لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


أشباه الظلال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مساء الخير أحبتي سأضع بين أيديكم روايتي الثانية متمنية أن تنال ولو بعضا من إعجابكم أشبـــــــــاه الظــــــلال جمعت أوراقي

 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 24-10-14, 12:44 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة القلم


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273354
المشاركات: 4,068
الجنس أنثى
معدل التقييم: برد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسي
نقاط التقييم: 4345

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
برد المشاعر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي أشباه الظلال

 





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساء الخير أحبتي سأضع بين أيديكم روايتي الثانية متمنية أن تنال ولو بعضا من إعجابكم

أشبـــــــــاه الظــــــلال

جمعت أوراقي من على الطاولة ونظرت لهم وقلت بجدية

" الورقة الأخيرة موثقة في المحكمة فلا خلاف في الاسمان الأولان والبقية سيكون لكم الخيار "

ثم وقفت مغادرا لوجوه تعلوها الصدمة والدهشة من كل ما سمعت وكأنهم تماثيل جامدة كل واحد منهم لم
يستوعب ما سمع كنت أعلم منذ البداية أن هذا ما سيحدث وهذا ما تجلبه الوصايا التي يتركها الأموات فمنذ
أشهر طويلة بل سنوات وهذه العائلة تعاني ويلات تلك الوصية وها هي اليوم خلطت لهم الأوراق من جديد
ففرقت من جمعته بالأمس ولم تجمع من فرقته

صراحة أنا لا ألومهم فمن منا يرضى أن يتحكم أحد في مصيره خصوصا إن كان هذا الأحد أموات رحلوا
مع الماضي ليحطموا أحلام الماضين للمستقبل ربطوهم بالعهود والمواثيق القديمة ولم يكترثوا لمشاعرهم
وأمانيهم ووضعوا كل واحد منهم أمام خيارين كل واحد منهما أسوء من الآخر

فهل يحق للأموات أن يتحكموا في مصائر الأحياء هذا السؤال لن أجيبكم عنه وعليكم أن تقرؤا هذه الرواية
لتعرفوا الجواب

أسمي هوا عارف مهنتي محامي ويناديني الجميع بالمحامي عارف وسأسرد لكم هذه الأحداث التي دارت في
ذلك المكان منذ زمن ليس بقليل وليس بكثير أيضا وسأترك لكل شخص ممن تركتهم خلفي في ذاك المكتب يسرد
لكم حكايته بطريقته الخاصة لتفهموا هذه القصة العجيبة التي تدمج بين الخير والشر ليس في طبائع البشر بل في
مصائرهم وما تخبأه أقدارهم
لينكشف كم كان خلف ذاك الشر خير و كم يكون خلف حتى الخير شر فقد تموت الأحلام ليولد من رحمها بداية
الأمل وتسقط الدمعة لتحكي حكاية الابتسامة القادمة ونكتشف بعد سنين أننا سقطنا لنقف من جديد

سأعود بكم الآن للماضي لتعيشوا الأحداث معي ومعهم وهم بدوني

الجزء الأول

عارف

جلست أقلب ظرف ورقي كبير أمام عيني ومشاعر سيئة تنتابني من وجوده على وجه الأرض ,
فليثني لم أدرس القانون يوما ولم أكن محاميا , كم أكره هذه المهمة السيئة التي جعلتني أكره المحاماة
أجلس اقلبه وأنتظر أن يخبرني أحدهم أن ثمة شيء قد يتغير مع الوقت وكل ما علينا الانتظار رغم أنني
أعلم جيدا أن بعض الأمور لن يغيرها شيء مهما كان لأنها مرتبطة بالأموات الذين رحلوا وتركوا أشياء
لن تتغير إلا بعودتهم للحياة من جديد مثلك يا شامخ يا صديقي ومثل ما حملتني في هذا الشيء الغامض

أذكر أنني التقيت بصديقي القديم شامخ رحمه الله منذ حوالي اثنين وعشرين عاما بعد ولادة أبنه الأصغر
زبير بقرابة السنتين , وكان ذلك عند عودته من الحرب التي دارت عند حدود الجنوب لقد كان منهارا جدا
بسبب وفاة أصدقائه المقربين هناك ورأيت حينها شامخ يبكي بمرارة

لم أكن أذكر عددهم تحديدا ولكني أذكر جيدا تأثره بوفاتهم وأن واحد منهم من دولة مجاورة لقد كانوا أصدقاء
طفولته وكان الأمر صعبا جدا عليه أن يراهم يموتوا أمام عينيه ويبدوا أن الفتاة التي ستحضر الوصية ابنة
أحدهما وقد يكون الشخص الآخر الذي أختاره للحضور أيضا له صلة بهم , أتمنى أن يكون شامخ رحيما
بأبنائه في هذه الوصية

" عارف عزيزي ما بك "

كان هذا صوت زوجتي الذي أخرجني من دوامة عقلي وانتشلني من ظلمة أرض الأفكار ورمي
بي لأشواك الواقع

تنهدت وقلت " لا شيء عزيزتي , ذات المشكلة فتح وصايا الأموات "

قالت بهدوء " ولكنك معتاد على ذلك ما تغير الآن "

أجبتها بضيق " الأمر هذه المرة مختلف تماما لا أشعر أن هذه الوصية تحمل خيرا أبدا "

قالت بتوجس " ما الذي جعلك تعتقد ذلك ألست لا تعلم ما تحوي "

تنهدت وقلت " أجل ولكنني أعلم جيدا من يكون صديقي شامخ وكيف قد يفكر فلم أنسى ذلك اليوم أبدا "


قبل قرابة عام من اليوم


زرت اليوم صديقي القديم شامخ حالته الصحية في تدهور مستمر وقد نصحه الأطباء بعدم مغادرة المستشفى
لولا إصراره على العودة لقصر عائلته , شامخ رجل قوي الإرادة ويتعامل مع كل شيء بواقعية بحثه ولا
يؤمن بالصدف والمفاجئات ويرفض دائما ذلك الاعتقاد الذي يقول رب صدفة خير من ألف ميعاد حتى
سيطرت الفكرة على كل عقله لتتحول إلى ( لا وجود لشيء قد تغيره الصدف أو المفاجئات ) فهوا يؤمن يقينا
أن التغيير أفضل طريق للنجاح وأن التغيير الحقيقي ينبع من داخل الشخص ذاته

لصديقي شامخ ثروة أكثر من ضخمة فهوا وأشقائه الاثنين قام والدهم بتقسيم ثروته عليهم وهوا لا يزال على
قيد الحياة وأعطى كل واحد منهم نصيبه فضاعف شامخ تلك الثروة خلال سنوات قليلة, لشامخ خمسة أبناء
ذكور واحد من زوجته الأولى وواحد أبن زوجته الثانية الذي رباه كابن له غير أنه حمل أسم والده ولم يعرفه
الناس إلا به وثلاثة هم أبنائه من زوجته الثانية

جلست بجانبه فنظر إليا نظرة مطولة وكأنه يستعد لإلقاء قذيفة من قذائف أفكاره المعتادة ثم قال

" عارف يا صديقي ها قد حان الأجل "

أجبته مطمئننا " سلامتك يا شامخ فمن هم أكبر منك سننا يتزوجون وينجبون الأبناء "

قال بابتسامة " لكل أجل كتاب والموت لا يعرف عمرا ولا وقتا "

قلت بحب " أطال الله في عمرك وأبقاك "

سكت مطولا ثم قال "عارف يا صديقي سأوكلك أمرا هوا وصيتي لك لحين نلقى وجه الله في يوم الحساب "

تنهدت بضيق وقلت " ليث أمي لم تلدني لأكون محاميا , علمت ما ستقول "

قال بجدية " وصيتي لأبنائي أمانة في عنقك يا عارف ولتكن المحكمة هي الفصل فيها وراتبك مدفوع لعدد
السنوات التي حددتها ومن الآن ولن يعلم عددها غيرك , عليك مراقبة سير الوصية باليوم والساعة "

تنهدت وقلت " لا تظلم أبنائك يا شامخ ولا تكن السبب في ضياعهم أعرف تربيتك القويمة لهم جيدا فهم
من خيار من رأيت فأبعد عن رأسك تغيير ما جبلهم الله عليه فكلنا بشر ولكل منا عيوب والله كتب في كتابه
العزيز أن يقتسم الورثة مالك بما أوجب شرعه وبما أمر به نبيه "

قال بهدوء " أعلم يا عارف ولن أخالف شرع الله ولكن على أبنائي أن يغيروا ما سيهدم كل مستقبلهم "

قلت بدون يأس " يا شامخ يا صديقي دعهم يختاروا ما يرون فيه سعادتهم ها هوا والدك أقتسم ماله بينكم وهوا
حي يرزق وكل منكم بنا نفسه وعاش حياته "

قال بحزن " أنت لا تعلم شيئا يا عارف الماضي لازال يطاردني وعهدي الذي ما نسيته يوما ولا أريد لأولادي
أن يفسدوا تحقيقه وأريد أن يكون كما أردت أنا "

قلت بحيرة " أنا لا أفهم مما تقول شيئا ولكن عليا تذكيرك بمغبة ما ستقدم عليه "

قال مطمئننا " ستعلم يوما وستعذرني وستوقن حينها أن الحق معي ألتزم أنت فقط بالوصية حرفيا كما كتبت لك "

حاولت محاولة يائسة أخيرة " أنت تعلم يا شامخ أن أبنائك يعتمدون من بعد الله على عملهم معك ثروتك كبيرة
وتكفيهم حتى ابن الابن فلا تجعلها ورقة ضغط لتتحكم بمصيرهم متعذرا بتفكيرك بمصلحتهم , لا تذمرهم يا
صديقي فالمال يجعل الشقيق يقتل حتى شقيقه "

نظر للسقف وقال " لا تخف ... أنا ربيتهم واعرفهم جيدا أخبرتك أنك ستعلم يوما ما أصبوا إليه وستعذرني "



الحــاضر

تنهدت وقلت " أشعر أنني في حيرة من أمري لا يمكنني مخالفة أوامر صديقي ولا حدود مهنتي "

ربتت على يدي وقالت " لا تقلق يا عارف هم أبنائه ولن يفعل ما يعلم أنه سوف يسبب ضررا لهم ثم
أنت لست ملاما فيما فعل أنت محامي مكلف وعليك تأدية واجبك , وكل شيء قد كلف به المحكمة يعني
أنك ستشرف على سير الوصية فقط "

قلت بهدوء " فلنأمل من الله خيرا "

قالت لي بلهفة " أخبرني عن أبنائه أولئك , لقد شوقني حديثك عنهم أن أعرفهم "

ابتسمت وقلت " ألا تريدي حضور الوصية معنا "

ضحكت وقالت " لن تسمحوا لي بذلك لكنت فعلت "

قلت بهدوء " إنهم خمس أبناء كما كان يعتبرهم دائما رغم أن أحدهم ليس ابنه وهم غيث وبحر وأديم وصهيب
وزبير , أكبرهم غيث يليه بحر وهوا ابن زوجته الثانية من زوجها الأول ثم يليهم الثلاثة الباقين وهم أبنائه من
زوجته الثانية "

ثم أخرجت الورقة التي أعطاها لي شامخ وقد شرح فيها بشيء من الإيجاز طبائع أبنائه وعيوبهم لا أعلم لما
أعطاني هذه الورقة ولكن ما كان عليا إلا انجاز عملي بصمت وقلت لها

" أسمعي سأتحدث لك عنهم وأقرأ لك ما كتب شامخ عن كل واحد منهم "

قالت بحماس " نعم كلي أذان صاغية "

ابتسمت وقلت " أولهم غيث وهوا الابن الأكبر له , وهوا أبنه من زوجته الأولى التي طلقها شامخ منذ
ثلاثين عاما وكان غيث حينها بعمر الخمس سنين عاش معها غيث أغلب طفولته حيث عاش خمس سنين
أخرى مع والدته وزوجها قبل أن يتوفاها الله وكان ذلك بطلب منها هي وقد قدمته للمحكمة , وهذا ما كتب
شامخ عنه ( غيث أبني الأكبر وساعدي الأيمن دائما , القوي الصلب الذي ما هاب يوما أحدا , في ماضيه شيء
خلق منه رجلا بكل هذه القسوة والقوة عيب غيث الكره الدفين لنموذج معين من البشر دون شرح الأسباب ) "

قالت بحيرة " غريب ما كتبه عنه وغامض جدا هل هوا متزوج "

قلت بهدوء " لا لم يتزوج أي من أبنائه حتى الآن "

قالت بتشوق " نعم تابع من التالي "

ابتسمت وتابعت قائلا

" إنه بحر وهوا ابن زوجته الثانية سماح تزوجها وعمره سنة بعد طلاقها من زوجها الأول رباه شامخ وكأنه
أحد أبنائه ويرغب في مقاسمته لهم حتى في الميراث يعيش بحر بعضا من حياته مع والده وزوجته الذي له من
الأبناء منها ابن و ابنة رغم ما كان يقاسي بحر من والده إلا أنه لم ينقطع عن زيارتهم يوما وهوا المسئول الأول
عنهم ويصرف عليهم من ما يجنيه من عمله مع أخوته لدى شامخ ولم ينقصهم في حياتهم شيء "
ثم نظرت للورقة أمامي وقلت

" وهذا ما كتبه شامخ عنه ( بحر هوا أبني الثاني , رجل ربته الظروف قبل أن أربه أنا وهوا كاسمه تماما
كالبحر واسع وعميق وهادئ حتى وقت توراته فقد لا تشعر بوجوده رغم أنه يجلس ويتحدث معك وحتى قلبه
بحر آخر يكتم أمانيه وأحلامه فيه, عيب بحر الاستهتار حيال بعض الأشياء )

ابتسمت وقالت " وهذا يبدوا وصفه له غريبا ومحبا له أيضا هل هوا فعلا بكل ذلك الهدوء "

قلت بذات الابتسامة " بل وأكثر من ذلك بكثير "

ثم ضحكت وقلت " ألا تريدي معرفة البقية "

قالت بفضول " بالتأكيد "

قلت متابعا " أبنه الثالث هوا أديم وهوا أبنه الأول من زوجته الثانية سماح وكتب في خطابه عنه
( أديم ابني الأوسط وهوا عزيز النفس شديد الكبرياء بل والغرور , لديه نظرية يرى من خلالها الناس, فهوا
يعتقد أن البشر يجب أن يقوموا بتقسيم أنفسهم لثلاث طبقات , فقراء معدومين وميسوري الحال وأغنياء
وأن تعيش كل واحدة منهم في كوكب بمفردها فلا يحتك الفقراء إلا بأمثالهم وكذلك البقية وقد طبق ذلك بالفعل
على حياته , لم يرى الفقر عيبا ولكنه كان يتمسك برأيه هذا بقوة , عزة نفس أديم تجعله لا يرضى أن يهان أمامه
أي أحد من أي كان وهوا يقف ويتفرج , عيب أديم غروره الذي يصل أحيانا حد الترفع على الغير ) "

نظرت لها فقالت بعبوس " آه هذا يبدوا الأسوأ بينهم "

ضحكت وقلت " لا قطعا فصحيح أنه مغرور كثيرا لكنه لا يختلف عن إخوته "

قالت بابتسامة " لم أحبه من التالي "

ابتسمت وقلت " التالي هوا صهيب ابنه الرابع "

قاطعتني بحيرة " أليس الثالث الآن "

قلت بهدوء " بلى إن حسبناها نحن أما في حسابات شامخ هوا الرابع لأنه يحسب بحر أحد أبنائه "

قالت " آه نعم فهمت الآن , أخبرني ماذا كتب عنه "

قلت " كتب ( ابني الرابع هوا صهيب الأشرس بين أبنائي من لا يضيع الحق لديه ويستله بأسنانه من بين أنياب
خصمه ويقف بصف المظلوم ولو كان على حساب أقرب الناس إليه , عصبي وحاد الطباع لا تستغرب منه
شيء وتوقع أي ردود أفعال قد تصدر عنه لذلك فعيبه عصبيته التي تقحمه في الشجارات دائما ومنذ صغره )
ثم كتب ( الخامس هوا زبير الأصغر بين أبنائي من لم يكسر لي كلمة يوما حتى إن كانت على حساب مصلحته
وطلباتي بالنسبة إليه أمر لا تفكير في الرجوع عن تنفيذه وكثوم للسر, عيب زبير أنه متسرع أحيانا ويتخذ
قرارات وينفذها دون تأني أو تفكير ويأخذ كل الأمور بمرح رغم جديتها أحيانا حتى أنه قد يضحكك ويضحك
وأنت في أوج غضبك) "

ضحكت وقالت " صهيب مخيف حقا أما زبير هذا يبدوا رائعا "

قلت ضاحكا " هكذا هم أنتم النساء لا يعجبكم الرجل الذي يقرر وينفذ ويتحدث بعقلانية "

ثم طويت الورقة وقلت بشرود " لقد أفنى شامخ عمره في تربيتهم , خمس أبناء لم يغفل عن واحد منهم لحظة
كان حازما وشديدا ومحبا في آن واحد حتى بنا منهم رجالا يشتد بهم الظهر وكان يتضايق حتى من العيوب التي
جبلهم الله عليها والتي رافقتهم منذ ولادتهم "

قالت باستغراب " غريب أمر صديقك حقا , يجمع عيوب ومميزات أبنائه ويضع على أساسها وصيته "

أجبتها بهدوء " بل وماضيه وعهوده التي لا أفهم منها شيئا , كنت متأكد من أنه سيفعل ذلك ولكن ثمة ما يخفيه
شامخ "

قالت مستفسرة " ومتى ستفتحون الوصية "

تنهدت وقلت " خلال أسبوع ما أن تصل ابنة صديقه التي قام بتربيتها منذ كانت طفلة فشروط الوصية أغرب
من الوصية ذاتها "

قالت باستغراب " ووضع شروطا قبل فتحها أيضا "

قلت بهدوء " نعم فيجب أن تحظر رنيم من وصفها بابنته وشقيق أحد أصدقائه الذين ماتوا في الحرب وهوا
السيد راجي لقد وجده منذ عامين بعد بحث طويل عنه , وقد ترك للجميع رسائل تخصهم ليفتحوها قبل فتح
الوصية , ومنع أن يتخذ أبنائه أي قرارات شخصية قبل فتحها وقضية الوصية سارية حتى سنين معينة
قد حددها هوا وبسرية تامة ومن ثم سيتقاسم الورثة ثروته في وصية جديدة الله وحده يعلم كيف ستكون
, أجزم أنها كارثة وليست وصية أتمنى أن لا تسبب تلك الوصية دمارا لتلك العائلة وأن لا أندم يوما على
إطاعتي له "


نهاية الجزء الأول

ترى ما تخبأه الأيام وتلك الوصية لهم ولغيرهم معهم أيضا
شخصيات جديدة ستتعرفون إليها وشخصيات تم ذكرها سابقا ستعرفونها أكثر


الجزء الثاني
غيث

كنت أضرب على الطاولة الزجاجية بأصابعي مصدراً صوتا يدل على الضيق الواضح

" لِما تأخر هكذا إنه يضيع الكثير من وقتي "

دخل زبير أخير وقال مبتسما كعادته " أعلم ما ستقول لي , تأخرت , أخرتني ومستهتر "

قلت مستاءً " تعرف نفسك جيدا إذا "

قال ولازالت الابتسامة على وجهه " بل أعرفك جيدا , هل نذهب الآن "

قلت " بالطبع "

ثم رفعت هاتفي لأتصل بالمحامي وقلت

" مرحبا سيد عارف أنا وزبير قادمان إليك حالا "

قال مباشرة " حسننا وأنا في الانتظار "

قلت بامتنان " جيد وداعا الآن "



( غيث شاب في الخامسة والثلاثين من العمر ذو بشرة بيضاء وعينان سوداء مظلمة ينحصر البياض في زاوية
صغيرة جدا منها بملامح حادة تدل على الصرامة والجدية وبنية جسدية قوية وهوا حال أبناء شامخ جميعا كوالدهم
لهم أكتاف عريضة وأجسام طويلة ممتلئة ومشدودة العضلات , ولغيث شعر اسود كثيف كوالدته فقد أخذ من والده
لون العينين ومن والدته لون الشعر لم يكمل غيث دراسته ولم يحب الدراسة يوما وهوا أحد أسرار ماضيه المبهم
ولكنه الأمهر بين أخوته في إدارة أملاكهم وأفناهم في عمله )


زبير


أعرف أخي غيث جيدا ولولا ذلك ما كنت لأذهب معه , لما عليه أن يعلمنا كيف نمسك مسئولية
شركاتنا , إنه يقوم بذلك وحده من أشهر
قلت محاولا عدله عن رأيه وأنا أجاري خطواته الواسعة " هل علينا زيارته الآن لما لا نؤجل الأمر "

قال بحدة " لما لا تكن مطيعا ولا تتعب رأسي كشقيقك أديم "

قلت مجاريا " بل لما لا تتكفل بكل شيء حتى وقت فتح الوصية , أنت تفعل ذلك منذ سنوات "

توقف أمام سيارته وقال " الله وحده من يعلم ما في وصية والدي , لذلك عليكم الإطلاع على كل شيء ومعرفته
جيدا كي لا يضيع تعب والدي لسنوات "

قلت بإصرار " ولكن ..... "

قاطعني غاضبا " هيا أركب السيارة ولا تتعبني معك يا زبير "

قلت باستسلام " آه حسننا ولكن سأذهب بسيارتي أخاف أن تقتلني في الطريق "

نظر لي بحدة فضحكت وركبت سيارتي ياله من رجل لا يعرف المزاح أبدا , ركب كل منا سيارته متوجهين
لمكتب محامي العائلة الخاص الذي اشترط عليه غيث أن يزوره بنفسه كلما دعت الحاجة إليه لشدة احترامه له
فهوا صديق والدي منذ أعوام طويلة ونحن نعرفه منذ كنا أطفالا

وردني اتصال هاتفي من شخص كنت أعلم أنه سيكون سببا في إزعاجي لباقي اليوم رغم حبي الكبير له

أجبت بابتسامة " مرحبا زمرد "

قالت باندفاع " زبير لما لا ترد على اتصالاتي "

قلت مبررا " لقد كنت منشغلا كثيرا حبيبتي هل عليا أن أكون في الخدمة دائما "

قالت بضيق " أنت تتهرب مني يا زبير "

قلت نافيا " أقسم لم أفعل سنتحدث لاحقا حسننا "

قالت بحدة " لا بل الآن وعليك أن تخبرني متى ستأتي لتحدد موعد الزواج "

آه ها قد بدأنا اصبري قليلا أرجوك قلت بهدوء

" أنتي تعلمي أن الوصية لم تفتح بعد ويُمنع علينا اتخاذ أي قرار شخصي قبلها "

قالت بصوت ناعم يدل على الضيق " كنت تتحجج بعمي شامخ وأنه يماطل في الأمر وصرت الآن تتحجج
بوصيته يا زبير "

قلت بهدوئي ذاته " زمردتي هوني عليك انتظرنا كثيرا ولم يتبقى إلا القليل "

تنهدت وقالت " أتمنى ذلك , وأن لا تجد لك حجة أخرى بعدها "

قلت بمرح " هههههه زمرد هل من العقل أن تُلحي على رجل في الزواج منك "

أجابت بحزم " نعم وسأشدك من شعرك لو لزم الأمر "

قلت بذات المرح " حسننا حسننا فقط أتركي لي شعري , هل فاتحك عمي في شيء "

قالت مباشرة " من ... والدي , لا بالطبع هوا يعلم ردي جيدا "

قلت باستعجال " سنتحدث لاحقا حبيبتي أنا مشغول الآن "

قالت بحزن " حسننا وداعا "

قلت مبعدا الهاتف عن أذني " وداعا "



( زبير شاب يبلغ الرابعة والعشرين من العمر له ذات هيئة شقيقه غيث غير أنه بشعر بني فاتح ولحية بنية
محددة بإتقان وعينان عسلية واسعة وبشرة بيضاء وهذا ما أخذه من صفات والدته درس الاقتصاد في الجامعة
الأمريكية ويعمل في أملاك والده كحال باقي أخوته , وهوا اصغر أبناء شامخ كما علمنا )



حور


هل سمعتم يوما عن معادلة الحظ والجمال لابد وأنكم لم تسمعوا بها لن اشرحها لكم لأنكم ستعيشونها
معي لحظة بلحظة

أسمي حور وقد عشت طفولة متنقلة بين أعمامي بعد وفاة والدتي وأنا بعمر الأربع سنين أما والدي فتوفي بعد
ولادتي مباشرة في الحرب , كانت طفولتي مأساوية انتقلت فيها من عائلة سيئة لأخرى أسوء منها حتى عاد عمي
راجي من سفره قبل عشر سنين وأخذني للعيش معه وعائلته إلى الخارج بعدما هاله ما رأى من معاناتي ثم عدنا
بعد خمس سنين لنستقر ونعيش في هذه البلاد

عمي راجي رجل حازم في تربيته لنا ولكنه طيب القلب وغير مؤذي كما الجميع ولا يوبخني إلا عند الخطأ
عاملني كأبنائه تماما لقد كنا نعيش في منطقة أخري وانتقلنا إلى هنا منذ سنتين فقط لعمي ابنتان وولد واحد هم
مرام وهي في الواحدة والعشرين من العمر وتصغرني بعام و شادن خمسة عشر سنة وأحمد يبلغ من العمر
خمس سنين , لقد ترك لي والدي ثروة ليست بقليلة لكني لم اشعر يوما بوجودها فهي لا تعنيني كما أن عمي
راجي لم يلمس منها شيئا حتى الآن وتركها من اجلي فهوا ماديا أحواله جيدة جدا , ابنة عمي مرام هي
صديقتي المفضلة والوحيدة وها هي كعادتها تترصد تغيرات مزاجي فنظرت لي نصف نظرة وقالت

" حور فيما تشردين دائما "

قلت بتذمر " ولما تدخلين دائما "

قالت بضيق " أخشى أنك تسافرين لذاك المكان القديم "

قلت بلامبالاة " أي مكان أنا لا أفهمك "

قالت بابتسامة جانبية " شيء يعود للماضي يشبه الجامعات يسمونه جامعة "

نظرت لها بصدمة وقلت " ما تعنيه بذلك يا مرام "

قالت بابتسامة سخرية " أعني ما فهمته جيدا "

قلت بحدة " مرام لا تتحدثي عن الأمر ثانيتا وهيا غادري غرفتي أليس لديك غرفة لما تحبين مضايقتي دائما "

وقفت وقالت بضيق " أردت الترفيه عنك لأنك لا تخرجين من المنزل الحق علي سأذهب لأدرس خير لي من
الذل والمهانة "

قلت ببرود " رافقتك السلامة "

خرجت وأغلقت الباب خلفها بغضب , آخ منك يا مرام لما كل ما حاولت أن أتعايش مع الواقع وأنسى ظهر
لي شيء يذكرني بذلك



( حور فتاة في الثانية والعشرين من العمر أنهت دراستها من عام واحد فقط تملك جمالا أخاذا فللجمال درجات
كما نعلم وهي اكتسحت أعلاها وبجدارة , ذات عينان بلون كلون السماء مهما نظرت لهما حرت في تحديد
درجة لونهما , فتاة طيبة القلب وطفولتها السيئة جعلت منها إنسانة انطوائية بعض الشيء لذلك أصدقاءها
محددين جدا وتكره الازدحام والحفلات والاجتماعات العائلية أيضا كثيرة الحزن والشرود حكمتها التي تقتنع
بها دائما المرأة الجميلة لا حظ لها وأكثرهن جمالا اقلهن حظا )



رنيم

أنا رنيم وقد تعرفتم لاسمي سابقا وأنا أعيش مع والدتي فلم يبقى لي سواها بعدما توفي والدي خلال تطوعه
للحرب التي دارت في جنوب البلاد المجاورة لدولتنا وأدرس الآن في السنة الأخيرة في الجامعة قسم الصحافة ,
كل ما أفكر فيه هوا تحقيق طموحاتي وأحلامي وأن أصبح صحفية مشهورة أو حتى كاتبة هههه أتمنى أن ابني
نفسي وشخصيتي لأكون امرأة ذات أهمية في المجتمع وها أنا أجتاز الامتحان الأخير لي لأتخرج وأحقق كل
تلك الطموحات

كنت امسك قلما في يدي ألفه حول خصلة من شعري الناعم الأسود الكثيف الذي يصل حد كتفي محاولة
التركيز ولو قليلا فيما أقرأ , وها أنا أجلس هكذا منذ الصباح ولا أجني سوى التعب , رأسي يكاد ينفجر في
محاولة لاستيعاب أي شيء

" آه يبدوا أن امتحاني الأخير غدا سيكون سيئا للغاية "

سمعت طرقات على الباب أعرف جيدا زهرة عمري التي تقف خلفه من تكون

قلت بحنان " تفضلي بالدخول أمي "

دخلت وقالت " مرحبا بنيتي آسفة حقا على إزعاجي لك لابد وأنك تدرسين , لقد جلبت لك بعضا من الشاي "

وقفت متجهة إليها و أمسكت بيديها وقلت " أمي لما تتعبي نفسك "

قالت بابتسامة " لم أقم بشيء يستحق بنيتي , كيف تسير الدراسة "

تنهدت وقلت " سيئة جدا أنا لم احشوا رأسي بشيء اليوم إنه فارغ تماما "

وضعت يدها على كتفي وقالت " رنيم يا ابنتي إنها سنتك الأخيرة في الجامعة عليك أن تجتهدي "

قلت بضيق " أحاول أمي ولكن بالي مشغول ولا أستطيع التركيز أبدا "

قالت " ما الذي يشغل بال حبيبتي "

قلت بأسى " آه أمي وحدك من يفهمني إنها الوصية , لما عليا الذهاب هناك أنا لم أرى عائلة والدي شامخ
رحمه الله يوما لما عليا السفر لهم ولما لا يفتحونها بدوني "

قالت بهدوء " بنيتي هوا أرادك معهم هذا يعني أن أمرا مهما فيها يخصك ولن تخذليه بالتأكيد بعد موته "

قلت بحزن " بالفعل أمي أقسم أن حبي له وحده من يدفعني لطاعة أوامره لقد فقدت كل شيء بفقدي له , هوا
كان والدي الذي لم أره يوما "

شعرت بالحرقة في حلقي من كتم دموعي كي لا تراها والدتي وتحزن لحزني لكن فشلت في ذلك ككل مرة
ونزلت كل واحدة منهم تسابق الأخرى تريد الهبوط للأرض أولا , مدت أمي يدها بحزن لتمسح دموعي

وقالت " لا تبكي يا ابنتي يكفيك بكاء وادعي له بالرحمة لتحمل الملائكة دعواتك له في قبره "

قلت بذات الحزن " ليرحمه الله رحمتا بقدر حبي وشوقي له "

قالت والدتي بعد صمت " خالتك تريد زيارتنا في الغد "

كنت أعلم أن هذا الموضوع لن ينتهي أبدا جلست مستاءة وقلت " آه أمي ليس من جديد "

قالت بجدية " رنيم إلى متى سوف تأجلي الحديث في الأمر ستبلغين الثانية والعشرين من العمر قريبا
وها أنتي ستكملين دراستك لما الرفض حبيبتي "

قلت بضيق " أمي لسبب ما , أرجوك لا تصري على ذلك "

قالت باستياء " ألا جواب لديك غيره لقد رفضت عددا من الخاطبين ولكن خالتك مصرة وعليك إيضاح
السبب ثم لا تنسي أي خطر هوا الذي يحدق بك وشامخ رحمه الله لم يعد موجودا ليمسكه عنك "

قلت بضيق " سأرى , أفكر وأعطيك خبرا "

قالت مغادرة " لا أريد شغلك عن دراستك ذاكري جيدا وبعد أن تعودي من سفرك سنتحدث جديا في
الأمر هذه المرة "

آه ليثني لا أعود كي لا أتزوجه ولا أتزوج غيره قلت بيأس " حسننا أمي كما تريدين "

خرجت والدتي وما زادتني إلا هما فوق همي رميت بالقلم من يدي وقررت أن أستحم وأنام قليلا على أمل
أن أنسى كل ما يدور برأسي وأركز في الدراسة



( رنيم فتاة تفكر أكثر مما تقرر وتستمع أكثر مما تتحدث شديدة الصمت والبرود حيال الضغوط وحتى العناد
أحيانا, بعد أشهر قليلة تبلغ من العمر الثانية والعشرين , لها عينان سوداء كسواد شعرها المظلم كالليل وذات
بشرة شديدة البياض وهذا ما ورثته من عائلتها مما جعل لها خدان شديدا التورد تعيش في بلاد أخرى مجاورة
وتبعد فقط بضعة ألاف الكيلو مترات عن هناك)


بحر
لو أعلم السبب فقط , لو أعلم لما فعل ذلك صحيح أني صرفت النظر عن الموضوع منذ سنوات ولكن لما
رفضني ذلك الرجل وبإصرار , آخ كم اكره هذا الطريق لما تصر عائلة والدي على العيش في تلك المدينة
لقد أصبحت أكرهها كما كرهت ذاك الرجل الذي يسكنها


( بحر شاب في الثلاثين من العمر ذو عينين خضراء واسعة كوالده وشعر بني غامق اللون بنيته الجسدية
ليست كإخوانه أبناء شامخ ولكن له جسد رياضي متناسق وهوا كما علمنا أبن سماح زوجة شامخ الثانية )


وصلت المنزل أخيرا كان عليا زيارتهم هذا الأسبوع قبل الانشغال بالوصية , وما إن فتحت باب المنزل ودخلت
حتى هالني ما رأيت , زوجة والدي كانت تجلس واضعة يدها على رأسها وكدمة زرقاء كبيرة على وجهها , إنه
والدي من جديد كان هذا المنظر شيئا اعتياديا بالنسبة إلي ولكنني لم أره منذ مدة

اقتربت منها وقلت " خالتي ماذا هناك هل ضربك من جديد "

قالت بحزن شديد " أنا أعتدت على ذلك ولكن أبنائي ما ذنبهم "

تبا له ياله من والد قلت بضيق " هل طلب المال لما لم تعطه له , كم مرة قلت لكم أن تشتروا سلامتكم منه "

قالت بأسى " ولما يأكل تعبك إنه يأخذ أموالك من سنين "

قلت بحدة " وهل يعجبك ضربه لك إما أن يأخذ المال وإما أن يضربك مجددا , مادام المال هوا الحل فليأخذه "

قالت بألم " يكفي أننا نعيش على نفقتك وحتى المنزل أنت من تدفع أجاره الباهظ الثمن بعد أن باع منزلنا فهل
عليك أن تصرف على نزواته أيضا "

قلت بضيق " خالتي تعلمي أنني لا أحب منك هذا الكلام , أنا إن دفعت شيئا فمن أجل أخوتي وأنتي والدتهم ففي
مقام والدتي وما أن يتم اقتسام الإرث ولو كان نصيبي منه لا يكفي إلا ثمن منزل فسأشتريه لكم ولن يتمكن من
بيعه أو أخراجنا منه "

قالت بحزن " آه متى ستنتهي مأساة هذين الصغيرين "

قلت وأنا أجول بنظري في المكان " أين هوا مازن هل ضربه "

قالت بحزن " لا فالضرب هذه المرة كان من نصيب جود "

قلت بغيض " سحقا ولما ضربها هي أيضا "

قالت بذات الحزن " لقد حاولت منعه من ضربي وأخبرته أنها أموالك ومن تعبك وأن عليه أن لا يأخذها "

قلت بضيق " ما كان عليكم فعل ذلك هل رأيتم النتيجة الآن أنا لا أهتم لو أخذ المال المهم أن لا يضربكم "

صعدت للأعلى وأنا اشعر بالاستياء مما يحل بأخوتي كيف لي أن لا أعق والدي وأن أحميهم منه أيضا
دخلت الغرفة ووجدتها تبكي , دموعها تنزف في داخلي كم أكره رؤية هذه العينين تعتصر دموعا وألما

ناديتها بحنان "جود "

قفزت من فورها لحظني وقد أشتد بكاءها أكثر مسحت على ظهرها بحنان محاولا أشعارها أن لها رجلا
تلجأ إليه ولو كان معدوم الحيلة ولا يستطيع رفع معاناتهم

قلت بهدوء " جود حبيبتي توقفي عن البكاء لما عرضتم أنفسكم لهذا لما أعطيتموه الفرصة لإيذائكم "

قالت ببكاء " لا يحق له أن يأخذ المال الذي تعطينا إياه ليس من حقه , أنت تشقى وهوا يصرفه فيما
لا ينتفع به أحد "

قلت وأنا أمسح على شعرها " وما الذي جنيتموه غير الضرب , لقد حذرتكم مرارا من منعه كي لا يضرب
والدتكم أو يضربكم أعطوه ما يريد وأنا سأعطيكم غيره "

ابتعدت عن حضني وجلست مرتمية على السرير وهي تردد بألم " لماذا يحدث معنا هذا , يكفي أنه حرمني
من دراستي وشوه سمعتنا بين الناس ما سنخسره أيضا بسببه "

اقتربت منها أمسح بيدي على شعرها وكم تقتلني كلماتها وهي تتحدث عن دراستها التي ضاعت بسببه سامحك
الله من والد لا تسبب إلا المتاعب لأولادك , قلت بمرح

" جود هيا توقفي عن البكاء هل تستقبلي شقيقك الأكبر هكذا "

عادت لاحتضاني من جديد وقالت " أقسم أننا من دونك لا نساوي شيئا يا بحر "

قلت بهدوء " بل من دون الله فكلنا لا نساوي شيء من دونه , ما علينا إلا الصبر حتى يجد الله لنا مخرجا "

كنت أحاول مواساتهم وأنا من يعلم جيدا ما يعانونه فلولا فضل الله ثم والدي شامخ لكنت ضعت من سنين
بسببه ولكني لن أسمح له بأن يكون سببا لضياع أخوتي

قلت بتساؤل " أين مازن ألم يكن هنا أين ذهب "

قالت وهي تمسح دموعها " حمدا لله أنه لم يكن هنا وإلا كان هوا أكثر من سيتلقى الضرب لقد خرج للعب
الكرة مع رفاقه "

قلت بابتسامة "حسننا هيا تعالي لتري هداياكم "

قالت مبتسمة " الوالد يضرب و الابن يجلب الهدايا "

قلت بابتسامتي ذاتها " والابنة تأخذ الضرب وتأخذ الهدية , لو كنت أعلم أنك مضروبة بقسوة لكنت جلبت لك
هدية أكبر "

قالت بحنان " لا أكبر من رؤيتي لك يا بحر "

سألتها قائلا " ماذا عن مازن هل يدرس جيدا ومن رافق غير رفاقه السابقين أنا سألت عنه ولكنكم
أدرى عنه بغيره "

قالت مطمئنة " لا تخف عليه يا بحر إنه يتبع كل تعليماتك حرفيا "

قلت بهدوء " جيد علينا أن لا نغفل عنه لحظة وسأسأل عنه في مدرسته غدا فلم أزرهم من فترة "




( جود ومازن شقيقا بحر من والده عمر مازن أثنى عشر عاما أما جود فهي في الثامنة عشرة من العمر فتاة
ذات ملامح جذابة عيناها خضراء كشقيقيها وشعرها أسود كوالدتها ملامحها تشبه كثيرا لبحر العينان الواسعة
والأنف المستقيم والشفاه المحددة بوضوح ولا يختلفان سوى في لون الشعر فتاة طيبة ورقيقة جدا نسمة الهواء
قد تجرحها )



ميس

كنت أجلس في أحد شوارع أيرلندا المزدحمة وأحتسي كوبا من القهوة في أحدى المقاهي وانظر من النافدة
الزجاجية المطلة على الشارع وكأني أرسم وجوه المارة , من الجيد أنني برفقة صديقتي جسيكا فاليوم عطلة
وأنا أكره الجلوس في الخارج وحدي, أنا أستمتع برفقتها ومضايقتها أيضا فقلت باستياء واضح

" ما أحوجني لأن أرى وجوها غير هذه الوجوه أناسا يمدون لي بصلة "

أجابت من فورها بامتعاض " لما لا تعودي لبلادك إذا "

قلت بحسرة " لمن أذهب هناك أنتي تعلمي جيدا أن لا أحد لي "

قالت بمكر " وعائلة والدك "

آه تعرفين جيدا كيف تقهريني قلت بضيق

" أي عائلة تلك التي تتحدثي عنها إنهم لا يعرفون بأي أرض أكون ولست بحاجة لهم ولا لأن أراهم "

قالت بتساؤل " لما تكرهين الجميع يا ميس "

قلت بضيق أكبر " لأن الجميع يكرهني "

قالت بهدوء " أنتي فتاة غريبة أطوار حقا "

قلت بحدة " وما الغريب بي , هل عليا أن أكون ضعيفة وقطة وديعة يأكل النمل عشائها لأكون طبيعية "

هزت رأسها بالنفي وقالت " بل عليك أن تكوني فتاة رقيقة وحساسة ورومانسية كثيرا "

قلت بلا مبالاة " آه ما هذه التخاريف وكأنني أشاهد فيلما سخيفا "

قالت ضاحكة " أنا لا أحسد زوجك عليك أبدا "

قلت بضيق " ليكن لي زوج أولا "

ضحكت وقالت " أنتي لازلت صغيرة لما الاستعجال "

قلت بحدة " ولن أتزوج أبدا حتى لو كبرت "

قالت بصدمة " ميس ما هذا الذي تقولينه أنت ووالدتك بحاجة لمن يسندكم "

تنهدت وقلت بحزن " بعد والدي رحمه الله لا رجال على وجه الأرض يعنونني "

قالت بجدية " أعلم كم كان رائعا ومحبا لكما ولكنه توفي منذ سنوات وأنت تبقين بحاجة لرجل "

قلت باستياء " لما لا نتكلم في أمر آخر "

قالت بضيق " كم تحبين التهرب من موضوع الرجال والزواج "

ثم نظرت لي بمكر وقالت " ميس هل تودي بالفعل زيارة بلادك "

قلت بغيض " لا بكل تأكيد فبلادي لم تردني يوما "

قالت بتساؤل " وكيف علمت ذلك "

قلت بسخرية " هههه لأنها لم تسأل عني "

نظرت لي بصمت ثم قالت " لو أعلم فقط سبب كرهك لها "

تنهدت وقلت " لن تفهمي حتى لو علمتي السبب , أكرهها وأكرههم فقط "

قالت بعبوس " ألم أخبرك أنك لا تحبين أحدا "

قلت بضيق " وهل الذين يحبون الجميع يعيشون سعداء أنا لا أكره إلا من يكرهونني سحقا لهم من عائلة "

قالت بحيرة " من تعني بذلك !!!! عائلة والدك "

تركتها ونظرت للخارج في صمت لأهرب من الحديث في هذا الأمر المزعج




( ميس فتاة في بداية السادسة عشرة من العمر ذات عينان زرقاء غامقة وواسعة وشعر أشقر وملامح طفولية
رقيقة بسيطة وجميلة توفي والدها عربي الأصل منذ خمس سنين وتركها ووالدتها الأيرلندية يعيشون بلا معيل
ولم تعرف من عائلته غيره ولم تزر بلادها يوما )
أتمنى أن لا تحرموني من تشجيعكم وردودك وتوقعاتكم أيضا

أختكم بـــــــــــ المشاعر ـــــــــرد


 
 

 

عرض البوم صور برد المشاعر   رد مع اقتباس

 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
العمال, اشباه الظلال
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:22 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية