لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-11-14, 03:26 PM   المشاركة رقم: 36
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة القلم


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273354
المشاركات: 4,068
الجنس أنثى
معدل التقييم: برد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسي
نقاط التقييم: 4345

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
برد المشاعر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أشباه الظلال

 






شكرا لكم من قلبي

bluemay

لا يا عمري غلط وما بوضح يلا تابعي معاي الرواية



























































































الجزء السابع













جود





جلست ووالدتي نحسب ما لدينا من مال لنحاول توفير ما يمكن ولا نكلف بحر أكثر

" أمي هذا لن يكفي علينا إضافة المزيد له "

أجابتني بحنق " إن أضفنا لها المزيد فستنقص من الأخرى لن يجدي ذلك "

تنهدت وقلت " لا يمكننا الوصول لنتيجة لو أن والدي فقط يتوقف عن أخذ نقودنا لكان فائضا
لدينا فراتب بحر مرتفع جدا ولكن ..... "

أمسكت أمي رأسها وقالت " المشكلة أن بحر يرفض بشدة أن أعمل "

قلت معترضة

" أمي بحر محق كيف ستعملين فراشة بمدرسة هذا لا يجوز , آه لو تركني والدي انهي تعليمي فقط "

قالت بهدوء " على بحر أن يتوقف عن إهدار ماله هكذا إنه يشتري الهدايا دائما و الفساتين الراقية
والحديثة والحلي باهظ الثمن لك ويدلل مازن كثيرا ويشتري له كل ما يتمنى وليس ما يحتاج فقط "

قلت بذات الهدوء " أنتي تعلمي أن بحر يشعر بالضيق كلما تحدثنا معه في الأمر , حمدا لله أنه
وهب لنا أخي هذا وإلا لكانت حالنا مزرية ولصرنا سجادة يدوسها الناس بأقدامهم "

رفعت والدتي يديها للسماء وقالت

" يا رب ناول بحر كل ما يتمنى مثلما يوفر لنا كل ما تمنيناه إنك سميع الدعاء "

ثم قالت بضيق " لو أنك وافقتي على خال صديقتك لوفرنا عليه كثيرا فسينقص منا واحد على الأقل "

قلت معترضة " أمي وهل تعتقدي أن ذلك سيكون حلا إنهم يتبجحون كثيرا ولا يعجبهم شيء
وسيعمل بحر على توفير كل شيء وسيدفع الأضعاف أنتي تعرفي الناس هنا جيدا حياتهم مترفة
ثم هي قالت أنها لم تخبر خالها عن حقيقة والدي قالتها هكذا وبكل صراحة وكأنه أصبح وصمة
عار علينا أن لا نخجل من ذكر الناس لها أمامنا وعليهم أن لا يراعوا مشاعرنا , أمي عليا أن
أنسى الزواج كما نسيت الدراسة "

دخل حينها بحر من الباب وكان باديا عليه السوء وقد غابت الابتسامة عن وجهه

وقفت وقلت " مرحبا بحر ما هذه المفاجئة "

ابتسم ابتسامة صغيرة وحزينة واقترب قائلا

" منذ متى كنت أخبركم بقدومي كانت دائما مفاجئة "

قلت بابتسامة " ولكنك زرتنا من قريب لم أتوقع أن تأتي "

سلم عليا وعلى أمي ثم نظر للطاولة وقال

" ما بكما لما تجمعان المال هنا هل من مشكلة هل ينقصكم شيء "

قالت والدتي بحب " لا بني لن ينقصنا شيء وأنت تسندنا إننا فقط نرى ما تبقى وفيما سننفقه "

قال وهوا يصعد للأعلى متوجها لغرفته

" إن نقص شيء فأخبراني وإياكم أن تحاولوا توفير المال لأجلي سأنام قليلا "

نظرت لوالدتي بحيرة وقلت " يبدوا لي بحر بمزاج سيء اليوم هل لاحظتِ ذلك مثلي "

تنهدت وقالت " نعم عسا أن يكون خيرا يا ابنتي "

بعدها بساعة نزل وقد ازداد ضيقا فقلت بقلق " بحر هل أنت ذاهب ألن تنام "

لم يجبني وخرج وأغلق الباب ركضت خلفه فتحت الباب وخرجت ولكنه غادر ولم أجد

سيارته عدت من فوري حاولت الاتصال به كثيرا ولكن لم يجيب مرت الساعات وأنا ووالدتي

نجلس في انتظاره مشغولين البال ولم أجد حلا سوى الاتصال بشقيقه صهيب الذي كان
يتصل بوالدتي أحيانا في السابق ليسأل عن بحر اتصلت فأجابني من فوره قائلا

" مرحبا يا خالة هل من مكروه "

توترت كثيرا وشعرت بالخجل ثم قلت " هذه أنا جود شقيقة بحر "

قال بهدوء " مرحبا يا جود بما أخدمك "

قلت بذات الهدوء " بحر وصل عصر اليوم قال أنه سينام ولكنه خرج بعد ساعة بحالة
سيئة جدا لقد كان اليوم على غير طبيعته نحن نتصل به منذ ساعات ولا يجيب هلا تحدثت
معه لتخبره أن يطمئنا عليه إننا منشغلون كثيرا "

قال من فوره

" هوا لا يرد على اتصالاتي أيضا ولكني سأجد حلا وما أن اكلمه فسأطلب منه مهاتفتكم "

قلت معتذرة " شكرا لك واعذرني على الإزعاج فليس لدينا رقم شخص آخر غيرك "

قال بصوت مبتسم " لا باس يا جود يمكنكم الاتصال متى احتجتم لشيء "

قلت براحة " شكرا جزيلا لك , وداعا "



بعد حوالي الساعة اتصل بنا بحر وقال أنه بخير وسيعود بعد قليل أطمئن بالي كثيرا
فقد كدت أجن











بحر








تركت لهم ذاك الجحيم الذي يسمونه قصرا وخرجت , ركبت سيارتي ولذت بالفرار من قدري
لقدري لما لا يشعرون بالسكاكين التي يرمونها في قلبي , لما لا يعلموا أن كلماتهم تقتلني قتلا ,
لما يتحدثون عنها أمامي لما سيجلبونها إلي لتكون معي وليست لي , ليست ملكي ولا تخصني


أربع سنين مرت لم يغب طيفها عن بالي لحظة رفض عمها طلبي لها لمرات عديدة , سنتين وأنا
أراقبها خارج الجامعة من بعيد ويأبى لساني التحدث معها فهي الطهر الذي رفضت تدنيسه , لتختفي
بعدها من المدينة دون أن أعلم أين أخذوها ورحلوا وسنتين تلتها عشت الحرمان حتى من رؤيتها من
بعيد وليتني أنحرم منها عمري كله ولا أراها أمامي وهي ملك لغيري ... ولمن لشقيقي


حملني همي وحزني للمدينة التي عرفتها فيها مدينة والدي ولم أجد نفسي إلا واقفا أمام
جامعتنا في المكان ذاته الذي كنت أقف دائما لأراها وهي تخرج منه دون أن تراني
نزلت من السيارة وحملتني قدماي للداخل لأمر, بكل زاوية رأيتها تقف فيها وأتذكر
كل ضحكاتها وكلماتها وأتذكر موتي وموت حلمي في هذا المكان

خرجت من هناك جثة تحملها قدمان توجهت لمنزل أخوتي من والدي مناشدا الراحة ولو
قليلا بعد كل ذاك السيل الجارف من الذكريات صعدت لغرفتي تقلبت كثيرا علي أجد
طريقا يأخذني للنوم أو حتى للموت ولم أزدد إلا ألما وحزنا رفعت الهاتف واتصلت
من فوري بعمها راجي فأجاب قائلا

" نعم مرحبا من معي "

قلت بألم " أنا بحر ... الشاب الذي قتلته منذ سنين ولازلت تقتله حتى الآن "

قال بصدمة " بحر "

قلت بأسى وغيض " نعم بحر ... بحر الذي رفضته لمرات لتوافق على شقيقه من أول مرة
ودون تردد , هل لأنه ابن شامخ وأنا ابن جابر هل لأنه يستحق حور وأنا لا أستحق إلا الموت "

قاطعني قائلا

" بحر توقف عن ذلك فأنا لم أرفضك لأنك أبن جابر ولا لأن زبير ابن شامخ وافقت عليه "

قلت بأسى " ولماذا إذا "

قال بحدة " لأني ما كنت لأزوجها قبل أن تنهي دراستها وكنت سأزوجك إياها فيما بعد وأنت
أبن جابر ولكن علمت أنه بين والدها وشامخ عهداً وهذا ما ليس لي به يد وشامخ لم أعرفه
شخصيا إلا من سنتين فقط "

سألت بغيض " هل كنت تعلم أنه زوج والدتي هل علم أنني أردت حور وخطبتها منك ورفضت "

قال ببرود " أنت لم تخبرني حينها بصلتك به فكيف سأعلم "

قلت بحسرة " لأنني أردتها لي لبحر وليس لوالدي شامخ أردت أن تزوجها لي أنا وليس من أجله هوا "

قال بحزم مقاطعا لي " أسمعني يا بحر إن كانت حور من نصيبك فلن يمسكها عنك شيء
وإن كانت ليست من نصيبك فلن يعطيها أحدٌ لك "



أنهيت الاتصال وخرجت من المنزل أسوء مما أتيت متوجها لصديقي الوحيد وحامل
همومي ( البحر ) جلست على شاطئه أنثر فوق حبات رماله بقايا أملي وأحاسيسي ولا
شيء يضاهي ما اشعر به من الم إلا اتساعه, نزلت من عيناي دموعا تروي له حكايتي
مع تلك السنين , الدموع التي لم تنزل إلا يوم علمت أن حور لن تكون لي ويوم وفاة والدي
شامخ وهذا اليوم الذي تشهد فيه على نهاية الحب الذي لم يعش يوما











صهيب






ترى هل ينجح الأمر كم أخشى من أن يفشل ذلك , آه الجميع يضن أنني أفضلهم حالا , ترى
هل سأكون كذلك لا أعتقد فهم لا يعلمون ما وكلني به لكانوا غيروا نظرتهم للوصية بأكملها


" ما بك يا صهيب فهذه المرة العاشرة التي تتنهد فيها بضيق "

قلت بتذمر " هل التنهد ممنوع أم الضيق هوا الممنوع "

ضحك وقال " ليس ممنوعا ولكنه غريب عنك فأنت تصرخ وتثور غضبا فقط "

تأففت وقلت " عصام إن كنت متضايق من وجودي لما لا تتركني وحدي "

قال بهدوء " افتح قلبك يا صديقي فالكتمان ينقص العمر "

ضحكت وقلت " يالها من طريقة فاشلة يا عصام "

قال بضيق " الحق علي أردتك أن تخرج ما في قلبك قبل أن يقتلك "

مررت أصابعي في شعري حتى نهاية رأسي ليرجع متساقطا على أطراف وجهي وجبيني وقلت

" بعض الأمور إخراجها من القلب هوا القاتل لك وليس كتمانها "

قال بحيرة " أنا لا أفهمك حقا "

قلت " قد تفهمني يوما ولكن ليس الآن بالطبع "


يالها من مهمة صعبة يا أبي وكلتني بها ولكني لن أتراجع أبدا , وقفت وقلت مغادرا

" سأغادر خارج العاصمة لمدينة أخرى لوقت قد يطول سنكون على اتصال حسننا "

وقف وقال " ولكن أين ولماذا "

قلت مبتعدا وملوحا بيدي " سنتحدث في وقت آخر ما أن أعود "


أخرجت هاتفي واتصلت بصديق لي في مدينة مجاورة تبعد عن هنا بعض المسافة

أجاب من فوره قائلا " مرحبا صهيب أين كل هذا الانقطاع "

قلت بهدوء " كنت منشغلا ببعض الأمور العائلية كيف أنت يا سالم "

قال ضاحكا " كما عرفتني "

ضحكت وقلت " أمازلت تاجر عقارات فاشل "

قال بضيق " ما تقصد بذلك سوف تأتيني يوما تطلب مساعدتي "

قلت بابتسامة " بل ها هوا قد جاء ذاك اليوم "

قال " إذا لن أخدمك "

ضحكت وقلت " رغما عنك "

قال بصوت مبتسم " أنا تحت أمرك يا صديقي "

قلت بهمس " هل يمكن توفير مكان لا تصدر عنه أي شوشرة أو شكوك مهما حدث بداخله "

قال بصوت مصدوم " غريب طلبك هذا "

قلت بضيق " لم تجب على سؤالي "

قال " يستحيل إلا الأماكن الخالية من السكان "

قلت بغيض " سحقا لن ينجح الأمر إذا "

قال " لدي مكان قد ينفع لذلك ولكن ليس منزلا "

قلت " لا بأس حتى تدبر لي واحدا "

قال " يوجد مساكن منعزلة حيث يجهز بعضها والبقية غير جاهز للسكن تكون
مناسبة ولكن هذا صعب الآن "

قلت " حسننا سأتدبر أمري بذاك المكان حتى تجد لي المنزل سأراك غدا حسننا ..... وداعا "


جيد أن عوف دبر لي ذاك الشابان حتى يحصل سالم على المنزل كل خوفي منهما ولكن لا حل
أمامي وعليا المغادرة صباح الغد
















ميس





وصلت أخيرا بعد ساعات طويلة من السفر جوا ثم ساعات من البحث برا وبعدما تحججت بملايين
الحجج كي لا أذهب ولكن والدتي تغلبت علي


كنت أقف في شارع متطرف عن المدينة وكل المباني هنا يظهر أنها مصانع ومستودعات وكنت
أمسك بيدي الورقة التي وصلتني ومدون عليها عنوان منزل المدعوين عائلتي , لم تعبر منذ
وصولي من وقت طويل إلا سيارة واحدة سألت راكبها وأعطيته الورقة فقال أن العنوان صحيح
فأين هوا المنزل إذا فلا شيء هنا سوى المباني وتلك السيارة السوداء التي تقف هناك منذ وصولي
ويبدوا أنه لا يوجد بها أحد لأنها تقف منذ وقت طويل بلا حراك


كانت الساعات تمضي وأقترب المغيب وأنا هنا وحدي ولا مارة ولا سيارات تعبر هذا الطريق
الموحش بعد ذلك بقليل تحركت السيارة السوداء التي كانت على ما يبدوا ليست فارغة كما ظننت
توجهت ناحيتي ووقفت أمامي نزل زجاج مقعدها الخلفي وكان يجلس فيه شاب نحيل البنية كريه
الابتسامة أخرج رأسه من النافذة وقال

" عما تبحثي يا آنسة "

شعرت بالخوف الشديد منه وعدت بخطوات بطيئة للوراء ثم قلت بحدة

" ما شأنك أنت بي أغرب عن وجهي حالا "


فتح الباب نزل وأمسكني من يدي وسحبني إلى السيارة صرخت بقوة وحاولت جاهدة منعه
ولكن دون جدوى رماني داخل السيارة وركب خلفي وأغلق الباب كان ثمة شابين يجلسان
بالأمام التصقت بالباب المجاور لي وأنا أصرخ فيهم

" دعوني أيها الأوغاد إلي أين تأخذونني "

مد الشاب الذي بجانبي يده لي وقربها مني ليمسك بحقيبة يدي فصرخت به

" أبتعد عني وأبعد يدك القدرة "

حينها صرخ الذي كان يقود السيارة قائلا " أبتعد عنها يا حامد أقسم إن لمستها لقتلتك هل
سمعت , لقد سبق وحذرتك وليس من صالحك أن أعيد تهديدي "

أبعد يده من أمامي وقال بتذمر " فهمت لا تصرخ بي هكذا "

ثم ساروا بي لمسافة طويلة وأماكن موحشة وطريق ترابي طويل كان الظلام حالكا والجو
باردا جدا توقفت السيارة أمام مستودع كبير ونزلوا وأنزلني ذاك القذر معه ثم أدخلوني المستودع ,
قال الذي كان يقود السيارة وهوا يؤشر بأصبعه على أقرب أعمدة المستودع

" أجلسي هناك "

صرخت في وجهه قائلة " لا أريد أعيدوني من حيث أخذتموني يا مجرمين "

صرخ حينها صرخة كالزلزال قائلا " قلت أجلسي هناك الآن "

توجهت حيث قال وجلست ضامه ساقاي لصدري محتضنة لهما بيداي وأنا أنظر ناحيتهم بخوف مما
يدبرون له قال الشاب ذو الشعر الطويل البني لذاك النحيل الواقف معهم

" أنت ستبقى هنا الليلة معها وها أنا أعيدها للمرة الألف أقسم إن لمست شعرة منها فسيكون
حسابك عسيرا معي وأنت تعلم ما أعنيه جيدا "

توجه ذاك النحيل القصير المدعو حامد إلى الجدار المقابل لي والتي كانت الأرضية تحته مرتفعة
قليلا وله عمودان على جانبيه وكأنه منصة لمسرح منخفضة بعض الشيء جلس هناك وقال

" لا تتأخروا عني كثيرا عند الصباح "

ثم خرج ذاك الشاب أنيق الثياب صاحب البنية الجسدية القوية والشاب البدين وهوا الثالث
في المجموعة وبقيت أنا وحامد ذاك وحدنا , بعد وقت طويل قلت له بهدوء

" أتركني أرحل أرجوك أنا لست من هنا وأمي مريضة وهي تحتاجني "

قاطعني قائلا

" أخرسي ولا تتعبي لي رأسي فقرار أخراجك من هنا ليس بيدي أنا فأريحي رأسك وأريحيني "

قلت بغيض " بيد من إذا "

قال ببرود "لا شأن لك , ولا تسألي عن المزيد "

ضممت ساقي بقوة لصدري أرتجف بردا وخوفا مما سيحل بي



لما لم أجد العنوان رغم أنه كان صحيحا هل كانت كذبة يا ترى هل خُدعت ولم يبحثوا عني
عائلة والدي ولم يطلبوا رؤيتي ولكن من الذي من مصلحته أن يفعل ذلك , مرت بي الساعات تلو
الساعات وذاك الشاب يمسك جواله منذ ذاك الوقت ويضع السماعات في أذنيه كان يوجد حمامين
بذاك المستودع فدخلت البعيد عن حامد ذاك توضأت وخرجت صليت كل ما فآتني اليوم من فروض
فأنا لا أعلم مواقيت الصلاة هنا وجلست حيث كنت وأنا أقاوم النوم خوفا من أن أنام حتى لاح أول
خيط من خيوط الفجر فصليت الفجر وعدت مكاني وكان ذاك الشاب على حاله لم ينم لحظة بعد
ساعات قليلة سمعت صوت سيارة في الخرج وما هي إلا لحظات حتى أنفتح الباب ودخل الشابين
ذاتهما وتوجها جهة حامد فقال لهم

" جيد لم تتأخرا , عليا النوم يكاد يغمى علي من النعاس "

ثم اقترب مني الشاب بني الشعر ومد لي بكيس به طعام

فأشحت بوجهي عنه جانبا وقلت " لا أريد "

قال بهدوء " لن يجدي ما تفعليه نفعا يا ميس فلن تضري إلا نفسك "

ثم وضع الكيس بجانبي وغادر جهة الاثنين الآخرين وقال مخاطبا للبدين بحزم

"ستبقى هنا حتى المساء يا جهاد ولن أكرر ما قلته لحامد البارحة , الفتاة خط أحمر إن اقتربت
منها حطمتك شر تحطيم "


ثم خرج يتبعه حامد وتركاني مع ضيف جديد جلس مكان سابقه , مر بعض الوقت ثم بدأ بالغناء
بصوته النشاز واستمر يغني لوقت طويل حتى صدع لي رأسي ثم نظر إليا وقال

" يبدوا أنك لست جائعة هل آكلها عنك "

قلت بغيض " لا أريدها فكلها أو أفعل ما شئت "


أقترب وأخذ الكيس ثم عاد لمكانه وأكل كل محتواه دون أخد راحة أو نفس , بعد ساعات وصله
اتصال عبر هاتفه فأجاب من فوره

" مرحبا حبيبتي "

"......."

" حسننا حسننا أنا مشغول الآن وما أن أخرج من عملي سأحضر لها الحليب "

"....... "

قال بغيض " قلت لك مشغول ألا تصبر ابنتك قليلا "

"......."

" آه هيا حبيبتي توقفي عن البكاء سأجني مالا كثيرا عما قريب وسأوفر لك كل
ما تريدي , حسننا هيا وداعا "



ومرت الساعات وأنا استمع لنشازه المقرف وأقترب الليل وكنت أصلي الفروض بعشوائية فلا أعلم
وقت الصلاة هنا وهذان الصعلوكان لم يكونا يصليان ترى ما يريدوه مني وكيف علم ذاك الشاب
باسمي , بعد قليل عادت السيارة مجددا وكان الصوت يدل على وجود سيارتان , دخل حامد والشاب
ذاك معه وقد جلب لي بطانية وفراشا صغيرا وكيس طعام جديد قال جهاد سائلا الشاب

" ماذا حدث معكما هل وافقوا على دفع المال "

لم يجبه الشاب ونظر يمينا ويسارا وكأنه يبحث عن شيء ثم نظر جهة جلوس جهاد وقال بغيض

" هل أكلت أنت الطعام أيها اللص القذر "

حك جهاد مؤخرة رأسه وقال " قالت أنها لا تريدها وأنا كنت جائعا جدا "

توجه ناحيته وأمسكه من قميصه وقال بغضب

" إن أنا قلتُ شيئا فيجب أن يُنفد , قلت الأكل لها يعني لها أتفهم "

قال جهاد بصوت مخنوق " أفهم أفهم أتركني "

رمى به أرضا ثم قال " اتبعاني للخارج "

خرجوا ثلاثتهم خارجا وتحدثوا قليلا ثم غادرت أحدى السيارتين ودخل الشاب أنيق الثياب
وجلس حيث جلس السابقان جلست على الفراش وتلحفت بالبطانية ألتمس الدفء وكلما
رفعت بصري إليه وجدته ينظر إلي فيشيح بنظره سريعا عني , بعد وقت قليل نظرت له وقلت

" ما الذي تريده مني أنت وعصابتك "

نظر لي بتعجب ثم قال بابتسامة " عصابة "

قلت بضيق " نعم عصابة وما تسمي من يختطفون فتاة من الشارع ويسجنوها في مستودع غير
عصابة وأنت زعيمهم طبعا "

اكتفى بالنظر إلي مبتسما في صمت فقلت بغضب

" هل لك أن تخبرني ما يسعدك في الأمر "

قال بهدوء " لا شيء "

قلت بغضب " من أنتم وما تريدون بي وعن أي مال كان يتحدث ذاك البدين ومن الذي ستأخذونه
منه ومن أرسل لي تلك الرسالة ومن أين عرفت اسمي "

نظر للسقف في صمت متكأ على العمود ولم يجب فقلت بصراخ غاضب

" أجب ما بك هل أكلت القطة لسانك "

قال بهدوء " ميس اصمتي "

قلت بحدة " لن أصمت أخرجني من هنا هيا "

لم يجب أيضا فقلت بأسى

" كل هذا من تحت رأسهم آل يعقوب سحقا لهم جميعهم كم أتمنى من الله أن يدمرهم شر تدمير "

نظر لي وقال بحدة " ميس توقفي أنتي تدعي على نفسك أيضا معهم أم نسيتي "

قلت بغضب " وما شأنك أنت بي وبهم أنا لست منهم ولا أعترف بأمثالهم ثم لما أنت مستاء لأجلهم "


عاد بنظره للسقف ولم يجب ولذت أنا أيضا بالصمت فيبدوا لي لا جدوى من الكلام معه ولن يعدلوا
عن مخططهم مساكين يضنون أن تلك العائلة ستدفع شيئا من أجلي


بعد وقت قام ودخل الحمام ثم خرج وصلى العشاء صدمني حقا ما رأيت ثم جلس بعد أن فرغ من
صلاته يستغفر الله بمتمتمات مطولا حقا كما يقولون إن لم ترى العجب فلم ترى شيئا , أيقوم باختطافي
وعصابته تلك وسجني هنا ويستغفر الله كثيرا , قمت لأدخل الحمام ثم صليت لأني علمت على الأقل
وقت صلاة العشاء متى يكون ثم استلقيت على الفراش وشعرت بالراحة لأنه يصلي ونمت بتعب نوما
عميقا لوقت طويل ولم استيقظ إلا على صوت فتحهم للباب فجرا ليغادر ويستلم حراستي أحد الآخران
يبدوا أنهم لن يفكروا في إطلاق سراحي وسيستمرون في سجني والتناوب من أجل حراستي













أُديم







حزمت اليوم أمتعتي لتبدأ أسوء رحلات حياتي بعدما رتبت لكل شيء بمساعدة المحامي عارف
ذلك أفضل لي فلا أريد الاحتكاك بمن هناك على أي حال ولا يجب أن يعرف أي احد أسمي ولا
حتى رئيس إدارة الشركة وصلت البارحة ووجدت خيري قد استأجر لي شقة جيدة في مكان
مناسب كما طلبت منه وهاهي طلعت شمس الصباح وعليا مباشرة عملي الجديد


دخلت الشركة متوجها مباشرة لقسمي فيها فمكاني جاهز هناك , كم أتمنى أن يمر هذا اليوم على
خير , دخلت المكتب فكان هناك ثلاث مكاتب صغيرة, من الجيد أن المكان كان مرتبا وراقي بعض
الشيء فشركتنا الأفضل هنا أسسها والدي بعد الحرب ليجد البعض فرصا للعمل فيها فهي على أي
حال ليست من الفروع الأنشط لدينا ورواتب موظفيها غير مكلفة لنا


كان يجلس على الطاولتين رفاقي في عملي هنا كم من الوقت لا أعلم وهوا أكثر ما أخشى ,
المكتب المقابل لمكتبي وهوا على يمين الباب تجلس عليه فتاة تبدوا لي في بداية العشرين
من العمر والآخر المقابل للباب لسيدة في الأربعين من العمر تقريبا ما إن خطوت خطواتي
للداخل حتى رفعتا نظريهما إلي كانت فتاة حنطية البشرة تميل للبياض لها غمازات بخديها
تظهران بوضوح لأي حركة بسيطة لشفتيها وعينان شديدتا الاتساع لم أرى كحجمهما بحياتي
وكثيفتا الرموش وسوداوين ووجه دائري والسيدة بيضاء البشرة بملامح بسيطة وعينان عسليتان .


