كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 186 - انتظري
إثر الهدوء الذي خيم بعد إطفاء النور ,استولت عليها ذكرى الاحساس الغريب الذي أحست به حين سارت مع كوبر عبر العاصفة إلى المنزل. لقد احست بالامان وهي ملتصقة بشدة إلى جانبه, لكن ما كان يقلقها لم يكن هذا الإحساس بالامان.
لم يكن لديها يوماً أي رد فعل قوي كهذا أمام لمسة رجل لها..لقد تربت بين الرجال, وتعلقت بواحد أو اثنين منهم. لكن لا شيء من كل ذلك كان ليعينها إزاء انجذابها نحو كوبر .
أقنعت نفسها أنه من الطبيعي أن تشعر نحوه بما شعرت .. إنه وبأكثر من طريقة, صونها. كونها من أصوله العائلية إلى شخصيته القاسية, مع العلم أنها لا ترهب بسهولة الرجال القساة, العنيدين ,لان والدها كان هكذا.. مثله مثل والدها, أظهر كوبر جانباً رقيقاً مع ابنته, ونوعاً فاتناً من الصبر المحيط.. وفي الوقت عينه اصطدم بالعجز عند تعقيد العملية ..مهما كان كوبر صارماً معها ,فهي كانت تعرف أنها لن تراه مرة أخرى في المزاج ذاته بعد مراقبته مع ابنته.
أجل.. من الطبيعى أن تكون ردة فعلها قوية بالنسبة له .. لكن كوبر الرجل القاسى البدائي, لم يكن آخر من هم نوعه .. فهناك رجال آخرون مثله في العالم .. وبالتأكيد سيكون لها ردة الفعل عينها .
ارتاحت إيريس بعدما اهتدت إلى حل نظري لمشكلتها ثم استسلمت للنوم برغم انهمار الثلج. برغم انهمار الثلج بخفة في الصباح, إلا انه لم يكن هناك تغيير ملموس في الرياح القاسية واكداس الثلج المتراكمة .. اما الحرارة فقد قاربت الصفر ..هكذا لم تتردد إيريس في إقفال سحاب السترة الواقية من الريح التي وجدتها لها اليانور فوق سترة الجينز, قبل ان تخرج مع كوبر إلى الحظائر .
- هل تمانعين في بعض واجبات الاسطبلات؟
لم يبد عليه الارتياح لطلبه, توقفا في الاسطبل الكبير حيث الجياد التي لا تعتمد على الرعي الشتوي.. ارتجفت شفتا إيريس وفكرت : كوني حذرة فيما تتمنين ! تذكرت انها قالت لنفسها أنها لن تمانع في تنظيف اسطبلات ثلاث مرات في اليوم طالما تتمكن من القيام باعمال المزرعة.
اجابت وهي تفتح سحاب سترتها الواقية:
- لن أمانع أبداً
ما إن أرشدها كوبر إلى مكان كل شيء وتركها في الاسطبل حتى بدأت العمل. قادت كل جواد من حظيرته وربطته إلى الممر بين الحظائر لتنظيف حوافره بشكل جيد..وسرها أن تجد أنها لا تزال تتقن عملها .. اكملت ما بدات به بطريقة رتيبة ثابتة تفحصت كل جواد ونظفت حظيرته ووضعت قشاً نظيفاً فيها قبل إعادة الحيونات إليها واعطاءه العلف.
قامت بعدة رحلات قصيرة إلى الخارج لرمي محتويات عربة اليد قبل ان تسرع عائدة إلى الداخل .. سمعوا نشرات الاخبار في الراديو ان الطقس لن يتحسن خلال الساعات القليلة القادمة.
احست إيريس بالارتياح وهي تعمل .. لقد أمنت لها العاصفة, برغم من صعوبتها على الرجال والماشية معاً مكاناً تقيم فيه ولو لوقت قصير.
الامرالذي خفف عنها ضغط التفكير في مصيرها. كانت قد انهت العمل في الحظائر وأفرغت العربة ووضعتها مكانها عندما انفتح الاب ودخل جارد .
أمر الرئيس بوضع القش في الحظيرة القائمة في الزواية وتحضير بعض العلف فيها .. سننقل احد الجياد الذكور إلى هناك ما ان نمسك به.
تراجع الرجل ليخرج ثم تردد:
- بالمناسبة ..الشيطان الاسود الذي سننقلة إلى هنا سيء الطباع سريع الغضب فانتبهي لنفسك.
ثم خرج واغلق الباب خلفه.
نشرت إيريس القش النظيف في الحظيرة الكبيرة القائمة في الزاوية بسرعة, ووضعت بعض الشعير .وما ان انتهت حتى أسرعت إلى الباب تفتحه قليلاً, فبدا لها كوبر وجارد يقودان الجواد الاسود بينهما.
|