كاتب الموضوع :
سلافه الشرقاوي
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: "فرصة اخيرة " الجزء الثاني من سلسلة (حكايا القلوب) جديد وحصرى .. الفصل 28
اتكأ بجسده الى الوراء وهو يغمض عينيه يشعر بالقلق يساوره ولكنه يحاول ان يخفيه وخاصة بعدما استطاع ان يهدا من روعها ويحتوي توترها الذي انتباها بعد ان اختفى اخيها الذي اثار ذرعها بم فعله في اخر الزفاف ، مع اختفاء وتالدتها المريب فهي لم تودعهما كما كانا ينتظرا ، ولكن سيادة الوزير حاول ان طمئن ابنته وهو يخبرها بان والدتها عادت الى القصر بعد ان توعكت قليلا ، لتصيح ايمان برفض وهي تتمسك برؤية والدتها ليمسك هو زمام الامر وهو يتذكر وصية احمد اليه وهو يجعله يعده بان ينهي الزفاف ويسافر بشقيقته كما هو مقرر حتى و هدمت القاهرة فوق رؤوس قاطنيها ، حينها وعده وهو يضحك بمرح ولكن المرح اختفى من عينيه والقلق يحتلهما وهو يشعر بوجود خطب ما لا يعرفه الا احمد ، فسيادة الوزير وبكريه لم يكونا على علم بشيء بل ان القلق استبد بهما والتوتر شاع بنفوسهم الى ان صلت تلك الرسالة الى هاتف والدهما فطمأنهما على والدتهما واخبرهما بان يوصلا شقيقتهما الى المطار بدلا عنه ، فهو سيذهب الى البيت ليطمئن على زوجته ، فنفذا على الفور بل كادا ان يحملان ايمان وهما يصيحان بها في مرح ، ليتدخل هو وهو يرسم ابتسامة مرحة نجح في خداعها بها وهو يشاكسهما : من فضلكما ، انا كان الامر متوقفا على حملها ، فانا اولى ان احمل زوجتي .
حينها رفضت بصرامة وتحركت برفقتهم الى السيارة ليوصلهما الى المطار ومنها الى الطائرة ، وها هو يجلس بجوارها يرمقها بطرف عينه وينظر الى فستانها الابيض فيتذكر اول الليلة حينما لمحها وهي تتهادى برفات ثوبها الناصع ، تتأبط ذراع والدها ، وشاحها يزين راسها ملفت حول وجهها فيزيده زينة ويجعله يضوي ببهاء شع من ملامحها ، توقف حينما توقف ابيها امامه ليصافحه بامتنان ويهمس له ببعض الكلمات التي لم يفقه ماهيتها ولكنه همهم بردود لا يذكرها فبصره كان معلقا بوجهها الذي اخفضته خجلا ووجنتيها اللتين اشتعلتا بحياء ازاد من فتنتها ، زينتها الهادئة تزيدها جمالا بعينيه ، وارتعاشه جسدها بقربه تشعله ببطء ، هم بان يضمها اليه لتضوي صوت الموسيقى بصخب من حولهما فيبتسم ويدفعها بلطف ان تسير بجانبه ليدلفا الى قاعة الزفاف وصوت المغنية يصدح بأغنية اختارها هو خصيصا من اجلها
طلي بالأبيض طلي يا زهرة نيسان .. طلي يا حلوة وهلي بهالوجه الريان
واميرك ماسك ايديك و قلوب الكل حواليكي .. والحب بيتشي عليك ورد وبيلسان
تعالت الزغاريد بقوة وهما يدلفان – بالفعل - الى قاعة العرس تتأبط ذراعه ، فيحاوطهما اخوانها الثلاث يباركون لهما فتتمسك بهم بطريقة اثارة غيرته ، ليكتنف كفها اخيرا فيرفعا اليه مقبلا قبل ان يقبل راسها فتتعالى الزغاريد من جديد ، لتتأبط ذراعه ويجلسان سويا بمكانهما المخصص وهو يشعر بقلبه يتخم سعادة كما الان وهي تجلس بجانبه ، تتخذ ساعده متكئا لراسها وتغرق في نوم عميق لم يستطع ان يدفع عقله اليه وهو يراقب كل تفاصيلها ، يغرق في ملامحها ، ويدعوه قلبه الى تقبيل شفتيها المضمومتين فشابها عليه ثمرة كرز شهية بلونهما الاحمر القاني، ابتسم بحنو وهو يرى اعوجاج عنقها الطفيف فيقترب منها اكثر ويعدل من وضع راسها بقربه ، ويضمها بذراعه اليه ، ليغمض عينيه وهو يركن راسه الى راسها ويدعو عقله الى النوم فهما لن يصلا قبل صباح الغد ليبدا شهر عسلهما الذي يعد نفسه فيه بالكثير معها !!
