ضربته على وجهه اولاً وثانياً , ثم ضربت يده بقبضة مسدسي!
وامسكت بعنقه فأخرجته من سريره , وشاهدت اثار دم ينزف من شفتيه وصحت في وجهه :
- ليس عندي وقت للمزاح , وعليك ان تجبيني على اسئلتي وإلا , اين فتاة ؟
- اي فتاة ؟
- اتريد ان استعمل قبضة مسدسي ايضاً, الفتاة التي كنت تطاردها يوم اجتمعنا لأول مرة في بار كوغان.
قال : لا اعلم , اين هي؟
- سأعطيك ثلاث ثوان للجواب على سؤالي!
- قلت لك اني لا اعرف اين هي؟
- متى رأيتها للمرة الأخيرة؟
- بعد ظهر هذا اليوم.
- اين؟
- لقد ارسلني المستر فرانشن لمراقبة شقة ابنه فشاهدتها تغادرها لتذهب الى منزل ماري , ثم لم اشاهدها تغادر المنزل فنقلت لسيدي هذا , فسألني العودة الى المنزل حالاً , فأتيت , فطلب مني ان اذهب به الى دائرة البوليس وقد فعلت, حيث تحدث الى احد المحامين بشأن سيلوشينك على ما اعتقد!
منتديات ليلاس
- ثم عدت معه الى البيت ؟
- هذه هي الحقيقة.
- لماذا كنت تطارد الفتاة وتتأثرها؟
- فعلت هذا بأمر من المستر فرانشن, كان يريد ان يعرف كل شيء من اخبار الفتاة واخلاقها ويريد وثائق على ذلك.متتديات ليلاس
- ولكنك لم تعثر على شيء.
- لا, لقد وجدتها شريفة!
- وما الذي كنت تفعله في ستوديو هاسكل مور؟
- كنت اعتقد انها هناك!
- ماهذا الكذب؟
- هذه هي الحقيقة, فقد تبعتها الى الاستديو وانتظرتها في الطريق, ثم شاهدتها تغادر المكان مضطربة مسرعة, فصعدت الى الشقة لأعرف ما الذي اخافها ! ولكي اسأل الرسام فيما اذا كان يعرف شيئاً عنها, او له علاقة بها؟
- فلما صعدت وجدت الرسام مشنوقاً!
- نعم, فأسرعت هارباً بدوري فالتقيت بك وانت تصعد الدرج!
سألته : و ماموقف المستر فرانشن الآن؟
- لقد طلب مني ان لا اتأثر الفتاة بعد الآن!
- منذ كم؟
- منذ ذهبت الى دائرة البوليس الليلة!
- هل يعني هذا انه اصبح راض عنها؟مطمئن الى سلامة اخلاقها!.
- هذا ممكن !

واحسست اني لم اوفق الى شيء جديد فغادرت المنزل الى شقتي بعد ان قضيت الليل باحثاً مفتشاً لآخذ بعض الراحة.
***
افقت على ازيز التلفون..
وسمعت صوت العاملة تقول لي:
- ان هناك شخصاً يريد مقابلتك , ولم ارد ايقاظك, ولكنها اصرت!
- من تكون ؟.
- اسمها جوي مارش!
صحت اقول : ارسليها الى غرفتي حالاً.متتديات ليلاس
وقفزت من فراشس , كأن جبلاً من الثلج قد سقط على رأسي , واسرعت ارتدي معطفي , وبعد لحظات سمعت قرعاً على الباب!
وظهرت جوي مارش التي صرفت الساعات الطوال وانا ابحث عنها : وهي تقول :
- متأسفة يا ستيف لأني ايقظتك من نومك !
- ماهذا الكلام يا صغيرتي! فقد كنت في اشد الحاجة الى رؤيتك , ما رأيك بقدح يهدئ اعصابك ؟
قالت : لا بأس!
وكانت ترتدي فستاناً عادياً مما ترتديه العاملات, فأخذتها الى مقعد مريح وسألتها ان تجلس عليه ريثما اجهز لها الشراب! فلما انتهيت من ذلك قلت لها :
- لقد دفعت بعض الناس الى الجنون!
- لم اكن هناك بد من ذلك!
- ان لأري فرانشن يكاد يجن لغيابك!
- متى رأيته ؟
- منذ ساعات فقط, لقد اسأت اليه كثيراً بهربك!
حدثتني عن ابيه , وكيف ضايقها وازعجها , فأخبرتها ان الأمور قد تطورت , وانه اصبح راضياً لا يعارض في زواجها من ابنه.متتديات ليلاس
فقالت: اني لا اصدق ذلك, وكيف يستطيع مثله ان يغير رأيه بمثل هذه السهولة!
- عليك ان تنسى الماضي ومآسيه الآن, فقد انتهى كل شيء!!
قالت : انت تتكلم كما لو كنت تعرف كل متاعبي!
قلت : طبعاً اعرفها, واعرف ان احدها الصورة التي صورها هاسكل مور لك, والتي كنت تريدين الحصول عليها لاحراقها قبل الزواج!
- وكيف عرفت ذلك؟
- عرفته لأني كنت هناك ورأيت الصورة وهي الآن عندي وفي غرفتي!
واشرق حبها وطلبت مني الصورة لتحرقها فقلت :
- انها لك, ولكني اريد اولاً ان القي عليك بعض الاسئلة ! .

عرفت منها انها كانت صديقة لماري راي وانها لما قررت مغادرة المنزل قدمتها ماري الى الرسام هاسكل مور ليرسم صورتها, ويدفع لها اجراً على ذلك, ففعل من صورتها صورة عابثة لاهية.
ولم تعرف جوي بقصة هذه الصورة عند اجتماعها بالرسام في منزل المستر اريك فرانشن إلا حين اخبرها هو بها, وبأنها قد تضرها جداً اذا قدمها لخطيبها, وانه يجب عليها والحالة هذه ان تدفع له خمسة آلاف دولارا ليردها لها!
قلت : ولهذا ذهبت الى ماري تسألينها التدخل مع الرسام لرد الصورة .
قالت : هذا مافعلته , وكان ان طلبت ماري من هاسكل ان يزورها في منزلها ففعل ولكنه رفض اعطاءها الصورة بحجة انه يريد عرضها في المعرض الذي سيقيمه في القرية حيث يسكن المستر اريك فرانشن!
وكان ان جنت جوي مارش عند سماع هذا الخبر, ولم يكن مما يرضيها ان تعرض صورتها الداعرة , او التي تصورها بشكل داعر على ملأ من الناس!
وكان ان الحت على ماري لتعمل على رد الصورة, فوعدتها بالمساعدة, وارسلتها الى بار كوغان لتطلب مني زيارتها على وجه السرعة.
منتديات ليلاس
سألتها: كم قضيت معها في المنزل تلك الليلة؟
- نصف ساعة تقريباً!
- ولكن احداً لم يشاهدك تدخلين او تخرجين؟
قالت : صحيح لأني دخلت وخرجت من الباب الخلفي , وقد شاهدت انيتا و روز وتيني ولكنهن لم يرينني!
- اين تكلمت معها؟
- في غرفة نومها!
- أكنتما تتكلمان بصوت منخفض؟
- طبعاً حتى وصل هاسكل مور , وكانت قد دعته للمرة الثانية, وبدأت تعاتبه وتطلب منه الصورة, فأخذ يرفع صوته وعندئذ طلبت مني ماري ان اتصل بك, فأسرعت اليك.ريحانة
- ولكنك تأخرت في الوصول اليّ.
- سبب هذا كان سائق المستر اريك فرانشن الذي كان يتبعني فحاولت تضليله, فكان ان اضعت بعض الوقت في سبيل ذلك ولم اوفق!
- انه لن يضايقك بعد اليوم.
قالت : اين الصورة التي وعدتني بها .
اسرعت الى الغرفة الثانية لجلب الصورة , ولكن التلفون رن في هذه اللحظة , تناولت السماعة فاذا لاري فرانشن على التلفون.متتديات ليلاس
قلت له : عندي اخبار مسرة لك؟
- هيا تحدث.
- أتذكر الصورة؟
- طبعاً اذكرها, ما شأنها؟
- لقد حصلت عليها وسأتيك بها !

- لابد انك في ضلال يا صديقي , لأن الصورة ليست عندك.
- بل هي عندي في غرفتي!
- ولكن شخصاً آخر قد تلفن لي منذ دقائق يقول انه يملك الصورة , وانه مستعد لبيعها لي مقابل مبلغ من المال.متتديات ليلاس
ذعرت عند سماع هذا الخبر وقلت له :
- انتظرني قليلاً.
واسرعت الى غرفتي ابحث عن الصورة فلم اجدها لقد اختفت فطار عقلي , وعلمت ان شخصاً قد سرقها بالتأكيد, وعدت الى التلفون اقول لفرانشن:
- معك حق, فقد اختفت الصورة من غرفتي, فمن الذي اتصل بك؟
- شخص لم يذكر اسمه, ولكنه طلب عشرة آلاف دولار ليردها اليّ!
- لا تدفع سنتاً واحداً , لأني سوف اردها اليك مجاناًً و سريعاً.
اعدت السماعة الى مكانها , وبدأت ارتدي ملابسي وقالت جوي مارش :
- لقد سمعت الحديث, ولكن اذا كنت لا تملك الصورة فأين هي الآن ؟
- سوف احصل عليها فلا تقلقي , وسأقدمها لك هدية لعرسك!
اخذت الفتاة معي الى مخزن كروباكر للمجوهرات , وكنت اعرفه واعرف استعداده لشراء المجوهرات المسروقة , فلما شاهدني عرفني فهتف يقول:
- ما الذي تريده؟
- خدمة صغيرة كهذه التي كان يطلبها منك البوليس احيانا.
- ولماذا تريد مني ان اساعدك؟
- لأني صديق البوليس , ولأن باستطاعتي ان اتصل بالبوليس الآن واقص عليهم قصة صغيرة ! قصة رجل يدعى نون قام بزيارتك منذ وقت قصير جداً.
و اصفر وجه الجوهري , وتراجع مذعوراً , ومضيت اقول :
- جئت لأتحدث اليك عن القلادة التي باعك اياها نون هذا.متتديات ليلاس
- اي قلادة؟
وامسكت بعنقه وهززته , ثم لكمته على وجهه والقيته ارضاً وسألته ان يتكلم , ولما شاهدته يتردد في الكلام سألت جوي ان تتصل بالبوليس , فصاح يقول :
- توقف!
قلت له : هل انت مستعد للكلام الآن؟
- نعم والقلادة عندي!
- من الذي باعك اياها؟
- رجل لا اعرفه.

- رجل اسمه نون بالتأكيد , اين هي؟
- انها في خزانتي .
- افتحها.
وفتح الخزانة , واخرج القلادة فأخذتها منه وقدمتها لجوي قائلاً:
- اهذه قلادة ماري ؟
- نعم.
- هل انت واثقة؟
- طبعاً, كل الثقة .ريحانة
التفت الى الجوهري اسأله:
- كم دفعت ثمنها؟
- دفعت عشرين الفاً.
- من يدري , اعطني القلادة.
- ليس بمثل هذه السرعة , متى اشتريتها من نون؟
- البارحة صباحاً.
- ألم يقل لك من اين اتي بها؟
- اني لا اسأل هذه الاسئلة.
- عليك ان تسأل في المرة القادمة , واسأل البوليس ايضاً عن جزاء من بشترون الاشياء المسروقة .ووضعت القلادة في جيبي وغادرنا المنزل انا و جوي , حي ركبنا سيارة الى منزل لاري فرانشن , وقد حاولت الفتاة ان تعتذر عن العودة الى منزل الشاب, قبل ان تحصل على الصورة , ولكني هدأت روعها وقلت لها :
- لا عليك , فلسوف احصل على الصورة بعد ساعات قليلة .

نهاية الفصل