دخلت متوجها لمكتبي من فوري وفي صمت جلست على الكرسي وجهته جهة الباب وأمسكت
بهاتفي المحمول وبدأت بمراسلة أصدقائي بعد دقائق همست الفتاة للسيدة

" هيه شروق هل هذا موظف جديد هنا "

أجابتها بهدوء " نعم لقد أخبرني رئيس القسم بحضوره اليوم لهذا جلبوا له مكتبا "

قالت بذات الهمس

" وما به لا يلقي حتى تحية الإسلام لو كانت مقبرة لوجب عليه تحية الأموات فيها "

قالت الأخرى بضيق

" ليان لما لا تهتمي بعملك فقط هذا الشاب أخرس إنه لا يسمع ولا يتكلم فهمتي لما "

شهقت الفتاة بدهشة وهي تنظر ناحيتي وقالت

" أخرس ... كل هذه الوسامة وأخرس وأقول أنا لما البشعين كثيري الثرثرة "

ضحكت الأخرى وقالت " لهذا أنتي ثرثارة "

وقفت وقالت بضيق " ما قصدك هل أنا بشعة "

قالت شروق " لا اعلم أنتي قلتي ذلك "

( تنهدت بضيق يبدوا أنني سأعمل مع هذه الثرثارة ياله من يوم سيء , هذا أول اكتشاف لهذا المكان )

تنهدت الفتاة وجلست قائلة " آه اذكر أنه كان لي صديقة في الابتدائية خرساء كنت أحبها كثيرا
على عكس الجميع وأرافقها دائما وأتحدث معها عن كل شيء رغم أنها لا تسمعني "

قالت السيدة بضحكة " هل كنتي تتحدثي مع خرساء يالك من مغفلة "

قالت المدعوة ليان بغيض " وما الغريب في ذلك لقد كانت تحب حديثي معها وتنظر لي بابتسامة
وانتباه راصدة كل حركات وجهي حتى أنها تعلمت البعض من الكلمات بحركة الشفتين "


( يا لا المصيبة إن كانت تتحدث مع خرساء عن كل شيء فماذا ستفعل مع هذه التي تسمع أنا
أرئف لحالي أرجوا أن لا تعاملني بحب كصديقة طفولتها )

قالت المدعوة شروق

" هيا هيا أعملي بصمت ولا تضيعي المزيد من الوقت قبل أن أشتكيك لرئيس القسم "

قالت الأخرى بضيق " ما رأيك أن تشتكيني لمدير الشركة "

ضحكت شروق وقالت " أحد مالكي الشركة أفضل "

قالت المدعوة ليان بعد ضحكة

" من !!! أحد مالكي الشركة وهل سيتواضعون ليأتوا لمكتبك هنا لتريهم كي تشتكيني عندهم "


( يا سلام وتسخر منا أيضا سليطة اللسان يبدوا أن هذه الشركة تحتاج لقوانين صارمة )

قالت شروق " عودي لعملك قبل أن يسمعك أحد "


سكتتا واستمرتا في عمل متواصل لساعتين دون كلام ثم قالت الثرثارة التي لا أعلم كيف
صبرت كل هذا الوقت

" شروق ما به هذا الشاب إنه لا يفعل شيء سوى طقطقة أزرار جواله كيف يكون موظفا
هنا وأخرس ولا يعمل أيضا يبدوا أن أحدهم توسط له , يبدوا لي هناك أمر ما وراءه "

( تبا لهذه الثرثارة ستكشف أمري بعد قليل )

قالت شروق " إنه يعمل على الحاسوب فقط هوا بارع في ذلك "

ضحكت بمكر وقالت " جيد سيرفع عنا حملا كبيرا "

قالت شروق بغيض " هل ستستغلي الشاب لأنه أخرس يا ليان من يسمعك لا يصدق أنك
تخرجتِ الأولى على دفعتك وبامتياز "

رمت بيدها جهة شروق وقالت " اسكتي أسكتي من قال أني أنوي فعل ذلك قلت سيخفف عنا
ولم أقل سنكلفه بكل العمل "

قالت شروق " حسننا أتمنى ذلك "

قالت ليان بمكر " هيا هيا أعملي ولا تضيعي الوقت "


( يبدوا أنه عليا أن أعمل ومن أول يوم لي هنا فهذه الفتاة لن تتركني وشأني )


ولم تصبرا طويلا طبعا فبعد وقت قالت المدعوة شروق

" ليان ما فعلتي بخصوص المنزل "

تنهدت الأخرى بضيق وقالت " لم أفعل شيء ولن أفعل "

قالت شروق بصدمة " ما يعني لن تفعلي شيئا والحل "

قالت ليان بلامبالاة " لا حل لذلك إلا بموتي أو موتهم "

ضحكت شروق وقالت " ياله من حل "

قالت ليان بتذمر " أسعفيني أنتي بغيره "

قالت شروق " هنالك حل ولكنك لا تريدينه "

قالت ليان بضيق " حلولك الفاشلة اتركيها لنفسك "

تأففت شروق بضيق ثم قالت هامسة وكأنه ثمة من سيسمعها

" هيه ليان أخرجيني من حيرتي ألم تري هذا الشاب من قبل "

نظرت لهما بشك ووجدتهما كما توقعت ينظران لي فقالت ليان

" أين سأراه في منامي مثلا "

قالت شروق بهدوء

" ليان أنا لا أمزح معك أشعر أنني رايته ولكن لا أذكر أين في التلفاز في الصحف ليثني أذكر فقط "

( سحقا لهذه المصيبة يبدوا أنها رأتني سابقا في إحدى الصحف أخشى أن تتعرف علي )

قالت ليان بتذمر " وما سيأخذ هذا الفتى للتلفاز أو الصحف إن رأيتهم أنتي يوما سيكون رآهم هوا "

قالت بشرود " قد يكون شبه لي فقط "

قالت ليان " ما أستغربه أنه يقرأ ويكتب وهوا أخرس "

( يبدوا أنهما لن ترتاحا حتى تكتشفا أمري لما لا تشغلان ذكائهما فيما هوا مفيد )

قالت شروق " هذا أمر عادي فثمة مدارس تدرس الصم والبكم "

قالت بحيرة " هل يعلمونهم الكتابة والقراءة "

قالت شروق " نعم فهم كمن يتعلم الانجليزية نطقا دون كتابة "

قالت ليان مندهشة " هل تقصدي أنهم يفهمون الكلمات دون معرفة نطقها "

قالت شروق " نعم هكذا فهم لم يسمعوها وقريب لي درس في مثل تلك المدرسة وهوا يكتب ويقرأ "

نظرت لي ليان وقالت " ترى هل يكتب الشعر ويقرأه "

ضحكت شروق كثيرا وحتى أنا كادت تضحكني هذه الغبية لولا أن أمسكت نفسي فقالت ليان بضيق

" ما الذي قلته يضحك "

قالت شروق " بل ما الذي قلته لا يضحك كيف فكرتي في الشعر تحديدا "

قالت ليان بتذمر " لن أشرح لغبية مثلك "

سؤالها ساذج وغبي في الظاهر ولكنه ذكي لو فكرت به فهل لمن يعرف الكلمات المرتبطة
برؤيته للأشياء أن يفهم كلمات عن شيء غير مرئي كالشعر

بعد ساعة وقفت الفتاة وقالت "سأجلب القهوة هل تريدي "

قالت شروق بابتسامة " نعم وكما تعلمي قهوتي حلوة "

قالت بضيق " أجل وهل ستعلمينني ما أعلمه جيدا "

ثم أخذت ورقة وكتبت فيها شيئا ثم رفعتها ناحيتي لأقرأها وكان مكتوب فيها

( هل تريد قهوة )

ابتسمت مرغما لمجاملتها وهززت رأسي بالرفض لا أريد منك شيئا فقط دعيني وشأني



ومضى يومي الأول وعدت لشقتي بعد ساعات طويلة من العمل الممل والمتعب اشتريت في طريقي
الطعام لآكله هنا سامحك الله يا والدي تحرمني حتى من طعام قصرنا اللذيذ ووجبات أمي المميزة
عليا أن أزور صديقي خيري عند المساء سأجد مع من أتسلى على الأقل فهوا أعزب مثلي










حور







ما أسرع ما تمرنا الأيام عندما لا نكون بانتظار مرورها , اليوم غادر عمي والمدعو زبير
للمحكمة لإتمام الزواج كما علمت , لقد أصبحت زوجة ذاك الذي لو التقيت به في الشارع ما
عرفته وسأنتقل اليوم للعيش معه وعائلته


وكأنني في حلم بل كابوس كيف تكون الأمور بهذه السرعة لا حفل خطوبة ولا عقد ولا حتى
حفل زواج أسبوع واحد فقط علمت فيه بالأمر ولم أخرج خارج المنزل ولم أتجهز حتى كباقي
العرائس , اشعر وكأنني مخطوفة وليس متزوجة , وهل كنت سأهتم بالأمر على كل حال فقد
فقدت رغبتي في الزواج منذ ذلك الوقت





الماضي



كنت واقفة عند لوحة الإعلانات أبحث عن أسمي عندما سمعت صوتا رجوليا عذبني وذوبني
لأشهر وهوا يقول بدفء وهدوء

" حور "

التفت إليه وكان واقفا خلفي تماما وعلى مقربة مني وكان بادٍ عليه التوتر تحمحم قليلا ثم قال

" إنها نهاية العام الدراسي وهي سنتي الأخيرة هنا "

قلت بحزن " إذا ستذهب ولن تعود "

قال بابتسامة " حور أنا أود خطبتك من عمك هل توافقي علي "

شعرت بالخجل والارتباك وكل المشاعر الغريبة والمحرجة فلذت بالصمت

تابع قائلا " لقد كنتي دائما في نظري قطعة القماش البيضاء التي لم تلطخها الأيدي فرفضت
أن ألطخها حتى بيدي , لتبقى دائما بيضاء نقية وعفيفة لذلك لم أتحدث معك لا عن مشاعري
ولا أي شيء رغم موتي تلهفا للحديث معك وسماع صوتك , سأطلبك زوجة لي فهل
توافقي هل تكوني لي لوحدي "

أنزلت رأسي للأرض خوفا من أن يرى سعادتي وموتي فرحا بما أسمع

قال بهمس " حوريتي قولي شيئا أي شيء أرجوك "

رفعت نظري إليه وقلت بابتسامة خجولة " موافقة أجل موافقة "


ثم ركضت مبتعدة عنه تنفست بقوة محاولة تهدئة دقات قلبي التي كادت تحطم المكان كله كانت
تلك المرة الثانية والأخيرة التي يتحدث معي فيها كما كانت المرة الأخيرة التي أراه فيها أيضا




[COLOR="rgb(25, 25, 112)"]الحــاضر



نزلت دمعة حارقة من عيني لتجرح خدي ثم تسقط على جسدي كالجمرة المتوهجة التي تحرق
وتخترق كل ما تمر به في طريقها ارتميت على السرير وصرخت ببكاء

" لماذا خذلتني لماذا رحلت ولم تعد , لماذا لا أنساك أخبرني لماذا "


بكيت مطولا وتألمت كثيرا ثم مسحت دموعي ودعوت الله أن لا ألتقية في حياتي مجددا ولا حتى
بالمصادفة بعد أن صرت زوجة لغيره مثلما تمنيت دوما أن ألتقي به ولو عن طريق الصدفة

طرقت مرام الباب ودخلت تتبعها شادن وزوجة عمي شادية

قالت مرام " ألم تجهزي بعد "

قلت بضيق " جاهزة "

وضعت شادن يديها في وسط جسدها وقالت " وما الجاهز فيك أنتي لم ترتدي الفستان الذي
أحضرنا لك إنه بسيط جدا كما أردتي وأين الماكياج وتسريحة الشعر كيف لعروس أن لا تتجهز
في يوم كهذا "

تنهدت بضيق واكتفيت بالصمت فقفزت مرام بجواري وقالت

" كيف لمن تتزوج بابن شااااامخ آل يعقوب أن يراها هكذا "

قالت زوجة عمي آمرة لبناتها " أخرجا واتركاني مع حور قليلا "

تذمرتا قليلا ثم خرجتا جلست شادية بجواري ومسحت على رأسي وقالت

" ما بك يا حور عمك قال أنك وافقتي فلما كل هذا الحزن "

أحسست أنني أحتاج لوالدتي حينها لتمسح هكذا على رأسي وأرتمي في حضنها وأبكي
ولكني بلعت عبرتي وقلت

" لا شيء أنا فقط تذكرت والداي كم كنت أتمنى أن يكونا معي في هذا اليوم "

قالت وهي تربت على كتفي " نحن عائلتك يا حور وإن احتجت لشيء أو ضايقك شيء فأخبريني "

هززت رأسي بنعم فقالت

" هيا عليك أن تتجهزي ستصل مصففة الشعر والمتخصصة بالماكياج في أي لحظة "


وقفت وتحركت كالدمية التي تعمل بالبطارية شيء ما يحركني لا يمد للرغبة في التحرك
بصلة تجهزت أو جهزوني لا أعلم ولا يهم بعدها طُرق أحدهم الباب وكان عمي هوا الطارق
ما إن رأيته حتى نزلت دموعي مباشرة وكأن رؤيته تخبرني أن كل شيء انتهى وأني صرت
زوجتا لذاك

اقترب مني حضنني وقال " مبارك يا ابنتي مبارك يا حور لقد كبرتِ وأصبحت عروسا "


اكتفيت بالصمت والبكاء , لم أشاء لدموعي أن تنزل أمام الرجل الذي رباني وهوا من اختاره
زوجا لي ولو كان بسبب العهد بين والدي ووالده ولكن ما اجتاحني من مشاعر كان شيء فوق
رغبتي واحتمالي

أبعدني عنه وقال " لما البكاء يا حور أنا لا أفهمك حقا "

قلت بحزن " تذكرت والدي أنا أحتاجه , أحتاج أمي لا أريد أن أكون اليوم من دونهما "

قال بهدوء " هل هذا حقا ما يبكيك صارحيني يا حور "


اكتفيت بالصمت فأي كلمات يمكنها أن تعبر عما بداخلي وأي كلمات يمكنني أطلاق سراحها لتخرج
من جوفي المحترق وتطفئ ما فيه من حريق أمسكني عمي من كتفي وقال بنيرة هادئة وغامضة

" قد لا يدرك الإنسان كل ما يتمناه يا حور ولكن يبقى ثمة شيء يسمونه لا يأس من رحمة الله وما
كان الله ليختار لنا إلا ما فيه الخير , سامحيني يا ابنتي لأني كنت جزءا ممن تحكموا في مصيرك
واتخذوا القرار عنك وارجوا أن تعذريني يوما "


احتضنته من جديد وشكرته على كل شيء قدمه لي وكل شيء فعله من أجلي وخرجت معه قدمي
الأولى تجر الأخرى دخلت لمجلس الضيوف حيث المدعو زوجي , لم أرفع رأسي له ولم انظر
إليه ولم أرغب في ذاك حقا ما ذنبه فهوا أيضا ضحية عهد قديم ووصية لا أعلم ما فيها وما أحدثت
فيه فقد يكون يحب أخرى أيضا وقد كسروا قلبه وقلبها


تحدث مع عمي ولا أعلم فيما كانا يتحدثان ثم وضع يده على كتفي وغطى لي وجهي وخرج
يساعدني على السير معه دون أن يتحدث معي أن يلبسني خاتما وحليا ويقبل جبيني كما يفعل
الجميع أخذني هكذا كالجاني وكالمحكوم عليه بالإعدام يسوقونه سوقا دون مقدمات , سرت
في سيارة سرت في طريق وشوارع سرت على قدماي صعدنا سلالم ودخلنا من أبواب كلها
أمور حدثت ولم تحدث ولم نتحدث أيضا ولم أرى هناك أحدا


رفع الغطاء عن وجهي لأجد نفسي في مكان آخر ليس بيتي وليست غرفتي ورجل ليس عمي
ولا والدي ابتعد ووقف أمام باب أحدى الغرف وقال


" اسمعي يا حور أنا لن أظلمك معي لن أعاملك بقسوة ولن أضايقك يوما فقط عليك أن تنفذي
ما سأطلبه منك حتى يجد الله لنا سبيلا يرضيه ويرضينا , لذلك عليك أن تعلمي أن الخروج
ممنوع والاجتماعات العائلية والحفلات حضورها ممنوع أيضا , لبس ملابس النوم المغرية
ممنوع وسؤالي عن أي شيء يخصني ممنوع بتاتا, تلك غرفتك هناك وهذه غرفتي ولتعلمي
جيدا أني لن أرضى لأحد أن يضايقك أو يخطأ في حقك أو يلمسك بأذى مادمت على قيد الحياة "


تم دخل غرفته وأغلق الباب وأنا متسمرة بمكاني فها قد أضاف شيئا جديدا للائحة , فما أسعدني
من عروس وما أجمله من حفل زفاف وما أروعه من زوج , دخلت ما تسمى بغرفتي ارتميت
على السرير وبكيت وبكيت حتى سأمني البكاء وكرهتني الدموع دخلت الحمام استحممت غيرت
ثيابي وصليت ودعوت الله كثيرا ثم نمت
ولا أعلم كيف ولا متى









رنيم




ها قد بدأت مأساتي فزوج خالتي ينتظرني في الأسفل ليأخذني هناك حيث منفاي ومقبرتي بالتأكيد
فلا أعتقد أن قاسي النظرات ذاك سيعيشني في سعادة وهناء أتمنى أن لا أندم يوما على هذا القرار الذي
لا مفر لي منه

لم أنم البارحة لأحدد لكم وقت استيقاظي اليوم ارتديت جاكتة شتوية تصل لنصف الفخذ حمراء
اللون وبنطلون من الجينز الأسود وحجاب أسود اللون بحواف حمراء وحداء أحمر , ليست ملابس
عروس أعلم ولكنني لست عروسا على كل حال وليس هناك عريس لأرتدي له شيئا جميلا ومميزا
نزلت للأسفل ودعت والدتي ببكاء بل بنحيب وهي تحاول تهدئتي ثم أبعدتني عنها وقالت


" اعتني بنفسك يا رنيم وأطيعي زوجك فبالرغم من كل شيء هوا سيصبح زوجك الآن وعليك طاعته "

تنهدت وقلت " أتمنى ذلك يا أمي ولكني أراه صعبا جدا "

قالت بابتسامة حزينة " هوا مجبر مثلك عليكما مراعاة بعضكما "

قلت بأسى " إن راعاني فلن أكون أقل منه ولكن هل تعتقدي أنه سيفعل "

قالت بقلق " رنيم ما بك ما الذي دار بينكما من حديث "

قلت بهدوء " لا شيء أمي أنا فقط متخوفة من الأمر "

قالت بهدوء " هوا تربية شامخ وهذا ما يطمئنني "


آه يا أمي لو سمعتي أحاديثه معي التي لم تخلوا جميعها من التجريح لشككتي أن والدي شامخ هوا
من رباه سحبت حقيبتي خلفي خرجت للسيارة وقفت أمامها ثم التفتت لوالدتي ونظرت لها نظرة
مودع وكأنني لن أراها بعد اليوم وقفت أنظر إليها بدموع وهي تلوح لي بيدها مبتسمة , آه يا أمي
كم أحتاج أن أبقى معك هنا مالي ومال الثروة والوصايا والزواج الذي لم يكن يوما ضمن مخططاتي
الحالية ترى هل سأعود يوما لبيتي ودولتي وعالمي فحتى وضيفتي في دار النشر كانت تنتظرني
قبل أن أتخرج


" هيا يا رنيم سوف نتأخر "

كان هذا صوت زوج خالتي الذي هوا عمي من الرضاعة نظرت للأسفل فلم أجد حقيبتي التي
يبدوا أنه قد وضعها في السيارة صعدت السيارة وتوجهنا حيث محكمة تلك الدولة وسفارة دولتنا
فيها فها هوا لم يكلف نفسه عناء أخذي من هنا وحمدا لله أنه لم يفعلها


في الطريق تعرضت لتحقيق مطول من زوج خالتي عن سبب هذا الزواج وتوقيته وعلاقته
بالوصية وأنا أتهرب وأتحجج وألفق القصص وحمدا لله أنه لم يستجوب والدتي لكنا تناقضنا في
سرد الأحداث

قال بعد أن يأس مني " رنيم يا ابنتي أنا لا أفهم شيئا من كل ما يجري ولكن ما أعرفه جيدا
أن شامخ رحمه الله كان له أفضال كبيرة عليك ووالدتك وحتى عليا أنا شخصيا لذلك وافقتكم
على هذا رغم عدم اقتناعي "

قلت بهدوء " لا تقلق يا عمي فلن أكون إلا بخير بينهم "

قال بذات الهدوء " أتمنى ذلك "

ثم تنهد وقال

" لقد سبب هذا لنا بمشكلة مع ابني أدهم فهوا لم يستوعب حتى الآن أنك لن تتزوجي به "

قلت ببرود " لا يأخذ المرء إلا نصيبه سيجد من هي أفضل مني "

قال " أتمنى له ولك السعادة دائما ولا تنسي يا رنيم إن حدث لك أي شيء فاتصلي بي
وسأعيدك لبيتك حالا "

قلت بهدوء " بالتأكيد سأتصل بك على الفور "

آه ليته بإمكاني ذلك فأي رجوع سيكون قبل أن أتحرر من تلك الوصية التي أكرهتني في نفسي
ترى ما سألقى هناك وما ستكون نهاية كل هذا

























نهاية الجزء السابع




ما بحط تساؤلات ولا توقعات لأنه .................................... مفاجأة الجزء الثامن بيكون
بين يديكم الآن عشان يمكن تمنعني ظروفي الأيام القادمة من وضعه قرائة ممنعة للجميع


















[/COLOR]

 
 

 

عرض البوم صور برد المشاعر   رد مع اقتباس
قديم 02-11-14, 03:41 PM   المشاركة رقم: 37
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة القلم


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273354
المشاركات: 4,068
الجنس أنثى
معدل التقييم: برد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسي
نقاط التقييم: 4345

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
برد المشاعر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أشباه الظلال

 

الجزء الثامن
















غيث




" أمي أين هوا بحر لم أره منذ أيام "

أجاب صهيب من فوره " إنه مع عائلة والده وسيعود بعد الغد "

قلت بابتسامة جانبية " هل يتحرك بحر حركة لا تعلم بها يا صهيب "

ابتسم وقال " بلى عندما يدخل الحمام هههههه "

قالت أمي بصوت هادئ يشبه الهمس

" أحوال بحر لا تعجبني صهيب أنت الأقرب إليه هل تعلم شيئا "


نظر صهيب لها ثم لي ثم أنزل رأسه في صمت , كلام أمي صحيح يبدوا بحر وكأنه تلقى
الصفعة الأعنف من والدي رغم بساطة ما طلب منه , ليته طلبه مني لوافقت بكل سرور

قلت بسخط محدثا صهيب " أين أنت طوال اليومين الماضيين دون علم أحد "

قال بضيق " هل تراني طفلا لقد كنت خارج العاصمة لدي مهمة سأعود الليلة لإكمالها
ولن آتي لوقت إن احتجت شيء بخصوص الأعمال اتصل بي "

قلت بحدة " أي مهمة هذه تعلم أنه عليكم تولي المسؤولية منذ الآن فعليك أن تكون هنا "

قال بلامبالاة " أخبرتك أني مستعد لفعل أي شيء فقط اتصل بي "

قلت بضيق " لنرى نهاية هذا كله "

قال مغيراً مجرى الحديث " أين هوا زبير علينا المغادرة فورا "

ضحكت وقلت " يبدوا أن الفتاة أعجبته وأنسته زمرد واسمه أيضا "


لاحظت وجه صهيب قد أكفهر وكأن كلامي لم يرق له فقاطعت والدتي الحديث قائلة

" إلى أين ستذهبان هوا تزوج بالأمس فقط "

قال صهيب ببرود " هوا من يصر على العمل لا دخل لي بذلك "

دخل حينها زبير قبل رأسها وجلس فقالت أمي متسائلة

" أين هي عروسك يا زبير لما لم تنزل معك "

قال ببرود " في الأعلى أين ستكون لو أرادت النزول لنزلت "

نظرت لي ولزبير بضيق ثم قالت

" الله الله في اليتيمتان يا ولداي لا تظلموهما فالظلم ظلمات يوم القيامة "

قلت بضيق " لما لا توصيهما هما ليرأفا بنا "

قال زبير معقبا

" كنت أسمع أن الأم تحب زوجة ابنها أكثر منه ولم أصدق , أما الآن فأنا آمنت بذلك حقا "

ابتسم صهيب وقال " إذا لن أتزوج أبدا "

قال زبير ضاحكا " هل أصبح الجميع يتمنى مكان بحر "

تنهد صهيب وقال " لا تتمنى مكانه لأنك لن تقدر على تحمل ما يتحمل "


فاجأني ما قال صهيب أنا حقا لا أفهم شيئا يبدوا لي ثمة أمور غامضة وغائبة عن
الجميع زبير أيضا خسر الكثير يبدوا صهيب أفضلنا حالا

نظرت لي والدتي وقالت ما لا أحب سماعه

" غيث ماذا عن عروسك ألن تذهب لإحضارها "

قلت بعبوس " ستأتي مع زوج خالتها هوا عمها من الرضاعة ووكيلها وسيصلان اليوم "

قالت بحدة " ولما لم تذهب أنت لتحضرها فهذا لا يجوز "

قلت بضيق " ولما عليا فعل ذلك هل علينا أن نكبر رأسها ثم هوا قادم معها على أية حال
فهم لا يريدون إتمام الزواج لديهم هناك "

قالت بضيق أكبر

" إن كانت لك شقيقة أو ابنة هل كنت ترضى أن تتزوج هكذا , تأخذها أنت لزوجها "

نظرت للجانب الأخر ولم أتحدث فقالت بحدة " قم وأذهب لها واحضرها "

قلت بغضب " أمي ارحميني أرجوك من الأفضل لي ولها أن لا أفعل "

وكزني زبير بمرفقه وقال بهمس " ما قصدك بذلك ألن تصبر حتى تصلا "

نظرت له بغيض وأنا أضغط فكاي بقوة فرمش بعينيه ثم قال

" أمزح يا رجل ما بك "

قالت أمي بنبرة استياء " هل كان عليكما أن تتزوجا بدون حفل زواج هما فتاتان صغيرتان
ولم يسبق لهما الزواج لما تحرمانهم وأنفسكم من ذلك يكفي أن زبير أحضرها البارحة
كالمخطوفة ولم أرها حتى "

قال زبير بضيق

" أمي والدي مضى على وفاته سنة واحدة انتهت للتو كيف سنحتفل بزواجنا "

قالت بعصبية " لو كانتا غيرهما لاحتفلتما سبعة أيام بلياليها فالفتاتين لا ذنب لهما مثلكما تماما "

تنهد صهيب وقال " أقيمي حفلا كبيرا متى شئتي وقدميهما للجميع الكثيرين يفعلون ذلك "


وقفت وغادرت للخارج وتركتهم جميعا أخرجت هاتفي المحمول وأعدته لجيبي أكثر من مرة
ثم رفعته واتصلت بزوج خالتها واستفسرت منه عن وصولهم , حمدا لله فقد قال أنهما
خرجا منذ ساعات وسيصلان قريبا ليس عليا الذهاب لجلبهم , ركبت سيارتي وتوجهت لحيت
سنتقابل ( عند باب السفارة بالطبع )


وصل بعد وقت فنزل من السيارة وتصافحنا , كان رجلا مهذبا وراقي الأسلوب في الكلام
رنيم كانت جالسة في السيارة وتشيح بنظرها عني للجانب الآخر , لا يبدوا لي أننا سنتعاشر
ولا ليوم واحد لا وتطلب مني أمي أن أذهب لإحضارها أقسم أننا ما كنا لنصل إلا للمستشفى


دخلنا السفارة وأتممنا الزواج ثم توجهنا للمحكمة وأغلقنا الوصية بموافقة الجميع على
شروطها ولن تفتح مجددا حتى يتم تقسيم الإرث في الوصية الجديدة أو حين يتنازل
أحد منا عن شرطه ويترك العائلة ونصيبه , باركا لي على المصيبة التي حلت بي
ثم خرجنا برفقة المحامي عارف قلت مخاطبا زوج خالتها ( هاشم )

" هيا رافقنا فالغداء لدينا اليوم ولتستريح من عناء السفر "

قال متعذرا " باركك الله , لي صديق هنا ينتظرني وعليا الذهاب إليه خذ عروسك وغادرا
على بركة الله ولا أوصيك يا غيث كن كوالدك شامخ عطوفا معها "

قلت بابتسامة " لنأمل من عند الله خيرا "

أعذرني فلا أعذك بما هوا فوق استطاعتي


توجه عمها ناحية سيارته وفتح لها باب السيارة ونزلت تحدثا معا حديثا لم أسمعه ثم
احتضنته مطولا وبدأت تمسح دموعها ثم اقترب إلينا وهي تتبعه ودعني هوا والمحامي
عارف ثم غادر كليهما فلم يتبقى غيري أنا واللعنة التي حلت بي , فتحت لها باب السيارة
من باب الذوق فركبتها بصمت وضعت حقيبتها فيها وركبت وانطلقنا متوجهين للقصر
ساد الصمت طويلا ثم كسرته قائلة

" هل وافق الجميع على شرط الوصية "

قلت مختصرا " نعم "

قالت ببرود " حمدا لله "

نظرت إليها وقلت " هل كنتي تخشين أن تضحي من أجل لا شيء "

قالت بذات البرود " بل خشيت أن أضحي من أجلك أنت فقط "

قلت بغيض " رنيم لا تتعمدي استفزازي لأنك وحدك من ستكون الخاسرة "

نظرت جهة النافذة وقالت بهدوء " أنت من بدأ أولا وفسرت الأمور كما تحب "

قلت بسخرية " وما هوا التفسير الصحيح لسؤالك "

نظرت لي بغيض وقالت بحدة

" أنا فكرت جديا في أخوتك وخشيت أن يتهور أحدهم ويفترق عنكم ماذا تظنني بلا قلب ولا مشاعر "

قلت بسخرية " جيد يبدوا لي أن قالب الثلج يسخن قليلا أحيانا "


ضحكت بسخرية وعادت تنظر جهة النافذة من جديد يا لا برود هذه الإنسانة عليك أن
تحترق في داخلك ألف مرة لتستفزها وتغيظها مرة واحدة , عدنا للصمت من جديد فهوا
الحل الأنسب لكلينا

وصلنا للقصر نزلتُ أولا وتبعتني هي للداخل كانت والدتي باستقبالنا فاستقبلتها بحب
وحرارة أنا أستغرب كيف كرهت أمي زمرد أنا أشك أنها تحب كل نساء الأرض


توجهت لجناحي في الأعلى وبعد قليل دخلت رنيم أشرت لها برأسي وقلت

" جناحك المجاور لجناحي "

نظرت لي بصدمة ثم باستهجان وقالت " بما تهدي ما سيقولونه عائلتك عندما يعلمون بذالك
الغرف هنا كثر سآخذ واحدة لي فأنا مازلت على اتفاقنا "

قلت ببرود " هذا الطابق ليس به سوانا وزبير وزوجته جناحهما بالجانب الآخر فاطمئني "

نظرت لي بسخرية وقالت

" لا اعتقد أنك تخشى سحري عليك فأنت تكرهني حد الموت ولن يضر بقائي هنا بشيء "

اقتربت إليها وأمسكت ذراعها بيدي وقربت وجهها من وجهي وقلت بغل

" حتى لو لم أكن أكرهك وأكره بنات جنسك جميعا فما كنتي لتسحريني وما رف لي جفن "

أمسكت بيدي ورمتها جانبا ثم أخذت حقيبتها لتخرج من الجناح دون كلمة , هنيئا لها بكل
هذا الصبر على الكلام ولكن من الجيد أن إهانتي استفزتها لتغادر تذكرت شيئا فقلت

" هيه انتظري قليلا "

التفتت إلي دون كلام أخذت هاتفها وقلت

" هذا الشيء ممنوع والخروج كذلك منعا باتا ودون نقاش "

قالت بحدة " ولما "

قلت ببرود " لأنه لا يؤتمن لكن جانب "

ثم دخلت غرفتي وتركتها استحممت وغيرت ثيابي ثم خرجت قاصدا الشركة








رنيم






ياله من وقح وقليل دوق لقد أهانني في أنوثتي ذاك المريض يكره كل النساء , هه وهل
تتشرف النساء بحبه لهن لقد أخذ هاتفي ويريد سجني هنا أي ورطة هذه التي ورطتني
فيها يا والدي شامخ


دخلت الجناح المجاور لجناحه كان فخما وراقيا يحوي غرفة نوم واحدة وردهة تفتح عليها
شرفة كبيرة وحمام وغرفة ملابس توجهت للغرفة استحممت وغيرت ثيابي ونمت من شدة
التعب بعد ساعات استيقظت صليت وغيرت ثيابي ونزلت للأسفل وجدت خالتي تجلس مع
فتاة رائعة بل فاتنة الجمال سلمت عليهما وجلست

فقالت خالتي بابتسامة " هذه حور زوجة زبير يا رنيم وهذه رنيم زوجة غيث "

قلت بابتسامة " سرني التعرف إليك يا حور أتمنى أن نكون على وفاق "

ابتسمت ابتسامة عذبة مثلها وقالت " وأنا أتمنى ذلك أيضا "

قالت الخالة " لقد كنت أتحدث للتو مع حور عن الأعمال في القصر فالخادمات لدينا غير
ثابتات يأتي فريق من شركة للتنظيف وينظف كل شيء وسنشرف على عمله وسنستلم
أعمال المطبخ مع خادمة واحدة تعمل لساعات معينة هنا وتغادر , أعذراني يا ابنتاي أعلم
أنكما عروستان والحديث عن هذا سابق لأوانه ولكنني وحيدة والأمر متعب لي كثيرا لقد
كنت أنتظر أن يتزوج أبنائي بفارغ الصبر لتساعدني زوجاتهم "

قلت بابتسامة " لا عليك يا خالتي معك حق هذا سيكون واجبنا اتجاهك "

قالت حور " ولما لا خادمات هنا "

تنهدت وقالت " غيث من يرفض ذلك وبشدة وحتى الخدم غير ثابتين أيضا يأتي من
يهتم بالحديقة وتقليم الأشجار في ساعات وأوقات معينة وتحت إشرافه أيضا "

تنهدت بحزن آه ياله من رجل غريب أطوار و يالك من محضوضة بالزواج به يا رنيم

قالت حور " هل غيث هوا ابنك الأكبر "

قالت خالتي بابتسامة " لا هوا ابن زوجي ابني الأكبر أسمه أديم وهوا يعمل في الجنوب ولدي
ابن آخر أكبر من زبير وابن من زوجي الأول "

أمضينا أغلب اليوم نتنقل بين أجزاء القصر ثلاثتنا وأعددنا العشاء أيضا بمساعدة الخادمة الوحيدة
كانت حور فتاة رقيقة جدا ومهذبة يبدوا أننا سننسجم كثيرا مع بعضنا نظرت لها وقلت

" حور هل لديك أخوة "

قالت بابتسامة حزينة

" لا فلقد توفي والدي بعد ولادتي مباشرة وتوفيت أمي وعمري أربعة أعوام "

قلت بحزن " أنا آسفة إن أحزنك سؤالي "

قالت بحب " لا بأس عليك يا رنيم فأنتي لا تعلمي بذلك "

ابتسمتُ وقلت " أنا أيضا ليس لي أشقاء والدي توفي وعمري أشهر فقط في الحرب التي دارت
جنوب هذه البلاد ولم تتزوج أمي بعده وكرست حياتها لتربيتي هي كل ما لدي من هذه الحياة "

قالت بابتسامة " يحفظها الله لك يا رنيم , والدي أيضا توفي في الحرب هذا غريب حقا "

قلت بابتسامة

" ليس غريبا فوالدي شامخ توفي له أصدقاء في الحرب لا استغرب أن تكوني ابنة أحدهم "

دخلت خالتي وقالت " سيأتي ضيوف اليوم وعلينا استقبالهم ليتعرفوا بكما كما أننا سنقيم
حفلا خلال الأيام القادمة لكما أيضا عوضا عن حفلة الزفاف "

قالت حور وعيناها أرضا

" اعذريني خالتي أشعر أنني متعبة قليلا قد لا استطيع استقبالهم معكم "

ظهرت علامات الاستغراب على وجهها وقالت

" هل تشعرين بشيء يا ابنتي هل من مكروه أصابك "

بدا على حور التوتر ثم قالت " لا شيء إنه مجرد إرهاق بسيط "


عند المساء جلسنا جميعا على مائدة الطعام ماعدا الغير متواجدان في المدينة وهما بحر
وأديم جلست بجانب حور وخالتي تجنبا للجلوس بجانب غيث وكان الكرسي الموجود
أمامي شاغرا تماما استأذنت حور بسرعة وصعدت للأعلى نظرت خالتي جهة زبير وقالت

" حور تبدوا متعبة حتى أنها لم تتواجد مع الضيوف اليوم وقضت أغلب اليوم في غرفتها
أصعد لرؤيتها يا زبير "

قال زبير وهوا يتناول قطعة اللحم

" أنا من طلب منها أن لا تحضر الاجتماعات العائلية هنا ولا الحفلات أيضا "

نظر له الجميع بدهشة ثم قالت خالتي " ولما "

قال وعينيه على صحنه " لسبب لا أريد قوله لن تحضر وكفى "

قالت بغيض " ولكن هذا لا يجوز هل ستسجن الفتاة يا زبير "

رمى بالشوكة في صحنه بغيض وقال

" زوجتي ولا أريدها أن تكون معهم فلا تعاندوني في الأمر يا أمي "

وقفت وقالت " وماذا بشأن الحفل وما سنقول للناس , لا يمكنكم رؤية زوجة ابننا "

قال وهوا يقف مغادرا

" قولي ما تريدين وقولي أنني اسجنها إن أردتي المهم أنها لن تتواجد أمام أي أحد "

ثم غادر ونظرت خالتي لباقي أبنائها وقالت

" هل يعجبكم ما سمعتموه هل جن هذا الولد أم ماذا "

قال صهيب ببرود " زوجته وسيتفاهم معها , ماذا لو تحدثنا وهي كانت توافقه الأمر أي شيء
قد نناقشه فيه إلا خصوصياته يا أمي إن اشتكت زوجته فحينها سيكون لكل حادث حديث "

غادرت خالتي مستاءة وتوجهت لجناها الموجود بالطابق الأرضي

نظر غيث باتجاهي وقال

" لا يحق لنا التدخل زوجته وإن ضربها أمام أعيننا فقد تكون تستحق التأديب "


حتى الحيوانات لهم جمعية تسمى جمعية الرفق بالحيوان أيها المتحجر , أعرف لما تقول
ذلك ولكن علاجك عندي فتابعت الأكل دون كلام

بعد صمت قال صهيب " هذا في حال لم تشتكي من تصرفه لكن لو تحدثت بحرف واحد
أمامي فلن أقف مكتوف اليدين فلتعلما ذلك فلن أرضى أن تُظلم إحدى زوجاتكم أمامي وتستنجد
بي وأقف أتفرج فكلنا نعلم الظروف التي تزوجاكما بها "

قال غيث باستياء " و أليس هذا تدخلا في الخصوصيات الذي كنت تتحدث عنه "

نظر له صهيب بحدة وقال

" لا ... إلا الظلم يا غيث لو لم تكن زوجته موافقة على ما يفعل فسأمنعه من ذلك بنفسي "

اقسم أنك رجل لم تنجبه كل النساء يا صهيب يكفي كلمتك هذه ولو لم تطبقها

نهض غيث من على الطاولة وقال بتذمر

" انهض هيا أليست لديك مهمة وتريد مغادرة العاصمة "

ثم غادر وصعد لجناحه في الأعلى هممت بالوقوف لحمل الأطباق حينما أوقفني صوت

صهيب قائلا " اصبري على غيث يا رنيم إنه أفضلنا جميعا "

صمتت لبرهة ثم قلت بابتسامة " كل واحد منكم يرى الآخر أفضلكم , رحم الله والدي شامخ
فقد رباكم كما يجب أن تكون التربية ولكن ما بيني وبين غيث أكبر من ذلك بكثير "


ثم غادرت متوجهة للمطبخ













صهيب





كان عليا البقاء مع الفتاة ليلا لست مطمئنا لذالكم الصعلوكان ولكن لا خيار أمامي فلن يوافق
شابان جيدا التربية على هذا, ولا خيار أمامي سوى المستودع الذي وفره لي سالم لوضعها فيه
مؤقتا كي أبتعد عن الشوشرة ولا يكتشف أحد الأمر وما أخفي حتى يوفر لي المنزل المناسب


توجهت للمستودع برفقة حامد وكل منا في سيارة لتبقى السيارة معي فالمكان مقطوع تماما ولن
أضمن عودتهما إلي, كما أنني لا أترك لهما سيارة هنا كي لا يهرب أحدهم بالفتاة , لدى كل
واحد منهما مشاكل قانونية وشيكات بحوزتي من دون رصيد فمصيرهما بين يدي وصلنا إلى
هناك ثم خرجت وشريكاي للخارج فسألتهما مستفسرا

" ماذا حدث معكما هل قالت شيئا هل بكت هل نامت "

قال حامد " لا ... أمامي لم تنم ولم تبكي كانت تقاوم النوم طوال الوقت يبدوا لي أنها خائفة "

ثم قال جهاد " ولا اليوم أيضا كانت ترتجف من البرد فقط لا كلام ولا طعام ولا نوم "

قلت بحدة " ومن يأكل الطعام و أنت موجود يالك من جشع "

نظر لي بضيق وقال " كانت مرة واحدة فقط وهي لم ترغب به كنا سنرميه على أية حال "

صرخت به قائلا " أصمت الآن "

ثم قلت بحزم " عليكما العودة غدا صباحا مفهوم فلا يمكنني البقاء أكثر هيا غادرا "


دخلت المستودع وجلست كالعادة على أحدى الأعمدة على الجدار المقابل لها أما هي
فتلحفت بالبطانية في صمت وهدوء كنت أنظر لها متسائلا تبدوا صغيرة وأصغر حتى
من سنها لما لا تبكي وتنحب كباقي الفتيات فتاة أخرى غيرها يختطفها شبان كانت ستقلب
الدنيا على رؤؤسنا من البكاء والصراخ أتمنى أن يكون ما أفعله صوابا, ولكن لا حل أمامي
سوى تهديدهم لأني أعرفهم جيدا

بعد وقت لاحظت أن الفتاة أضجعت على الفراش ونامت , غريب هي لا تنام بوجود حامد أو جهاد
فلما تنام في وجودي هل فعلا شيئا أخافها يا ترى هل أطمئنت لوجودي معها , أنا لا أفهم حقا

بعد مرور ساعات وردني اتصال من غيث كان غاضبا ويصرخ

" هل جننت يا صهيب ما هذا الذي قلته لجدي وأعمامي "

قلت ببرود" ما سمعته "

قال بغضب أشد " وهل تري ما قلته شيء يمكن سماعه أو حتى تصديقه "

قلت بغيظ " بلي صدق ذلك فأوراق الفتاة معي ولن تتفاوضوا مع الخاطفين لدفع الفدية
قبل تنفيذ الشروط وليس لدي کلام غيره "

ثم أغلقت الخط واتكأت برأسي علي الجدار مغمضا عينيا فجاءني صوتها هادئا حزينا وهي تقول

" لا تتعب نفسك هم لن يدفعوا لك شيئا أقسم علي ذلك فدعني اذهب أرجوك "

فتحت عيناي ونظرت إليها ثم نظرت للأعلى بصمت

جلست وقالت " إن اختطفتموني طلبا للفدية فأنا اخبرکم أنكم لن تحصلوا عليها هم لن يدفعوا
من اجلي شيئا وأنا ووالدتي لا نملك المال فأنت تضيع وقتك لا أکثر "

قلت مقاطعا لها " اسكتي يا ميس فأنتي لا تعلمي شيئا "

قالت بحدة " من أين تعرفني وتعرف اسمي وعائلة والدي تلك وما الذي تريده مني "

قلت بحدة مماثلة " لا شأن لك بذلك فعودي للنوم "

قالت بصراخ غاضب بعدما أومأت بأصبعها في الهواء

" إن كنت تتأمل فيما لديهم فأعلم بأنك تتوهم فهم لا يحبونني ولم يريدوني يوما ولم يسألوا عني
طوال تلك السنين حتى مجرد السؤال , فلا تتعب نفسك وتتعبني معك واعدني من حيث جئت
بي وابحث لك عن رهينة أخري "

ثم قالت بنبرة حزينة

" كنت أعلم ذلك , أعلم أنهم لم يفكروا بي يوما ولولا إصرار والدتي ما أتيت "

ثم ابتسمت بسخرية وتابعت

" هه قالت هم من سيكونون سندا لي بعدها فلتأتي وتنظر عن أي سند تتحدث "

قلت بهدوء " وما أدراك بهم لعلهم .... "

قاطعتني بحدة " بلي أعرفهم وأعرفهم جيدا أيضا فمن لم يسأل عنك وعما تعاني لسنوات
لا يهتم لأمرك بالتأكيد سحقا لهم کم أكرههم جميعهم "

ما كان مني إلا أني تنهدت بأسي ولدت بالصمت فليس لدي ما أقول , معك حق في کل
ما قلتي يا ميس

نظرت لها مطولا فقالت بحدة

" ما بك تنظر إليا هكذا هل ترأف لحالي , اتركني اذهب إذا "

اكتفيت بالصمت وبعد لحظات قالت " أريد هاتفا لأتحدث مع والدتي "

قلت ببرود " ممنوع "

قالت بأسي " والدتي مريضة وشقيقها ذاك لن يعتني بها عليا تدبر الأمر مادُمت لا تفكر
بإطلاق سراحي و يمكنك سماع کل ما سأقول اقسم أنني لن أخبرها شيئا أرجوك "

أخرجت هاتفها من جيبي وتوجهت ناحيتها اتصلت لها بوالدتها وفتحت مكبر الصوت
ووضعت الهاتف أمام وجهها بعد وقت جاء صوت والدتها قائلة

" مرحبا ميس مرحبا يا ابنتي أين أنتي لم تتصلي ولم تعودي "

أجابتها بحزن " اعذريني يا أمي ولا تقلقي علي أنا بخير"

قالت والدتها " حمدا لله يا ابنتي وکيف هوا جدك وعائلة والدك "

ابتسمت بسخرية وقالت " إنهم رائعون واستقبلوني أروع استقبال "

ثم قالت بجدية " اسمعي يا أمي عليك الانتقال من عند شقيقك ذاك فقد أتأخر قليلا وأعرفه
جيدا فهوا لن يهتم بك ولا بعلاجك وسيأخذ ما لديك من مال , فعليك مغادرة منزله "

أجابتها بنبرة هادئة متسائلة

" وأين سأذهب يا ابنتي فليس لدي بعدك غيره وليس بمقدوري البقاء وحدي بمنزلنا "

قالت ميس ببرود

" إنه عديم نفع وبقائك معه لن يجلب لك سوي المتاعب أعرف جيدا شقيقك ذاك "

تنهدت والدتها بحزن وقالت " ألن تناديه خالي أبدا , لما لا تعترفي به "

أجابتها بحدة " لأنه ليس خالي وليس لي أقارب سواك بعد والدي فلن أعترف بأحد "

قالت والدتها بيأس

" لا فائدة ترجي من الحديث معك أعلم أنه سيء ولكن لا خيار أمامي غيره "

قالت ميس بجدية " سأتحدث مع جسيكا لتأخذك عندها حتى أعود "

أجابت والدتها " وما علاقة صديقتك بنا وما ذنبها لتتحملني "

قالت ميس بحدة آمرة لها

" لن تبقي مع شقيقك ذاك يا أمي سوف يقتلك بإهماله قبل أوانك "

قالت والدتها بيأس " لا يموت أحد قبل وقته , حسننا سأفعل ما تريدين فقط توقفي عن
الصراخ والغضب أيتها الشرسة "

تنهدت بضيق وقالت " أمي ألن تكفي عن قول ذلك دائما , حسننا وداعا الآن "

رفعت الهاتف إلي وجهي وأنهيت الاتصال فنظرت أليا وقالت

" أريد التحدث مع صديقتي "

قلت بهدوء " حسننا "

وبدأت بالبحث عن أسمها فجاءني صوتها حادا

" لما لا تعطيه لي لأتحدث وأنا أمسكه بدلا من وقوفك فوق رأسي هكذا ممسكا به , أطمئن فلن
آکله وسأبقي مكبر الصوت مفتوحا "

قلت بحدة مماثلة " ميس لا تلعبي بأعصابي فأنتي لم تري وجهي الحقيقي بعد "

قالت بلا مبالاة " آه جيد أنك أخبرتني "

تأففت بضيق ممسكا أعصابي عنها قدر الإمكان , هذا ولم تعرف أنني ابن عمها فكيف
لو علمت بذلك اتصلت برقم صديقتها ومددت يدي لتأخذه مني فأخذته من يدي بقوة وغيض
وأمسكت به أمام وجهها وتحدثت مع صديقتها قائلة

" مرحبا جسي "

قالت الأخرى " مرحبا ميسي هل أنتي بخير "

قالت ميس بغيض " أسمي ميس يا جاهلة ولست ميسي فلا تنادينني باسم ذاك "

ضحكت صديقتها وقالت " کم أتمني أن تحبي شخصا غيري أنا ووالدتك في هذا الوجود "

قالت بضيق " لا يا مغفلة أزيحي نفسك من القائمة أيضا يالك من مغرورة "

قالت ضاحكة " اعلم أنك تحبينني , ما هي أخبار عائلة والدك "

أجابتها بغيض " سيؤن للغاية أكرههم وأكره کل شيء يخصهم , اسمعي عليك أخذ
والدتي من بيت شقيقها السكير ذاك , دعيها في منزلك حتى أعود "

قالت الأخرى بمرح " وماذا لو لم تعودي "

أحابتها ميس بسخرية " ضعيها في دار المسنين يا متحجرة القلب فليس لها بعد الله غيري "

قالت جسيكا بحدة " كنت أمزح معك ميس ما بك سيئة المزاج اليوم هكذا , وشي‌ء آخر
تعلمي أن أدوية والدتك كثيرة وتحتاج للمال وليس معي ما يكفي "

قالت مَيس بجدية " تصرفي يا جيسي وما أن أعود فسأدفع لك "

ضحكت صديقتها وقالت

" من أين لك يا معدومة فحتى عملك المتدني ذاك ستخسرينه بسبب تغيبك عنه "

أجابتها بنفاد صبر " سأبحث عن غيره و‌أدفع لك أيتها الجشعة "

قالت بمكر " لما لا تطلبي المال من عائلة والدك أو تزوجي من أحدهم لتنحل المشكلة هههه "

صرخت بها بغيض " جيسي توقفي عن قول الحماقات فلن أخذ منهم مليما واحدا لي أو لوالدتي
ولن أتزوج منهم ولو بقيت عزباء کل حياتي "

قالت بهدوء " حسننا حسننا لا تغضبي هكذا سأجلب والدتك لدي "

قالت ميس بحدة " اليوم "

قالت صديقتها " حاضر اليوم "

تم تابعت بضيق " ولكنك ستدفعين لي کل مليم سمعتي , ثمنا لصراخك بي "

أغلقت ميس الهاتف في وجهها ومدت به إلي فقلت " هل تريدي شيئا غيره "

قالت بهدوء وهي تنظر للأرض

" أريد أن أعلم مواقيت الصلاة هنا وأريد كتيب الأذكار الموجود بحقيبتي "


خرجت للسيارة اتصلت أولا بصديقتها وأخبرتها أنني سأرسل لها المال من أجل والدة ميس
وأن تُبقي الأمر سرا بيننا ثم أخذت ورقة وقلم ودونت مواقيت الصلاة فيها وأخذت كتيبها الذي
طلبت من حقيبتها وأخذتهم إليها وعدت حيث كنت أجلس متكأ على أحد الأعمدة فغلبني النعاس
بلا شعور مني لأني كنت مسافرا منذ الفجر من أجل العمل لأعود ذات اليوم فنمت طويلا
حتى أحسست بأشياء صغيرة وقاسية تصطدم بعنقي وكتفي فتحت عيني فوجدت ميس ترميني
بقطع الحجارة الصغيرة نظرت إليها عاقدا حاجبي وقلت بغيض

" هيه توقفي ما الذي تفعليه الآن "

قالت بابتسامة " إنه وقت صلاة الفجر يكاد يخرج وأنت نائم ولم تصلي "

وقفت ووضعت يداي في وسط جسدي وقلت

" وهكذا يقوم البشر بإيقاظ بعضهم للصلاة "

رفعت كتفيها بلا مبالاة وقالت بذات الابتسامة

" وما كنت تريد مني أن أفعل , أهمس في أذنك باسمك الذي لا أعرفه "

هززت رأسي بيأس مبتسما وقلت " يالك من فتاة , حسننا شكرا لك على أية حال "

توضأت وصليت ثم عدت للجلوس مجددا نظرت ناحيتها فوجدتها عادت للإضجاع ويبدوا
أنها تريد النوم فقلت بهدوء

" ميس "

أجابت بضيق " نعم "

قلت " لم تنامي طوال الأمس والليلة السابقة له لما ... هل ضايقك الشابان في شيء "

قالت بهمس " وهل يهمك الأمر "

قلت بتأكيد " نعم , هل قالا أو فعلا لك شيئا "

قالت بهدوء " لا ولكنني كنت خائفة منهما "

قلت باستغراب " لما , ألست خائفة مني أيضا "

أغمضت عينيها وقالت " هما لا يصليان أبدا أما أنت فكنت تصلي فلم أخف منك "


ثم غطت وجهها بالبطانية وتركتني أنظر لمكانه بدهشة وحيرة بعد ساعات عاد حامد
وجهاد دخلا فوقفت ووقفت ميس أيضا

قلت وأنا أغادر المكان " جيد لم تتأخرا إنه دورك يا حامد سنغادر الآن "

وخرجت وجهاد وكانت ميس واقفة ولم تتحدث بكلمة











حور






لا أعلم إن مرت عدة أيام أو أسابيع على وجودي هنا ولم أغادر غرفتي إلا نادرا لمساعدة
رنيم وخالتي وفي صمت تام ولم أرى خلالها زبير إلا على طاولة الطعام أنا حقا لا افهمه ,
هوا يتحدث معي باحترام أمامهم جميعا ولا تعتب قدمه عتبة باب غرفتي ولا يدخل الجناح إلا
فيما نذر , يبدوا أنه يحب فتاة أخرى وحرموه من الزواج بها فهوا يبدوا مجبرا على الزواج بي



سامحك الله يا والدي لما تحددون مصير أطفال لم يكبروا بعد ولم تحسبوا حسابا لتغير
أمانيهم وأحلامهم مستقبلا كنت واقفة على حوض الغسيل أغسل بعض الأطباق وأصُفها
فوق بعضها ودهني غائب عني تماما عندما شعرت بأحدهم يقف عند الباب نظرت باتجاهه
فتسمرت قدماي وعيناي ولساني وكل شيء , أحسست بخلايا جسدي جميعها تتفكك عن بعضها
لقد شعرت بالهواء لا يدخل رئتي وتنفسي وقف حينها تماما من هول ما رأت عيناي, فتحت شفتاي
بصعوبة وكأنني أزيح جبلين عن بعضهما وقلت بهمس مخنوق وعيناي تمتلئان بالدموع

" بحر "

أبتسم بحزن وقال " أجل ... بحر "

هززت رأسي نفيا وقلت بألم " لا يمكن ... لا يمكن هذا "


توجه جهة الثلاجة حمل قارورة ماء وخرج من فوره شعرت حينها لأول مرة بدوران
الأرض شعرت وكأنه تم ضربي بسيف قسم جسدي لنصفين , كانت الأشياء جميعها
تدور وتدور ورأسي يلف معها حاولت أن أمسك بأي شيء لأتمسك به ولكن يدي
اصطدمت بالأطباق المصفوفة فوق بعضها وسقطت كلها وسقطتُ معها أرضا ولم
استيقظ إلا في غرفة غريبة عني نظرت مطولا لتتضح لي الصورة فكانت خالتي
تجلس بجواري وتقول

" حور هل أنتي بخير يا ابنتي هل تسمعينني "

هززت رأسي بنعم فمسحت على رأسي وقالت " حمدا لله بنيتي لقد أخفتنا عليك "

قلت بحيرة بين الواقع والحلم " ماذا حدث لي "

قالت بحنان

" لقد أغمي عليك بالمطبخ وسقطتي أنتي والأطباق جميعها أرضا حمدا لله أنها لم تؤذيك "


يا الهي يبدوا أنه كان حلما أو وهما قولي أنه كذلك يا خالتي أرجوك ثم سألتها بتردد

" ومن حملني إلى هنا "

صمتت قليلا ثم قالت " لم يكن أحدا هنا إلا بحر لذلك حملك هوا إلى هنا "


كانت تلك الضربة القاضية التي وجهتها إلي كانت كلماتها كالنار اشتعلت بداخلي فلم استطع
تمالك نفسي وبدأت بالشيق وبدون بكاء , لقد كنت أشهق بكاءً بدون دموع كمن غرق في البحر
وأخرجوه وهوا لا يتنفس سوى ذرات من الهواء احتضنتني خالتي وقالت

" ما بك يا حور سلامتك يا ابنتي ما حل بك , بسم الله عليك "


لم أتمالك نفسي وبدأت بالبكاء بل بالصراخ باكية وخالتي تهدئ من روعي في حيرة مما
أصابني وما كان لأحد حينها ليسكب الماء على النار المشتعلة بصدري ما كان لأحد في
كل هذا الكوكب ليتمكن من ردع الصدع في ضلوعي وجمع أجزاء قلبي المتناثرة كنت
ابكي وأبكي دون توقف وتحول بكائي لشهقات مكتومة حينما سمعت طرقا على الباب
وأحدهم ينادي من الخارج خرجت خالتي قليلا ثم عادت وجلست بجانبي محاولة تهدئتي

فقلت بهمس " من هناك عند الباب "

قالت بابتسامة " إنه بحر يسأل إن كنت تحتاجين لطبيب أو ننقلك للمستشفى "

نزلت دموعي من جديد ودون شعور مني ثم قلت بذات الهمس

" هل هوا أبنك هل يعيش هنا "

قالت بذات الابتسامة " نعم هوا ابني من زوجي الأول ويقيم أغلب الوقت معي "


ليتك لم تقوليها يا خالتي ليتك قلتي أي شيء إلا هذه كيف أتمنى لسنوات أن أراه ولو من بعيد
وحينما أدعوا الله أن لا التقي به أجده أمامي وبهذا الوقت وفي هذا المكان تحديدا

قالت بخوف من صمتي " هل أنتي بخير يا حور "

قلت بألم " لا لست بخير "

قالت بتوجس " هل نحظر الطبيب أم أتصل بزبير أم نأخذك أنا وبحر للمستشفى "


لا تقولي أسمه أمامي أرجوك فأنا أريد تكذيب الحقيقة فلما لا تساعديني على ذلك

قلت مندفعة " لا لا ... سأكون بخير فلا تقلقي علي "


أحدهم طرق الباب فخرجت خالتي وتركتني , تركتني لألمي وعذابي وتركت دموعي
تحكي للوسادة كل حكايتي تركت الألم يزداد ألما والنار تزداد اشتعالا حتى أحترق كل
شيء بداخلي كان ثمة زلزال يضرب قلبي وضلوعي دون توقف , حضنت الوسادة بكل
قوتي وكتمت فيها صرخاتي الموجعة وأنا أتلوى وهي تتلوى وتتألم معي أدفن فيها وجهي
أدفن فيها عبراتي وصراخي ووجعي حتى سمعت خطوات راكضة تقترب مني وأيدي تحاول
أبعادي وأنا أرفض الفكاك وأبعاد وجهي عنها كانت أصوات كثيرة تتحدث ولكني لم أكن
أسمع منها شيئا لم أكن أسمع إلا عبراتي وشهقاتي وبقيت على هذا الحال لوقت طويل حتى
هدأت شيئا فشيئا وبدأت يداي ترتخيان عنها ووجهي لا يزال مدفونا فيها قامت حينها يد بسحب
الوسادة مني ثم مسحت على شعري ووجهي رفعت بصري فكان زبير يجلس بجواري وتقف
معه خالتي و رنيم قال بخوف

" حور هل أنتي بخير سيأتي الطبيب حالا "

قلت بصوت متعب " أنا بخير لا أريد أي طبيب لا أريده أرجوك "

قال بهدوء " حسننا ارتاحي أنتي الآن هل تريدين الصعود لجناحنا "

قلت باعتراض " لا لا أريد أتركني هنا أنا متعبة قليلا "


بل لا أريد أن أراه الآن , ضربة موجعة أخرى وسأموت بالتأكيد

وقف وقال " إذا سنتركك ترتاحي قليلا حسننا "


هززت رأسي بالموافقة وخرجوا ثلاثتهم تنهدت بألم وأنا استغفر الله كثيرا ثم غطيت
وجهي باللحاف وعدت للبكاء ولكن بصمت ولا ادري من أين كانت تأتي كل هذه الدموع
ولا إلى متى ستستمر بالنزول لماذا أنا حظي هكذا لما أنا الأتعس بين نساء الأرض











بحر





كنت اعلم أنه لا جدوى من هروبي ومهما رحلت فسأعود ومهما هربت فسترمي بي أقداري
إلى هنا فعدت لأواجه الواقع رغم كل قسوته , دخلت القصر فكان الصمت القاتل يعم المكان
سمعت بعدها بعض الأصوات تأتي من المطبخ لابد أنها أمي فحياتها كلها هناك والعروسان
لن تعملا من الآن بالتأكيد , آه عروس هل أصبحتي عروسا يا حور ولمن لأخي


اقتربت من باب المطبخ فصعقت لرؤيتي من بداخله , كانت حور كانت حوريتي التي لم
تغيرها السنين لا بل زادتها حسننا وجمالا تغسل الأطباق ويبدوا عليها الشرود وقفت أتأملها
أتأمل طيفا حرمت من رؤيته لعامين كاملين التفتت فجأة ناحيتي لترمي بحسن عينيها كالقذيفة
في قلبي وتجمدت في مكانها حتى ظننتها تحولت لتمثال حجري ثم حركت شفتيها بصعوبة
ونطقت حروف اسمي


اسمي الذي اسمعه للمرة الأولى من شفتيها أسمي الذي لم أعرفه رائعا وحارقا هكذا من قبل
, فابتسمتُ بألم رغما عني من وقوفي هذا الموقف الذي لم أتوقعه في حياتي توجهت مسرعا
للثلاجة وأخذت قارورة ماء صغيرة وخرجت , لم أكن أريد الماء ولا جئت لأخذه ولا أدري
كيف أمسكت يدي بها دوننا عن أي شيء وما هي إلا لحظات حتى سمعت صوت سقوط قوي
وأطباق تتحطم على الأرض ركضت مسرعا للمطبخ فوجدت حور ملقاة أرضا وقطع الزجاج
تتناثر حولها في كل جانب ركضت مسرعا إليها هززتها حاولت إيقاظها ولم يجدي ما فعلت نفعا


كانت تئن أنينا أوجع كل درة في قلبي تمنيت لو أحضنها لصدري وابكي تمنيت لو أضمها
لأطفئ وجع السنين ولكن الأميات لا تبقى إلا أميات , ركضت مسرعا للخارج أصرخ باسم أمي
فجاءتني مسرعة بخوف وقالت

" ما بك يا بحر ماذا هناك ومتى عدت "

قلت بفزع " أسرعي يا أمي حــ و ... ثمة فتاة مغمى عليها بالمطبخ "

ركضت أمي أمامي مسرعة وهي تصرخ " حور ما بها يا ترى "


دخلت المطبخ وأنا خلفها وكانت على حالها التي تركتها عليه اقتربت أمي منها وحينما
رأت الزجاج المتناثر بكثافة حولها وتحتها قالت

" علينا نقلها من هنا بحذر فالزجاج في كل مكان "

قلت بفزع " قومي بنقلها يا أمي "

قالت بقلة حيلة " لا يمكنني فعل ذلك لن استطيع حملها وزبير ليس هنا "


ما كان أمامي من خيار توجهت نحوها وحملتها بين ذراعي بحذر وقطع الزجاج
تخترق أصابعي وأنا أمرر يداي تحتها, حملتها برفق كما تحمل الأم رضيعها الذي
أنجبته بعد عناء سنين ووضعتها برفق على السرير في جناح الضيوف وخرجت
لخارج الغرفة , بعد عدة دقائق بل شهور وسنين سمعت أمي تحاول الحديث معها ثم
سمعت شهقاتها وبكائها بل وصراخها المتألم , توقفي عن ذلك يا حور ولا تزيدي ألمي
ألما توقفي ولا تسكبي وقود دموعك وعبراتك على نار القلبي المشتعل


كنت أدور في ردهة الجناح كالأسد المسجون وعقلي يكاد يجن توجهت للباب وطرقته
مناديا أمي فتوقف حينها صوت صراخها الباكي وشهقاتها وخرجت أمي إلي لم أعرف
ما أقول فقلت بعد صمت

" هل تريدون الطبيب "

نظرت لأصابعي المغطاة بالدماء وأنا أمسك مناديل ورقية محاولا وقف النزيف وقالت بخوف

" بحر يداك تنزفان بني "

قلت " لا عيك أمي مجرد جروح بسيطة ما هوا حال الفتاة "

هزت رأسها وقالت بحيرة " لا أعلم فالفتاة تكاد تجن من الصراخ والبكاء تبدو في حالة
هستيرية شديدة لا أعلم ما حل بها "

قلت بخوف " إذا سأحضر الطبيب أو لنأخذها للمستشفى فورا "

قالت وهي تدخل الغرفة " دعني اسألها أولا "


ثم دخلت وتركتني أسوء مما أتتني انتظرت طويلا ولم تخرج فطرقت الباب ثانيتا
فخرجت لتخبرني أنها أصبحت بحال أفضل ثم قالت

" علينا الاتصال بـــ "


وما كانت تنهي جملتها إلا وسمعنا صوت حور بصراخ مكتوما ومتألم بشدة تكسر الحجر
فكيف بقلب البشر وكيف بقلبي أنا , ركضت دون شعور لداخل الغرفة ووالدتي تركض
خلفي كانت تغمر وجهها في الوسادة وتعصرها بيديها بقوة وتصرخ وتتلوى , من صدمتي لما
رأيت وقفت عاجزا أمامها كانت ملامح وجهي متوقفة عن أي تعبير ويداي ساقطتان جانبا دون
حراك , اقتربت منها أمي وبدأت تهزها وتحاول نزع الوسادة منها ولكن دون جدوى فلم تكن تعي
ما يدور حولها ولم يكن يظهر منها سوى شعرها البني المخصل بخصلات ذهبية متناثرا حول
أطراف الوسادة وظهرها وكتفيها مغطيا لنصف جسدها العلوي بالكامل ركضت أمي خارجة
من الغرفة وهي تصرخ

" عليا الاتصال بزبير الفتاة سوف تجن يا بحر سوف تجن "


( سوف تجن يا بحر سوف تجن , سوف تجن يا بحر سوف تجن ) كانت تلك الجملة التي
قالتها أمي بمثابة مفتاح التشغيل الذي قام بتحريكي جلست على السرير وأمسكتها من كتفيها
وبدأت أهزها بقوة وأصرخ

" توقفي يا حور توقفي عن ذلك فلا ذنب لك ولا لي فيما حدث , حور ارأفي بحالي وتوقفي
حور توقفي أرجوك "


ولم تفلح محاولاتي في شيء فلم تكن تعي أو تسمع مني شيئا , كم كرهت نفسي حينها لما سببته
لها من ألم كان عليا أن أتحدث معها منذ سنين لأخبرها أنني خطبتها من عمها وأنني لم أنسها
يوما وأني لازلت أحبها ولكن فيما سيجدي الندم الآن , كل ذلك لأنني مغفل دائما ولا أعي
لأخطائي حتى أتلقى صفعة توقظني من غفلتي , صدقت يا والدي شامخ , صدقت حين قلت
أنني لا أعرف قيمة الأشياء إلا حينما أخسرها

بعد لحظات عادت أمي وقالت " زبير في طريقه إلى هنا "


عندها وقفت ونظرت لحور نظرة مودع فلا يحق لي البقاء بجوارها ولا يحق لي أن اقترب
منها ولا أريد رؤية زبير هنا معها يحضنها بين ذراعيه , فخرجت وغادرت القصر نهائيا









أُديم


مرت عدة أيام على وجودي هنا ولو قلت الموت أفضل من حالي الآن لما عبرت عما أشعر
به , على أخوتي أن لا يتهوروا ويختاروا خرق الوصية والمغادرة فهذه الحياة التي تعتبر
مرفهة عند الفقراء تشعرني بأنني أدنى البشر منزلة فكيف لو كنت بلا منزل ولا عمل ولا نقود
, يا رب إلى متى سأتحمل هذا


وصلت للشركة متذمرا من كل شيء وأشعر بالملل والوحدة حتى أني صرت أتمنى أن
تثرثر تلك المدعوة ليان ليمضي الوقت , إنهما يعملان لساعات دون توقف أو كلل أو
كلام لقد سئمت العمل وسئمت كل شيء دخلت المكتب فوجدت شروق وحدها تجلس
بالداخل توجهت لمكتبي في صمت كالعادة وجلست أقلب حاسوبي المحمول بعد لحظات
دخلت ليان قائلة

" صباح الخير شروق "

ثم نظرت باتجاهي وقالت متبسمة "صباح الخير أيها الوسيم "

وتوجهت لمكتبها

قالت شروق ضاحكة " هل ستعاملين الشاب كصديقتك القديمة إنه لا يسمعك يا ليان "

قالت بضيق " وما شأنك أنتي أنا ألقيت عليه التحية فقط هل لأنه لا يسمع لن يكون علينا
أن نحييه فهوا أخرس وليس ميت ولا حجر لا يشعر "

قالت شروق بابتسامة

" هل ستفعلين كموظفات الشركة منذ وصل وهن يزرننا لأسباب تافهة فقط ليرينه "

قالت ليان بضيق إنهن سخيفات هل تضعين عقلي من عقولهن "

قالت شروق بمكر " طبعا سأعذرهن كما أعذرك لمناداته بالوسيم "

تجاهلتها ليان وجلست قائلة بضيق " لابد أن مصيبة أخرى في طريقها إلي "

نظرت لها شروق وقالت "وهل هناك أولى لتكون هناك أخرى "

تنهدت بضيق وقالت " إنه ثامر لقد نجوت منه بأعجوبة "

قالت شروق " هل عادوا لذلك مجددا , لذلك إذا تأخرتي "

تنهدت وقالت " لن ينتهي الأمر أبدا أعلم بذلك "

قالت شروق بأسى " كيف لهم أن يتصرفوا معك هكذا "

قالت ليان بذات الأسى " هم لا يروني أستحق إلا ذلك سحقا لهم من بشر "

نظرت لها بحيرة وقالت " ألا يوجد لديك أحدا يساندك ويخلصك من شرهم "

ضحكت ليان بسخرية وقالت

" أي سند هذا إن لم يكن أخوتي سندا لي فمن سيكون , هل لديك أنتي من يردع زوجك وشره عنك "

قالت شروق بألم " لا تسأليني كي لا أبكي لك "

نظرت لها ليان بمكر وقالت " ما رأيك أن نقتلهم جميعهم ونهرب هههههه "

قالت شروق بتذمر " وما الفائدة مادمنا سنهرب "

رن الهاتف حينها فأجابت شروق ثم قالت " ليان مدير القسم يطلبك "

تنهدت وقالت " ألم أقل لك ذلك أعرف نفسي منذ طفولتي لا تحصل لي مصيبة إلا وتبعتها الأخرى "

ثم وقفت وغادرت , دفعني فضولي أو لست أعلم ما يكون لمعرفة ما جرى فأمسكت بالورقة والقلم
وكتبت لشروق

( ما بها صديقتك متضايقة هل من مشكلة )

كتبت لي ( أخوتها من والدتها يطاردونها يريدون أخراجها من منزلها )

رميت بالورقة على المكتب وقلت لنفسي ( ما علاقتي بها وبهم , يبدوا أنني حقا أشعر بالملل )

بعد لحظات عادت ليان وجلست تردد بتذمر " تأخرت لدقائق فقط هل هذا عذر لخصم راتبي "

قالت شروق مازحة " هذا حق أخوك الذي هربتِ منه هههههه "

قالت بضيق " ما أسعدني بك من صديقة هل تناصرينه علي "

ضحكت شروق وقالت " الحق عليك لما لم تتزوجي من ذلك الرجل صاحب العقارات "

نظرت لها باشمئزاز وقالت " من ... أنا أتزوج من رجل لديه مال كثير الموت أهون علي
من ذلك لكي يتبجح وأهلة علي ويعايروني بفقري , حتى مشيتي حينها لن تعجبهم وسيقولون
أنها مشية فقراء معدومين لن أتزوج بثري مغرور ولو بقيت عانسا كل حياتي "

قالت شروق " حسننا تزوجي فقيرا مثلك إذا عله يكف شرهم عنك "

ضحكت وقالت " ومنذ متى كانوا الفقراء يستطيعون شيئا سنصبح في مشكلتين حينها
فسيتشاجرون معه وسيرملونني في أقرب فرصة "

قالت لها شروق بضيق " لا ذاك يعجبك ولا هذا يعجبك فبمن ستتزوجين إذا "

نظرت للأوراق أمامها وقالت

" لن أتزوج من أحد سأبقى هكذا وحيدة طوال حياتي يكفيني وجود عمي معي "

قالت شروق بحدة " عمك الشيخ الكبير الضرير فيما سينفعك , الحياة مليئة بالمخاطر يا ليان
فلا تستهيني بها أنتي بحاجة لمن تستندي إليه "

نظرت لها بنصف عين وقالت " شقيقك خريج السجون ذاك لن أتزوجه فهمتي "

قالت بضيق " وما به شقيقي ألا يعجبك , هوا أفضل لك من الوحدة والهروب من أشقائق في الشوارع "

رمت بيدها ناحية شروق وقالت " لو كان ذا نفع لأوقف زوجك عند حده من ضربه لك دائما ,
شروق أنا وأنتي كما الكثيرين غيرنا ليس لنا إلا الله فلن ننتظر العون من أحد "

قالت لها بضيق " فقط الحمقاء من تضيع فرصة كالتي أتتك يا غبية "

قالت ببرود

" بل أنتي الغبية إن تزوج الفقير من الغني فسيكون قد رمى بنفسه للهلاك والعكس صحيح "


( أجل حقا صدقتي يا فتاة فالغني إن تزوج بفقيرة فسيصبح عرضة للسخرية والهجوم من
الجميع والغنية كذلك إن تزوجت بفقير, أما الفقير إن تزوج بغنية فسيشعر بالذل والمهانة
وسيرى الاستصغار من قيمته في أعين وكلام الجميع والفقيرة كذلك , هذا ما كنت أحاول
دائما أن يفهمه الجميع مني , ولكني لم أعتقد أن الفقراء أيضا يفكروا بهذا التفكير )


ثم وجدت نفسي لا شعوريا أنظر إليها ودهني غادر بعيدا

( لو أني أحمل ما يحملان من هموم كيف كنت سأتصرف وكيف لهم أن يضحكوا ويمزحوا
وهم يحملون كل هذا البؤس في قلوبهم , أنا لم تعرف الابتسامة شفاهي من أسابيع ولست
أحمل نصف ما يحملان )

أعادني من شرودي صوت شروق الهامس وهي تقول

" هيه ليان أسمعي الفتى الأخرس ينظر إليك منذ مدة لما لا تتزوجيه هوا هههههه "

نظرت إليا ثم لشروق ثم قالت مالم أتوقع أبدا

" ههههه تبدوا فكرة جيدة فلن يتشاجر مع أشقائي ولن يسمعهم سوف يصرخوا ويصرخوا
وهوا يمشي أمامهم مغادرا وفي عالم أخر بعيد عنهم هههههه سيموتون غيضا "

ثم نظرت لشروق بغيض وقالت

" سخيفة ... كيف تفكرين هكذا ماذا لو فهم أننا نتحدث عنه الآن "

ابتسمت شروق بمكر وقالت

" وما يدريه فهوا لا يسمعنا , تخيلي فقط أنك زوجة له ألست تنادينه بالوسيم "

قالت ليان بغضب

" إن لم تصمتي الآن كتبت له في الورقة أنك قلتي أنه معجب بك وينظر إليك وأنك تحبينه "

ضحكت شروق وقالت

" لن يصدق ذلك أبدا فأنا أكبر منه بكثير ولكن إن قلت له أنا ذلك عنك فسيصدقني بالتأكيد هههههه "


( هاتان الغبيتان تسخران مني وتتسليان بي ) أمسكت الورقة وكتبت فيها

( لما لا تعملان وتمضيان الوقت في التحدث وتنظرا لي وتضحكان هل بي ما يضحك )

نظرتا لبعضهما بصدمة ثم قالت ليان لشروق

" هل رأيتي , أنتي السبب لقد لاحظ أننا نتحدث عنه صحيح أنه أخرس ولكن ليس بغبي "

قالت شروق بهدوء " هيا أعملي بصمت قبل أن يهددنا بأن يخبر المدير "


( لو تعلما أني من مالكي الشركة فما ستفعلان ولكن حسابي معكما عسير على سخريتكما مني )


بعد ساعات كتبت في الورقة ( هل تريدان القهوة ) ورفعتها لهما فكتبت كل منهما
كيف تريد قهوتها غادرت للخارج ثم اتصلت بالمدير التنفيذي للشركة أجاب من فوره
مرحبا بي فطلبت منه تحويلي لمكتب الموظفين ولحسن الحظ أجابت ليان فقلت ببرود

" هل هذه مكاتب القسم الأرضي لموظفي الشركة هل أنتي أحدهم "

قالت بهدوء " نعم سيدي أنا ليان سعد عبد القادر أحدى الموظفين هنا "

صرخت بها قائلا " بل أحدى المستهترين هناك "

توترت نبرة صوتها وقالت " ماذا .. أنا لا ..... "

صرخت مقاطعا لها " الجميع يشتكي من الإهمال في المواقيت وكثرة الأصوات لديكم وتضييع
الوقت انتم في شركة محترمة لها سمعتها ولستم في سوق خضار أو في مزبلة حيكم "

سكتت مطولا ثم قالت " ولكن الكلام شيء مشروع للجميع "

قلت بغضب " وهل ستناقشينني فيما أقول أم ترينني أتبلى عليك "

قالت بنبرة حزينة وهادئة " آسفة أيها السيد لم أكن أقصد ولن تتكرر الأخطاء ثانيتا "

قلت بحدة " أرجوا ذلك فلوا تكرر الأمر فسيكون عقابي لكم عسيرا فهمتم "

قالت ببرود " فهمت "

قلت بذات الحدة " أرى كلامي لم يعجبك "

قالت بأسى " وما فعلت أنا لتوبخني كل هذا , أنا بشر مثلك وكلنا خطاءون وقد اعتذرت "

قلت بسخرية " حقا ما هذا الإبداع , صحيح أننا بشر ولكني لست مثلك "


يبدوا أن الصدمة من كلماتي ألجمتها فلم تضف حرفا واحدا فأغلقت الهاتف في وجهها
لأني لا أريد جرح كرامة أي أحد بكلماتي وها قد جرحت كرامتها

عدت مسرعا للمكتب لأرى نتائج انتصاري ولم آخذ لهم أي القهوة فهذا ما ينقص أن أعمل
على خدمتهم فصعقت عندما رأيتها جالسة على مكتبها تبكي وشروق تحاول تهدءتها وفهم
ما جرى معها جلست بمكتبي ظننتها أقوى من ذلك ولم أتخيل أن تبكيها كلماتي

قالت شروق وهي تمسح على ظهر ليان " اهدئي يا ليان ماذا قال لك مالك الشركة ليبكيك هكذا
ثم لما يتصل بنا هوا وليس بالمدير التنفيذي أو حتى مدير القسم "

بعد مدة هدأت ليان ومسحت دموعها ثم قالت " كم أكره الأغنياء المغرورين المتكبرين
هم هكذا دائما يستضعفون من هوا أضعف منهم لأنه محتاج لهم وللعمل لديهم ويعايرونهم
بفقرهم وحياتهم "


( يالك من سليطة لسان لقد رأفت لحالك منذ قليل وكاد يؤنبني ضميري ولكنك لم تتعلمي
الدرس على ما يبدوا)


ثم عادتا للعمل في صمت وشهقات ليان الشيء الوحيد الذي نسمعه بين الفينة
والأخرى يبدوا أنني أخطأت في حقها فعلا , لا لم أخطأ زودت العيار قليلا ولكن لم
أخطأ هذا لتتعلم أن لا تسخر مني هي وصديقتها, ثم كتبت في الورقة أسالها عن سبب
بكائها كي لا يشكا بأمري قرأتها ليان وابتسمت قائلة

" آه شكرا لاهتمامك أيها الوسيم, نحن حقا غبيتان ونستحق الضرب نسخر منك وأنت تهتم لأمورنا "

كتبت ليان في ورقة لديها ورفعتها لي وكان فيها

( لا شيء مهم شكرا لاهتمامك وأعذرني على خطئي بحقك ولا تسألني لما أرجوك )

ابتسمت لها مجاملا وعدت لعملي , على الأقل تعلمت الدرس جيدا ولن تكررها ثانية لأني
سأريها حينها
















نهاية الجزء الثامن

ما يواجه ميس ولما قام صهيب باختطافها ولما ينكر ذلك ويخفيه عن الجميع وما الشروط التي تحدث عنها

أديم وعالمه الجديد هل سيبقى أخرسا عنهم دائما ومبتعدا أم ستجذبه الأحداث وتطورها

بحر وحور ما سيكون حال كل منهما وكيف سيواجه واقعه

غيث و رنيم وتأزم الأمور بينهما وإلى ما ستئول

كل هذه الأسئلة إجابتها عما قريب فكونوا بالقرب

 
 

 

عرض البوم صور برد المشاعر   رد مع اقتباس
قديم 02-11-14, 06:42 PM   المشاركة رقم: 38
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2014
العضوية: 271387
المشاركات: 11,135
الجنس أنثى
معدل التقييم: bluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13814

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
bluemay غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أشباه الظلال

 
دعوه لزيارة موضوعي

يسلم أيديك حبيبتي

ويعطيك ربي الصحة

لي عودة بعد القراءة بتعليق مفصل


لك ودي

«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

 
 

 

عرض البوم صور bluemay   رد مع اقتباس
قديم 03-11-14, 12:30 PM   المشاركة رقم: 39
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2014
العضوية: 271387
المشاركات: 11,135
الجنس أنثى
معدل التقييم: bluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13814

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
bluemay غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أشباه الظلال

 
دعوه لزيارة موضوعي

سلمت يداك حبيبتي ميشو ..

فصلين ولا أروع .

أستمتعت جدا فيهما. .

زبير تصرفه يوحي بمعرفته بمشاعر بحر وأنه سيحفظها له .

غيث ورنيم وضعهم مأساوي ..

صهيب وميس .. أعتقد بأنه يريد أن يربي أهله لإهمالهم لها .. ولكن ما هي الشروط .

بحر .. واجه واقعه اﻷليم ولكن حور أصابته في الصميم بإنهيارها وحطمت ما بقي منه .

أديم .. أختار الصمت بغروره على ان يتنازل لمستواهم .
أعجبتني ليان .. فتاة طيبة .. أتمنى أن تغير مشاعره .


بإنتظارك حبيبتي لنعرف اﻷجابة عن هذه التساؤلات.
لك ودي


«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

 
 

 

عرض البوم صور bluemay   رد مع اقتباس
قديم 03-11-14, 03:25 PM   المشاركة رقم: 40
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Sep 2014
العضوية: 276587
المشاركات: 268
الجنس أنثى
معدل التقييم: حكاية امل عضو على طريق الابداعحكاية امل عضو على طريق الابداعحكاية امل عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 212

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حكاية امل غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أشباه الظلال

 

[FONT="Arial Narrow"]واو واو واو ,,,باااااارتات ولا اروع برد , ما شاء الله ابداع,,,اكثر من رائع ما كنت اريد البارت ينتهي...
تسلم اناملك يا قمر
امم,رنيم يا رنيم الله يعينك ويقويك,,اتحملي شوي,,وانتا يا غيث بالهداوه والليونه ,, مش كل الناس زي بعض ,,اصابعك مش سوا.
بحر الله يعينك ,,اتعلمت الدرس ولا لسا؟؟؟!!
اديم يا عسل ههههه ابكم واخرس اه ,, طلع فيك ذكاء يا المغرور..!
صهيب يا رجل لم تنجبه كل النساء ,,,لا حلاتك ,, انت وها الشخصيه يا راجل,,,!!,,حافظ ع ميس ولا تخيب ظني فيك يا جدع.
زبير ,,اذا انت مثل ما اظن والله انك تحفه ومنت قليل يا جنتل انتا ,,لتكون بتعرف بحب بحر لحور , وكذا بتعطيه درس,,بس لا تطول لانها قطعت قلبي ببكاها حور..
في انتظارك برد وانتظار باارت مرتب وطويل ,,(من جمال البارت احسه قصير)..[/FONT]

 
 

 

عرض البوم صور حكاية امل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
العمال, اشباه الظلال
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:19 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية