لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-03-14, 01:01 AM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2014
العضوية: 265379
المشاركات: 2
الجنس أنثى
معدل التقييم: لوجيتا عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 14

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لوجيتا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : katy_1989 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 72 - الرداء الأبيض - ساره سيل - دار الكتاب العربى -

 

شكرا الروايه ممتعه

 
 

 

عرض البوم صور لوجيتا   رد مع اقتباس
قديم 31-03-14, 01:06 AM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2014
العضوية: 265379
المشاركات: 2
الجنس أنثى
معدل التقييم: لوجيتا عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 14

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لوجيتا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : katy_1989 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 72 - الرداء الأبيض - ساره سيل - دار الكتاب العربى -

 

شكرا الروايه جميله

 
 

 

عرض البوم صور لوجيتا   رد مع اقتباس
قديم 31-03-14, 10:25 AM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2007
العضوية: 28430
المشاركات: 27
الجنس أنثى
معدل التقييم: katy_1989 عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 70

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
katy_1989 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : katy_1989 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
Wavey رد: 72 - الرداء الأبيض - ساره سيل - دار الكتاب العربى -

 

*سحابة من غبار*

قال الرجل : " لا تنظرى الى هكذا.. لن اصطحبك الى الجحيم .. انما سأخذك الى بانسيون . "

" آه ! أنت اذن من آل دومينك تريفاين ."

" بالطبع ! أنا دومنيك تريفاين ."

" لقد ذهبت بعيدا فى قصص القراصنه ...والشيطان ..."

طريقتها فى الكلام أقلقت الرجل فسألها : " هل أنت فى حاله جيده ؟ "

فى اللحظة نفسها.. تمسكت به لأنها شعرت أن قدميها ستخوران وقالت : " كلا.. لست فى حاله جيده .. وقعت حقيبتى على رأسى .. ولا شك انى أصبت بصدمه.."

" أفهمك الآن أكثر .. لقد أصابتك الصدمه وهزتك . "

" نعم .. كنت نائمه وأحلم..وتخيلت الرجل الذى كان جالسا قبالتى .. كأنه الشيطان بعينه.. يا الهى .. كم تشبه .. أعنى كم تشبه الرجل لا الشيطان ..."

قال دومنيك تريفاين فى تعبير ساخر : " لا شك أنك التقيت بشقيقى .. اذ كان من المفروض أن يصل فى القطار نفسه .. اعتقد انه هبط فى احدى المحطات . "

وفهمت لورا سبب التشابه بين الرجلين .. فشعرت فجأة بانزعاج غريب .. كيف خيل اليها ان الرجل الذى سيستضيفها فى منزله هو الشيطان !
" نعم . أنه .... أعنى أخاك.. هبط فى المحطه السابقه ."

واكتشفت فى ذهول كيف هزأ منها طيلة الرحله ؟

" لا شك أن لبيريغرين موعدا هناك .. هل يعرف من تكونين؟ "

" آه..نعم! لقد كنت حمقاء وأخبرته سيرة حياتى ..خطفنى من الممر بعد ان سقطت على حقيبته .. ثم أصر أن أبقى معه فى المقصوره لأنى لم استطع العثور على مقعد فارغ .. وبدأنا نتحدث .. ثم دعانى الى الغداء معه ."

قال دومنيك تريفاين ساخرا : " يبدو أن حظك سئ مع الحقائب."

لم تكن لورا هادئة المزاج لترد على هذا النوع من الاسئله .. حتى الآن لم تر من آل تريفاين الا السخرية من أحوالها .. فأظهرت رغبتها فى الرحيل .. وراحت تتأمل أضواء المرفأ الصغير .. ثم قالت : " أشعر بالغربه .."
قال لها رفيقها وهو يسير بقربها : " أنت الآن فى كورنويل."

راحت تسرع فى مشيتها كى تتبعه .. فقال : " لا شك أن أخى رسم لكى لوحة غريبه عن بانسيون."
اعترفت لورا قائله فى خجل : " القراصنه من اختراعى .. لا يمكننى أن أكف عن التفكير بأن أسلاف آل تريفاين هم من القراصنه القدامى."

" والأسياد الجشعون؟"

" هذا التعبير صدر من أخيك.. ولست أفهم جيدا ماذا يعنى بذلك ."

أجاب دومنيك فى مرارة غير منتظره : "انه يقصدنى .. يا آنسه سميث.. يجب أن تعرفى أن الامتيازات التى يتمتع بها الابن الاكبر تثير دائما الغيره ."

وضع حقيبة لورا فى سيارته لما جلس قربها اعتذرت قائله : " أعتقد أننى بدوت لك فتاة حمقاء بكل ما للكلمه من معنى .. أليس كذلك يا سيد تريفاين؟ "

نظر اليها فى امعان وفى عينيه تسامح مرح كما عند أخيه..وقال : " أخرجى كل ما فيك من ألم وتوتر .. يا آنسه سميث ..اننى سند انسانى .. برغم انك تعتقدينى الشيطان نفسه ."

" ليس تماما.. ربما لأننى كنت خائره ومشوشه ."

" لا تبدين لى أنك مربية أطفال."

نعومة ابتسامته تناقض تجاعيد فمه التى أحدثتها الكدمه فى خده .. فاعترضت لورا وهى تمسح دموعها.. اذا قالت : " لست مربية أطفال.. جئت الى هنا فقط من أجل مساعدة كليوباترا على الاهتمام بنيكولا.. لقد سبق ان جلست بقربه عدة مرات أنه ولد لطيف عندما لا يشعر بأنه مهمل ."

" كلا.. لقد عبرت خطأ عن أفكارى.. لكن كليوباترا لا يمكنها البقاء دائما بقربه .. فهى تحب المرح والتسليه."
" صحيح ؟ "

قطب دومنيك حاجبيه وندمت لورا فى الحال لما قالته .. اذ نسيت انها تتحدث الى شقيق زوج كليوباترا ..الرجل الذى عليها ان تعطيه فكرة جيده عنها كى يعترف بحقوق نيكولا الشرعيه .. فى كورنويل .. النساء الارمل لا يفكرن فى المرح والتسليه حتى لو مضى على وفاة أزواجن أكثر من سنه.. أدركت انه من الضرورى أن تضيف : " يجب الا تلوم كليوباترا .. لا يمكنها الاستمرار نهائيا فى البكاء على الماضى .. اليس كذلك ؟ "
" يبدو أنك على معرفة واسعه بحياة زوجة أخى الخاصه ."

" طبعا .. انها ابنة عمتى ."

" ابنة عمتك ؟ "

أمام هذه الدهشه تساءلت لورا عما اذا كانت كليوباترا قد تعمدت تجاهل اخبار دومنيك بهذا التفصيل البسيط .. ربما لأنها كانت تنوى ان تدع المربيه تتناول طعامها فى المطبخ بينما تتفرغ هى للتمتع برفقة آل تريفاين وحدها ؟ هذا النوع من التفكير لا يتعارض مع شخصيتها بل يؤكدها .. وأرادت لورا ان تتكلم عن الامر مفصلا.. لكن دومنيك أقلع بسيارته فى سرعه معلنا فى صمت اقفال الموضوع .

ولما أضاءت سياره مواجهة على وجهه القاسى .. فكرت لورا بأبنة عمتها التى برغم سحرها ومهارتها .. لا يمكنها ان تفرض بسهوله ارادتها على مثل هذا الرجل.
بهرت لورا عندما دخلا الى بهو المنزل .. اللهب يطقطق فى الموقد والواجهات المليئه بالتحف القديمه وعلى مجموعة آلات الوقايه المعدنيه كالدرع والخوذه .. وعلى الجدران وضعت تذكارات الصيد كجلود الأسود او رؤوسها .. ثريا ضخمه معلقه قرب السقف تضئ بصعوبه .. وفى الخارج الكلاب تعوى والأمواج ترتطم بالصخور .
سألها دومنيك : " هل تشعرين بأنك تدخلين الى عرين القراصنه ؟ "

ثم أضاف : " نحن فخورون بهذا البهو .. يا آنسه سميث .. لكن باقى المنزل سيخيب أملك ..هذه القاعه هى الاثر الوحيد لجنون العظمه عند والدى .. لوكان مازال حيا لكنت أعجبت به لأنه كان فخورا بأسلافه العظماء .. فقط من أجل ان يدهش الناس ."

" ربما هذا صحيح ."

" أسلافنا لم يكونوا من القراصنه .. لكنهم بلا شك كانوا لصوص متسكعين وقطاع طرق .. كمعظم العائلات المنحدره من هذه المنطقه .. كان اسلافنا ولا شك اشخاصا مجازفين يتصدون للقوانين .. هل يروقك أن يكون أسلافنا قطاع طرق .. ياآنسه سميث ؟ "

اصاب لورا الملل فأجابته بعدائيه : " فى الوقت الحاضر لا أريد الا احتساء فنجان شاى ساخن ! "

" مرحبا ... "

قالت كليوباترا فى كسل وهى تتثاءب .. كانت ممدة على اريكه قرب النار :" تبدين مرهقه .. يا حبيبتى المسكينه ! آمل ان تكونى قادره على الاهتمام بنيكولا.. اما انا .. فلم اعد قادره على تحمل الوضع .. لو لم تساعدنى ميريام ..."

" من تكون ؟ "

" ميريام سبارك تخدم عائلة تريفاين من زمان .. وتعتبر كأحد أعضاء العائله .. وهى التى ربت بيريغرين بعد وفاة والدته .. انها غريبة الاطوار لكنها تحب نيكولا حبا كبيرا."

احتست لورا الشاى فى صمت .. بعدما دخل دومنيك.. الذى قال : " لماذا أخفيت عنى يا كليوباترا انكما قريبتان؟ "

" لم أخفى عليك ! فقد كنت أعتقد انك على علم بذلك ! الم يخبرك ترويلوس ان لدى ابنة خال تدعى لورا سميث ؟ "

" عندما توفى والدى .. بعثت اليه بعدد من الرسائل لا يستهان به ."

" صحيح ؟ لم يقل لى ذلك او ربما لم تصله .. كنا نتنقل باستمرار من مكان الى آخر داخل اوستراليا من دون ان نترك عنواننا .. وذلك بسبب الديون .. انت تفهم قصدى ؟ "

فرد بابتسامه صغيره وفى الحال غيرت كليوباترا الموضوع اذ سألته : " اين بيريغرين ؟ ربما اخذ القطار ذاته الذى جاءت به لورا . "

أكد دومنيك فى جفاف : " بالفعل .. لقد سافرا معا .. ولم يرى بيرى أن من واجبه أن يقدم نفسه للآنسه سميث .. من المؤكد أنه نزل ليزور أحد صديقاته . "

" اننى أراهن أن لورا فعلت العكس وأخبرته سيرة حياتها .. ان العمة فلورا على حق ويجب ان تعملى بنصائحها .. وبما اننى اعرف بيرى تماما .. فأننى أقسم انه جذبك اليه وانك وقعت فى حبائله ."

كانت لورا تنظر لابنة عمتها فى اندهاش متسائله عما اذا كانت كليوباترا هى بالذات متأثره بالحديث وقال : " بما ان الآنسه سميث انتهت من احتساء الشاى .. فبامكانك اذا اردت ان ترافقيها فى جولة فى المنزل وتدليها على غرفتها ."

قالت كليوباترا فرحه من اختياره لها لتلعب دور ربة البيت : " أرجوك ان تدعوها بأسمها , لورا ! "

وبينما كانت الفتاتان تستعدان للخروج من غرفة الاستقبال .. فتح الباب بعنف ودخلت الكلاب يتبعها شبح امرأة غاضبة تحمل مقلاة وتصرخ فى صوت عال : " لصوص !شياطين! اين آموس .. يا دومنيك ؟ أين هو ؟ لماذا لا يحبس هذه الكلاب ؟لقد سرقت اللحمه المعده للعشاء .. لم أعد أطيق هذا أبدا...أبدا . "

أشاحت لورا بنظرها عن الكلاب المفترسه التى تجرى وتلتهم ما تبقى من قطعة اللحم .. فانتابها الغثيان ..لم يقم دومنيك بأى حركه.. بل انفجر ضاحكا : "هيا أيتها الكلاب .. تمتعى بفريستك ! "

احنجت كليوباترا وقالت : " صحيح .. يا دومنيك تتصرف أحيانا على نحو أسوأ من أخيك .. أنظر الى لورا .. انها تبدو مذعوره كأنها فى منزل للمجانين ."

أجابها فى ثقه مظهرا انه سيد المكان : " يجب على لورا ان تتكيف اذا ارادت ان تعيش معنا."

اقتربت الخادمه من لورا وقد زايلها الغضب وقالت : " كيف حالك .. يا ابنتى العزيزه ؟ انت نحيله جدا وصغيره.. فكيف تكونين مربية اطفال ."

قال دومنيك فى جفاف وتقلص : " حدث سوء تفاهم فيما يتعلق بالآنسه سميث .. انها ابنة خال كليوباترا وجاءت تقدم لنا المساعده وهذا لطف منها.. لورا اقدم لك ميريام سبارك .. حورية المنزل ."

مدت المرأة يدها العريضه والدسمه .. انها فى عمر يصعب تحديده .. شعرها نارى وقامتها معتدله ترتدى فستانا باليا ومريله صغيره متسخه .. قالت لورا : " يعرفنى نيكولا جيدا .. فلا تخافى عليه منى ."

قال دومنيك : " طبعا .. وانت يا كليوباترا .. خذى لورا الى غرفتها .. بينما انا اتولى حبس هذه الحيوانات الشيطانيه ..الا يزال رأسك يؤلمك يا لورا ؟ "

أجابت وهى مدينه له بالاهتمام لحالتها : " قليلا ."

" ستنامين مبكرا هذا المساء وآمل ان يكون كل شئ غدا على ما يرام ."

وبينما كان يطرد الكلام رأت لورا ان الخادمه تطفئ الاضواء متذمره .

قالت كليوباترا فى الخارج : " هذه احدى عاداتها .. من يلاحظ تصرفها يعتقد انها هى التى تدفع الفواتير ."

اعترضت لورا قائله : " بما انها هى التى تقوم بادارة المكان .. فمن الطبيعى ان تهتم بالنفقات ."

لكزت كليوباترا ابنة خالها بطرف كوعها بينما كانتا تصعدان معا السلم الى الطابق الاول حيث غرفة نوم لورا.
ما ان دخلت غرفتها حتى نامت فى السرير منهكه من التعب ولم تجد مجالا لتفحص غرفتها .. جلست فى سريرها وراحت تتأمل الاثاث القروى غير المتجانس .. والمغسله الرخاميه وورق الحائط الممزق والبالى الذى يدل على انها من عصر ولى .

وفى الصباح وبينما كانت غارقه فى تأملاتها دخلت ميريام سبارك حامله صينيه عليها فطور الصباح .. ظلت ميريام توحى بالغرابه حتى مع نور الصباح .. شعرها النارى المتوهج براق وكانت ترتدى ستره رجاليه وجيبه قديمه جدا .. أزاحت الستائر فى حيويه وعنف وطارت سحابه غبار داخل الغرفه .

" لو أبلغتنى ابنة عمتك من تكونين لاخترت لكى غرفه مختلفه ..لكن هذه الغرفه أيضا مريحه .. كلى فطورك قبل ان يبرد ! "

أطاعت لورا.. لكن الفطور الذى اجتاز المسافه الطويله من المطبخ كان قد برد .. واما لاحظت لورا ان ميريام لا تنوى مغادرة الغرفه سألتها : " أين نيكولا ؟ كان يجب على انهض مبكرا كى اهتم به ."

" لا تقلقى يا آنسه .. الشباب لا يعملون يوم الاحد ."

ما علاقة هذا بنيكولا .. غير ان لورا اغتنمت الفرصه لتحصل على بعض المعلومات عن المؤسسه العائليه .. فقالت : " ماذا يستخرجون من المقلع ؟"

" الصوان والبلور .. دومنيك أفضل منى فى التحدث اليك عن هذا .. اما نيكولا فلا يتوقف عن المطالبه بمومو .. وانى اتساءل من تكون ؟ "

قالت لورا وقد امتلأ قلبها بالحنان : " انا .. لا اعرف لماذا يدعونى هكذا .. هل يتفق نيكولا مع عميه ؟ "

" يتفق مع بيريغرين وليس مع دومنيك.. اعتقد انه يخاف منه بسبب الكدمه التى بوجهه ."

" هل تعرض لحادث ما ؟ "

اشاحت ميريام جانبا كأنها لم تسمع شيئا .. ثم قالت : " ان بيريغرين يعجب الاولاد الصغار والنساء .. وترويلوس كان مثله .. اما انت فلا تشبهين قطعا ابنة عمتك .. انها قويه مثل نساء منطقتنا واضافه الى ذلك فهى جميله جدا !"

وفى هذه اللحظه مدت كليوباترا رأسها من فتحة الباب لتستعلم عن لورا.. حتى عندما تهمل نفسها فانها تظل تتباهى بسحرها وبأناقتها .. فسألتها ميريام : " هل سترافقين الشابين فى نزهه ؟ "

" لم يستيقظ بيرى بعد .. عاد متاخرا الليله الفائته .. سيقودنى دومنيك الى القريه لابتاع بعض السجائر.. وانت يا لورا .. هل تشعرين بتحسن الآن؟ .. هل تعتقدين ان فى وسعك الاهتمام بنيكولا ؟ "

قالت الخادمه فى صوت ملئ بالحنان : " آه .. ان ايام الآحاد لم تعد كما كانت فى ايام زكارى ."

خرجت من الغرفه والجيبه الباليه الطويله تمسح الارض خلفها.. فقالت لورا مستغربه بعد غلق الباب : " يا لهذه المرأه الغريبه !"

جلست كليوباترا على طرف السرير وقالت : " يقال انها كانت مغنيه فى أحد النوادى الليليه قبل ان تصبح عشيقة العجوز زكارى .. وحسب اقوال بيرى .. كانت تأمل فى أن يتزوجها بعد وفاة زوجته .. لكنه لم يبال .. وبقيت تعمل كخادمه وتهتم بتربية الاولاد .. والآن هى جزء من العائله ."

" يا للمرأه المسكينه !"

هذه القصه أحزنت لورا .. فسألت : " كم يوجد من الخدم هنا؟"

" ان ميريام تتقاسم العمل مع آموس .. انهما اثنان غريبان .. هل رايت الكلاب مساء أمس ؟ آموس أطلقها من أجل اغاظة ميريام .. انه رجل عجوز فظ ومجنون .. لايكف عن التفوه باللعنات للجميع .. ونيكولا لا يخافه .. كم هم غرباء الأولاد! الا انه يتصرف بكراهيه مع دومنيك .. وبيرى لا يفعل شيئا لتسوية الاوضاع ."

" لماذا ؟ "

" أعتقد انه يريد ان يضايق أخاه الكبير ببعض الاهانات الصغيره .. كان نيكولا يحب والده حبا كبيرا وبما ان بيرى يشبه ترويلوس فانه لا يجد اية صعوبه من ان ينال ما يريده منه ."

" لا أرى اى ضرر فى ذلك ."

" لاتنسى انه من الضرورى استمالة دومنيك .. فهو الذى يمسك بزمام الأمور .. وانى اعتمد عليك فى التأثير على نيكولا .. فى لندن كان يطيعك أكثر منى .. حاولى ان تدعيه يحب دومنيك ."

قالت لورا وهى تنفجر ضاحكه : " هذه قضيه أخرى."

" هل حدث بينكما شئ عندما اصطحبك من المحطه ؟ "

" لا .. ابدا ."

فجأة راحت كليوباترا تتأمل ابنة خالها وقالت : " يجب ان تأخذى موعدا مع الحلاق فى ميرينبورث لتصبغى شعرك وتجعديه ."

*نهـــــاية الفصل الثانى*

 
 

 

عرض البوم صور katy_1989   رد مع اقتباس
قديم 31-03-14, 02:38 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2007
العضوية: 28430
المشاركات: 27
الجنس أنثى
معدل التقييم: katy_1989 عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 70

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
katy_1989 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : katy_1989 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
Wavey رد: 72 - الرداء الأبيض - ساره سيل - دار الكتاب العربى -

 

*ســـيد المكـان*



فى هذا النهار ما عادت لورا ترى بانسيون غريبه كما كانت تراها بالأمس لدى وصولها .. بدا المنزل صباح هذا الأحد فارغا .. كان نيكولا ينتظر لورا فى غرفه كانت تعد فى الماضى غرفه للأولاد .. فى احدى زوايا الغرفه حصان قديم هزاز متروك دلاله على الماضى .. كانت تفضل ان تبقى هنا حالمه .. لكن نيكولا كان يريد ان يريها بقية المنزل .

كان يعلن بتتابع فى سذاجة الأطفال : " هذه هى قاعة الأستقبال ... وهذه غرفة الطعام ... المكتب ... غرفة الردهه ... وبانسيون لا تشبه أى منزل آخر .. وهذا البهو .. أترينه يا مومو ! انى متأكد أنه أروع من أى مكان آخر!"

سألته لورا مستغربه : " هل تحب هذا المنزل ؟ "

" نعم أحبه .. قالت لى أمى اننى هنا فى منزلى ."

لا شك كليوباترا ان على حق .. فنيكولا هو من آل تريفاين وعليه ان يعى انتماءه الى هذا المكان .. برغم انه مايزال فى الخامسه من عمره .

قال للورا وهو يشير الى تمثال برونزى : " انظرى يا مومو .. هل تعرفين ما هو هذا التمثال البرونزى ؟ "

أبدت لورا اهتمامها وسألته : " كلا .. ماذا يكون ؟ "

" انه حصان القارن الخاص بآل تريفاين .. والقارن هو حيوان أسطورى فى شكل حصان كان الأقدمون يفترضون أنه له قرنا وسط الجبين .. وهنا فى هذه الزاويه قارن آخر .. يا لورا انظرى ! "

وبطرف اصبعها لمست لورا حصان القارن المنحوت من الجرانيت .. انفتح الباب فجأة ودخل بيريغرين .. وقال : " هل تتأملين شعار العائله يا آنسه سميث ؟ لقد قلت لك اننا سنلتقى من جديد !"

التفتت لورا فى سرعه واكتشفت ابتسامه ساخره تعرفها جيدا .. فأجابت فى لهجه بارده : " انى مسروره لرؤيتك من جديد .. يا سيد تريفاين .. لو أنك تجرأت وذكرت اسمك وهويتك فى القطار لما كنت ازعجتك و أخبرتك قصصا تعرفها جيدا ."

" لا تغضبى يا آنسه سميث .. فأنا لم أضجر أبدا .. ارجوك ان تصدقينى.. بالعكس .. لم يسبق ان سمعت هذه الوقائع ."

لم يتسن للورا ان تتساءل ما اذا كانت هذه الاسرار التى باحت بها يمكنها ان تؤذى كليوباترا .. لأن نيكولا اسرع نحو عمه وأمسك بطرف معطفه ليلفت انتباهه وقال : " هل القارن يشبه الحصان الكبير .. يا عمى بيرى ؟"

" طبعا ويمكن للآنسه سميث ان تمتطيه عندما تكون معكرة المزاج ."

" انها تدعى مومو ."

" اذن يا مومو .. هل أخبرك نيكولا عن أسطورة القارن التابع لعائلتنا ؟"

لم تستطع لورا ان تكتم ضحكاتها .. فطلبت من بيريغرين ان يناديها بلقب مومو .. وهنا دخل دومنيك الى البهو تتبعه كليوباترا .. وفى الحال ربت على كتف نيكولا وقال : " هل أخذت الآنس سميث فى جولة المنزل .. يا نيكولا ؟"

هذه الحركه التى أبداها دومنيك أزعجت الولد الذى تراجع وبدل ان يفرح ابتعد عنه الولد فى خوف .. فحمله بيريغرين على ذراعيه ثم وضعه على كتفيه .. فقالت كليوباترا فى ابتسامة اعتذار موجهه الى دومنيك : " يا له من شيطان صغير !"

فوجئت لورا عندما رأت فى وجه دومنيك علامات الحزن والكدر .

فقال فى صوت جاف : " لا شك ان الغداء أصبح جاهزا ."

فقالت لورا : " هل سيتناول نيكولا الغداء معانا . ام انه سيتناول طعامه فى المطبخ ؟ "

قال دومنيك : " هذا غير وارد .. انتى ضيفتنا وستتناولين الطعام معنا فى غرفة الطعام .. وانا شخصيا لا يزعجنى وجود نيكولا معنا .. لكن والدته تصر على ان يتناول طعامه برفقة مربيته ."

قالت كليوباترا : " اذن .. ستلعب لورا مؤقتا دور المربيه .. انت لاتجدين مانعا من ان تتناولى الطعام مع نيكولا .. أليس كذلك يا حبيبتى ؟ "

قال دومنيك فى لهجه لاذعه معلنا مره أخرى انه سيد المكان : " لكن انا اجد مانعا فى ذلك .. سيظل نيكولا يتناول طعامه مع ميريام كما حصل ذلك حتى الآن .. هيا يا نيكولا .. اذهب الى المطبخ ."

" كلا .. انى أرفض !"

أصر دومنيك قائلا : " بلى .. بيرى أنزله عن كتفيك ."

وفى الحال انزله بيريغرين عن كتفيه فراح الولد يبكى ويصرخ : " انى اكره عمى دومنيك ! انى أكرهك !"

أسرعت لورا وامسكت بيد الولد وقالت : " تعال يا نيكولا .. أسرع ."

قال دومنيك ببرود : " انه يعرف الطريق .. انت لست فى حاجه الى لورا .. يا نيكولا ."

اطاع الولد مرغما .. فقالت كليوباترا : " لا تلمه يا دومنيك .. كانت تربيته سيئه .. وترويلوس وانا لم نكن نؤدى واجبنا تجاهه تماما."

تأبطت كليوباترا ذراع دومنيك وقالت : " انى اعتمد عليك لتكون مكان الأب الذى فقده نيكولا .. خلال اقامتنا فى بانسيون ."

بعد الغداء وضعت لورا نيكولا فى سريره ثم ارتدت معطفها وقررت الخروج .. وقبل ذلك توجهت نحو قاعة الاستقبال لتخبر صاحب المكان عن رغبتها فى اكتشاف المكان .. فوجدت كليوباترا وحدها وكلنت تدخن ونظرها تائه فى اللاشئ.

قالت لورا : " اين دومنيك ؟ "

" فى مكتبه على ما اعتقد .. لماذا تريدين رؤيته ؟ "

" لأطلب منه ان يسمح لى بالخروج ."

قالت كليوباترا صارخه : " ما بالك يا لورا .. لست مضطره لاستئذانه .. لم تعودى فتاة صغيره ! انسى العادات التى رسختها فيك العمه فلورا .. ان آل تريفاين مختلفون ولن يطول الوقت حتى تلاحظى ذلك .. سيغضب دومنيك اذا ازعجه احد خلال وقت القيلوله من أجل سبب تافه .."

سمعت الفتاتان صوتا يقول فى مرح : " يا لهذا الرأى السلبى ."

كان دومنيك واقفا على عتبة الباب .. وأضاف : " هذه اساءه يا كليوباترا .. ام أكن نائما ! لست عجوزا بعد !"

قالت كليوباترا فى ابتسامه مغريه : " بالطبع يا دومنيك ..ان عمرك 35 سنه .. انه عمر جميل للرجال ."

استراحت فى جلستها متمدده على الوسائد وتابعت : " مازال فى امكانك ان تتزوج اذا رغبت بذلك .. بينما المرأه فى سنى لا تعتبر شابه ."

شعرت لورا بدهشه.. هل تتكلم كليوباترا فى جد ؟

اكتفى دومنيك بتقطيب حاجبيه وقال فى لهجة تحد : " النساء يحتفظن بأعمارهن ولا يبحن بها لأحد."

قالت كليوباترا فى فخر واعتذار : " عمرى 25 سنه .. وسأصبح فى 26 قريبا.. لكن حسب خبرتى بالرجال ومعرفتى بالحياه أبدو أكبر سنا بكثير ."

ابتسم دومنيك وقال : " يا الهى ! انتى تتلفظين بكلام بذئ !"

لم تكن كليوباترا تنتظر رد الفعل هذه من دومنيك .. وفى استياء قالت : " يا دومنيك المسكين .. تنقصك روح النكته .. ولا تعرف كيف تتصرف مع الناس ."

أجابها فى لهجة تهديد وانذار : " يا عزيزتى .. نحن لا نختلف كثيرا عن أسلافنا.. ان آل تريفاين لا يضيعون وقتهم فة اثارة النساء بكلمات محترمه ."

حاولت كليوباترا الاحتجاج قائله : " وميريام .. أليست امرأة ؟"

" ميريام هى جزء من العائله .. وانت يا لورا .. اما كنت تودين الخروج ؟ "

انتفضت لورا : " نعم .. انى .. انت .. ألا تمانع فى أن أقوم بجوله خارج المنزل ؟ "

" ستصابين بخيبة أمل .. ان بانسيون ليست قصرا ريفيا ولا تقع فى قلب حديقه جميله .. تعالى فسأكون دليلك ."

كانا يسيران على طول الساحل فى اتجاه معاكس للريح التى كانت تعصف بقوه.

وتخيلته لورا كانه صوره طبق الاصل للقرصان الذى ما يزال يهدد مخيلتها سألها : " هل تحاولين تشريحى أو اننى أمشى أسرع منك ؟ "

اغتنمت لورا هذه الفرصه وقالت : " قدماك طويلتان والريح قويه."

ابتسم دومنيك ثم قال : " لا يمكن لمن يراك ان يصدق انك ابنة خال كليوباترا."

" انتم آل تريفاين عكسنا .. اذ تشبهون بعضكم فى شكل واضح."

" هل سبق لكليوباترا ان حدثتك عن ترويلوس ؟ نعم .. ترويلوس يشبهنا ويشبه بيريغرين أكثر منى ."

بالامس كانت تعتبر عينيه سوداوين مثل أخيه .. لكن فى ضوء النهار أدركت أنهما زرقاوان.

ابتسم لها وأكمل شرحه واشار الى مكان المصنع الذى يقع بعيدا وراء مجموعه من المنازل .

" فى الماضى كنا نستخرج الحجاره ونبيعها كما هى .. اما اليوم فلدينا مصنع لصقلها .. هل تشاهدين هذه الاهرامات هناك؟ انها انقاض ."

" لكننى أجد هذه المنطقه حزينه جدا !"

" الجو مكفهر اليوم والسماء رماديه .. فى الربيع الطقس يختلف كليا وسترين ذلك بنفسك ."

سألته فى لهجه أسفه : " هل تعرف هذه المنطقه فصل الربيع؟"

ثم أضافت بعد ان انفجر ضاحكا : " آه .. المعذره .. انى اتفوه بالحماقات.. كانت عمتى فلورا تحذرنى دائما .. والآن كليوباترا تلعب الدور نفسه ...."

قاطعها دومنيك فى نفاذ صبر مفاجئ : " لا تعيرى انتباها لأفكار كليوباترا."

" مازالت تعتبرنى الفتاة الصغيرة التى عرفتها قبل ان تتزوج واحيانا يزعجها تصرفى ."

" آه .. صحيح !"

راحت لورا تتساءل اذا كان دومنيك رافقها فى نزهتها هذه من باب اللياقه.. وصلت الى انه كان امامها الاختيار لفضلت بيريغرين كدليل لها .. على الاقل كان قد اضحكها وسرى عنها .

أثناء العشاء كما فى أثناء الغداء آل تريفاين يأكلون فى صمت ويغادرون غرفة الطعام متى انتهوا من الأكل .. من دون مراعاة بقية الضيوف .. وانتبهت كليوباترا لاندهاش ابنة خالها .. فعلقت ضاحكه على القواعد العامه للياقه الحسنه.. لكن ذلك لم يمنع دومنيك من مغادرة طاولة الطعام وهو يعلن قائلا : " على ابنة خالك المهذبه ان تتكيف مع عاداتنا وتقاليدنا."

غادر الغرفه ولما أغلق الباب وراءه .. استرخات كليوباترا فى مقعدها وأشعلت سيجاره وأعلنت للورا التى كانت ما تزال امام الطاوله كانها فى انتظار بقية الطعام : " هنا لا تقدم الفاكهه او الحلوى او القهوه ..كما ليس من عاداتهم التجمع حول المدفأه بعد العشاء ."

فطنت لورا لتوتر ابنة عمتها التى لا يعجبها هذا الاهمال .. عندما تكون كليوباترا منزعجه ..تحاول ان تزعج انسانا آخر لا علاقة له بالأمر .. لكن لورا لم تعد تلك الفريسه السهلة المنال .. منذ وصولها الى بانسيون وهى تراقب طبيعى ابنة عمتها وتصرفها الذى لا يختلف عن تصرف ابنها الصغير الذى يبلغ الخامسه من عمره.

أجابتها لورا فى هدوء مزعج : " لست فى حاجه للفاكهه او الحلوى او القهوه .. ولا حتى التجمع حول المدفأه .. أفضل الجلوس فى غرفة المطالعه ."

أعلنت كليوباترا فى برود وهى تنظر الى النار المرتجفه : " غرف المطالعه هى المكان المفضل لسيد المكان .. وحذار ان تزعجيه ."

كما أعلمتها لورا بأن الرياح المتواصله تهدد دائما بانقطاع التيار الكهربائى عن المنطقه.. لكن آل تريفاين زودوا بانسيون بمولد كهربائى خاص يستعملونه فى الحالات الطارئه .

أضافت كليوباترا فى لهجه عدائيه : " على كل حال .. دومنيك لا يحب ان تحومى حوله وتزعجيه بالاسئله حول تاريخ العائله ."

" لا افهم بعد الآن سبب احتجاجك ."

" لقد أرغمته على التنزه معك طيلة فترة ما بعد الظهر ولما عاد .. لاحظت انه مل معك حتى الموت."

وفى تلك الاثناء سمعت اصوات الرجال فى البهو .. فابتسمت كليوباترا فى رضى وانتفضت واقفه وهمت بالذهاب للقاء الشقيقين.

ميريام التى كانت تسمع ما يدور من حديث بين الفتاتين بينما كانت تحضر طاولة الطعام همست تقول : " انها تضيع وقتها .. آل تريفاين لا يليقون بها."

قالت لورا مستغربه : " كيف ؟ "

لكن ميريام لم ترد عليها .

فجأه شعرت لورا بالتعب بعد أول يوم لها فى هذا العالم الجديد .. فسألت ميريام فى تردد : " هل تعتقدين أن فى امكانى الذهاب الى فراشى الآن ؟ "

من عتبة غرفة الطعام رن صوت مستاء يقول : " لست فى حاجه الى ان تطلبى اذنا بذلك ! هل ستستأذنين للأحلام كذلك ؟ "

" كيف باستطاعتى معرفة ما يمكننى فعله فى هذا المنزل الغريب ؟ "

ابتسم دومنيك .. فوجهت لورا سؤالها الى ميريام : " هل فى امكانى مساعدتك بشئ ."

قال دومنيك فى الحال : " كلا .. اذهبى الى فراشك ."

" اذن تصبح على خير ."

كان دومنيك واقفا امام الباب قاطعا عليها الطريق فشعرت بانزعاج وتوقفت امامه منتظره ان يفسح لها المجال للخروج .. ولاحظت لورا ان عينيه سوداوان ووقحتان مثل عينى بيرغرين .

قال : " لم اكن على استعداد لاستقبال فتاة مثلك عندما طالبت بحضور ارملة اخى الى هنا!"

صوته يختلف كليا عن صوت بيريغرين .. ولاحظت فى وجهه بعض الانزعاج وتذكرت ابنة عمتها التى لا شك انها كانت صادقه عندما قالت ان دومنيك ضجر منها خلال فترة ما بعد الظهر .. فسألته : " كنت تتمنى خادمه للأولاد .. اليس كذلك؟ "

" لا يهم ! انت زائرتى قبل كل شئ ."

ابتسم لها فى لطف واضاف : " لا تقلقى يا آنسه سميث .. ستعتادين على طريقة حياتنا وانى متأكد من اننا سنتعود على نمط من يحدثون ضجه كبيره .. لكنهم لا يؤذون احدا.. تصبحين على خير!"

ثم افسح لها الطريق واختفى .. واجتازت لورا البهو متوجهه الى غرفتها .. خلال الاسبوع التالى .. بدأت لورا تألف الضجه اليوميه وخاصة الانفجارات الآتيه من المصنع .. واصوات الكلاب وتعليقات ميريام غير المتناسقه.. حتى الشجار العنيف الذى يحدث فى استمرار بين الشقيقين المتعارضين فى الراى يدات تتعود عليه .. محل الازهار حيث كانت تعمل وغرفتها الصغيره اصبحتا بعيدين كأنهما خيالات .

