ليز في برود:
- عفواً, إن اخلاقنا في القرية لا تتيح لنا فهم الطريقة التي يستريح بها السيد نيكول .
ثم خرجت في هدوء , في حين كانت صيحات جيسكي في الداخل تلدغ أذني ليز.
- لقد كانت خرافة من ذلك العجوز ان يجلب تلك القروية الى المدينة , كان بإمكانكم إعطاؤهما مبلغاً كافياً على سبيل الاحسان وفقط.
حاول نيكول تهدئتها , لكنها اكملت :
- إنني اعرف سلوك هذه الفلاحة الرخيص في اصطياد الرجال , إنها لم تر رجالاً وسيمين من قبل.
تألمت ليز من حديث جيسكي , لكنها سرعان ما لامت نفسها لأنها هي التي سمحت بأن تبقى مع السيد نيكول في موضع شبهة يجعل جيسكس او غيرها يظن بها سوءاً.ريحانة
***
ركزت ليز انتباهها في الايام التالية في العمل , وحرصت على ألا تحتاج للعمل الإضافي حتى لا تكون في موضع الشبهة , وقد ساعدها انه لم تلتق بنيكول سوى مرة واحدة مصادفة عبر الردهات, وفي نهاية الاسبوع لم تكن تصدق انها استطاعت النجاح رغم قسوة العمل , لكن عندما عادت للمنزل في هذا اليوم كانت ليز مبتهجة , دخل نيكول ليجلس بجوارها , في حين تحدث الجد جيسون:
- لقد احتفلت مع فرايد بطريقتنا , لكنني احتفظ لكما ( موجهاً حديثه لنيكول وليز ) باحتفال آخر, فسوف نذهب نحن الثلاثة هذا المساء الى المسرح وبعدها نخرج معاً للعشاء.منتديات ليلاس
دهشت ليز من اقتراح الجد جيسون , فقالت :
- وهل سمح لك الطبيب بذلك؟
الجد جيسون :
- لن اظل حبيساً في المنزل في طاعة الطبيب .. اريد السهر والمرح.

نيكول دون ان يلتفت اليه :
- فجأة هكذا! اعجبتك الحياة .
الجد:
- وماذا في ذلك ؟
نيكول :
- اتمنى لكما سهرة سعيدة, فأنا مشغول للغاية .
جيسون :
- هل تترك جدك العجوز.. من اجل تلك السيدة الفظة؟
نيكول :
- لا داع للحديث عن جيسكي, واستمتع بوقتك يا جدي الشاب.
جيسون : منتديات ليلاس
- لم اكن اتخيل ان تتطاول علىّ لهذه الدرجة! وتريد ان تحبسني حتى اموت بين جدران هذا السجن دون ان اتنفس بعض الهواء النقي.
نيكول في ابتسامة ساخرة:
- هل تحول منزلنا الى سجن , وأنا السجان , وجف الهواء في لندن ؟!
جيسون :
- يحرمني من الحياة من اجل امرأة فظة , هل يرضيك هذا يا ليز ؟
حاولت ليز قدر طاقتها الابتعاد عن حوارهما , لكنها اضطرت للرد بقولها :
- لعلها توفر له الراحة التي يرغبها يا جدي.ريحانة
رد نيكول بصوت حاد:
- لا دخل للفلاحات بهذا الأمر , وعلى كل سوف نخرج جميعاً للمسرح .
ابتسم جيسون وهو يقول لنيكول:
- لا عليك , قد يكون جدك العجوز افضل لك من نساء العالم .

بعد الإفطار خرجت ليز واشترت فستاناً اسوداً رائعاً للسهرة يليق بأرقى نساء الطبقة الأرستقراطية , في حين صمم الجد على إهدائها عقد من الماس عندما وضعته حول رقبتها في المساء , تدلى مابين النهدين البارزين بعض الشيء من الفستان الشديد الإثارة .
نزلت ليز الى البهو الرئيسي حيث وجدت نيكول متجهماً , في حين قفزت الابتسامة من عيني الجد حين رأى جسدها البض يمزق الملابس ويريد الخروج ليعلن عن ثورته المسائية , ما جعل الجد يصغر كشاب صغير وهو يقول :
- لم اكن اتوقع انك على هذا القدر من الجمال و الروعة!
خجلت ليز قليلاً , لكنها سألته :
- لماذا لم ترتد ملابسك ايها الجد الطيب ؟
بطريقة تمثيلية محبوكة :
- لقد عاودني المرض , واشعر بالتعب الشديد.منتديات ليلاس
ليز في يأس :
- لا عليك , سوف تصبح افضل حينما تخرج في الهواء.
الجد:
- لا استطيع مطلقاً.
تراجعت ليز للخلف في انكسار عائدة ادراجها الى غرفتها , فصاح بها الجد:
- الى اين انت ذاهبة ؟
- أبدل ملابسي, وارتدي مايناسب العشاء في المنزل.
- العشاء محجوز في افخم مطاعم لندن بعد العرض المسرحي , سوف تخرجين مع نيكول.
- ماذا ؟!
هتفت ليز ولم تنطق غيرها .
***

دفع نيكول ليز بقوة الى داخل السيارة التي استأجرها , في حين كانت تصيح به:
- انا لا ذنب لي.. لم اكن اعلم انه سيمرض.
في حين دخل الى جوارها وهو يقول :
- هل تصدقين انني اظنك ريفية ساذجة , إنني محام ماهر , إنها تمثيلية قام بها جدي, واديت فيها دورك بإتقان .
- أنا!
- نعم .. إنه يريد إفساد علاقتي بجيسكي, لذلك اخترع موضوع المسرح حتى لا يتسنى لي لقاؤها الليلة , وقد قمت بدورك على اكمل وجه.منتديات ليلاس
ليز :
- ولماذا افعل ذلك؟
منتديات ليلاس
مد نيكول اصابعه مابين نهديها فارتعدت بشدة , لكنه التقط عقد الماس وهو يقول:
- من اجل بعض الهدايا الصغيرة والثمينة ايضاً.
وصلت السيارة الى ساحة المسرح قبل ان توضح ليز له انها لا تطمع في ثروة جده , ولا تستدر عطفه , ولا تساعد جده في إفساد علاقته بجيسكي.
كان الجمهور كبيراً, فلم تفق إلا على صوت نيكول وهو يقول :
- لا تفتحي فمك وعينيك هكذا , إنهم بشر مثلنا , وتذكري انني مجبر على البقاء بجوارك , ولن استطيع النظر الى أية امرأة بالحفل.
ليز في هدوء:
- لا عليك , فلا يمكن لأحد إجبارك , فلا تزعج نفسك, يمكنني العودة والعناية بنفسي.
وضع نيكول يده عند نهاية فستانها القصير , فلامس مساحة كبيرة أعلى ركبتيها وهو يقول :
- تعودين بمفردك بهذا الفستان الفاضح وبجسدك الملتهب الذي يجذب الأنظار حولنا!
ليز في خجل :
- لقد اعجب الجد , ثم انني ارى انه مناسب للحفل مثل كل النساء هنا.ريحانة

عزفت الموسيقى مع انتهاء الفصل الأول من الحفل , وبينما هما يحتسيان العصير في كافيتريا المسرح , فإذا بشاب وسيم اشقر , طويل القامة بعض الشيء يقترب منهما وهو يفتح عينيه على اتساعهما محاولاً ان يبتلع ليز وهو يوجه الحديث اليها دون ان يعبأ بنيكول:
- أنا جيرمان صديق نيكول , واصدقائي ينادونني جير , ومن تكون الحسناء؟
نيكول :
- إنها ليز...
وقبل ان يكمل قاطعه جيرمان:
- اعرف ان المكان لا يسمح بالتعارف , لكن علينا ان نختار المكان المناسب .
ليز :
- حسناً جير .. ربما نستطيع ذلك ( نادته كما يناديه اصدقاؤه )
نيكول :
- لا اظن .
قالها وهو يدفعها امامه .
لكنها دارت على عقبيها وهي تقول لجير :
- تستطيع الاتصال وقتما تشاء .
كانت تريد معاقبة نيكول على معاملتها وحسب , ومع نهاية المسرحية انتقل نيكول وليز الى المطعم الفخم الذي حجز الجد فيه العشاء , كانت ليز تحاول ان تستمتع بوقتها بشكل طبيعي , فهي المرة الأولى التي تذهب فيها للمسرح وللعشاء في مثل هذا المكان , في حين كان كل مايشغل نيكول هو جيسكي .
ليز :
- كانت مسرحية عاطفية رائعة.
نيكول:
- بل مسرحية ساذجة .. انتصر فيها الوهم الذي يسميه امثالك من السذج الحب, فتزوجت الفقيرة من الغني دون ادنى تخيل طبقي , إن هذا الوهم هو الذي يدفع الفقيرات الى ساحة المحاكم .