***
ركضا بأروقة المشفى يلتفتان من حولهما الى ان وقفا وهما ينظران الى اخيهما الواقف مستند بجسده الى الحائط من خلفه ، يركن راسه باسى وملامح متألمة ، دموعه تنساب ببطء فوق خديه ليقتربا منه بهدوء ، همس وليد باسمه في خفوت فيرفع راسه وينظر اليهما ،عينيه محتقنه بدموع يحاول ان يتحكم بها ولكنها تعصاه وتسقط من عينيه رغما عنه ، همس وائل بصوت ابح وخوف اعتلى هامته : ماذا حدث يا احمد ؟!
رمش بعينيه قبل ان يندفع اليهما يتعلق بهما سويا ويهمهم بصوت مختنق : امي بغرفة العمليات ، لم استطع ان اجري لها العملية ، لم استطع .
تصلبت ملامح وائل ليغمض وليد عينيه وهو يربت على ظهر اخيه بحنو : اهدئ .
اوقفه وائل ودفعه بعيدا لينظر اليه ويسال بجدية : ماذا الم بها ؟!
ازدرد لعابه ببطء قبل ان يهمس : ورم على المخ ، لابد من استئصاله .
تأرجح وليد فيسنده وائل بسرعة وعيناه تجحظ برعب تملك منه لينتبهوا ثلاثتهم على الصرخات التي ياسمين و فاطمة اللتان صرختا باسم ابيهم وحاولا اسناده بعدما تعثرت خطواته وهم بالسقوط ارضا ، لولا اسراع احمد له تمسك بساعديه ليهتف بصوت محشرج : ماذا بها والدتك ؟!
بلل شفتيه وهو يدفعه لان يجلس على اقرب كرسي : ستكون بخير لا تقلق .
راوغه حتى لا ينظر اليه فيهمس والده باسمه في صلابة فينظر اليه ليعاتبه بصوت مختنق : كنت تعلم ماذا يحدث بها ولم تخبرني ؟! كنت تعلم انها مريضة وراوغتني كلما سالتك ، اخفيت امرها عني .
جلس على ركبتيه امام والده وهو يفك له رباطة عنقه واول زرين من قميصه ، يلتمس موضع النبض بأنامله :اهدئ يا ابي ، لقد اجبرتني ان اعدها ،وجعلتني ان اقسم على عدم اخباركم خوفا من تأجيل زفاف ايمان ،
تحدث الى الجمع الذي التف من حول والده ، زوجتي اخويه اللتين جلستا بجانب والده واخويه الواقفان وراءه : كان مقررا ان تدخل الى المشفى بالغد ، وكنت سأخبركما قبلها ، لولا انها سقطت مغشية عليها في منتصف الزفاف ، حاولت اسعافها لم استطع فقمت بنقلها الى المشفى .
هتف وائل بجدية : كيف ؟! كيف استطعت اغفالنا جميعا ؟! كيف قمت بنقلها الى هنا دون ان نشعر بك ؟!
رفع راسه اليه : كنت مستعدا لاي شيء يحدث فالحالة حرجة ..
مسح وجهه بكفيه وهمس :استعديت لكل شيء ظنا انني ساجري لها الجراحة ولكني لم استطع ، رفع راسه الى ابيه ليجهش ببكاء كطفل صغير – لم استطع يا ابي ، لم استطع .
ضمه ابيه الى حضنه ليهمس : اهدئ يا بني .
قبض وائل كفيه بقوة وهمس بجدية : من يقوم بالعملية يا احمد ؟!
مسح دموعه ليتماسك قليلا ويجيب : احد اكبر جراحي المخ العاملين هنا بالمشفى ، لا تقلق انا اثق به كما اثق بنفسي ، رشحه لي زوج خالتي حينما حدثته عن الحالة مخفيا عنه كونها امي .
قبض وليد على مرفقه ليجبره على النهوض ويسحبه بعيدا قليلا : تمالك يا احمد حتى لا تخيف بابا اكثر من ذلك .
هز براسه متفهما ، ليبتعد عن وجودهم جميعا ويقف بالقرب من باب الردهة المؤدية الى غرف العمليات الجراحية ، يسند راسه وجسده الى الحائط من وراءه ويلهث بالدعاء الى الله ان ينقذ والدته ويعيدها اليهم معافاه .
***
|