قالت لورا ذات يوم لكليوباترا : " انى أتساءل ما اذا كان ما تقولينه صحيحا .. انت عاطفيه جدا ولا يجب ان تتعلقى كثيرا بالشقيقين .. وتبنى آمالا وهميه عليهما ."

" والآن ماذا ستخترعين ؟ "

" انا لا أخترع شيئا وانت تعرفين ما أقصده تماما .. لا يمكن لبيرى ان يمنع نفسه من ملاطفة كل النساء وخاصة اذا كان ذلك يزعج دومنيك ...."

" لا أرى ما الذى يجعل دومنيك منزعجا من تصرف بيرى .. وعلى كل حال دومنيك لا يهتم على ما أظن ! "

" آه لا ! لكن دومنيك بالرغم من قلة ثقافته .. يصر على احترام مدعويه وهو يعرف تماما طبع بيرى .. ربما حاول بيرى الاهتمام بك فقط من أجل ازعاج دومنيك . "

" يا لطبعه السئ ! "

" انه يشبه ترويلوس تمام الشبه .. طبعه سئ كما قلت .. لكنه مرح ومسليا ولم أمل معه لحظه "

تجهم وجه كليوباترا قليلا فتجرأت لورا على القول : " وبما ان بيريغرين يشبه زوجك تمام الشبه .. الا تشعرين برغبه فى الزواج منه ؟ "

تحولت تكشيرة كليوباترا الى تعبير مر وساخر : " يا عزيزتى الحالمه.. ليس بيرى من نوع الرجال الذين يتزوجون ."

فسألتها لورا : " ماذا تأملين من مجيئك هنا مع نيكولا ؟"

" لم أفقد كل شئ يا لورا الحمقاء .. انهم شقيقان على كل حال .. انت ايضا تطمعين بهما."

" آه .. ما هذا يا كليوباترا .. أكاد لا أعرفهما ."

أصرت كليوباترا على مضايقة لورا وقالت : " حذار .. لا تحاول لفت اهتمام بيرى .. لأن دومنيك له أراء باليه فى الفتيات ولا أريد ان يطرد مربية ابنى لأنها لم تستطع ظبط سلوكها !"

أطلقت كليوباترا هذا التحذير فقط من أجل ايجاد موضوع طريف خلال هذا الصباح الرتيب.. غير ان لورا لم تأخذ وقتا طويلا لتدرك ان كليوباترا على حق .

كانت تتسلق كرسيا لالتقاط كتاب عندما دخل بيريغرين الى غرفة المكتبه من دون احداثضجه عائدا من المصنع .. فأمسك بها من يدها فأفلتت لورا منه ضاحكه فارتطمت من دون انتباه بدومنيك الذى كان يجتاز الممر .. فسألها :" لماذا تجرين هكذا ؟"

أجابت بدون حذر : " بسبب بيريغرين ."

ظهر بيريغرين الذى كان يلحق بلورا.

فقال دومنيك فى غضب : " دع هذه الأساليب الملتويه السيئه !"

أجاب بيريغرين ساخرا : " وضعت نفسك فى حماية دومنيك ! انت لست بالفتاة التى يمكننى انن اهتم بها .. يا عزيزتى . وأرجو الا يخيب أملك !"

صرخ دومنيك : " اخرس واخرج من هنا ."

أخذ يتبادلان الشتائم وفى النهايه خرج بيريغرين صافقا الباب بقوه وراءه .. وبعد لحظات سمعت اصوات محرك سيارته .. فالتفت دومنيك نحو لورا وقال : " اعتذر عن اخى .. ومادمت تسكنين فى منزلى ..فأرجوك ان .... "

قاطعته لورا غاضبه : " ان اتصرف باتزان ؟ سبق ان قالت لى كليوباترا هذا الكلام ."

انفرجت قسمات وجهه وعاد يقول فى لهجه هادئه : " هل صحيح قالت لك ذلك؟ ليس هذا ما كنت أنوى قوله.. وانى أتساءل بماذا تفكر ..تجاهك ..هل تدفع لك لقاء اهتمامك بابنها ؟ "

" كلا .. لا مجال لذلك بين الاقارب !"

" هذا ما يلائم كليوباترا تماما ."

انزعجت لورا من هذا الحديث وكانت تأمل الا يفتح هذا الموضوع مع كليوباترا .. لماذا تخيلت ان دومنيك سيقف بجانبها ؟ ان آل تريفاين غير لطفاء وقد حذرتها كليوباترا بذلك ما فيه الكفايه .

" أطلقت زفره طويله .. فابتسم لها دومنيك هازئا وقال : " كنت اريد ان انبهك ..يا لورا .. ان تحترسى من اخى .. هذا ما كنت أنوى قوله ."

" اعرف تماما كيف أتصرف .. عمرى 20 سنه ولدى خبره لا بأس بها فى الحياة .. الجميع هنا يعتقد انى غبيه .. اليس كذلك ؟ "

أجاب : " ليس اخى هو الوحيد الذى يعرف كيف يفاجئ النساء .. غدا بداية فصل الربيع .. وسأريك ان الربيع يأتى الى هنا ."

* نهايـــــة فصل الثالث *

 
 

 

عرض البوم صور katy_1989   رد مع اقتباس
قديم 01-04-14, 04:37 AM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2007
العضوية: 28430
المشاركات: 27
الجنس أنثى
معدل التقييم: katy_1989 عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 70

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
katy_1989 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : katy_1989 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
Wavey رد: 72 - الرداء الأبيض - ساره سيل - دار الكتاب العربى -

 

*غيــــوم الربـيع*


انه اليوم الاول للربيع .. رنت هذه الكلمات مثل عباره سحريه .. وفى اليوم التالى قفزت لورا من سريرها وأسرعت نحو النافذه .. كان الطقس جميلا والبحر والسماء ازرقين .. لكن الازهار لم تتفتح خلال الليل .. لم تكن لورا تعرف الاشارات الخفيه التى تعلن ميلاد الربيع بعد الشتاء القاسى .

قالت لورا فى صوت عال ومتوتر : " لماذا ظننت ان كل شئ سيتبدل كليا؟ "

اجابتها ميريام فى جديه : " لأنك مازالت صغيره وتؤمنين بالعجائب."

وضعت ميريام الصينيه التى تحملها كل صباح الى لورا .. وتقدمت من النافذه حيث كانت لورا لا تزال تحدق فى الخارج .

" الا ترين النباتات الصغيره والبراعم الطريه الخضراء .. وهذه الجذوع النخليه ستطرح عما قريب الزهر الصغير الملون .. وعلى طول الشاطئ ستجدين لاوندة البحار والقصاب وعددا لا ينتهى من النباتات البريه .. ما عليك الا ان تفتحى عينيك فى فضول ! "

كلام ميريام اطلق خيالات لورا فقررت ان تذهب فى نزهه برفقة نيكولا وبدلا من ان تعود الى فراشها لتناول الشاى كعادتها .. سارعت الى افراغ فنجانها وراحت تستعد دون ان تبالى بوجود ميريام .

قالت كليوباترا وهى تدخل الى الغرفه من دون ان تطرق الباب : " لورا .. ماذا تنتظرين لتذهبى الى نيكولا ؟ انه يريد النهوض من سريره .. ولم اعد اطيق صراخه ."

قالت ميريام فى لهجه عتابيه : " كان فى امكانك ان تهتمى به ولو لمره واحده ."

" هذا شأن لورا ."

" انت لا تدفعين لها أجرة عملها ."

انزعجت كليوباترا وقالت : " كيف تسمحين لنفسك بانتقادى ؟ "

" انا لست فى صدد انتقادك .. كل ما اريد قوله ان اليوم هو يوم الاحد واول فصل الربيع والامور ستتغير ."

وغادرت المكان..فهزت كليوباترا كتفيها وقالت : " يا لهذه المرأه الوقحه !"

جلست لورا امام منضدة الزينه لتزين وجهها وتعطر خديها .. فصرخت كليوباترا : " تعالى الآن .. لن يلاحظ نيكولا اذا ما كنت قد زينت انفك ام لا .. حتى الشقيقان لا يلاحظان ذلك.. على ما اظن ."

أكملت لورا زينتها دون مبالاه وقالت : " ان ما افعله هو لنفسى فقط ."

فجأة صرخت كليوباترا : " من فضلك كونى لطيفه مع نيكولا ."

كان الصبى فى مزاج سئ .. لم يكف عن القيام بحركات عصبيه بينما لورا تساعده على ارتداء ملابسه .
فجأة صرخت : " نيكولا .. اهدأ قليلا ."

وراحت تتأمل وجهه الصغير الذى يشبه وجه بيريغرين .

وعندما انتهت لورا من تناول فطور الصباح .. لاحظت فى حزن ان الفرح الذى انتابها عندما استيقظت قد ولى .. لم ينس دومنيك ما وعدها به : "نستطيع ان نأخذ السياره فى جوله استكشافيه فى المنطقه .. اذا كان الامر يهمك ؟"

هتفت وقد استعادت بهجتها تلقائيا : " آه .. ارغب جدا فى ذلك ."

" كنت افكر فى الخروج واكتشاف الاشياء الجميله التى حدثتنى عنها ميريام."

كانت ميريام تعد المائده وقالت : " سأهتم بنيكولا ."

قال دومنيك : "كنت اود تنظيم نزهه نصطحب فيها بعض المأكولات ونأخذها فى الهواء الطلق ونصطحب أيضا نيكولا معنا .. لم يتسن لى فرصة التعرف على نيكولا كما يجب .. هل تحب ان تأتى معنا يا نيكولا ؟ "

أجاب نيكولا فى الحال : " كلا ."

" ستأتى والدتك أيضا وكذلك مومو ."

" وآموس؟ "

" كلا .. آموس سيبقى هنا .. فهو مرتبط بأعمال ضروريه ."

" أريد ان أبقى معه ."

ظل دومنيك محافظا على هدوئه .. وبيريغرين قال له : " سنذهب جميعنا يا نيكولا .. ويمكنك ان تستقل سيارتى .. لكن اذا فضلت البقاء مع آموس .. فسأخذ معى أحدا آخر ."

تغيرت ملامح الصبى .. فأسرع الى أحضان بيرى والح عليه متوسلا ان يصطحبه فى سيارته الجديده .. فلاحظت لورا فى الحال ان سحابة حزن غمرت وجه دومنيك .. وشعرت برغبه ملحه فى ان تصفع بيريغرين !

قال دومنيك وهو يقف : " اتفقنا .. سترافقينا يا ميريام .. وسترين لورا افضل منى اشارات الربيع الخفيه .. وانت يا بيرى .. بما انك ستأخذ نيكولا فى سيارتك .. فعليك ان تغلق غطاء السياره لأن الطقس مازال باردا .. لورا أرجو اعلام ابنة عمتك ان تستعد وتكون جاهزه فى الساعه الحادية عشر والنصف ."

وبعدما انتهى من اصدار أوامره فى لهجه جافه .. غادر سيد بانسيون الغرفه.

قال بيريغرين فى سخريه وهو يرمق لورا بابتسامه وقحه : " رأيت الآن السيد الجشع فى كل رونقه وعظمته."

وأنها لم تكن راغبه فى السخريه من دومنيك فى هذه اللحظه بالذات .. فقد قالت له ببرود : " لا أجدك هذا الانسان المسلى ابدا ."

قالت ميريام وهى تسرح شعرها : " النكته لا تنجح دائما.. نيكولا .. الصبيان الصغار الذين يمصون أصابعهم يذهبون الى الجحيم ."

أجابها الصبى متسائلا :" وانت .. هل ستذهبين الى الجنه ؟ "

" طبعا .. لورا .. يجب ان تذهبى وتقولى لكليوباترا ان تعد نفسها .. اما انت يا نيكولا .. فيمكنك ان تأتى معى الى المطبخ وتساعدنى فى اعداد الساندويتشات لا شك ان الخبز أصبح جامدا ..."

خرجت ميريام من غرفة الطعام فراح بيريغرين يقول : " نسيت انك انسانه على افضل ما يكون من تربيه واخلاق .. يا آنسه سميث .. ألم أنبهك من قبل أن الحياة بين القراصنه لا تناسبك ؟ "

أجابت باللهجه نفسها التى تستعملها عندما توبخ نيكولا : " دع تفاهاتك لنفسك !"

دخل دومنيك وراح ينقل نظره من بيرى الى لورا من دون ان ينطق بكلمه .. ملامح وجهه كانت مخيفه .
فسأله بيرى فى لهجه غير مباليه : " هل كنت تبحث عنى يا دومنيك ؟ "

" نعم .. انا فى حاجه الى من يساعدنى لتركيب باب المغسله ."

وشعرت لورا ان النهار بدأ خطأ وهى تصعد لتعد نفسها وتخبر كليوباترا بموعد النزهه.. لا شك ان بيرى يبحث عن المشاكل .. كما قرر نيكولا ان يتصرف بكراهيه حتى لا يطيقه أحد .. واضافه الى ذلك استقبلت كليوباترا فكرة الخروج الى نزهه فى حده اذ قالت : " بدأ آل تريفاين يقومون بمشاريع سياحيه ويخططون للنزهات الآن ! هل أنت سبب هذا التغيير الجذرى ؟ "

" لا أعتقد .. يأمل دومنيك فى اصطحابى لأرى القريه فى هذا اليوم الأول من الربيع .. ويريد كذلك ان يحاول التقرب أكثر فأكثر من نيكولا .. عليك ان تقومى بجهد يا كليوباترا والمجئ معنا ."

" انت على حق .. يا لورا ."

نهضت من سريرها فى تردد وقالت : " انى سعيده جدا لأن دومنيك بدأ يهتم بنيكولا ."

" للأسف لم يكن نيكولا يطاق اليوم .. انه متعلق تعلقا اعمى بآموس .. ولو لم يقترح عليه بيريغرين أخذه فى سيارته لما اقتنع بالمجئ معنا."

" هل بيرى أت هو أيضا ؟"

فرحت كليوباترا بتلك النزهه وفى الحادية عشرة والنصف كانت جاهزه فى البهو .. وشعرت لورا بارتياح .

كان يبدو ان دومنيك هو الوحيد المنزعج .. لا شك انه لم يكن معتادا على النزهات برفقه العائله كلها .. طلب من لورا ان تجلس قرب ميريام فى المقعد الخلفى لسيارته.

كانت كليوباترا تجلس فى المقعد الأمامى قرب دومنيك .. ونيكولا يستقر فى سيارة بيريغرين .. ألم يندم على هذه البلبله فى عاداته ؟

اما ميريام فكانت معجبه بدورها كدليل .. وكانت تشير الى الآثار القديمه وتخبرهم عن آلاف الأشياء الأخرى التى سيرونها فى هذه النزهه .. لكن فى الواقع لم يروا شيئا .

لم يعد دومنيك يرى سيارة بيرى امامه .. فقد أسرع هذا الأخير فى سيارته ليفرح الصبى ويظهر عظمة سيارته .. لكنه توقف فجأه على طرف الطريق فى منطقه معرضه للريح .. فوصل دومنيك بعد لحظات وأوقف سيارته خلف سيارة بيرى الذى أعلن قائلا : " لن أقوم بخطوه مع هذا الصبى ."

" لو لم تنطلق بسرعه كالمجنون .. لما تقيأ نيكولا ."

أرادت كليوباترا تنظيف الأوساخ التى أحدثها نيكولا .. لكن لورا هى التى قامت بتنظيف الصبى وعندما أرادت ان تنظف السياره أمسكها دومنيك من كتفها وقال : " اتركى هذا العمل المرهق لأخى ."

بدأ بيريغرين الاحتجاجات العنيفه فراح نيكولا يبكى .

طمأنه دومنيك قائلا : "ليس هناك شئ خطر يا بنى ."

قال بيريغرين : " هذه النزهه فكره غير معقوله ! "

أكد دومنيك الواثق تماما من نفسه : " عد الى بانسيون اذا ما رغبت فى ذلك .. انا لن أبقيك معنا بالقوه."
" اذن .. سأبقى .. لا أريد ان أدعك تفرح برحيلى !"

لورا التى تريد منع حدوث عراك بين الشقيقين العدوين قالت : " فى امكاننا ان نتناول الطعام فى تلك الزاويه .. وراء الصخور المحميه من الريح القويه."

ابتسم لها دومنيك وأخرج سلة الطعام من صندوق السياره .

قررت ميريام الهبوط من السياره فرمقت بيريغرين بنظره ثاقبه ونصحته بأن يراقب تصرفاته وحركاته .. وبالرغم من أنها كانت تبدو غائبه فأظهرت بهذه الكلمات أنها كانت تراقب عن كثب كل ما حدث .

وبينما كان دومنيك يفرغ محتوى السله اكتشفت ميريام انها نسيت ان تحضر الاطباق والشوك والملاعق . فقال : " لا ينقصنا بعد سوى ان نأكل بأصابعنا !"

لم تستطع لورا منع انطلاق ضحكتها العاليه .. وتبعتها كليوباترا فى الحال وقد تمددت على الشرشف المنبسط على الارض وقالت : " اننا نؤلف لوحه هزليه ! نزهه وطعام فى الهواء الطلق فى شهر مارس ! آه .. سأتذكر مطولا اليوم الاول للربيع !هل لورا هى التى أثرت عليك كالوباء بأفكارها الجنونيه .. يا دومنيك ؟ "

تبدل فجأه اذ لم يستحسن مزاح كليوباترا .. ولحسن الحظ استرخى الجميع غبر ان بيريغرين كان يحاول باستمرار افشال جهود أخيه الكبير الذى يسعى الى كسب ثقة الولد .. ولاحظ نيكولا انه أصبح محط اهتمام عميه .. وخيل اليه ان فى امكانه ان يفعل ما يريد .. ميريام الحالمه لم تتدخل فى الامر .. اما كليوباترا المستنده الى الصخره .. فكانت مغمضة العينين .. لورا وحدها تتابع خطورة الموقف وتطوره .

نيكولا الذى لم يأخذ قيلولة النهار بدا لا يطاق .

نهضت لورا وقالت : " نيكولا فى حاجه الى أخذ قيلولته .. سأحاول ان أدعه ينام فى السياره ."

تبعها الولد من دون ان تلح عليه . وبعدما عادت لورا الى حيث جالسه برفقة دومنيك .. سألته فى قليل من الحذر : " هل يضايقك نيكولا؟ "

أجاب فى لهجه حزينه : " كلا ..اننى أتألم فقط من حالة البغض الشديد التى يشعر بها نحوى .. لو يترك لى بيريغرين خطا واحدا مع نيكولا لـ .... "

لم يشأ اكمال جملته .. اذ انه مستاء حقا من تصرفات أخيه الوقحه .. هل تقارن دومنيك هذه التصرفات بالضربه القاسيه التى أوقعه ترويلوس بها ؟

قالت لورا : " ان بيريغرين يتصرف مثل ولد متقلب الأطوار ."

" لا تقللى من أهميته يا آنسه سميث .. انه يبلغ السادسه والعشرين من عمره ويتصرف تصرف الكبار . وأفضل لك ألا تنسى ذلك ."

تكلم بلهجه لا مباليه لكن نظرته القاسيه جعلت لورا تحمر خجلا .. مايقوله بمثابة انذار لها .

" انى ناضجه .. أهتم بنفسى جيدا .. كما اعرف كيف يجب ان اتصرف .. شكرا "

" قلت لى هذا الكلام بالأمس .. وانت على خبره واسعه بالحياة .. أليس كذلك؟ "

" هل هذا يضحكك !"

" فعلا .. يحدث لى أحيانا ان أضحك .. وآمل ألا تخافى من قسوتى العاديه كما يفعل نيكولا .. هل تعتبرينى انسانا غريبا .. يا لورا ؟ "

" مثل الحصان القارن ."

" الاسطوره اثرت فيكى .. اليس كذلك ؟ يا الهى .. كم تخجلين بسهوله ! هل تعتبرينى حقا مثل الحصان القارن؟ "

عاد بيريغرين ولاحظ انزعاجها .. قال مازحا :" ايها الثعلب العجوز .. هل تستفيد من غيابنا لتوتر أعصاب الفتاه ! ونحن أيضا لم نضيع وقتنا .. اليس ما اقوله صحيحا .. يا كليوباترا ؟ "

قال دومنيك فى لهجه آمره : " اخرس "

لم تنطق كليوباترا بكلمه واحده .. لكن ابتسامتها بدت واضحه .. راح دومنيك يجمع الأغراض معلنا انتهاء النزهه .. ولما حان الوقت للذهاب رفض بيريغرين اصطحاب نيكولا معه .. ثم نظر الى الفتاتين فى سخريه وقال : " من منكما تأتى معى ؟"

أكدت لورا له انها ترفض الذهاب معه .. ثم أدارت له ظهرها .. فأعلن فى الحال : " لا تتهربى يا عزيزتى ."
جذب لورا من ذراعها ليرغمها بالقوه على ان تصعد فى سيارته .. فصرخ دومنيك فى عنف قائلا : " اتركها وابتعد عنها ! "

أطاع بيريغرين وقال : " هل تتذكر المرة الاخيرة التى تشاجرنا فيها ؟ "

اكفهر وجه دومنيك وقال : " هل ستقذفنى بحجر .. كما فعل ترويلوس؟ "

شعر بيريغرين بالخجل وأخفض نظره .. فاستعاد دومنيك وعيه وقال : " اصعدى يا لورا "

هتفت كليوباترا فى سخرية : " سآتى معك .. يا فارسى الباسل !"

فقال دومنيك بعدما أقلعت السيارتان : " يستحقان ان يقعا فى الهاوية !"

وللمره الاولى تساءلت لورا ما اذا كان دومنيك يهمه أمر كليوباترا .. اذ لاحظت انه انزعج من ذهابها مع بيريغرين .

خلال الطريق .. ظل صامتا .. السماء تلبدت بالغيوم وهطل المطر .. وأدركت لورا عندما توقفت السياره امام المنزل .. ان الربيع لم يصل بعد الى بانسيون .

*نهايـــة الفصـل الرابـع*

 
 

 

عرض البوم صور katy_1989   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الرداء الأبيض, دار الكتاب العربي, روايات, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبيثر القديمة, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, ساره سيل, sara seale, to catch a unicorn, نبع الحنان
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:36 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية