لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-03-15, 12:29 PM   المشاركة رقم: 41
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2013
العضوية: 251998
المشاركات: 407
الجنس أنثى
معدل التقييم: نسائم عشق عضو سيصبح مشهورا قريبا جدانسائم عشق عضو سيصبح مشهورا قريبا جدانسائم عشق عضو سيصبح مشهورا قريبا جدانسائم عشق عضو سيصبح مشهورا قريبا جدانسائم عشق عضو سيصبح مشهورا قريبا جدانسائم عشق عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 511

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نسائم عشق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نسائم عشق المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 1112 - اﻹستسلام -شارلوت لامب - عبير دار النحاس (الفصل السادس)

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة leeen2 مشاهدة المشاركة
   فضلا
البقية
ولكم الشكر

التكمله هتنزل دلوقتى ياقمرررر
يارب تعجبك

 
 

 

عرض البوم صور نسائم عشق   رد مع اقتباس
قديم 13-03-15, 12:33 PM   المشاركة رقم: 42
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2013
العضوية: 251998
المشاركات: 407
الجنس أنثى
معدل التقييم: نسائم عشق عضو سيصبح مشهورا قريبا جدانسائم عشق عضو سيصبح مشهورا قريبا جدانسائم عشق عضو سيصبح مشهورا قريبا جدانسائم عشق عضو سيصبح مشهورا قريبا جدانسائم عشق عضو سيصبح مشهورا قريبا جدانسائم عشق عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 511

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نسائم عشق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نسائم عشق المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 1112 - اﻹستسلام -شارلوت لامب - عبير دار النحاس (الفصل السادس)

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay مشاهدة المشاركة
   يا للهول

عميلة إغتيال ...

الموضوع صار جدي لكن يوصل للقتل !!!!

اتوقع له علاقة بمافيا شرق لندن

ﻷنه المساهمين مو لهالدرجة يائسين للتخلص منه


يسلمو نسومتي

منتظرة التكملة بشوووق


لك ودي


°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°




مكن تخمييييينك يطلع صحيح يامييمى وممكن لا
مرووورك فى الروايه ياقلبى بيفرحنى حدا وبالذات تميييناتك اكترها بتبقى ع صواب
شكررررررا ع المرور ميمى

 
 

 

عرض البوم صور نسائم عشق   رد مع اقتباس
قديم 13-03-15, 12:37 PM   المشاركة رقم: 43
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2013
العضوية: 251998
المشاركات: 407
الجنس أنثى
معدل التقييم: نسائم عشق عضو سيصبح مشهورا قريبا جدانسائم عشق عضو سيصبح مشهورا قريبا جدانسائم عشق عضو سيصبح مشهورا قريبا جدانسائم عشق عضو سيصبح مشهورا قريبا جدانسائم عشق عضو سيصبح مشهورا قريبا جدانسائم عشق عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 511

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نسائم عشق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نسائم عشق المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 1112 - اﻹستسلام -شارلوت لامب - عبير دار النحاس (الفصل السادس)

 

