كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الثاني و الثالث )
كان يبدو رجلاً متكامل الرجولة والعنفوان .. رجلاً بالغ الجاذبية والازعاج الى حد كان تأثيره عليها اكثر مما يجب . لقد سبق وقابلت رجالا آخرين كانوا ممتلئي الجاذبية من آباء تلميذاتها , ولكن لم يكن لأي منهم مثل هذا التأثير الذي كان لجميس ماك اليستر عليها.
قال " من الافضل ان تسرعي في اختيار ما ستأكلين , لأننا سنتابع السير بعد نصف ساعة , وإذا كنت عن ذاك لم تنتهي بعد من طعامك , فالذنب عندها سيكون ذنبك , كما انني انبهك الى انني لن اطلب طعامي مما هو مذكور في قائمة الطعام "
كادت تقفز من مكانها إذ كلمها فجأة , ورفعت عينيها اليه شاعرة بالذنب , ليتضرج بعد ذلك وجهها من شعورها بالحرج إزاء النظرة الساخرة التي بدت في عينيه , وقالت " لقد جعلتني اشعر بعسر الهضم , إنني متأكدة من ان خشونتك تذهب بشهيتي يا سيد ماك اليستر"
ما الذي جعلها تقول ذلك؟ ربما كان ذلك بدافع النفي , في اعماقها لأفكارها تلك بشأنه , وتصاعد شعور الحرج حتى كاد يحرقها ولكنه , لدهشتها , لم يتفوه بكلمة , بل ضحك . وبعث صوته العميق رجفة في اوصالها .منتديات ليلاس
قال " ربما كان مظهري خشناً .. ولكن , اليس من الممكن ان اكون رقيقاً في اعماقي ؟ هل تريدين ان تتأكدي من ذلك , ياسارة ؟"
قالت " أنا .. كلا.. طبعاً لا .. كما انني لا احب ان تدعوني باسمي الأول "
قال وهو ينحني الى الامام مستنداً بمرفقيه على غطاء المائدة الابيض , متفرساً في وجهها بإمعان " لماذا؟"
نظرت اليه سارة لحظة ثم حولت انظارها عنه بسرعة وهي تتعجب لانحباس نفسها بهذا الشكل . وتحولت انظارها الى ذراعيه اللتين لوحتهما الشمس ويكسوهما شعر اسود خفيف . وازدردت ريقها بصعوبة في محاولة للتخلص من التوتر المفاجئ في عنقها . ماذا جرى لها ؟ لماذا تتصرف كالمراهقات ؟
نبهتها افكارها الى درجة رفعت معها انظارها لتصطدم بنظرته القوية التي كانت على بعد سنتمترات منها . وبدا ان الزمن قد توقف لحظات ليتركهما معلقين هكذا بعيدين عن العالم اجمع . ثم ابتسم ببطء وقال يكرر السؤال " لماذا يجب عليّ ان لا اخاطبك باسمك الاول يا سارة ؟"
قالت " لأنني لا احب ذلك"
بدا جوابها هذا سخيفاً حتى في أذنيها . وكان صوتها خافتا متقطعاً, وشعرت بالسخرية تجتاحه. واعادها ذلك الى وعيها لتتخلص من تلك الافكار الحمقاء الى ساورتها في لحظة خطرة. واستقامت في جلستها وقد عاد الى ملامحها دون وعي منها , ذلك البرود الذي اعتادت ان تقابل به الآخرين , وقالت " لأنني افضل ان تبقى علاقتنا في حدود العمل الجاد , ليس ثمة مجال لأن تتجاوز علاقتنا حدود المعرفة التي اضطرتنا الظروف الى ان يرغم الواحد على مرافقة الآخر, وكما ارى , ليس ثمة حاجة الى زيادة التآلف بيننا" قال وهو يستعيد جلسته الطبيعية " هكذا ؟" ونظر اليها ممازحاً وهو يحرك حاجبيه بشكل جذاب , ممعناً النظر فيها " ولكن , ألا تظنين ان الامور ستكون اكثر سهولة لو حاولنا تطوير علاقتنا هذه؟ إننا , قبل كل شيء يا سارة , علينا ان نمضي اغلب ايام الاسبوع القادم معاً. ألا يدعو بقاؤنا على هذا الشكل , الى الأسف ؟"
|