كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الرابع )
فقالت " لا تكن سخيفاً . هل لأنني لم اتعود على ان يقودني رجل, يعتبر ذلك عصبية مني؟"
فقال " يقودك رجل؟ لقد كنت اقدم اليك يد المساعدة بكل أدب, ذلك ان الأرض غير مستوية هنا" ولم تخطئ هي نبرة المزاح في صوته العميق . وانتزعت ذراعها من يده وهي تقول " حسناً إنني لا اريد مساعدتك, واشكرك كثيراً. فإنني قادرة تماماً على السير دون معونة من احد يا سيد ماك اليستر . لهذا , وفر معونتك المؤدبة لمن يعرف قيمتها"
هل هو القدر الذي وضع حفرة موحلة في منتصف الطريق , ليجلعها تعمى عن رؤيتها وهي تتقدمه في السير مائلة برأسها في كبرياء ؟ لم يكن لديها اية فكرة عن ذلك, سوى انها كانت تسير للحظة , وفي اللحظة التالية كانت غارقة حتى كاحليها في الماء الموحل المثلج . وبقيت لحظة متجمدة مكانها . لتنشل نفسها بسرعة بعد ذلك من الوحل مسرورة , إذ وارى الظلام خيبتها عن عيني جميس . ماك اليستر وهو يقف يرقبها صامتاً.منتديات ليلاس
اخرجت من جيب معطفها منديلاً ورقياًَ ثم انحنت تمسح البقع القذرة عن كاحليها . وهي تتمنى لو كانت تبعد عن هذا المكان مليون ميل. لماذا لم يقل هو شيئاً؟ اي شيء حتى ولو تعبيراً لها بقوله " لقد قلت لك ذلك " مثلا , وذلك بدلاً من وقوفه يرقبها بهذا الشكل ؟
رفعت انظارها اليه, لتشعر بطبعها يكاد ينفجر وهي تراه يضحك بصمت على عدم جدوى محاولتها تنظيف نفسها. فألقت بالمنديل جانباً ثم استدارت عائدة من حيث اتت, مستخفة بمحاولته إعادتها .
قال وقد حلت مكان ضحكه برودة جعلت الدم يتجمد في عروقها " إلى اين تظنين نفسك ذاهبة ؟"
فأجابت " إنني عائدة الى نزل الأوبرج طبعاً, إذ لا يمكنني الذهاب الى اي مكان بهذه الحالة"
هز رأسه ودفع الهواء خصل الشعر عن جبينه , ليبدو وجهه في ضوء القمر قوياً عابساً.
وقال " تعالي إننا لن نضيع الوقت اكثر مما فعلنا هذه الليلة "
وجذبها من ذراعها وهو يسير بها قدماً , ولكن سارة قاومته ادهشتها هي نفسها . ونظرت اليه ساخطة وهي تقول " ولكن من تظن نفسك لكي تأمرني بهذا الشكل . انني لن اذهب معك الى مكان يا جميس ماك اليستر الى ان اعود نظيفة جافة"
فأمسكها بذراعيها وانحنى ينظر في وجهها قائلاً" لا يهمني لو كنت مغطأة بالوحل من رأسك حتى اخمص قدميك, ايتها السيدة , ولايمكنك ان تذهبي الى اي مكان قبل ان ننجز ما نحن بسبيله. لقد ادركت منذ البداية ان ليس لديك اي اهتمام بمصير كاترين, ماعدا ان اختفاءها ادخل الفوضى الى برنامجك للرحلة . ولكنني مهتم جداً و احتاجك كمترجمة . ولهذا ستأتين معي سواء شئت أم أبيت. فدعينا نسلك لذلك السبيل السهل بدلاً من السبيل الصعب . ما دامت النتيجة هي واحدة فاختاري يا سارة ولكن بسرعة , لأن صبري قرب من ان ينفذ "
لماذا أصرت على الجدال في الوقت الذي كانت تعلم فيه انه يعني كل كلمة قالها ؟ لماذا لم تمتثل للأمر بهدوء محتفظة بكرامتها ؟ لقد كان هذا , بطبيعة الحال, ما يجب عليها عمله , ولكن ...
|