الفصل السابع
سقطت جينا علي ركبتيها بجانبه , وهي تتأوه هاتفه باسمه :" نيكولاس , نيكولاس..." كان ميتا ....نعم , إنها تعلم انه ميت . لمست وجهه فوجدته باردا . لم تستطع إن تسمع صوت تنفسه . لمست شفتيه فوجدتهما رطبتين , فنظرت إلي أصابعها , فوجدتهما ملطخة بالدم ..... دم نيكولاس وسمعت صوت السائق خلفها يقول وهو يقف بالباب ينظر إلي جسم نيكولاس :" آه , هل هو ميت ؟"
همست بصوت مبحوح :" لا ادري ." ولكنها كانت واثقة من ذلك . لقد خسرت جايمس بحادث مفجع , وقد جعلها هذا تتوقع المآسي علي الدوام . وشعرت بالخوف يشلها.
قال لها :" هل رأيت الرجل ؟ كانت بيده بندقية . لقد برز فجأة من مكان ما , وفي اللحظة التالية اختفى تماما .... لقد رأيت كل شيء ..... ولكنني لم استطع إن افهم ما
يحدث ..... كان في يده شيء ولكنني لم استطع معرفة ما هو .... إلي أن أطلق الرصاص علي السيد ...."
نظرت جينا حولها .... كان وجه السائق شاحبا وكذلك عيناه كانتا ذاهلتين .... وكان ممسكا بقبضة الباب بيد مرتجفة .... كان كله يرتجف من الرأس حتى القدم . وسمعت أسنانه تصطك وهو ينظر إلي نيكولاس .
أخيرا تمتمت تقول وهي تحاول تمالك نفسها :" فكر .... افعل شيئا ." و أدخلت يدها تحت ياقته إلي عنقه تتلمس نبضة دون أمل .... لكن كان ثمة حركة طفيفة . زادت الضغط علي عنقه ....نعم , ثمة نبض ....إن نيكولاس مازال حيا .
تغير كل شيء وسحبت نفسا طويلا معذبا وهي تقول بصوت مرتجف :" انه حي ... إنني أحس بنبضة .... ساعدني علي ادخال ساقيه إلي السيارة ."
قال السائق متلعثما :" هذا لا ينبغي , يا سيدتي . من المفروض عدم تحريك المصاب بشكل سيء . لقد قرأت ذلك . إن علينا أن نتصل بسيارة الإسعاف ثم ننتظر هنا ." ونظر حوله بعنف , ثم انفجر يقول فجأة :" هاتف السيارة ..... هذا ما نحن بحاجة إليه ."
كان الناس قد ابتدأوا يتجمعون علي الرصيف رغم أن جينا لم تكن منتبهة إليهم ."
قالت له بلهفة :" ليس لدينا وقت . فسيارة الإسعاف تأخذ وقتا طويلا لتصل إلي هنا, بينما بإمكاننا أن نأخذه إلي اقرب مستشفى وذلك في عدة دقائق . هيا ارفع ساقيه إلي الداخل وسنحاول ألا نحرك رأسه ...." وتهدج صوتها , ابتلعت ريقها ثم تابعت بصوت مبحوح :" هنا حيث إصابته الرصاصة ."
كان الجرح ظاهرا , فقد كان شعره ملوثا بالدم في مؤخرة رأسه , وحولت عينيها عنه, شاعرة بالغثيان .
" سيصاب بالارتجاج يا سيدتي فتسوء حالته , حقا لا ينبغي لنا أن نحركه ...." ولكنها رمقته بنظره هائلة وقد التمعت عيناها بإصرار يائس : " افعل ما أقوله لك , فأنت تضيع الوقت بالجدل ."
تغير وجه السائق وتوهج احمرارا , عندئذ تقدم رجل من الحشد المتجمع هناك , للمساعدة فعرفت فيه احد عمال الكهرباء في قسم الطباعة .فحمل هو والسائق ساقي نيكولاس وادخلاهما بحذر بالغ , إلي السيارة .
جلست جينا بجانب رأسه لكي تسنده إذا تحرك ولكنها لم تجرؤ علي رفع رأسه ولو إلي حد تتمكن معه من دس وسادة تحته خوفا من أن تكون مخطئة في هذا ولكنها دست واحدة خلف ظهره لكي تبقيه في هذا الوضع فلا يتدحرج عندما تتحرك السيارة .
" والآن , تحرك بالسيارة بهدوء , ولكن دعنا نصل بقدر إمكانك من السرعة ."
لكن السائق ما زال لم يذعن , إذ نظر إليها بعناد وكآبه :" حسنا , إذا كنت تتحملين أنت المسؤولية , يا سيدة تيريل ..... لا اعتقد أن بإمكاننا أن نحركه , ولكن إذا أصدرت إلي أمرا , فسأقود السيارة بكما ."
نظرت إليه جينا بهدوء :" إنني أتحمل كامل المسؤولية , فهل لك أن تجلس خلف عجلة القيادة تلك وتكف عن الجدل ؟ " ثم منحت عامل الكهرباء ابتسامة باهته وهي تقول
له :" أشكرك ."
فأومأ قائلا :" إننا سنتصل هاتفيا بالمستشفى ونخبر قسم الطوارئ بحضوركما إليهم ." ثم أغلق باب السيارة .
كانت الرحلة كابوسا بالنسبة إلي جينا فقد كانت تشعر بكل هزة للسيارة عند المنعطفات . وكانت نصف مستلقية بجانب نيكولاس وذراعها حوله تحتضنه وتلاحظ بحدة أي تغيير في حالته , ولكنه كان ما يزال غائبا عن الوعي عندما وقفت السيارة أمام قسم الطوارئ في المستشفى , بعد وقت قصير .
كانوا قد اخذوا علما بالحادث , فوقفوا في الانتظار .
اخذ الطبيب يطرح أسئلته أثناء فحص سريع لنيكولاس قبل أن يسرعوا إلي النقالة , ولكنه لم يكن ينتظر جوابا منها قبل أن يردف سؤاله بآخر .
" هل هو حادث إطلاق نار ؟"
" نعم , لقد ....."
" في الرأس ؟"
" نعم , حسب ما ....."
" أليس ثمة جروح أخرى ؟"
" لا أظن ....."
" متى حدث هذا ؟"
نظرت في ساعتها وقد تشوش ذهنها . " لا ادري " لقد حدثت أشياء كثيرة حينذاك حتى إنها لم تستطع أن تصدق , وهي تنظر إلي ساعتها . فقد كانت الساعة السادسة والنصف تماما , وكانا قد خرجا من مكتبهما الساعة السادسة والربع .... وهذا يعني أن الحادث كان منذ ربع ساعة فقط , وفي سافوي كانت امة وأخته تنتظرانهما متوقعتين دخولهما في أية لحظة .
وإذ تذكرتهما , انفجرت تقول :" آه .... امة ..... يجب أن اخبر امة بما حدث ...."
وفي نفس الوقت , كان السائق يقول بخشونة :" لقد حدث الأمر في الساعة السادسة والثلث بالضبط . قلت لها إن علينا إن لا نحركه , ولكنها أصرت علي ذلك . قلت لها...."
نظر الطبيب إلي جينا , فقالت وقد بدا الخوف في عينيها :" هل أذيته فضعف حظه في الشفاء ......؟"
قال الطبيب :" في هذه الحالة , كلا , فلا تقلقي ولكن يجب منع تحريك المصاب مطلقا قبل أن يراه الطبيب ."
نظر إليها السائق وكأنه يقول :" أرأيت إنني علي حق , ولكنها لم تلق إليه بالا فقد كان اهتمامها كله منحصرا في نيكولاس وكذلك كان الطبيب .
" هل بقى فاقدا الوعي منذ الحادث ."
" نعم , فهل هذه علامة سيئة ؟"
نظر إليها الطبيب متفحصا بحدة :" ماذا عنك أنت ؟"
قالت له دون أن تفهم :" أنا ؟" ثم أدركت ما يعنيه , فقالت :" كلا , لم يطلق علي الرصاص, ولم يحدث لي شيء ."
" الأفضل أن تبقى هنا , علي كل حال إلي أن أجد وقتا افحصك فيه ." قال ذلك وإذا بكل فرقة الإسعاف تأخذ في الركض اخذين نيكولاس معهم و فاضطرت جينا إلي الركض خلفهم .
ركض خلفها شرطي وامسكها بذراعها . " قفي لحظة يا أنسه , فانا أريد أن استفهم عن بعض التفاصيل ."
نظرت في اثر النقالة . كان نيكولاس مغطى الآن ببطانية . ولكنها استطاعت إن ترى شعره الأسود ظاهرا .
قالت للشرطي :" أريد أن اذهب معه ."
" إنهم لن يسمحوا لك بذلك . إنهم يعلمون ما يقومون به , فلا تقلقي , فالأطباء هنا يستقبلون يوميا , في قسم الطوارئ هذا , كل أنواع الإصابات , فهو في أيد أمينة تماما يا آنسة ..... ما اسمك من فضلك ؟"
أجابت :" السيدة تيريل ."
فكتب الشرطي :" زوجته ؟"
" فهمت , ولنبدأ من البداية .... ما اسمه ؟"
" كلا , فنحن لسنا متزوجين ."
" فهمت , ولنبدأ من البداية ....ما اسمه ؟"
قالت :" كاسبيان نيكولاس كاسبيان ."
وقفت يد الشرطي عن الكتابة , ورفع رأسه يسألها :" صاحب الجريدة ؟"
فأومأت إيجابا كانت قد ابتدأت تشعر بشيء غير عادي يتملكها . فقد كانت الأرض تتحرك بشكل غريب ..... ودار رأس جينا , وتأرجح جسمها وهي تحدق إلي الأرض شاعرة بالإرهاق وقد تملكها الخوف من أن تقع علي الأرض في أية لحظة .
" هذا غريب ." ثم وقعت علي صدر الشرطي الذي أمامها .
وعندما فتحت عينيها وجدت نفسها مستلقية علي سرير . نظرت أعلى إلي السقف المزخرف . ثم إذا بشخص يتحرك , ثم يتنحنح , قائلا بصوت هادئ متمهل :" كيف حالك الآن , يا سيدة تيريل ؟" عرفت جينا صاحب هذا الصوت , ومع هذه المعرفة عادت إليها ذاكرتها , فهمست :" نيكولاس ...هناك من أطلق النار علي نيكولاس ...." ثم أضافت بلهجة صبيانية :" هل أغمي علي ؟"
" نعم , ولكن ليس هناك ما يقلق لقد ألقت إحدى الممرضات , نظرة عليك ثم قالت انك علي ما يرام , وأن ما حدث لك كان مجرد صدمة . إنهم سيحتجزونك في المستشفى هذه الليلة من باب الاحتياط , ولكنهم لم يجهزوا سريرا لك بعد , ولهذا وضعوك في سرير هنا ثم طلبوا مني البقاء معك ثم أسرعوا بالخروج ."
سألته :" ماذا حدث لنيكولاس ؟"
لكن الشرطي قفز لكي يمنعها من النزول وقد بدا الاهتمام علي ملامحه :" إنهم يهتمون بأمره , فليس ثمة ما يمكنك القيام به , كما تعلمين ..... هل تشعرين بتحسن ؟ هل تريدين أن احضر لك شيئا ؟"
كانت ما تزال تشعر بالضعف فعادت تستلقي مرة أخرى وهي تقول :" أريد كوب شاي من فضلك ."
فقال :" هذا ما يريده الجميع علي الدوام . هل تريدين معه سكرا ؟ حليبا ؟"
" نعم من فضلك ."
وعندما استدار ليخرج من بين الستائر , قالت له :" هل لك أن تسال عن نيكولاس من فضلك . أريد أن اعرف كيف حالته ....."
" كنت سأسال علي كل حال , والآن ابقي حيث أنت , عليك ألا تتحركي ." وعاد الستار ينسدل بعد ذهابه فأخذت تحدق إليه , شاعرة وكأنها في كابوس يتملكها فيه الشعور بالوحشة والوحدة وقد شحن الجو حولها بالخوف والألم .
عاد الشرطي حاملا فنجاني شاي من الورق . وإذ جلست جينا في السرير , ناولها واحدا منهما .
" انه الآن في غرفة العمليات . ولكن ممرضة اعرفها جيدا أخبرتني بان حالته ليست سيئة وانه سيصبح علي ما يرام ."
حدقت جينا فيه صامته . إنها لم تصدقه تماما , ولكن نيكولاس كان حيا علي كل حال .
ثم قال :" اشربي الشاي , يا سيدة تيريل , لأنني مضطر إلي أن القي عليك بعض الأسئلة"


أخذت ترشف الشاي بامتنان , شاعرة بالتحسن لسخونته في معدتها , وبعد ذلك أخبرته بكل ما تعرفه , والذي لم يكن كثيرا , فهي لم تر حقا الرجل حاملا البندقية , وشرحت له السبب بأنها كانت داخل السيارة . فهي لم تر سوى نيكولاس وذلك منذ اللحظة التي أطلق عليه فيها الرصاص وصفت له الأصوات التي سمعتها والسيارة التي كانت في انتظار الرجل المسلح والذي صعد إليها ومن ثم انطلقت به بسرعة بالغة , ثم أنهت حديثها بقولها :" ربما السائق يعلم أكثر مني . هل ما زال هنا ؟"
" نعم , واحد زملائي يتحدث معه ." نظر إليها متفحصا :" هل أنت واثقة من انك لم تشاهدي الرجل المسلح ؟"
" رأيت شكله فقط .... شكلا قاتم اللون فقد كان واقفا بعيدا عن الضوء المنبعث من مصابيح الشارع ."
ألقى عليها بعد ذلك عدة اسئله أجابت عنها قدر إمكانها , فقد كان كل انتباهها محصورا في نيكولاس ما جعلها لا تكاد تتذكر شيئا آخر ."
" انه السؤال الأخير , يا سيدة تيريل , هل تعرفين أي شخص قد يرغب في قتل السيد كاسبيان ؟ أي شخص يتملكه الحقد عليه أو كان هدده من قبل ."
" نعم , فقد عرفت علي الفور عندما حدث له بذلك . فقد كان الخوف يتملكني دوما من شيء كهذا ." قالت له جينا هذا ثم حدثته عن مقالات توم بيرني في الجريدة عن عائلات المافيا في شرق لندن , وعن التهديد الذي كان تلقاه , هو ونيكولاس .
فسألها الشرطي :" أين يمكنني أن أجد هذا المدعو توم بيرني هذه الليلة ؟"
فهزت رأسها تعبر بذلك عن جهلها , ولكنها ما لبثت أن تذكرت أن لديها في حقيبتها دفتر عناوينها , ومن ثم أخرجت عنوان توم ورقم هاتفه وسلمتهما للشرطي وهي تقول:
" لقد توسلت إليه بأن يتخذ الاحتياطات اللازمة لحماية نفسه ولكنه اخذ يضحك , ولم يعتبر الأمر جديا , وكذلك نيكولاس والذي كان مثله استهتارا ....." ثم سكتت فجأة وقد اتسعت عنياها ذعرا :"توم ...... آه , يجب أن تعثر عليه قبل أن ينفذوا تهديدهم . فما داموا حاولوا قتل نيكولاس , فسيحاولون أن قتل توم ."
لكن الشرطي كان قد وقف فعلا يريد الخروج وهو يقول :" سأبحث عنه فلا تقلقي , ارتاحي , يا سيدة تيريل وهم سيأتون ليخبروك بكل ما يجد من أخبار ."
عندما خرج , نزلت جينا من سريرها , وإذ كانت تعلم أنها حافية القدمين حيث أنهم نزعوا حذاءيها من قدميها , أخذت تبحث عنهما تحت السرير وإذا بشخص يدخل من خلف الستائر ليقول لها :" ما الذي تفعلينه ؟"
نهضت واقفة :" ابحث عن حذائي ."
وإذ رأته نفس الطبيب الذي ادخل نيكولاس إلي المستشفى , عادت تقول :" هل مازال في غرفة العمليات ؟ ما الذي يفعلون له ؟ هل تظنه سيشفى ؟"
" انه في غرفة العمليات الآن وهم يعالجون جرحه ."
وإذ رآها تجفل , ابتسم يخفف عنها :" لا شيء يستوجب القلق فهو رجل محظوظ جدا , في الواقع . فقد اصطدمت الرصاصة برأسه ولكنها لم تخترق دماغه . لقد نزف كثيرا ولكنه لن يحتاج إلي جراحه , بل إلي خياطة الجرح فقط بعد تنظيفه ."
لم تستطع جينا أن تصدق ذلك :" ولكن ..... لقد بقي مدة طويلة غائبا عن الوعي ......"
" آه , كان ذلك بسبب ارتطام رأسه حين سقوطه , كما أظن , فثمة رض واسع في صدغه ليس له علاقة أبدا بالجرح الناتج عن الرصاصة . قد يحصل له ارتجاج في المخ , ولكن صورة الأشعة لم تظهر أي تلف علي الإطلاق , فهو كما قلت , رجل محظوظ جدا ."
ثم امسك بمرفقها بقوة وهو يقول :" والآن عودي فاستلقي علي فراشك ودعيني القي عليك نظرة . إلي أين أنت ذاهبة , بالمناسبة , لقد سبق وقلت لك إنني أريدك أن تبيتي هنا هذه الليلة لاحتمال حدوث صدمة لك .....فالتأثير الذي يعقب شيئا هكذا قد يكون سيئا للغاية , كما تعلمين ."
" علي أن اتصل هاتفيا بوالدته , فقد كانت ستنتظرنا في مطعم سافوي للعشاء , ولعلها مازالت تنتظر يجب أن اعلمها بما جرى."
قال الطبيب وهو يخرج من الغرفة :" سأحضر إليك الهاتف ." ثم عاد بعد دقائق يحمل نقالا :" هو ذا الهاتف , قومي باتصالاتك , وسأعود بعد خمس دقائق لألقي نظرة عليك."
" آه , شكرا ."
طلبت جينا أولا الاستعلامات تطلب رقم مطعم سافوي ومن هناك طلبت مكالمة السيدة كاسبيان .
انتظرت عدة دقائق قبل أن تسمع صوت السيدة كاسبيان يقول بلهفة وقلق : "نيكولاس ؟"
فعضت جينا شفتيها :" كلا , يا سيدة كاسبيان فهذا أنا جينا . إنني آسفة إذ أخبرك أن حادثا قد وقع ......" وسمعت المرأة تشهق بصمت , ثم تهمس قائلة :" هل أصيب نيكولاس هل أصابته خطيرة ؟ هل ......"
أسرعت جينا تطمئنها , قائلة :" سيكون علي خير ما يرام ." فأطلقت السيدة كاسبيان آهة طويلة ثم قالت :" هل كان يقود سيارته الرياضية ؟ طالما أوصيته بان لا يسرع في قيادته ....."
لم تعرف جينا كيف تخبرها بالحقيقة , فقد تؤذي الصدمة قلب هذه المرأة التي كانت جينا تعلم أنها ليست حسنة الصحة .
" إنهم يجرون له جراحة بسيطة حاليا ولكنهم اخبروني بأنها ستنتهي في أية لحظة الآن . لن يكون بإمكانك رؤيته قبل مضي فترة , ولهذا لا فائدة من المجيء لرؤيته هذه الليلة , ويمكنك رؤيته غدا .لماذا لا تأكلين شيئا ثم تذهبين إلي المسرح ؟"
" كلا , لن أزعج نفسي بذلك , فانا سأعود إلي البيت وأشاهد التلفزيون ساعة أو نحوها , ثم أنام باكرا ."
سألتها جينا :" هل أليسا موجودة معك ؟ هل يمكنني أن أتحدث إليها ؟"
" أليسا ؟ نعم , إنها هنا , سأناديها لك ."
قالت أليسا بجفاء :" فهمت أن أخي العزيز قد حطم سيارته . هل الأمر سيئ ؟ وهل أصبت أنت ؟"
" كلا , أنا بخير , ولكن اسمعي يا أليسا , فانا لم اعرف كيف اخبر أمك وأخشى أن ترى الأخبار علي شاشة التلفزيون فتعرف بالأمر فيصيبها ذلك بصدمة سيئة . الحقيقة هي أن نيكولاس لم يصدم سيارته , وإنما أطلق عليه الرصاص ."
هتفت أليسا وقد تملكتها صدمة :" ماذا ؟"
" حذار من أن تقولي شيئا قد يصدم أمك . عليك أن تخبريها بذلك بلطف فنحن لا نريدها أن تنهار ."
سألتها أليسا ببطء :" ما الذي حدث بالضبط ."
" لقد كتب مراسل سنتنال الجنائي سلسلة من المقالات عن المافيا في شرق لندن وأعمالها ..... وقد تلقى المراسل تهديدا , وكذلك نيكولاس , ولكن لم يأخذ أي منهما الأمر بشكل جدي ."
قالت أليسا :" هذه هي عادته ."
فوافقتها جينا , قائلة :" تماما , فقد رفض نيكولاس اتخاذ أي نوع من الحماية ...."
" ذلك لان كرامته تأبى عليه إظهار الخوف ."
قالت جينا :" تعنين كرامة الرجولة , فهذا أهم ما يهتم به الرجال ...... إن فكرتهم عن إظهار قوتهم يجعلهم يتصرفون بغباء فلو أن نيكولاس كان اتخذ أي نوع من الاحتياطات ........ ولكن كلا , فهذا يعني انه يعترف بخوفه , ولهذا رفض حتى أن يناقش هذا الأمر ." وبدا الغضب في صوتها :" وهكذا عندما كنا قادمين للقائكما أطلق رجل عليه الرصاص . ولكن الطلقة لم تكن مسددة جيدا , فقد أطلق عليه رصاصات عديدة لم تصب نيكولاس سوى واحدة منها حتى هذه لم تخترق الرأس وإنما مرة بجلدة رأسه مسببة نزيفا كثيرا وهم يقولون إن نيكولاس كان محظوظا للغاية ."
فقالت أليسا :" شكرا لهذا ."
قالت جينا والدموع في عينيها :" نعم وهم ينظفون الجرح الآن ويخيطونه . ولكنهم طمأنوني بان لا خطر علي حياته ."
تمتمت أليسا :" عندما يفكر المرء في ما قد يكون حصل ....."
لم تستطع جينا التفكير في ذلك :" لقد جعلني الليلة أواجه أفظع لحظة في حياتي . وعندما أتذكر ما عانيته معه , أتمنى لو اقتله لم أكن اعلم ما إذا كان حيا أم ميتا , فقد كنت عاجزة عن القيام بما قد ينقذه لو كان يموت ...... لشد ما أنا غاضبة منه , يا أليسا ."
" مسكينة جينا , لقد اجتزت محنة صعبة حقا . من أين تتصلين ؟ هل عدت إلي بيتك الآن؟"
" كلا, فمازلت في المستشفى . إنهم يريدونني أن ابقى في المستشفى هذه الليلة , فهم يقولون إنني ربما ما زالت في حالة صدمة ."
قالت أليسا بعطف :" أظنهم علي حق . حسنا , نامي الآن و سنأتي غدا صباحا لنراكما . إنني سأعود وأمي إلي بيت نيكولاس واخبرها بكل شيء , فلا تقلقي لهذا الشأن ."
وضعت جينا السماعة وعادت تستلقي علي السرير وقد شعرت فجأة بتعب بالغ وعاد الطبيب ثم اخذ ينظر إليها :" بماذا تشعرين ؟"
" بالتعب ." ولم تستطع أن تتجنب التثاؤب فوضعت كفها علي فمها ,قائلة :" آسفة."
فقال :" ليس لك سوى النوم ." فلم تجادله في ذلك وعندما أخذوها إلي سرير في قاعة واسعة مليئة بنساء مريضات , كانت قد أصبحت نصف نائمة , ولكن الممرضة الليلية أعطتها حبة xxxx منوم علي كل حال . وعندما استيقظت جينا وجدت القاعة سابحة في ضوء النهار .
تناولت فنجان شاي وفطورا خفيفا , وبعد ذلك بوقت قصير رآها الطبيب ومن ثم سمح لها بالخروج من المستشفى .
سألته :" هل يمكنني أن أرى نيكولاس قبل أن اخرج ؟"
فهز الطبيب كتفيه :" اصعدي إلي الطابق الأعلى واسألي رئيسة القسم هناك , فانا لا أجرؤ علي الترخيص لك بذلك إذا لم تشأ هي أن تجعلك ترينه قبل ساعات الزيارة الرسمية . فاختلال النظام قد يفسد عليهن نهارهن , كما تعلمين ...."
ارتدت جينا ثيابها , ثم أخذت تبحث عن طريقها بين ممرات لا تنتهي إلي أن وصلت إلي قسم جراحة الرجال حيث منحتها ممرضة قصيرة القامة صغيرة السن ترخيصا بزيارة نيكولاس , وذلك علي كره منها .
" لمدة خمس دقائق فقط , ولكن يمكنك أن تعودي خلال ساعات الزيارة ."
كان في غرفة بسرير واحد في قسم الدرجة الأولى , وكان جالسا في السرير وحول رأسه عصابة بيضاء .
عندما فتحت الباب , انطلقت عيناه نحوها , وهو يهتف :" جينا , هل أنت بخير ؟ إنني مازلت اسأل عنك ولكن لم يأتي احد بخبر ."
قالت وهي تتقدم نحوه :"إنني بخير وعافية ."
" أما زلت ترتدين نفس الثوب ؟"
" لقد جعلني الطبيب أبيت الليلة هنا وأنا ذاهبة إلي البيت الآن ." نظرت جينا إليه : "كيف حالك هذا الصباح ؟"
فقال مازحا :" لدي صداع ." ثم أردف بلهجة قاطعة :" لا تقفي هناك وكأنك ستذهبين في أي لحظة من المؤكد أن بإمكانك أن تمكثي خمس دقائق . اسحبي تلك الكرسي واجلسي ."
نظرت إليه بأسى :" ها أنت ذا تعود إلي سابق عهدك في إعطاء الأوامر يمين , شمال , إلي الأمام .... در ." ولكنها أطاعته وجلست بجانبه .
تشابكت نظراتهما . ها هو ذا أمامها حيا يرزق , وكان من الممكن أن يكون قد قتل الليلة الماضية .
فجأة تصاعد غضبها , فقالت له :" ما كان لك أن تغامر بحياتك , فقد كان من الممكن أن تكون تلك الرصاصة قاتلة .
من الآن فصاعدا , عليك أن تتخذ حارسا شخصيا يصحبك إلي أي مكان تذهب إليه . فهؤلاء الرجال قد يحاولون اغتيالك مرة أخرى . أليس من الأفضل أن تغادر لندن , إلي الخارج لعدة أشهر ؟"
فقال يهدئها :" لا تكوني قلقة متوترة بهذا الشكل , فقد سبق واتخذت ترتيبات للحراسة الشخصية من المستشفى ولكنني لن اسمح بان اطرد من لندن . لن ادع هؤلاء الناس يهزمونني. وعلي كل حال , فقد تمكنت الشرطة من القبض علي عدد من المشتبه بهم , فقد جاؤوا لرؤيتي منذ نصف ساعة لكي يأخذوا إفادتي . لقد كانوا حصلوا علي رقم السيارة التي هرب فيها الرجل المسلح من رجل رأى الحادث كله . كانت سيارة مسروقة ولكن لحسن الحظ , عندما تركوها وتابعوا هربهم في سيارة أخرى , رأتهما سيارة الشرطة فتعقبتهم إلي حي شرق لندن حتى اصطدمت سيارة الهاربين بعمود الكهرباء , فقتل نفس الشخص الذي حاول اغتيالي , بينما خرج السائق بعدة خدوش وهو الآن موقوف . وقد تبين أنهما من عائلات المافيا التي كان توم بيرني كتب عنها في مقالاته , كما حاصرت الشرطة عددا من أفراد العصابة ."
قالت جينا مقطبة جبينها :" توم ..... لقد نسيت توم .... هل حاولوا قتله هو الآخر ؟"
قال نيكولاس بجفاء :" لقد غادر توم لندن عصر أمس في إجازة أسبوعين في فيلا لأسرتي في شواطئ المارتينيك ."
تنهدت جينا بارتياح . بينما ابتسم هو لها قائلا :" شكرا لك لإبلاغك الأمر لامي بتلك السرعة , فهذا اهتمام كبير منك .
لقد تحدثت إليها هاتفيا هذا الصباح لكي أطمئنها و اعلمها بأن إصابتي لم تكن خطرة . وهي قادمة لرؤيتي بعد الظهر , ولكنني بعد ذلك سأعيدها إلي سان فرانسيسكو في طائرة الشركة , فانا لا أريد أن اعرضها للخطر ." ورمق جينا بنظرة جادة : جينا , أرى أن عليك مغادرة البلاد لفترة ما , أنت أيضا , إلي أن تستقر الأمور . انك لم تأخذي إجازة منذ فترة طويلة , وأنت بحاجة إلي أشعة الشمس , تدبري من يذهب معك .... ربما روز ؟"
فقالت تجادله :" إن لدي الكثير من المشاغل , وكذلك روز . فانا لا استطيع أن اطلب منها أن تتخلى عن جزء من إجازتها لأجلي ."
فمال نحوها غاضبا وقد بدا الإصرار في وجهه :" يجب أن أكون متأكدا من سلامتك يا جينا. عديني بأن تسافري . اسمعي , إذا عادت أمي إلي سان فرنسيسكو , يمكن لأختي أليسا أن تذهب معك . فهل تقبلين بمرافقتها ؟"
" لا يمكنني أن اطلب من أختك أن تأتي لقضاء إجازة معي , وبهذه السرعة فنحن لا نكاد نعرف بعضنا البعض ."
" إنها تحبك , وهي تريد أن تزيد من معرفتها بك . أنا سأتحدث إليها , فإذا قالت نعم , فهل ستذهبين ؟"
كيف يمكنها أن ترفض ؟

 
 

 

عرض البوم صور نسائم عشق   رد مع اقتباس
قديم 13-03-15, 12:38 PM   المشاركة رقم: 44
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2013
العضوية: 251998
المشاركات: 407
الجنس أنثى
معدل التقييم: نسائم عشق عضو سيصبح مشهورا قريبا جدانسائم عشق عضو سيصبح مشهورا قريبا جدانسائم عشق عضو سيصبح مشهورا قريبا جدانسائم عشق عضو سيصبح مشهورا قريبا جدانسائم عشق عضو سيصبح مشهورا قريبا جدانسائم عشق عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 511

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نسائم عشق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نسائم عشق المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 1112 - اﻹستسلام -شارلوت لامب - عبير دار النحاس (الفصل السادس)

 

الفصل الثامن
بعد ذلك بأسبوعين , وصلت جينا إلي لندن عائدة من مصر بالطائرة , شاعرة بإرهاق فظيع , كانت الرحلة طويلة صادفتهم أثناءها عواصف جوية جعلت الطائرة تدور في السماء كعلبة بين يد طفل عابث , بينما أخذت جينا ككثيرين من المسافرين غيرها , تتقيا , وكانت ما تزال تشعر بساقيها ضعيفتين لا تكادان تحملانها , خصوصا عندما رأت نيكولاس ينتظرها ...... إذ لم تكن تتوقع رؤيته .
وعندما تقدم لملاقاتها , نظرت إليه بإمعان وقلق , ذلك إنها في تلك الإجازة , كانت لا تزال تستيقظ اثر كابوس مفزع يعيد إلي ذاكرتها تلك اللحظات الرهيبة التي أصيب فيها بالرصاص . ولكنه الآن يبدو وقد عاد إلي صحته وشخصيته ما جعل الارتياح البالغ يتملكها .
قالت له لاهثة :" مرحبا ."
فقال بصوت عميق دافئ وهو يبتسم :" مرحبا ." وبقيا لحظات ينظران إلي بعضهما البعض صامتين , فقد تملك جينا شعور بالسعادة لرؤيته وهي تعود إلي الوطن , وكأن وجوده في استقبالها قد جعل عالمها مكتملا .
استلم نيكولاس منها العربة وهو يقول :" ما الذي يوجد في كل هذه الحقائب ؟ لا تخبريني بان كل هذا هدايا تذكارية .... من تلك الآثار المصرية الزائفة ."
قالت وهي تضحك متحديه :" نعم , لقد أحبني بائعو التذكارات المصرية جدا , فقد كنت سائحة ممتازة , إذ لم أكن استطيع مقاومة شراء عقود حجر الجاد المزيف , ونسخ رخيصة طبق الأصل لمجوهرات توت غنج آمون ."
ابتسم متفكها وعيناه تجولان في أنحاء جسدها ما جعل وجهها يحمر :" يبدون أن الرحلة أفادتك , وهذا الاسمرار في بشرتك يبدو رائعا , وهو يناسبك ."
قالت وقد احمر وجهها :" ولكن كان عليك أن تراني الأسبوع الماضي , فقد كنت أشبه بسرطان البحر , ولم احصل علي اسمرار البشرة ألا منذ أيام قليلة ."
" هل كانت رحلتك في الطائرة مريحة ؟ " وجه نيكولاس إليها هذا السؤال وهما يخرجان من مبنى المطار إلي حيث شمس فبراير الباردة والتي جعلت جينا ترتجف , وقد أدركت الآن تماما أنها قد عادت إلي شتاء بلادها بعد حرارة مصر اللاهبة .
أجابت :" لقد صادفتنا عاصفة مخيفة .ما جعلني أظن أن ساعتي الأخيرة قد دنت , ولكننا نجونا منها ."
منحها ابتسامة وقال :" أنني اكره السفر بالطائرة في الاجواء السيئة , هل أصبت بالقيء , أنا أيضا يصيبني هذا ."
فقالت : "نعم , لقد أصبت به ." وتقابلت أعينهما بضحكة مشتركة , ها قد عادت مرة أخرى , تلك المودة الجديدة بينهما , لم تكن تعلم متى وكيف نشأت ولكن ربما كان هذا بسبب المحنة المشتركة لتلك اللحظة التي تعرض فيها لمحاولة الاغتيال .
سألته بقلق وهي تنظر إليه :" الم يحدث شيء آخر أثناء غيابي ؟ هل ثمة تهديدات جديدة ؟"
هز رأسه قائلا :" تظن الشرطة إنها قبضت علي الرجل الذي كان وراء محاولة اغتيالي , فهم لا يتوقعون أن يجازف بقية أفراد العصابة بإعادة المحاولة , لا تقلقي فانا في أمان إذ كان رجال امن خاص حولي في كل مكان اذهب إليه وذلك أثناء الأسبوعين الأخيرين ,فتأكدوا من أنني لم أكن مراقبا أو ملاحقا .
قالت وهي تنظر حولها , عند وصولهما إلي الرولز رايس :" ولكن أين هم الآن ؟"
" لقد طلبت منهم أن يتبعونا في سيارة أخرى , والآن لا تقلقي فلم يعد هناك أي خطر ."
تمتمت تقول :" هذا ما كنت تقوله من قبل ."
قالت له بأدب وسائقة يضع أمتعتها في صندوق السيارة :" من الشهامة منك إن تأتي لاستقبالي في المطار , هل هي أمك التي أخبرتك في أي طائرة سأصل؟"
" نعم , لماذا لم تخبريني أنت ؟"
قالت : " لم يخطر هذا في بالي مطلقا ."
كانت تكذب ما جعل نيكولاس ينظر إليها ساخرا بينما كان يساعدها في الصعود إلي السيارة ثم يجلس بجانبها .
قال :" لقد تحدثت أليسا مع أمي هاتفيا , البارحة , من القاهرة قائلة إنها ستذهب إلي جزر المارتينيك لترسم , حيث إن توم تيرني سينتقل من الفيلا في عطلة هذا الأسبوع , فتصبح خالية لها . وقد اقترحت علي أمي إن تلحق بها إلي هناك , ولكن أمي أصيبت بأنفلونزا مزعجة , فهي تلازم الفراش ."
" نعم , لقد أخبرتني أليسا بذلك , أرجو إن تعتني تلك المرأة التي أحضرتها مكان السيدة غرانت , بها جيدا ."
" وأنا أرجو ذلك , يبدو إن أمي تحب السيدة فيريس تلك , أنني لم أر تلك المرأة بعد , ولكن لديها شهادات خدمة ممتازة كما تقول أمي , إنها في غاية الكفاءة ....."
أخذت جينا تتأمل وجه نيكولاس الجاد وقد تأثرت بمقدار اهتمامه بامه وبكل ما يتعلق بها , وإذ انتبه إلي تحديقها هذا , نظر إليها وقد ضاقت عيناه :" كيف كان انسجامك مع أليسا ؟"
" كالسمن والعسل ."
" أحقا ؟ " وبدت علية الدهشة , أتراه كان توقع منها أن لا تحب أليسا , لا لشيء ألا لأنها أخته ؟ حسنا , فهو مخطئ جدا , فقد أصبحتا صديقتين حميمتين أثناء الأسبوعين الذين أمضتاهما معا في مصر , مبحرتين في النيل في باخرة قديمة تسير بالمجاذيف .
سألها نيكولاس :" هل كان هناك أناس كثيرون علي متن الباخرة ؟"
" قيل أن هناك ما بين العشرين والثلاثين راكبا ."
" هل غالبيتهم متزوجون ؟"
لم تفتها اللهجة التي رافقت سؤاله هذا , فرمقته خفيه من تحت أهدابها ,ثم قالت بوجه خالي من التعبير :" اغلبهم ."
" وهم أيضا اكبر سنا منك ومن أليسا , كما أتصور , فنوع الأشخاص الذين يقومون عادة بمثل هذه الرحلات هم في منتصف العمر أو أكثر ."
فأومأت قائلة :" كان اغلبهم اكبر سنا , وقد أقاموا مرتين أمسيات موسيقي كلاسيكية يرافق ذلك مغن وعازف علي البيانو ."
بدا الارتياح علي وجهه , ولكنها لم تكن قد أنهت كلامها بعد , فقالت :" من حسن الحظ انه كان هنالك شاب أو اثنان ."
ردد كلامها مقطبا جبينه :" شابان ؟"
" كان هناك مرشد الباخرة , الدكتور هيث .... وهو بسن أليسا تقريبا , وبالغ الجاذبية .
فقال متجهما :" آه , حقا ؟"
" والمرشد السياحي , جوليان ....... وهو اقرب إلي سني أنا , وقد مضت عليه سنتان في عمله ذاك في تلك السفينة , قال انه لم يصدق حظه السعيد عندما راني و أليسا , نسير معا علي سطح السفينة .
قال نيكولاس بابتسامة لاذعة :" أرجو أن لا تخبريني بأنك أمضيت إجازة حب شاعرية."
فضحكت قائلة :" لقد كنت قلت لي أن ابتعد عن كل شيء واستمتع بإجازتي , حسنا , لقد استمتعنا جدا أنا و أليسا ."
أما الذي لم تخبره به فهو أن الدكتور هيث كان متزوجا وله عدة أولاد صغار ولم يبد أي اهتمام بها أو باليسا ما عدا أنهما في مجموعته السياحية .
كانت جينا تعلم أنها لن تنسى أبدا مناظر النيل الرائعة التي كانتا تمران بها والسفينة تنساب بهما أثناء حديثهما , كانت الصور تتلألأ في ذاكرتها .... غابات القصب , الضفاف الموحلة , أشجار النخيل , ثور يسير ببطء وبشكل دائري يضخ مياها موحلة إلي الأرض الجافة , القرى ذات البيوت الطينية , والدجاج منتشر يلتقط طعامه والأولاد يلعبون خارج بيوت ذات سطوح مسطحة تعلوها أبراج الحمام .


كانت مصر مزيجا غريبا من الماضي السحيق والعصر الحديث ..... فهناك ناطحات السحاب , القطارات السريعة وزحام حركة السير في القاهرة , من ناحية ومن ناحية أخرى حياة الفلاحين في القرى والتي لا يبدو أنها تغيرت منذ عهد الفراعنة , قال نيكولاس وهو يتأملها :" لقد عدت إذن من رحلتك راضية عن نفسك تماما ."
" إنني مسرورة جدا لذهابي , إذا كان هذا ما تعنيه , كان علي أن اعرف أليسا حقا , وذلك بالحديث معا ساعات طويلة ."
فابتسمت له برزانة:" وعن ذلك أيضا ."
قال مفكرا :" ولماذا نظرة الشعور بالذنب هذه منك والتي تشبه نظرة قطة أكلت القشدة ؟ ما الذي حدثتك أليسا ؟"
" فلنقل إنها أعطتني رأيها فيك بصفتها أختك ." قالت له ذلك مازحة لتغيظه بينما السيارة تقف خارج المبنى الذي يسكنان فيه , ورآهما الحارس يصلان فأسرع نحوهما ليأخذ الحقائب من السائق , وهو يقول :" سأصعد بها إلي الشقة حالا , يا سيدة تيريل ."
فقالت باسمه :" شكرا ."
وفي المصعد , قال نيكولاس بلهجة عادية :" لقد حدث الكثير أثناء غيابك في مصر , ويجب أن نتعشى معا هذه الليلة لكي أتمكن من أخبارك بكل شيء ."
لم ترفض , فقالت :" في أي وقت ؟"
" سأمر عليك في الساعة السابعة , والي ذلك الحين لا تبدإي في إفراغ أمتعتك وتنظيم كل شيء .... أن عليك إن ترتاحي بعد ذلك الطيران المتعب ."
" إن أول ما سأفعله هو اخذ حمام طويل , وبعد ذلك ادخل السرير ساعتين ."
أخذت بنصيحة نيكولاس فلم تفرغ أمتعتها ...... فهذا يمكن أن تقوم به غدا , ملأت حوض الحمام ووضعت فيه مساحيق العطور , فشعرت بالاسترخاء والراحة . كانت مسرورة جدا لقيامها بهذه الرحلة إلي مصر , لأنها عرفت الكثير عن نيكولاس . كانت لدى أليسا ذكريات خاصة عن أخيها في طفولته وصباه وفتوته ما جعل جينا تراه من نواح كثيرة مختلفة .
وأخيرا خرجت من الحوض كارهة , ثم استقلت علي سريرها وجذبت فوقها الغطاء , ثم استغرقت في النوم .
أيقظها رنين الهاتف , كانت الغرفة مظلمة فأضاءت النور ونظرت إلي الساعة وهي ترفع سماعة الهاتف , كانت الساعة السادسة تقريبا , و لا بد أنها نامت لمدة ساعة ونصف .
قالت :" الو ."
أجابها صوت روز :" جينا , هل عدت ؟ لقد قالت صوفي انك ستعودين هذا النهار ....لماذا لم تخبريني فنستقبلك في المطار ؟"
" لم أشأ إزعاجك لاحتمال أن تكوني في العمل , أين أصبحت خطة الزفاف ؟"
" حسنا , أن قائمة المدعوين تكبر وتكبر حيث أن أقارب ومعارف دانيال كثيرون , وعدا ذلك فكل شيء حسن , كيف كانت إجازتك ؟ وما رأيك في مصر ؟ الم يكن كلامي صحيحا عن حرارة الجو وكثرة البائعين ؟"
" كان صحيحا تماما , ولكنني عشقت ذلك البلد , فقد شعرت وكأنني أعيش في الأحلام"
" أنني مسرورة لاستمتاعك بالإجازة , اسمعي , السبب في اتصالي بلك هو ..... لقد اتصل بييت بالمكتب عصر هذا اليوم ."
شهقت جينا بعجب :" بييت ؟ هل أنجبت هيزل ؟"
فضحكت روز :" أنت سريعة الاستنتاج ."
" كيف كان ذلك , وكيف حال هيزل ؟"
" المولود ذكر و هيزل بأتم خير , لقد كان بييت متحمسا للغاية حتى لتظنين انه لم يولد لرجل طفل من قبل , لقد قال انه حاول الاتصال بك إلي البيت فلم يحصل علي جواب وهكذا اتصل بالمكتب وكنت أنا موجودة من باب المصادفة فأخذنا نثرثر معا, قال أن هيزل بقيت في المخاض حوالي ست ساعات , ولم يحدث لها أية مشاكل , وكان وزن الطفل خمسة أرطال فقط لأنه جاء مبكرا عن موعده ."
" هذا ما ظننته , ربما انتقالها إلي هولندا وكل ذلك التغيير في وضعها , جعل الطفل يأتي مبكرا , لا بد أن تركها الوطن نهائيا جعلها تشعر بكثير من لوعة الفراق."
فقالت روز :" ربما."
" الم يفكرا في اسم له بعد ؟"
" بييت يريد أن يسميه نيكولاس ....هل تظنين نيكولاس سيعجبه ذلك ؟"
" انه و نيكولاس صديقان منذ سنوات طويلة ."
" إلي أن أعلن بييت انه سيترك العمل عنده ليقيم شركة خاصة به , لا تقولي أن نيكولاس لم يعتبر ذلك خيانة له , لأنني اعرفه جيدا واعرف انه لا ينسى أبدا."
" آه , لقد بقي فعلا مستاء مدة طويلة , ولكنني واثقة من انه لم يعد كذلك الآن ."
عندما وصل نيكولاس عند الساعة السابعة تماما, فتحت له الباب وهي تخبره بولادة هيزل لطفلها , ولكن دون أن تخبره بان بييت اخبرها بأنه سيطلق عليه اسمه.
قال دون أن تبدو عليه أية دهشة :" اعلم ذلك فقد اتصل بي بييت هاتفيا وقال انه سيطلق علي الطفل اسم نيكولاس ."
أشرق وجه جينا بالابتسام فسألها وقد ضاقت عيناه :" لماذا هذه الابتسامة ؟"
قالت :" لأنني مسرورة جدا بمجيء الطفل , إلي أين سنذهب هذه الليلة ؟"
فقال بلهجة ماكرة :" إلي مطعم فرنسي صغير اعرفه ." لم تدهش وهي ترى نفسها تدخل إلي مطعم بيير بعد عشر دقائق , كان المطعم نصف خال , وكانوا قد حجزوا لنيكولاس المائدة المعتادة . قرر نيكولاس أن يكون عشاءه هو الطبق الخاص لهذا اليوم , وذلك بعد مراجعة قائمة الطعام , ثم سألها عما إذا كانت تريد نفس الشيء .
قالت بذعر :" انه ذو حراريات مرتفعة بالنسبة إلي , ولكنني سأطلب سمك السلمون المقلي فقط والفاكهة , هذا إلي زجاجة من المياه المعدنية ."
جاء النادل اخذ منه أوامرهما , ثم توارى مرة أخرى , بينما جاء نادل آخر يحضر إليهما المقبلات , وبينما كانت جينا تتذوق أنواعها بشوكتها , نظر نيكولاس من فوق كتفها ثم ابتسم واخذ يلوح بيده محييا شخصا ما .
التفتت جينا فرات كوليت تسي مقبلة , كانت ترتدي ثوبا صينيا هذه الليلة ذا لون فيروزي رائع الجمال , وتحته سروال فضفاض .
تمتم نيكولاس يقول برقة وقد ارتسمت علي شفتيه ابتسامة صغيرة :" إنها كوليت , ألا تبدو مذهلة الجمال هذه الليلة ؟"
نظرت إليه جينا هازئة , كانت تعلم غرضه من وراء هذا القول , فهو يتعمد إثارة غيرتها , وهذا لن يحدث بعد الآن , وجعلته نظراتها الهازئة يدرك ذلك قبل أن تسأله :" كيف يسير كتابها الذي يبحث عن سيرة أسرتك ؟"
لوى نيكولاس فمه, واتكأ إلي الخلف وقد بدا الجمود علي أساريره :" آه , انك تعرفين بأمر الكتاب ؟ أظن أليسا هي التي أخبرتك بذلك ."
قالت :" لقد أخبرتني أليسا بأشياء كثيرة ."
" أحقا ؟ يجب علي أن اشكر أختي لهذا , عندما أراها , لقد كنت طلبت منها أن تكون كتوما وتراقب حديثها إليك ."
" اعلم ذلك , فقد أخبرتني , هي به , ولكن كما قالت , يمكنك أن تعطيها أوامر ولكن هذا لا يعني أنها ستنفذها , لقد قلت انك تريدني أن اعقد صداقة مع أختك , وقد فعلت , وقد عرفنا بعضنا البعض جيدا جدا , ثم ......."
وسكتت عندما احضر النادل الطعام بما في ذلك سلطة الفواكه .
قال نيكولاس :" ما الذي كنت ستقولينه أن أليسا لم تفهم لماذا لم تكن أنت تريديني أن اعرف بان كوليت تكتب كتابا عن أسرة كاسبيان , وتريد أن تقابل والدتك وشقيقتك ما جعل أمك تأتي مع أليسا إلي لندن ."
فقال :" أن كوليت لا تريد إعلان هذا الأمر . إنها تريد أن تنهي الكتاب وتطبعه وتبدأ بنشره قبل أن تذاع كلمه عنه , فهي تخاف أن يسبقها احد إلي هذه الفكرة حالما يعلمون بما تفعل , فبعض كتاب السير أولئك يمكنهم انجاز كتاب بظرف أسابيع قليلة ..... وبإمكانهم أن ينشروا كتابهم قبلها , فهي تقول إنها بطبيعتها , ليست سريعة في الكتابة , ولكنها مؤكد إنها تريد أن تقوم بدراسة شاملة مفصلة قبل أن تكتب كلمة واحدة , وقد طمأنتني إلي أن الكتاب سيكون جيدا ."
قالت جينا :" أنا واثقة من ذلك , فهي ذات كفاءة بالغة . رغم أن هذا أول كتاب تقوم بتأليفه حسب علمي ."
" نعم , لقد أخبرتني بذلك , ولكنها تخصصت في الكتابة عن الشخصيات , ولديها أسلوب حسن وليست مجرد كاتبة مستأجرة , وعندما جاءت إلي تطلب مني أذنا لتأليف كتاب عن الأسرة , ترددت في البداية واستغرقت وقتا في التفكير في ذلك , ولم أوافق ألا علي نقاط معينة .... أولها أن اطلع علي المخطوط حتى قبل ذهابه إلي الناشر , وثانيا أن بإمكاني أن أصر علي تغيير أي قسم منه لا يعجبني ....."
حدقت جينا فيه متفكهة :"يمكنني أن أرى انك لا تنوي أن تستغل أية فرصة ."
بدا العنف في نظراته :" ولماذا علي أن اسمح لها بان تكتب عني ما تشاء ؟ أن ما ارجوه هو أن هذا الكتاب عندما ينشر , سيمنع أي شخص آخر من تأليف كتاب ."
" أن الأكثر احتمالا هو إنها ستثير كاتبي السير التافهين لكي يحققوا في خلفياتك لكي يعثروا علي فضيحة ما , لم تجرؤ كوليت علي الإتيان علي ذكرها ."
فقال ببرودة :" ليس هناك أي فضائح ."
" حتى ولا عدة صديقات منتشرات في أنحاء أوروبا ؟"
قالت ذلك تغيظه فالتمعت عيناه وهو يقول :" هل يزعجك هذا لو كان صحيحا ؟"
" ولماذا يزعجني ؟"
تجهم وجه نيكولاس وتابع يقول بإيجاز :" كما أنني قلت لكوليت أيضا أن عليها أن تتحدث للناس الذين اختارهم , فانا لا أريد أن يزخر هذا الكتاب بالأقاويل عن فضائح من أعدائي , فقد رأيت كثيرا من السير الذاتية من ذلك النوع ما جعلني لا أريد لنفسي مثلها ."
سألته بدهشة :" وهل هذه أول سيرة ذاتية لك ؟" فأومأ بينما اقبل النادل ليرفع الأطباق الفارغة .
سقطت منشفة جينا علي الأرض , فانحنت لتلتقطها , ومن زاوية عينها رأت كوليت تتناول العشاء مع رجل لا تعرفه .
سالت نيكولاس :" من هو ذلك الرجل الذي مع كوليت ؟"
نظر نيكولاس عبر الغرفة , ثم هز كتفيه :" لا أتذكر اسمه , ولكنني رايته في أنحاء باربري وارف عدة مرات هذا الأسبوع , وذلك في طابق المحررين , انه سريع العمل أيضا ألا إذا كان يعرف كوليت قبل التحاقه بالعمل عندنا ."
قالت :" أتعني انك لم تحضره من إحدى صحفك الأخرى ؟"
قال بحدة وقد قطب جبينه :" لا بد انه مراسل جديد, وكان عليك أن تعلمي الآن أنني لا أتدخل في مستوى عمل كهذا , فانا انقل فقط كبار الموظفين وعادة لمدة سنه أو نحوها فقط , فانا أحب أن احضر موظفي الكبار إلي هنا فهذا يمنحهم خبرة في الأوضاع والتقنيات الأخرى وتساعدهم علي تحسين لغاتهم واتساع آفاقهم ....."
قاطعته :" ولكنك لا تفعل هذا مع الموظفين الانكليز ."
فقال بفروغ صبر :" بل افعل طبعا , فقد ابتدأت انقل موظفين انكليز إلي أوروبا ولكن هذا ليس سهلا تماما لان قليلا منهم من يحسن لغة غير الانكليزية , وهذا هو السبب في أنني ابتدأت بإحضار كبار موظفي صحفي الأوروبيين إلي هنا , وذلك لأجعل الموظفين الانكليز يدركون أهمية تعدد اللغات ويبدو أن هذا ما حصل , فقد ابتدأوا الآن يتعلمون لغات أخرى بمعدل مدهش , وقد تأثرت كثيرا بالطريقة التي استيقظ فيها الانكليز أخيرا إلي حقيقة أنهم أوروبيون وان الانكليزية ليست هي اللغة الوحيدة في العالم , وأنا أتلقى الآن طلبات كثيرة لنقلهم إلي أوروبا , وأنا أرسل منهم بمعدل واحد أو اثنين شهريا كما أظن ."
قالت جينا وكأنها موشكة علي البكاء :" هذا صحيح فروز ستسافر إلي باريس ."
" انك ستفتقدينها ."
تنهدت قائلة :" نعم , هيزل أولا , والآن روز ...... أنني اكره التغيير حيث يتوارى الناس من حياتي ما يجعلني مكتئبة ."
ابتسم لها نيكولاس مسريا عنها :" جينا , أن أوروبا تتقلص كل يوم , وستتضاعف سرعة هذا الأمر خلال العشر سنوات القامة ما يجعل زيارة روز في باريس أو هيزل في هولندا ليست أصعب من الذهاب إلي شاطئ البحر في لندن , حاليا فالطائرة تصل بك إلي شيفول في هولندا , مثلا في نحو ساعة أو أكثر قليلا ومن ثم تذهبين بالسيارة إلي ميدلبورغ حيث تسكن هيزل , وذلك في وقت قصير لا يذكر , وهكذا يمكنك الذهاب والعودة في يوم واحد , عند الضرورة ."
قالت : سنذهب أنا و روز , لنرى الطفل وذلك حالما نتمكن من الحصول علي إجازة عدة أيام
" بل عليكما أن تمكثا هناك مدة أطول فتريا هيزل والطفل , وتتفرجا علي المكان الذي تعيش فيه , وتعرفا احوال بييت ومدى تقدم عمله ....."
فنظرت إليه باشمئزاز :" أتريدني أن أكون مخبرة سرية لأجلك ؟ أتريد أن يفشل عمل بييت لكي يعود إليك ؟"
احمر وجه نيكولاس واخذ يمر علي شعره بيده متوترا وهو يقول :" اتظنينني حقودا بذلك الشكل ؟ انك مخطئة , فانا لا أعدو أن أكون مهتما به ..... ذلك أننا أنا وبييت , صديقان منذ سنين طويلة , و يهمني أمره كثيرا , فإذا أنا سألته عن أحواله مباشرة فهو لن يخبرني إذا كانت أحواله سيئة , فكرامته تأبى عليه ذلك ."
في هذه الأثناء اقبل النادل بطلبهما الثاني من الطعام , فأخذت جينا تحدق في السلمون المقلي الذي أمامها وهي تفكر في ما قاله نيكولاس لتوه , ثم تمتمت وهي تلتقط شوكتها :" أنا آسفة , يا نيكولاس , أنني أفهمك بالطبع , فانا اشعر بنفس الشيء نحو روز ." ثم تناولت لقمة من السمك , وتنهدت قائلة :" انه رائع , كيف ترى الروستو عندك ؟"
" لذيذا جدا " ثم أردف باختصار :" خذي إجازة أسبوع لتذهبي إلي هولندا وذلك في أي وقت تشائين ."
قالت جينا ضاحكة :" ولكنني عدت لتوي من الإجازة ."
" خذي إذن عطلة أسبوعية طويلة ."
" نعم , أظن هذا ما علينا أن نفعل, أن روز ترى أن بإمكاني أن اذهب إليها في باريس ومن ثم نذهب إلي هولندا بسيارتها ."
فقال :" هذا حسن , وقد يكون أسرع من السفر بالطائرة أو القطار , إذ عليك أن تمكثي وقتا طويلا في انتظار موعد الطائرة , ودوما هناك تأخير في المواعيد , هذا عدا عن الوقت الذي يذهب سدى في انتظار استئجار سيارة في المطار ."
كانا قد أوشكا علي الانتهاء من تناول العشاء عندما ظهر شخص بجانب مائدتهما , وقال بلطف ساخر :" مساء الخير لكما معا , لقد حاولت لفت نظركما من وسط القاعة ولكنكما كنتما مستغرقين في الحديث حتى أنكما لم تلحظاني ."
رفعت جينا نظرها إليه مجفلة وقد شحب وجهها :" سير ديرموت !"
نظر السير ديرموت إلي عينيها الذاهلتين ثم قال برقة :" نعم , لقد عدت , فقد عدت بالطائرة منذ عدة أيام , كيف حالك يا جينا ؟ تبدين شديدة السمرة .... سمعت انك كنت في مصر فهل أمضيت وقتا جميلا هناك ؟ وكذلك أنا في الجزر الكاريبية , يجب أن نلتقي في أسرع وقت ممكن لكي نتبادل الصور التي التقطناها أثناء الإجازة ."
شعرت جينا بعيني نيكولاس تراقبانها وقد بدا العنف في عينيه عندما أدرك المعاني المزدوجة في صوت السير ديرموت . ها قد عاد السير ديرموت قد أصبح قويا نشيطا مرة أخرى , ومستعدا لابتداء معركة مفتوحة في حربة ضد مؤسسة كاسبيان وهو يتوقع منها الآن أن تساعده في تدمير نيكولاس

 
 

 

عرض البوم صور نسائم عشق   رد مع اقتباس
قديم 14-03-15, 01:22 PM   المشاركة رقم: 45
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2014
العضوية: 271387
المشاركات: 11,135
الجنس أنثى
معدل التقييم: bluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13814

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
bluemay غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نسائم عشق المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 1112 - اﻹستسلام -شارلوت لامب - عبير دار النحاس (الفصل الثامن)

 
دعوه لزيارة موضوعي

شكلهم اﻷتنين هدول بدهم يجلطوني ... أسمك من عقولهم ما شفت !!!!!
الحادث وضح اهتمام كل منهما باﻵخر ولكن هو متردد وهي منكرة .

حبيت رحلتها ع مصر وقربها من اليسا

بتوقع اليسا تقابل توم وممكن يرتبطوا بعدها

السير ديرموت ناوي عالشر

ونيكولاس حاسس بتورط جينا.


منتظرة القادم لنتعرف عالتطورات


لك ودي

°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

 
 

 

عرض البوم صور bluemay   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
-شارلوت, 1112, لامب, اﻹستسلام, النحاس, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t198768.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط±ظˆط§ظٹط© 1111 ط´ط§ط±ظ„ظˆطھ ظ„ط§ظ…ط¨ This thread Refback 21-05-16 10:16 PM


الساعة الآن 03:45 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية