يشبه انجين
نور وهي تضحك : ههههههه غبيات

وعدن الى متابعة المسلسل وأخذت نور تشغل نفسها بصحن المكسرات والحب الشمسي الذي أمامها ، ليلى : أأه قلبي الصغير لا يتحمل

هالة وهي تنظر الى نور : ارتحتي الحين ؟ خلص

قامت ليلى من مكانة لتجلس بجانب نور وتشاركها في صحن المكسرات ، وتبعتها هالة

نور وهي تضع حبة البندق في فمها : يعني منصور طيب وكريم وأحبه بس مشكلته ما يعرف يغازل وماعنده ذرة من الرومانسية ولما اصارحه يقول عني سطحية وماعندي سالفة ومتأثرة بالأفلام وهاذي حركات مراهقين يترفع حضرة جنابه يسويها

ليلى : حاولي تغيريه شوي شوي .. خلي المبادرة تجي منك انتِ عوديه على الكلام الحلو شوي شوي يتعلم منك

نور : ههههههه المشكلة اني ما خليت كلمة حلوة ما قلتها له .. يعني ما أناديه الا بحبيبي و يا عمري بعد قلبي ويا شمعة حياتي ومافيه فايدة

هالة وهي تبصق قشور الحب الشمسي : ههههههههههههه حلوة شمعة حياتي عجبتني ، في أحد ينادي زوجه شمعة ؟؟ ههههههههه
ليلى وهي تضرب هالة بخفة : خلاص ياغبية .. ماتشوفين اختك متضايقة

نور : مرة كنا نتابع فيلم اجنبي واسوي نفسي ميتة على البطل لأنه رومانسي وهو يطالعني مثل الصنم بدون احساس .. ومرة مسكت ايده واحنا طالعين اسوي فيها رومنسية .قام سحب ايده مني بعصبية وأن هو ما يحب مراة تمسك ايده ف مكان عام .. ويمه منه اذا عصب يتحول لواحد ثاني .. ما اقدر حتى اكلمه واتفاهم معاه ..ويسمعني كلام مثل السم ..وبعدين اذا هدى يجي ويقول ان مو قصده وان هذا طبعه وأنا لازم اتحمله يقال له يراضيني الحين

ليلى : طيب سوي له جو رومانسي .. موسيقى و ورد ومن هالحركات

نور : ههههه لا تقهريني بس .. في ذكرى زواجنا زينت الشقة كلها وورد وبالونات وكيكة وموسيقى واروح الصالون واعدل نفسي .. وفي الاخير يجي من الدوام ويطالع فيني وفي المكان ويفرط من الضحك ويتمسخر .. بس ما سكت له تركته واروح الغرفة وانفجر صياااح وبكا .. وهو يجي ويقول ان المفروض ما ازعل وان هو يمزح لأن مو متعود على هالسوالف ...وقام يجاملني ويقول ان عجبه بس واضــح ان يجامل . .. ومن يومها حرمت اسوي له شي

كانت هالة تحاول كتم ضحكتها بينما ليلى تحاول نصحها

ليلى : معليش طولي بالك عليه اهم شي انه يحبك وهذا طبع فيه يمكن هو مو تعود يعبر عن مشاعره

نور : احياناً اشك ان ف حياته احد غيري واموت قهر انه طول يومه في المستشفى مع هالممرضات ، بس فتشت جواله وما لقيت شي

هالة : لا حوول .. رجعت حليمة لعادتها القديمة
ليلى : وبعدين معك نور .. بعدي هالأوهام عنك لا تخربين حياتك بايدك .. الحين لو شافك وانتي تفتشين جواله مثل المرة اللي فاتت وش بسوي فيك ؟

نور : وش اسوي يقهرني باسلوبه وحركاته .. حتى من القهر للحين ماقلت له عن حملي
هالة : صار لك اربع شهوور يالظالمة كيف ما قلتي له
ليلى : قولي له أكيـد بيفرح


*

في المستشفى ، تستلقي على سرير بعد ان انتهى الطبيب من معاينتها ، مرَت سنة كاملة منذ أن اكتشفت مرضها الخبيث، الخلايا السرطانية التي تنتشر في جسدها بسرعة ، لتموت هي ببطء ، وبعد رحلة العلاج الطويلة أخبرها الطبيب للتو بهذا الخبر الصاعق ، لم يتبقى لها إلَا أيَام معدودة لتعيش ، أيَام قليلة تفصلها عن ملاقاة ربها ، أيَام قليلة تفصلها عن فراق أحبتها ، زوجها الغالي محمود ، ابنها البكر حامد ، نور ، ليلى وهالة ، ستتركهم للزمن ، ستتركهم وديعة عند الله الذي لا تضيع عنده الودائع .ـ

كان ابو حامد يحدث الطبيب بعصبية وغير تصديق ، أمَا هي فاستسلمت للأمر الواقع ، ثم جاء منصور حيث كان يعمل في المستشفى ذاته ، وحاول أن يفهم عمه ويواسيه ، وأن لا حل سوى ان يقبل بما كتبه الله .ـ

ام حامد نادت منصور ليجلس بجانبها ، وجاء وجلس على الكرسي بجانب السرير ، ولا يعرف ما عليه قوله ، خاصة انه يحب ام زوجته ويحترمها ويعتبرها في مثابة ام له ، ام حامد بابتسامة : لا تقول لنور .. ما ابغى احد من اولادي يعرف

منصور : بس ياعمتي لازم نور تعرف ..اذا سألتني وش اقول لها

ام حامد : قول لها ان انا بخير وبديت اتعافى ... ما ابغى اموت وانا اشوف الحزن في عيونهم

تأثر بكلامها ، وسقطت دمعة من عينه مسحها سريعاً ، قال وهو يطمئنها : ان شاء الله اللي تقولينه بصير


*


يمشي الى باب شقته وهو مشغول البال ، قلبه يؤلمه على نور ، فهي متعلقة كثيراً بوالدتها ، وسيضطر للكذب عليها الآن ، دخل الى شقته وأقفل الباب خلفه .ـ

" قواك الله حبيبي "

نظر اليها ببرود ، يحاول ان يخفي الحزن الذي بداخله ويبدو طبيعياً : الله يقويك

اقتربت منه وطبعت قبلة على خده ، ثم مشت بجانبه وهي تميل رأسها على ذراعه الى أن جلسا على الكنبة في الصالة ، قالت بهدوء : وش صار مع امي ؟ اليوم موعدها

قال وهو يتجنب النظر الى عينيها وتلوح في عينيه نظرة شاردة: الحمد لله صارت احسن .. بدت تستجيب للعلاج وبتتحسن

ابتسمت بود : الحمد لله يا رب ... كنت حاسَة ومتفائلة ان ربي بيشفيها

صمتا للحظات ، ثم اقتربت منه ووضعت كفها على كفه وقالت بمرح : ما قلت لي وش رايك ؟

نظر اليها باستغراب : رايي في ايش ؟

قالت وهي تحرك شعرها بدلال : ما تشوف فيني شي متغير ؟

نظر اليها بتفحص وهو يحاول ايجاد الاختلاف الذي تقول عنه ، قال بحيرة : ما اشوف فيك شي متغير

قالت وهي تقترب منه أكثر : شوف طلع فيني زين .. ما لفت انتباهك شي ؟

قال بنفاذ صبر : لا .. من أخذتك وهذا انتِ نفسك ماتغير فيك شي

ابتعدت عنه وتغيرت تعابير وجهها وأصابها الاحباط : مو معقول منصور .. كيف ما انتبهت اني قصيت شعري وصبغته ؟

بعد جملتها ، لاحظ حقاً أن شعرها أصبح قصيراً الى كتفيها ، وأن لونه الكستنائي قد صار أفتح بدرجات ، قال بعدم مبالاة : أي الحين انتبهت

نور وقد احمَرت اذنيها وبدا عليها الضيق ، كيف لا ينتبه أنها تخلصت من شعرها الطويل الذي كان يصل الى نهاية خصرها ، وهي التي كانت تريد مفاجئته بتغيير شكلها ، وهو حتى لم ينتبه ، وعندما انتبه لم يعلق ولو بكلمة .ـ

نور : طيب قول شي ، قول لي نعيماً او مثلاً تغيرتي حبيبتي صرتي احلى ، قول لي رايك
منصور باستخفاف : صرتي أحلى

حاولت أن لا تتضايق ، فهذا هو منصور وهذا اسلوبه منذ عرفته ، استلقت على صدره وقالت بهدوء : فيه شي ثاني بعد

منصور : وش فيه بعد ؟

أغمضت عينيها وهي تتخيل ردة فعله عندما يعرف بحملها ، حتماً سيفرح ، فقد أخبرها مسبقاً برغبته في ان يرزقا بطفل ، أمسكت بكفه ووضعته على بطنها ، قالت بشاعريَة : منصور أنـا حامـل

لم يتفاجأ ، فهو يعرف مسبقاً بحملها ، ليس غبياً لكي لا يلاحظ تأثير الحمل عليها ، انها حامل منذ أربعة شهور ، ليس أبلهاً لكي لا يميز العلامات الواضحة التي تشير الى الحمل ، : أدري انك حامل .. وفي الشهر الرابع بعد

رفعت برأسها ، ونظرت اليه بذهول : كيــف !!!!!ـ

منصور : شايفتني غبي قدامك ؟ ترى احنا عايشين مع بعض ..اكيد بلاحظ التغيرات الي صايرة فيك ..ومن ذكائك الزايد تاخذين مواعيدك في المستشفى اللي انا فيه .. وتكذبين وتقولين انها مواعيد لأسنانك .. وأنا عارف انها مواعيد حمل بس ساكت وامشيها لك بمزاجي

نور بازدراء : طيب مافيه شي تقوله لي في هالمناسبة السعيدة ؟

منصور : مبروك
نور وهي تقوم من مكانها : مو معقول الجفاف والقحط اللي انت عايش فيه مو معقول

دخلت الى الغرفة وأغلقت الباب بقوة ، كيف لخبر حملها الأول أن لا يؤثر فيه ؟ حتى لو كان يعرف من البداية ، كان عليه أن يبدي ولو القليل من التفاعل ، لا أن يقول لها بكل برود " مبروك " وكأن الأمر لا يخصه ولا يعنيه .ـ

قام من مكانه وهو يتعوذ من الشيطان وهو يردد في نفسه بحنق " زعلت !! بكل سهولة زعلت !!! على طول تزعل لأتفه الاسباب ، يعني لازم أمثل اني متفاجئ عشان ترتاح "ـ

دخل الى الغرفة وكانت تمسح المكياج من وجهها ، ويداها تتحركان بعصبية واضحة ، وقف بجانبها وقال : وش المطلوب مني الحين ؟

تجاهلته وهي على وشك البكاء ، امسك بذراعها بقسوة ونظر الى وجهها : وش فيك ؟؟ لما أكلمك لا تتجاهـليني

نظرت اليه وانفجرت في وجهه : يعني لهالدرجة ماعندك احساس ولا مشاعر ؟ وأنا اتوقعت انك بتفرح وبتطير من الفرح .. وانت وكأن شيئاً لم يكن
انت اصلاً شكلك ماتحبني .. أنا الغبية أحبك مثل المجنونة وانت لا حاس فيني ولا داري عني .. اسلوبك الجاف معي يقتلني .. يعني الحين فيه واحد يحب زوجته وتتقوله انها حامل ومايقول غير مبروك .. وما تبغاني ازعل بعد ؟؟ انت ماتحبني حتى لو كنت تحبني ماتحبني كثر ما أنا احبك


توقفت عن الكلام ، لأنه أسكتها بقبلة عميقة ، حارة أطبقت شفتيها ، ارتخت أعصابها واستسلمت لذراعيه التين تعتصرانها بقوة ، بينما دقات قلبها تتضاعف وتتضاعف ،

: اكيد فرحت أول ماعرفت بحملك .. أنا اول ما تأكدت من حملك سجدت سجدة شكر لله ... تصدقت بنية أن تقومي لي بالسلامة ويتمم عليك حملك .. كيف ما احبك يالغبية ؟ أنا الدنيا مب سايعتني من أول ما عرفت انك حامل ... بس هذا طبعي وانتِ تعرفيه يا نـور ..أنا مو مثلك .. أنا ما اعرف اعبر عن مشاعري بنفس طريقتك .. وأكثر من مرة قلت لك هالكلام

لم تجد كلاماً لترد عليه به ، استسلمت لحضنه ، وهي تعيش لحظات رومنسية بطريقته هو .ـ




بعد أن هدأ عناقه أعصابها ، وكل ذلك العتاب انمحى من قلبها ، تستلقي على صدره بينما يداعبها هو بلمساته ، قالت بود : أحبك منصور

ابتسم لها : أدري انك تحبيني .... انتِ وسارة حياتي كلها

رفعت برأسها لتوجه اليه نظراتها الثاقبة : ميـن سـارة ؟؟؟

سرح في تعابير وجهها التي تغيرت واحتدت فجأة ، قالت بنبرة شك : لا يكـون وحدة من الممرضات اللي معك ؟ سويتـها يا منصور وتزوجت علي ؟

انفجر ضاحكاً وهو يحاوطها بذراعه ، قالت والغيرة تسحق احاسيسها : لا تضحك .. بسرعة قولي ميـن سارة ؟؟

تعالت ضحكاته أكثر ، حتى أن عينيه دمعتا من فرط الضحك ، ضربت على صدره وهي تضغط على أسنانها : مين هالخايسة اللي اسمها سارة ؟؟ بسرعة قولي مين ؟؟

منصور وهو يحاول ان يمسك ضحكاته : لا تغلطي على بنتي

صمتت لبرهة ، ثم استوعبت أنه يعني ب "سارة " الجنين الذي تحمله : يعني كنت تقصد الجنـين !!!

منصور : هههههههههه يعني ما تبغين تسمينها على اسم امك ؟

نور : ما فكرت في الاسم من قبل .. ليش لا تستاهل الغالية .. بس يمكن يطلع ولد

منصور وهو يغمز لها : حتى لو ولد عادي نجرب مرة ثانية ، أكمل وهو يضرب رأسها برأسه بخفة : ههههههههه متى بتنتهي عقدتك مع الممرضات ؟

نور : عمرها ما بتنتهي يعني ليش يكونوا ممرضات ليش ما يكونوا ممرضين ؟

منصور : مستشفى ابوي هو عشان يصير كل شي على كيفي ترى مب أنا اللي اخترت يكونوا ممرضات .. وخلاص غيري الموضوع لا تنكدين علينا
نور : عمرها ما بتنتهي يعني ليش يكونوا ممرضات ليش ما يكونوا ممرضين ؟

منصور : مستشفى ابوي هو عشان يصير كل شي على كيفي ترى مب أنا اللي اخترت يكونوا ممرضات .. وخلاص غيري الموضوع لا تنكدين علينا

قالت بدلال وهي تحاوط رقبته : وش اسوي أغار عليك ... منصور تحبني ؟
قال وهو غارق في تفاصيلها : كم مرة سألتي هالسؤال ؟
نور : أدري تحبني بس ليش ماتقولها ؟
منصور : ما أقولها لأنها واضحة ... واضحة مثل ما اشوفك الحين

لم يستطيع اخفاء حبه لها ، كان حبه له يفضحه الاهتمام



*

يتبع

 
 

 

عرض البوم صور خد العروس  
قديم 11-08-16, 11:03 PM   المشاركة رقم: 47
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2016
العضوية: 317702
المشاركات: 36
الجنس أنثى
معدل التقييم: خد العروس عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 61

االدولة
البلدAruba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
خد العروس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : خد العروس المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )

 



*

" يومه .. بروح لسهام "




كانت ام حامد منشغلة في المطبخ ، بينما هالة تصر وتكرر أنها ترغب في زيارة ابنة الجيران سهام ، ام حامد : انتظري أخوك يجي ويوصلك

هالة : يومه ماله داعي البيت قريـب ... وماراح أطول بس برجع لها الكتاب وبقعد معها شوي وبرجع

ام حامد : خلاص روحي اذيتيني بحنتك .. بس لا تطولين وسلمي على ام يوسف

هالة باستعجال : طيب يلا باي

وخرجت بعد أن ارتدت عباءتها وغطت رأسها ووجها













،يقف أمام منزله ،منحني على مقدمة سيارته البيضاء من نوع " ددسن " وهو مشمر عن أكمام ثوبه الأبيض الذي اسودَت من أثر الدخان المتصاعد من تلك السيارة ، مرت ساعة وهو يحاول اصلاحها واصفاً اياها بأنها خردة لا تصلح لشيء ، كان لهيب أشعة الشمس يضرب رأسه وجسده يتصبب من العرق ، رفع رأسها وقد أحسَ بأحدهم يقترب من منزله ، وقد كانت هي ، يميزها من مشيتها الوقورة ، وقصر قامتها ، لم يكن يظهر منها شيء إلا عينيها ، حيث كانت مغطاة بالسواد ، وهو يعرف تلك العينين جيداً ، اذ أن فيهما شيئاً يميزهما ،اذ تبدوان لغزارة أهدابهما وكأنهما مكحلتين ، كان عندما ينظر الى عينيها يشعر بوخز في قلبه ، حاول أن يصرف نظره عنها ، وهو يستغفر ربه ، فهي ابنة جيرانهم ولا يجب عليه أن يفكر بها بهذه الطريقة المشبوهة ، عاد للانشغال بالخردة التي أمامه ، وضع المفتاح في داخلها ، ليتفاجأ بها وقد اشتغلت أخيراً ، ابتسم وقال في خاطره " سبحان الله يا هالة من أقبلتي اشتغلت .. جيتي وجبتي الخير معك ... انتِ شكلك وجه خير وسعد علي "ـ



انتبه لها وقد دخلت الى المنزل ، كان ينوي الخروج ولكنه غير رأيه الآن ، يريد أن يلمحها او على الأقل يسمع صوتها ، في كل مرَة يعد نفسه بأنه سيتوقف عن مراقبتها خلسة ، ولكنه ما ان يراها ينسى تلك الوعود ، ويسكت صوت ضميره بأن هذه المرة ستكون الأخيرة ، دخل الى المنزل ، صعد الدرج واقترب من غرفة اخته ، حيث كانت هي تجلس مع اخته هناك ، أخذ ينصت الى حديثها وصوت ضحكاتها ، بحة خفيفة تميز نبرة صوتها ، يبتسم بالرغم منه وهو يسمع ضحكاتها الرقيقة وتبدو عفوية مثل الأطفال ، اقترب من الباب يحاول أن يلمحها ، ولكنه كان مغلقاً بالكامل ، وقف بجانب الباب وهو يسترق السمع .ـ




بعد عدة دقائق وكان عقله وتفكيره هائماً بها ، لم يشعر الى بالباب يفتح ويرتد عليه ليضرب رأسه ، وخرجت هالة وكانت مظهرةً وجهها ، لم يشعر بنفسه الا وهو يحملق في ملامحها ، أشاحت بوجهها عنه بسرعة ، تدارك الموقف وصد عنها وهو يعتذر : استغفر الله ... أنا آسف يا اختي ما انتبهت لك

خرجت سهام وهي تنظر اليهما بغرابة ، بينما تبتعد هالة عنهما وهي تنزل من الدرج مسرعة بعد أن غطت وجهها .ـ

سهام : وش صاير يا يوسف ؟

يوسف : مو صاير شي ... بس كنت واقف وهي طلعت .. بس ما شفت منها شي بسرعة صديت

سهام بشك : اممم فهمت




هالة وهي قاصدة باب الخروج ، كان الخجل يأكل وجهها ، لقد كان يحدق في ملامحها عن قرب ، لم تكن المرة الأولى التي تشعر بها بأنه يلاحقها ويتقصد ذلك ، حاولت أن تبعد تلك الأفكار والشكوك عنها ، فيوسف ابن جيرانهم معروف بحسن أخلاقه وسلوكه ، وأنه رجل محترم ملتزم بصلاته وفرائضه ، ووالدها و حامد كثيراً ما يذكرانه بالخير .ـ

ام يوسف وهي تمنع هالة من الذهاب : وش فيك يا بنتي مستعجلة ؟ خليك اقعدي مع سهام

هالة بارتباك : لا مشكورة خالتي خليها مرة ثانية .. انا قلت لأمي اني ما بتأخر

ام يوسف : على راحتك وسلمي على أمك .ـ




*




قرر يوسف أخيراً أن يفاتح أمه عن هالة ، يريد أن يجتمع بها بالحلال ، فيستطيع النظر اليها وسماع صوتها متى شاء بدون تلك الحركات الخرقاء التي يفعلها وهو يخجل من نفسه كثيراً بفعلها .ـ


ام يوسف بعد ان سمعت كلام ابنها قالت بامتعاض : هــالة !! تراها صغيرة وبعدها في المدرسة .. بنات ام حامد والنعم فيهم بس هالة بعدها بزر وعندها اخت اكبر منها مو متزوجة .... خليني اخطب لك ليلى .. ما شاء الله عليها ليلى تجنن

يوسف : لا يومه أنا شفت الصغيرة وعجبتني وارتحت لها

ام يوسف : أي عادي انت بس شفتها ... ودام عجبتك هالة أكيد بتعجبك ليلى ترى ليلى أجمل

يوسف : يومه وش هالكلام كيف اشوف وحدة واعجب فيها وأروح أخطب اختها .. وش المنطق اللي تتكلمين فيه ؟

ام يوسف : يا يومه يا حبيبي أنا ابغى لك الأفضل وأفكر في مصلحتك .. هالة بعدها صغيرة وغير هذا أنا اشوف اختها ليلى أفضل منها بدرجات .. ليلى اجتماعية واخلاقها حلوة وعقلها كبير عكس اختها البزر اللي بسرعة تستحي وما ينسمع صوتها واسأل اختك سهام اذا مو مصدقني ... أنا اعرف ليلى زين وبيني وبينك ترى من زمان وأنا اتمنى ليلى تصير لك لأن احسها تناسبك


لم يقتنع يوسف بكلامها ، ثم جاءت سهام لتؤيد كلام والدتها : أي ترى والله ليلى أجمل من هالة بكثير .. وغير هذا ترى هالة تفكيرها تفكير أطفال و بتتعب معها صدقني

يوسف : يا جماعة افهموني .. انا شفت الصغيرة ودخلت مزاجي كيف اخطب اختها ؟ احس اني اظلم نفسي واظلم الخوات الاثنين بهالتصرف .. انا شفتها وعجبتني وما ابغى غيرها

سهام : تراك بس شفتها وخير يا طير محسسني أن بينكم حب وغرام

ام يوسف : لا يكون بينك وبينها شي يا يوسف ؟؟ لا يكون تكلمها ؟؟

يوسف وهو ينفي : لا استغفر الله وش اكلمها ؟؟ وش هالخرابيط ؟ الشهادة لله بس شفتها مافي بينا شي

ام يوسف : دام مابينك وبينها شي اترك عنك الهياط ... قال شافها وحبها قال

سهام : ههههههههههههههه لا يكون حب من النظرة الأولى شكلك متأثر بالأفلام يا اخوي

ام يوسف : وبعدين تفكر اذا خطبتها لك بزوجونك اياها واختها الكبيرة لسا ما اتزوجت ؟؟ ما راح يوافقون

يوسف وهو يقوم من مكانه وقد ذاق بهم ذرعاً : خلاص اتركونا من هالسـيرة أنا ما ابغى اخطب لا هالة ولا غيرها .. انسوا الموضوع



بعد يومين تفاجأ يوسف بأمه وهي تخبره : أنا خليت خالك يكلم ابو حامد ويخطب لك ليلى منه

يوسف بصدمة وقد ارتفع صوته : يومه من جدك ؟؟ مو أنا قلت لك ما ابغى اخطب الحـين .. كيف تحطيني في هالموقف المحرج .. كيف تخطبين لي اخت البنت اللي ابغاها .. كذا انا بظلم بنت الناس معي .. حرام عليك .. والله حرام عليك

ام يوسف : اقول لا تبالغ واترك عنك هالكلام اللي لا يودي ولا يجيب .. طلبناها من ابوها وخلصنا
وصدقني ليلى بتعجبك .. اكيد بتعجبك .. دام هالوه العصلة عجبتك .. اكيد ليلى بتكون ملاك في عيونك .. اتطمن ولا تخاف وأنا ادرى بمصلحتك منك



لم يقتنع ولن يقتنع بكلامها ، شعر بالدنيا تصغر في عينيه , كيف لأمه أن تقوم بهذا التصرف الغير مسؤول وتوقعه بهذه الورطة ، ولم تجد إلَّا اختها ؟؟ كيف لكل شيء عاشه في خياله مع هالة طيلة هاتين السنتين أن يذهب في أدراج الرياح ؟؟

أخذ يدعو ربه بأن لا تتم تلك الخطبة ، وهو يكرر في كل حين " يا رب ما توافق .. يا رب تشوف صورتي وما أعجبها .. يا رب قبحني في نظرها يا كريم ".ـ




*




ام حامد بعد أن فرغت من صلاة العشا ، تحاول أن تقضي وقتها في العبادات وتستلذ في مناجاة ربها قبل أن يحين وقتها ، كان التفكير في اولادها يشغلها كثيراً ، لا أحد يعلم بأن هذه الأيام هيأيامها الاخيرة ، سوى زوجها و منصور ، لا تريد أن تعيش ما تبقى من حياتها وهي تعامل كالمريضة ، لا تريد أن ترى الحزن في أعينهم ، تريد أن تودعهم بصمت ، تودعهم وهم لا يشعرون .ـ


رفعت سماعة الهاتف لتحدث ابنتها نور ، وتتزود منها ، لأنها بعكس اخوتها لا تعيش معها ، ولم تأتي لزيارتهم اليوم ، تخاف أن يحين وقتها وهي لم ترتوي من ابناءها بعد ، : الو .. يومه نور

نور : هلا يومه شخبارك

ام حامد : الحمد الله انتي اخبارك يومه ؟ واخبار زوجك ؟ وكيف الحمل معك

نور : كلنا بخير يومه والحمل متعبني وهالكني .. الحين حسيت بقيمة تعبك يومه .. كيف قدرتي تحملي فينا كلنا ؟ أنا من هالحمل والتعب اللي اشوفه حرمت احمل مرة ثانية

ام حامد : ههههههههه يا حليلك بكرة اذا شفتي ولدك في ايدك بتنسي التعب كله

نور : يومه باقولك شي

ام حامد : قولي يا يومة

نور : اليوم عرفت انها بنت .. وباسميها على اسمك سارة

ام حامد وقد خنقتها العبرة ، اذ تعرف انها لن تتمكن من رؤية حفيدتها : يا بعد عمري .. الله يرزقكم برها يا بنتي ويقومك بالسلامة انتي والصغيرة

نور وقد لاحظت نبرة والدتها الحزينة : وش فيك يومه ؟ ليه صوتك تغير ؟

ام حامد ولم تتمالك نفسها وانهمرت في البكاء : ما فيني شي حبيبتي .. هاذي دموع الفرح .. لأني اشوفك كبرتي وبتصيرين ام

نور : يومة حبيبتي لا تبكين والله ما اقدر اسمعك تبكين .. اسفة يومة اليوم ما مريت عليك وزرتك بس عشان الموعد ما قدرت اجي .. بس بكرة ان شاء الله من الصباح وأنا عندك

ام حامد : نور يومه اذا صار لي شي خواتك في رقبتك

نور بقلق : يومة وش هالكلام ؟؟ منصور قال لي انك صرتي احسن وبديتي تتعافي

ام حامد : ادري يومه أي انا صرت احسن .. بس لازم باوصيك على خواتك عشان لو صار لي شي

نور : يومة لا تقولين كذا .. وخواتي ما يحتاج توصيني عليهم

ام حامد : ادري يا يومة ادري انك حنونة عليهم وتنصحينهم ومهتمة فيهم ..بس اذا صار لي شي .. ابغاك تكونين امهم الثانية

وأغلقت من ابنتها بعد أن وصتها على اخوتها ونصحتها بأن تهتم بنفسها وزوجها .ـ



" تصبحين على خير ماما عودة "

نظرت الى حفيدها الصغير محمود ، يرتدي بيجامة حمراء عليها " سوبر مان " ، ابتسمت لشكله اللطيف : وانت من أهل الخير حبيبي ...تعال يومه

اقترب منها واحتضنته ، وهي تشمه وتقبله ..وكأنها تودعه ، انتبه محمود لدموعها : ماما ليه تبكين

ام حامد : لا يا ماما ما أبكي ، مسحت على رأسه بلطف : روح نادي لي أبوك



أقبل عليها حامد ، وجلس بجانبها ، وأخذت توصيه بأخواته : يومه خواتك أمانة في رقبتك ..خصوصاً هالة .. نور أنا متطمنة عليها مع زوجها ..منصور رجال والنعم فيه .. وليلى عاقلة وقوية وتعرف تاخذ حقها بايدها ... بس هالة غير .. هالة هبلة ودلوعة وتستحي ، ماعندها مسؤولية وماتعرف تتصرف .. أنا خايفة عليها

حامد : يومه خواتي في عيوني بدون ماتقولين



في اليوم التالي لم تستيقظ أم حامد من نومها ، واظلمَت الدنيا في وجه زوجها وأبنائها ، كانت هالة هي من اكتشفت وفاتها ، عندما أتت لتوقظها ولم تستيقظ ،وكانت أطرافها باردة كالثلج .ـ







انتهى

الذكريات بعدها ما خلصت باقي بارت أخير بنزله في القريب العاجل ، عارفة أن بارت اليوم شبه ممل ومافيه أحداث ,أنا عن نفسي جتني حموضة وأنا اكتبه ، بس كان الغرض منه فهم والتعمق في شخصيات الأبطال أكثر ، البارت الجاي ان شاء الله بكون آخر بارت يخص الماضي ويكشف كثير من التساؤلات


قراءة ممتعة

 
 

 

عرض البوم صور خد العروس  
قديم 12-08-16, 05:18 AM   المشاركة رقم: 48
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متدفقة العطاء


البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 80576
المشاركات: 3,164
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسي
نقاط التقييم: 7195

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيتامين سي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : خد العروس المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولا شكرررررررا على تلبيتك طلبنا تسلم يمينك
ولا خلا ولا عدم منك يارب

والمعذره على الخطأ في اسم ياسمين وأبشرك بتحصل
كثير ههههه زهايمرمبكر

البارت راااائع جعلنا نعرف الدلع والدلال والحياة الحلوه
اللي كانت عايشتها هاله وأيضا سبب ردة فعلها بعد أتهامها
وتخلي أهلها عنها وإنهيارها شيء طبيعي وصمتها وقت
أتهامها بسبب صدمتها من الإتهام وتغيرمعاملة الجميع لها
لكن أعتقد أنها بدأت تفوق من صدمتها وساعدها زيارة
أختها نور وتعامل ياسمين وربما أصبح عندها امل في أثبات براءتها وأظن أنها ستتغيرشخصيتها في سعيها لإثبات براءتها

منصورفيه مثله كثيرممن لايعبربالأقوال عن مافي داخله
ويكتفي بالأفعال أرجوا أن لا يدفعه إنتقامه منها لقهرها
بما تكره ويتزوج ممرضه لكن أظن أنه أعقل من أن ينتقم
بهذه الطريقه


نور حافظت على وعدها لأمها بعكس حامد وعليها أن ترضى
بزوجها كما هو طالما تعرف شخيته وحبه لها وتصدق
مقولة الرجال أفعال ماهي اقوال

أظن لبس هاله للفستان والعقد وراه زوجة أخوها لأن
هذا الفستان والعقد معروفه للجميع وبسبب حب هاله
للفستان وإرتداءها له والغرض تأكيد وإثبات التهمه عليها
وأظن أن هاله لم يكن المقصود إيذاءها وإنما كان أبطال
زواجها من سلطان وإلا كانت الصور أرسلت لأبوها
أوأخوها


مازال الغموض يحيط بقصة هاله
خد العروس منتظرين بقية الأحداث بفارغ الصبر
يعطيك العافيه

 
 

 

عرض البوم صور فيتامين سي  
قديم 23-08-16, 10:09 PM   المشاركة رقم: 49
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2016
العضوية: 317702
المشاركات: 36
الجنس أنثى
معدل التقييم: خد العروس عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 61

االدولة
البلدAruba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
خد العروس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : خد العروس المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )

 

هلا والله فيتو حبيبتي
تسلمي على المتابعة ما انحرم منك :)

 
 

 

عرض البوم صور خد العروس  
قديم 23-08-16, 10:56 PM   المشاركة رقم: 50
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2016
العضوية: 317702
المشاركات: 36
الجنس أنثى
معدل التقييم: خد العروس عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 61

االدولة
البلدAruba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
خد العروس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : خد العروس المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )

 


الفصل الثامن
( ذكريات مبعثرة )



*

مرَت سبعة أشهر على وفاة أم حامد ، وتستمر الحياة رغم كل شيء ، ويبقى الحزن دفين القلوب المتألمة ، كانت ليلى تبدو فاتنة بثوبها الزهري ، وشعرها البني الطويل منسدل على ظهرها ، كانت ليلى بعكس اختيها تملك بشرة بيضاء اللون ، ولكن قامتها قصيرة مثل باقي أفراد عائلتها ، اذ أن قصر القامة شأن وراثي يميز أسرتها

الليلة هي ليلة عقد قرانها من يوسف ، ولكنَ مرارة الفقد تعتري قلبها ، و ومضة حزن تتكئ على سعادتها ، لم تكن تريد حفلاً ولو بسيطاً احتراماً لذكرى والدتها المرحومة ، ولكنَ الجميع أصر عليها وخصوصاً أم خاطبها ، اذ أنه ابنها الوحيد وتريد أن تفرح به ، فرضت بحفل بسيط في منزل والدها .ـ

كان ابو حامد ينظر اليها ملياً ، وقد غرقت ملامحها في الحزن ، ينفطر قلبه وهو يرى بناته تائهات بلا أم ، ماذا تريد الفتاة في حفلة خطبتها سوى أن تكون أمها بجانبها ؟
اقترب منها ، علَه يداري وجعها ، ويسد ولو قليلاً من ذلك الفراغ التي تركته والدتها ، " الله يبارك لك ويسعدكم يا ليلى ..يا ليت أمك كانت معانا وتشاركني السعادة اللا أنا فيها "ـ

استدارت له ، وعينيها على وشك البكاء ، ارادت أن تنطق ولكنه منعها : لا يا ليلى .. ما ارضى أشوف دموعك .

قامت من مكانها لتستقر في أحضانه ، وكلماته الحنونة تهدأ من أوجاعها .ـ
كانت قريبة منهم ، تتأمل والدها وهو يحتضن ليلى ، لم يكن همها يختلف عن اختها ، نظر اليها والدها وهو يفتح ذراعه ويبتسم : هالة ..تعالي
اقتربت منه ، ليحتضنها هي الأخرى ، ويقبل جبينها ، كان يحاول أن يخفف عنهما الحزن بضمهما الى أحضانه .

قال وهو يمسح دموع ليلى : يكفي يا حبيبة أبوك .. والله ما يهون علي أشوف دموعك

ابتسمت له : ان شاء الله يبه
أكمل كلامه بنبرة الحنان ذاتها : بعد شوي بجي الشيخ .. خليك جاهزة

خرج من الغرفة ليتقابل مع نور وهي تحمل طفلتها الملفوفة بوشاح قطني ، ابتسم لها وأخذ يداعب وجنتي سارا النائمة بين ذراعيها : يا حبيبة جدها ... كل ما كبرت صارت تشبهك أكثر نسختك وانتِ صغيرة ... وأحسن شي انها ما اخذت من ملامح أبوها شي

ضحكت نور لتعليقه ، وأردف هو قائلاً : ما اوصيك على خواتك .. ليلى واضح انها متضايقة وتفتقد امها ..وهالة بدل ما تخفف عنها قاعدة تزيد عليها
نور : ولا يهمك يبه الحين با شوفهم .


دخلت الى الغرفة ، وكانت ليلى تنظر الى نفسها بالمرآة وهي تحدث هالة : تتوقعي أعجبه ؟
غيرت نبرة صوتها وهي تقول بثقة : أكيـد بعجبه ... أصلاً يحصل له وحدة مثلي وبجمالي
نور وهي تضحك : يا عيني عالغرور والثقة
أسرعت هالة الى نور وهي تأخذ سارا منها : يا عمري أنا فديتها حبيبة خالتها
نور : شوي شوي لا تصحيها ماصدقت نامت
أخذت هالة الطفلة ووضعتها على السرير وانشغلت بها ، ليلى وهي تشير الى ازواج الأحذية على الأرض : ألبس الكعب والا العادي ؟

هالة : ترى هو مب طويل كثير .. أقصد يوسف ..يعني يمكن تقريباً طول اخوي حامد
نظرن لها باستغراب ثم قالت نور : وانتِ وش دراك ؟
هالة بارتباك من نظراتهم : امم يعني شفته أكثر من مرة في بيت سهام
رفعت صوتها تخفي ارتباكها : نسيتوا أن ولد جيرانا وأنا طول الوقت في بيتهم عند سهام أكيد بلاحظ طوله
ليلى : يعني ما البس كعب .. البس العادي أحسن ..اخاف اصير اطول منه بالكعب
هالة : هههههه من طولك الزايد انتِ بعد ... تظلي سنفورة بالكعب واللا بدونه

*

بعد أن تم عقد القران ، كانت هالة تراقب ليلى وهي تتقبل التهاني من أهل يوسف ، أمه وأخواته الأربع ، كانت طوال تلك المدة - منذ أن عرفت بخطبة ليلى - تقنع نفسها بأن كل ماكانت تشعر به اتجاه يوسف مجرد أوهام ، وأن نظراته لها والمواقف التي شعرت أنه يتعمد فيها ملاحقتها كلها كانت من نسج خيالها ولم تكن متعمدة أبداً ، فلو كان معجباً بها لخطبها هي ولم يخطب ليلى ، الآن يجب عليها أن تكون سعيدة لخطبة أختها ولا تفكر في شيء آخر ، كانت ليلى تشير لها بأن تقترب لأخذ صورة تذكارية ، بادلتها الابتسامة واقتربت منها لتجلس بجانبها وتترك سهام تأخذ لهما صورة معاً.

ليلى وهي تهمس لهالة : أحس انِّ مرتبكة ..اعطيني جرعة تشجيع
هالة وتهمس لها : خليك طبيعية .. الحين يجي ويشوفك وينجن عليك وعلى جمالك
ليلى وهي تضحك : طيب

كانت صالة المنزل الواسعة ، يملأها صخب الأغاني ، وضجيج السيدات المدعوات ، كانت حفلة بسيطة عائلية ، تقدمت رنا شقيقة يوسف الصغرى لهالة وهي ترفع صوتها بسبب الازعاج : هالة ... فين الحمام ؟

هالة : تعالي ..من هنا

مشت معها وهما يبتعدان عن الضجيج متجهتان الى الأعلى ، هالة بابتسامة : رنا انتِ في أي صف الحين ؟
رنا : في صف الخامس
بعد أن صعدتا السلالم ، هالة وهي تشير بيدها : هذا الحمام .
رنا : أنا اشوفك احلى من ليلى ..مادري ليه امي تقول العكس
هالة وهي تبتسم بود : تبغين شي بعد ؟ عشان بنزل الى ليلى
رنا : اقولك سر بس ما تقولين لأحد ؟
هالة : قولي يا ست رنا سرك في بير

رنا وهي تنزل صوتها : اخوي يوسف كان يبغى يتزوجك انتِ بس أهلك ما وافقوا .. عشان ما يصير تتزوج الصغيرة قبل الكبيرة

اتسعت عينيها وفغرت فاهها في دهشة ، ثم قالت بحزم : عن الكذب والحكي الفاضي .. وما أبي اسمعك تقولين هالكلام مرة ثانية

رنا بانفعال : والله ما اكذب
هالة : ولا كلمة .. خلصي وانزلي تحت
ابتعدت عنها تقصد السلالم ، انها مجرد طفلة لا يجب أن تأخذ كلامها على محمل الجد ، حتى لو كان صحيحاً فماذا يفيد الآن ؟
نزلت ووقفت بجانب نور وهي مشوشة الذهن ، كانت نور تحدث أم يوسف وتسألها عن موعد قدوم ابنها : أنا كلمته قبل شوي والحين جاي في الطريق
نور : هالة روحي المطبخ وتأكدي من قالب الكيك وشوفي الخدامة الغبية أعرفها ما تعرف تتصرف لحالها ... هالة ؟؟
كانت هالة شاردة الذهن تفكر بكلام رنا : ها .. وش تقولين ؟
نور وهي تتأفف : ناقصتك أنا بعد ... خلاص لا تسوين شي أنا بروح أشوف

تفكيرها مشوش وازعاج وفوضى المكان يشتتها أكثر ، بدى كلام رنا معقولاً بالنسبة لها ، فهذا يفسر كل شيء حدث في السابق ، أرادت الابتعاد وأن تختلي بنفسها قليلاً ، قصدت المجلس الكائن في آخر المنزل ، حيث الهدوء ، تريد ترتيب أفكارها ، وتتمالك نفسها


كان يجلس بهدوء ، يرتدي ثوبه الأبيض التقليدي ، وعلى رأسه الشماغ الأحمر والعقال بشكل مرتب ، يحمل في يديه باقة ورد ملونة ، يحاول أن يكون طبيعياً ، ويرتب زحمة الأفكار والمشاعر المضطربة داخله ، يحاول أن يقنع نفسه بأن هالة كانت مجرد خيال ، كانت تعيش في خيالاته فقط ، وليلى هي الواقع ، ليلى هي من أصبحت الآن زوجته ، هي من تستحق مشاعره واهتمامه وحبه ، لا اختها ، سينسى هالة ، يجب عليه أن ينساها ، فهي ليست الفتاة المقدرة له .ـ

شعر بأحدهم يفتح الباب ، رفع رأسه ووجدها هي ، هالة لا غيرها ، لم يستطع منع عينيه من ملاذهما ، أخذ ينظر اليها وهو يتأملها ، كانت تقف شاردة الذهن ولم تشعر بوجوده ، ترتدي ثوب ذهبي عاري الأكمام ، وشعرها الكستنائي الطويل منسدل على كتفيها ، تبعثر كيانه ، واضطربت ضربات قلبه ، ونسى كل ما كان يقنع به نفسه ، نسى أن ينساها .ـ

كانت ولازالت تفكر في كلام رنا ، وتحاول ربط الأحداث ببعضها ، الى أن شعرت بأنها ليست الوحيدة في هذه الغرفة ،شهقت بخوف و سرت حرارة في جسدها ، وارتجفت أطرافها ، وهي ترى المسافة البسيطة التي تفصلها عن يوسف ، ليس وقته أبداً ، ما الذي جاء به الى هنا ، استدارت تريد الهروب من نظراته التي تكاد تخترقها ، وسمعته وهو يهتف باسمها " هـالـة".ـ
نطق باسمها بغير شعور ، لقد غابت عن عقله وجسده ، ولكنه لم تغب عن قلبه ، اختفت من أمامه بسرعة ، مثل طيف مر سريعاً ، كسحابة عابرة أتت لتبعثر كيانه وتذكره بها ، وكأنها تقول " لا يمكنك نسياني مهما حاولت ".ـ


خرجت هالة تركض ، تهرب منه ، لقد رآها وهي بهذا الثوب اللعين ، وكان يحدق بها ، ونطق باسمها أيضاً ، ماذا يعني هذا ؟

عادت للصالة ، وسط الضجيج ، تنظر الى ليلى التي تبتسم لها ، والاحداث ترتبط ببعضها وتتكرر في غياهب عقلها .

" هالة روحي البسي عبايتك ... عشان يوسف بيدخل "

التفتت لنور التي تمد لها عباءتها السوداء : وش فيك تطالعيني كذا ؟ ليه وجهك شاحب ؟
هالة بارتباك وصوت مضطرب : ما فيني شي .. وش بكون فيني يعني ؟
نور : طيب يلا خلصي والبسي عبايتك وغطي وجهك عشان زوج اختك بيدخل الحين

" زوج اختك "

نعم هو زوج اختها ، زوج ليلى ، ولكنه رآها قبل ليلى ، وأحبها وعرفها قبل ليلى أيضاً ، وأرادها هي لا ليلى ، هزت برأسها تحاول منع تدفق تلك الأفكار السوداء الى عقلها ، وهي تحتقر نفسها وتحتقر تلك الأفكار التي تحاصرها وتخبرها بأن يوسف أحبها هي لا ليلى .ـ

بعد عدة دقائق ، كان يوسف يقف قبالة ليلى ، وبجانبه والدته وقد دمعت عينيها من الفرح ، وهي ترى ابنها الوحيد يزف الى عروسه ، واخواته الأربع ، سهام ورنا ، هنادي ويسرى يقفن بالقرب منه وهن يهنونه بفرح ، أما هو فلم يكن حولهم أبداً ، يحاول دمج صورة ليلى بالفتاة السمراء ذات الثوب الذهبي التي لا تكاد تغيب عن عقله ، طبع قبلة باردة على جبين ليلى وهو مشوش الذهن ، ينظر اليها وكأنه ينظر الى الفراغ ، انتبه لأمه وهي تهمس له : يوسف !!! وش فيك واقف كذا .. عطيها الورد

تذكر باقة الورد التي بيديه ، مدها اليها بدون شعور ، وملامح وجهه جامدة بلا أي تعابير .ـ

أخذت ليلى منه باقة الورد بيدين مرتجفتين ، وخجلها العذري يسيطر عليها ، حتى أنها لا تستطيع النظر مباشرة في عينيه ، وقربه منها ورائحة عطره الرجالية اخترقت أنفها وأربكتها وسلبت منها حواسها .ـ

امسك بالدبلة من يد والدته ، وتناول يدها اليمنى في قبضة يده القوية ، كانت يدها تبدو صغيرة جداً وهي في قبضته ، أدخل الدبلة الذهبية في أصبعها النحيل ، بينما أخواته يتهافتن بمرح ، ناولت سهام الدبلة الرجالية لـليلى ، أمسكتها وهي تنظر الى يوسف بخجل ، تنتظر منه أن يمد يده لها ، ولكنه كان ينظر اليها بشرود .ـ

كان يتأمل ملامحها المغطاة بالمساحيق بشكل كثيف ، لم ينتبه الا لشيء واحد فيها ، وهذا الشيء أحبطه كثيراً ، انها لا تشبه هالة ، لا تشبه هالة في أي شيء ، ربما لو كانت تشبهها ولو قليلاً لكـان أفضل ، لربما هون ذلك عليه ، ولكنهما كانتا مختلفتان ، ولا يوجد أي رابط تشابه بينهما .ـ

ام يوسف وهي تهز كتف يوسف : هههه يوسف وش فيك ؟ مد ايدك لزوجتك تنتظرك
استوعب كلام والدته ، ومد يده لليلى ، امسكت كفه باستحياء ، وأدخلت الدبلة في أصبعه وهو ينظر اليها بإحباط شديد .ـ

ثم بدأ بتلبيسها ما تبقى من الطقم الذهبي ، وكأنه رجل آلي تحركه والدته ، يتحرك كيفما شاءت بلا أحاسيس ، لقد كاد أن يكسر عنق ليلى وهو يحاول أن يطوقه بالعقد الذهبي ، وكاد أن يدمي أذنيها وهو يحاول جاهداً ان يغلق الحلق الثقيل في فتحة اذنها ، لولا أن تدخلت والدته في مساعدته في هذه المهمة الصعبة بالنسبة له الى ان انهى أخيراً تلبيسها طقم الذهب كاملاً .ـ

تنهد بارتياح وجبينه يكاد يقطر عرقاً من ارتباكه ومشاعره التائهة المضطربة ، يدعو في نفسه أن تنتهي هذه الليلة بسرعة ، نظر الى والدته وهي تصب العصير في الكؤوس الزجاجية ، تنهد بعمق الا تكاد تنتهي هذه الليلة الطويلة ؟

أمسك بكأس العصير ، استدار بجسده الى ليلى ، أخذ ينظر اليها وهي تمسك كأس عصير آخر ، ارتسمت في مخيلته صورة هالة ، ابتسم ببلاهة وهو يتخيل هالة بدلاً من ليلى ، لم يشعر الا بالعصير الذي في يده ينسكب على ثوب ليلى الزهري بشكل طولي من نهاية نحرها الى أن لطخ ثوبها ببقع برتقالية ، وتشهق ليلى وترتد الى الوراء بارتباك .ـ
ام يوسف وهي تقترب من ليلى وتمسح العصير من رقبتها : بسم الله عليك .. لا تواخذيه حبيبتي الحيا عامل فيه عمايله
يوسف وهو ينظر اليها فاغراً فاهه بسذاجة : اسمحي لي ..والله ما ادري كيف انسكب من ايدي


نور وهي تهمس لهالة بانفعال : وش فيه مفهي ؟ لهاذي الدرجة مستحي ..كل هذا حيا .. بهدل اختي الله يبهدله.. شوفي ليلى مسكينة كيف وجهها صار أحمر

لم تكن هالة معها ، كانت تحاول ان تحتجز دموعها في عينيها ، وهي تستصغر نفسها : بركب فوق أطل على بنتك .. أخاف صحت من نومها واكيد ما بنسمعها اذا بكت من الازعاج
نور : طليت عليها من شوي .. غارقة في النوم
هالة وهي تذهب : معليش .. بروح اتأكد احسن

ارتقت السلالم مسرعة ، ودخلت الى غرفتها واغلقت الباب عليها واحاسيس غريبة تعصف في داخلها ، دموع مقهورة تنزلق من مقلتيها ، اكتملت الصورة في ذهنها الآن ، لقد كان معجباً بها ، يلاحقها ويتتبعها ، لم تكن مجرد صدف ، بل كانت لقاءات مدبرة ، كان يختلس النظر اليها ، يسترق سماع احاديثها ،وتلك الابتسامة العريضة التي تنرسم على وجهه عندما يراها ، شعور غريب كان يخبرها بأن تلك الابتسامة لها بينما عقلها يقنعها بأنها تتوهم ، ولكن الحقيقة تبينت الآن ، لم يكن وهماً !!! ، تلك الابتسامة كانت حقاً لها .ـ

احتقرت نفسها ومشاعرها واحاسيسها الغبية ، انه زوج اختها ومحرَم عليها ، لا يمكن ان تخون ليلى بهذه الطريقة ، سحقاً لتلك المشاعر ان كانت ستؤذي اختي ، ان كانت ستهدم سعادة ليلى فلا اريدها ، ولكن تلك المشاعر كانت تلتصق بها كالعار وتعانق روحها وتأبى الجفاء .ـ

ألقت بجسدها على السرير وهي تبكي وتنتحب بصوت مسموع ، كانت بدموعها تحتقر نفسها ، وتحتقر تلك الحقيقة التي تربطها بيوسف ، تتذكر كلام رنا وتلقي باللوم والعتاب على أهلها ، لماذا وقفوا في طريق خطبتها من يوسف ؟ ، انه من المفترض أن تكون هي في مكان ليلى الآن ، احتقرت نفسها مرة أخرى ، لا يجب عليها أن تغار من ليلى ، لا يحق لها ذلك ، اخذت تشتم نفسها وتشتم يوسف أيضاً فهو السبب في كل هذا ، راودتها فكرة زادت من اشمئزازها من نفسها ، فهي ليست الوحيدة لتي تتخيل نفسها مكان ليلى ، فيوسف أيضاً يتخيلها الآن مكان ليلى ، بدليل نظراته الحزينة وملامحه الشاردة ، والعصير الذي سكبه على ثوب ليلى بسبب سرحان عقله ، يالحقارتي !!! حتى أنه رآني قبلها بسبب غبائي !!! كم أنا حقيرة ومقززة رآني قبلها بهذا الثوب الذهبي اللعين ، رآني قبلها ويتخيلني بدلاً عنها !!!.ـ

بعد أن حلَ الصباح

استيقظت من نومها على صوت ليلى : هالة ...هالة ليه نايمة وانتِ مب مبدلة ثيابك ؟
رمشت عينيها ببطء ثم قالت بصوت هامس : ما حسيت لنفسي
ليلى : كذا تتركيني وتنامي ..كيف هنت عليك ؟
رفعت رأسها وهي تنظر الى ليلى ، هاجم ملامحها شيء من الأسى والخجل من نفسها ، احمَرت عينيها وهي تنظر الى ملامح ليلى ، مسكينة ليلى لا تعرف شيء بفعلتي القبيحة ، لا تعلم بمشاعر يوسف ونظراته لي ، ولا تعلم بأحاسيسي الحقيرة اتجاهه .ـ

ليلى باستغراب مقترن بخوف : وش فيك ؟؟ ليه تبكين ؟
هالة وهي تقاوم دموعها : مافيني شي ..بس لأنك بتتزوجين أخيراً وبرتاح منك ..بس عشان البيت بيفضى علي
ليلى وهي تقترب من هالة وتحتضنها : ههههههه يا حبيبتي ... عقبال ياربي ما أفرح فيك انتِ بعد .. وحتى لو تزوجت ياغبية يعني وين باروح عنك ؟؟ ماراح تخلصين مني لو وش يصير

ابتعدت عنها وهي تمسح دموعها عن وجهها : خلاص امسحي دموعك وعن الدلع .. ما سألتيني شي عن ليلة أمس ؟

هالة وهي تبتسم ابتسامة باهتة : وش صار ؟؟ أنا آخر شي شفته لما كب عليك العصير
ليلى : هههههههه لا تذكريني .. هو كان مررة مستحي ومتلبك ومو عارف وش يسوي
أخذت تفكر في كلمة " مستحي " وهل حقاً كان كذلك ؟ لو كان يعرف الحياء لما نظر الي بتلك النظرات ، لم يكن ذلك حياءً بلا شك .ـ

ليلى وهي تكمل وعينيها في غفوة حالمة : شعور غريـب حسيت به لما كنت معه .. لا تضحكين علي ..بس احس انِ ارتحت له ..ادري ان لسا بدري على هالكلام .. بس ما ادري شعور غريب اول مرة أحس به

هالة بغصة تحاول اخفائها : طبيعي زوجك أكيد راح تنجذبين له وترتاحين له وبتحبيه مع الوقت .. يلا أنا بقوم ابدل ثيابي من أمس وأنا على هالثوب المعفن أحس انِّ كرهته .. وبعدين كملي لي عن مشاعرك الرومانسية

ليلى : هههههه ما صار شي ... بعدين قعد معي شوي وما كان عارف يقول كلمتين على بعض ..كل اللي قاله مبروك وبعدها أخذ رقمي وطلع


*


يجلس على الأريكة شارد الذهن ، مشتت الأفكار ، غاضب من نفسه ، منذ البارحة وهو لازال يلعن نفسه ، ويلعن الغباء الذي في داخله عندما نطق اسمها أمامها ، و عندما نظر اليها بشوق ولهفة ناقضاً العهود التي قطعها على نفسه ، ماذا ستظن هالة الآن وقد نطق اسمها أمامها ؟، فضح نفسه ومشاعره الدفينة بنظراته تلك ، ثم أخذ يفكر بليلى ، ليلى هي زوجته الآن، التي لا يشعر اتجاهها الا بالذنب ، ويشعر بأنه ظلمها بهذا الزواج ، ظلمها بتفكيره باختها ، وكل هذا بسبب والدته وتصرفها الغير منطقي

كانت سهام تجلس على الأريكة المجاورة له ، وهي تتهامس وتضحك مع اختها هنادي ، كانت تقلب صور الخطبة المخزنة في الكاميرا وتضحك ، قالت بصوت مرتفع بعض الشيء وهي تقصد ان تجذب انتباه يوسف اليها : هاذي أحلى لقطة ههههههههه لما كب عليها العصير

هنادي وهي تضحك : هههههههه لا الصورة الثانية تضحك أكثر وهو متوهق مع العقد مب عارف كيف يسكره هههههههههه

نظر اليهما بشرود : احذفي هالصور يا سهام ..ويكفي مسخرة

سهام : ههههههه وليه احذفها ؟ بكرة صدقني بتتحسف قد شعر راسك اذا حذفتها .. هاذي ذكريات حلوة لازم تتوثق
يوسف : احذفيهم لا اجي وأكسر الكاميرا على راسك الحين

سهام وهي تقوم من مكانها : مب على كيفك
خرجت مسرعة من الغرفة وهي تبتعد عنه
تبعها وهو يمنعها من الذهاب : اعطيني اياها
سهام : ههههههههههههه ما قلت لي عجبتك ليلى ؟؟ احلى من هالة صح ؟

تجهم وجهه بغضب ، وقال وهو يرفع صوته بعصبية : ما أبي أسمع هالطاري منك مرة ثانية .. واسم هالة ماتطرينه قدامي ...تفكرين بنات الناس لعبة عندك ؟؟

نظرت الى عينيه الغاضبتين بخوف ، تعرف طبع أخاها وشخصيته الهادئة وكيف أنه لا يغضب بسهولة ولأي سبب ، نطقت بانصياع : ان شاء الله .. بس وش فيك ؟ انا والله ما اقصد شي ..كنت امزح معك
قاطعها بصرامة وحزم : اذا سمعتك تقولين هالكلام الغبي مرة ثانية .. او تجيبين اسم هالة قدامي .. والله ماتلومين الا نفسك ، أكمل وهو يرفع صوته : هالمواضيع مافيها مزح يا غبية .. هالبنت تصير الحين اخت زوجتي ..كيف تقولين لي هالكلام ؟؟

سهام بخوف وهي تحاول فكاك ذراعها من قبضته : آسفة خلاص والله حتى اسمها ما اقوله قدامك
تركها وذهبت مهرولةً عنه ، لم تعتاد هذا الاسلوب القاسي منه أبداً ، اتجهت اليها هنادي بقلق : وش فيكم ؟ ليه الصراخ ؟
لم تنطق سهام بكلمة وهي لازالت تحت تأثير كلماته الغاضبة .
هنادي : ما عليك منه حتى لو حذف الصور .. كل شي موثق بالصوت والصورة في جوالي هههههه

تجاهلهما وابتعد عنهما ، آخر همه صور حفلة خطوبته مع ليلى ، حتى لو كانت مضحكة ومثيرة للسخرية فهي لا تعنيه شيئاً

*

اغلقت الباب عليها وانفردت في غرفتها وتحمل في يدها " جوال منصور " ، تركت طفلتها معه لينشغل بها ويخلى لها الجو في تفتيش جواله وقراءة محادثاته في " الواتس اب " و رسائله الخاصة والتأكد من قائمة الأرقام المسجلة لديه ، تتأكد من عدم وجود امرأة غيرها في حياته ، فعمله المختلط يجعلها تتوهم بأن احتمال الخيانة وارد ، تتوهم انه ربما له علاقة مع ممرضة او ربما طبيبة أو غيرها ، انه يقضي وقته في المشفى اكثر من ما يقضيه معها ، الغيرة والشك تشكلان لها هواجس و وساوس تحاصر عقلها .

جاءها صوته المضطرب المنبعث من الصالة : تـعالي خذي بنتك ..مب قادر اسكتها وجعت راسي
رفعت صوتها ليسمعها وهي مشغولة بالعبث في جواله : يا الله !! يعني ما يحق لي استريح شوي ؟ على طول تطفش منها وترميها علي
صاح بصوت منزعج : أقولك وجعت راسـي
نور : و توجع راسك ويعني ؟ يعني أنا عادي توجع راسي وانت لا ؟ تراها بنتك مثل ماهي بنتي

فتح الباب بقوة وهو يحمـل الصغيرة بين ذراعيه : احمليها .. حرام عليك شكلها جوعانة والا ... انت وش قاعدة تسوين ؟
قال جملته الأخيرة وهو يحدق في جواله الذي تحمله في يدها

قالت بارتباك : ما اسـوي شي !!!ـ

بحركة سريعة اقترب منها وسحب الجوال من يدها ، رفع شاشته في وجهها بعد ان القى نظرة عليها : قاعدة تقرين محادثاتي وتتجسسين علي ... متى بتبطلين هالعادة ؟

صمتت واقتربت تأخذ سارة منه ، صاح بها بغضب : متى بتفهمين ان ما احب أحد يتجسس علي ويراقبني ؟ كم مرة قلت لك ان حركات الشك والتجسس ما احبها ؟

نور : انت اللي تجيب الشك لنفسك .. اجل ليه حاط باسوورد على الجوال ؟؟
رمى الجوال بجانبها بفضاضة : كملي تفتيش فيه ..كملي خلينا نشوف وش بيطلع معك

قالت بصوت خافت : فتشته كله ما لقيت شي

قال بذات الصوت المرتفع وبنبرة غاضبة : ليـه ثقتك فيني معدومة ؟ انا أكثر من مرة قلت لك لا تحطين راسك براسي لأني اذا عصبت اخليك تلقطين وجهك من الأرض من كثر ان ما عندك كلام تبررين فيه موقفك

قالت وهي تهز سارا التي زاد بكاءها بسبب صوت صراخه : طيب ماله داعي كل هالعصبية .. كلمني بهدوء

رفع صوته أكثر : لا أعصـب وأرفع صوتي بعد .. تبغيني أشوفك تشككين فيني وفي أخلاقي وما أعصب ؟ ... عديت لك هالحركة بدال المرة الف وانت تعرفين من قبل ان هذا الشي يعصبني ومع هذا مستمرة فيه .. خليني اتناقش معك نقطة بنقطة ، فيه مرة أنا شكيت فيك ؟ في مرة حسستك مجرد احساس انِّ مب واثق فيك ؟ فيه مرة تدخلت في خصوصياتك ومسكت جوالك وفتشته ؟

نور : راعي شعوري شوي .. انت بعد ما تقول لي أي شي عن المستشفى ومحسسني
قاطعها : لا تحمليني غلط انـا مالي شغل فيه .. لا تتهميني في شي باطل وبعدها تقولي انت السبب ..انضجي وكبري عقلك واتركي عنك هالسخافات واعتبري كلامي هذا تهديد مو نصيحة .ـ

عندما يفقد أعصابه ، لا يستطيع الا ويؤذيها بكلماته ، لا يمكنه ان يخفف من حدة الصراحة ، ولا يستطيع ان يداري قلبها ومشاعرها المرهفة وحساسيتها الزائدة ، يجعلها تكره نفسها وتكره تصرفها الف مرة ويبالغ في ذلك .

انتهت المشاجرة وسكن صوت صراخه وذهب لينام على الأريكة في الصالة وبقيت هي في الغرفة تبكي على وسادتها بعد أن جرحها بكلماته .ـ


استيقظت نور في صباح اليوم التالي على أثر صوت حركة زوجها في الغرفة ، فتحت عينيها ببطء في الغرفة المظلمة الا من ضوء بسيط يتسلل من النافذة المنسدلة عليها الستائر القاتمة ، نظرت اليه وهو مشغول يرتدي ملابسه ليتجهز للذهاب الى عمله ، اغمضت عينيها تتظاهر بالنوم ، ثم قررت أن تقوم وتصالحه والبكاء هو الحيلة الوحيدة التي تبقت لديها ، قامت من سريرها واتجهت اليه حيث كان واقفاً أمام المرآة يرتب ياقة قميصه وينظم شعره ، احتضنته من الخلف والدموع تتحرر من عينيها وتستقر على قميصه ، قالت بصوت مخنوق : آسـفة

يضيقُ قلبه عندما يسمع صوت بكاءها ، ولكنه تجاهلها وأمسك بقنينة العطر وأخذ يرش نفسه بها ، ابعدها عنه وخرج من الغرفة وتركها خلفه تنظر اليه بعينين دامعتين

جلس على الأريكة في الصالة وهو يزم شفتيه ويعقد حاجبيه بضيق تنهد بعمق ثم قال : الله يصبـرني عليك
اقتربت منه وألقت بجسدها النحيل في حجره ، عانقت وجنتها وجنته ، كانت مثل طفلة تتشبث بأحضانه وترجوه بأن يسامحها ، قالت بهمس : قلت لك آسفة
منصور بهدوء : كم سنة صار لنا مع بعض ؟ وانت بعدك تشكين فيني ؟ ليه ثقتك فيني معدومة ؟
نور : مو معدومة .. بس كله من الغيرة والخوف .. وانت لما تعصب تتحول الى واحد ثـاني وتقول لي كلام يجرح
منصور : نـور لا تضيعي الموضوع ..انتِ غلطانة والمشكلة أنِّ أدري أن هالكلام بينعاد مرة ثانية وثالثة وعاشرة .. أعرفك ما تتوبين عن هالحركات
نور : آخر مرة ما بعيدها .. صدقني
منصور : طيب ممكن تقومي عن رجلي ؟ تأخرت على الدوام
نور : أول قول انك سامحتني
منصور : سامحتك
نور : اعطيني ردة فعل
منصور بنفاذ صبر : كـيف يعني ؟ ما فهمت
نور : اعطيني ردة فعل أنك سامحتني
ضحك بخفة ثم داعب وجنتها الناعمة بقبلة ، ابتسم لهـا : كذا زين ؟ ارتحتـي ؟
ضحكت ثم قالت : شوي
نهض من مكانه بحركة مفاجئة وهو يحملها بين ذراعيه ، نظرت الى عينيه بصدمة : وش فيك ؟
اتجه الى الغرفة والقى بها على السرير بقوة وجلس بجانبها، وضعت كفها على خده واستقرت أناملها على لحيته الخفيفة ، قالت وهي تضحك : منصـور وش فيك

كان ينظر اليها بحدة ، يعشق بريق عينيها الواسعتين ، وملامحها السمراء الناعمة ، يطرب لصوت ضحكتها ، ويعشق حركاتها العفوية ، ازاح كفها الى شفتيه وقبله ثم قال وهو يبستم لها بود : انتظريني لين أرجع من العمل .. بعدها أعرف كيف أتفاهـم معك .ـ


*

كانت ليلى تجلس على سريرها وتتصفح بعض المجلات المتناثرة على السرير ، قالت محدثةً هالة التي تجلس على السرير المجاور لها : شوفي هذا الفستان حلـو ؟؟ قاعدة أفكر في شكل الطرحة على الفستان كـيف تكون

هالة بنفور : اذيتيني بصور هالفساتين .. انتِ من انخطبتي وما عندك سالفة الا وين اسوي زواجي ؟ وكيف فستاني ؟
ليلى : ما تلاحظين انِّ كل ما أكلمك عن خططي عشان الزواج تقلبين وجهك ؟

هالة : لا مو كذا بس احس لسا بدري على هالكلام ... يعني الحين صار لك اكثر من اسبوع من تملكتي وخطيبك لسا ما اتصل لك ولا كلمك وانتِ تفكري في الزواج

ليلى بضيق : تتوقعي ليه ما اتصل لي ؟ يمكن ما عجبته وقاعد يتهرب ؟

عاد تأنيب الضمير لهالة من جديد ، قامت من مكانها وجلست بجانب ليلى وهي تقول بعطف : لا مستحـيل اصلاً من يشوف هالجمال وما يعجبه ؟ حاصل له وحدة بجمالك ، بس انتِ قلتي من قبل أن هو كان مستحي .. يمكن هو شخصيته خجولة او يمكن مشغول بعمله .. الا هو وش يشتغل ؟

ليلى : يشتغل ادارة في فندق هـو تخصصه علوم ادارية بس ما لقى وظيفة غيرها .. ويشتغل بعد في أعمال حرة .. تعرفي بعد ما توفى ابوه هو المسؤول عن امه وخواته .. بس الحمد لله حالته المادية مستقرة ... واساساً انا ما تهمني المظاهر والفلوس أهم شي الاخلاق والسمعة .. واحنا نعرف أهله من زمان .. ف أحس انِّ متطمنة ومرتاحة له

هالة وهي تغتصب الابتسامة : لا تضيقي خلقك .. أكيد مع الوقت بيتصل لك وبكلمك .. بس انت قلتي ان مسؤول عن اهله وشغله كثير
ليلى : على قولتك مع ان يظل مو سبب مقنع .. يعني مو لدي الدرجة مايقدر يفضي لي خمس دقائق من وقته الثمين ويتصل لي .. وهو من حفلة الخطوبة ما أحسه طبيعي وكأنه متضايق ومغصوب على الزواج ... بس انا اواسي نفسي واقعد افكر في حفل الزواج وهالشغلات الفاضية

احتقرت هالة نفسها ، لأنها تعتقد أنها السبب في جفاء يوسف لـ ليلى ، قالت بهدوء : لا تتضايقي ليلى
ليلى : لا .. مع نفسه بالطقاق بنشوف وش آخرتها معه يعني اكيد ما بيقعد يتهرب مني الى الأبد وانا صرت زوجته
قامت مكانها وهي تكمل : بنزل تحت اشـوف الهنوف وش طابخة .. واذا ما عجبني بطلب لنا من ماك


بعد أن خرجت ليلى ، استدارت هالة الى الكومودينة التي بجانب السرير ، امسكت بالصورة المحتجزة في اطار فضي أنيق ،وضعتها على حجرها وأخذت تتأملها ، كانت هي مع ليلى يحتضنان بعضهما والابتسامة تشق وجهيهما في براءة طفولة ، كانت هي في الخامسة من عمرها وليلى في الثامنة ، منذ صغرهما وقد اعتادتا ان يتشاركن كل شيء ، فكانتا تتشاركان الدمى ثم بعد أن كبرتا قليلاً اصبحتا تتشاركان الملابس والأحذية ثم بعد ان كبرتا أكثر تشاركا الآراء والأفكار والمشاعر ، ولكن ماذا الآن ؟ هل سأتشارك مع ليلى في قلب زوجها أيضاً ؟

يتبع

 
 

 

عرض البوم صور خد العروس  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
(روايتي, الانمي, الحب, ينتهي
facebook




جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:11 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية